عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   روايات و قصص الانمي (https://www.3rbseyes.com/forum164/)
-   -   تألّق فراشة ~ ..[ أبطال المغامرات ].. (https://www.3rbseyes.com/t496419.html)

Mulo chan 12-12-2015 12:16 AM

تألّق فراشة ~ ..[ أبطال المغامرات ]..
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_12_15144950751503971.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8263982512.png
متألقة كفراشة ملونة غاليتي............
لايت............


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0635163533.png

داخل تلك الغابة التي احمرّت الحشائش فيها
بل إنّها قد اسودّت وقد تصبّغت بالدم في كل مكان
حيث رائحة تخثّره النفاثة بدت مثيرة للغثيان
أصوات جوعى يسيرون ببطء وتثاقل, يترنّحون في سيرهم
ملابسهم متسخة وممزّقة, بل إنّهم مصابين بجروح بليغة قاتلة
حيث جمجمة أحدهم مثقوبة وآخر يجرجر أمعاؤه
وجوههم القبيحة يمكن رؤيتها من كل صوب وهي تحاصر تلك المجموعة
التي كان الرعب قد تسلل إليهم

أطلق أحدهم بمسدّسه كرة نار انطلقت من الفوّهة لتصيب كتف أحدهم
الذي ارتدّ إلى الخلف مواصلاً التقدّم وآخر أطلق على صدره
الذي مالبث أن سقط حتى نهض مجدداً بذلك الصوت الغليظ

أبعد ذلك الشخص مسدّسه ليظهر وجهه ذو عينين زرقاوين مقوّساً حاجبيه
مرتدياً قبعة زرقاء قد أدار منقارها إلى الخلف
قال بحزم: هذهِ الوحوش اللعينة..! لاتموت أبداً!


بدا أنه لم يتجاوز منتصف العقد الثاني
فأدار برأسه نحو من يقفون خلفه قائلاً بحزم وحدّة:
وأنتم! لاتقفوا هكذا! هل تريدون الموت الآن؟

أحدهم صبيّاً بمثل عمره بدا عليه الارتباك والخوف وهو يخرج شيئاً من جيبه
لقد كان جسده يرتجف خوفاً, وأخرى كذلك بمثل عمره ذات شعر بنيّ يصل لكتفها
يبدو عليها القلق حيث ظلّت واقفة ترتجف
ويبدو أنّ بعض الدموع لم تجفّ عن خدّيها المحمرّين

فكّرت بشرود: هذهِ الوحوش لن تتأثر بسلاحي
لو أنّ ذلك الفتى معنا لاستطاع إنقاذنا ولكننا فقدناه

دمعت عينيها بشرود, ملابسها أيضاً متسخة بالغبار والدماء
وتلك الكائنات الشبه ميّتة تواصل التقدّم إليهم وهي تحاصرهم من كل الجهات
تراجع ذلك الصبي خطوتين إلى الخلف وهو لايزال يطلق كرات النار نحوهم

فهمست فتاة أخرى ببرود ذات شعر طويل قد تصبّغت بالدماء بالكامل:
لو أنّ ماهر لم يتركنا لوجد الوسيلة حتماً ولكن يبدو أنّ هذهِ نهايتنا

لمعت عيناها الخضراوان وهي تسترسل: لافائدة من المقاومة الآن


أدارت الفتاة الأخرى برأسها نحوها حيث سمعت همسها
وبادرها القلق حيث اهتزّت حدقة عيناها.



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...2327807791.jpg



وبعيداً بنفس هذهِ الغابة المقرفة
هناك حفرة قد تجاوزتها تلك الكائنات الشبه ميّتة
وقد كانت ممتلئة بالجماجم البشريّة وجماجم لكائنات أخرى اختلطت بعضها فوق بعض

فتاة أخرى ذات مظهر صبيانيّ تفتّش حولها وهي تنظر يمنة ويسرة
شعرت بألم في كاحلها وهي تسير فأغمضت إحدى عينيها وهي تتأوّه
فكّرت بعينين قلقتين: يجب أن أجد الحجر بسرعة, أين هو؟


لاحظت لمعانه من بعيد فسارت نحوه بحذر متأكدة بأنه ضالتها المنشودة
سارت وهي تسير متأوّه إثر ألم كاحلها, تعرج متحمّلة الألم
وبدون أن تدرك كانت قد داست على شيء ما كان مخبأ تحت الجماجم
فالتمعت عينين حمراوين في الأسفل, سارت حتى وصلت لما لمع فانحنت والتقطته
لقد كان حجراً ذو لون أصفر بهيّ الطلّة, يبدو وكأنه حجر ثمين لمع بروعة
ابتسمت بسعادة وهي تنظر إليه بيدها
حتى سمعت صوتاً خلفها جعل من عينيها أن تتسع وهي تدير برأسها إلى الخلف

لقد تحرّكت تلك الجماجم من تلقائها متفرّقة
أحدهم كان هناك إذ به ينهض بجثّته الضخمة
تصادمت الجماجم ببعضها ونهض بهدوء وبطريقة مستقيمة
كأن تفاصيل جسده لاتحتوي على المفاصل رغم هيئته البشريّة
لقد بدا مرعباً في نظرها التي ذُهلت حتى استقام واقفاً
وقد كان كمن يرتدي عباءة سوداء طويلة تخفي جسده
ذات ياقة كبيرة حول عنقه, إنه بأذنيه الطويلتان وأنيابه البيضاء البارزة من جانبي فمه
ووجهه المائل إلى الأزرق يوحي بأنّه مصاص دماء عشرينيّ
جعل من عينيها أن تهتزّان قلقاً وهي تخفي الحجر في جيبها الخلفي
فتح عينيه بهدوء وقال بصوتٍ متملل وشاحب بعد أن تثاءب: لقد أيقظتني


قوّست حاجبيها وأشهرت بشيء ما نحوه بدا اسطوانيّ الشكل وهي تقوّس حاجبيها
ظلاّ صامتان لوهلة حتى قال بنبرة واثقة: أنتم هنا إذاً, لابد أن السيد الكبير في قلعته


أخرج عصا طويلة من تحت تلك العباءة السوداء ورفعها بشكلٍ عموديّ مسترسلاً:
إن كنتِ تريدين القتال فلا بأس, ولكنني أريد شيئاً واحداً منكِ

لمعت عيناه وهو يقول: وستدفعين ثمنه لأنّكِ أيقظتني


قالت بحزم: مالذي تريده؟

أجاب بنبرة هادئة: أنتِ تعرفين, الشيء الذي يريده السيّد الكبير
والذي تملكينه أنتِ, الحجر الأصفر!


شعرت بالقلق أكثر وعيناها ترتجفان, ثم قالت بحزم:
إنه ليس معي! ولو أنّه معي فلن تحصل عليه أبداً


مالت ابتسامته واحتدت نظرة عينيه وهو يقول: هه! بكل تأكيد


فحرّك عصاه لتصبح أفقيّة, بهذهِ الحركة شعرت بأنّه سيهجم فنقرت على زر بسلاحها
لكنها قبل أن تضغطه بالكامل اندفع نحوها بسرعة البرق وكأنه يقفز دون يحرّك رجليه
اتسعت عيناها في لحظة ولم يسعها الإطلاق.


"كان عليكم أن تتراجعوا منذ البداية, فأنتم لستم أهلاً لنا
لستم أهلاً للوقوف ضد الزعيم لهب
"


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Mulo chan 12-12-2015 12:18 AM

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_12_15144950947607982.gif');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]
http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0947609663.png

مرحبـاً روّاد القسم
هاهو أوّل مواضيعي في هذا المنتدى الرائع
والذي أحببتُ أن أطرح فيه رواية عزيزة جداً إلى قلبي كتبتها منذ سنين طويلة والتي لم تنتهِ بعد
فبسبب ضيق الوقت والدراسة والأشغال اليومية أحاول اقتصاد جزء من وقتي من حين لآخر
الفكرة بدأت منذ كنتُ بمثل عمر الشخصيات التي ستظهر في الفصل التمهيدي ^,^
ومع إعادة الكتابة وتعديلها أصبحت بهذا الشكل الذي يجعلني أفخر بها
هذهِ النسخة المعدّلة اخترتها أن تكون حصريّة في هذا القسم فقط
ولذلك فإنّ الحقوق محفوظة ولا أسمح لأحد بنقلها
الرواية طويلة وأرجو أن تستمعوا بقرائها

ملاحظة: التحميسة عبارة عن أحد أجزاء القصة حين تبلغ أحد أجزاء الذروة
والتي توضّح سياق الأحداث وكيف قد تجري القصة حتى تقرر ما إن أردتَ متابعتها أو لا




http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0947610374.png

الاسم: أبطال المغامرات
الفئة العمرية: +13

النوع: خياليّة, قتاليّة, غموض, كوميدي
لاتخلو من الرومانس والدراما والرعب

عدد المغامرات: 14
عدد الفصول: يختلف من مغامرة لأخرى
حالة الكتابة: قيد الكتابة

الشخصيات الرئيسيّة: كل شخصيّة لها طابعها
ولكنّي لن ألمّح فهذا يدخل ضمن غموض القصة


نبذة: مجموعة من المراهقين يجدون أنفسهم في عالم آخر
أُطلق عليهم لقب الأسطورة التي ستنهي الظلم الموجود فيه


الكاتبة: Mulo


شٌكر: لمصممّة الفواصل غيّمه .
الباقي تصميمي مشـّوا حالكم ^,^



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...1041831931.png


فصل تمهيدي



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...7932103071.jpg


المغامرة 1 ( اتجاهات فوضويّة )

دخول

الفصل الأوّل : 1.1 / 1.2
الفصل الثاني : 2.1 / 2.2
الفصل الثالث : 3.1 / 3.2 / 3.3 / 3.4

تقرير + خروج


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...7932103071.jpg



المغامرة 2 ( خطوات تائِهَة في البيتِ المتحوّل )


دخول

الفصل الأوّل : 1.1 / 1.2 / 1.3
الفصل الثاني : 2.1 / 2.2 / 2.3 / 2.4
الفصل الثالث : 3.1 / 3.2 / 3.3 / 3.4
الفصل الرابع : 4.1 / 4.2 / 4.3 / 4.4
الفصل الخامس :
5.1 / 5.2 / 5.3 / 5.4

تقرير + خروج


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...7932103071.jpg


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...1041833392.png

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Mulo chan 12-12-2015 12:18 AM

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_12_15144950947607982.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...9583873711.png


تحت جنح الليل الأسود عندما أسدل الظلام أستاره متراخياً بعنف, عاصفة هوجاء تغطي أجواء المدينة بغيوم سوداء كثيفة, أمطار غزيرة تهطل على شوارعها مكوّنة بعض المستنقعات قد عبرت من خلالها دراجة ناريّة سوداء التي انطلقت بسرعة فائقة, وصخب محرّكها يضيف على ضجيج قطرات المطر أهزوجة مثيرة, امتدت قوة الرياح لتنقل أمطارها نحو أحد المنازل الفخمة, صوت الرعد المخيف يتسلل إلى المنزل ويجول نواحيه, لعلّ جميع من في المنزل في سبات الآن فالساعة تشير إلى الثانية صباحاً, "تك .. تك .. تك" صوت عقارب الساعة يُسمع في هذا الهدوء, بل إنّ قطرات الماء الغاضبة تزيد من وقع الرعب في هذا الليل وهي تحاول كسر زجاج النافذة, وأصوات نقرٍ انضمت لأهزوجة الرعب هذهِ.

فجأة علا هزيم الرعد صوته بشدّة في تلك الحجرة المظلمة التي لاينيرها سوى ضوء شاشة الحاسوب, أيادي لبشرة بيضاء تنقر على لوحة المفاتيح بسرعة, بدا وكأن الشخص يريد أن يسابق الزمن, خصلات شقراء ناعمة تدلّت بين عيناه الزرقاوان, حاجبان تقوّسا بجديّة وهو يعمل على عدة نوافذ التي كانت ممتلئة بالرموز المبهمة, أرقام ورموز تتكرر في تلك النوافذ, وفأرة رقمية تتحرّك بانسيابيّة مع النقر المتكرر على أزرار جانبيها, ومض البرق الساطع بشدة ثم تلاه رعد يزمجر بعنف, مجموعة من الكتب الدسمة قد وُضعت على منضدة بجانب سرير فخم بشكل مبعثر بدا أنّ صاحبها يقرأ بشغف مؤخراً, و منضدة على الجهة الأخرى من السرير قد وُضع عليها إطار صورة قديمة, كانت لرجل طويل يبتسم واضعاً راحة يده اليسرى على كتف إمرأة شقراء تبتسم برقة وهي تحمل طفل رضيع بين يديها, بل طفلة شقراء جميلة, و بينهما طفل في الخامسة تقريباً ينظر باهتمام نحو عدسة الكاميرا.

ومضت إشارة حمراء على الشاشة, ففتح فاه في دهشة وهو يشهق, وأبعد أصابعه عن لوحة المفاتيح, برهة ثم وضع كف يده على ذقنه وقد علا على نظرة عينيه الحيرة وكأنه يفكّر بعمق, حتى بدت الجديّة على عينيه حيث قوّس حاجبيه, بعد ست مرّات من الوميض وعاود النقر مجدداً, حتى اختفت تلك النوافذ من تلقائها في لحظة واحدة, لقد بدا مضطرباً وعينيه تهتزّان توتراً وهو ينظر نحو زر الدخول على لوحة المفاتيح, بدا متردداً لوهلة حتى قرر نقره, وعندها علا هزيم الرعد بصوته مجدداً, وتعالى صوته حتى خارج تلك الحجرة, حيث ظهر ضوء أبيض لمع من أسفل الباب, ثم اشتدت العاصفة وتحرّك مزلاج الباب, حتى فُتِحَ بهدوء بلغة رعب تعلن أن لا أحد في الحجرة, فوجئ ذلك الشخص الذي وقف عند الباب حين لم يجد أحداً في هذا الليل, حيث أنّ النافذة المغلقة تقاوم شدة قطرات المطر الهوجاء, وشاشة الحاسوب لاتزال مفتوحة مع محتوى فارغ.

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...9665963181.jpg


وفي يوم صافٍ مشرق أتبع ذلك اليوم العصيب, تضيف الشمس بروعتها خيوطها الذهبية التي تتلألأ في إحدى المدن الجميلة التي تقع على ساحل أزرق جميل, أطفال يبنون القلاع بالرمال ويجمعون الأصداف, إنّ الشوارع لا تبدو مزدحمة, قطرة ندى لامعة تسقط على غدير مياه كانت قد تكونت من أمطار الليلة الماضية, ضحكات أطفال تنبعث من المتنزهات وهم يلعبون بالكرة على الأرض الطينيّة, إمرأة محتشمة المظهر تسلم على رفيقتها التي تدفع الأخيرة عربة طفلها الرضيع مرتدية حجاباً ملوّن, ورجل يشتري بضاعة خضروات من إحدى المتاجر فيشكره التاجر مبتسماً وهو يعيد له الباقي من النقود, ضحكت مجموعة من الفتيات في أنوثة وهنّ يتحاورن فيما بينهنّ وبأيديهنّ كوؤس العصير البلاستيكية مع المصاصات التي طبعت أحمر شفاههم.

وهناك في إحدى المدارس الإعدادية الخاصة بالبنين أحد ما يتسلّق سور المدرسة بحذر محاولاً ألا يلاحظه أحد مرتدياً قبعة ذات منقار أماميّ, قفز لتحطّ قدميه على الأرض وأحد ركبتيه على الأرض حيث يديه على الأرض, بدا أنه معتاد على القفز بهذا الشكل, نهض حيث ظهر حذائه الملوّث بالطين وقد أصاب أسفل بنطاله الجينز الأزرق لكنه لم يكن مهتمّاً, وضع الشخص ذراعه على خصره حيث ربطة المعصم التي تعطي انطباعاً بأنه رياضيّ, مرتدياً قميصاً بدون أكمام المائل إلى الأرجوانيّ مع الورديّ ذو فتحة أمامية طويلة مع سحاب مع قميص داخليّ أبيض, خلع القبعة فظهرت عصبة زرقاء على الجبين, وبالتدقيق في الملامح بعض الشيء بدا هذا الشخص فتاة رغم قوامها الغير انثويّ والذوق البسيط في الملابس حيث بدا مظهرها صبيانيّ مع بعثرة شعرها القصير بنيّ اللون ذو القصّة المنزلية, بضع خصلات كادت أن تغطّي عينها اليمنى عسليّة الحدقة, تلفتت حولها حيث لا أحد فقد انتهى الدوام المدرسيّ الآن بعد الظهر.

فهمست لنفسها بنبرة ضجرة:
تباً, ظننتُ أنّ ملعب الكرة هذا لن يكون طينيّاً بهذا الشكل المؤسف
ابتسمت وقالت بسعادة: ولكن لابأس, طالما أنّه المكان الوحيد الذي يمكنني اللعب فيه بحريّة

اتجهت نحو إحدى المخازن التي تطلّ على الملعب ولكنها بدون أن تلاحظ كان أحدهم مستلقٍ في ذلك المكان الضيّق بين حائط المخزن وسور المدرسة وهو يضع قبعة زرقاء على رأسه مغطّياً ملامح وجهه حيث بدا أنه يغط في النوم, خرجت الفتاة من المخزن بسرعة وهي تحمل كرة قدم بين يديها مع ابتسامة مائلة على وجهها, فألقت قبعتها جانباً وتركت الكرة من بين يديها ثم ركلتها بقوة نحو المرمى الذي كان موجوداً بالقرب, لقد بدا بأنها تجيد ركل الكرة حقاً مع أرضيّة مبللة كهذه وتصويب سريع, ظلّت تلعب الكرة وهي تركلها باستمرار, وبين حين وآخر كانت تركض بالكرة حتى نهاية المعلب, لقد بدا أنها تستمتع بوقتها فعلاً وحدها.

حتى ما إن اُنهِكت ركلت الكرة فانحرفت بشكل غير متوقع إلى جهة المخزن, فتحت فاها بتلقائيّة وهي تتبع مسار الكرة بعينيها حتى استقرّت في تلك المساحة الضيّقة خلف المخزن, هرولت الفتاة بملامح تنم على الخيبة حتى اقتربت فتوقّفت فجأة وعلت ملامحها الدهشة وهي ترَ ذلك الصبي يجلس والكرة بيديه, شهقت بدهشة وهي تحاول تغطية وجهها, فرفع برأسه لينظر إليها وقال بابتسامة:
هل تأتين إلى هنا دائماً بعد أن تتنكرين بهذا الشكل أمل؟

فتحت فاها في دهشة وهي تشهق متحوّلة لقطعة من الجليد, لقد فاجأها هذا الصبيّ حينما عرفها على الرغم من محاولتها بالتنكّر كصبيّ, إنه لايعرفها جيّداً إذ أنّ حدود معرفتهما ببعضهما البعض لاتتجاوز الشجار هنا وهناك في أرجاء الحيّ, فقالت بغضب وهي تشير إليه: ماذا تفعل هنا؟

ردّ بإشمئزاز: أنتِ مالذي تفعلينه هنا؟ هذهِ مدرسة البنين التي ارتادها حيث لايجدر بالفتيات الدخول هنا

ظلّت أمل تنظر إليه بذهول, فتثائب وقال بهدوء: تشه! لقد كنتُ نائماً هنا ولكن طرق الكرة أيقظني, وبعدما رأيتك رحل النوم من عينيّ وأنا أفكّر بمالذي تفعله هذهِ الفتاة هنا وهي تلعب كرة القدم في مدرسة فتيان متنكرة كالصبيان, ثم أدركت بأنها الفتاة التي تحب الشجار من الحيّ

ظلّت أمل صامتة وهي تنظر إليه بذهول, فنهض وهو يلقي الكرة عنه مرتدياً قفازات قماشيّة زرقاء حيث كان بمثل طولها وقد بدا بالسنة الدراسيّة نفسها في الثاني الإعداديّ, لقد كان يرتدي بنطالاً أسود اللون وقميص بنفسجيّ وعينان زرقاوان تتناسب مع لون قبعته الزرقاء التي قام بلفّها إلى الخلف حيث لم تستوعب شعره البني وهو يخرج من جانبيّ رأسه ومن الفتحة الخلفيّة التي أصبحت على جبينه.

فقال بحيرة:
أتساءل كم الساعة الآن, لقد غرقت في النوم بعد فترة الاستراحة

فكّرت أمل بإشمئزاز: كيف لشخص عاقل أن ينام في مثل هذا المكان بظهيرة كهذه؟
لاحظ أيهم العصبية على جبين أمل فقال بدهشة: أوه, عصبة نادي الحيّ

ضربت أمل جبينها بسرعة مغطية إياها بيدها, فاتسعت ابتسامة أيهم وهو يقول بخباثة: هذا يفسّر الأمر؟ لابد أنّكِ الشخص المجهول الذي يلعب أحياناً مع الفتيان في مباريات الأحياء, لقد سمعت بذلك ولكنني لم أصدقه, أوه لقد عرفت الآن لماذا تنكرتِ وجئتِ إلى هنا

بدا على أمل الغضب فقالت بنبرة حادة: أنت لن تخبر أحداً بما رأيت, أليس كذلك أيهم؟
أجاب أيهم بابتسامة خبيثة: هه سيكون من الممتع أن تعطيني شيئاً بالمقابل

أمل بغيظ: تشه! أنت مازلتَ تقوم بالابتزاز حتى بعد بقائك في المنزل والقيام بالأعمال المنزليّة, فليكن بعلمك بأنّ الابتزاز لن يساعدك على اكتساب الأصدقاء

أيهم بغيظ: أعمال ماذا؟ أنا أفضّل البقاء في المنزل وقضاء الوقت بلعب ألعاب الفيديو, كما أنه أنتِ من عليه أن يشعر بالقلق الآن بعد أن أخبر الجميع بما تفعلينه هنا

ارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة, فقالت أمل بغيظ: ماذا تريد حتى تصمت؟

فكّر أيهم لوهلة حيث ظلّت أمل تنظر إليه بغيظ, ثم تنبّهت لمن يدخل الملعب من بعيد, لقد كانوا مجموعة من الصبيان يرتدون زيّاً رياضيّ موحّد حيث بدا وبأنّهم فريق كرة قدم, شعرت أمل بالاضطراب وقالت على عجل: تباً! مالذي أحضرهم الآن؟ سأذهب, ألتقيك لاحقاً

هرولت أمل ثلاثة خطوات أو أربعة وهي ترتدي قبعتها بعد أن التقطتها من الأرض بسرعة, فقال أيهم بجديّة: كلا لن تهربي وإلاّ فسأخبرهم حالاً

هرولت أمل باتجاه السور وهي تقول: أخبرهم فلن يصدقونك لن تبتزني بهذا الشكل
أيهم بدهشة: ماذا؟

ركض نحوها ليلحق بها, وحينما اقتربت أمل من السور, وضعت قدمها نحو إحدى الصنايق الكرتونيّة الموضوعة في زاوية ما لتقفز من فوق السور فأمسك بها أيهم لتقع, فقالت أمل بغضب: ابتعد عني!

تشابكت أيديهم وهما ينظرا نحو عينيّ أحدهما الآخر, لقد بديا متشابهان للوهلة الأولى فطولهما متساوٍ ووضعيتيهما متطابقة كما أن تعابير وجهيهما نفسها وهما يكزّان بأسنانهما, إلاّ أنّ طريقتهما في ارتداء القبعّة قد تبيّن فارق الاختلاف الطفيف والذي قد يعكس مدى اختلاف شخصيتيهما, فبينهما فأيهم يرتدي القبعة بحيث يجعل منقارها إلى الخلف بينما ترتديها أمل بطريقة تقليديّة, قال أيهم بتحدٍ: لن تستطيعي الهرب الآن

فاقترب الصبيان نحوهم وهم يسيرون خطوة تلو أخرى, فهمست أمل على عجل: ماذا تريد؟
أيهم بابتسامة خبيثة: أفضّل ألعاب الفيديو
أمل على عجل: أي نوع؟
أيهم بابتسامة: ألعاب القتال

أمل بابتسامة خبيثة: لديّ بعض الألعاب المثيرة
***** و ***** سأعيرك إيّاهم وستعيدهم لي في وقتٍ لاحق

أيهم بحماس: واو, وسأحتفظ بها
أمل بدهشة: ماذا؟
أيهم بابتسامة واثقة: سأحتفظ بها مع احتفاظي لسرّك
أقبل الصبيان نحوهم فسأل أحدهم: هيه! ماذا تفعلان هنا؟

تركت أمل يديّ أيهم وخبّأت وجهها وهي تنزل منقار وجهها إلى الأسفل أكثر بحيث لم تظهر عينيها, حوّل أيهم بعينيه نحوها وهو يهمس: هيه!
همست أمل: حسناً ستحتفظ بها

اقترب أحد الصبيان وهو يقول بحزم: مالذي تفعلانه هنا؟ ملعب الكرة لفريق المدرسة بعد نهاية الدوام

صمتت أمل فأجاب أيهم بابتسامة وهو يشير إلى إحدى النوافذ: لقد أوقعنا شيئاً من النافذة, سنذهب الآن!

سار أيهم ومن خلفه أمل وهي تخبيء وجهها متجاوزين الصبيان حيث كانوا يتتبعونهما بأعينهم, فقال أحدهم: هيه أنت, ياصاحب القبعة!

أدار أيهم برأسه متوقفاً بينما توقّفت أمل بدون أن تستدير, فقال الشاب: ليسَ أنت, أخاطب رفيقك

أدار أيهم برأيه نحو أمل التي ظلّت واقفة لوهلة, أدارت برأسها نحوه دون أن ترفع رأسها بحيث لم تظهر ملامح وجهها, فقال وهو يحدّث بوجهها: هل.. تقابلنا سابقاً؟
أجابت أمل وهي تخشّن صوتها: لا أظن ذلك,فقد انتقلت إلى هنا الاسبوع الماضي

همهم الشاب, فاستدارا أمل وأيهم مبتعدين, ضحك أيهم ثم همس: هل يعرفك هذا الشخص حقاً؟
أمل بهدوء: ايه, قريب صديقتي, قابلته عدة مرات

خرجا من ملعب الكرة متجهان إلى المبنى الرئيسيّ للمدرسة حيث المخرج الوحيد من الملعب, فأخرجت أمل هاتفها النقّال من جيبها الخلفيّ للبنطال وأرسلت لأحداهم كانت قد سجّلت رقمها باسم" أشواق", كتبت باستخدام إبهاميها..
"
احضري لعبتيّ **** و **** من منزلي وقابليني في حديقة **** بسرعة, سأخبركِ بكل شيء لاحقاً"

فقال أيهم بحيرة:
لماذا على صديقتكِ إحضارها, فلنذهب سويّاً إلى منزلك
أمل بثقة: كلا! لن أخاطر بهذا أنا لاأثق بك
أيهم باشمئزاز: أخبرتكِ بأنني لن أخبر أحداً

كان هناك بضعة من الصبيان يتجوّلون هنا وهناك وأمل تحاول إخفاء وجهها بينهم, فهمست بتذمّر: أليسَ من المفترض أن يكون الدوام المدرسي قد انتهى!

