عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree632Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 9 تصويتات, المعدل 4.56. انواع عرض الموضوع
  #61  
قديم 04-04-2016, 03:31 PM
 




الفصل الثالث عشر






"نواه.. نواه.. نواه !"

هذا الصوت المرتعد الذي يبتعد حينا و يقترب حينا آخر .. سحب نواه من عالم الأحلام و رماه على أرض صلبة باردة .. فتح عينيه بتثاقل .. كان الظلام دامسا لكنه استطاع مستعينا بخيوط رفيعة ضعيفة من الضوء تمييز وجوه أصدقائه !

قال آلفونس بقلق : ها قد أفقت أخيرا !
استوى نواه جالسا و تلفت نواه حوله مرة أخرى و تساءل و هو يرتعش : ما هذا المكان ؟! إنه مظلم ، رطب ، و بارد !

قال طفل يجلس بعيدا في الزاوية : إنها شاحنة لنقل الأسماك ! وهي تسير منذ استيقاظنا دون توقف !
قال نواه مذهولا : ولم نحن هنا ؟!!

تنهد بيير و رد بحيرة : لا نعرف.. كل ما نتذكره أننا ذهبنا -بإلحاح منك- إلى المقبرة للتحقق من صحة الخرافة التي أخبر بها الحارس أحد زملائنا في المدرسة..
عقد نواه حاجبيه و أخذ يتذكر : أجل..تلك الخرافة ! شبح طفلة صغيرة يبدأ بالتجوال في المقبرة عند الغروب و لا يستطيع رؤيته إلا الأطفال ! كانت خدعة ليس إلا !
قالت سيلين -أخت آلفونس الصغرى- نائحة و هي تتشبث بذراع أخيها : أخي أريد العودة للمنزل أنا خائفة !<ثم التفتت نحو نواه و أضافت : هذا كله بسببك ! ليتنا لم نستمع إليك !

أطرق نواه رأسه بحزن و خذلان و تمتم : أنا آسف..

و عاد آلفونس يقول : لسنا الوحيدين هنا.. يوجد 14 طفلاً آخرين !!
قال بيير منتحبا : ماذا سنفعل ؟! تحدث يا نواه ! فأنت...

و قطع عبارته توقف الشاحنة المفاجئ ! نهض نواه و ألصق جانب وجهه بالجدار.. و فعل أصدقائه المثل.. كان بإمكانهم سماع السائق يحادث رجالا آخرين فيما ينزل من الشاحنة مغلقا بابها بقوة : لقد وصلنا أخيراً ! كانت رحلة طويلة شاقة !
قال رجل خشن الصوت : وماذا عن الحمولة ؟!

- إنها في الشاحنة

- أريد التأكد منها

- بالطبع ، هذا من حقك ..

ثم سمع الأطفال وقع خطواتهم و هم يقتربون من الباب ثم صوت المفتاح يدار في القفل.. حتى فتح أخيرا.
كان نور الصباح الذي تسلل سريعا إلى داخل الشاحنة نذير شؤم لنواه جعل دقات قلبه تتسارع ..
بقي السائق خارجاً بينما سار الرجل عدة خطوات في الداخل.. عقد ذراعيه أمام صدره يوزع نظراته بين الأطفال في رضا !
وحينما أدار ظهره و هم بالرحيل .. انتصب نواه واقفاً و سأل بشجاعة : من.. أنتم ؟! وماذا تريدون أن تفعلوا بنا ؟!

التفت الرجل نحوه و كشر حتى برزت أنيابه : ماذا سنفعل بكم ؟! هل تريد حقاً أن تعرف ؟!!

لمح نواه في نبرته نذيرا مرعبا جمد الدم في عروقه !
ألقى نظرة سريعة إلى خارج الشاحنة.. و دهش حالما عرف المكان.. كان الميناء !!

سأل بصوت مرتجف : هل.. تريدون أخذنا رهائن.. لتطلبوا فدية من أهالينا ؟!!
ارتسمت على جانب فم الرجل ابتسامة قاسية : لا ، ما نريد فعله بكم سيدر علينا أموالا أكثر بكثير من مجرد فدية !

لف الرعب وجه نواه و أخرس صوته و باقي الأطفال فلم يتجرأ أحد منهم على السؤال !
كان الرجل عديم الشفقة يتفرج عليهم باستمتاع ! لكن هذا القدر من الخوف لم يكن كافياً تماماً له ! فقال بلا رحمة : نحنتجار الأعضاء !!

عند تلفظه بهذه العبارة المشحونة بالوحشية .. انفجر الأطفال بالبكاء و الصراخ ! أما نواه فهوى على ركبتيه.. و أخذ يحدق في الفراغ بعينين شاخصتين بهت لون الحياة فيهما .. لم يستطع كبح دموعه و انهمرت على خديه .. ( لماذا ؟! لماذا انقلب العالم لهذه البشاعة ؟! كيف حصل ذلك ؟! قبل ساعات فقط كان جميلا ، سعيدا ، مسالما ! فلماذا لم يستمر ؟! لماذا .. يجب أن أموت ؟! أنا لم أتجاوز العاشرة من عمري حتى ! لماذا تنتهي حياتي هنا و بهذه الطريقة المروعة ؟!!
أبي ! أمي ! أخي ! أين أنتم ؟! أنا.. أنا لا أريد الموت.. أريد رؤيتكم مجدداً ! لا أريد الموت ! )


وثب الرجل من الشاحنة و تحدث إلى السائق : ستسير بسيارتك و توقفها بجانب السفينة تماماً !
تمتم السائق البدين : نعم ، حسنا !

ثم أغلق باب الشاحنة و أقفله.. ليعود الظلام المقيت مرة أخرى !

ارتمت سيلين في حضن أخيها و اختلطت كلماتها بنشيجها : أخي.. أريد العودة للبيت !

فقال أخوها بقلة حيلة و صوته ينذر ببكاء قريب : ما الذي .. يمكننا فعله ؟!

تمتم نواه و اليأس يملأ عينيه الزرقاوين : لا شيء .. لا أحد يسمعنا أو يعرف مكاننا .. لقد انتهى الأمر..و كل ما بوسعنا ...هو الدعاء بأن تنتهي معاناتنا سريعا و في الوقت ذاته.. كي لا نموت مراراً و نحن نشاهد رفاقنا يقتلون واحداً تلو الآخر..

ثم تهاوى جسده على جدار الشاحنة.. كما لو أنه دمية من القطن..


فجأة.. تحدث الطفل الجالس قرب الباب : لقد توقفت الشاحنة ! <ثم وضع أذنه على الجدار.. و قال باستغراب : شيء ما يحدث ! إني أسمعهم يتجادلون..< ثم صاح : إنهم قادمون !
كف الأطفال عن البكاء...و اقتربوا من بعضهم عل ذلك يخفف شيئا من الخوف المسيطر عليهم.

فتح الباب مجدداً.. و دخل الرجل نفسه برفقة اثنين آخرين.. لكنه هذه المرة...بدا مختلفاً ! فبدلاً من الابتسامة القاسية الممعنة في الشر ..كان العبوس و الاستياء عنواناً لوجهه القبيح !

تقدم خطوة إلى الأمام.. و بدأ يتفحص الأطفال بنظراته الحادة واحداً واحداً...وكأنه يبحث عن شخص معين .. ثم توقف بصره عن الحركة و تركز على واحد منهم .. قال الرجل بامتعاض : انهض !

وقف نواه بطريقة آلية.. فأضاف الرجل : اتبعني !

ظل نواه مشدوها لثوان... ثم حرك ساقيه الثقيلتين ببطء.. وخرج من الشاحنة و الرجل يقوده من ذراعه !

كان الرجال يمشون و هم يتخاصمون فيما بينهم .. قال أحدهم مستاءا : و لم علينا الإنصات إليه أصلا ؟!
فرد الرجل الذي يقود نواه بنفاذ صبر : اصمت هذا يكفي ! لا نريد مشاكل معه ، فهو خطير جداً ! كما أنه سيأخذ هذا الطفل فقط !

تساءل نواه في نفسه ( عمن يتحدثون ؟!! ولم ذلك الشخص يريدني أنا بالذات ؟!! )

توقف الرجال عند مخزن مهجور لمعدات السفن ، كان يقف أمام بوابته ثلاثة أشخاص .. اقترب أحدهم.. فقال له تاجر الأعضاء و هو يدفع نواه إليه : هذا من تريدونه أليس كذلك ؟!
تمعن القادم في نواه للحظات قبل أن يقول بغير يقين : أظن ذلك.. انتظروا هنا حتى نتأكد و نخبركم !

أمسك يد نواه.. و اصطحبه إلى داخل المخزن و إثر صعودهما درجا حديديا صدئا.. توقف الرجل أمام باب علقت عليه لافتة قديمة "غرفة المدير" و طرق الباب قائلاً : أنا ماكس ! وصل الطفل ، سيدي !

جاء صوت من خلف الباب : أدخله !

فتح ماكس الباب و أدخل نواه إلى الغرفة.. انحنى باحترام ثم خرج !

نظر نواه حوله بحيرة و ارتباك.. إذ يسود الغرفة جو غريب تتخلله هالة ثقيلة مثيرة للرهبة !
تسمر في مكانه دون حراك.. كان بالكاد يستطيع تحريك عينيه !

◇◇◇◇

كان المختطفون لا يزالون في الخارج ينتظرون .. زمجر أحدهم بانزعاج شديد : إلى متى سنظل ننتظر ؟! من يظن نفسه ذلك المغرور حتى يفعل بنا هذا ؟!

