عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree796Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #76  
قديم 04-16-2017, 11:06 PM
 

ابداع كالعادة حب0

عندما وصلت للطريق وعاد الوحشان إلى عمق الغابة
لوهلة رأيت كل شيء ساكن في مكانه
الناس متجمدة في مكانها والطير ثابت في السماء كان يبدو الأمر كما لو ان الزمن توقف
عاد الزمن للتحرك والناس إلى ما كانت عليه وانا اقف مصدومة من هذا اليوم الغريب أحملق في اللاشيء
ظننت بأن مظهري غير لائق امام الناس ، ألقيت نظرة على ملابسي ولقد كانت عكس ما ظننت
من المفترض ان تكون متسخة او ملطخة بالدماء من ذراعي ... لحظة !
جفت الدمائي في عروقي عند رؤيتي لذراعي سليمة حتى الضمادات غير موجودة !
" كيتي هل من أمرٍ ما ؟ "
التفت لمصدر الصوت لأجد صديقاتي ينظرن لي بغرابة ، تجمعت الدموع في عيني لنجاتي
وركضت لعناقهن ببكاء وهم في قمة الغرابة ويتلون علي كومة من الاسئلة
أنبتهم وبدأت اعاتبهم ببكاء " لقد حصل معي أموراً مخيفة جداً .. استنجدت بكم وانتم لم تشعرون بي ! "
قالت إحداهن بتعجب " كيتي عما تتكلمين ؟ "
وأكملت أخرى " لقد عدنا للتو من المدرسة وكنتي معنا طوال الوقت "
تجمد كياني لأهتف بانفعال " لقد اكملتم سيركم وتركتموني ليجذبني ذاك الذئب وقد أذى ذراعي وكاد ذاك الشاب في القصر يقتلني ... "
قطعت كلامي صديقتي وهي تربت على كتفي " عزيزتي يبدو انكِ متعبة .. دعينا نوصلكِ للمنزل لتأخذي قسطاً من الراحة "
انهن لم يصدقنني ، حتى انه لم يتغير عليهن شيء
كما لو أن الزمن كان متوقف فعلاً
وصلت الى المنزل ولقد كان حدسي صحيحاً فأمي لم تباغتني بأي سؤال !
كأنني لم أغيب عن المنزل ليلة فأقضيها برعبٍ تام
تقدمت من والدتي وسألتها " أين والدي ؟ "
أجابتني وهي ترتشف قهوتها بكل هدوء " إنه في العمل يا عزيزتي .. اخبرني انكِ كنتي مصرة على السير مع اصدقائك فكيف كان يومكِ ؟
جثوت على ركبتي امامها وانا أكاد أجن ، هل ستصدق ما سأخبرها به ؟ هل ستصدق ما حدث معي ؟
هرعت إلي تهز كتفي " ابنتي هل انتي بخير ؟ "
رفعت نظري إليها بخوف أتمتم " امي لقد هُجمت من قبل وحشين جذباني إلى عمق الغابة وكادا ان يلتهمانني ! ثم ... ثم التقيت بمصاص دماء أوشك على ان يقتلني ! "
ارتميت في حضنها ابكي " انا خائفة جداً يا أمي "
ظهر الذعر بنبرة امي وهي تقول " لا لا انتِ لستِ بخير "
هرعت امي بالتقاط هاتفها والاتصال بوالدي للذهاب إلى طبيبٍ نفسي فوراً وبأن الامر مستعجل
" امي ما قلته لكِ حصل معي حقاً "
ضمنتي واحاطتني بذراعيها قائلة
" لا بأس عزيزتي لا بأس .. انا هنا "
لم أشعر بالوقت إلا ووالدي قد دخل المنزل بسرعة وحملني إلى السيارة ليأخذني إلى الطبيب مع والدتي وانا اتشبث به لا أريد مفارقتهما ابداً
أستقبلني الطبيب بأسئلته الكثيرة مع أجواء مخيفة بعض الشيء
سألني " كيف كان يظهر لكِ ؟ "
" من هو ؟ "
" مصاص الدماء الذي حدثتنا عنه "
" نعم لقد كان يظهر من الظلام فجأةً .. كـ الظل تماماً لا يمكن أن يشعر به "
واسئلته لم تنتهي ، وجهت نظري ناحية النافذة لأجد بأن الشمس على وشك الغروب والسماء انصبغت بالبرتقالي المحمر
خفق قلبي بخوف ، هل يجب علي العودة لتلك الغابة ولقصره المخيف ذاك ؟
هل علي العودة إلى ذلك الكابوس ؟ أليس من الممكن ان يردعه احد ؟ هل من أحد يستطيع التغلب عليه ويخلصني منه ؟!
" كيتي ؟ "
وجهت نظري بسرعة إلى الطبيب الذي تكلم
" أين ذهبتي قبل قليل ؟ ، لقد شرد ذهنكِ فترةً كبيرة من الوقت "
أردفت بسرعة بخوف " علي ان أعود الان "
حاول ان يهدء من روعي وهو يقول
" تمهلي تمهلي .. دعينا نحاول ان نكلمه "
حركت رأسي بالنفي أنفي الفكرة السيئة تماماً
" مستحيل سينهي على حياتنا فوراً ، إن لم أعد سوف يقتلنا جميعاً ! "
" اهدئي دعينا نحاول "
" لا لا ليست فكرة جيدة "
لم ينصت لي وحرك ذراعه ليطفئ جميع الانوار في العيادة مما قد أطفأ روحي ايضاً وجعل انفاسي على وشك التوقف والزوال
" أمي .. أبي ! "
" هل هو هنا الأن يا كيتي ! "
لم أكن اريد البحث عنه ابداً في هذا الظلام ولا أريده ان يظهر ولكن أطعت أوامر الطبيب وحركت نظري في الظلام أبحث عن ما إن كان هناك أحد غيري انا والطبيب ووالداي
ظهرت عيناه الحمراوتان الغاضبتان في الظلام وهو يحدق بي ونظره معلقٌ عندي ..
التقطت انفاسي بصراخ " انه هنا .. جاء يقتلنا جميعاً "
بانت أنيابه البيضاء في الظلام التي أكشر عنها بوحشية وهب بالهجوم نحوي رافعاً مخالبه
أغمضت عيني وصرخت بخوف عالياً ودموعي تنهمر على وجنتي ..
مرت ثوانٍ وانا لم أشعر بشيء فالتقطت مسامعي صوتاً نبيلاً منغماً كـ سمفونية رائعة
" لديك الجرأة الكافية لمحاولة التهام قلبي أيها الجشع "
فتحت عيناي على أوسعهما وانا أحدق بهذا الشاب الواقف أمامي مباشرةً ويردع مصاص الدماء
لم أرى ملامحه فلقد كان معطياً ظهره لي
ولكنه لم يبدو طبيعياً البتة بملابسه الغريبة وشعره الأسود الطويل الذي يقيده بسلاحه الولبي رفيع كما السوط ، وأكثر ما أثار دهشتها هي أذانه الملوزة واكثر حدة من الأذان العادية يبدو كأذان الأقزام