أيهم بهدوء: أوه.. إنه بسبب أنه اليوم الأخير في الأسبوع ولذلك فإنّ جميع النوادي الرياضيّة مفتوحة الآن بسبب اقتراب موعد المسابقات المحليّة

همهمت أمل فنادى أحدهم من بعيد: أيهم

أدارا برأسيهما فإذا بصبيّ لطيف الوجه بشوش, أخضر العينين, ذو شعر بنيّ قصير قد فارق بين نصفيه في مقدّمته وبعض الخصلات متدلية على جبينه التي ربط عليها عصبة تدلى طرفاها على جانب رأسه, مرتدياً ملابس رياضيّة كقميص نصف الكم وبنطال يصل لركبتيه, لقد بدا مظهره رياضيّ رغم أن بنية جسده لاتوضّح ذلك, اختبأت أمل خلف أيهم وهمست بنبرة حادة: أبعده من هنا حالاً وإلاّ فلن تحصل على ألعاب الفيديو

شعر أيهم ببعض الحيرة فهو لم يكن يعلم بأنّ أمل تتوقع أن يتعرّف عليها هذا الصبي, وقف أمامهم وهو يحمل كتاباً في يده, وقال بابتسامة لطيفة: أوه, أيهم! لم أكن أعلم بأنّك قد انضممت لناديّ رياضيّ

أيهم بابتسامة: أوه كلا ياسامي!, لقد غفلني النوم وسأعود الآن إلى المنزل أنا وزميلي..
صمت أيهم لوهلة بينما ثم قال بمرح: عبسي
اشتعلت أمل غضباً وهي تفكّر: عبسي!

حوّل سامي بعينيه نحو أمل ليراها جيّداً ولكنّها حاولت الإختباء أكثر خلف أيهم, فقال بحيرة: هاه! أنت تعرف صديقة أشواق!

شهقت أمل وهي تقفز في دهشة, فقال أيهم ببرود: هل تعرفها؟
سامي بهدوء: أجل إنها صديقة إبنة جيراننا, ولكن..
قال بنبرة أعلى حيث استوعب الوضع للتو: مالذي تفعليـــ...؟

ولكن يكمل سؤاله حتى ضربته أمل بقوة جعلته يسقط أرضاً وملامح وجهها تنم على الغضب, لم يثر ماحدث إنتباه المارّة فهذا الصبيّ سامي يتعرّض للتنمّر والعنف أحياناً حيث شخصيته المسالمة, أما أيهم فقد اكتفى بالمراقبة بصمت, فقالت أمل بغضب وبحدة في عينيها وهي تحشر سامي عند أحد الحيطان: إن أخبرت نملة فسأسحقك مثلها

ردّ سامي بخوف وقلق: أنا لن أخبر أحداً أبداً
أضاف أيهم وجفنيه إلى النصف: أخبرها بأنّك ترغب بأحد ألعاب الفيديو وستعطيك أياه مجاناً

رفعت أمل قبضة يدها نحو أيهم والغضب يملأها, فقالت بغضب: قل ذلك مجدداً وسألغي الإتفاق
سامي بقلق: أنا لا أريدُ شيئاً شكراً

وضع أيهم يديه خلف رأسه وقال بلامبالاة: كوني على قدر كلماتكِ وسأفي بوعي, أنا لم أخبر أحداً بأمرك لكنّ أنتِ تبدين أكثر شهرة مما ظننت

فكّرت أمل: في المرة القادمة سأضع شارباً وبعض السوالف


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...9665963181.jpg


وما إن خرجوا ثلاثتهم إلى المدرسة حتى قال أيهم: لماذا سيأتِ سامي معنا؟
أمل بحزم: حتى أتأكد بأنه لن يقول شيئاً
سامي بتردد: أ أنا لا أريدُ شيئاً فعلاً ولن أخبر أحداً
أمل بحزم: ستكون شاهداً أيضاً على حصول أيهم على ألعاب الفيديو

ابتعد ثلاثتهم حين كان هناك من يراقبهم في سيارة فاخرة سوداء كانت واقفة في الجهة الأخرى من الشارع, قد عكست أشعة الشمس من شدة لمعانها, أحدهم في الداخل يجلس على المقاعد الخلفية ذات الجلد البيجي الأنيق, لكنّه لايكاد يظهر جيّداً بسبب الستار الذي غطّى النافذة بأناقة, قد راقب خروج الثلاثة من المدرسة وسمع حوارهم, عبر عينيه الزرقاوين وخصلات شقراء بانت من بينهما, أعاد ببصره نحو شاشة الحاسوب المحمول الذي كان يضعه على ساقيه, وقد كانت العديد من الصفحات والنوافذ تعمل حيث بدا عمله جديّاً, حتى فتحت تلك الصفحات المتشابهة لثلاثة أشخاص, ظهرت صورهم الجسمية وملامحهم التي كانت لأيهم و سامي وأمل, فابتسم بخبثٍ حيث ظهرت أسنانه المرتبّة.


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...9665963181.jpg


وصل كلاّ من أمل وأيهم وسامي إلى الحديقة التي كانت شبه فارغة, توغلاً إلى داخل الحديقة حيث فتاة ذات وجه جميل وعينان زرقاوان كثيفة الرموش, وشعر بني يصل إلى كتفها مرتدية فستاناً زهري وجاكيت يغطي صدرها وكتفيها وحقيبة بيضاء مزركشة بالزهور تقف مع شابين اثنين كانا أطول منها قليلاً, لم تكن مبالغة في الزينة رغم مظهرها اللطيف, ومن الواضح أنّها لاتقضي وقتاً مسليّاً معهما فقد كانت متوترة وخائفة وهي تحاول التهرّب منهما مع ابتسامة مرتبكة على شفتيها وهما يتحدثان إليها بسعادة, وقف الثلاثة لوهلة فقال سامي بحيرة:
أشواق!

قوّست أمل حاجبيها وسارت باتجاهها بغضب, فقال أحد الشابين وهو يحمل هاتفه النقّال: يمكننا تبادل أرقام هواتفنا, هيا لاتخجلي الأمر ليس بذلك السوء نحن سنحدّث فحسب

فجأة وجدوا أمل تسير من بنيهم وهي تمسك بمعصهم أشواق وتجرّها معها في حين شهقت الأخيرة وهي تجاريها السير مبتعدتان, فسارا الشابان في الاتجاه المعاكس وهما يمرّان بجانب سامي وأيهم الذي تتبعهما الأخير بعينيه, فقال أحدهما: إنها تملك حبيباً فعلاً

أضاف الآخر: خسارة, إنها تبدو لطيفة
فكّر أيهم باشمئزاز: إنهما فعلاً يظنان أن أمل صبيّ

توقفا أمل وأشواق بالقرب فقالت الأخيرة بقلق وبنبرة أنثويّة وصوتٍ ناعم: شكراً لكِ أمل, لقد أنقذتني

أمل بحزم: كان عليكِ تجاهلهما ببساطة وإخبارهما بشكلٍ قويّ أنكِ لستِ مهتمّة بما يقولانه, ليس عليكِ مجاملتهما

أشواق بقلق: ولكن..

لم تكمل أشواق ما أرادت قوله, إنها على الرغم من أنها صديقتها المقرّبة منذ أن تعارفا في السنة الأولى إلاّ أنها ذات شخصية خجولة ولاتجيد التعبير عن مشاعرها وأفكارها بشجاعة بشكل مغاير عن أمل إذ تبدوان شخصيتان متضادتان بالرغم من علاقتهما الوطيدة, فسألت أمل بهدوء: هل أحضرتِ ما طلبته منكِ أشواق؟

همهمت بالإيجاب وهي تومئ برأسها, ففتحت حقيبتها و أشارت أمل لأيهم وسامي اللذان تقدّما نحوهما وهما يسيران بهدوء, فسألت أشواق بقلق وهي تسلّم أمل تلك العلبتين: مالأمر أمل؟ لقد أقلقتني

أمل بغيظ: هاذان الاثنان كشفا أمري حينما كنتُ في مدرستهم

شهقت أشواق بدهشة, فوصلا أيهم وسامي إليهما, ألقى الأخير التحيّة بابتسامة فبادلته أشواق التحية بابتسامة, فهي تعرفه أكثر من مجرّد جار عاديّ, إنه صديق طفولتها والذان لطالما لعبا سويّاً في صغرهما, وبالرغم من أن علاقتهما قد ضعفت بعد أن كبرا إلاّ أنهما يسلّمان على بعضهما من حين وآخر وليس بينهما ضغينة, سلّمت أمل اللعبتين لأيهم الذي خطفهما من يديها بسرعة وهو يشعر بالحماسة وعينيه تكاد تقفزان إليهما, فقالت أمل بحزم: إن أخبرتَ أحداً أيهم فسأسحق هذا الفتى, أنا أعرف منزله على كل حال

شهق سامي قلقاً, فقال أيهم بشرود ولايزال يشعر بالحماسة: إنه ليسَ بصفّي حتى

شهق سامي بنبرة أعلى متحوّلاً لقطعة من الحجر, فقال أيهم بثقة: عل كلٍ أنا منفذ لوعودي ولن أخل بكلمتي, لستُ مهتماً بمالذي قد يحدث لكِ ولكن أنتِ عليكِ أن تكوني أكثر حذراً في المرة القادمة

أمل بغيظ: إنه ليسَ من شأنك أيهم

تجاوزته أمل متجهة نحو الطريق الذي اقبلوا منه حيث بوابة الحديقة وتبعتها أشواق وهي تبتسم لسامي وأيهم الذي تمتم الأخير وهو ينظر نحو أمل بإشمئزاز: فتاة مغروروة

ثم حوّل بعينيه نحو مابين يديه قائلاً: صدقاً! أي نوع من الفتيات يملك هذا النوع من ألعاب القتال؟

وبينما كانتا أمل وأشواق تسيران حيث كانت الأولى تعبث بهاتفها النقال, إذ ظهر خيط ضوئيّ أمامهما بشكلٍ أفقيّ بطول المترين, فتوقفا مكانيهما وهمست أمل بحيرة: ماهذا؟

فجأة ارتفع امتداد الضوء لثلاثة أمتار فشهقت الفتاتان و تنبّها أيهم وسامي إليه, لقد أصبح شكله كالباب الضوئي أمامهم, وبسرعة خرجت منه امتداد كهربائيّ من الأعلى ومن الجانبين لينتهي خلف سامي وأيهم الذان أدارا برأسيهما إلى الخلف حيث لامجال للابتعاد, فأصبح الجميع بمعزل وكأنهم محاصرين بشبكة ضوئيّة قد خرجت من الباب, مدت أمل بذراعها نحو أشواق حماية لها وهي تقول بحزم: تراجعي!

رفعت اشواق يديها إلى صدرها قلقاً وهي تتراجع خطويتن إلى الخلف, وقال سامي بخوف: مالذي يحدث هنا؟

أعاد أيهم برأسه إلى الأمام حيث الباب والفتاتان, فخرج من الباب امتداد ضوئي مسرعاً نحو أمل حيث احتواها فأوقعت هاتفها على الأرض, فشهقت أشواق بقلق: أمل!

ارتفعت أمل إلى الأعلى وهي تقاوم تحكّم الضوء بها حيث سقطت قبعتها كذلك مع محاولات المقاومة, قوّس أيهم حاجبيه حيث شعر بجديّة الوضع وألقى بألعاب الفيديو جانباً مهرولاً إليها بينما ظلّ سامي يقف مذهولاً وهو يشهد مايحدث, نادت أشواق باسم أمل بقلق وهي تقف مراقبة بقلق بينما كانت أمل تقاوم والتفّت ليكون وجهها نحو البقية, فرأت أيهم يهرول نحوها, مدّت بذراعها نحوهم بصعوبة فجرّها الضوء إليه, اتسعت عينيها وحاول أيهم الوصول إليها وهو يمد يده ولكن سرعة الضوء كانت خاطفة إذ جرّها إلى الباب واختفت أمل بومضة عين, صُدِمَ الجميع حيث شهقوا معاً دفعة واحدة وتوقّف كل شيء كصورة فوتوغرافية ثابتة وهم ينظرون إلى الباب, فشهقت أشواق وبدأت دموعها تسيل من تلقائها إثر الفاجعة التي تشهدها وسقطت حقيبتها على الأرض, ثم خارت على الأرض وهي تهمس بذهول: أمل!

فقال أيهم بغضب: اللعنة! مالذي يحدث هنا؟

امتدّ الضوء مجدداً ممسكاً أيهم فشهقت أشواق وكذلك سامي التي لايزال متجمّداً مكانه في الخلف, حاول أيهم مقاومة تحكّم الضوء بجسده فرفعه عن الأرض والبقيان يراقبان بقلق, ثم تم جرّه إلى الباب بسرعة واختفى بلمح البصر, ظلّت أشواق على الأرض جالسة وهي تبكي وتضع أصابعها على فمها حيث عجزت عن الحراك اللحظة, وتفقّد سامي حوله بسرعة إذ لاطريقة للخروج من هنا ولم يسعه حتى رؤية الحديقة من خلف هذا الاحتجاز, فسمع صوت أشواق تشهق فإذا بها قد تمكّن الضوء منها ورفعها عن الأرض, فهمس وعينيه تهتزان رعباً: مستحيل! مايحدث الآن أمر مستحيل! هذا لايُمكن

ثم تم جرّها إلى الباب واختفت, فشعر سامي بأنّ دوره قد اقترب وتدلّت قطرة عرق من جيبه قلقاً ودقّات قلبه تتسارع, فوقع الكتاب من بين يديه وقال بقلق وهو يوميء نفياً: مستحيل! أنا لا أريد ..

ثم اتسعت عينيه وهو يلاحظ ضوئاً قد امتدّ من الباب نحوه, ثم شعر بجسده يرتفع عن الأرض, حاول المقاومة ولكنّ هناك من يتحكّم به, شعر بنهايته وعالمه ينتهي حتى فقد وعيه, لم يشهد أحد في الحديقة ماحدث, لم يرهم أحد ولم يسمعوهم, ففي اللحظة التي تم جرّ سامي إلى الباب اختفى وكذلك الضوء الذي امتدّ منه, واختفى الأربعة جميهم عن مرأى الأعين, حيث لم يخلّفوا سوى حقيبة أشواق الملقاة على الأرض, وألعاب الفيديو الخاصة بأيهم, وكتاب سامي, وهاتف أمل النقّال بالقرب من قبعتها التي قد لامستها نسمات المساء, تطايرت حبات الرمال هناك, ومالت زاوية الشمس قليلاً وهي تتربّع في السماء الواسعة.



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...9583876863.png


رأيكم بالشخصيات؟

رأيكم بأسلوبي في الكتابة..

رأيكم في المقدّمة وعنوان القصّة..








http://up.arabseyes.com/uploads2013/...1041833392.png
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Miss Roka 12-12-2015 06:10 PM

حجز
~

أنا حقا لا أحب الروايات الخياليه
لكن هذه نوعا ما فريده من نوعها
متشوقه لقراءتها
سأعود بعد عده ساعات من انتهائي من الدراسة برد طويل للغاية

Miss Roka 12-12-2015 11:21 PM

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:60%;background-image:url('http://gulf-up.com/do.php?img=39290');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]http://gulf-up.com/do.php?img=39647

السسلام ععليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك حبيبتي ؟ ان شاء الله بخير clap1:قلب أسود::قلب أسود:

~
اعذريني هتكلم بالعامية ق1ق1خخ1
بداية من حيث التنسيق فالتصميم جميل
كمان الخطوط مريحة جدا للعين وسهلة القراءة ق1ق1خخ1

~

نوع الروايه مش المفضل عندي
بس انتي قدرتي ببراعه تكتبي فيه ق1
وتخلي اللي قدامك يحبه حتي لو بيفضل شيء تاني ق1ق1أي2

~

أسلوبك سهل وسلس
اختيارك للألفاظ كان موفق وكل كلمه كانت في مكانها
العنوان
مش عارفه بس مش حساه ملفت ، كنت أحبذ لو اخترتي عنوان آخر

~

مم اختيار أن تكون الأسماء عربيه صعب علي فعلا تقبل الرواية
آسفة ق5ق5و0

~

بداية واااااااااااااااااااااااااو ايه البارت دا كلو ، الطول بتاع البارت بتاعك حلم كل قارئ خخ1خخ1
الوصف ، في غاية الروعة خخ1خخ1
البارت الحماسي راق لي كتييير رغم اني حسيت ببعض التقزز لما تخيلت أشكال الزومبيز
دماء وكذا خخ1خخ1خخ1ق1 ، لكن بلا شك الرواية رائعة
وااااااااو ازاي عندك كمية الخيال دي كلها ، جميله الرواية كمان تنفع تكون انمي بجدارة خخ1خخ1
كمان فجأه بعد البارت الأول الحماسي ، أخذت الرواية منحني جديد ممكن يكونوا عالمين
وهما بيروحوا العالم بتاع الزومبيز وكذا خخ1خخ1
سردك للأحداث جيد جدا ، والأحداث ماشية بتناغم منتظم

~

الشخصيات

#أمل : شخصية قوية مندفعة ، حماسية وتحب من حولها وتحاول حمايتهم

#أيهم : أظنه البطل الأساسي ساخر نوعا ما كمان انه بيحمي أصدقاؤه وقوي

#سامي : يمكن ضعيف شويه بس مش بيخل بوعوده وأظن له دور مهم بالرواية

#أشواق : شخصية أنثوية خجولة وضعيفة نوعا ما

~

صراحه هي رواية جذابة ومبتكره وتحديدك للسن مناسب
ممكن من فوق سن 18 وكذا يحسوها ممله بس مش تهتمي أبدا ق1ق1
لأنك هتلاقي متابعين كتير لها ^^ خخ1خخ1

~

حقيقة عجبني العالم الثاني بتاع الزومبي وكدا
وأظن من البارت القادم بتبدأي تكتبي عنهم خخ1خخ1
صراحة مش أقدر أتوقع شيء أكتر من كدا
ما أقدر أوعدك اني بستمر متابعة للرواية لأنو ثانوية عامة وبفتح لوقت جدا قليل ز4ز4ق5ق5
أتمني تتقبلي مروري
في أمان الله

و0


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

imaginary light 12-13-2015 10:18 AM

مرحبا عزيزتي
كيف أنت؟و0
أرحب بروايتك الأولى و التي حقّ لك أن تفخري بها

أحببت جدا دمجك للرعب و الخيال مع أجواء عربية بنكهة مسلمة
لا اذكر وجود شيء كهذا في قصص الانمي لدينا
ولهذا التجديد تحية تقدير

وصفك كان رائعا
خاصة في التباين ما بين الليلة المصيرية و الصّباح الذي تلاها
وكذا في وصفك لمنظر أمل
و التي تسليت معها و أيهم في حوارهما
ياله من ابتزازي ذاك الفتى
و..."عبسي" تبع عدنان و لينا ها؟؟:lamao:لا حقا ألم يجد اسما أفضل

مشهد ظهور الجاسوس في السيارة أعجبني للغاية
لوهلة تساءلتُ
أهو نفسه الشاب الأشقر الذي نقر مفتاح الدخول في البداية ؟؟
وهل ما حصل في البداية هو شيء مشابه لاختطاف أمل و الآخرين؟

بالنسبة للشخصيات
كل منهم مميز بذاته
ولك شكري العميق لكونك لَم تدرجي أسماءهم و المعلومات عنهم كتقرير
بل جعلتِنا نتعرف عليهم رويدا clap1

عنوان القصة ملائم و المقدمة ممتازة حقا
أما عن الاسلوب فهو سلس لم أجد أدنى صعوبة بالانسجام

لكن أرجو أن تتقبّلي مني بعض الملاحظات التي تهدف إلى الرقي بأسلوبك أكثر فأكثر,بما أنه من الواضح سعيك للتطورق7

* هنالك بعض العبارات بحاجة إلى مزيد من التعديل
مثل
حتى ما إن اُنهِكت
حتى إذا ما اُنهِكت

وقد علا على نظرة عينيه الحيرة
وقد علتِ"او اعتلت" الحيرةُ عينيه"او نظراته"

* الاسم الموصول"الذي" كان يجب الاستغناء عنه في بعض المواضع

* يوجد تكرار لبعض الكلمات وهذا غير مرغوب في المقطع الواحد

أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكحب4
تابعي عزيزتي


Mulo chan 12-14-2015 04:22 PM



๓!ŝ яôĸά



السسلام ععليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك حبيبتي ؟ ان شاء الله بخير clap1:قلب أسود::قلب أسود:



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله تمام التمـام .. و0



اعذريني هتكلم بالعامية ق1ق1خخ1
بداية من حيث التنسيق فالتصميم جميل
كمان الخطوط مريحة جدا للعين وسهلة القراءة ق1ق1خخ1


عادي خذي راحتكـ بأي لغة وأي لهجة ق5
التصميم جميل.. حقاً؟ شكراً لكِ ق5
كنت خايفة القراء يلاقوا صعوبة بالخلفية الغامقة ياي9



نوع الروايه مش المفضل عندي
بس انتي قدرتي ببراعه تكتبي فيه ق1
وتخلي اللي قدامك يحبه حتي لو بيفضل شيء تاني ق1ق1أي2


روايتي ليست مجرد خيال عادي
فيها كل الأنواع المطلوبة لكن أساسها الخيال اللي هو العالم اللي بيلاقو نفسهم فيه أي2
غير كدا .. علاقتهم ومشاكلهم فيها دراما ورومانسية وأفكار شاطحة س1



أسلوبك سهل وسلس
اختيارك للألفاظ كان موفق وكل كلمه كانت في مكانها
العنوان
مش عارفه بس مش حساه ملفت ، كنت أحبذ لو اخترتي عنوان آخر


نعم بما انها موجهة لما فوق الـ 13 ..
فهم لن يحبوا الجمل الطويلة والكلمات الصعبة
العنوان فعلاً قد لايكون ملفت ..
ولكنه التصق بالقصة منذ سنين لذلك تغيره أصبح صعب




مم اختيار أن تكون الأسماء عربيه صعب علي فعلا تقبل الرواية
آسفة ق5ق5و0


كبداية فقط..
بسبب اعتيادك للأسماء الأجنبية
ولكن لا بأس بذلك ستعتادين عليهم أي2



بداية واااااااااااااااااااااااااو ايه البارت دا كلو ، الطول بتاع البارت بتاعك حلم كل قارئ خخ1خخ1
الوصف ، في غاية الروعة خخ1خخ1
البارت الحماسي راق لي كتييير رغم اني حسيت ببعض التقزز لما تخيلت أشكال الزومبيز
دماء وكذا خخ1خخ1خخ1ق1 ، لكن بلا شك الرواية رائعة
وااااااااو ازاي عندك كمية الخيال دي كلها ، جميله الرواية كمان تنفع تكون انمي بجدارة خخ1خخ1
كمان فجأه بعد البارت الأول الحماسي ، أخذت الرواية منحني جديد ممكن يكونوا عالمين
وهما بيروحوا العالم بتاع الزومبيز وكذا خخ1خخ1
سردك للأحداث جيد جدا ، والأحداث ماشية بتناغم منتظم


شكراً عزيزتي ق5
لاتقلقي لن يكون العالم خاص للزومبي فحسب..
لكننا سنخوض أحداث صعبة معهم في وقتٍ لاحق س1



الشخصيات

#أمل : شخصية قوية مندفعة ، حماسية وتحب من حولها وتحاول حمايتهم

#أيهم : أظنه البطل الأساسي ساخر نوعا ما كمان انه بيحمي أصدقاؤه وقوي

#سامي : يمكن ضعيف شويه بس مش بيخل بوعوده وأظن له دور مهم بالرواية

#أشواق : شخصية أنثوية خجولة وضعيفة نوعا ما



نعم..
لقد أجدتِ وصفهم تماماً
وستكتشفين عنهم أمور أخرى س1




صراحه هي رواية جذابة ومبتكره وتحديدك للسن مناسب
ممكن من فوق سن 18 وكذا يحسوها ممله بس مش تهتمي أبدا ق1ق1
لأنك هتلاقي متابعين كتير لها ^^ خخ1خخ1


نعم ..
+18 قد لاتعجبهم الرواية إلاّ إذا كانوا قد بدأو بمتابعتها في سن أصغر
بإذن الله سيكون هناك متابعين كثر لاتزال هذهٍ مجرّد البداية والقصة فعلاً طويلة س1



حقيقة عجبني العالم الثاني بتاع الزومبي وكدا
وأظن من البارت القادم بتبدأي تكتبي عنهم خخ1خخ1
صراحة مش أقدر أتوقع شيء أكتر من كدا
ما أقدر أوعدك اني بستمر متابعة للرواية لأنو ثانوية عامة وبفتح لوقت جدا قليل ز4ز4ق5ق5
أتمني تتقبلي مروري
في أمان الله



سنبدأ أحداث الآكشن البارت القادم
ولابأس عزيزتي عودي كلّما سنحث لكِ الفرصة
فكما قلت أنّ روايتنا طويلة وبإذن الله لن أوقفها حتى لو كان المتابع واحد .. كبداية س1

أحببتُ وجودك ..
فعلاً أسعدتني ونورتني ق5ق5
> دوبي انتبه إني قلبت فصحى س1


في أمان الله ق5ق5و0




Mulo chan 12-14-2015 04:43 PM



imaginary light




مرحبا عزيزتي
كيف أنت؟و0
أرحب بروايتك الأولى و التي حقّ لك أن تفخري بها


أهلاً وسهلاً بكِ ق5ق5
الحمد لله أنا بخير و0
شكراً لكِ, لكم أفخر بتواجدك أيضاً ق5



أحببت جدا دمجك للرعب و الخيال مع أجواء عربية بنكهة مسلمة
لا اذكر وجود شيء كهذا في قصص الانمي لدينا
ولهذا التجديد تحية تقدير


شكراً لتحيّتكِ ^^
أؤكد لكِ بأنّكِ لن تجدي قصة تشبه هذهِ القصّة
إنها خلاصة خيالي وجنون أفكاري س1




وصفك كان رائعا
خاصة في التباين ما بين الليلة المصيرية و الصّباح الذي تلاها
وكذا في وصفك لمنظر أمل
و التي تسليت معها و أيهم في حوارهما
ياله من ابتزازي ذاك الفتى
و..."عبسي" تبع عدنان و لينا ها؟؟:lamao:لا حقا ألم يجد اسما أفضل


إنه يتقصّد أن يظهرها بهذا الاسم القبيح س1
خصوصاً وأنه يعلم بأنها لن تدافع عن نفسها اللحظة أو تكشف نفسها س1




مشهد ظهور الجاسوس في السيارة أعجبني للغاية
لوهلة تساءلتُ
أهو نفسه الشاب الأشقر الذي نقر مفتاح الدخول في البداية ؟؟
وهل ما حصل في البداية هو شيء مشابه لاختطاف أمل و الآخرين؟


حسناً ..
للإجابة عن هذان السؤالان لن تكتشفينه إلا بعد وقتٍ طويل س1
وكلاّ على حده .. فهوَ أحد أجزاء الغموض في القصة ..