تأفف الثاني و قال بنبرة ملولة : أخبرتك أنا مضطرون للاستجابة لمطلبه ! هل نسيت فعلته بالمافيا الإيطالية حينما وقفت في وجهه و تجاهلت إنذاره ؟!

- لم أنس لكن.. <ثم لمح نواه وهو يخرج فقال : انظر ! لقد عاد الصبي ! يبدو أنه يبكي..
قال الثاني باستنكار : ماذا يعني هذا ؟!!

و حالما اقترب نواه و ماكس من رجال العصابة .. أفلت الأخير يد نواه و دفعه إليهم قائلا : يمكنكم أخذه ! فهو ليس الطفل الذي نبحث عنه !

- حقاً ؟!! <قال أحد المختطفين بينما ينظر إلى نواه الباكي>

- نعم ، إنه يشبه الطفل الذي نبحث عنه بشكل كبير ، لكنه ليس هو ! لقد ظننا أنكم من اختطفه لأنه اختفى مع هؤلاء الأطفال في اليوم نفسه !

- آه ، هكذا إذن !

ثم بقبضته القوية أمسك ذراع نواه الذي كان ينظر إلى ماكس متوسلا.. لكن الأخير انصرف دون أن يلتفت إليه ..

حين وصول نواه برفقة الخاطفين إلى الشاحنة.. فتح السائق بابها الخلفي مبديا استغرابه : ما الذي حدث ؟!

فرد أحدهم عابسا و صوته يتميز غيظا : مهزلة !

و دفع نواه إلى داخل الشاحنة بعنف حتى وقع أرضاً .. فهرع إليه أصدقاؤه وباقي الأطفال...و الرعب يتملكهم ..

سأله آلفونس أولاً : ماذا حدث معك يا نواه ؟! لم أنت تبكي ؟!!
أضاف بيير بصوت مذعور : هل شرب مصاص الدماء من دمك ؟!!

حملق فيه نواه باستهجان.. و كرر مستنكرا : مصاص الدماء ؟!!

فأجاب الطفل الذي اعتاد الجلوس في الزاوية قرب الباب : لقد سمعت السائق يتحدث مع رجل آخر قائلاً أنالكونت دراكولاهو من أخذك !

كرر نواه و هو يسرح بأفكاره :الكونت دراكولا...

في تلك اللحظة كان باب الشاحنة قد أغلق ، و بدأت الشاحنة في إكمال مسيرها .

و عندما تأكد نواه من ذلك.. مسح دموعه و التفت نحو أصدقائه بوجه لم يعد فيه ما يدل على الطفولة إلا حجمه ! قال بصوت جاد : اسمعوني جميعا !
اقتربوا منه فأكمل : سأسألكم أولاً.. هل تريدون النجاة ؟!!

أذهلهم سؤاله لشدة بديهيته و لم ينطقوا بشيء.. فأعاد بنبرة أكثر حزما : أجيبوني ! هل تريدون النجاة ؟!!

صاح آلفونس : بالطبع !!
أضاف بيير ساخرا : ومن يريد أن يموت ؟!

فقال نواه : جيد ! إذن ينبغي عليكم تنفيذ ما أطلبه منكم !
نظر بعضهم إلى بعض باستغراب.. لكنهم ردوا بالموافقة !
فأضاف ببطء مؤكداً على كل كلمة يقولها : إن الطريقة الوحيدة للنجاة.. هيالقضاء على أؤلئك المجرمين !

قال بيير مدهوشا : ما الذي تقوله ؟! كيف يمكننا القضاء عليهم ؟!

- لا تقلق ! لدينا خطة جيدة ، و ليس هناك ما نخسره ! فأن نموت و نحن نقاتل أفضل من أن يشرحنا أؤلئك المجرمون و ينتزعوا أعضائنا !

تردد الأطفال.. بعضهم يرتعش.. و بعضهم يحدق في رفاقه متسائلاً.. و آخرون لم يستوعبوا الأمر أصلاً !

قال نواه و قد بدأ صبره بالنفاذ : ما بكم ؟! هل تفضلون أن تقتلوا بوحشية على الدفاع عن أنفسكم ؟! أؤلئك الوحوش لم و لن يرحمونا ! إنهم لا يعاملوننا كبشر بل كقطيع من الخراف ! يمزقون أشلاءنا و يبيعونها بلا إحساس أو ضمير !

عند سماع هذه الكلمات المفزعة .. بدأت سيلين بالبكاء.
رمقها نواه بنظرة تعنيف حادة.. ثم قال بقسوة : لا تبكي ! هذا هو الواقع ! هذه حقيقة العالم الذي نعيش فيه ! لا أحد سيأتي لنجدتنا ! نحن وحدنا من نستطيع إنقاذ أنفسنا ، و أي لحظة من التردد و الخوف قد تسلبنا آخر أمل لنا في النجاة.. هل تفهمون ما أقول ؟!!

كان لهذه العبارات القاسية وقع مدو في قلوب اﻷطفال...هبط ليدفن ما فيها من براءة !

نظر اﻷطفال إلى نواه مجدداً.. لكن بطريقة مختلفة ، إذ تحول اليأس و الهلع في عيونهم إلى عزيمة و إصرار !

تقدم الطفل ناقل الأخبار منه قائلاً : أنت محق ، أدعى جيرالد ! أخبرنا ما علينا فعله.. و سننفذ !

اقترب الباقون كذلك.. فصار يهمس لهم بالخطة كيلا يسمعه السائق...



توقفت الشاحنة أخيرا بعدما بلغت الوجهة المطلوبة !

فتح السائق الباب للأطفال برفقة رجال العصابة ، و نزل الأطفال تباعا في انتظام و صعدوا إلى السفينة ..

و بينما كان نواه يهبط الدرج تعثر و سقط على وجهه . ساعده أصدقاؤه على النهوض و واصلوا مشيهم.. إلى أن وصلوا غرفة خالية تماماً في قعر السفينة ، أدخل الرجال الأطفال إليها ثم أقفلوا عليهم و وضعوا حارسا أمام الباب !

شرعت السفينة في الإبحار.. حتى ابتعدت عن الميناء بما يزيد عن العشرين كيلومترا !

حينها.. صرخ جيرالد !!

فتح الحارس الباب و صاح بانزعاج : ما الأمر لماذا تصرخ أيها الشقي ؟!!

كان جيرالد ممدا على الأرض يمسك بطنه و يعض على شفتيه من الألم !
قال أحد الأطفال بقلق : إن معدته تؤلمه كثيرا !

- يا للازعاج !

ثم خطا نحو جيرالد ليتفحصه.. و ما إن اقترب حتى سمع دوي انفجار اهتزت له السفينة !!
اختل توازن الحارس و كاد يرتطم بالجدار و صاح مذعورا : ما هذا ؟!!

ثم ترك الأطفال وهرع الى الأعلى لير ما يحدث !

عندها نهض نواه قائلاً : الآن ! لنخرج بسرعة !

خرج الأطفال من الغرفة راكضين.. و قال لهم نواه : سأتجه أنا مع جيرالد إلى غرفة المحرك ! أما أنتم فاذهبوا لغرفة القوارب و قوموا بتخريب كل ما فيها من قوارب إلا واحدا ! ثم اختبئوا هناك حتى نلحق بكم !

انقسم الأطفال لمجموعتين و انطلقت كل واحدة في اتجاه..

وبينما نواه يعدو مع جاك إلى غرفة المحرك.. قام بمراجعة الخطة في ذهنه متذكرا لقاءه بالكونت :


● كان في الغرفة التي أدخل إليها.. أربعة أشخاص ! رجل يغطي وجهه بقناع أسود و يجلس خلف مكتب رث تم تنظيفه على عجل ، يقابله شخص آخر على كرسي أمامه ، و رجل ضخم الجثة و فتاة باردة الملامح يقفان بقامة منتصبة على جانبي الرجل المقنع !

التفت المقنع نحو نواه وقال مشيرا إلى الكرسي الثاني أمام مكتبه : اجلس يا فتى !
تقدم نواه ببطء و جلس على طرف الكرسي ثم تطلع إلى المقنع بعينين حائرتين ، فقال له بنبرته الهادئة : ما اسمك ؟!

أجاب نواه بارتباك : ن..نواه .. نواه أوتيير !

ثنا المقنع ذراعيه فوق المكتب و قال : آه ، نواه ! سررت بمعرفتك !
فاستجمع الفتى شجاعته و سأل : من.. أنت ؟!

أجاب المقنع من فوره : أنا صديقك !

حدق نواه فيه باندهاش و كرر متسائلا : صديقي ؟!!

- نعم ! أنت محظوظ جدا يا نواه !

- و لماذا ؟!

-ﻷنك ستنجو !!

سكت نواه لفترة يعتريه الذهول .. ثم عاد يسأل : أنا.. سأنجو ؟!! لكن ماذا عن أصدقائي ؟!

-هذا ما ستحدده أنت بنفسك !

قال نواه حائرا : وكيف ذلك ؟!!

رفع المقنع إصبعيه السبابة و الوسطى : سيكون لديك خياران !اﻷول أن تنجو أنت لوحدك ! والثاني أن تنجو مع أصدقاؤك !
فقال نواه دون لحظة تردد : بالتأكيد سأختار الثاني !

- أنت صديق مخلص ! إذن.. سيكون عليك العودة وانقاذهم !!

صاح نواه : وكيف يمكنني ذلك ؟! أنا مجرد طفل ضعيف !

- لست ضعيفاً ما دمت تملك هذا !<وأشار بسبابته نحو رأسه>

- ولكن.. لم لا تنقذهم أنت ؟!! ألست صديقي ؟!!