لذ مصاص الدماء بالهروب من النافذة مكسو الجراح واقتنع بأنه ليس نداً لهذا الشخص الغريب الذي تدخل فجأةً وأنقذني ، نظرت إلى والداي والطبيب في هذا العراك والفوضى العارمة لأجدهم مجمدون ، هل قاموا بإيقاف الزمن مجدداً ؟
التفت إلي اخيراً كاشفاً عن وجهه ناصع البياض وملامحه النبيلة ، كانت عيناه حادتان يتصارع الموج في قاعهما بزرقة ، لقد اذهلني شكله بالكامل انه ليس بإنسان .
بسط كفه نحوي قائلاً ببرود " اعيدي إلي قلبي "
رددت كلامه بعدم استيعاب " قلبك ؟ "
رص على اسنانه وأردف بحدة
" لا تحاولي الإنكار .. إن رائحته تنبعث منكِ "
أرتجف صوتي وأنا أقنعه ببرائتي " أقسم بأني لا أعرف عما تتكلم .. خذ بإمكانك تفتيش حقيبتي إن أردت "
تناولها حقاً بقوة مما أظهر لي بأنه يمتلك مخالباً هو الأخر واخذ يفتش عنها في الأنحاء حتى صاح بنفاذ صبر " أين عساه أن يكون ؟ لا بد أن لكِ علاقة بالأمر .. "
أجبته بقوة مواجهةً غضبه " لما قد تحتاج بشرية مثلي إلى قلبك ! "
أخفض بصره بيأس وقال بهدوء
" لكن رائحتكِ مثل رائحته تماماً "
تقدمت منه بهدوء مطمئنةً له وأردفت بصدق
" صدقني لا أعلم عنه شيئاً "
نظر إلي لتلتمع عيناه وهو يحدق في عيني يكشف كل ما رأيته في الغابة وقصر مصاص الدماء بالتفصيل ، ثم أشاح نظره بعيداً يتمتم
" لقد تمت مهاجمتك لأن الجميع يريد الحصول على قلبي ظناً منهم بأنه معكِ ، ولا بد انه استلذ بطعم دماءكِ لأن لكِ علاقةً بقلبي ورائحته تفوح منكِ ، لذا انتي في وضعٍ خطر جداً "
شهقت بخوف مما قد أعانيه غير ذلك وكيف ستتدمر حياتي ؟ مالذي يجعل قلبه يرتبط بي ولا يظهر ؟
كيف فقده ؟ وكيف يعيش بدونه ؟
انهم مخيفون حقاً ويبدو ان هناك من هو أقوى منه حتى ادى لفقدانه قلبه ...
قطع سلسلة افكاري وهو يقيد ذراعي اليمنى بذراعه اليسرى بسلسلة متينة
" ما هذا ؟ ماذا تفعل ؟ "
التفت إلي قائلاً ببرود " يجب ان ترافقيني للذهاب إلى شخصٍ يعرف تفسيراً عن تعلق رائحة قلبي بكِ مع عدم تواجده "
" دعني لا أريد الذهاب معك لأي مكان "
جذب السلسلة بقوة لأنجذب نحوه مصطدمة به ليقول بحدة :
" إن تركتكِ للحظة لن تبقي على قيد الحياة ، فجميع ما تتخيليه من وحوش سيئةً ستأتي لإلتهامكِ وسيأتي الأسوء ايضاً لأنهم لن يضيعوا فرصة ظهور قلبي او اي شيء يمد له بصلة "