بالنسبة للشخصيات
كل منهم مميز بذاته
ولك شكري العميق لكونك لَم تدرجي أسماءهم و المعلومات عنهم كتقرير
بل جعلتِنا نتعرف عليهم رويدا clap1


نعم, لا أحب ذلك أيضاً و0
خصوصاً بأنّ وضع تقرير عن الشخصيات الرئيسية في هذهِ القصة بالتحديد سيفسد الغموض




عنوان القصة ملائم و المقدمة ممتازة حقا
أما عن الاسلوب فهو سلس لم أجد أدنى صعوبة بالانسجام


شكراً لكِ أسعدتني بحق ق5ق5



لكن أرجو أن تتقبّلي مني بعض الملاحظات التي تهدف إلى الرقي بأسلوبك أكثر فأكثر,بما أنه من الواضح سعيك للتطورق7

* هنالك بعض العبارات بحاجة إلى مزيد من التعديل
مثل
حتى ما إن اُنهِكت
حتى إذا ما اُنهِكت

وقد علا على نظرة عينيه الحيرة
وقد علتِ"او اعتلت" الحيرةُ عينيه"او نظراته"

* الاسم الموصول"الذي" كان يجب الاستغناء عنه في بعض المواضع

* يوجد تكرار لبعض الكلمات وهذا غير مرغوب في المقطع الواحد



نعم بالتأكيد, أحتاج للانتقادات من كل النواحي فمازلتُ هاوية
وكلّما وُجهت إلينا الملاحظات كلما تطورنا أكثر فأكثر وهذا ما أريده

سأقوم بالتعديل على المُستند الآن
صحيح معكِ حق بشأن الكلمات المكررة
أحاول دائماً عدم التكرير لكنني أحياناً أكتب بسرعة ولا أراجع المشهد
وأظن بأنكِ قصدتِ مشهد قتال الزومبي الذي كان يقاتلهم أيهم في البداية
لم انتبه إليه حتى وضعتُ البارت اء1

شكراً لملاحظاتك ..




أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكحب4
تابعي عزيزتي



أي إثقال؟
لقد أسعدني وجودك وقراءتك بحق ق5ق5
أنيرينا دائماً, فقد أحببتُ ملاحظاتك ق5ق5
شكراً لكِ و0

Mulo chan 12-17-2015 12:15 AM

المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (مقدّمة)
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_12_15144950947607982.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8395757451.png

فتحت عينيها العسليتين لتجد نفسها تطفو في الفراغ وخصلات شعرها القصير متطايرة, دُهشت وهي تشهق, حيث كان جسدها معلّق في الهواء ولاشيء حولها البتة, وكأنها وسط ماء لكنها تستطيع التنفّس ويمكنها أن ترى بوضوح فلاوجود لماء يزعجها, تلفتت حولها فوجدت ذلك الشيء الصغير يضيء بالقرب منها, انطلقت إليه تسبح وهي تحرّك يديها ورجليها بطريقة عشوائيّة فهي لاتجيد السباحة, وما إن وصلت إليه حتى مدّت يدها وأمسكت به إذ كان شكله كانبوب صغير, فازداد ضياءً بشكل جعل من عينيها أن تغمض تلقائياً وهي تشهق, وقبل أن تتمكن من إبعاد يدها عنه شعرت بنفسها تسقط على الأرض من مسافة قريبة وهي تغمض عينيها, فتحت عينيها فوجدت نفسها في مكان آخر أشبه بغابة ما, وجدت نفسها ملقاة بالقرب من سفح جبل نهضت على قدميها وسارت خطوتين وهي تتلفت حولها بحيرة وصمت, متسائلة عما إن كان ذلك حقيقة أم خيال, فجأة سمعت صوت أحدهم يشهق من خلفها وارتطام ما, أدارت برأسها بسرعة فإذا بأيهم يقع على الأرض متألماّ وبيده أداة بدت كالمسدس, حوّلت بعينيها إلى ماتمسك به فإذا بها أداة اسطوانيّة بدت كالقلم, فتح أيهم عينيه ورآها تقف أمامه فقال بدهشة: أنتِ هنا!

نهض بسرعة وقال بحيرة: مالذي يحدث؟ ماهذا المكان؟
أمل بحيرة: لا أعلم, فقد أتيتُ للتوّ مثلك

تلفّت أيهم حوله وتقدّم نحو السفح متجاوزاً إيّاها لينظر بعيداً حيث غابة مشجرة وبحيرات وعلى المدى البعيد جبال ولعلّ هناك محيط, فجأة لاحظت أمل ذلك الضوء الذي ظهر فجأة أمامها كبوابة بالكاد خرجت منها أشواق وهي تسقط على الأرض ثم اختفت خلفها, صاحت أمل باسمها وهي تنحني إليها, فأدار أيهم برأسه نحوها, وفتحت أشواق عينيها لتجد أمل أمامها حيث قالت بهدوء: هل أنتِ بخير؟

اتسعت عينيّ أشواق وارتمت إليها تحضنها وهي تبكي: أمل! أنتِ بخير أمل! لقد قلقتُ عليكِ كثيراً

ابتعدت أمل عنها بهدوء وهي تقول: لاعليكِ أنا بخير
أشواق بقلق وهي تقطّب حاجبيها: مالذي يحدث أمل؟ ماهذا المكان؟

كانت تتحدث وهي ترتجف حيث لاتزال على الأرض جالسة, فنهضت أمل وهي تقول بحيرة: لا أعلم يا أشواق

سارت لتقف بجوار أيهم وهي تنظر نحو الغابات وهي تردف بهدوء: يبدو أننا انتقلنا لمكان آخر

نهضت أشواق وانضمّت إليهم لتنظر بحيرة حيث بدا عليها القلق والدهشة, سمعوا صوت سامي يصرخ وهو يقع على الأرض, أدارات أشواق برأسها نحوه فإذا به يتألم, اعتدل في جلسته وهو يتحسس جسده فقال بسعادة وهو ينظر إلى يديه: هاه! أنا حيّ! لقد تجاوزت البوابة, أنا حيّ!

رفع يديه إلى السماء وهو يدعو ويتحمّد, قتنبّه إلى البقيّة حيث رأى ظهورهم وهم يقفون ثلاثتهم أمامه بصمت دون حراك حيث كانت أشواق تنظر إليه بقلق, فأدخل شيئاً في جيبه وهرول نحوهم حيث أعادت أشواق برأسها إلى الأمام, فقال سامي بابتسامة واسعة وهو يهرول إليهم: أنتم بخير جميعاً !

أدار أيهم برأسه نحو سامي قائلاً بنبرة هادئة: أتيت أنت أيضاً يا سامي

اعتلت الحيرة نظرة سامي, ثم تقدّم لينظر نحو ماوجّهوا بأنظارهم إليه, فاتسعت عينيه حيث دُهِش مما يراه الآن, إلى ذلك المكان الغريب, ظلّوا يتفحّصون ماحولهم بملامح حائرة, قلقة, ومرتعبة, خرسى الأفواه, مضطربين, فعلى سفح الجبل ذاك وقفوا بجانب بعضهم البعض ينظرون إلى الجهة الأخرى حيث الغابة المشجرة والبحيرات وعلى المدى البعيد جبال ولعلّ هناك محيط.

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Mulo chan 12-17-2015 12:22 AM

المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (الفصل الأوّل)
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_12_15144950947607982.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8954896821.gif


أدار سامي رأسه إلى الخلف فجأة بسرعة مُتفقّداً البوابة إلاّ أنها لم تكن موجودة حيث غابة خلفه, فوقع على ركبتيه وهو يقول بيأس: مستحيل! لقد اختفت! كيف سنعود الآن؟

أداروا برؤوسهم نحو ماكان ينظر إليه, فقالت أشواق بقلق: يجب أن نعلم أولاً كيف وصلنا إلى هنا

تمتم سامي مع نفسه بيأس وهو لايزال جالساً على الأرض, ورفعت أمل برأسها إلى الأعلى نحو السماء, ظلّت تنظر لبرهة حتى قالت بحيرة: هل يخيّل إليّ أم أن الشمس تبدو أكثر قرباً

نظروا إلى السماء جميعاً حيث كانت أشواق تضع إحد يديها على جبينها, لقد توسطت الشمس السماء وهي تشع بخيوطها الوضاءة, متأنّقة في السماء الزرقاء الصافية السحب, لقد بدت أكبر من حجمها فعلاً وكأنها أكثر قرباً, فنهض سامي واقفاً وهو يقول بذهول: مستحيل! هذا مستحيل!

أيهم بحماس: ههاه! لقد انتقلنا إلى كوكب آخر, إلى كوكب أقرب إلى الشمس مثلاً, لقد أعلم بأنّ الفضائيين حقيقة

أبعدت أمل عينيها عن الشمس وقالت بغيظ: أحمق! عن أي فضائيين تتحدث؟ إن الكواكب القريبة من الشمس أشد حرارة من أن نتمكّن من تحمّلها ونحن لانشعر بهذا الاختلاف في الحرارة

حوّلت أشواق بعينيها نحو أمل وهي تقول بقلق: ربما نكون قد انتقلنا إلى مكان آخر من العالم, أعتقد بانّ الشمس قد تبدو أقرب في مكان آخر من الأرض

أيهم بحماس وهو يبتسم: أو ربّما انتقلنا عبر الزمن! وتغيّر الوقت! مذهل!!

تنبّهت أمل إلى الساعة التي تضعها أشواق على معصمها فقالت بجديّة: أشواق! كم الساعة الآن؟

رفعت أشواق معصمها لتنظر نحو الساعة ولكنّ عينيها اتسعت وهي تقول: إنها متوقفة!

أطلّت أمل إلى الساعة بنفسها لتتأكد بأمّ عينيها حيث كانت فعلاً متوقفة, فقال أيهم بحماس وسعادة: أتعلمون أن الساعات تتوقف عن العمل حين العبور بالزمن؟ خصوصاً مرورنا بذلك المكان الغريب الذي جعلنا نطفو في الهواء, أنتم أيضاً مررتم به أليس كذلك؟

سامي بقلق: أيهم! إن كان ماتقوله صحيحاً فنحن في مأزق حقيقيّ وهذا ليسَ أمراً جيّداً

قالت أمل محدّثة أشواق: هل أنتِ متأكدة بأنّ الساعة كانت تعمل؟

اومأت أشواق إيجاباً وهي تردّ بقلق: لقد ألقيت نظرة عليها حينما كنتُ انتظركم في الحديقة, ولكن.. ربما تأثّرت حين عبورنا البوابة

أمل بهدوء وهي تضع أطراف أصابعها على ذقنها: لو أنّ ذلك ماحدث فعلاً فقد أثرّ ذلك علينا أيضاً

توشّح سامي باليأس وخطوط زرقاء ترتسم على جبينه وهو يفتح فاه بتلقائية, بينما أبدت أشواق ملامح القلق فحسب وهي تضم يديها إلى صدرها, أما أيهم فقد كانت ترتسم على وجهه إبتسامة واسعة ويملؤه الحماس, فكّرت أمل لوهلة ثم تحسست جيبيها الخلفيين كما اعتادت أن تضع ماتريد حمله, ثم تذكرت بأنها قد أوقعت هاتفها النقّال في الحديقة فهمست: تباً, لقد أوقعته

ثم خاطبت أشواق بهدوء: أشواق, ماذا عن هاتفك؟

طرأت فكرة ببال أشواق لكنها فجأة أدركت بأنها لاتحمل حقيبتها, نظرت نحو موقع البوابة حيث لاشيء, ثم قطّبت حاجبيها وردّت بقلق: أنا آسفة, لقد أدخلته في الحقيبة وأظن بأنني أوقعتُها قبل أن نعبر البوابة

أمل بهدوء: وأنا أوقعته ايضاً

أدارت برأسها نحو أيهم وسامي وقالت بهدوء: ماذا عنكما؟ هل تحملان هواتفكما؟

قال سامي بقلق: لقد كنتُ في المدرسة منذ الصباح, إنه من المحضورات ولذلك فهو ليس معي

صمت لثانية أو ثانيتين ثم أدار برأسه نحو أيهم وهو يقول: أيهم! أنتَ تحضر هاتفك أحياناً

أيهم بابتسامة اعتذاريّة: لم أحضره هذا اليوم, لقد كنت أنوي أن أنام قليلاً بسبب نومي المتأخر الليلة الماضية

نفخت أمل ثم همست بإشمئزاز: إما أن يأخذ هاتفه أو ينام, لماذا لايتغيّب عن المدرسة فحسب؟

أشواق برقة وقلق: مالذي سنفعله الآن؟ هل تعتقدين يا أمل بأننا قد نعود إن اتخذنا اتجاه معيّن

أمل بحيرة: لا أعلم, إنه يبدو وكأننا قفزنا إلى مكان آخر


سامي بقلق: بالتأكيد! ذلك المكان الغريب الذي عبرناه والآن نحن هنا بطريقة ما إلى مكان مختلف تماماً, إنه ليس شيئاً مطمئناً على الإطلاق, لماذا أحضرونا إلى هنا؟

وبلحظة أصبح جاثياً على ركبتيه وهو يرفع يديه إلى السماء وكأنه يدعو, راقبته أمل بإشمئزاز وهي تهمس: مالذي تفعله أنت؟

فقال أيهم بحماس وهو يرفع يده ممسكاً بالمسدس: لاتقلقوا, لقد وجدت مسدّساً أثناء مروري تلك المنطقة, إن تعرّضنا لأي حيوان مفترس أو أيّاً كان فسأحميكم منه


أختبأت أشواق خلف أمل حينما رأت المسدس, وهمس سامي بخوف : حيوان مفترس!

قالت أمل بإشمئزاز وهي تضع يديها على خصرها: لاتتفاخر الآن! لابد أنّك لاتجيد استخدامه

أيهم بابتسامة ساخرة: إنه ليس صعباً, سأريكِ كيف استخدمه

رفع أيهم مسدسة وأشهره, فقال سامي بقلق وتعجّل: أيهم! لاتستخدمه! إنه خطر

اختبأت أشواق خلف أمل جيّداً وهي تغمض عينيها, بينما ظلّت أمل تنظر بهدوء, فوجّه أيهم المسدس بعيداً وضغط على الزناد ولكنّ لم ينطلق شيئاً, فابتسمت أمل ساخرة, وقال سامي بقلق مقطّباً حاجبيه: حسناً, ربّما من الأفضل ألا نجرّبه مجدداً

ضغط أيهم على الزناد مجدداً, ثم تفحّص المسدس الذي كان غريب الشكل قليلاً حيث لايوجد مدخل لرصاص أو مفتاح أمان, فقال أيهم بحيرة: إنه يبدو متطوّراً أكثر من أن تدخل في رصاصات!

أمل بابتسامة ساخرة: بل يبدو وكأنه طفوليّ بحيث لاغاية لإدخال الرصاصات

أيهم بابتسامة ساخراً: هيه! لاتغضبيني الآن وإلاّ لن أدافع عنكِ إن تعرّضتِ لمكروه

أمل بإشمئزاز: تشه! لا أحتاج مساعدتك مع هذهِ اللعبة ولن أطلب مساعدتك على أية حال

أيهم ساخراً: لاتتكبّري الآن, ستحتاجين مساعدتي حينما تقعين في مشكلة كالسابق, وعندها ستتمنين لو أنكِ لاتغتريّن بهذا الشكل طوال بقاءنا معاً

أمل بانفعال: ومن قال بأننا سنكون معاً, فحتى وجودنا في هذا الموقف لن يجعلنا معاً

أدارت برأسها نحو أشواق وقالت بجديّة: هيا يا أشواق فلنذهب من هنا!

استدارت أمل سارت مبتعدة وتبعتها أشواق وهي تنادي باسمها, راقبهما أيهم بعينيه وهما تتجهان نحو الغابة لجهة مغايرة من سفح الجبل, فاقترب سامي من أيهم وقال بقلق: يا إلهي! لايفترض بنا أن نفترق هكذا في هذا المكان المجهول, هيا يا أيهم, بسرعة فلنلحق بهما قبل أن يذهبا بعيداً

أدار أيهم برأسه نحو سامي وقال بهدوء: لن أتبع هذهِ المتكبرة, فلتذهب الآن وستعود لاحقاً

سامي بقلق: أه, أيهم! نحن لن نبق هنا حتماً, يجب أن نجد وسيلة للخروج من هنا, ويجب أن نتبعهما قبل أن يضيعا

أدار أيهم برأسه نحوهما وهما تبتعدان حيث كانت أمل تسير ومن خلفها أشواق تحاول إيقافها, حدّق أيهم بهما لوهلة فناداه سامي باسمه, فتنهّد ثم قال بغيظ: حسناً حسناً, سأجعل هذهِ الفتاة المتكبرة تسحب كلامها

تبعهما أيهم وسامي, وحينما وصلتا أمل وأشواق إلى الغابة متجاوزين بضع أشجار إذ سمعوا صوتاً عالياً ظهر فجأة على يسارهم, وبسرعة قفزت أشواق خلف أمل محتمية إلاّ أنّ الأخيرة ظلّت تنظر بترقّب باتجاه مصدر الصوت حيث لا أحد , وفجأة ظهر من الأعلى طائر أحمر اللون بدا كحشرة ضخمة ذو جناحين يهتزّان وهو يطير من فوقهما, انحنت الفتاتان تفادياً لهجومه وهما تصرخان, فسمعهما أيهم وسامي وانطلقا يركضان حتى وصلا إليهما, فسأل أيهم بحزم: ما الأمر؟

بينما بدت على سامي ملامح القلق, لم تجب عليه أمل التي أدارت برأسها بسرعة إلى الخلف في الأعلى, لتجد تلك الحشرة تلتف وتعود إليهم مجدداً وهي تحاول الانقضاض عليهم فاتحة فاها ذو أسنان مسننة, قد كان صوت أزيز جناحيها واضحاً وهي تقترب منهم, صرخ سامي وشهق أيهم حينما رآها فقط كانت بحجم فيل بالغ فانبطحوا جميعاً إلى الأرض حينما اقترب مريداً مهاجمتهم, فقال أيهم بحزم وهو ينهض بسرعة: ماهذا الشيء؟

أمل بحزم: لا أعلم, لقد ظهر فجأة!

حطّت تلك الحشرة على فروع الأشجار في الأعلى, فنهضوا جميعاً وهم ينظرون إليها, وقال سامي بهلع: بسرعة! فلنهرب من هنا!

فقالت الحشرة بصوت ذكوريّ: لايمكنكم الهرب!

شهق الجميع بدهشة حالما تحدّث وقال أيهم بدهشة: إنه يتكلّم!

الحشرة: لقد وصلتم فعلاً! الآن سيبدأ الجميع بالبحث عنكم والقضاء عليكم

سامي بهلع: القضاء علينا!

أمل بحزم: مهلاً! من الذي يريد القضاء علينا؟

الحشرة: لهب!

أمل بحيرة: لهب!

الحشرة: سيكافئ من يقضي عليكم, ولذلك فإنّ هروبكم مستحيل!

سامي بهلع: مـ مهلاً! نـ نحن لم نفعل شيئاً! لابد أنّكم أخطأتم!

الحشرة: استعدوا للموت!

طار مجدداً منطلقاً نحوهم وهو يخرج سكينين اثنين من جانبيه, فهرب الجميع إلى الجهة المغايرة يركضون مسرعين حيث أمسكت أمل بيد أشواق , أدارت برأسها إلى الخلف فإذا به يقترب فصرخت: انبطحوا!

انبطح الجميع حيث مرّ من فوقهم, وقد كان سامي يضع يديه على رأسه, فنهض أيهم وقوّس حاجبيه وهو يقول بحزم: حسناً! هذا يكفي!

أشهر أيهم بالمسدس نحو الحشرة, فنهضت أمل بجواره وقالت بحزم: ماذا تفعل؟ إنه لايعمل!

التفت الحشرة لتعود إليهم بينما كان أيهم يعبث بسلاحه, فصاح سامي بهلع وهو يتخبّط في كلامه: بسرعة! فلنهرب بسرعة! هيا لنهرب!

شعر أيهم بزر ما في المسدس ثمّ أحس بحرارة فيه, والحشرة يقترب, فأشهر أيهم بالمسدس وقالت أمل بحزم: فلنبتعد! هذا السلاح لايعمل يا أيهم!

أيهم بحزم: هذهِ المرة سيعمل!

ضغط أيهم على الزناد وبدا وكأن السلاح يستجمع قوى ما من فوهته, فإذا بكرة ناريّة خرجت منه مندفعة جعلت من الجميع أن يندهش خصوصاً أيهم وهو يشعر بحرارتها وانطلقت بسرعة نحو الحشرة الذي أصيب متألماً فابتعد يطير في الهواء, اتسعت عينيّ أيهم في دهشة وهو يقول: نجحت!

أمل وهي تنظر خلفها: ليسَ بعد!

التفّ الحشرة مجدداً ليعود إليهم, فقال أيهم بثقة: فليعد, سأحرق جناحيه حتى يتمنى ألاّ يعود مجدداً

أشهر أيهم بالمسدس وأطلق النار, فتفاداها الحشرة وهو يقول: سأقضي عليكم!

انبطح الجميع أرضاً متفادين هجومه حيث صرخ بعضهم, فنهض أيهم بسرعة وهو يدير برأسه لينظر إليه, ثم أشهر بالمسدس نحوه, فقال سامي بخوف: أيهم! لاتتحداه الآن! دعنا نهرب!

أيهم بحزم: ألم تسمعه؟ يقول بأننا لن نستطيع الهرب! سأجعله عبرة حتى يخبر الجميع ألاَ يقاتلونا!

أشواق التي منعها خوفها من التحدّث كانت تتشبث بأمل بكلتيّ يديها وهي تغمض عينيها, فقالت بخوف: أمل!

حوّلت أمل بعينيها نحو ذلك الشيء الاسطوانيّ التي التقطته سابقاً, فاستدار الحشرة وعاد متجهاً إليهم, بينما ظلّ أيهم واقفاً يشهر سلاحه نحوه, أطلق أيهم النار مجدداً فاندفعت الكرات نحوه ليتفاداها يمنة ثم يسرة ثم يمنة مجدداً, وحينما اقترب إليهم انبطحوا على الأرض متفادين هجومه, فنهض أيهم قائلاً وهو يكزّ أسنانه: تباً إنه سريع جداً, يجب أن أكون أسرع منه الآن!

سامي بخوف: أيهم! إنه ليسَ تحدّياً بألعاب فيديو, إنها مسالة حياة أو موت, هيا فلنهرب جميعاً, لاوقت الآن!

أشهر أيهم بسلاحه نحو الحشرة وقال بحزم: أنا سأقضي عليه الآن قبل أن يقضي علينا!

التفّ الحشرة وعاد مجدداً وهو يخرج سكيناً آخر من بطنه قائلاً: انتهى وقت اللعب!

احتدت عينيّ أيهم وهو يهمس بحزم: انتهى معك!

أطلق أيهم النار فتفاداها الحشرة بسرعة وهو يلفّ يميناً, ولكنه أصيب مرتدّاً حيث اضطرب مسار طيرانه بواسطة أشعة حمراء بدت كاليزر ينطلق بجانب أيهم, أدار أيهم برأسه إلى اليمين مندهشاً ليجد أمل تقف بجواره وهو تشهر بتلك الأداة التي تبدو كالقلم, وكأنها أداة لإطلاق ليزر أحمر, غيّر الحشرة اتجاهه متألماً وهو يطير في الهواء فتوقّف الليزر, فقال أيهم في حيرة وهو ينظر نحوها: أنتِ أيضاً تملكين سلاحاً؟

أمل بحزم وهي تنظر نحو الحشرة: ماذا؟ هل اقتصر ذلك عليك وحدك؟
أيهم بغيظ: هه! لايهم! فلنقضِ على هذهِ الحشرة المزعجة!

أدار أيهم برأسه لينظر نحو الحشرة التي استدارت عائدة إليهم , أشهر أيهم بسلاحه بجوار أمل بينما كانت أشواق تقف خلفهما قلقة وهي ترتجف, وسامي كذلك يقف مراقباً بقلق خلف شجرة احتاط خلفها, فسمع صوت الحشائش تضطرب ببعضها من خلفه, أدار برأسه فإذا بها تهتزّ وكأنّ أحداً ما يختبيء خلفها فابتلع ريقه وازداد خوفه, في حين عادت الحشرة مجدداً مهاجمة إيّاهم حيث كانا أيهم وأمل يشهران بسلاحيهما نحوه, فقال الحشرة: سأقتلكم بسرعة! وأرسل بجثثكم إلى لهب الآن

انقضّ عليهم بسرعة وهو يزيد من سرعته, فأطلق أيهم كرة النار نحوه, فالتف يميناً ثم أطلق أيهم مجدداً والتفّ يساراً مسرعاً نحوهم, فقال أيهم بحزم: ألن تطلقي عليه الآن؟

احتدت عينيّ أمل وانتظرت منه حتى يقترب كفاية ثم أطلقت الليزر حيث أصيب في جناحه فسقط أرضاً ولم يستطع الطيران, هرولا أمل وأيهم نحوه بينما ظلّت أشواق واقفة مكانها, وتراجع سامي إلى الخلف بضع خطوات حيث لاحظ تلك الكائنات الصغيرة تخرج من بين الحشائش بأطوال لاتتجاوز النصف متر ذو وجوه عابسة مخيفة العينين, فقال سامي بتردد بصوتٍ يرتعد: يـ يارفاق!