- إذن بعد كل ما حدث ما زلت تريد الاعتماد على الآخرين في انقاذك ؟!! اسمع يا نواه.. مهما كان الناس حولك كثر سيأتي يوم تجد فيه نفسك وحيدا بلا سند يعينك ، و إن لم تكن قويا بما يكفي.. سيقضى عليك ! نحن نعيش في عالم الغاب كما تعرف حيث القوي يأكل الضعيف !

أطرق نواه رأسه.. فأردف المقنع بصورة غير متوقعة : مع ذلك.. جهزت خطة لمساعدة أصدقائك ، لكن أنت من يتوجب عليه تنفيذها !!

هتف نواه بعزيمة و شجاعة : سأفعلها !

أبدى المقنع إعجابه قائلاً : فتى شجاع <ثم أردف يشير إلى حقيبة نواه : قل لي.. ماذا يوجد في هذه الحقيبة ؟!

- آه ، الحقيبة ! لقد وضعت فيها مصباحا يدوياً و منظارا و بعض الحلويات .. كان من المفترض أن نقوم باستكشاف ليلي في المقبرة !

- آه فهمت ! إذن .. أول خطوة .. أفرغ حقيبتك !

استغرب نواه لكنه نفذ .. وحين انتهى من عمله ، التفت المقنع إلى الرجل الجالس أمامه فالتقط حقيبة صغيرة كانت مركونة إلى ساق كرسيه .. فتحها و وضعها على الطاولة أمام نواه !

شهق نواه عند رؤيته لمحتوياتها !
فقال له المقنع : ضع هذه القنابل في حقيبتك ! ثم سأخبرك ما عليك فعله بها .

ارتعد نواه.. و مد يديه المرتجفتين إلى الحقيبة و ببطء و تردد .. نقل تلك القنابل إلى حقيبته !

- والآن.. سأخبرك بالخطة ! هذه قنابل قوية و مدمرة ! ستضعها في حقيبتك وتركب السفينة.. ثم أثناء نزولك الدرج تتظاهر بالسقوط لترمي بهذه القنبلة تحته ! <و أخرج كرة معدنية بحجم الكف و سلمها لنواه>إنها قنبلة صوتية !
و حين تتأكد من ابتعاد السفينة عن الميناء.. يقوم أحد الأطفال بالصراخ -يجب ألا يكون أنت او أحد أصدقائك لأنهم سيرتابون في الأمر- مدعيا المرض.. سيدخل الحارس ليتفقده عندئذ ستقوم أنت بتفجير القنبلة الصوتية بجهاز التحكم هذا !
عندئذ سينسى الحارس أمركم و يهرع إلى الأعلى .. فتخرجون من الغرفة و تتجه أنت مع مساعد تختاره إلى غرفة المحرك و تضع هذه القنابل هنا.. و هنا.. و هنا <مشيرا إلى نقاط معينة على مخطط غرفة المحرك> فهذه المناطق حساسة جدا ! ثم تلحق برفاقك في غرفة القوارب و تقومون بتخريب كل القوارب هناك باستثناء واحد لتستخدموه في الفرار من السفينة … هل فهمت ؟!
آه صحيح يجب أن تبدو حزينا و خائفا عند عودتك إلى العصابة ! فمن المفترض أن تكون قد فقدت آخر أمل لك في الحياة ! مثل الدور جيداً ، وتصرف بهدوء و روية ! فحياتك و حياة أصدقائك مرهونة بما تفعل !

سكت لبرهة و استرخي في كرسيه ثم أضاف : هيا ! عد الآن لأصدقائك ! كن حذراً و نفذ تعليماتي بدقة !

قام نواه.. و حين اقترب من الباب.. التفت إلى المقنع و قال متسائلا : هناك شيء أود سؤالك عنه .. لم اخترتني أنا بالذات من بين جميع الأطفال ؟!!

وضع المقنع يده تحت خده : لأنك وحدك من تملك كل المواصفات لإتمام هذه المهمة بنجاح !

قال نواه : اه هكذا إذن.. شيء آخر قبل أن أغادر.. قلت أنك صديقي ، و الثقة عربون الصداقة ! أنا أثق بك و أضع حياتي و حياة أصدقائي بين يديك.. لكنك لا تبادلني هذه الثقة ، و إﻻ لما...

و خطفت المفاجأة صوته ! ففي تلك اللحظة.. و على دهشة من الجميع...خلع الكونت قناعه !!

صاحت الفتاة التي كانت تبدو جامدة كالتمثال : سيدي !
أضاف الرجل الضخم مصعوقا : لماذا.. فعلت ذلك ؟!!
بينما اكتفى الثالث بالتحديق إلىالكونتمذهولا !

تجاهلهمالأخيرو ابتسم بعذوبة قائلاً بصوته الرزين : واﻵن.. أنا أبادلك الثقة ! نحن متعادلان ، صحيح ؟!!

هز نواه رأسه ببطء.. و لم يتفوه بحرف.. كان لا يزال يبحث عن صوته ! ●



عندما وجد الطفلان غرفة المحرك.. أخرج نواه من حقيبته ثلاث قنابل
و ذهب ليثبتها في المواضع التي أشار إليها الكونت، بينما وقف جيرالد عند المدخل يراقب الممر و يتأكد من خلوه..

لحظات فقط و انتهى نواه من عمله.. فانطلق مع رفيقه متجهين نحو غرفة القوارب .

هناك.. كان الأطفال مختبئين -بعد إنجاز مهمتهم- وحينما أبصروا نواه قادما خرجوا إليه..
همس بيير : لقد فعلنا كما قلت لنا بالضبط !
قال نواه باستحسان : جيد ! والآن لنفتح البوابة و ننزل القارب !

فتح جيرالد البوابة.. و تعاون الأطفال على إنزال القارب إلى الماء .. ثم قفزوا إليه جميعهم .. إلا نواه !
ناداه آلفونس مستنكرا : نواه ماذا تفعل ؟! هيا انزل بسرعة !
فرد المعني بلهجة غريبة : انتظر لحظة ! < اتجه إلى القوارب المعطلة و مكث هنيهة هناك.. ثم انضم لأصدقائه !

سأله جيرالد باستغراب : ماذا كنت تفعل هناك ؟!
أجاب نواه وقد ارتسمت على طرف فمه ابتسامة غامضة : شيء صغير.. سيضمن نجاح خطتنا !

وبدأ القارب في المسير.. مبتعدا عن السفينة !

صدف في ذلك الوقت...أن أحد رجال العصابة كان يتجول على سطح السفينة فتمكن من رؤية اﻷطفال و هم يركبون القارب و يقودونه بعيداً !

في المقابل.. لمحه جيرالد ببصره الثاقب و قال لنواه بقلق : لقد رآنا أحدهم.. و أسرع ليبلغ اﻵخرين !

ظل نواه ساكناً.. ثم قال بصوت بارد برود الجليد : فليفعل ! لا جدوى من ذلك اﻵن ، هذه هي نهايتهم !

فتح حقيبته و أخرج منها جهاز تحكم متعدد الأزرار .. حدق فيه لحظات.. ثم حول بصره إلى السفينة... لتنقلب نظراته الجامدة نيرانا مشتغلة من الحقد و الكراهية !

خرج صوته مرتعدا.. ليس من الخوف بل من الغضب ، و نطق كلمات لم تكن يوماً لطفل :هذه نهايتكم ! اليوم.. سيتخلص العالم من حفنة نفايات قذرة ! أمثالكم يجب أن يسحقوا باﻷقدام بلا شفقة كما تسحق الصراصير !

و ضغط إصبعه على زر التفجير !
فمﻷ السماء صوت انفجار يصم الآذان .. تكرر صداه في كل اﻷرجاء و فرت الطيورة مذعورة منه !!

اهتزت السفينة بشدة و فقدت توازنها.. تصاعد منها الدخان و شرع البحر بابتلاعها !
أصاب العصابة الرعب والجزع ! وبدؤوا يصرخون و يتدافعون إلى الأسفل السفينة حيث غرفة القوارب !

وهذا ما كان نواه في انتظاره ! أن يتجمعوا في تلك الغرفة.. حيث زرع القنبلة اﻷخيرة !!

أمسك جهاز التحكم بقوة و قال :بعد هذه اللحظة.. لن يعاني أحد بسببكم ! لم ترحموا لتستحقوا الرحمة ! لتحترقوا في الجحيم أيها الاوغاد !!

وكان الانفجار التالي خاتمة مروعة .. لحياة العصابة !!


على المرفأ... وقفالكونتيراقب المشهد.. و قد لاحت على وجهه ابتسامة خفيفة..


◇◇◇◇◇

في تلك الأثناء..

تهالك المحقق أوتيير فوق مكتبه.. واضعا رأسه بين يديه و كل هموم الدنيا قد سقطت عليه فجأة !
رغم أنه لم يبك.. إلا أن ألمه و حزنه كانا واضحين لمن يراه !
تلك الحلقات السوداء حول عينيه ، وجهه الشاحب ، ربطة عنقه المائلة ، و اﻷوراق المبعثرة على مكتبه هنا وهناك..

كان ينظر إلى الهاتف كل دقيقة و ينتظر أي مكالمة قد تفرج عنه كربته و تساعده في العثور على ابنه المفقود !

و بينما هو كذلك.. فتح باب مكتبه و اندفعت السيدة أوتيير !

قالت بألم عميق و عيناها قد تورمتا من كثرة البكاء : ألم تسمع أي خبر عن نواه ؟!!
هز السيد أوتيير رأسه نافياً.. و أطرق رأسه.. فلم يكن بمقدوره النظر في عينيها.. إذ شعر أنه المسؤول عما حصل !