" يا إلهي ما هذه الورطة ! "
-BINGO, .FIRE and Snow. like this.
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي

التعديل الأخير تم بواسطة .FIRE ; 04-21-2017 الساعة 04:23 PM
رد مع اقتباس
  #77  
قديم 04-20-2017, 11:07 PM
 
[align=center][tabletext="width:780px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/20_01_16145330254107491.jpg');"][cell="filter:;"][align=center].




















.
[/align]
[/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:780px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/20_01_16145328189657922.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]



وصفك متقن بسيط ويدخل القلوب
ابدعتي


في ديجور الليل الاظلم
جابهت غريمي الاغر
عندما ت تلاقت اعيننا
كدت اسقط ارضا من هيبته
لكن ذلك ارعد فرائس حماسي
فلطالما هيبته حركت حماسي في مواجهته
شهرت سيفي من غنده واسرعت تجاهه
وها انا ارى مجددا دمائي تسيل على سيفه
تتقطر على الارض كحبيبات المطر
ونفسي الذي لم اعد استطيع ان اتنشقه
اشعر به كغصة في عنقي
سحب سيفه لاسقط ارضا
نفض السيف بحركة سريعة
ليتساقط ما تبقى من دمي عليه ويغدو لامعا
رفعت رأسي ببطئ واضعا يدي على جرحي متألما
لاجده ركب على سهوة حصانه ينظر الي مبتسما ابتسامته الاستهزائية ليقول:
"عد الي عندما تصبح اقوى..."
لا اراديا تهربت ابتسامة مني لاقول له بصوت متقطع:
" سأغ...ل...بك يوما... ما
انت فق...ط انت...ظر...."
لم يرد علي...
فقط نظر الي بطرف عين مبتسما بسخرية من كثرة ما مر عليه هذا المشهد ثم امر حصانه بالمضي واختفى بين ظلمات البر...
سمحت لنفسي ان اهوى لاعانق الارض بجسدي عسى ان يأتي الصباح واجد نفسي اما في مشفى مستعدا لمقابلة غريمي الاغر مجددا
اما في لحدي...