وبينما كان الحشرة يحاول أن يستعمل جناحيه للطيران حيث لم يستطع, أدار برأسه بسرعة وبقلق نحو من تقدّم إليه ووقف عنده فقد كانا أمل وأيهم وهما يشهران بسلاحيهما نحوه, فقالت أمل بحزم: من هو لهب؟ لماذا يريد أن يقتلنا؟

الحشرة بقلق: أرجوكم سامحوني! لاتقتلوني! لـ لن أعود مجدداً

أيهم بحزم بنبرة حادة: أجب عن السؤال حالاً!

ألقى أحد الأقزام عصا خشبيّة على سامي فصرخ وهو يقفز إلى الخلف مرتعباً, أدارا أيهم وأمل برأسيهما إلى الخلف بسرعة ليجدا تلك الأقزام تحيط بهم وهي تحمل عصى خشبية صغيرة, ألقى أحدهم عصاه على أشواق فسقط أرضاً وهي تشهق فصرخت أمل: هيه!

استدارت لتشهر سلاحها نحوه, فوجد الحشرة أنها فرصته بالهروب فانتهزها وانطلق كما بدا من أزيز جناحيه, أدار أيهم برأسه نحوه بسرعة وهو يشهر سلاحه فإذا به قد طار, أدارت أمل برأسها إليه فأطلق أيهم بضع كرات ناريّة ولكنه لم يصبه حيث أصطدمت كراته بالأشجار, تجاهلته أمل وهرولت نحو أشواق وهي تشهر بسلاحها نحو الأقزام, وقالت بحزم: سأهاجمكم إن لم ترحلوا حالاً من هنا!

ألقى الأقزام بالعصي نحو سامي الذي كان يحاول تفاديها وهو يشهق ويتراجع إلى الخلف, وألقوا بعصيّهم نحو أشواق وأمل وأيهم وهم يتحدّثون بلغة غير مفهومة, فقالت أمل بحزم: قلت لكم أنني سأهاجمكم!

أطلقت أمل الليزر لتصيب ذراع أحدهم, فتحوّل إلى جزيئات صغيرة تلاشت في الهواء بطريقة سحريّة حيث أصيب الجميع بالدهشة, فقالت أيهم متفاجأ وهو يقف بجوار الفتاتان: مالذي فعلته؟

بدا على الأقزام الغضب فألقوا بعصيّهم دفعة واحدة وهم يتحدّثون بنبرة غاضبة, فأصابتهم العصيّ على رؤوسهم وأجسامهم وهم يضعون أيديهم على رؤسهم, وصاح بهم سامي: فلنهرب! فلنهرب بسرعة!

ألقى أحدهم عصا على بطنه فتألم وتراجع إلى الخلف مبتعداً, وبينما كانوا لايزالون يلقون بعصيّهم صرخ أيهم: توقفوا! توقفوا حالاً!

أمل بحزم: ألم تفهم بأنّهم لن يتوقّفوا!

ابتسمت بثقة وهي تردف: وعلاوة على ذلك فهم ليسوا حقيقيين, سيكون من الممتع القضاء عليهم

أطلقت أمل بسلاحها نحوهم فأصابت ثلاثة تلاشوا في الهواء, فقدم الكثير من الأقزام من كل مكان بحيث أصبح وقع العصي الخشبية عليهم مؤلماً, فقال أيهم بحزم: حسناً, لقد اكتفينا الآن!!

أطلق أيهم النار من سلاحه وكذلك فعلت أمل, فنهضت أشواق من مكانها حيث كانت على الأرض, ونادى سامي من بعيد: تعالوا إلى هنا بسرعة! يجب أن نهرب!

حاولوا اللحاق به وهم يقضون على الأقزام واحداً تلو الآخر وقد كان سامي يبتعد شيئاً فشيئاً فصرخ أيهم: هيه! لاتذهب بعيداً!



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Mulo chan 12-17-2015 12:23 AM

المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (الفصل الأوّل) .. تابع
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_12_15144950947607982.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

.
.



تراجعوا حتى وصلوا إلى نهر كان صوته صاخباً وهو يجري فتوقّفوا حيث بدوا أنّهم قد حوصروا فقد كان النهر خطراً لمن قد يخاطر بعبوره, تلفت أيهم حوله وهو يطلق النار فقال بحزم: أين ذهب سامي؟

كان الأقزام يحيطون بهم من كل الجهات, حيث كانت أمل تطلق الليزر كذلك وقد كانوا يتلاشون في الهواء, فقالت أمل بحزم: فلنقضِ عليهم جميعاً من الواضح أنّهم ليسوا كائنات حقيقيّة

أيهم بحزم: نعم ولكنّ هجومها حقيقيّ!

كانت أشواق تختبيء خلفهما, فسمعت صوت أزيز حشرة حولها, رفعت برأسها فإذا بتلك الحشرة تنقضّ عليها, حاولت أشواق تفاديها وهي تنحني ولكنّها سقطت في النهر وهي تصرخ, أدارت أمل برأسها إلى الخلف: أشواق!

سقطت أشواق في النهر حيث جرّها, لاحظت أمل الحشرة تحوم فوقهم فهمست بحنق: لابد أنّك تمزح!

أشهرت أمل سلاحها وأطلقت الليزر نحوه مباشرة حيث كان يبتعد ولكنه أصيب وصرخ متألماً ثم تلاشت جزيئآته في الهواء, أدارت أمل برأسها نحو أشواق وهي تهرول إليها بينما كان أيهم مشغول بالقضاء على الأقزام, حاولت أشواق السباحة ولكنّ التيار كان أقوى من أن تحتمله وهي تخرج رأسها من الماء محاولة التنفس, فقالت أمل بحزم: أشواق اصمدي! سآتي لإنقاذك!

فاجأها مجموعة من الأقزام ظهرت أمامها فتوقّفت مكانها, رمت الأقزام العصيّ نحوها فأطلقت عليهم الليزر بينما ابتعدت أشواق وتوقّف أيهم عن الإطلاق وهو يتلفّت حوله فهمس لنفسه: اللعنة هذهِ الكائنات لاتنتهي!



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8395762213.jpg



ومن جهة أخرى فقد كانت أشواق تقاوم تيار الماء وهي تغرق, حاولت التمسّك بأي شيء حولها وهي تحاول إبقاء رأسها خارج الماء حتى تمسّكت أخيراً بغصن شجرة كانت بجانب النهر, تمسّكت بكل قوّتها ولكنّها بدأت تضعف وهي تشعر بالماء يدخل رئتيها, فقد كانت لاتجيد السباحة وهي تحاول التشبث بالغصن, شعرت بالخوف الشديد في موقف كهذا لكنها حاولت الصمود حتى لم تعد تقوى ففقدت وعيها مستسلمة لقوة دفع التيار حيث كان هديرها صاخباً, وبدون أن تعي أمسك بها أحدهم كان يرتدي قفازاً جلديّ أسود.



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8395762213.jpg



وبالنسبة لسامي فقد ركض مبتعداً حتى افترق عنهم, لكنه لم ينتبه حتى لم يجد أحداً حوله, تلفت حوله وهو يلهث وعينيه تهتزّ قلقاً, فقال بقلق: يـ يا يارفاق! أين أنتم؟

نظر حوله يمنة ويسرة محاولاً إيجاد أحداً منهم, ولكنّ المكان كان خالياً تماماً حتى من الأقزام المريبة, فهمس بقلق: يا إلهي! لقد أضعتهم! يـ يجب أن أعود إليهم!

هرول عائداً إلى المكان ففاجأه أحد الأقزام وهو يظهر من بين الحشائش, ففزع وصرخ بهلع وهو يتراجع مبتعداً, لكنّ قدمه زلّت فوقع وهو يشعر بأنه قد سقط إلى ما أبعد من أن يكون مجرّد عرقلة, فمن دون أن يدرك كان يقف بجانب هوّة سقط إليها متدحرجاً وهو يتألم, حتى وصل إلى نهايتها حيث بعدت مايقارب العشرة أمتار واصطدم رأسه ببعض الحجارة, وحينما استقرّ في الأسفل وتوقّف عن الدحرجة لم يستطع التحرّك, حاول فتح عينيه لكنه كان أضعف من أن يبقى واعياً, نظر الأقزام من الأعلى نحوه حيث كان فاقداً وعيه ثم ابتعدوا متخلين عنه.



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8395762213.jpg


ركضت أمل تنادي باسم أشواق بجانب النهر وهي تتلفت يمنة ويسرة, ومن خلفها أيهم الذي قال وهو يلهث: يبدو أن النهر قد جرفها بعيداً

اتسعت عينيّ أمل فجأة حينما رأت نهاية النهر الذي كان شلالاً فشهقت, تنبّه له أيهم وقال بشيء من القلق: اللعنة! لايمكن أن تكون قد سقطت هناك!

ركضت أمل مسرعة وهي تنادي باسم أشواق وتبعها أيهم يركض, وعلى الضفة الأخرى من النهر كانت أشواق ملقاة بين الحشائش فاقدة وعيها ولم ترها أمل أو أيهم حيث مكانها الصعب, تقدّم أحدهم نحوها يسير ببطء بحذاء أسود يرتديه وسيف حاد يمسك به, حتى توقف عندها ونظر إليها باهتمام حيث لم تسمح أشعة الشمس برؤية ملامحه سوى عيناه البنفسجيتان اللتان لمعتا بنظرة حادة.



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8395762213.jpg



وحينما وصلا أمل وأيهم إلى الشلال العالي من الأعلى ألقوا بنظرة إلى الأسفل فإذا به يصبّ على بحيرة واسعة هادئة تبعد مسافة ثلاثة طوابق أو أكثر, فقال أيهم: ستكون أعجوبة إن وجدناها بخير بعد أن سقطت من هنا

أدارت أمل برأسها نحو أيهم بسرعة وهي تقول بحزم: سأجدها وستكون بخير!

انطلقت أمل لتنزل عبر الجرف, فقال أيهم بدهشة: هيه! ماذا تفعلين؟

تجاهلته أمل وهي تنزل حاذرة , فقال أيهم بحزم: إنه خطر, إن سقطتِ أنتِ أيضاً فلن تنجي, انظري لعلوّ هذا المكان!

أمل بحزم: أنتَ إبق هنا إن كنت تشعر بالخوف
برز عصب على رأس أيهم وقال بحزم: لستُ خائفاً

اقترب أيهم من المنحدر وقال بحزم: يجب أن نبقَ معاً على كل حال في هذا المكان الغريب
ثم همس: اللعنة! كيف يمكنني النزول؟ إنه منحدر جداً, هذهِ الفتاة تتسلّق كالقرود

سمعته أمل فبرز عصب على جبينها وقالت بانفعال وهي تنزل المنحدر بحذر: ابق بعيداً إن كنتَ غير قادر على الوصول أيها الفاشل عديم المنفعة


أيهم بانفعال: لاتغترّي لمجرد أنكِ تتسلّقين هذا المنحدر وكأنه يمكنكِ فعل كل شيء وحدك

صاحت أمل: نعم! يمكنني العناية بنفسي, لستُ بحاجة لمساعدتك

صرخت فجأة حينما زلّت قدمها, فناداها أيهم باسمها, لكنها وازنت نفسها بسرعة وهي تضع قدمها على صخرة ثابتة, فتنفّست الصعداء وهي تهمس: كان ذلك وشيكاً

وكذلك فعل أيهم حيث همس لنفسه: ستهلك إن تركتها وحدها!
تلفت حوله وهو يهمس لنفسه: حسناً, لابد أنّ هناك وسيلة أخرى للنزول!

وجد حبال بنيّة معلّقة بعشوائيّة على شجرة بجواره, فابتسم بسعادة وهمس: هذا يبدو جيّداً, قد يسعني الوصول لأسفل كما يحدث في الأفلام وألعاب المغامرات

أمسك أيهم بالحبل وشدّه مرتين ليتأكّد من أنه ثابت, ثم نزل المنحدر بحذر, ولكنه لم يلبث أن يخطو بضع خطوات حتى اهتزّ الحبل, رفع أيهم ببصره لينظر نحو الشجر, وإذ بالحبل ذيل لكائن بشع ومرعب كان يستريح على الشجرة فصرخ بوجه أيهم وكأنه يزأر, فصرخ أيهم مرتعباً وترك الحبل لكنه لم يكن ثابتاً على المنحدر, حاول موازنه نفسه, ورفعت أمل برأسها لترَ مايحلّ به, فإذا به يسقط باتجاهها وهو يصرخ حاولت أمل تفاديه ولكنه اصطدم بها فوقعا من على المنحدر وهما يصرخان, ليسقطا أخيراً على الأعشاب واختفت أصواتهما, كانا يئنان بصوتٍ ضعيف حيث تألّماً, نهضت أمل جالسة وهي تبعد ذراع أيهم بعنف عن فوقها وقالت بغضب: ابتعد عنّي!

فنهض أيهم بجوارها وقال بسعادة: هاه! نحن لم نمت!
أدارت أمل برأسها نحو أيهم وهي تقول بحزم: نعم بالكاد نجونا, أخبرتك أن تبتعد!

أيهم باستنكار: لماذا أنتِ غاضبة؟ لقد اختصرنا الوقت الآن!
أمل بغضب: أنت ستجلب لي المصائب, ابتعد عني! لا أريدك بالقرب مني!

ثم استدارت وركضت مبتعدة, فبزر عصب من جبين أيهم وهمس لنفسه: وأنا كنتُ أريد مساعدتها!, تشه, إنها فعلاً لاتستحق المساعدة حتى, عديمة الامتنان حتى لبقائي معها هذهِ اللحظة, إنها لاتستحق حتى رفيقاً يقف معها!


راقبها وهي تبتعد فتعرقلت ولكنها وازنت نفسها بسرعة وهي تهرول, فرفع أيهم برأسه إلى الأعلى ثم همس: اللعنة! أنا لايمكنني العودة من هنا حتى! سألتفّ حتى أجد مكاناً آخر وأعود لإيجاد سامي


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8395762213.jpg



وصلت أمل إلى البحيرة وهي تظهر بالقرب من الشلال, فنادت باسم أشواق وهي تضع يديها حول فمها, نادت مجدداً وهي تتلفت حولها لكن دون مجيب, ثم نادت مراراً وهي تنظر نحو البحيرة حيث لا أحد سواها, وصوت هدير المياة مع صخب الشلال يبدو مزعجاً, سارت أمل حول البحيرة وهي تنادي فظهر أيهم من خلفها يسير حتى توقّف بمحاذاة أحد الأشجار, ففكّر وهو ينظر نحو أمل: أخشى أنّ صديقتها فعلاً لم تنجو

نادت أمل مراراً ثم اقتربت من البحيرة, حدّقت نحو المياة على الحافة حيث بدا عليها القلق, لاحظ أيهم ترددها حتى خلعت حذائها وجوربيها, طبقت نهاية بنطالها وتوغّلت نحو البحيرة تسير وهي تنادي باسم أشواق, راقبها أيهم بيأس وهي تفتّش حولها وتنادي.


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8395762213.jpg



تدفقت مياه النهر بصخب, أشواق التي لاتزال فاقدة وعيها فتحت عينيها أخيراً وهي تجد نفسها ملقاة على بطنها, تحرّكت ببطء وهي تتأوّه, ومسحت مالُطّخ من الطين على وجهها, تلفتت حولها وهي تضع أحد يديها على رأسها, حاولت التذكّر قليلاً, إنها تتذكر تلك الحشرة الحمراء المريبة وظهور الكائنات القزمة وسقوطها في النهر, ففكّرت وهي تقطّب حاجبيها: إنه ليس كابوساً, لكن كيف وصلتُ إلى هنا؟

نظرت حولها, إلى ذلك النهر الصاخب صوته ثم حولت بنظرها إلى الأشجار المقابلة له, تغيرت ملامحها إلى الخوف ورفعت بيديها إلى صدرها قابضة كلتيهما ببعضهما وهي ترتجف, نهضت على قدميها بهدوء, مبللة ملابسها وشعرها كذلك, وهاهي تضع يديها حول نفسها وهي ترتجف تحاول تدفئة نفسها, وهناك من يراقبها عن بعد يقف مختبأً خلف إحدى الأشجار, نادت أشواق بقلق: أمل!

صمتت لوهلة ثم نادت: مرحبا! هل هناك أحد؟

لم يتزحزح ذلك الشخص عن مكانه, ففكّرت أشواق بقلق: إن سمعني أولئك فسيأتون مجدداً, ولكن يجب أن أجد أمل والآخرين

تقدّمت نحو النهر وفكّرت: إن سرت بمحاذاة النهر فقد أجدهم

أدارت برأسها إلى اليمين حيث إتجاه تدفّق المياه ثم سارت بهدوء, وهي تشعر ببعض البرد حيث بلل ملابسها, فأحاطت بذراعيها على جسدها وسارت مبتعدة, ولايزال ذلك الشخص يراقبها.


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8395762213.jpg



اختبأت الشمس خلف الأفق لتغيب فقد حلّ موعد غروبها, ولاتزال أمل تفتّش على أطراف البحيرة في الغابة وهي تنادي باسم أشواق حيث أصبحت في الجهة الأخرى وكأنها قد بحثت حول البحيرة الواسعة كاملة, ظهر أيهم من الغابة وهو يضع مجموعة من الأغصان على الأرض, ثم حوّل بعينيه نحو أمل التي كانت تبحث بيأس, فقال أيهم: هيه! لقد فتّشتٍ المنطقة كاملة, إنها ليست هنا بالتأكيد

تجاهلته أمل فاشمئزّ وجه أيهم وأحضر مجموعة من أوراق الشجر المتناثرة, فقال وهو يجلس: هيه توقفي! لقد حلّ الظلام لن تجدينها هكذا

أمل بحزم: دعني وشأني!

أيهم بغيظ: ستلفتين انتباه تلك الكائنات الغريبة إلينا وسيأتون من كل جانب!

أمل بحزم: ارحل من هنا إذاً, ألم أخبرك بألا تتبعني؟

أيهم بغضب: أنا لم أتبعكِ ياغبية, ولكنّ الظلام قد حلّ ولا أريد التخبط في الظلام

شعر أيهم بالجوع حيث صدرت أصوات من معدته, فهمس لنفسه وهو يقطّب حاجبيه: كما أنني جائع جداً, لم أجد طعاماً بالقرب أبداً

اتسعت عينيه فجأة وفكّر: ربّما توجد أسماك في هذهِ البحيرة

استخدم أيهم سلاحه وهو يطلق على الحطب أمامه فأوقد النار في حين فكّرت أمل: ربما فكّرت بالعودة إلينا

توغّلت إلى الغابة أكثر فنادى أيهم: هيه! إلى أين تذهبين الآن؟

أمل بحزم: سأبحث عن أشواق, بما أنها ليست هنا فلابد أنها قد توغّلت إلى الداخل أكثر

أيهم بحزم: ولكن ياغبية, قد حلّ المساء! كيف ستجدينها هكذا؟

حوّلت أمل بعينيها نحو الشلال وهي تهمس: سأعود إلى الأعلى, لعلّها لم تنزل حتى

سارت باتجاه الجرف وراقبها أيهم وهو يقول بلامبالاة: إن دخلتِ الغابة فستضيعين ولن تعرفي حتى من أين أتيتِ, وإن حاولتي تسلّق هذا الجرف فلن ترَي موطئ قدمك وستقعين!

اقتربت أمل من أيهم وقالت بحزم: كيف بك أن تكون بهذهِ اللامبالاة؟ ألست قلقاً على صديقك؟

أيهم بهدوء وهو يعبث بالنار بغصن شجرة: سامي بخير, من المؤكد بأنه قد فرّ من أولئك الأقزام, فهو رياضيّ وسريع في الهرب ولايمكن اللحاق به

أمل بهدوء: ولكنه تائه في الغابة أيضاً, وبدون سلاح على غرارنا

أيهم بهدوء: سيكون بخير, لابد أنه سيختبئ في مكان ما, صديقتكِ أيضاً من المفترض أن تكون كذلك ونحن علينا أن نتوقف الآن

تنهّدت أمل وجلست القرفصاء بجواره حيث راقبها أيهم فقالت بلامبالاة: إنه ليس صديقك المقرّب أليس كذلك؟

أيهم بهدوء: لقد كانت صداقتنا أقوى السنة الماضية والآن بسبب وجودنا في فصلين مختلفين لم نعد نمضي الكثير من الوقت, إنه يقضي معظم وقته في كرة السلة

أخفضت أمل جفنيها غلى النصف وهي تقول: أنتَ لاتجيد سوى ألعاب الفيديو كما يبدو

أيهم بثقة: إنها ممتعة, أنتِ أيضاً لابك أنّك تلعبينها دائماً مع صديقتك طالما أنّ لديكِ ألعاباً جديدة

فقالت بهدوء: أشواق تفضّل أن تراقبني في الغالب, إنها لاتجيدها

اتسعت عينيّ أيهم في صدمة, فأردفت أمل بهدوء: إنها وحيدة الآن ولابد أنها خائفة, لقد أخبرتها بأنني سانقذها ولكنني حتى الآن لم أجدها ولا أعلم بأيّ حال هي, إنها حتى لاتجيد السباحة, ولايمكنها النجاة وحدها في الغابة, كما أنّها..

عضّت على شفتيها بقهر حين لم تكمل جملتها, حدّق أيهم بها لوهلة حيث صمتها المريب, وقد بدا وكأنها ترتجف برداً حيث أطراف ملابسها لاتزال مبللة, ثم قال بهدوء: سنبحث عنهما في الصباح

نهضت أمل وهي تقول بحزم: كلا! يجب أن أبحث عنها الآن قبل أن تزداد الظلمة

نهض أيهم ليقف بجوارها وهو يقول بحزم: هيه! ألا ترين لقد أظلم المكان فعلاً, كيف ستجدينها هكذا؟

أمل بحزم: لايهم! على الأقل سأناديها وستسمعني!

أيهم بحزم: اذهبي إذاً ولكن ستجدك تلك المخلوقات, وستجدها أيضاً حينما تسمع نداءك قريباً منها

صمتت أمل لوهلة, فقال أيهم بهدوء وهو يجلس: لايمكننا فعل شيء الآن فقد حلّ الظلام, نحن لانعرف هذهِ المنطقة ولاحتى هذا العالم المريب, سيكون من الأفضل لو أنها تلتجئ بنفسها إلى مكان آمن الآن


حدّقت أمل نحو أيهم وكأنها قد وافقته وهي تفكّر: لقد بحثتُ طويلاُ ولكنّي لم أجدها, أشواق أرجو أن تكوني بخير, سأجدكِ غداً حتماً

أدارت برأسها إلى الغابة حيث الظلمة وظلّت واقفة تنظر بشرود.


.
.


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...9583876863.png


وأخيراً انتهى الفصل الأوّل من مغامرتنا الأولى :يب:
وقد أتعبني التنسيق فعلاً مع طول البارت, وكل مانسّقنا عدنا ص3
لذلك أرجو أن تكتبوا تعليقاتكم وانتقاداتكم واستفساراتكم وكل مايخطر ببالكم خ8خ8
وسأكون شاكرة إذا نبهتموني في حال وجود بعض الأخطاء الإملائية أو المطبعية :ناميا:
وأرجو أن تجيبوا على هذهِ الأسئلة فأنا متشوقة لمعرفة توقعاتكم:ناميا:


رأيكم بالعالم الغريب الذي وصلوا إليه!

من يكون لهب؟ ولماذا يريد أن يقضي عليهم؟

من هو الشخص الغامض الذي يراقب أشواق؟

هل سيكون سامي بأمان أم أنّ هناك من سيحاول قتله وحده؟

هل ستمرّ الليلة على مايرام حتى مع أمل وأيهم؟



الفصل القادم ستكون أحداثه في الليل :يب:
و أنا لن أترك أحداً وشأنه :هاهاها:


متشوّقة لمعرفة توقعاتكم ياي9

.
.


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...1041833392.png[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Hafid be 12-18-2015 05:43 PM


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8826354996.png
سطحي
حتى لو فرضنا انها متأثرة برواية مايز رانر كان حريا بك التعليق على الاسلوب
او الشخصيات او اعطاء الكاتبة نقد بناء الخ


It look like the novel of maze runner

Snow. 12-20-2015 12:01 AM

حجز لبكرة

Snow. 12-20-2015 07:06 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك غلاتي؟
أخبارك؟

إن شاء الله كلو تمام

أول شي شكرا لدعوتك اللطيفة لروايتك المميزة

يب يب أنا بعرف شو عمل قول،هي في نظري مميزة

يعني ما شاء الله عليكي،طريقة كتابتك مميزة كتير و نادرة

نادر أنو حدى يكتب عن هاد التصنيف و بيمشي معو الحال متلك

بجد أبدعتي

بتذكرني روايتك بأبطال الديجيتال،أول ما بدأت أقرأ صرت لاشعوريا عم دندن الأغنية ههههه

الأحداث جد مميزة،و طريقة وصفك ممتازة

مثلا لما وصفتي الليلة الماطرة و الرعد و هيك،صرت بشعر بالبرد و الخوف لحالي،كأني وسط أجواء الرواية و أحد الأبطال

العنوان كمان مميز و حماسي،جذبني مباشرة للدخول

أمل كشخصية هي رائعة جدا،بحب الفتيات القويات هيك و بتكون البنت متمردة و بشكل صبياني،طريقتها في الكلام و أفكارها،حاليا هي شخصيتي المفضلة

أيهم،هداك الباكا الكبير،شخص كسول و أحمق و سبب المشاكل لأمل،أتسائل ليش بينهم شجارات كتيرة،مع هاد شخصيتو بتعجبني خاصة حماستو

سامي،ههههه ولد كاواايي،حكيم و محب لأصدقائو،أحببت تواجده بالرواية

أشواق،كتير حلوة هاي البنت،لطيفة و بتمثل الصديق الوفي بما للكلمة من معنى

هاد العالم الغريب يلي وصلو ليه،بشك أنو صاحب الخصلات الشقراء إلو يد في هاد،لا مو شاكة،متأكدة أنها فعلتو،بظن أنو عالم رقمي دامو كان يعمل بالحواسيب

أمممم لهب يا لهب،أكيد شخص شرير و بيحاول يقتلهم يمكن على أساس أنهم الأسطورة يلي رح تقضي على وجودو و شرو نهائيا للأبد لهيك بدو يقتلهم

الشخص الغامض يلي عم يراقب أشواق،شكوكي تدفعني أني قول أنو أحد الأشخاص من الأسطورة يعني متل أيهم و أمل و الباقيين

أمممم سامي،بعتقد أنو رح ينجو بس ما بظن أنو طريقو رح يخلو من المشاكل

يمكن تمر بأمان على أيهم و أمل هاي الليلة و يمكن لا،بس أكيد رح ينجو مع أسلحتهم

روايتك رائعة بجد،من زمن ما قرأت رواية مغامرات متل هيك

اعتبريني متابعة الك يا فتاة

تقبلي مروري

دمتي مبدعة

Mulo chan 12-22-2015 08:42 PM

.
.