قال بصوت مرهق : عودي إلى البيت وارتاحي قليلاً.. لقد سهرت الليل كله و أنت تجوبين الشوارع بحثاً عن نواه !

رمقته بنظرة حادة تحمل الكثير من العتاب و قالت غاضبة : أرتاح ؟!! كيف ذلك وابني مفقود و لا أعلم أي محنة يقاسي الآن ؟!!

قال و قد ضاق صدره : وماذا ستفعلين أكثر مما فعلت ؟! لقد أبلغنا أجهزة الشرطة في كل أنحاء فرنسا ! وهم يبحثون عنه و باقي الأطفال منذ يوم أمس ! و إذا وجدوا شيئاً سيبلغوننا من فورهم !

أشاحت السيدة ببصرها عنه لوهلة.. ثم عاودت النظر إليه و قالت تلومه بصوتها الباكي : كل هذا بسببك ! لم يكن عليك العبث مع أؤلئك المجرمين ! < ثم أضافت والدموع تسيل على خديها : إنهم بلا قلب !

- أعلم.. أعلم أنني السبب ! لكني لم أتصور حدوث أمر كهذا !

قال كلماته و الندم يقطع فؤاده..

كانت السيدة تهم بالمغادرة.. لولا حدوث شيء مفاجئ !
إذ رن الهاتف أخيراً ، فزرع رنينه أملاً جديداً في قلب اﻷبوين !

رفع السيد أوتيير السماعة سريعاً و قال : آلو.. نعم أنا المحقق أوتيير .. ماذا ؟!! وجدتم اﻷطفال ؟!!<انتصب واقفا و دموع الفرح تمﻷ عينيه ! ثم أضاف : أين ؟!! الساحل الشمالي ؟! إنني قادم في الحال !
كانت السيدة تتطلع إليه بلهفة ! و عندما أغلق السماعة فتحت فمها لتسأل.. لكن السيد وفر عليها ذلك و هتف و الكون لا يكاد يسعه من فرط سعادته : لقد وجدوا نواه وباقي اﻷطفال و هم على خير ما يرام !

أغلقت السيدة عينيها في ارتياح بالغ و كأن روحها قد عادت إليها بعد فراق طويل.. ثم ارتمت على الكرسي تذرف الدموع.. و همهمت بامتنان : الحمد لله ! الحمد لله !



◇◇◇◇◇


أخذ نواه و رفاقه إلى غرفة واسعة و مريحة داخل مركز الشرطة حيث قدمت لهم الشوكولاتة الساخنة والبسكويت..

قال آلفونس بسعادة وهو يقضم قطعة من البسكويت : يا إلهي ! لقد ظننت أنني لن أكون قادراً على أكل هذا مجدداً !
وافقه بيير مضيفاً : نعم.. لم أتخيل أننا قد ننجو من تلك العصابة !

قالت سيلين و هي تمسك كوب الشوكولاتة بكلتا يديها و الفرحة تغمرها : هذا بفضل السيد مصاص الدماء ! سأصنع كعكة شهية و أرسلها له كهدية شكر ﻹنقاذه لنا !
فتدخل آلفونس مخيبا آمالها : وكيف سترسلينها له ونحن لا نعرف عنوانه و لا حتى من يكون ؟!

تبددت فرحة الطفلة و قالت عابسة : لقد نسيت ذلك..<ثم خطر على بالها أمر فالتفت نحو نواه تسأله : ألم يخبرك أي شيء عن نفسه ؟! كمكان إقامته أو اسمه ؟!

هز نواه رأسه نفيا : لا لم يخبرني بأي شيء كهذا !

تنهدت سيلين خائبة أمل و تمتمت بأسف : كنت أريد أن أشكره على اﻷقل..


في تلك اللحظة.. سمع اﻷطفال جلبة و وقع أقدام في الخارج.. فنهضوا منتظرين بشوق لقاء أهاليهم !

اندفع اﻷهالي إلى الغرفة حيث أطفالهم.. و عند رؤيتهم لبعضهم تعالى الصراخ والبكاء و أخذ اﻵباء أبنائهم في اﻷحضان !
هرعت السيدة أوتيير نحو ابنها و ضمته بقوة إلى صدرها و الدموع تسيل على خديها لتسقط كقطرات الندى على وجه نواه..
قالت باكية : آه يا بني ! كنت أخشى أﻻ أراك مجدداً ! حمدا لله !

بكى نواه بحرقة.. و جثا السيد أوتيير على ركبتيه ليربت على رأس ابنه بحنان..


ثم وقف و استدار نحو الشرطي الذي أبلغه بالأمر و قال مستفسرا : ما الذي حدث أيها الشرطي ؟! وكيف تمكنتم من العثور على اﻷولاد ؟!

قفزت سيلين أمامهما و قالت بعيون تشتعل حماسا : إنه هو ! السيد مصاص الدماء ! هو من أنقذنا !
كرر السيد أوتيير كلامها متعجبا : السيد مصاص الدماء ؟!!
هذه المرة.. تحدث جيرالد قائلاً :الكونت دراكولا ! هكذا كان يدعوه أفراد العصابة !

فغر السيد أوتيير فاه مذهولا ! و فقد صوته لوهلة !
شاركته السيدة الصدمة و سألت نواه بصوت مضطرب : هل .. هذا صحيح يا نواه ؟!

هز الفتى رأسه إيجاباً.. فقال والده باندهاش : ما الذي تقولونه ؟! وكيف أنقذكم ؟! أليس هو من قام باختطافكم ؟!!

بدأ نواه يروي ما حدث لهم قائلاً : لا.. من اختطفنا هم عصابة من تجار اﻷعضاء !! <رفعت السيدة أوتيير يدها إلى فمها المفتوح في خوف.. و أكمل نواه : كانوا ينوون نقلنا إلى خارج فرنسا لقتلنا واستئصال أعضائنا !

عندها قال الشرطي مضيفا : لقد أمسكنا بأحد شركائهم و هو سائق الشاحنة التي نقل فيها اﻷطفال و عرفنا منه أن تلك العصابة دنماركية ! و كانت تخطط لإيصال اﻷطفال إلى مركزهم في كوبنهاغن ثم يقتلونهم هناك ! و.. أخبرنا بشيء آخر.. و هو أنالكونت دراكولا .. طلب من العصابة تسليمه ابنك نواه ! و ذلك قبل صعودهم السفينة !

التفت السيد أوتيير نحو ابنه وقد اصفر وجهه .. فأطرق نواه رأسه : نعم.. أراد رؤيتي ليخبرني بوجود قنابل زرعها أتباعه في السفينة طالبا منا أن نغادرها قبل تفجيرها !

اقترب السيد من ابنه.. وضع يديه فوق كتفيه ثم سأل بصوت خافت مرتعش : هل. هل تقول.. أنك رأيتالكونت دراكولا ؟!!

لم يتكلم نواه...
فهزه والده وكأنه يريد إيقاظه : أجبني ! هل رأيته فعلاً .. وجهالكونت دراكولا ؟!!

نظر نواه إلى أبيه نظرة خاوية المشاعر و قال بصوت هادئ ثابت :لا ! لم أر وجهه.. كان يرتدي قناعا !

نهض السيد أوتيير و هدر و قد احمر وجهه من الغضب : عليه اللعنة ! ذلك الشيطان !

صاحت سيلين باستياء : لماذا تتحدث هكذا عن السيد مصاص الدماء ؟!
أضاف آلفونس : نعم ! لقد أنقذنا من الموت بعد أن يأسنا من الحياة !
و قال جيرالد يؤنبهم : لقد فعل ما عجزتم أنتم الشرطة عن فعله !

تلاشى غضب السيد أوتيير.. و أزاح بصره عنهم.. كان يشعر بالضعف والخذلان !

لكن الصدمة الأكثر قسوة ، و القشة التي قسمت ظهر البعير.. كانت حديث أحد اﻷطفال إلى والدته.. قال بسعادة و حماس : حينما أكبر يا أمي سأصبح بطلا مثلالكونت دراكولا و أقضي على كل المجرمين !


حينها.. انهار السيد أوتيير وسقط مغشيا عليه.










رد مع اقتباس
  #62  
قديم 04-04-2016, 10:43 PM
 




مرحبا بك و بالبارت، كالعادة ذاكرتي جعلتني في موقف محرج!

لكن شكرا لتوضيحك ، حصلت على توضيح جيد رتب البحث...
فرغم أنها من القصص النادرة التي لاأفوت منها سطرا، إلا أني كما ترين...!

على كل..دعيكي مني، فهناك أمر أهم...

غيرت سيرة التحقيق و عرضت بطولة أطفال... فرغم ماحل بهم ، إلا أنهم استطاعوا التحرك و إنقاذ أنفسهم... و نواه، هو سليل والده...

و فكرة تتجارة الأعضاء... هي أسوءحدث في البشرية بعد بيع العبيد بالنسبة لي... لا إنسانية... و لا مخلوق يستحق الإحترام...
و دعيني أبدي اعتراضي، لقد سرقت أهم أفكار قصتي، فيجب علي التفكير بأخرى...
طبعا حاشاك السرقة..
و لأرى ، خطة نجاة لا أستطيع وصفها بشيئ سوى تهور مبدع، و بصراحة قد راودتني الشكوك منذ رأيت بكاء نواه...
و،كما صدق ظني حصل... فقد وقع الكونت ببصمته...
لكن مهما،كان،طيبا أو شريرا فهو الأفضع ...
يضع بصمته بيد طفل لم يتعدى العاشرة!
لقد نمى روح الإنتقام و القتل و الكره و الحقد في ضغطة زر، مجنون!خير1
الأفضع ، أنه أصبح بطلا يقتدى به... أعطي بلييركل الحق بردة فعله...