تمت


هيدي مش مقتطف عن رواية
كنت حابة عبر عن حالتي النفسية المعفنة
او اكتب قصة قصيرة
المشهد عجبني بس مش مناسب لقصة قصيرة
ومش ناوية بلش برواية جديدة وما كفيها متل الباقيين
فقلت احسن شي حطها هون
المكان الوحيد المناسب لها

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
-BINGO and .FIRE like this.
__________________














التعديل الأخير تم بواسطة .FIRE ; 04-21-2017 الساعة 02:57 PM
رد مع اقتباس
  #78  
قديم 04-20-2017, 11:46 PM
 
[align=center][tabletext="width:780px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/20_01_16145330254107491.jpg');"][cell="filter:;"][align=center].




















.
[/align]
[/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:780px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/20_01_16145328189657922.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]


رائع يا فتاة حب0
لا تحرمينا من طلتك

وقفت اودع مثواه والمطر البارد قد غسلني
رغم برودة المطر الا انه لم يستطع
ان يخمد نيران قلبي المستعرة
يوما بعد يوم كنت اخاف رحيله
وها قد اتى اليوم الموعود
قد حدث اخيرا ما خشيت لسنين ان يحدث

وماذا بعد...
اتنتهي هنا الحياة؟...
انها مازالت مستمرة
عجبا لذلك
لقد كان حياتي فكيف الحياة تستمر بعد رحيله!...
يبدو انه لا خيار لي الا المتابعة وانتظار المستقبل

رفعت وجهي استقبل حبيبات المطر الباردة ببشرتي
الدافئة لتسري قشعريرة بكامل جسدي
ارتخيت بعدما اعتدت على برودته
لاشعر بقلبي جمده البرد بعد ان انصهر بالفراق
لقد تجمد
ولم يعد للمشاعر مكان فيه
مجرد قطعة حديدية قاسية لا تعرف اللين
مشيت ابتعد عن المطر خوفا عليه ان يصدأ
فالماء يصدئ الحديد
وما مر به قلبي كاف عليه...



اليوم كافت الكرم على هالموضوع
بشوف تذا بعد يطلع معي شي


[/align]
[/cell][/tabletext][/align][/quote]
-BINGO and .FIRE like this.
__________________














التعديل الأخير تم بواسطة .FIRE ; 04-21-2017 الساعة 03:01 PM
رد مع اقتباس
  #79  
قديم 04-28-2017, 03:58 PM
Yun
 