لاريسا تشان



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك غلاتي؟
أخبارك؟
إن شاء الله كلو تمام


وعليكم السلام و رحمة الله و بركآته
أنا بخير والحمد لله و0


.
.



أول شي شكرا لدعوتك اللطيفة لروايتك المميزة
يب يب أنا بعرف شو عمل قول،هي في نظري مميزة
يعني ما شاء الله عليكي،طريقة كتابتك مميزة كتير و نادرة
نادر أنو حدى يكتب عن هاد التصنيف و بيمشي معو الحال متلك
بجد أبدعتي


شكراً عزيزتي ق5
فعلاً من الصعب كتابة هذا التصنيف
وبصرآحة المشهد الواحد تمت إعادة كتابته أقل شيء ثلاثة مرات س1
وكحال كلّ القصص يجب أن يشعر الكاتب بإحساس أحداث القصة أي2
يعني .. لازم حالي أحارب معاهم ياي9


.
.


بتذكرني روايتك بأبطال الديجيتال،أول ما بدأت أقرأ صرت لاشعوريا عم دندن الأغنية ههههه


بداية هذهِ القصة يتزامن وقتها مع مشاهدتي لأبطال الديجيتال ق5
كم كنتُ أحب هذا الأنمي جداً ولربما هناك لمحة منهـ ولكنها قصة مختلفة :يب:


.
.


الأحداث جد مميزة،و طريقة وصفك ممتازة
مثلا لما وصفتي الليلة الماطرة و الرعد و هيك،صرت بشعر بالبرد و الخوف لحالي،كأني وسط أجواء الرواية و أحد الأبطال
العنوان كمان مميز و حماسي،جذبني مباشرة للدخول


يسعدني ذلكـ .. شكراً لكِـ ق5
هدفنا هو وصول القرّاء لـ الدخول لجو الأحداث :dalbi:


.
.



أمل كشخصية هي رائعة جدا،بحب الفتيات القويات هيك و بتكون البنت متمردة و بشكل صبياني،طريقتها في الكلام و أفكارها،حاليا هي شخصيتي المفضلة

أيهم،هداك الباكا الكبير،شخص كسول و أحمق و سبب المشاكل لأمل،أتسائل ليش بينهم شجارات كتيرة،مع هاد شخصيتو بتعجبني خاصة حماستو

سامي،ههههه ولد كاواايي،حكيم و محب لأصدقائو،أحببت تواجده بالرواية

أشواق،كتير حلوة هاي البنت،لطيفة و بتمثل الصديق الوفي بما للكلمة من معنى


يسعدني أنكِ وجدتي شخصيتكِ المفضلّة ق5
بما أنّ أمل شخصيتك المفضلة إذاً لن تحبين أيهم والعكس س1
لأن شخصياتهم تتشابه وتختلف في الوقت نفسه
قانون فيزيائي: الشحنات المتشابهة تتنافر :يب:
هذا جواب سؤالك لماذا يتشاجران س1

لقد قمتِ بتحليلهم جيّداً :dalbi:

لا أعلم كيفَ عرفتِ بانّ سامي فيه شيء من الحكمة
لكنه فعلاً كذلك :يب: ~


.
.



هاد العالم الغريب يلي وصلو ليه،بشك أنو صاحب الخصلات الشقراء إلو يد في هاد،لا مو شاكة،متأكدة أنها فعلتو،بظن أنو عالم رقمي دامو كان يعمل بالحواسيب

أمممم لهب يا لهب،أكيد شخص شرير و بيحاول يقتلهم يمكن على أساس أنهم الأسطورة يلي رح تقضي على وجودو و شرو نهائيا للأبد لهيك بدو يقتلهم

الشخص الغامض يلي عم يراقب أشواق،شكوكي تدفعني أني قول أنو أحد الأشخاص من الأسطورة يعني متل أيهم و أمل و الباقيين

أمممم سامي،بعتقد أنو رح ينجو بس ما بظن أنو طريقو رح يخلو من المشاكل
يمكن تمر بأمان على أيهم و أمل هاي الليلة و يمكن لا،بس أكيد رح ينجو مع أسلحتهم


ياسلام عليكـ ..
أحب الذين يجيدون الإجابة على الأسئلة خ8


.
.



روايتك رائعة بجد،من زمن ما قرأت رواية مغامرات متل هيك
اعتبريني متابعة الك يا فتاة
تقبلي مروري

دمتي مبدعة


اتقبل مرورك وردك ومتابعتكـ يَ جميلة ق5
شرفّني وجودك للمتابعة ق5 ق5
وبإذن الله ستعجبكِ الرواية أكثر :dalbi:


ربي يحفظكـ و0

Mulo chan 12-24-2015 12:15 AM

المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (الفصل الثانِي)
 
[TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_12_15145090317730542.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0317729591.gif

غابت الشمس وسحبت أشعتها الملونة ليسود الغابة ظلام دامس, سار ضوء القمر الشاحب على أشجار متشابكة الأغصان وكأنّها ظلّ أيادي مخيفة, تبدو الغابة موحشة في مثل هذهِ الساعة, الهدوء يخيّم على المكان, و لعلّ سماع صوت جريان النهر يسلي الصمت, أشواق تسير بخطى هادئة صغيرة بمحاذاة النهر ويبدو عليها الخوف فهي تحلّق ببصرها حولها خشية أن تفاجئ بشيء ما, وترفع يديها إلى صدرها وهي تقبضها بقوة وتوتر, مازالت تشعر ببعض البرد فملابسها لم تجف تماماً, فكّرت وهي تقطّب حاجبيها: الرؤية تبدو أصعب الآن, ولكن يجب ان أواصل السير حتى أصل إليهم, لابد أنهم قلقون الآن

داست على أحد الأغضان الصغيرة الملقاة أرضاً, مما أثار صوت تكسّرها الرعب على الطيور التي كانت على الأشجار فطارت بسرعة, سمعت أشواق حركتها فشهقت وولت مسرعة تجري نحو الغابة بدون دراية حتى تنبّهت لنفسها حيث وقفت تلهث مسندة بجسدها على أحد الأشجار, لقد كانت ترتجف خائفة كما بدا من اهتزاز جسدها, رفعت برأسها إلى الأعلى حيث القمر يختبئ خلف سحب كثيفة في سماء الليل المسودّ, مجرجراً بأذياله من أرض متعطشة لضوءه, ففكّرت بقلق: هذا مخيف, يجب أن أعود على الأقل إلى النهر

فجأة سمعت صوتاً غريباً من الحشائش, حوّلت بعينيها نحوها فإذا بها تهتزّ وكأنّ هناك أحداً ما خلفها, شعرت بالخوف فتراجعت بضع خطوات إلى الخلف وعيناها لاتفارق النظر هناك, فرأت ثلاثة أزواج من العيون الحمراء تبرز ثم ظهر صوت وحشيّ, تسارع نفسها ودقات قلبها فتراجعت إلى الخلف ببطء, فظهروا ثلاثة ذئاب مسعورة ذات أنياب طويلة ولديها ذيول كالسهام ومخالب حادة ذات فرو أحمر مرعب, كانت أشواق ترتجف بشدّة وهي تتراجع.

ثم فجأة استدارت وبدأت تركض بدون هوادة, وبالتأكيد فقد تبعهتها الذئاب, جرت أشواق بسرعة من بين الحشائش والأشجار في الظلمة الحالكة, وهي تشعر بنهايتها المحتومة وتسمع ضربات قلبها المرتجف, ومستوى الأدرينالين في جسدها في تزايد, لقد تمزّق جزء من فستانها من الأسفل بعد أن اشتبك بالحشائش وهي تركض, لم تبالي لذلك بل لم تنتبه وهي تركض فقد كانت تتخبّط في الظلام بعشوائيّة بين الحشائش والأشجار وبالكاد يمكنها رؤية طريقها بدون وعي وبدون إدراك أين ستخطو قدماها, وهي تسمع أصوات الذئاب يركضون شرهين خلفها, فهي بين حين وآخر توازن نفسها حيث كادت أن تقع بضع مرات وهي تمرّ تلك الهضبة نزولاً, حتى سقطت أرضاً وهي تصرخ حيث لم تستطع منع تعرقلها, وما إن ارتطمت بالأرض حتى سقط شيء من جيبها, وظهر ضوء ساطع جعل من الذئاب أن يتوقّفوا أماكنهم وهم يغلقون بأعينهم.

أدارت أشواق برأسها إلى الخلف لتراهم على حالهم مغمضي أعينهم لثوانٍ, فانتهزت الفرصة للهرب وأسرعت بالركض أمامه, أدارت برأسها فإذا بالذئاب في عاودت الركض نحوها مجدداً, جرت مسرعة مرعوبة والخوف يملأها حتى شعرت بظلّ ما يمرّ بقربها قد قفز من الأعلى, توقّفت مكانها وهي تستدير لتنظر إليه فقد وقف بينهما وبين الذئاب التي تطاردها, فقال بحزم: اهربي!

كان صوتاً ذكوريّاً لذلك الشخص الذي لم تتمكّن من رؤية ملامحه فقد كانت تقف خلفه, وبسبب الظلام فقد كانت ترى هيئته الخلفية فقط وقد كان شاباً أطول منها, طالت اللحظة والذئاب تقترب, فقال بحزم بنبرة أكثر حدة: اهربي الآن!

أشواق بتردد وقلق: وــ ولكن..

ردّ بحزم: بسرعة!

استدارت لتركض هاربة مكملة طريقها, أدارت برأسها لتنظر إليه فإذا بشيء ما يحمله يلمع , أدركت لاحقاً بأنه سيف كان سليله يتردد في الأجواء مع احتكاكه بمخالب الذئاب, ركضت وهي تسابق قطرات دموعها مبتعدة والخوف يملأها تاركة ذلك الهجوم خلفها, ركضت بسرعة بأقصى قوتها وهي تتخبّط حتى وصلت إلى نهاية طريقها, فقد كانت هناك بحيرة صغيرة أمامها وحولها أرض عشبيّة, توقّفت وعينيها تهتزّان قلقاً وأنفاسها تتسارع, ودقات قلبها لاتزال تنبض بقوة وسرعة, أدارت برأسها إلى الخلف حيث لا أحد, ثم بكت وجسدها يرتجف ووقعت على الأرض هابطة وهي تضع يديها على وجهها,حيث بدت تبكي كطفلة صغيرة خائفة لامأوى لها تأمن فيه ولارفاق يخففون وحدتها.



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0391379722.jpg



وبعيداً بجانب بحيرة أكبر, وبالقرب كانت النار تشتعل وهي تأكل بعض الخشب وأوراق الشجر التي تحوّلت إلى رماد, كانا أيهم وأمل يجلسان حولها, حينما كانت الأخيرة تتفحّص سلاحها بعينيها وقد كانت فيه بضع أزرار وسحابات, وأيهم بجانبها يرسم على الأرض بعود صغير وهو يقول بهدوء: إذاً فقد حصلت أنتِ أيضاً على السلاح في تلك المنطقة الفاصلة

أجابت أمل وهي تتفحص سلاحها: أجل, إنه لايبدو سلاحاً على كل حال, ولكنه أقوى من سلاحك

ترك أيهم العود ورد بانفعال: ماذا؟ هذا ليسَ صحيحاً!

أمل بابتسامة ساخرة: بلى, إنه أسرع وأدق وذو تأثير متواصل

أيهم بابتسامة ساخرة: ولكنّ النار أقوى مادة في الوجود

أغمض عينيه بثقة وقال: كما أنّ سلاحك يصيب نقطة محددة وليس كسلاحي الناريّ

أمل بغيظ: تشه, سلاحك بدائيّ وليس فيه أي مميزات متطورة

أيهم بغيظ: أنتِ تقولين ذلك لأنّكِ تعرفين بأنّ سلاحي أفضل

أمل بانفعال: إنها الحقيقة, كما أنّ تأثير الليزر أقوى من النار

أيهم بانفعال: هاه!

صوت عواء طويل تردد في الأرجاء, فاتسعت عينيّ أمل وأيهم وقد تجمّدا مكانيهما, نهضا وتلفتا حولها وأيهم يقول بحزم: يبدو أننا على وشك الدخول في معركة جديدة

أشهر أيهم بسلاحه نحو الحشائش, وكذلك فعلت أمل وهي تقول بابتسامة واثقة: الآن سنرَ أي سلاحينا هو الأقوى

ابتسم أيهم بثقة وقال بابتسامة: قبلتُ التحدي

تلفتا حولهما بترقّب نحو الحشائش, حتى اهتزّت فاحتدت عينيّ أيهم وقفز من هناك ذئب مسعور أحمر الفرو باتجاهه, وهو يفتح فاه بشرهة, أطلق أيهم النار فأصابت الأرض حيث تفاداها, وتقدّم الذئب نحوهما وهو يقفز باتجاههما, تفاداه أيهم وهو يبتعد عنه, في حين كانت أمل مشغولة بإطلاق الليزر على آخرين قد ظهرا لللتوّ, أصابت ساق أحدهما فتوقّف لكن الآخر يتقدّم نحوها, فتفادته وهي تنحني إلى الجانب حينما قفز, فأصبح خمسة من الذئاب يحاصرونهم بينما أصبحا أمل وأيهم يقفان ظهراً لظهر, أيهم بحزم: الفائز بيننا من يقضي على ثلاثة أو أكثر

أمل بابتسامة واثقة: هه لاتتحدث بكل هذهِ الثقة, يمكنني إصابتهم جميعاً وحدي

أيهم بحزم: تشه! أنتِ مغرورة جداً, احذري ألا تُصابي فحسب, لا أريد التورط معكِ لاحقاً

أمل بحزم: احذر أنت أيها المتعالي

كانت أصوات الذئاب تنبئ بجوعهم الشديد, بمظهرهم الأحمر وعيونهم الحمراء يبدون مرعبين, بينما كانا أمل وأيهم يحاولان إخفاء قلقهما, فقفز أوسطهم نحوهما فجعلهما يتفرّقان أمل إلى اليمين وأيهم إلى اليسار, اختار الذئب الانقضاض على أيهم وهو يستدير نحوه, خطف أيهم نظره خلفه فإذا بذئبان آخران يتقدّمان نحوه بحذر.

في حين قفز أحد الذئاب نحو أمل فأطلقت عليه الليزر, لكنّ عينيها اتسعت وشهقت بدهشة حينما لاحظته يسير بطريقة غير مستقيمة, حيث أصاب الليزر الأرض وانقضّ عليها ومخالبه نحوها وهو يفتح فمه والأنياب بارزة, لم تستطع أمل الهروب في لحظة, وحالما لامسها حتى فتته الليزر لجزيئات مالبثت إلا أن تلاشت في الهواء بسرعة, ووقعت أمل على الأرض على ظهرها وهي تشهق متألّمة, لاحظ أيهم ماحدث بالرغم من أنه لايزال محاصراً من قبل ثلاثة, فجعل الوحيد على يساره و الباقيان على يمينه, وهمس بحزم: حسناً, من يريد أن يموت أوّلاً؟

قفز الاثنان باتجاهها بسرعة وهما ينقضّان عليه معاً, فأطلق أيهم الكرات الناريّة التي اندفعت بسرعة على أحدهما, فأصابته وتلاشى في الهواء بينما أكمل الآخر هجومه, فتفاداه أيهم وهم ينحني إلى الجهة الأخرى مبتعداً, حتى أصبح الذئب بجوار الآخر خلف أيهم, وبينما كانت أمل لاتزال على الأرض حيث سقطت للتوّ إذ وجدَ الذئب الجريح أنّ الفرصة سانحة للهجوم, فبينما كانت تنهض إذ انقضّ عليها فأخذت أمل قبضة من التراب بيدها وألقتها عليه, فوقع الذئب على قوائمه مغمضاً عينيه, فابتسمت أمل بثقة وهي تقول: عذراً, لا أحب أن أضيّع فرصي!

أطلقت عليه الليزر فتحوّل لجزيئات صغيرة تلاشت في الهواء, أدارت برأسها بسرعة نحو الذئبين الأخيران اللذان انطلقا معاً نحو أيهم, فأطلق أيهم النار على أحدهما فتلاشى في الهواء, وبينما كان الآخر في الهواء وهو يقفز قفزته الأخيرة نحو أيهم, كان أيهم مشهراً بسلاحه نحو وجاهزاً للضغط على الزناد, وهو يفكّر: الثالث!

ولكن قبل أن يطلق تحوّل الذئب الأخيرة لجزيئات تلاشت في الهواء, اتسعت عينيّ أيهم متفاجئاً ولكن مالبث أن اختفى الذئب تماماً, حتى وجد أمل من خلفه مشهرة سلاحها وقد قضت عليه, فقال أيهم بغضب: ماذا تفعلين؟ لقد كان لي!

أبعدت أمل سلاحها وقالت بابتسامة ساخرة: حقاً! لم يكن التحديّ ينصّ على هذا, لقد اتفقنا أنّ من يقضِ على ثلاثة هو الفائز وليسَ من يحاصره ثلاثة

أيهم بغضب: لقد كنتُ على وشك القضاء عليه ولكنكِ سرقتهِ منّي

أغمضت أمل عينيها وقالت بافتخار: لقد أنقذتك ياعديم الامتنان

فتحت عينيها وقالت بنبرة مغرورة: الآن عليكَ الاعتراف بقوة سلاحي وأنني أفضل منك

أيهم بغضب: هاه! لقد غششتِ!

أمل وهي ترفع حاجباً: لم أغشّ, لكنني كنتُ أسرع وأمهر منك

أيهم بغيظ: تشه! لو أنّهم لم يحاصروني لقضيتُ عليهم بأسرع من ذلك

أمل بابتسامة ساخرة: هذا شيء والواقع شيء آخر, هيا اعترف بما لديك لقوله

كان أيهم ينظر إليها بغيظ بينما كانت تنظر إليه بابتسامة واثقة, وفجأة وبدون صوت أو مقدّمات قفز ذلك الذئب من بين الحشائش منقضّاً عليهما من خلف أمل حينما كانت قريبة منه, وبينما أدارت أمل برأسها إلى الخلف إذ أشهر أيهم سلاحه وأطلق عليه النار ليصيبه, فتلاشى في الهواء بسرعة قبل أن يسع أمل فعل شيء, ظلّت أمل صامتة لوهلة, فقال أيهم بثقة: لقد أصبحنا متعادلين, ولو أنه من المفترض أن يكون الفائز أنا

أدارت أمل برأسها نحوه بسرعة وهي تقول بانفعال: هيه! هذا الذئب لايُحتسب, لم يكن مضموناً ضمن التحديّ

أيهم بابتسامة ساخرة: هذا شيء, والواقع شيء آخر

ضحك أيهم فرفعت أمل حاجباً وبرز عصب على جبينها, فقال أيهم بابتسامة واثقة: أو.. يمكننا إعادة التحدي ولنرَ من سيكون الفائز, إلاّ كنتِ غير واثقة بفوزك في المرة القادمة

أمل بحزم: حسناً إذاً اتفقنا فعل كل حال ستعترف بأنني أقوى

ظلاّ الاثنان ينظران نحو أحدهما الآخر بتحدٍ و النار لاتزال تأكل الحطب بجوارهما.

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT]

Mulo chan 12-24-2015 12:26 AM

المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (الفصل الثانِي) .. تابع
 
[TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_12_15145090317730542.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.
.


كان لايزال مغمى عليه وهو يستلقِ على سرير أبيض مائل للصفرة, فتح سامي عينيه ببطء وهدوء, إنه لايزال يشعر بألم طفيف في رأسه, بدا السرير بقمة النعومة, حاول سامي أن يتذكر ماجرى سابقاً, ظهور تلك البوابة الغريبة ومن ثم الحشرة الحمراء والأقزام التي ترمي بعصيّها, ثم افتراقه عن رفاقه في الغابة وسقوطه أخيراً حتى فقد وعيه.

نهض جالساً وهو يلتف حوله حتى بدأ يستوعب المكان الذي هو فيه, حجرة ضيقّة ذات سقف منخفض جدرانها بيضاء بلون السرير ذات نقط صغيرة سوداء, حدّق بالجدران قليلاً فإذا بها تهتز بعض الشيء, اتسعت عينه وهو يشهق حينما أدرك بأنّ الحيطان عبارة عن كائنات بيضاء صغيرة اللون ذات عيون سوداء تحدّق به, صرخ وهو يتحرّك عن السرير بعشوائيّة, لقد تحرّك السرير أيضاً حيث فقد توازنه ووقع على الأرض, أصيب سامي بالصدمة فالسرير أيضاً عبارة عن تلك الكائنات الصغيرة التي لاتتجاوز العشرين سنتيمتراً مجتمعة فوق بعضها البعض وقد تفرّقت الآن وهي تتحرّك كقطع قطنيّة منفوشة, تراجع إلى الخلف وهو يهمس بهلع: مـ مالذي.. يجري؟

اصطدم بشيء خلفه, أدار برأسه فإذا به حائط من تلك الكائنات, فصرخ فإذا بالكائنات الصغيرة تفرّقت بسرعة, وتجمّعت حول بعضها أمامه وهو تتحوّل إلى اللون الأسود, فاختفى الحائط, ليجد سامي نفسه وسط الغابة الموحشة حيث تلتفت حوله وأظلم المكان, فابتلع ريقه وقال بتردد وقلق محاولاً إخفاء خوفه: من.. من أنتم؟

تلوّنت الكائنات تدريجيّاً إلى اللون الرمادي وهي تتجه نحوه بهدوء واحداً تلو الأخر, راقبهم سامي بعينيه محاولاً أن يحتفظ بهدوئه حتى اصبحوا قريبين منه, فقال بقلق: هل.. هل أنقذتموني؟

قفزت الكائنات عشر سنتيميترات وهو تصدر صوت كتكتة وتتلوّن بالأبيض وبعض الضوء يصدر منهم, لقد بدا مظهرها لطيفاً بحيث لم يرعب سامي لكنه كان لايزال يشعر بالقلق نحوهم, لقد شعر بالألم في رأسه للتوّ, فتذكّر بأنه أثر الصدمة التي تلقاها حين سقط من الجرف.

وضع يده على جبينه, على تلك العصبة التي يرتديها فدُهش حينما شعر بشيء ما تحت العصبة, خلعها عن رأسه فوجد قطعة قطنية ملطّخة بالدماء, فأدرك بأنه دمه حينما لامس الجرح على جبينه وهو يغمض إحدى عينيه حيث تألّم, ففكّر بذهول: حتى أنّهم قد طببوني

حوّل بنظره نحوهم حيث كانوا لايزالون قفزون بسعادة, فأعاد القطعة القطنيّة لئلا ينزف أكثر ووضع العصبة عليها, ثم أقبل أحدهم مقترباً نحو سامي بهدوء حيث ظلّ ينظر إليه حتى توقّف عند قدميه وابتعد بهدوء, بعد أن وضع شيئاً ما عند قدميه, انحنى سامي والتقطه وهو يفكّر: هذا الشيء!

لقد كان الشيء أشبه بترس معدنيّ بحجم اليد, مثبّتاً على حامل معدنيّ قد غطّى ثلاثة أرباع الترس, فتذكّر سامي بأن هذا قد التقطه حينما كان في المكان الفاصل بين عالمهم وهذا العالم, وفور أن أمسك به حتى سقط أرضاً عابراً البوابة, فأدخله في جيبه ونسيه.

فكّر سامي بأنه من الممكن أن يكون في وقع منه حينما فقد وعيه, وكان هذا ماحدث حيث وجدته هذهِ الكائنات وحمته حتى استيقظ, حوّل سامي بعينيه نحو الكائنات التي تبدو أشبه بكرات قطن حيّة , وفكّر وهو ينظر إليها باهتمام: هذهِ الكائنات لاتبدو عدائيّة مثل تلك الأقزام

كانت الكائنات تنظر إليه وهي تقف حوله, فابتسم سامي بلطف نحوها, فجأة أقبل أحدهم بصوتٍ وحشيّ وهو يقول: إذاً, أنتم وصلتم فعلاً!

أدار سامي برأسه نحوه بسرعة وهو يشهق بدهشة واتسعت عينيه حيث كان يقف على يسراه, ذلك الجسد البنيّ ذو قوائم الحصان و جذع بشريّ, وشعر طويل أشقر مسرّح كذيله الحصانيّ, حملق سامي نحوه بدهشة فقد بدا مظهره مرعباً حيث كان ضخم الجثة, وهو يحمل بأحدى يديه البشريّة سلاح ضخم ذو أربعة فتحات, مغطّياً وجهه كله بمعدن حديديّ لايظهر عينيه, وكذلك فهو يرتدي درعاً حديديه على صدره, ظلّ سامي ينظر نحوه بخوف حيث اهتزّت أطرافه, وكذلك فقد اتخذت كرات القطن لوناً رماديّاً وهي تتجمّع حول بعضها, فوضع ذلك الكائن سلاحه على كتفه وقال بهدوء: لقد صدقت الشائعات إذاً, على الرغم من أنّهم قالوا بأنّهم أربعة ولكني لم أجد سوى واحداً, قل لي أيها الصبي, أين بقيّة رفاقك؟

سامي بتردد وقلق: هـ هاه!

أشهر سلاحه نحو سامي وهو يعيد سؤاله بنبرة أكثر حدة: أين هم رفاقك؟

شهق سامي بدهشة ثم قال بهلع وهو يرفع يديه مستسلماً: لا.. لا أدري!!

قال الكائن الأشبه بالحصان بنبرة أحدّ: لقد دخلتم أربعة عبر البوابة, أخبرني أين البقيّة!