و النقطة الحماسية، لم كذب نواه على والده أنه لم يرى وجه الكونت؟!

هه...لماذا؟
أخبريني بسرعة، البارت القادم سيؤرقني..
Mygrace likes this.

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 04-05-2016 الساعة 02:57 PM
رد مع اقتباس
  #63  
قديم 04-07-2016, 04:43 PM
 




الفصل الثالث عشر و النصف




استيقظت في العاشرة والنصف متكاسلة و متعبة ، فقد قضيت الليل بكامله في البحث عن نواه مع لونا و ليون ، و لم آوي للفراش حتى قارب الفجر على البزوغ !

نزلت الدرج أتثاءب.. تلفت حولي.. كان المنزل فارغاً ، لابد أن لونا ما زالت تبحث عن نواه !
تنهدت بعمق .. و أثناء توجهي للمطبخ دخلت الجدة البيت قادمة من الحديقة.. تبسمت بلطف حين رأتني : ها قد استيقظت يا عزيزتي ! سأعد لك الفطور في الحال !
فقلت : شكراً لك يا جدتي لكن سأعده بنفسي ، لا أريد أن أتعبك .

لكنها ردت نافية : قطعاً هذا لا يتعبني بل على العكس إني أتسلى بعمل هذه الأشياء البسيطة ، إن عزيزتي لونا تقوم بكل شيء و لا تسمح لي إلا بسقاية أزهار الحديقة فقط ! و ذلك حفاظا على صحتي كما تقول ، لكن المرء يحتاج للقيام ببعض الأعمال بين حين و آخر و إلا قتله الخمول و الاكتئاب ، أليس كذلك ؟!
- بلى ، بالطبع !

هممت بمرافقتها إلى المطبخ.. إﻻ أنني لاحظت شيئا لفت انتباهي !
كان على رف الكتب.. كتاب قديم مهترئ على خلاف البقية و التي كانت جديدة تماما !

سحبته.. و قرأت عنوانه "طريق السعادة" ، لقد تم طبعه في سنة 1946 ! إنه أقدم مما تصورت !
بدأت أقلب صفحاته.. وجدته مفيدا و مسليا ، لكن ليس لدرجة الاحتفاظ به و قد أصابه ما أصابه من قدم !
غير أن ما أثار اهتمامي و فضولي أكثر من قدمه .. هي صورة قديمة بالأبيض و الأسود كانت ملصقة على غلاف الكتاب من الداخل ، تظهر فيها فتاتان ودودتان ، و شاب وسيم أنيق الملبس يبدو عليه الثراء !

- هل لفت انتباهك هذا الكتاب ؟!

سألت الجدة بصوتها الحنون.. فما كان مني إلا أن أعيد الكتاب إلى مكانه ثم أعتذر محرجة : أنا آسفة جدا ! ل..لم أقصد التطفل !
قالت الجدة بلطف : لا عليك عزيزتي ، لست منزعجة إطلاقاً ، تستطيعين قراءة ما شئت من الكتب هنا .. و الآن هيا إلى المطبخ فالفطور جاهز !

- ش..شكرا لك جدتي !


****


في الساعة الحادية عشر و سبع دقائق..

جلست في الصالة أشاهد التلفاز و الجدة بجانبي تمسك صنارتها و تحيك كنزة صوفية زهرية اللون..
ترددت في سؤالها لكن الفضول كان سيقتلني ، كما أنها سيدة لطيفة و مهذبة ، لذلك تجرأت و ابتدرت قائلة : هل تسمحين لي يا جدتي.. أن أسألك عن تلك الصورة.. في الكتاب ؟!!

في اللحظة التي ذكرت فيها "الصورة" لمحت حزنا عميقاً في عينيها.. فشعرت بالكثير من الذنب و اعتذرت على الفور : أنا آسفة على هذا السؤال ! أرجوك انسي ما قلته...
لكنها تبسمت بصعوبة و قالت : لا بأس يا ابنتي ، ناوليني الكتاب من فضلك !

نفذت ما طلبته مني.. و أعطيتها الكتاب ، ففتحته على الصورة.. ثم أشارت لي : تعالي يا عزيزتي ، سأحكي لك.. إنها قصة طويلة !

جلست بجوارها.. فشرعت تروي حكايتها :

كنت أعيش مع أسرتي في قرية ريفية صغيرة على الحدود مع ألمانيا .. كانت حياتنا سعيدة رغم ما نعانيه من فقر .. لكن ذلك لم يستمر طويلا .. فما إن دقت الحرب طبولها حتى كنا أول من يعاني ويلاتها !
تهدم منزلنا و قتل والداي في القصف ، ولم يبق بجاني غير آنتوني.. أخي الصغير !
اضطررنا أنا و أخي وكل من نجا من القصف للنزوح بحثاً عن مكان آمن.. مشينا.. و مشينا.. حتى تفطرت أقدامنا وسال الدم منها .

و بعد لجوئنا إلى إحدى القرى اﻵمنة نسبياً.. بدأ فصل جديد من معاناتنا. فنحن.. لم نعد نملك شيئاً ! لا مال ، لا أهل و لا حتى منزل يؤوينا ! و لم يحب أحد وجودنا ، فلم نكن في نظرهم أكثر من مشردين يثيرون الشفقة و يبعثون على البؤس !

عملت أنا وأخي في عدة أماكن.. نمنا في الحضائر مع الحيوانات.. في اﻹسطبلات.. و في أفضل اﻷوقات في السراديب مع الفئران !
كانت حياة صعبة جدا و ذليلة ، لكن لم يكن من حل آخر أمامنا..
حتى جاء ذلك اليوم..

كنت أكنس اﻷرض في منزل سيدة نعمل عندها.. حينما دخل علي أخي بغتة ،
كان يلهث و وجهه محمر.. قال و عيناه تشتعلان حماسة : هل سمعت اﻷخبار أختي ؟!

هززت رأسي نافية.. فاندفع قائلا : تعلمين أن الجيش قد انقسم بعد استسلام القائد الجبان بيتان وتحالفه مع اﻷلمان !

أومأت برأسي.. فأكمل : القائد شارل ديغول قد انسحب إلى إنكلترا مع ما تبقى من الجنود المخلصين ، و انضم إليه الكثير من المتطوعين من المدنيين ، مشكلين جيشاً صغيراً أسموه جيش اﻷحرار !

واصلت عملي دون اهتمام لما يقول : حقاً ؟!
قطب أخي جبينه و قال مستاءا : ما بك لويز ؟! أﻻ تفهمين ماذا يعني ذلك ؟! يجب أن ننضم نحن أيضاً !

أسقطت المكنسة من يدي.. و حملقت فيه مدهوشة : ما الذي تقوله ؟! لم علينا اﻻنضمام إليهم ؟!

قال بجدية : بالطبع علينا ذلك ! فالجيش صغير و يحتاج إلى كل مساعدة ممكنة ، حتى يتمكن من مواجهة اﻷلمان و حلفائهم الجبناء ، و إﻻ لن نتمكن من إستعادة أرضنا المسلوبة أبداً !

رفعت المكنسة عن اﻷرض و أنا أتحدث ببرود : وما الفائدة ؟! ما الجدوى من العودة لمكان لم يعد لنا فيه إﻻ الذكريات المؤلمة ؟!!

رمقني بحدة.. ثم قال كلمات هزت قلبي : أليس هذا أفضل من العيشة المهينة هنا ؟! انظري إلى حالنا ! إننا كالحيوانات تماماً ! نعمل معها طوال النهار ، و ننام قربها في الليل ! على اﻷقل في أرضنا سنعيش بكرامة دون أن نشعر بأننا عبء على أحد !

سكت لبرهة.. ثم تنهدت بقلة حيلة : لكن ما الذي يمكننا فعله فنحن صغار ؟!
أشرق وجهه بسعادة غامرة : أي شيء ! أي شيء يطلب منا ! نعد الطعام ، ننظف الغرف ، ننقل المعدات ، نداوي الجرحى ، نسلم الرسائل ، أي شيء نفعله مهما كان.. سيشعرنا بالسرور و بأن لوجودنا فائدة !

أدرت وجهي.. ثم عادوت النظر إليه و ابتسمت : حسناً يا أخي !

كانت فرحته لا توصف تلك اللحظة !

وهكذا.. سافرنا إلى إنكلترا بعد أن دفعنا لذلك كل ما جمعنا من مال !
هناك.. تعلمت التمريض.. أما أخي.. فبالرغم من أنه لم يتدرب مع الجنود لصغر سنه ، إلا أنه تعلم الكثير عن الجيش و الأسلحة واستراتيجيات الحرب من تواجده في القواعد العسكرية و اختلاطه بالجنود !
تعرفت كذلك على الكثير من الفتيات اللواتي مررن بنفس محنتي.. و كونت العديد من الصداقات .

وفي يوم من الأيام.. أصيب أحد الجنود بالتواء في الكاحل أثناء التدريب.. فأحضروه إلينا لمعالجته.

كان... هو !!
<قالت ذلك و هي تطالع الشاب في الصورة>
لم أر في حياتي كلها رجلاً بمثل نبله و شهامته !

<ضحكت بخفوت و هي تقول : كنت خجولة و لم أملك الجرأة على الاقتراب.. فاكتفيت بمراقبته من الزاوية..
أظنه لاحظ وجودي.. لكنه تظاهر بعكس ذلك كيلا يسبب لي الإحراج .