ابداع #


أحثو الخطى متهالكا أسفل التل بينما تغوص مخالبي المعقوفة في التربة المتوهجة، التي تكون شيئا لاا يمكن تمييزه من الرمل ورماد شفقي حاارق.
كنت قد فقدت واحدة من أذرعي الأربعة، إلا انني استطعت وقف النزيف لحسن الحظ عن طريق تغليف القطع بما تبقى لي من طاقة ..
أرنو نحو المعسكر الذي يقع في أعلى شاهق؛ وتلاقي عيناي القمر الأصغر المعتم يتوسط الأفق الأحمر المكدر اللون ليزيده اكفهرارا وهو يميل رويدا خلف المعسكر وقد بدأت هالته القرمزية بالتضاءل، وقد كان تناقص مدى إصدار الأقمار هنا بالتناوب دلالة على الغروب لكن في مدة لا يسعني تقديرها بما يقابلها من الوقت في العالم الطاهر.
ألهث بقوة، قدماي بدات تشتد، المكان يطرأ عليه جو غريب وظلمة خانقة؛ أو ربما مايخنق حقا هو الهواء السام المشبع برائحة الكبريت أو الجثث المتفحمة؛ أو كلتاهما معا.
كقطعة من الجحيم: أرض جرداء محترقة يرتفع في دخان لهيبها المتصاعد نحو السماء صورة عنجهية للشر وصلفه وكبريائه وجبروته؛ وتحيطها جبال عارية يستهوي شحوبها من يحب العزلة ويأنس إليها.
الأشخاص الملعونون هم وحدهم من اقتادتهم رغبات الطمع لأرض الشيطان: عالم سفلي ضائع بين فراغ العدم ، حيث اللابعد و اللاكون..
أعود إلى المعسكر وها أنا أدخل إلى بهو القاعة على سيدي بينما لأ أجرؤ على رفع رأسي في وجهه؛ أجثو على ساق واحدة مقدما فأسي ذو الرأسين مطأطأ الرأس. و ينطلق صوت القائد البارد كالموت ليسأل: هل لديك عذر؟
تنتشر كلماته عبر القاعة كذبذبات خاافتة لتغوص في الجدران، دون صدى
كنت قد تخلفت عن الالتحاق ؛ فأبقى صامتا مطرق الرأس.
ينطلق صوته مجددا قائلا: لقد خيبت أملي.
وبصفحة لحظية، تضمحل صورته داخل الدخان الأسود ويختفي؛ وفي الحال تستطيل الظلال وتتمدد متشكلة بهيئة الحراس وتبتلعني نحو وجهة أعرفها..