سامي بهلع: أقسم بأنني لا أعلم, لـ لقد تفرّقنا, لقد هاجمتنا تلك الأقزام و حينما هربتُ منهم سقطت إلى هنا

صمت الكائن الغريب لوهلة فقال سامي بتردد وقلق محاولاً الاحتفاظ بشجاعته: و ولكننا سنعود من حيث أتينا, نحن لن نزعجكم, لن نأتِ إلى هنا مجـ...

ولم يكمل كلمته حتى قال الكائن بنبرة أكثر حدة: لا بأس, سأقتلك الآن ثم أجد البقيّة بنفسي!

شهق سامي واتسعت عينيه بشكل أكبر وهو يكزّ بأسنانه, فانطلقت تلك الكرات القطنية الرماديّة متجمعة أمامي سامي بينه وبين ذلك الكائن المريب, وهو تصعد فوق بعضها البعض تكتكت والاثنان يراقبان بذهول حتى كونوا حائطاً بينهما, ظلّ سامي ينظر بذهول وهو يفكّر: إنهم.. يحاولون حمايتي!

ضحك ذلك الكائن بغطرسة وهو لايزال يشهر سلاحه فقال بثقة: ابتعدوا من هنا! جئت لأقضي على هذا الدخيل, لاتتدخلوا في عملي!

لم تتزحزح كرات القطن من مكانها, فضغط ذلك الكائن على الزناد فانطلقت قوة نحو كرات القطن وأصابتهم لينهار الجدار, وسامي يقف مذهولاً حيث سقطوا فوق بعضهم البعض, وتحوّل بعضهم إلى جزيئات تلاشت في الهواء, ازداد قلق سامي وهو يراقب مايحدث, فضحك الكائن وهو يقول بغطرسة: قلت لكم أن تبتعدوا من طريقي!

تجمّعت كرات القطن مجدداً وهي تصنع حائطاً آخر وسامي يراقب, فقال الكائن وهو يضحك ساخراً: يالكم من حمقى! أتريدونني أن أقضي عليكم جميعاً؟

أطلق مجدداً وأصاب الجدار وسامي يقف عاجزاً عن فعل أي شيء سوى المراقبة, وجسده يرتجف خائفاً ومندهشاً من فعل كرات القطن وهي تحاول حمايته, ففكّر: إنهم.. يحاولون حمايتي فعلاً, لو أنني أستطيع فعل شيء ما, أو ان أملك سلاح ما

اتسعت عينيه فجأة حينما تذكر كلمات أيهم "لقد وجدتُ مسدّساً أثناء مروري تلك المنطقة", ثم تذكّر حوار أيهم وأمل وهما يقاتلان الحشرة الحمراء حيث سألها أيهم:"أنتِ أيضاً تملكين سلاحاً؟", فأجابت أمل بحزم:"ماذا؟ هل اقتصر ذلك عليك وحدك؟", حوّل سامي بعينيه نحو ذلك الشيء الذي التقطه من المنطقة الفاصلة, والذي أصبح ملقى على الأرض الآن, حدّق نحوه بحيرة وعينيه تهتزّان قلقاً, وحينما أطلق الكائن نحو كرات القطن للمرة الثالثة حيث تساقطت وقضى البعض نحبهم, قال بغطرسة وهو يضحك: لايهمني لو قضيتُ عليكم جميعاً الآن .. هاه!

بدأ أنه قد دُهِش حينما رأى سامي من خلف الحائط يشهر بسلاحه نحوه, وهو ينظر نحوه مباشرة, لكنه حينما لاحظه يرتجف و ظل لوهلة على وضعيته حيث بدا متردداً, ضحك الكائن وقال بكبرياء: هل تريد قتالي الآن أيها الصبي؟

اهتزّت أطراف سامي وهو يشهر سلاحه حيث كان تثبيته صعباً, لم تكن كرات القطن اللحظة قادرة على تكوين الحائط فقد قلّ عددها وأصبحوا جرحى, ولكن بالرغم من ذلك كانوا يحاولون التجمّع أمام سامي محاولين حمايته وهم يتحرّكون ببطء, فقال سامي محاولاً تصنّع الشجاعة: كـ كلا! ابتعدوا!

نظرت كرات القطن إليه فقال سامي: يكفي مافعلتموه لأجلي حتى هذا الوقت, إنه.. يجب عليّ أن أقاتله بنفسي

تذكّر كلمات أمل حينما بدأ الأقزام بمهاجمتهم "فلنقضِ عليهم جميعاً من الواضح أنّهم ليسوا كائنات حقيقيّة", ابتلع سامي ريقه محاولاً تحديد هدفه حيث صدر الكائن, لعلّها الأمرة الأولى في حياته أن يقف ضد من يعاديه وجهاً لوجه بهذا الشكل, فلطالما كان يسمح للآخرين بإذائه مقاوماً آلامه دون أن يدافع عن حقوقه, إنه لم يتجرأ يوماً للوقوف حتى لأخذ حقه, شعر بالرهبة أمامه ولكنه ظلّ واقفاً مواجهاً لهذا الكائن الغريب الذي قال بغطرسة: لايمكنكَ إصابتي أو حتى الإطلاق وأنت ترتجف هكذا, سأقضي عليكَ الآن!

أشهر بسلاحه الضخم نحو سامي, فقرر الأخير أن يطلق حيث ضغط على زر ما, التمع السلاح بشكل خافت ثم انطلق الترس من حامله بسرعة البرق, متجهاً نحو جسد هذا الكائن الذي اتسعت عينيه ولكنه لم يتمكّن من تفايديه حيث ظلّ مكانه واقفاً, ولكن في لحظة صادمة فهو لم يصيب جسده بل مرّ بجواره وانطلق بعيداً حيث أخطا سامي في التصويب, فشهق واتسعت عينيه حيث شعر بأنّ فرصته في تلاشت, كان الكائن قد أصيب بالرعب لوهلة ولكن حالما أخطأه الترس حتى ارتاح, فضحك وقال بغطرسة: لقد كدت أن تصيبني فعلاً, ولكنّك حقاً ليسَ قوياً كما يبدو, والآن .. حانت لحظة نهايتك أيها الأسطورة!

ظلّ سامي ينظر إليه بخوف يرتجف حيث لم تستطع ساقيه أن تبعده عن المكان, بل إنها لم تستطع أن تجعله واقفاً اللحظة فقد خرّ على الأرض مرتعباً وهو يشعر بنهايته, وكرات القطن لايمكنها فعل شيء الآن متحوّلة إلى اللون الأسود, ووقع حامل المسنن على الأرض وقد نُقرَ زر ما عليه جعله يومض مرتين بشكل لم ينتبه إليه أحد, وكذلك فقد ومضت نقطة ما في المسنن نفسه وهو يطير في الأعلى, فاستدار وعاد أدراجه إلى الغابة حيث وصل إلى نقطة بعيدة في السماء, وحينما أوشك الحصان على إطلاق النار وشارف على ضغط الزناد, إذ شهق وخرج المسنن من صدره فتحوّل إلى جزيئات طارت متلاشية في الهواء, شهق سامي متفاجأ حيث أكمل المسنن انطلاقه حتى استقرّ إلى حامله يدخل إليه.

كل ذلك جعل سامي في صدمة وهو يراقب كل شيء, مرّت لحظة من الصمت خرساء حتى زفر سامي بإنهاك ووضع يده على صدره وقال بملامح مذهولة: ياإلهي! لقد كاد أن يتوقف قلبي فعلاً

بدأت طرات القطن تتحوّل إلى اللون الأبيض, وهي تقفز بسعادة حوله مصدرة صوتاً كتكوتيّ ظريف, نظر سامي إليها فمالت ابتسامته تدريجيّاً وحوّل بعينيه نحو سلاحه, أحاطت به كرات القطن حيث كوّنت نفسها كحجرة صغيرة أمست مأوى لسامي متلوّنة بالأسود من الخارج وكأنهم غير موجودين في هذا الليل.

وبالنسبة لأمل وأيهم فقد قررا أن يقضيا الليلة بجانب البحيرة حول النار, حيث استلقى أيهم على الأرض مغطّياً وجهه بمقار قبعته, بينما كانت أمل لاتزال مستيقظة وهي تجلس بمحاذاة إحدى الأشجار وتنظر بشرود نحو النار المشعلة.

أما أشواق فقد سرقها النوم حيث لاتزال دموعها لم تجف عن خدّيها حتى وقت متأخر من الليل, فبعت أن بكت مطوّلاً نامت على الأرض أمام تلك البحيرة الهادئة, ونسيم الليل يحرّك أوراق الشجر والحشائش, اهتزّت الحشائش بشكل يوحي بأنّ أحداً يختبئ خلفها, حتى ظهر أحدهم قادماً من الغابة متجهاً بهدوء نحو أشواق, خطوة تلو خطوة وأشواق لاتزال نائمة.

انسلّ سيف من غمده بهدوء, ترنّح السائر في مشيته حتى انعكس ظلّه بسبب ضوء القمر على أشواق حيث اقترب منها, وقد بدا ضخم الجثّة وهو يرفع صخرة كبيرة بين يديه وهو عينيه تلمعان شرّاً وهو ينظر نحو أشواق, فجأة, طارت بعض الطيور هاربة بعد سماع صوت مدوي تعالى في أنحاء المكان.



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...9583876863.png


وهكـذا أنهينـآ الفصل الثاني من المغامرة الأولى خ8
لعلّهُ من أقصر الفصول ولكن أرجو أن يكون قد أعجبكم ق5

ليست لديّ أسئلة معينّة فالساحة حرّة لديكم الآن
ولكن هو سؤال واحد غير خآص بالأحداث..

ما رأيكم باللون الأبيض للكتابة مع الخلفيّة الغامقة؟
هل هي مريحة للعين كـ بآرت ..؟


انتظر آرائكم وانتقاداتكم وكل مايجول ببآلكم :dalbi:




http://up.arabseyes.com/uploads2013/...1041833392.png
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT]

اميرة الورود 12-24-2015 11:24 AM

رائعة جدا و تستحق المتابعة اسلوبك راق و جميل اتمنى لك توفيق و اكمال الرواية

Snow. 12-24-2015 11:07 PM

حجز

Snow. 12-26-2015 06:32 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك غاليتي؟
أخبارك؟

إن شاء الله بخير

غومين على التأخير في الرد بس بجد كنت مشغولة

الفصل الثاني رائع حقا،لا يقل روعة عن الأول

أسلوبك يزداد روعة يوما بعد يوم

الأحداث تزداد حماسة

فما سبب مساعدة الكائنات القطنية لسامي؟

من الشخص المنقذ لأشواق؟ و لو أنني متأكدة أنه أحد أفراد الأسطورة

الجميع حصلوا على أسلحة هل لأشواق مثله؟

متى سيلتقي الجميع مرة أخرى؟

أيضا توقفك في تلك اللحظة الحاسمة،الشخص الذي اقترب من أشواق و الصوت المدوي

كلها جعلتني متشوقة للفصل القادم

بالنسبة للون الكتابة فهو رائع بالفعل و مريح لي

تسلمي على الفصل الرائع غلاتي

تقبلي مروري

شيشيكو 12-28-2015 03:16 PM



-

السلام عليكم ورحمة الله

كيف حالك عزيزتي اتمنى أنك بخير وصحة جيدة

أولا وقبل كل شئ أود أن اشكرك على وجودك هنا
وعلى روايتك الرائعة
بحق منذ زمن لم أقرأ روايه هنا
وأنت تعتبرين الرواية المييزة بنظر الان
وسأتابعها حتى النهاية بإذن الله

حتى أنني لا أعرف كيف أعبر عن مدى اعجاب بقلمك
وأبداعك الراقي قصة في غايه الجمال

محمسسة تفووح منها نسمات مبدعة

وأحداث دقيقة وصف لا مثيل له
جعلني أشعر بكل حدث وبكل صورة وكأنها أمامي
بحق أحستني التصوير والوصف في غاية الجمال والأبداع

أحبتت الشخصيات والتنوع الواضح فيها
منها القوية والضعيفة منها من سستتغير وتتهذب شخصيتها

مثل أمل وأيهم
أما اشواق وسامي فأنا متأكده بأنها سيصيران أقوى وأكثر ثقة من نفسيهما

تسلسل الأحداث في قمة الجمال وترتيبها وكيف هو الوزقت يمضي
وماذا يحل بأبطالنا صفعات ممتتالية دونما أستراحه
هذا ممتع الحمااس والتشويق يحويها ويغلفها
أحببت هذا بحقق

وحتى الخيال الذي فيها جميل معقول فهي ليست
بمبالغه أو حتى مجردة

لا أدري بماذا أصف روعتك ي فتاه فقد أذهلتني
وفي كل حدث أستمتع أكثر من السابق ..

جميل أن فصلتي أشواق وسامي عن الفريق هنا ستظهر
قدرات كل منهما الكامنة

وبقاء الأحمقاين معا سيزيد من جمال الرواية وسيعطيها
خفة ظل أضافية بسبب مشاحناتهما الدائمة أحب هذا هع2

قد وظفتي الوصف بشكل كبير في أحداث روايتك فزاد من تعمق القارئ
ومعرفته بالأحداث وكأنه يعشها هذا جميل

وصفك للطبيعة ولجماليه الشياء الفواصل التي تبدأين فيها الفقرة
أو الحدث كلها مثيرة ومغرية لمعرفه من هذا الذي تتحدث عنه

رائعه أحسست بمتعة وتنوع أيضا

الحرة والأقزام والغابة كل هذا رائع
وأيضا الكمرات القطنية أحببتها حقا حقا جميلة وتلوونها وانتفاشها
بححق ققمة في اللطاافه أنها هع3

والاسلحة أيضا قوية وفي غايه التأثير مبدعة ومؤثره هه2


لديك بعض الأمور يجب أن أنوه إليه ولكن مع هذا
فروايتك تبقى في المقدمة وقله م نجد بمثل
هذه الجودة في الروايات


عزيزتي بالنسبة للمشاعر يجب أن تجسديها بصورة أكثر قوه أو لنقل صدقا

لا أدري ربما أسلوب السرد قد لا يظهر المشاعر بالشكل المطلوب
وفرأت بعض الحيان أنك تكررين في نفس الشعور
وبطريقة نفسها حاولي الابتعاد عن هذا


أكثري أيضا من الحوار بين الشخصيات

لو تحاولين جعل الشخصية هي من تتحكم بالاحداث أقصد أن
تتحدث الشخصيات بنفسها أتنركي للراوي فقط الوصف

سأريك بعد قليل بعض النقاط لتفهمي م أعني هه2

أحببت طريقة انتقالك من حدث لاخر جميله بداية في الوصف لنخمن نحن
عن من تتحدثين هذا نقطة في صالحك

لكن يفضل أن تنوعي في التنقل فلا تبقين على الشخصية
نفسها أنما اقطعي حدثها ولتعودي له مره أخرى حتى نتنوع ولا نمل
\من البقاء في نفس البقعة وهذا يزيد من التشويق

فمقلا عندما اشعلا النار وجلسا أمل وايهم لو قطعتي الحدث
عندما أنقضت الذئاب عليهما

تحدثي عن سامي مثلا وعودي لسابقان أفهمتي
فكرة تقطيع الاحداث المفصليه
أتمنى ان تأخذي بها ..

قرأت الفصول كلها تارة وحده ووجدت بعض الجمال التي يجب
أن تقفي عليها قليله هذا م ستطعت العثور عليه
بعد أعادتي للقارئه من للابتوب هه2

_
سأكتب بالاخضر وجملك هي الزرقاءءءء clap1ق5

حيث قالت بهدوء: هل أنتِ بخير؟

لا تكثري من قال وقالت هذا يقطع الحدث م بين البطل والمتابع
فيجب أن يتواصل الشعور مع صاحبه .. لا أعرف كيف سيحدث هذا الان
ربما في الفصل القادم ستتضح لي ولك الأمور أكثر

لكن هذا هنا دور الحوار والوصف الشعوري سيحدث تغير في الاسلوب


وهي تقول بحيرة:

هنا أيضا فلا تكوني كالصحفية أو المعلق الرياضي لو تضيفي بعض المرح
على الاحداث أو اقصد نوعي في الاسلوب بين الماضي والحاضر
السرد والحوار >> سأعود بعد أتأكد من شئ لهذه النقطة أعذرني خجل5

تمتم سامي مع نفسه

ممكن تغيريها لعباره أفضل وأحسن فتقولي

تمتم سامي محدثا نفسه

أو نظر الى ذلك الشئ بشرود قالا في نفسه

هذي جمل أتوقع صياغتها افضل مما قد كتبتي هع3


وانطلقت بسرعة نحو الحشرة الذي أصيب متألماً

أحداث الحشرة بحق كنت سأتي لاذبحك عليها

أنت تقولين حشرة حشرة أنها مؤنث وليسست مذكر
لهذا الاحداث هنا كلها كان عليك أعادتتها للصيغة المؤنثية هه3

انطلقت نحو الحشرة التي أصيبت متألمة

هذا يبدو أكثر سلاسه وقربا لو أعدتي قراءه هذا الفصل
ستجدين تغير 180 درجة لو صغتيها بالمؤنث غ1

التفّ الحشرة مجدداً ليعود إليهم

أنظري أيضا

التفتت الحشرة مجددا لتعود أليهم !

سأجعله عبرة حتى يخبر الجميع ألاَ يقاتلونا!

فعليا أيهم كان يرد قتل تلك الحشرة فلن تستطيع الاخبار
عما حدث بعد موتها
وأن اصابها اصابه بالغة ايضا سيكون التعبير أفضل لو قلتي

سأجعلها عبرة ليعلم الجميع من نحن !
أو سأجعله عبرة حنتى يعلم الجميع مدى قوتنا

أو شئ من هذا القبيل هه1

انتهى معك!

هنا عندما قال أيهم للحشرة بأن سينتهي منها

لو قال أنتهت اللعبة بالنسبة لك سيكون هذا افضل هع3


وبينما كان الحشرة يحاول أن يستعمل جناحيه للطيران حيث لم يستطع

هي فعليا الحشرة تستعمل جناحيها للطيران
لكن يجب أن توضحي عدم قدرتها على استخدامهما بسبب الضربه
المباشره التي قد اصابتها فل قلت


وبينما كانت الحشرة تحاول مرارا وتكرار الطيران لكنها لم تستطع
وذلك \لان اصابتهها كانت كفيلة بشل حركتها



بحيرة واسعة هادئة تبعد مسافة ثلاثة طوابق أو أكثر,

لا التشبيه لم يكن جميلا هنا فلما شبهتي
جمال الشلال عمقه وطوله بالطوابق
الاحرى بك أن قلتي

بحيرة واسعة هادئة تبعد كسافة الف قدم أو أكثر

أو أستخدمتي أي وحده قيااس >> معرف بالقياسات اني هع2


كيف بك أن تكون بهذهِ اللامبالاة؟

كيف لك أم تكون بهذه للامباله

أنتبهي بعض الحروف قد تصنع الفرق أيضا لا تكثري من العطف

حيث ثم والفاء هه1



ترنّح السائر في مشيته حتى انعكس ظلّه
بسبب ضوء القمر على أشواق حيث

بسبب هذه ليسست محببه كثيرة بالروايات

فقلي مثلا هاك عده صيغ \\

ترنح السائر في مشيته حتى انعكس ظله على أشواق
بوجود ضوء القمر الذي كان يتوسط السماء الواسعه

أو

ارسل القمر ضوئه الساطع ليعكس مشيه ذلك المترنح
الذي يقترب من اشواق التي كانت ملقاه على الارض


عزيزتي في النهاية أنا لست بأفضل منك في الكتابه
ولكن هذا مجرد رأي اتمنى ولو استفدتي بكلمة واحده على الاقل

روايتك مشووقةوساتابعها بإذن المولى

بحق أحببتها وتنوعها

أيضا متشوقة لاعرف من هذا السائر المرنح أموقول سينقذ أشواق
وكيف لفتاه مثلها أن تواجه كل هذه المأزق

وأيضا ايهم رائع أحببته هو وأمل هع2

قد تكون الاسماء العربية غيريبة بعض الشئ فأنا اتسال لما أخترتي
اسماء عربيه على رواية انمية ونحن عادة ما نكون اقرب للاجنبي

لكن سامي وأيهم اسمااء معقولة مشكلتي مع اشواق

وأمل مقبول كذالك هع2

أه نسييت عزيزتي يفظل لو تبحثي لك عن عنوان اخر لروايتك
فهي رائعة وكما تعرفين المكتوب يبين من عنوانه
كما يقول المثل
يجب أن يكون عنوانك أكثر قوة وجاذبية يحوي الغموض
بين طياته حتى من يرا العنوان يركض دون تردد لقراءه المحتوى هه2

الأسطورة التي ستنهي الظلم الموجود فيه


هذه العبارة قد قرأتها منك أعجبتني أنظري اليها حاولي فيها القليل

لربما خرجتي منها بعنوان أخر هع2


ع العموم أنت رائعة متألقة انتظر المزيد ومتأكده
بأن م عندك وفي جعبتك أفضل مما قد رأينا
استمري واتمنى لك التوفيق

لك كل التقدير والاحترام و0ق5
واعذرني أن كنت قد أساءت اليك بطريقة أو بأخرى
أو لم أوصل المعلومة بالشكل الصحيح
فقد مر زمن على أخر نقد لي هنا هع3


Mulo chan 12-29-2015 04:31 PM



ملكة حزن

رائعة جدا و تستحق المتابعة اسلوبك راق و جميل اتمنى لك توفيق و اكمال الرواية


شكراً لكِ عزيزتي ق5ق5
أتمنى أن تكوني متابعة لهذهِ الرواية
وأن أجد منكِ التعليقات على الأحداث أو على الأسلوب أكثر حتى أحسّن من نفسي وأشعر بالدعم منكِـ

لاتحرمينا الردود الطويلة التي تحفّز على الاستمرار خ8

Mulo chan 12-29-2015 06:48 PM



لاريسا تشان




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك غاليتي؟
أخبارك؟

إن شاء الله بخير

غومين على التأخير في الرد بس بجد كنت مشغولة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمد لله أنا بخير
أعاني من بعض الأعراض ولكني سأكون بخير بإذن الله cute3

لا بأس عزيزتي, يمكنكِ الرد وقتما تشائين
فأنا أتفهّم هذهِ الأيام الصعبة مع الاختبارات



.
.



الفصل الثاني رائع حقا،لا يقل روعة عن الأول
أسلوبك يزداد روعة يوما بعد يوم
الأحداث تزداد حماسة


شكراً لكِ لاريسا تشان يسعدني أن يكون هذا رأيكـ :dalbi:
وبإذن الله الفصل القادم سيكون أكثرهم حماسة خ8

.
.



فما سبب مساعدة الكائنات القطنية لسامي؟
من الشخص المنقذ لأشواق؟ و لو أنني متأكدة أنه أحد أفراد الأسطورة
الجميع حصلوا على أسلحة هل لأشواق مثله؟
متى سيلتقي الجميع مرة أخرى؟

أيضا توقفك في تلك اللحظة الحاسمة،الشخص الذي اقترب من أشواق و الصوت المدوي
كلها جعلتني متشوقة للفصل القادم


سأجيب عن السؤال الأول, لأنّ إجابته لن تتضح بشكل صريح لاحقاً
لكن يمكن فهمه لاحقاً بعد المضيّ بالأحداث واسترجاع هذهِ النقطة خ8

كرات القطن قامت بمساعدة سامي لأنها تعرّفت على سلاحه
وهي الأسلحة التي عُرف بأنها ستكون مع الأسطورة التي ستنقذ العالم
لذلك فهم عرفوا بأنه أحد الأسطورة ووقفوا ضد من يحاول قتله
ستلاحظين لاحقاً بأنّ بعض الوحوش ستتعرف عليهم لمجرد أسلحتهم على غرار هذهِ الكائنات التي لاتتكلم :يب:

.
.



بالنسبة للون الكتابة فهو رائع بالفعل و مريح لي

تسلمي على الفصل الرائع غلاتي

تقبلي مروري




جميل, كنتُ قلقة بشأنِ هذا لأنها تزعجبني أحياناً << ومع ذلك تضعها هه3

ربي يسلمكـ من كل سوء عزيزتي ولايحرمنا منكـ ق5ق5
أتقبل مروركـ وردك ومتابعتك وكل شيء خ8
ربي يسعدكـ انتِ :dalbi:

Mulo chan 12-30-2015 12:07 AM

.

شيشيكو



السلام عليكم ورحمة الله

كيف حالك عزيزتي اتمنى أنك بخير وصحة جيدة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركآتهـ

أهلاً بـ شيشيكو الجميلَة :dalbi:
أنا بخير والحمد لله, ومازلت أكتب بيد واحدة واشطح شوي هه3

.
.



أولا وقبل كل شئ أود أن اشكرك على وجودك هنا
وعلى روايتك الرائعة
بحق منذ زمن لم أقرأ روايه هنا
وأنت تعتبرين الرواية المييزة بنظر الان
وسأتابعها حتى النهاية بإذن الله

حتى أنني لا أعرف كيف أعبر عن مدى اعجاب بقلمك
وأبداعك الراقي قصة في غايه الجمال

محمسسة تفووح منها نسمات مبدعة

وأحداث دقيقة وصف لا مثيل له
جعلني أشعر بكل حدث وبكل صورة وكأنها أمامي
بحق أحستني التصوير والوصف في غاية الجمال والأبداع

يسعدني ذلك كثيراً يَ عزيزتي :dalbi:
كم هوَ شرف لي أنها أعجبتكِ وستتابعينها ق5ق5

.
.



أحبتت الشخصيات والتنوع الواضح فيها
منها القوية والضعيفة منها من سستتغير وتتهذب شخصيتها

مثل أمل وأيهم
أما اشواق وسامي فأنا متأكده بأنها سيصيران أقوى وأكثر ثقة من نفسيهما


حينما أنهي المغامرات بإذن الله ستلاحظين بأنّ كل الشخصيات قد تغيّرت تدريجيّاً
منهم من سيتغيّر قليلاً ومنهم من سيتغيّر 180 درجة خ3

.
.


تسلسل الأحداث في قمة الجمال وترتيبها وكيف هو الوزقت يمضي
وماذا يحل بأبطالنا صفعات ممتتالية دونما أستراحه
هذا ممتع الحمااس والتشويق يحويها ويغلفها
أحببت هذا بحقق

وحتى الخيال الذي فيها جميل معقول فهي ليست
بمبالغه أو حتى مجردة

لا أدري بماذا أصف روعتك ي فتاه فقد أذهلتني
وفي كل حدث أستمتع أكثر من السابق ..