رأتني إحدى صديقاتي فاقتربت مني و همست في أذني ضاحكة : أنت أيضًا يا لويز ؟!
تورد وجهي.. فأردفت بإعجاب : إنه رائع أليس كذلك ؟! كل الفتيات هنا معجبات به !
سألتها : هل تعرفين من يكون ؟!

نظرت إلي بدهشة : ألا تعرفينه حقاً ؟! إنه جوزيف آيون ! ابن الجنرال الكبير آلبرت آيون !

- ذاك الذي قتل ؟!!

- نعم لقد غدر به مرؤوسه الرقيب مورفان و قتله ، لأنه كان يريد الالتحاق بجيش الأحرار !

همست بغضب : يا لذلك الوضيع !

في تلك اللحظة لم أشعر إلا و يد تسحبني من ذراعي !
استدرت مرعوبة.. فإذا به أخي آنتوني !
نظرت له موبخة فقال مبتسما بخبث : لم تنظرين إلي هكذا ؟! يجب أن تكوني ممتنة فقد أحضرت لك مريضا.. و هو ليس شخصاً عادياً ! < ثم أضاف و هو يجرني في اتجاه جوزيف : والآن هيا أسرعي ! لا يجب أن تتركي المريض ينتظر أليس كذلك ؟!
قلت بارتباك : ماذا.. ما الذي.. تتحدث عنه ؟!

لم يجبني.. و استمر بسحبي.. حتى جعلني أقف أمام جوزيف آيون !
ابتسم الأخير لي.. فارتفعت حرارة وجهي و احمر حتى صار كحبة بندورة !

كان أخي يضحك علي خفية.. بعدها قال لجوزيف معرفا بي : هذه أختي لويز ! و هي الممرضة التي ستتولى العناية بك ، قد تبدو بلهاء لكنها جيدة ! < ثم قال و هو يستدير مغادرا : و الآن سأذهب فلدي الكثير من المهام لأنجزها !


لم يكن لدي الكثير لأفعله لجوزيف فقد قام الطبيب بمعالجة الالتواء و تضميد الكاحل ، و حسب تعليماته.. علي فقط إعطائه دواء في مواعيد معينة -إذ كان مصابا بالتهاب في الحنجرة أيضاً- و أصنافا محددة من الطعام في الوجبات !

تنهدت ورفعت رأسي.. لأجده يتطلع إلي بابتسامة ساحرة.. قال بلطف : أرجو أنك لا تواجهين أي مشكلة !
قلت أشيح بوجهي في خجل : لا.. أبدا !

لم أتحدث إليه كثيرا .. كنت مرتبكة للغاية .. و حين يسألني عن شيء أجيب على قدر السؤال فقط !
و بعد أن تناول عشاءه ، قدمت له الدواء ثم انصرفت .

و حين عودة أخي.. سألته : هل كنت تعرف ابن الجنرال آيون يا آنتوني ؟!
رد بسرور يشوبه الفخر : بالطبع ! نحن أصدقاء !

- حقاً ؟!

- أجل ! <ثم أضاف بحماس بعد لحظة صمت : إنه مذهل ! أنت لم تشاهديه وهو يقود الطائرة !

- هل هو طيار ؟!!

- نعم ! أفضل طيار في العالم ! لقد دربه أمهر الطيارين الإنكليز حتى أصبح يجاريهم في براعتهم ! كل هذا و هو لا يزال مراهقا !

قلت بإعجاب شديد : هذا مذهل بالفعل !

ثم سكت.. أما آنتوني.. فحدق إلي بنظرة شك قبل أن يقول بابتسامة ماكرة : لا تقولي أنك..
قاطعته و أنا أحس بوجهي يلتهب من شدة الإحراج : لا ، لا شيء من هذا يا أحمق ! كل ما في الأمر أنني لم اكن أعرف.. أن لك صديقاً كهذا !

- آها.. هكذا إذن !

قالها و ابتسامته الخبيثة لم تفارق وجهه ! كان يعلم بأني لا أقول الصدق.


صباح اليوم الثاني..
كنت جالسة بجانب جوزيف أنتظر أن ينتهي من تناول فطوره حتى أقدم له الدواء.. حينما طرق الباب.. ثم فتح.. ليدخل رئيس جوزيف الكولونيل بانفيل مع اثنين من مساعديه.
ألقوا التحية العسكرية و ردها جوزيف ثم بادر الكولونيل بالقول : يجب أن تتعافى بسرعة ! فلديك مهمة بالغة الأهمية !

قال جوزيف مسرورا : حقاً ؟! ما هي ؟!
ابتسم الكولونيل بفخر : لقد تم اختيارك مع نخبة من الطيارين الإنكليز لتشارك في قصف الحلفاء لألمانيا !

عند تلفظه بعبارته الأخيرة.. تهاوت الفرحة من وجه جوزيف.. و تنهد في ضيق !
استنكر الكولونيل رد فعله.. و قال متجهما : ما بك ؟! لا يبدو أن الأمر يروقك ! هل يوجد في رأيك شرف أكبر من هذا ؟!!

اعتلى البرود نظرات جوزيف و رد دون لحظة تردد : أعتذر عن قبول هذه المهمة !
حملقنا فيه جميعنا ببلاهة ! و صاح الكولونيل في وجهه غاضبا : ما الذي تقوله ؟!! هل جننت يا ترى ؟!!
تحدث أحد المساعدين باستهجان مماثل : هل نسيت ما فعله الألمان ببلادنا ؟!! و أنهم السبب الرئيسي في مقتل أبيك ؟!!

سكتوا و هم ينتظرون جوابه .. فأتاهم ثابتاً كالجبل قاطعا كالسيف :
إن كانوا هم وحوشا بلا ضمير فأنا لست كذلك ! عدونا هو هتلر و جيشه و ليس المواطنين العزل ! أنا لن أقصف المدنيين و لتفعلوا ما يحلو لكم !

نهض الكولونيل يستشيط غضبا و غيظا : هل تعصي الأوامر ؟!
قال جوزيف بصوته الهادئ : أنا لا أفعل شيئاً لست مقتنعا به أيها الكولونيل !

فما كان من الآخر إلا أن زمجر و جسده بكامله يرتعد غضبا : طفل ! لست أكثر من طفل جاهل ! و ستتحمل بنفسك عواقب قرارك الأبله هذا !

ثم صفق الباب بقوة و خرج مع مساعديه !
التفت جوزيف إلي و ابتسم قائلاً : آسف على هذا الإزعاج يا آنسة آردوان !
أجبت دون أن أنظر إليه : لا.. لا بأس !

و على بغتة من جوزيف -ومن نفسي كذلك- أضفت :
لقد دمر الألمان قريتي.. و قتلوا والدي.. و كانوا سبب تشردنا أنا و أخي ! هم لم يفكروا فينا ولم يهتموا إطلاقاً لما يحدث لنا.. إنهم أشرار ! وحوش ! و لو كنت مكانك لما ترددت لحظة في قبول المهمة !

اتسعت ابتسامة جوزيف.. و نظر في عيني مباشرة : نعم إنهم أشرار.. لكننا لا نختلف كثيراً عنهم أليس كذلك ؟!!

حدقت فيه مدهوشة !

فأردف : للأسف نحن البشر مخلوقات أنانية ، لا نعترف بالظلم حتى يمارس علينا ! لقد هاجمت بلادنا الكثير من البلدان الأخرى ، دمرتها ، قتلت الآلاف من مواطنيها ، و نهبت خيراتها متذرعة بأتفه الحجج ! لكن أحداً منا لم ينكر عليها أفعالها الوحشية أو يجادلها فيها.. لأنها لم تكن تضر بمصالحنا !
أما الآن فنحن نشعر تماماً.. بالألم و الذل الذي كنا نذيقه غيرنا ، و نقر بأن الاحتلال عمل شرير ظالم ، لأن اليوم.. هو دورنا لتكون أرضنا هي المسلوبة.. و نكون نحن الضحية المغلوبة !

لم أجرؤ على التفوه بحرف واحد ، فقد أصابت كل كلمة قالها.. كبد الحقيقة المرة.

لم يعاقب جوزيف على رفضه المهمة.. فقد أجمع القادة على ضرورة بقائه ، إذ كان طيارا عبقريا و الجيش في حاجة إلى كل جنوده في خوض حربه المصيرية ضد قوات المحور !
لذلك أوكلوا إليه قصف القواعد العسكرية و مخازن الأسلحة فقط !
و قد نفذ جوزيف مهماته ببراعة مدهشة !
لتبدأ هذه الحرب المجنونة.. في دخول مرحلتها الأخيرة و الأكثر دموية و وحشية !
كان الدور الأكبر في هذه الحرب لأمريكا و روسيا و إنكلترا ضد ألمانيا واليابان.
أما نحن فلم نلعب دورا رئيسيا فيها -خلاقا للحرب السابقة- فبعدما خسرنا أرضنا ركزنا كل مساعينا لأجل استعادتها من الألمان و حلفائهم الخونة !

في ذلك الوقت.. سمح لأخي آنتوني بالانضمام إلى الجيش و حقق حلمه أخيرا في أن يصبح جندياً !
كان سعيداً للغاية.. أما أنا فكانت سعادتي لا تزيد عن خوفي و قلقلي.. فهذه الحرب.. لا ترحم !
احتضنت أخي بقوة.. و أنا أبكي.. فقال لي مؤنبا : اوه ما بك ؟! لم يجب أن تكدري فرحتي يا لويز ؟!!
قلت و النشيج يبعثر كلماتي : أنا.. خائفة.. من أن أخسرك.. آنتوني !