أفتح عيناي وأستغرق وقتا حتى أميز ملامح وجهه فرؤيتي ضبابية، جسدي مطروح على أديم الزنزانة الرطب القاابعة تحت الأرض؛ وآثار التعذيب واضحة عليه كما أن الجروح النازفة تملأه. أصعق لرؤيته وأتحامل وأنهض بسرعة لتقديم احترامي والحشرجة في صوتي: سـ..ـيد...يـ
أنهار في الحال، لشدة وهني لم أتحمل ثقل السلاسل التي كنت مقيدا بها. لكنني أسمعه يقول:
يبدو بأنني أنسى ماهيتك البشرية في بعض الأحيان.. لقد كنت قاسيا عليك.
أحاول وأرد بجهد بالغ: أنا لا أسـ.تحـ..ق شفقـ..تك سيدي، القـ..انون يطبـ..ق على الجـ..ميع دون استثـ..ناء، لقد أخطئت و اســ..تـ..حققــ..ت العقـ..ابـ.. آه
تبتلعني طاقته الدخانية وأنتقل معه إلى غرفته ليضعني على السرير، أتحول من هيئة الوحش الضخم ذي الحواجب الخنفسية إلى هيئتي الحقيقية. أحاول النهوض فيقول:
لا تراوحي مكانك..
أرى القائد قد انتبه لشيء على جسدي قد حاولت اخفاءه لكنه بدأ يظهر الآن بعد نفاد طاقتي تماما، لتكسو نظرة مرعبة وجهه؛ ويبدو بأنه قد علم بأنني وسمت بختم ذو عنصر ناري، وفي الحال يشرع في الكشف عن يدي وساقي ثم ظهري ليتأكد من العلامات؛ فأشد قميصي خائفة ومحرجة حتى لا يرتفع لصدري، ينظر القائد إلي ويقول:
تم حرقك؟
وأدير وجهي بعيدا عنه دون إجابة.
يقرب القائد يده من الحروق وينبري: يمكنني الشعور بالهالة التي تحيطها...
ثم يسكت لبرهة وينبري مجددا: ومصدرها..
نظر إلي وضيق عينيه: ألهذا خالفت أمري بالالتحاق؟
أبقى صامتة ويحاول حل الختم بطاقته، أتألم كثيرا ويبدو الألم واضحا جليا على وجهي برغم محاولتي اخفاءه؛ فيسحب يده ويقول: هل احتواءها يؤلمك؟
فأرد: سوف تبقى للأبد.
ينهض القائد بسرعة فأستجمع كل قوتي وأقف بينه وبين الباب مسندة ظهري عليه ليساعدني على الوقوف، وأقول بينما أدرك وجهته وما سيقدم عليه:
لقد غيرت ولائي من أجلك، وأقسمت على دفع حياتي لحمايتك تحت أي ظرف من الظروف، لكن إذا فكرت في إيذاء عالمي فسأردعك دونما تردد!
تتردد قهقهة القائد في أرجاء الغرفة وتبدو أنيابه الحادة وهي تلتمع على الضوء الخافت المنبعث من حجر طاقوي؛ ليقول:
تهددني بالتمرد؟ يالجرؤتك! زيلوس تابعي المخلص الذي يقطع رأسه إذا أمرت بذلك... هذا مالم أتوقعه أبدا!
يبتلعني متحولا إلى الدخان ناقلا إياي إلى السرير واضعا خنجرا من الطاقة المعتمة عند نحري، بينما يزمجر في وجهي بغضب:
هذا من أجلك! لماذا لا يمكنني فهم طبيعتك البشرية؟ لماذا لاتزالين تحتفظين بالولاء للمكان الذي دمرك؟
ولاءك لي.. أنا سيدك!
أجيبه بهدوء: سيدي.. ألم تقل دائما بأننا مختلفين؟ أنا أقسم بالولااء والإنطواء تحت رايتك حتى آخر رمق... لكن لايمكنني تركه.. لا أزال أرغب في العودة..
يبتعد القائد عني، فأكمل: هذه الحروق تزيد من ألمي لتذكيري بأنني منبوذة، لكنها تمنحني بعض العزاء والقوة لأنها شيء من العالم الذي كنت جزء منه وعشت فيه يوما من الأيام..
يقترب القائد مني ويمد يده إلي قائلا:
أريد النظر من خلال عينيك.
أبتعد خائفة وأهز رأسي نفيا: كلا.. سيدي!
يقول وهو لا يزال يثبت نظره في عيناي: دعيني أنظر!
أرتجف خاضعة وأمد يدي، لتلمس أناملي جبهته وأقول: أغلق عينيك سيدي.
فيفعل بينما أسترسل: عندما تم نبذي للفراغ الحدودي، حاولت العودة باختراق البوابة الفاصلة إلا أنني واجهت الموت وكدت أفصل؛ واكتشفت بأن سبب فشلي هو هالتي التي لايتوافق عنصرها مع البوابة وكأنها وضعت هكذا لأمنع أنا خصيصا من الولوج.. واليوم بعد بحث دام طويلا استطعت العثور على وسيلة تمنع انصهار مسارات الأبعاد التي تنقل إليها البوابة بسبب هالتي؛ وكدت أنجح لولا أنني واجهت دفاعا قويا وطوقت باللهب .. واضطررت للانسحاب حتى أنجو..
يفتح القائد عينيه ويقول: هذا كاف.
أقول والغصة بحلقي: لا مجال للعودة.. أملي ..ميؤوس منه..
يقوم القائد حينها بجذبي نحو صدره ويحجز قوتي لتكاد تنعدم تماما، أرفع رأسي بدهشة؛ وتبتلعنا سحابة طاقته لننتقل إلى بوابة سديم سيراف ونحن لانزال نقف في السماء، يشد القائد علي ويقول بينما بدأنا بالعبور: سآخذك إلى هناك؛ لقد قمت بتخفيض طاقتك فهي التي تشوش على البعد الذي تريدين الوصول إليه.. لكن ابقي قريبة مني فقد لا ينجح هذا.
وكان كلامه نبوءة بكل معنى الكلمة، لم نناصف المسار حتى انفطر السديم لأقذف خارجا بقوة، لولا أن تلقاني سيدي قبل أن أرتطم على الأرض وأتهشم كالزجاج لقوة الرمية.
تنتابني ذكرى قديمة فجأة، حول طفولتي التي أمضيتها في مدينة صروح قديمة وسط صحراء وحول ملامح رجل رأيته هناك ظهر من تحت الأفق وضاع دمه هدرا وكيف أنني نفيت إلى هنا ظلما، أهمس: قدرنا متشاابه
إنني أشعر بإنسانيتي تتلاشى يوما بعد يوم وأن هيئة الوحش في داخلي ستتلبسني بالكامل عما قريب، إنني أغيب عن الوعي بينما أسمع صوتا ثاقبا يصدر من انقسام السديم؛ ولانفطار السماء صوت يشبه صوت انفطار قلبي الآن..