من المهم جداً كبداية توضيح التفاصيل وكيف يتعايشون مع العالم الجديد
ثم إنّ الأحداث إذا هدأت تصبح مملة وقصتنا قتالية, يجب أن نسير على هذا النهج
إذا لم يكن هناك قتال ماديّ فلنجعله معنويّاً تصارع في الأفكار والمشاعر

أرجو أن تستمعي دائماً
وإذا غفلتُ قليلاً عن الحماس نبّهيني خ8

.
.



جميل أن فصلتي أشواق وسامي عن الفريق هنا ستظهر
قدرات كل منهما الكامنة

وبقاء الأحمقاين معا سيزيد من جمال الرواية وسيعطيها
خفة ظل أضافية بسبب مشاحناتهما الدائمة أحب هذا هع2

ليسا أحمقان, إنهما لايتناسبان مع بعضهما فحسب هه3
أشواق وسامي ليست لديهم قدرات بعد, يحتاجان للمساعدة دائماً هه3


.
.


قد وظفتي الوصف بشكل كبير في أحداث روايتك فزاد من تعمق القارئ
ومعرفته بالأحداث وكأنه يعشها هذا جميل

وصفك للطبيعة ولجماليه الشياء الفواصل التي تبدأين فيها الفقرة
أو الحدث كلها مثيرة ومغرية لمعرفه من هذا الذي تتحدث عنه

رائعه أحسست بمتعة وتنوع أيضا

الحرة والأقزام والغابة كل هذا رائع
وأيضا الكمرات القطنية أحببتها حقا حقا جميلة وتلوونها وانتفاشها
بححق ققمة في اللطاافه أنها هع3

والاسلحة أيضا قوية وفي غايه التأثير مبدعة ومؤثره هه2


شكراً عزيزتي :dalbi:
يسعدني ذلك كثيراً ق5ق5
هذا فخر وشرف لي حب6

.
.


لديك بعض الأمور يجب أن أنوه إليه ولكن مع هذا
فروايتك تبقى في المقدمة وقله م نجد بمثل
هذه الجودة في الروايات


أهلاً أهلاً بالانتقادات :dalbi:

.
.


عزيزتي بالنسبة للمشاعر يجب أن تجسديها بصورة أكثر قوه أو لنقل صدقا

لا أدري ربما أسلوب السرد قد لا يظهر المشاعر بالشكل المطلوب
وفرأت بعض الحيان أنك تكررين في نفس الشعور
وبطريقة نفسها حاولي الابتعاد عن هذا


نعم هذا صحيح, سأنتبه لهذهِ النقطة ..
وصف المشاعر + عدم تكرار وصف الشعور

.
.



أكثري أيضا من الحوار بين الشخصيات

لو تحاولين جعل الشخصية هي من تتحكم بالاحداث أقصد أن
تتحدث الشخصيات بنفسها أتنركي للراوي فقط الوصف


لقد كنتُ أكثر من الحوار حتى أصبحت خالية من تعبير الراوي
لدرجة أنني حذفت الكثير من مشاهد الحوار التي كانت بلا داعٍ
والآن أصبح العكس بدون وسط!! هه3

+ سأنتبه لهذهِ النقطة الحوار

.
.



سأريك بعد قليل بعض النقاط لتفهمي م أعني هه2

أحببت طريقة انتقالك من حدث لاخر جميله بداية في الوصف لنخمن نحن
عن من تتحدثين هذا نقطة في صالحك

جميل :dalbi:
لقد كنتُ أخشى أن يكون ذلك نقداً
ولكنه أتى بشكلٍ جيّد

.
.


لكن يفضل أن تنوعي في التنقل فلا تبقين على الشخصية
نفسها أنما اقطعي حدثها ولتعودي له مره أخرى حتى نتنوع ولا نمل
\من البقاء في نفس البقعة وهذا يزيد من التشويق

فمقلا عندما اشعلا النار وجلسا أمل وايهم لو قطعتي الحدث
عندما أنقضت الذئاب عليهما

تحدثي عن سامي مثلا وعودي لسابقان أفهمتي
فكرة تقطيع الاحداث المفصليه
أتمنى ان تأخذي بها ..

الفصل الثاني فعلاً كانت بثلاثة مشاهد طويلة
على غرار الفصل الأول الذي أصبح منذ منتصفه مقطّع ذو مشاهد قصيرة :يب:

كنتُ أتساءل أيها أفضل وتركتها علّ أحداً يخبرني
شيشيكو الرائعة شكراً لكِ .. سأنتبه لهذهِ النقطة :dalbi:

.
.



قرأت الفصول كلها تارة وحده ووجدت بعض الجمال التي يجب
أن تقفي عليها قليله هذا م ستطعت العثور عليه
بعد أعادتي للقارئه من للابتوب هه2


أحقاً قرأتي الرواية مرتين حتى الآن :dalbi:
يال سعادتي.. أشعر بأنها فعلاً تعجبكِ لدرجة أنكِ تقرأينها مرتين ياي4

.
.


_
سأكتب بالاخضر وجملك هي الزرقاءءءء clap1ق5

حيث قالت بهدوء: هل أنتِ بخير؟

لا تكثري من قال وقالت هذا يقطع الحدث م بين البطل والمتابع
فيجب أن يتواصل الشعور مع صاحبه .. لا أعرف كيف سيحدث هذا الان
ربما في الفصل القادم ستتضح لي ولك الأمور أكثر

لكن هذا هنا دور الحوار والوصف الشعوري سيحدث تغير في الاسلوب


حسناً :dalbi:
<< تكتب الملاحظات بورقة هه3

.
.



وهي تقول بحيرة:

هنا أيضا فلا تكوني كالصحفية أو المعلق الرياضي لو تضيفي بعض المرح
على الاحداث أو اقصد نوعي في الاسلوب بين الماضي والحاضر
السرد والحوار >> سأعود بعد أتأكد من شئ لهذه النقطة أعذرني خجل5


لم أفهم ..
أتقصدين مرة كـ تقول بحيرة
ومرة كـ قالت بحيرة

إن كنتِ تقصدين ذلك فأنا أفعل لدرجة أنني أشعر بأنها نقد
ولوددت أن أعرف إن أبقي على هذهِ أو أن أجعلها جميعاً بنفس الزمن
كهم يقول وتقول .. أو كلهم قالت وقال

.
.




تمتم سامي مع نفسه

ممكن تغيريها لعباره أفضل وأحسن فتقولي

تمتم سامي محدثا نفسه

أو نظر الى ذلك الشئ بشرود قالا في نفسه

هذي جمل أتوقع صياغتها افضل مما قد كتبتي هع3


مثل هذهِ الجمل أحاول تنويعها كما قلتِ سابقاً بألاّ أكرر وصف الشعور
فأحياناً أذكرها كـ تمتم سامي مع نفسه, أو تمتم سامي محدثاً نفسه كما قلتِ
و همس بصوتٍ خافت, أو حرّك شفاته حيث بالكاد سُمع مايقوله..

.
.




وانطلقت بسرعة نحو الحشرة الذي أصيب متألماً

أحداث الحشرة بحق كنت سأتي لاذبحك عليها

أنت تقولين حشرة حشرة أنها مؤنث وليسست مذكر
لهذا الاحداث هنا كلها كان عليك أعادتتها للصيغة المؤنثية هه3

انطلقت نحو الحشرة التي أصيبت متألمة

هذا يبدو أكثر سلاسه وقربا لو أعدتي قراءه هذا الفصل
ستجدين تغير 180 درجة لو صغتيها بالمؤنث غ1

التفّ الحشرة مجدداً ليعود إليهم

أنظري أيضا

التفتت الحشرة مجددا لتعود أليهم !


خخ3 خخ3

هذهِ الفقرة بالتحديد تركتها وأنا أعلم أنها مختلّة هه3
كنتُ في البداية أكتبها على عجل بسبب الحماس
ولأنّ الحشرة مؤنث, وجنسه مذكر اختلط عليّ الأمر
وحينما أعدت قرائتها قلتُ في نفسي سأتركها للقراء ويخبروني ما إن كان ذلك جيّداً
لكن شيشيكو الجميلة ستقتلني هه3

حسناً سأعيد صياغتها حالاً في المستند بعد أن أنهي الرد
هذهِ الفقرة بالتحديد أردتُ لأحدٍ أن يخبرني بشأنها
شكراً يَ القلب :dalbi:

.
.


سأجعله عبرة حتى يخبر الجميع ألاَ يقاتلونا!

فعليا أيهم كان يرد قتل تلك الحشرة فلن تستطيع الاخبار
عما حدث بعد موتها
وأن اصابها اصابه بالغة ايضا سيكون التعبير أفضل لو قلتي

سأجعلها عبرة ليعلم الجميع من نحن !
أو سأجعله عبرة حنتى يعلم الجميع مدى قوتنا

أو شئ من هذا القبيل هه1

كلا عذراً ..
أيهم لم يرد قتلها
فهو لم يدركـ بعد بأنّها ليست كائناً حقيقيّاً خ8
في البداية بالرغم من أنهم كانوا خائفين لكنهم لم يقرروا قتلهم
أيهم أراد إصابتهم بالنار لإخافتهم حتى يتراجعون
حتى قامت أمل باستعمال الليزر ودون قصد قضت على ذلك القزم
لقد كان ينوي حرق جناحيه فحسب ويجعله عبرة < رجعت أذكّره هه3

الحشرة سأجعله مؤنث فليحترق في الجحيم ص7 < برضو ذكّرته.. قصدي ذكّرتها هه3

ولكن تظل جملتكِـ جيّدة :dalbi:

.
.



انتهى معك!

هنا عندما قال أيهم للحشرة بأن سينتهي منها

لو قال أنتهت اللعبة بالنسبة لك سيكون هذا افضل هع3

ممتآز :يب:

.
.

وبينما كان الحشرة يحاول أن يستعمل جناحيه للطيران حيث لم يستطع

هي فعليا الحشرة تستعمل جناحيها للطيران
لكن يجب أن توضحي عدم قدرتها على استخدامهما بسبب الضربه
المباشره التي قد اصابتها فل قلت


وبينما كانت الحشرة تحاول مرارا وتكرار الطيران لكنها لم تستطع
وذلك \لان اصابتهها كانت كفيلة بشل حركتها


جميل

.
.



بحيرة واسعة هادئة تبعد مسافة ثلاثة طوابق أو أكثر,

لا التشبيه لم يكن جميلا هنا فلما شبهتي
جمال الشلال عمقه وطوله بالطوابق
الاحرى بك أن قلتي

بحيرة واسعة هادئة تبعد كسافة الف قدم أو أكثر

أو أستخدمتي أي وحده قيااس >> معرف بالقياسات اني هع2


حسناً معكِ حق
سأقوم بالتعديل عليه في المستند
وسأنتبه لذلك لاحقاً خ8

.
.



كيف بك أن تكون بهذهِ اللامبالاة؟

كيف لك أم تكون بهذه للامباله

أنتبهي بعض الحروف قد تصنع الفرق أيضا لا تكثري من العطف

حيث ثم والفاء هه1


حسناً + حسناً ..
ولكن من الصعب ربط الجمل بدون حروف العطف
كيف بي الربط بها؟, هل أكمل الجمل بعد الفاصلة وكأنها بداية لجملة جديدة؟

.
.



ترنّح السائر في مشيته حتى انعكس ظلّه
بسبب ضوء القمر على أشواق حيث

بسبب هذه ليسست محببه كثيرة بالروايات

فقلي مثلا هاك عده صيغ \\

ترنح السائر في مشيته حتى انعكس ظله على أشواق
بوجود ضوء القمر الذي كان يتوسط السماء الواسعه

أو

ارسل القمر ضوئه الساطع ليعكس مشيه ذلك المترنح
الذي يقترب من اشواق التي كانت ملقاه على الارض

جميل :dalbi:
فعلاً تبدو أفضل
كنتُ أشعر ببعض الخلل في هذا الباراغراف ولكنني لم أميزه
سأقوم بالتعديل عليه خ8

.
.



عزيزتي في النهاية أنا لست بأفضل منك في الكتابه
ولكن هذا مجرد رأي اتمنى ولو استفدتي بكلمة واحده على الاقل


استفدت كثير ق5ق5
شيشيكو مصححتي النحوية لن أسمح لكِ بالهروب من هنا هه3

.
.


روايتك مشووقةوساتابعها بإذن المولى

بحق أحببتها وتنوعها

أيضا متشوقة لاعرف من هذا السائر المرنح أموقول سينقذ أشواق
وكيف لفتاه مثلها أن تواجه كل هذه المأزق

وأيضا ايهم رائع أحببته هو وأمل هع2


شكراً لكِ أنا أيضاً أحببتُ وجودكِ هنا كثيراً :dalbi:

.
.



قد تكون الاسماء العربية غيريبة بعض الشئ فأنا اتسال لما أخترتي
اسماء عربيه على رواية انمية ونحن عادة ما نكون اقرب للاجنبي

لكن سامي وأيهم اسمااء معقولة مشكلتي مع اشواق

وأمل مقبول كذالك هع2

هذهِ الرواية بالتحديد ليست كبقيّة روايات الأنمي
يمكن القول بأنها أنمي عربي خ3

حسناً ..سأخبركِ سراً خخ3

هذهِ الرواية كُتبَت أول سطورها حينما كنتُ في الإعدادية
نفس عمر هؤلاء المشاغبين, الأمر أشبه بأنني أتخيّل نفسي في المغامرات
أمل هوَ اسمي الحقيقي والبقيّة يمكن أن تقولي بأنهم أصدقائي الخياليين خ8
شخصية أمل نفس سمات شخصيتي حينما كنتُ بعمرها ولكنني أصبحتُ أكثر أنوثة هه3
الفرق أنها عنيدة وتواصل اللعب بكرة القدم بينما مُنعت أنا عن ذلك ونسيت حتى كيف أركلها ص7
واتجهت للخيال :dalbi:

لذلك ممكن أن تلاحظي بعض العادات الموجودة في مجتمعنا
مع محاولة أن أجعلها نصف يابانية كـ تحرراُ من القيود
كما وضحت بعضاً منها في الفصل التمهيدي ..

بعض النساء ترتدي الحجاب+ المدارس تفصل الجنسين+ أمل لايُسمح لها بلعب كرة القدم خخ3
العالم الجديد مختلف ومنفتح وبدون قيود وهو سبب اختياري للدخول في عالم غريب
وكأني أتخيّل نفسي ذهبت لعالم آخر
كانت مجرد قصّة قصيرة أتخيل فيها حياتي كما كنتُ اتمناها
فتوسّعت وأصبحت رواية مالعمل هه3

.
.

أه نسييت عزيزتي يفظل لو تبحثي لك عن عنوان اخر لروايتك
فهي رائعة وكما تعرفين المكتوب يبين من عنوانه
كما يقول المثل
يجب أن يكون عنوانك أكثر قوة وجاذبية يحوي الغموض
بين طياته حتى من يرا العنوان يركض دون تردد لقراءه المحتوى هه2

الأسطورة التي ستنهي الظلم الموجود فيه


هذه العبارة قد قرأتها منك أعجبتني أنظري اليها حاولي فيها القليل

لربما خرجتي منها بعنوان أخر هع2


حسناً .. سأفكّر بأفكّر بذلك
إنه يبدو طفولياً على كل حال
وروكا أيضاً نبهتني لذلك ق5ق5

.
.


ع العموم أنت رائعة متألقة انتظر المزيد ومتأكده
بأن م عندك وفي جعبتك أفضل مما قد رأينا
استمري واتمنى لك التوفيق

لك كل التقدير والاحترام و0ق5
واعذرني أن كنت قد أساءت اليك بطريقة أو بأخرى
أو لم أوصل المعلومة بالشكل الصحيح
فقد مر زمن على أخر نقد لي هنا هع3






من أساء لمن يَ عزيزتي ..؟
أنا أرحب بالنقد ممن كان وبأيّ طريقة خ8
فـ أنا لا أفضّل أن يخبرني القرّاء كم تعجبهم فحسب
أحب لو يتم نقدي فأنا أعلم بأنني لستُ محترفة :يب:
وأريد أن أتطوّر أكثر فأكثر
<< تعالي كفخيني بالنقد عادي ترا هه3

أنا من يشكركِ على وجودكِـ هنا خ8
لقد أسعدني ردّك كثيراً جداً ق5ق5
أحبّ القرّاء الذين يتصيّدون الأخطاء ويعبّرون عما يشعرون ويفكرون به حينما يقرأون ما أكتب حب6

لاتحرمينا وجودك شيشيكو ق5ق5


Mulo chan 12-31-2015 12:34 AM

المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (الفصل الثالث) .. 3.1
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_12_15144950947607982.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...3405783371.gif


أشرقت الشمس ونشرت أشعتها الذهبية في أرجاء الربى والحقول, وداخل الغابات وعلى هام السحب والجبال, وعكست أشعتها على بحيرة زرقاء هادئة, ندى الصباح على الزهر يتأرجح على وريقاته وتلك العصافير تزقزق ليتعالى صوتها إلى السماء, خُمدت النار التي كانت تأكل الحطب في الليلة الماضية, وأيهم نائم بجوار رمادها وهو يضع يديه خلف رأسه وقبعته عليه قد غطى منقارها ملامح وجهه, وأمل نائمة بالقرب منه وظهرها بمحاذاة شجرة خلفها.

كانت أشعة الشمس تسير ببطء على وجهها حتى وصلت إلى عينيها, فبدأت تنزعج كما بدا من تحريك جفنيها, فاستيقظت وهي تفتح عينيها ببطء, مطّت بذراعيها وهو تتثاءب فلم تأخذ قسطاً كافياً من النوم, وضعت أحدى يديها على كتفها المخالف وهي تحرّك عنقها, فتنبّهت لأيهم الذي كان نائماً, قوّست بحاجبيها ونهضت متجهة نحوه وهي تضرب الأرض بغضبها, فصرخت: هيه! هل أنتَ نائم فعلاً؟

لم يستجب أيهم لها فقد بدا غاطاً في نوم عميق, فخلعت قبعته عن رأسه وقالت بصوتٍ أعلى وأكثر حدة: أنتَ فعلاً لايُعتمد عليك!

نهض أيهم وهو يفتح عينيه بتثاقل, فقال بصوتٍ مترنّح وهو يتكئ: هيه! أنتِ! مابكِ غاضبة عليّ منذ الصباح؟ ألم تنامي جيّداً؟

ثم استرسل ساخراً: هل أرعبتكِ وحوش الليل بحيثِ لم تنامي أبداً؟

أمل بغضب: أخبرتك أنه دورك في الحراسة, ولكنّك لم تهتم وعدت إلى النوم

ألقت بقبعته عليه بعنف على وجهه فنهض جالساً وتثاءب, فقال بنبرة ناعسة فاتحاً عينيه إلى النصف: ماذا؟ هل أيقظتني فعلاً؟

أمل بغضب: لقد اعتمدتُ عليك! ماذا لو مجموعة من الذئاب قد هاجمتنا مجدداً ونحن نائماً؟

ارتدى أيهم قبعته وقال وهو لايزال جالساً: كان عليكِ أن تيقظيني جيّداً, أنا لا أذكر فعلاً أنّكِ فعلتِ

زمجرت أمل بحنق: تباً! لم يكن عليّ الثقة بهذا الكسول!

اتجهت أمل إلى البحيرة وغرفت منها بيدها لتشرب, بينما كان أيهم يشعر لايزال يشعر بالنعاس ويمطّ ذراعيه وهو يقول: ربّما عليّ أن أنام قليلاً بعد

وضع أيهم يده على بطنه وقال بإحباط: يال هذا الجوع الرهيب! يجب أن أتناول شيئاً

ابتعدت أمل عنه بصمت وهي تمسح بلل يديها ببنطالها وتوغّلت إلى الغابة, فناداها أيهم: هيه! إلى أين تذهبين؟

توقّفت أمل وهي تدير برأسها إليه مجيبة بهدوء: سأبحث عن أشواق بدل البقاء معك

استدارت أمل وأكملت طريقها بينما همهم أيهم وهو ينظر إليها, وفي لحظة أصبح يسير بجوارها وسط الغابة, فقالت أمل بتضجر: لماذا تتبعني؟

أيهم بغيظ: أنا لا أتبعكِ ياغبية, ولكنني جائع وأبحث عن طعام مناسب للأكل

أمل بإشمئزاز: تشه! لاتسبب لي المتاعب

أيهم بإشمئزاز: من سيسبب المتاعب لمن؟, فلتكوني ممتنة منذ الآن لأنني قد أنقذكِ من هجوم مباغت كما حدث ليلة الأمس

توغلا مبتعدان جنباً إلى جنب, حيث قالت أمل بغيظ: يمكنني العناية بنفسي, لستُ بحاجة إليك

أيهم ساخراً: هه! لقد قلتي هذا سابقاً ولكنكِ احتجتي إليّ

ابتعدا حتى اختفت أصواتهما, وهما يتحاوران فيما بينهما.



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8395762213.jpg



استيقظت أشواق اللحظة حيث لم تستوعب أنها قد غطّت في النوم حتى تذكرت مقتطفات من الكابوس المرعب الذي رأته للتو حيث وحوش تطاردها وهي تحاول الهروب منهم, وجدت نفسها مستلقية على العشب وهي تلمسه بين يديها وبعض البرد معلّق بأطرافها, جلست بتثاقل وهي تتلفت حولها حيث شهدت المنظر الجميل أمامها, فالبحيرة هادئة والمكان جميل في هذا الصبح الذي لايشبه وحشة الليلة الماضية, جالت بنظرها مسحورة الطبيعة الخلابة, فالطيور تزقزق والفراشات تطير على الأزهار هناك, والشمس مشرقة حيث بعض السحب حولها.

نهضت على قدميها بهدوء ليتخلل النسيم العليل شعرها الأملس, وحرّك ملابسها الناعمة التي طغى عليها اللون الزهري, ابتسمت برقة ثم عطست بصوتٍ خافت وأحاطت جسدها بذراعيها حيث احتفظ جسدها ببرودة الليلة الماضية, تقدّمت إلى البحيرة حتى انحنت وجلست, ثم مدّت يديها إلى الماء, لسعتها برودتها في البداية وهي تبعدهما بسرعة ثم أدخلت يديها في الماء وغسلتهما فقد كانت متسخة, ثم لاصقتهما ببعضهما وأخرجتهما معبئة بالماء, غسلت وجهها المغطى ببعض التراب وبقايا النباتات الصغيرة ومست على رأسها.

أخذت منها رشفة تلو أخرى وهو تشرب حتى ارتوت, لقد كان جسدها وملابسها مغطية بالتراب حيث سقوطها المتكرر بالأمس, وتمزّق أطراف فستانها من الأسفل حيث بعض الخدوش الطفيفة في ساقها, فكّرت أشواق: إذاً, ماحدث ليس مجرد كابوس, إنّ مايحدث حقيقيّ فعلاً

تذكرت ماحدث بالأمس, حيث عبورهم البوابة وسقوطها في النهر ومطاردة الذئاب لها, هبط جفنيها إلى النصف وهي تفكّر: لكن, مالذي حدث لذلك الشخص؟ أخشى أن يكون قد أوذي بسببي

اهتزّ بؤبؤا عينيها بقلق مفكرة: لقد خفتُ كثيراُ, وهربت بسرعة دون أن أفكّر مالذي سيحدث له

تراكمت الدموع في عينيها وهي تفكّر: يالي من أنانيّة, أمل, أين أنتِ؟ أرجو أن تكوني بخير

سالت دمعة من عينيها حيث بكت بصمت, وقد كان هناك من يراقبها على فروع إحدى الأشجار القريبة مرتدياً بنطالاً أسود وزوجاً من الأحذية السوداء, وهو يأكل تفاحة مرتدياً قفازاً جلديّ أسود, ظلّت أشواق جلسة تفكّر بشرود وهي تجلس بالقرب من البحيرة, بعد أن بكت لفترة من الزمن وهدأ وضعها, حتى بدأت تشعر بالجوع فوضعت يدها على بطنها وفكّرت: هاه! أنا لم أتناول طعاماً منذ غداء الأمس حينما عدتُ من المدرسة, بالرغم من أنه لارغبة لي بتناول أي شيء الآن, ولكن يجب أن أكون قوية حتى أستطيع الصمود

نهضت واقفة واستدارت نحو الغابة مفكرة بقلق: لم أذهب يوماً لأيّ نوع من المخيّمات أو الرحلات, كيف يمكنني أن أجد طعاماً في هذه الغابة؟

أحدهم من أسفل المياه يراقبها, بإمكانه رؤيتها حيث لاتزال قريبة من البحيرة, وقد كانت حدة بصره عالية إذ أنه لايزال على مسافة بعيدة منها, قوّست حاجبيها وفكّرت: ليسَ عليّ أن اصطاد شيء ما, سأبحث عن مصدر نباتيّ كفطر أو بعض الخضروات, نعم لن يكون الأمر بتلك الصعوبة

سارت أشواق خطوتين أو ثلاثة ثم توقّفت وهي تنظر نحو تلك الصخرة بجوارها مفكّرة بحيرة: هذهِ الصخرة لا أذكر بأنها كانت هنا بالأمس, هل وضعها أحد هنا أم أنني من شدة خوفي وارتباكي لم أرها بالأمس مع الظلمة؟

ظلت تقف بحيرة تنظر نحو تلك الصخرة لثوانٍ, فخرج شيء ما من الماء بعنف, أدارت أشواق رأسها بسرعة فإذا بذراع طويلة رماديّة اللون تمسك بكامل جسدها وكأنها أفعى ضخمة إلاّ أنّ المجسات الموجودة باطنها تجعلها أشبه بذراع أخطبوط ضخم, صرخت أشواق وهي تقاوم, كانت صرخة فاجعة حادة سمعها كلاً من أيهم وأيهم حيث كان صوتها بعيداً, فهمست أمل حيث ميّزت صوتها : أشواق!

وكذلك فقد سمعها شخص ذو عدستين بنفسجيتين وهو يفتح عينيه بسرعة خاطفة, كانت أشواق عاجزة عن الحراك بسبب الذراع التي تقيّدها من عنقها حتى أخمص قدميها, فسقطت على الأرض وتم جرّها إلى البحيرة وهي تصرخ بصوت عالي: النجدة! النجدة!

قفز إلى الأرض صاحب الحذاء الأسود وبدأ يركض مسرعاً باتجاهها بين الحشائش, لم تره أشواق فقد تم انغمر جسدها إلى البحيرة, ركض ذلك الشخص نحوها ولم يتردد لحظة بالقفز إلى البحيرة خلف أشواق تماماً غير مبالٍ برهبة الموقف.