- آه ما الذي تقولينه ؟! أنا لن أتركك يا أختي المزعجة ! سنهزم الألمان ثم نعود معا إلى قريتنا !

- هل تعدني بذلك ؟!!

- بالطبع أعدك !

ثم غادر ليلتحق برفاقه.. و ينطلقوا إلى ساحة المعركة.
و تحركنا نحن الفريق الطبي بدورنا و لحقنا بهم.. ثم تمركزنا قريباً من دائرة القتال.

كانت المعارك طاحنة و مدمرة في جميع الجوانب و على كل الصفوف !
و عندما بدت آمارات الهزيمة جلية للنازيين.. أمر هتلر جنوده في باريس أن يدمروا كل معالم المدينة قبل انسحابهم منها !
لكنهم لم يتمكنوا من ذلك لحسن الحظ وزكان أكثر الفضل في ذلك لجوزيف -مع أنه لم يكن القائد إلا أنه كان ذكيا و زملاؤه يثقون به تماماً- فقد توقع هذا التصرف و حدد المواقع المحتملة التي يجب التركيز على حمايتها ، ثم قام بمراوغة الطائرات المعادية و أبعدها عن المدينة ، و هو الذي دمر أهم قواعد الجيش الفاشي ، و التي كان مورفان الخائن قاتل أبيه متواجدا فيها ! فقتل من فوره !

وهكذا.. و بعودة علم بلادنا يرفرف في السماء فوق برج إيفل .. قلبت هذه الحرب صفحتها الأخيرة.. و انتهت.

عندئذ.. خرجت أنا إلى الشوارع.. أبحث عن أخي.

كنت أعرف.. فقلبي يؤنبني بذلك.. لكني أبيت التصديق و أنكرت ذلك الشعور البشع الذي يختلج داخلي !
ركضت في الطرقات المدمرة و أنا أصيح : آنتوني ! آنتوني ! أين أنت يا أخي ؟!!

و في منتصف ذلك الشارع الطويل الذي علاه الدخان و تهاوت أعمدته..وقف جوزيف.. مع عدد من رفاقه..
كان ينظر في اتجاهي.. فركضت إليه.. وحين اقتربت منه.. رأيت وجهه حزيناً و عينيه تدمعان !
أعرف.. أعرف يقيناً.. تلك الكلمات التي غصت في حلقه و لم يقدر على النطق بها أمامي..

و دون أن أشعر.. سالت على خدي دموع غزيرة كسيل المطر..
لم تقو ساقاي على حملي و لا حلقي على الصراخ.. فجثوت على ركبتي و دفنت وجهي بين يدي..
بكيت.. و بكيت.. حتى جفت دموعي و قارب بصري على الزوال..
و كان جوزيف يجلس على الأرض بجانبي.. و يربت على كتفي برفق و حنان.. لم يتفوه بحرف.. فعيناه كانتا أبلغ و أصدق في التعبير عن الحزن العميق في قلبه.

لا أدري ما حدث بعدها.. فقد أغمي علي من البكاء.


و عندما استيقظت.. وجدت نفسي.. مستلقية على سرير وثير في غرفة فاخرة ، و شخص ما.. يجلس إلى جواري.
أدرت رأسي.. و إذا بها فتاة ! فتاة بديعة الجمال ! بيضاء بشعر بني مائل للحمرة وعينين زرقاوين.. كجوزيف !

تبسمت بود حين رأتني أنظر إليها و قال بصوت رقيق : ها قد استيقظت أخيراً ! كيف تشعرين الآن ؟!
رفعت رأسي عن الوسادة و أنا أقول : بخير.. لكن من تكونين ؟!

- أنا ماري.. الأخت التوأم لجوزيف !!

دنت مني و أمسكت يدي بيديها الحانيتين و قالت تواسيني : أنت لن تكوني وحدك يا عزيزتي ! سنكون جميعاً إلى جانبك دوماً !
لقد أحببتك من حديث جوزيف فقط و دون أن أراك حتى.. فهل تقبلين صداقتي ؟!

قلت بجفاء : لا أريد شفقة من أحد !
فأطرقت رأسها و ابتسمت بحزن : لو كنت مشفقة على حالك.. لتصدقت عليك ببعض المال و تركتك تذهبين .. ولكن الأمر ليس هكذا ! فدافعي لم يكن الشفقة أبدا ، و إنما المحبة !
أنا الفتاة الوحيدة لأسرتي.. و ليس لدي الكثير من الصديقات ! لذا أريدك أن تكوني أختي و صديقتي في الوقت نفسه ! و أنا لا أطلب ذلك متفضلة عليك.. فأنا التي أحتاج إليك و إلى صداقتك !

قالت كلماتها وهي تنظر إلي بعينين صافيتين تبعثان الأمل و السرور فيمن ينظر إليهما..
فما استطعت أمام لطفها الفياض غير أن أهز رأسي موافقة .. سرت ماري كثيراً و عانقتني بحرارة.


و كانت هي وجوزيف كما وعدت إلى جانبي في كل الأوقات والأحوال.

وهذه الصورة هي آخر ما تبقى لي منهما..<مشيرة إلى الصورة في الكتاب>

مرت السنين.. و السنين..

و تزوج جوزيف من فتاة جميلة تنتمي لأكثر الأسر رثاء و عراقة و أنجب منها ثلاثة أطفال رائعين.. ولدا و بنتين !

قد يغدو ذلك طعنة خنجر في قلب أي فتاة في مكاني .. لكنه لم يكن كذلك عندي..
فبالرغم من حبي الكبير لجوزيف إلا أني لم أتخيل نفسي و لو لوهلة أهلاً للزواج به.
فهو رجل بالغ الوسامة ، يتمتع بذكاء رائع و ثروة هائلة !
أما أنا.. فلا أملك شيئا من ذلك ، لست سوى فتاة فقيرة مشردة لا أهل لها و لا مال.

واصلت العمل كممرضة في أحد المستشفيات -فقد أحببت هذه المهنة- حتى التقيت أخيراً بشريك حياتي -و كان طبيباً بارعا- فتزوجنا و رزقنا بعدها بولدين.

كنا نتبادل الزيارات مرتين في الأسبوع مع أسرة آيون كما لو كنا عائلة واحدة !
كان أبناء جوزيف يحبونني و يدعونني بالعمة لويز ! و أنا كنت أحبهم حباً جما كأبنائي تماماً !

ننظر إليهم بسعادة غامرة ونحن نراهم يكبرون.. يدخلون المدرسة.. ثم يتخرجون منها.. كانت الأيام تمضي بسرعة..
و لم نشعر إلا و الأولاد قد تزوجوا ، و أصبح لهم أبناء ، و صرنا نحن أجداد !
كانت حياتنا رغم المشاكل سعيدة و هانئة !

و أسرة آيون كانت شهرتها و حب الناس لها يزداد يوماً بعد يوم !
خصوصاً بعد رحلة جوزيف إلى أمريكا الجنوبية و إيقافه حربا أهلية كانت نيرانها مستعرة هناك !
إذ نشأ خلاف بين شعبين من بلد واحد على مناجم الماس . كان كل منهم يريد تقسيم البلاد و ضم تلك المناجم إلى قسمه !
فتخاصموا و اختلفوا ثم قامت الحرب !
فتطوع جوزيف للسفر إليهم و محاولة الإصلاح بينهم لإيقاف الصراع !

رفضوا في البداية استقباله خوفاً من أن يكون هذا مجرد ذريعة للدول الأوروبية للتدخل في شؤون بلادهم !
لكن جوزيف أكد لهم أنه قادم بصفته الشخصية فقط و لا علاقة له بسياسة فرنسا !

فسمحوا له بالدخول..
لم يتحدث مع القادة.. لأنه يدرك أنهم يركضون وراء مصالحهم الشخصية دون الاكتراث بما يحل بشعوبهم !
و بدلا من ذلك نزل إلى الشوارع و وقف يحدث الناس من كلا الشعبين :
"الحرب ! هل هي ما تريدونه فعلاً ؟! هل تظنون أن الحرب ستجلب لكم الأمجاد والبطولات ؟!! أنا عشت في الحرب ! وليست أي حرب ! بل حرب عالمية مجنونة ! لهذا أنا أعرف تماماً ماذا ستكون النتيجة ! خراب و دمار في كل مكان ، أناس يبكون أهلهم وأحبابهم ، دخان أسود خانق يحجب ضوء الشمس ! لن يكون هناك فائز ! بل ستكونون جميعا خاسرين !
إنكم تعيشون حياة واحدة فقط ! فهل تستحق تلك الأحجار التافهة أن تضحوا بحياتكم و تمزقوا وحدة بلادكم من أجلها ؟!!"

بدا الناس مقتنعين بكلامه.. لأن مشاعره صادقة تخرج من أعماق قلبه !

لكن.. بالرغم من ذلك.. استمرت المعارك ! فهناك أطراف من الجانبين لم تقبل بالسلم !
كان جوزيف يشك بوجود يد خفية تحرك هؤلاء الناس و تتحكم بهم كالدمى ، لتحقيق غاياتها الخاصة !

فشكل مجموعة سرية مؤلفة من أعضاء متفانين من كلا الشعبين للتحقيق في هذا الأمر !
و قد نجحت هذه المجموعة في مهمتها ، وكانت شكوك جوزيف في محلها !
إذ اكتشفوا وجود منظمة من تجار الأسلحة يقومون بنشر الفتن والنزاعات بين الناس لتقوم الحرب و يكونون هم المستفيدين الوحيدين منها !
أقام جوزيف ثلاث سنوات هناك !
تمكن خلالها من القضاء على تلك المنظمة و القبض على معظم قادتها و تسليمهم للمحاكمة !