صمت في هذا الليل
البهيم
صمت
عقارب الصمت تقاطع حزام الليل
أوحش أنت؟!
تقاوم
وتقاوم
هذه الوعود التي باتت تؤرق أجفانك!
.FIRE likes this.

التعديل الأخير تم بواسطة Yun ; 04-29-2017 الساعة 01:33 PM
رد مع اقتباس
  #80  
قديم 05-15-2017, 03:29 AM
 
_

جمال أحرفك سحرني

خَائِفَة، شَفَتَاي تَرتَعِشَان، أوصَالِي تَرتَعِد، قَلبِي يَعزِفُ الطُّبُول

مُقلَتَاي يُغرِقُهُمَا الحَنِينُ دَمعًا، اصَابِعِي تَرتَجِف، تَخُون،
جَسَدِي يَنتَفِض، اُحُسُ بِي انتَهِي، اُحِسُ بِي ارحَل،
تَخُونُنِي عَبرَاتِي وَ تُبَلِلُ الوَرَقَة، حَبرِي يَكَادُ يَنتَهِي
وَ كَذَلِكَ وَقتِي، إنَهَا النِّهَايَة، حَتمًا هِيَ النِّهَايَة،
لِذَا سَأمسَحُ دُمُوعِي وَ أسطُر آخِرَ حُرُوفِي وَ ارحَل،
لَيسَت ذَات قِيمَة، أعلَم. لَكِنّهَا جُلُّ مَا لَدَيّ الآن،
آخِرُ مَا تَبَقَى لَدَيّ وَ مِنِّي، وَرَقَة بِطَلاَسِم مَخطُوطَة،
وَ بِدُمُوعِي مُبَلَلَة.
بِكُلِ مَا تَبَقَى لَدَيّ مِن قُوَة اكتُب، وَ اكتُب، وَ ابكِي
سَأرحَل وَ لَن يَعِي احَدٌ هَذَا، لَن يَعلَم آيُ شَخص
آيُ قَلبٍ كُنتُ امتَلِك، وَ لَن يَعرِف آيُ خَلق كَم
مِن جُرحٍ بِدَاخِلِي لَم يَلتَئِم، وَ كَم مِن إحسَاسٍ
تَحتَ قَسوَةٍ الحَيَاةِ اِنكَسَر ثُمَ إندَثَر، سَأدخُلُ
العَالَمَ الأسفَل وَ انَا بَعِيدَة، وَ انَا وَحِيدَة.
لَستُ بَحَزِينَة وَ لاَ بِنَادِمَة، اَنَا فَقَط خَائِفَة،
لَيسَ مِن المَوت لَكِن مِنَ الغُربَة، الآنَ فَقَط
اخَافُهَا بَعدَ سِنِينَ البُعد اخَافُ الغُربَة وَ اخَافُنِي،
ارَانِي قَادِمَة بِإتِجَاهِي انظُرُ إلَيّ، اتَأمَلُنِي،
إنَهُ المَوت، يَملِكُ عَينَايّ.

~
.FIRE likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ألماسي :: كلماتي خلدت في ذكرياتي " مصطلحات روائية " Florisa روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 8 02-03-2018 08:18 PM
روائية جماعية {My life with my new friends } Real Tay أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 843 04-06-2014 12:05 PM
مقتطفات..... نبع الحنان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 21 08-03-2007 09:16 PM
مقتطفات بلاتين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 04-12-2007 07:50 AM
:: ضيعتوا وين تحطون اكسسواراتكم ؟؟؟:: اثير الورد حواء ~ 7 06-12-2006 11:26 AM


الساعة الآن 09:19 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011