و بعد أن عرف الناس الحقيقة الكاملة اقتنعوا بإيقاف هذه الحرب عديمة الجدوى..
و عاد السلام.. ليسود مجدداً !

و احتفالا بهذه المناسبة العظيمة.. أهدى جوزيف تلك البلاد مجسما ضخما يظهر فيه شخصان -كل منهما يمثل شعباً من الشعبين- وهما يتصافحان في ود ،
و قال لهم : "عندما تفكرون في الحرب مرة أخرى.. انظروا إلى هذا النصب التذكاري و تذكروا أنكم يوماً ما استطعتم بارادتكم و قوة عزيمتكم أن تقهروا كل الرغبات الأنانية و النفوس الطامعة ، و تضعوا أيديكم في أيدي بعضكم لتبنوا هذا البلد معاً !"


هكذا.. كان جوزيف آيون !

◇◇◇◇

تنهدت الجدة و توقفت عن الكلام..
فطرحت سؤالا كان يدور في ذهني : ولكن أين هو الآن ؟!!

أظن أن هذا السؤال.. هو أكثر ما كانت الجدة تخشاه.. و تتجنبه.
فقد رأيت دموعاً غزيرة تعتصر في عينيها تكافح الجدة حتى تمنعها من النزول..

نظرت إلي.. بابتسامة حزينة مغمورة بالألم : لقد مات ! ماتوا جميعاً !!

فتحت عيني على اتساعهما و قلت مصدومة : ماذا ؟! كيف حدث ذلك ؟!!

أجابت الجدة وقد غلبتها دموعها و سلكت طريقها على خدها : لقد احترق قصرهم ، و مات كل أفراد الأسرة.. جوزيف ، زوجته ، ماري ، الأبناء و الأحفاد ، الجميع حتى الخدم !

اقتربت من الجدة و طوقتها بذراعي .. و تمتمت و دمعتان تسيلان من عيني : أنا آسفة جدتي.. لقد جعلتك تتذكرين كل آلامك و أحزانك..

قالت الجدة و هي تضع يدها على رأسي : لا لم تفعلي.. فأنا لم أنسها أبداً ، و كل ما قمت به أنت.. هو أنك جعلتني أخرجها من داخلي.. كما تخرج السكين من الجرح ، مؤلمة في لحظتها.. لكنك سترتاحين بعدها..
إنني أفضل حالاً الآن عزيزتي شكراً لك.. فلم أتحدث مع شخص عن هذا الأمر منذ مدة طويلة جداً..

نظرت مجدداً إلى الصورة في يد الجدة.. ثم تلقائياً رميت سؤالا متحسرا : لماذا.. لماذا.. يموت الصالحون هكذا ؟! إنهم.. يرحلون .. حتى نظن أن العالم لم يعد فيه الا الأشرار السيئون !

أجابتني الجدة و ابتسامة أليمة تشق طريقها بين الدموع : لقد أصبح الموت رحمة يا عزيزتي !
في هذا العالم القاسي.. الموتى هم الأكثر حظا و راحة !
و الناس الصالحون.. لأنهم صالحون لا يستحقون المعاناة فيه !
لهذا.. هم يموتون !














احم.. قد يأتي أحد ما و يقول : و ما فائدة هذه القصة ؟! لماذا هذا التمطيط ؟!

حسنا.. هذه الحكاية التي قد تبدو مملة و بلا أهمية لا يمكن إطلاقا الاستغناء عنها و ستدركون بأنفسكم مدى أهميتها في الفصول القادمة





رد مع اقتباس
  #64  
قديم 04-07-2016, 09:25 PM
 


يا أهلا بالغالية المبدعة ماي قراس
ارجو ان تكوني بخير و كل أمورك تمام التمام...
أما بعد ...>>انا خائفة و خجلانة يا بنت...
دعيني اعتذر ...أنا حقا آسفة .. آسفة كثيراا...!
لم أرد على الفصل السابق..و هذا أحزنني أكثر منك حتى ..لقد اردت الرد حقا
و لكن انشغالي قد منعني على الرغم من انه عذر اقبح من ذنب
أعتذر مجددا ..لن اتخلف مجددا باذن الله
و لكنني الان الرد الأول ...معذورة صحيح..؟....لا غير معذورة بعد..! اعلم انه ذنب كبير ..!
دعيك مني الآن ...أنت لست غاضبة مني صحيح..!؟
و لكنني استحق ان يغضب علي ...في الواقع اشعر بالذنب بالفعل
كون كل ذلك الابداع و الجهد المبذول لا يقابل سوى برد واحد ..هذا محبط نوعا نا بالنسبة لي ..فما بالك بالكاتبة..!
و انا اتوجه الي وردة المودة
بالشكر ..على الرغم من كونها منافستي الا انني اظن انها تغلبت علي البارت السابق..
على العموم التحسر على الماضي لن يفيد...
اعذريني على الثرثرة بالأعلى و لكنني آسفة فعلا...>>فليخبرني احدكم كم مرة اعتذرت..؟!
ليس موضوعنا...!
سأبدأ بالبارت السابق..
عودة نواه الى البيت هو و اصدقاؤه بعد اختطافهم...!
و مساعدتهم من قبل شخص ..و الاهم أنه ..أنه ...أنه الكونت !
الكونت بنفسه ...!
لقد علمت ان عقاربي رائعون...لذا فلن يخيبوا ظني بهم ....أحسنتم اعزائي!
لقد اعجبتني خطة الكونت و شجاعة نواه في تنفيذها و عدم رغبته في النجاة لوحده..
بل فضل المخاطرة و انقاذ اصدقائه...هذه هي الروح يا فتى ..انت رائع!
ثم ثقة الكونت به و نزعه للقناع امامه وسط دهشة الحاضرين من اتباعه....اظن ان له هدفا..!
من يدري ..!؟
سأعود الى نواه و كتمانه لأمر رؤية وجهه ...يا انت رائع مجددا يا ولد!
أصبحت محبة اطفال ..هذا تطور في شخصيتي..لم احبهم البتة ....آخ رجعت اثرثر عن حالي..
ثم ذلك المحقق اوتيير الا يعترف فقط بأنه يظلم الكونت و لازال مصرا على القبض عليه؟!
و تلك العصابة المرعبة المتاجرة بالاعضاء
الا يملكون قلوبا ...!؟ لا اظن انهم بشر اصلا..!
لو كنت مكان الاطفال لمتت من الرعب قبل ان يتم تشريحي حتى...مرعب!
............
بارت رائع و احداث غير متوقعة ..كالعادة تبهرينني .!
اسلوبك مشوق و سردك رائع و وصفك أروع
أحسنتي مجددا و ككل مرة..!
*******
اما بالنسبة للبارت الثاني
فقد كان هادئا بطريقة مرعبة ...هدوء ما قبل العاصفة على ما أظن..!
يا فتاة ...!
شو قصة هالجدة اللطيفة..؟!
لقد احببت شهامة و شجاعة ذلك البطل المغامر الذي نسيت اسمه...!
اظن ان هناك بطلا واحدا اليوم لذا فهو المقصود..
لقد بكيت على ماضيها التعيس ... لازلت متأثرة الى الآن هههههه
يا بنت شوقتني لمعرفة كيف ستربطين هذا بأحداث الرواية ..
لقد اعجبتني القصة كونها مجرد مقتطفات من الماضي...اسرعي ..!
اسرعي و احضري أليكسي ....و معه المهمة ...أسرعي و احضري البارت الذي سيجعلتي اتعذب
طوار فترة انتظاره...لقد فعلت بي روايتك ما لا يحصل في العادة ابدا..!
......
أيضا هنا ابدعت بابتكار تلك القصة ...انا لا أكاد اصدق انها بالفعل
روايتك الاولى هنا...انت مبدعة يا فتاة..
لقد تجاوزت اجاثا كريستي...على فكرة قررت شو رح صير بالمستقبل
رح صير رئيسة لدار احدى الديار للنشر و التوزيع
و ستكون روايتك اولى الأعمال و التي ستجلب الربح لداري....خيالي واسع!
لديك موهبة فريدة و لديك القدرة على الابتكار و المزج
و الاهم جذب انتباه القارئ من خلال اسلوبك البسيط المعبر

واصلي تقدمك عزيزتي و سأتابعك بكل ما املك ..
على فكرة سيكون هناك متابعة جديدة ...صديقتي من المدرسة
شادو ....هههههههه اثرت روايتك فينا بطريقة لا تصدق
و اءا لاحظت اسمي ويندي غيرتو هههههه ما بصدق انو كل هذا بس من رواية
ستكون حاشرة قريبا لذا اعتبريه ماعتذار مني على ما بذر مني في البارت السابق
ثم ان ما اقلقني هو انك لم تردي على الرد كما بالعادة و هذا ما اقلقني
ارجو ان تكوني بخير عزيزتي
دمت متألقة ...
لك مني أعطر تحية ..!


التعديل الأخير تم بواسطة Wïňđī §♡° ; 04-08-2016 الساعة 08:38 PM
رد مع اقتباس
  #65  
قديم 04-08-2016, 05:44 PM
 
بصراحة انا من متابعين المنتدى بس ما اشتركت فيه الا من كم يوم يعني انا كمان جديدة و اعشق قسم روايات الانمي وهو قسمي المفضل
روايتك تجنن
عن قريب رح انزل اول موضوع لي في المنتدى وهي رواية انمي مدرسية كومدية و شبابية
متاكدة انك رح تحبيها عنوانهالا تخفني
ومرة ثانية اقولك بداية موفقة و حلة جدا
Mygrace likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:29 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011