أما أشواق فقد حاولت أن تحرر نفسها من تلك الذراع ولكن دون جدوى, فهاهي قد بدأت تفقد كمية الأكسجين في رئتيها وهي تخرج كفقاعات هواء, حاولت كتم نفسها والصمود حينما رأت شخصاً ما يقبل نحوها من بعيد, فكّرت بأنها قد تتوهم, ولكن قبل أن تستوعب ما إن كان حقيقة أم خيال حتى بدأ الماء يدخل إليها وراحت في إغماءة وغابت عن الوعي.



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8395762213.jpg



وصلا أمل وأيهم إلى البحيرة التي سُحبت إليها أشواق لكنّهما لم يجدا أحداً فقد كانت البحيرة هادئة تماماً قد صمت ماؤها, وضعت أمل يديها حول فمها ونادت باسم أشواق مراراً, نادى أيهم أيضاً وتعالى ندائيهما ولكن دون جدوى, فقالت أيهم بحزم: ربما لم يكن مصدر الصوت من هنا, فلنبحث في مكان آخر

همهمت أمل وهي تتلفت حولها لكنّ عينيها اتسعت وانطلقت نحو اتجاه ما مهرولة, نظر أيهم إليها, لكنها انحنت والتقطت شيئاً ما من الأرض, تقدّم أيهم نحوها وقال بحيرة: مالأمر؟

أمل بقلق: أشواق! لقد كانت هنا

حدّق أيهم نحو ما التقطته أمل من الأرض فكان شريطاً أبيض, نهضت أمل وقالت بثقة: إنه شريط تلبسه أشواق, أخشى أن تكون في خطر حقيقيّ

تذكّر أيهم بأنه قد رآه سابقاً على رأس أشواق, فلاحظ القلق المسيطر على أمل وأضاف بحزم: فلنبحث بالقرب من هنا

أومأت أمل بالإيجاب وتوغّلا إلى الغابة.



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8395762213.jpg



كانت ملقاة على ظهرها وعيناها مغلقة, بدا أنها لاتزال فاقدة وعيها حتى سعلت وهي تخرج الماء من فمها بقوة, ثم فتحت عيناها ببطء, كان أوّل شيء رأته هي الحجارة المعلّقة فوق رأسها وهي تسمع أصوات قتال وبعض الهجمات بالقرب منها, جلست بسرعة حيث وجدت نفسها مبللة كليّاً وهي تتلفت حولها, فوجودها في مغارة يثير الارتياب.

لم يكن المكان مظلماً فالمخرج قريب وقد كان ضوء النهار يتسلل منه, كان مصدر الصوت قادم من خلف الصخرة العملاقة التي كانت هي خلفها, فظهرت من خلفها بحذر حيث لايكاد يًرى منها سوى رأسها وشيء من يديها وملابسها, فاتسعت عينيها فجأة حينما تمكّنت من رؤية الأحداث من تلك الزاوية الضيّقة.

فقد فوجئت بوجود شخص يقاتل وحشاً عملاقاً بسيفه بدا كالاخطبوط حيث لونه الذي يتدرج بالرماديّ والأسود, لقد كانت في مغارة فعلاً وذلك الاخطبوط نصف جسده غاطساً في الماء, قد يصل طوله لستة أو سبعة أمتار بثمانية أذرع مبطنّة بالمجسات, لم يكن الشخص الذي يقاتل واضحاً فقد كان يتحرّك بسرعة وهو يناور الوحش, ولكنّ هيئته كانت بشريّة كما يبدو وهو مغطى بالملابس السوداء.

كانت عينيّ أشواق تهتزّ ذهولاً, لقد كان قلبها يخفق بشدّة من هول المشهد الذي لم تعتد عليه, فهذا الشخص يقاتل بمهارة وبسرعة وهو يقاتل الاخطبوط العملاق ويضربه بسيفه في أماكن متعددة بالرغم من أن الوحش كان يحاول الدفاع عن نفسه ويهاجم المقاتل من حين لآخر, لكنه تفاداها بسرعة ورشاقة حتى ضربه بقوة فسقط المحارب أرضاً, شهقت أشواق وهي تراقب فاغرة فاها بقلق وعيناها ترتجفان حينما انغمر جسد الاخطبوط في الماء ممسكاً ذلك الشخص بأحد أذرعه حيث لم يستطع للقيد فكاكاً فسقط معه وغرق في الماء.

فخيّم على المكان صمت رهيب ألقى الذعر في قلب أشواق أكثر فأكثر, فكّرت أشواق بأنّ هذا المحارب هو نفسه الشخص الذي أنقذها من الذئاب الليلة الماضية وقد طلب منها أن تهرب, فأرادت الاطمئنان هذهِ المرة, تقدّمت تحو الماء بدون أن تسمح من خوفها أن يبعدها من معرفة ماسيحدث.


.
.


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Mulo chan 12-31-2015 12:39 AM

المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (الفصل الثالث) .. 3.2
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_12_15144950947607982.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


.
.



اقتربت أكثر فلاحظت تغيّر لون البحيرة إلى اللون الأحمر وقد كانت فقاعات هواء تخرج من هناك, أخفق قلبها بشدة فانحنت إلى البحيرة آملة أن ترى شيء ما بالرغم من عكارة المياه, حامت ببصرها هنا وهناك إلى أن خرجت يد مرتدية قفاز جلديّ أسود من الماء متشبثة باليابسة بالقرب من أشواق, فقفزت بسرعة إلى الخلف وهي تشهق متفاجئة وعادت أدراجها بسرعة مختبئة خلف الصخرة مفزوعة, خرجت اليد الأخرى لنفس الشخص ممسكة بسيف قد يصل طوله إلى المتر ذو قبضة ذهبية اللون, ثم أخرج رأسه ذو شعر بني داكن قصير, كانت أشواق تراقبه من زاوية مُخبأة وبحيث لم تستطع رؤية وجه الشخص الذي خرج الآن من الماء وقد تساقط من جسده وملابسه.

إنّ هيئته الخلفية تدلّ على أنه شاب بشريّ في منتصف العقد الثاني, يرتدي قميصاً وبنطالاً أسودين وزوج من الأحذية والقفاز الجلديّ الأسود, لقد كان يغطي نفسه بالسواد بالكامل حيث بدا مظهره مرعباً خصوصاُ مع السيف الذي يحمله, مسح جبينه وشعره إلى خلف ثم تنهّد ونكس رأسه إلى الأسفل, بدا أنه قد تعب من مجابهة ذلك الاخطبوط الذي أزهق دمه.

ظلّت أشواق تنظر إليه بشيء من الذهول تراجعت خطوة إلى الخلف فأصدرت بعض الحجارة صوتاً جعلت من ذلك الشاب أن يدير برأسه نحوها بسرعة, فاتسعت عينيها وارتعش قلبها حينما وقعت عينيه بعينيها, كانت ملامحه حادة ذو عينين بنفسجيتين, عبوس إلى حدّ ما.

اختبأت خلف الصخرة بسرعة آملة بأنه لم يرها وهي ترتجف خوفاً, فسار نحوها بهدوء, سمعت خطواته يقترب منها فأغمضت عينيها واهتزّا جفنيها بقلق, بضغطة زر في قبضة السيف جعلت من حده أن يدخل إلى القبضة بطريقة سحرية, ثم أدخل القبضة الذهبية إلى جيب بنطاله الخلفي وهو يواصل التقدّم إليها حتى وصل إليها فشعرت به يقف بجانبها.

فتحت عينيها وأدارت برأسها نحوه فإذا به يبدو أكثر رعباً عن قرب بعينيه الحادتين ووجهه البارد كما أنه أطول منها ويبدو أكبر منها, أرادت أشواق أن تتحدث ولكنّ لسانها قد عُقد اللحظة وهي تنظر نحوه بارتباك وخوف, لاحظ هذا الفتى ارتجافها المنبئ بخوفها أو بشعورها بالبرد حيث لاتزال ملابسها هي أيضاً مبللة, فأدخل يده إلى إحدى جيوبه وأخرج منها شيء ما بدا دائريّ الشكل وهو يقول بنبرة باردة: لقد أوقعته بالأمس!

ولكنها لم تلبث أن تنظر إليه حتى رماه إليها فالتقطته حيث بدا أنها قد فوجئت من طريقته في إعطائها إيّاه, وفور أن رماه حتى ابتعد عنها متجهاً نحو المخرج الذي يطلّ على الغابة تاركاً أشواق خلفه وهي تحدّق به بصمت دون أن يسعها قول شيء, حوّلت بعينيها نحو ما التقطته منه فإذا به ذلك الشيء الذي التقطته حينما كانت في المنطقة الفاصلة, والذي كانت تضعه في جيب سترتها الداخلي بعد أن عبرت البوابة, ظلت تقف لوهلة حتى تشجّعت وهرولت خلفه خارجة من المغارة.

هرولت في الغابة وهي تتلفت حولها آملة أن تلمحه, فهو لم يسعه أن يبتعد حيث خرج للتوّ, ولكنها بالرغم من ذلك لم تجده وهي تبحث هنا وهناك حتى تعبت وتوقّفت وهي تلهث وهي تنظر يمنة ويسرة, فظهر فجأة أمامها من أعلى وهو يميل بجسده مقلوباً, شهقت أشواق وهي تتراجع خطوة إلى الخلف نظراً لحركته المفاجئة, لقد كان يجلس على فرع شجرة منخفض مكتف اليدين على صدره, مرت ثوانٍ من الصمت وكلاهما لم ينطق بشيء, لقد بدا وجهه بارداً حاد العينين وهو ينظر إليها, فعدّلت أشواق وقفتها واستقامت وهي تشيح بوجهها, فقال الفتى ببرود: مالأمر؟

رفعت بعينيها لتنظر إليه: هاه!

فقال ببرود: لقد كنتِ تبحثين عني؟

استوعبت أشواق فردّت بتردد وهي تنظر إليه: آه ..نـ نعم, لقد كنتُ .. كنتُ أريدُ أن أشكرك لأنّك..

كانت عينياه لاتفارق النظر إليها منتظراً تتمة كلامها, مما أشعرها بالخجل فأشاحت بعينيها مجدداً وهي تكمل: لأنّك أنقذتني مرتين, شكراً لك لم أكن لأنجو لولا مساعدتك لي

بالكاد شعرت بأنّها تمكّنت من التحدّث إليه, إنها ليست معتادة إلى التحدّث إلى الفتيان خصوصاً حينما تكون وحدها, حوّلت بعينيها نحوه فأشار بأصابعه أربعة وهو يقول ببرود: أربع مرّات

شعرت أشواق بالحيرة, فقد كانت تعلم بأنه هو من أنقذها من هجوم الذئاب الليلة الماضية ومن هذا الاخطبوط الذي جرّها إلى البحيرة, ولكنها تجهل إن كان قد أنقذها أربع مرات فعلاً, فهبط إلى الأرض بقفزة تنم على احتراف وأشواق تراقبه, فأصبح أمامها ووجهه إلى الجهة المغايرة لها, وقال ببرود بدون أن يستدير: يبدو أنّكِ لاتجيدين الدفاع عن نفسك, يوجد منزل بالقرب من هنا, سأوصلكِ إليه

حرّك شفاته مسترسلاً بنبرة جافة: سيكون من الأفضل لو تأوين إليه

شهقت أشواق بدهشة, فسار الفتى أمامها, ظلّت أشواق تقف لوهلة وهي تنظر إليه, وفكّرت: مالذي عليّ أن أفعله؟ أمن الأفضل أن اتبعه؟ إنه ليس خطيراً, لا أظن بأنه سيأخذني لمكان غريب

قبضت على فستانها بيديها, وهو يبتعد عنها خطوة تلو خطوة وهي تراقبه: لو أنه يريد أذيّتي لفعل

هرولت بضع خطوات حتى اقتربت منه ثم أكملت بالسير بهدوء خلفه محافظة على مسافة بينما لاتتجاوز المترين.



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8395762213.jpg



وفي مكان آخر من هذهِ الغابة كان سامي يسير وحده وهو يحمل كيس قطنيّ رقيق بحيث يوضّح حجم مابداخله حيث كان بحجم بطيخة صغيرة, فكّر سامي بسعادة: سأكون بخير مع هذهِ الكميّة من الطعام, لقد كانوا لطيفين معي إذ أطعموني وآووني حتى أنّهم قد زوّدوني بالطعام وصنعوا هذهِ الحقيبة القطنيّة لي, سأعود إليهم بعد أن أجد أيهم والآخرين

اتسعت ابتسامته حيث شعر بالراحة, ثم تحوّلت ملامحه تدريجيّاً إلى الإحباط وهو يفكّر: ولكن كيف سأجدهم في مثل هذا المكان, كما أنّ هناك وحوشاً تتجوّل في الغابة

بدأ الخوف يداهمه وهو يسير حتى وجد نفسه أمام بحيرة كان هناك شلال يصبّ فيها, تفقّد ماحولها بعينيه وتنبّه لبعض الحطب المتراكم بعيداً, اتجه نحوه بحذر وهو يتلفّت حوله فقد كان يفكّر بوجود أحد بالقرب, حتى وصل إلى تلك البقعة.

تفقّد المكان حوله فلاحظ شيئاً غريباً على الأرض بالقرب من الحطب, لقد كانت رسمة على الأرض لبعض الأسماك بطريقة سيئة جداً, حدّق سامي قليلاً وهو ينحني ثم اتسعت عينيه وهو يشهق مفكّراً: هذا الرسم.. لا أحد يرسم بهذا السوء مثل أيهم

استقام على ساقيه وتلفت حوله حيث لا أحد, لكنه نادى باسم أيهم مرتين, ثم همس بثقة: لابد أن أيهم بالقرب من هنا, لايُمكن أن يكون بعيداً

ثم توغّل إلى الغابة وهو يتلفت حوله باحثاً عنهم.



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...3465224411.jpg



نادت أمل باسم أشواق في الغابة وهي تضع يديها حول فمها, فقال أيهم بجديّة: إنها ليست هنا, لعلّها كانت تركض فرحلت بعيداً

همست أمل بشيء من القلق: أرجو أن تكون بخير

ثم فكّرت: بالرغمِ من أن صرختها كنت تنم على خطر محدق

وضع أيهم إحدى يديه على شجرة بجواره بينما كانت الأخرى على معدته وهو يقف بانحناءة, فقال بنبرة مترنحة: هيه! فلنأخذ إستراحة ونأكل بعض الطعام, نحن لم نأكل شيئاً منذ الأمس, أنا جائع جداً

أمل بحزم: ابحث وحدك, أنا لن آكل شيئاً قبل أن أجد أشواق

أيهم بنبرة مترنحة: ماذا؟ ماذا إن لم نجدها؟ يجب أن نأكل كي نحصل على الطاقة لإيجادها, على الأقل نحن نعرف الآن بأنها لاتزال حيّة

أمل بحزم: سأجدها معك أو من دونك

سارت أمل مبتعدة, بينما ظل أيهم واقفاً, تلفتت أمل حولها ونادت باسم أشواق وهي تضع يديها حول فمها, همست: لايمكن أن تكون قد ابتعدت كثيراً

لمحت أيهم يجلس وهو ينظر إلى الحشائش بطريقة غريبة, فرفعت حاجباً وهمست بإشمئزاز: مالذي حدث له هذا الأحمق؟

سارت باتجاهه حتى وصلت إليه, فقالت بحيرة: ماذا هناك؟

فقال أيهم بحيرة: انظري إلى هذا الفطر, لقد كان يتحرّك منذ قليل

حوّلت أمل بعينيها نحو ماينظر إليه, فكان هناك تجمّع للفطر بنيّ أعلاه ويميل إلى الصفرة من الأسفل ذو حجم كقبضة اليد, ففكّرت أمل بإشمئزاز: أهوَ جائع لدرجة تخيّل الأشياء؟

أيهم بهدوء: حسناً هذا لايهم, سأتناوله!

قال كلمته الأخيرة بسعادة وحماس فجأة, فشهقت أمل بدهشة, مدّ أيهم بيده نحوها ليقتلعها, فظهرت عينيها فجأة وهو ترتفع وقالت بنبرة أسى: أرجوكَ لاتأكلني!

اتسعت عينيّ أيهم وكذلك أمل في دهشة, أبعد أيهم يده, فقد ظهرت عينيها وفمها على جذعها الأصفر الآن الذي كان مختبئاً تحت الأرض, وقالت بصوتٍ بدا كطفلة صغيرة: لا تأكلني, سأعطيكَ مظلتي!

أيهم بابتسامة حماسية: إنه يتكلّم أيضاً, هاه! إنه يبدو فتاة!

ظهرت عينين من فطر آخر أكبر حجماً بقليل وهو يرتفع, فقال هامساً بنبرة بقلق: ماذا تفعلين؟ لاتتحدثي إليه!

أمل بحيرة: إنها ليست وحدها

فتحوا أعينهم جميعاً وهم يرتفعون حيث ظهرت ملامح الفطر المتجمّع, لقد جعل الاثنان في دهشة وهم ينظرون إليهم, فقال أحدهم حيث بدت ملامحه كبيراً في السن وقال بنبرة مرتبكة: سنعطيكم مظلاتنا ولكن لاتأذونا أرجوكما

أيهم بحيرة: ماذا تقصدون بالمظلة؟

بدا أن نبتة الفطر الصغيرة تبذل جهداً وهي تغمض عينيها فانفصل الجزء العلوي عنها وأصبحت بشكلٍ اسطوانيّ, التقط أيهم الجزء العلويّ وقال بحيرة وهو ينظر إليه: هذا الشيء وحده لن يكفيني!

انفصل الجزء العلويّ عن جميع الفطر المتجمّع وهي تتطاير لتحطّ على الأرض وسط دهشة أمل وأيهم, فقال الأخير بسعادة: هاه! إنها كثيرة, هذا سيشبعني!

أمل بدهشة: ماذا؟ كيف ستأكل شيئاً يتكلّم؟

أيهم بغيظ: لا تطلبي منّي لاحقاً

جمع أيهم أجزاء الفطر المتساقط وهو يضعها بقميصه بعد أن طواه بطريقة غجريّة, فقال أحدهم بصوتٍ خشن: أرَ أنّكم تتحدثون مع الفطر, هذا كفيل بنشر أخباركم في أنحاء العالم!

أدارا أيهم وأمل برأسيهما إلى الخلف, كان جسداً ضخم الجثة قد يصل لثلاثة أمتار يرتدي وشاح يغطيه من رأسه حتى أخمص قدميه, ولايكاد يظهر منه سوى عينيه اللتان تبرقان شرراً, لم ينطقا الاثنان بشيء وهما يحدّقان به, حتى رفع الغطاء عن جسده وقد كان ممسكاً بخنجر كبير بيده اليمنى, القى أيهم بالفطر الذي سقط على الأرض ونهض مستديراً وكذلك فعلت أمل, بينما كان الفطر في الخلف يرتجفون, فغاصوا إلى تحت الأرض حيث لم يعودوا واضحين, أشهرت أمل سلاحها وقالت بحزم: من أنت؟

ضحك وهو يكتم ضحكته, وقال بغطرسة: أدعى مُهاب حيث يهابني الجميع, وقد جئت أخيراً للقضاء عليكم.. أيها الأسطورة

احتدت عينيّ أمل, فأشهر أيهم سلاحه وقال بحزم: سنقتلك حتى قبل أن تقرر أنت ذلك

همست له أمل: هيه! انتظر!

حوّل أيهم بعينيه نحوها بتعجّب, فهمست أمل بحزم: سنأخذ منه المعلومات أولاً

اتفق أيهم معها حيث همهم, ثم أدارا برأسيهما نحوه, فقال مُهاب بكبرياء: أين بقيّتكم؟ أين الستّة الباقين؟

فكّرت أمل بحيرة: ستة!

ثم استرسلت قائلة بحزم: لماذا تسأل؟ لماذا تريد القضاء علينا؟

أجاب مُهاب بكبرياء وهو يضع أطراف أصابعه على الخنجر الذي يحمله بيده الأخرى: هه! أنا لا أريد, ولكنّ السيد الكبير سيكافي من يفعل ذلك بالتأكيد طالما أنّكم مهددين لوجود لهب

أيهم بحزم: ومن هو السيد الكبير هذا أيضاً؟ لماذا يريد أن يتخلّص منا؟

مُهاب بكبرياء: بالرغم من أنّ السيد الكبير لم يُذكر في كتب الأساطير مثل لهب, ولكنّه يرغب بالتخلص منكم, أنتم لافكرة لديكم حتى لما يحدث بشأنكم, يكفي القول بأنكم ..

احتدت عينه وهو يردف: الأسطورة المنتظرة

حدّق أيهم به, وقالت أمل بحزم: هيه!

حوّل مُهاب بعينيه نحوها فأردقت أمل بحزم: بشأنِ لهب أو السيد الكبير, هل يمكنك أخذنا إليهما؟

أدار أيهم برأسه نحو أمل بسرعة وقد اتسعت عيناه, وكذلك فقد فوجئ مُهاب الذي صمت للحظة ثم انفجر ضاحكاً, بينما كانا أمل وأيهم ينظران إليه بحيرة مقوسّان حاجبيهما وهما لايزال يشهران بسلاحيهما نحو.

مُهاب ساخراً: لا أحد يعرف أين لهب, ولكن السيد الكبير موجود في قلعة لهب بداخل البقعة السوداء التي لم ينجو منها أحد حاول اختراقها, هذا إن تمكّن أحد من تجاوز المنطقة الحمراء سالماً دون أن تفتك به كلابها

فكّرت أمل: البقعة السوداء والمنطقة الحمراء

أيهم بحزم: إذاً لا أحد يعرفُ أين لهب! هل يختبئ خائفاً في مكان ما؟

مُهاب ساخراً: هل تعتقدان بأنّكما ستنجوان منه أيها الصغيران؟ إن ظهر فسيحرق الجميع في رمشة عين

احتدت نظرة أيهم مفكراً: سيحرقنا!

وقف مُهاب باستقامة وقال: ولكن السيد الكبير قد أخفاه في مكان ما, لاتقلقا سآخذكما إليه حينما اقضي عليكما

ظلاّ أمل وأيهما صامتان, حتى قال مُهاب بكبرياء: لقد انتهى وقت الكلام, حان وقت القضاء عليكما!

انطلق نحوهما بسرعة, فأطلقا أمل وأيهم نحوه, احترق جزء من وشاحه الأحمر حيث اطلق أيهم كرات النار ولكنّها كانت تنطفئ بسرعة فاتسعت عينيّ أيهم وهو يفكّر: هل يستخدم محلول ما؟

أما بالنسبة لليزر فقد كان الدرع الذي يرتديه تحت الوشاح لايتآكل بسرعة, ففكّرت أمل: بسرعته هذهِ لن يسعنا القضاء عليه الآن

وحينما وصل إليهما حاولا أيهم وأمل تفاديه وهما يقفزان إلى جهتين متفرّقتين, لكنه أمسك بهما كلاً بيد, اتسعت أعينهما وهما يشهقان, وقع سلاحيهما, فضحك وهو يمسك كلاً منهما من عنقيهما ورفعهما عالياً وهو ينظر إليهما, ضحك وهو يراقب مقاومتهما حيث كانا يحرّكان جسديهما بعشوائية وأرجلهما تركلان في الهواء وهما يضعان أيديهما على يد هذا الكائن الضخم حيث لامجال لأن يتحررا منه وهما يكزّان بأسنانهما ويغمضان أعينهما في محاولة لبذل كل قوتهما بالتحرر.

مُهاب ساخراً: كنتُ أرغب بأن تقولا آخر كلماتكما ولكن لامجال الآن, سأقتلكما وسآخذ بجثتيكما إلى السيد الكبير حتى يجعلني فخراً في القلعة وأصبح ذو شأن

قاوما أيهم وأمل وهما يركلان الهواء وهما يختنقان, فقال مُهاب: فلنرَ إن كنتما الأسطورة حقاً, وكيف ستلفظان آخر نفسيكما

.
.


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Mulo chan 12-31-2015 12:47 AM

المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (الفصل الثالث) .. 3.3
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_12_15144950947607982.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


.
.



سمع مُهاب صوت صفير غريب خلفه, أدار برأسه فإذا بسامي يقف خلفه وقد بدا عليه الارتباك حينما رآه وهو يبعد حامل سلاحه, ففكّر سامي بقلق: يا إلهي! أخطأته وكشفني!

مُهاب بكبرياء: الشخص الثالث! انتظر سيحين دورك قريباً بعد أن انتهي من هاذان, انظر كيف سأقضي عليهما

اختنقا أمل وأيهم أكثر فأكثر حيث بدآ يفقدان قوتيهما للمقاومة وقد ضعفت قدراتهما, استجمع سامي شجاعته وقال بتردد وقلق: د.. دعهما! دعهما حالاً!

تجاهله مُهاب ثم سمع صوت الصفير مجدداً أعاد برأسه إلى الأمام حيث مصدر الصوت, وإذ بالمسنن ينطلق نحوه بسرعة, اتسعت عينيه وحاول تفاديه بسرعة ولكنّ المسنن أصاب طرف عينه فتمزّقت, صرخ مُهاب وألقى بأمل وأيهم على الأرض في حين عاد المسنن إلى حامله بيد سامي الذي كان يراقب بدهشة.

وضع مُهاب يده على عينه المصابة حيث نزف الدماء متألّماً, حوّل بعينيه نحو سامي حيث لم يعد يرَ بصورة جيّدة, فاهتزّ سامي مرتعباً حالما نظر إليه, فأشهر سلاحه نحوه بسرعة, حوّل مُهاب بعينيه نحو أمل وأيهم اللذان كانا يتحرّكان بتثاقل ثم قال بحنق: سنتقابل في وقت لاحق! أيها الأسطورة! سأقضِ عليكم لاحقاً

ثم ركض هارباً حيث ظلّ سامي يشهر بسلاحه نحوه حتى ابتعد, أبعد سلاحه وزفر بأريحيّة حيث يكاد يقع على الأرض, ثم هرول نحو أمل وأيهم حيث انحنى نحو الأخير وقال بقلق: أيهم! هل أنتَ بخير؟

وضع أيهم يده على عنقه وهو يجلس, وقال بتثاقل مغمضاً عينيه: لقد كانت قبضته قويّة

جلست أمل وقالت بتثاقل وهي تنظر نحو اتجاه مُهاب: تباً لقد هرب!

سامي بقلق: مالذي تقولينه؟ من الجيد أنه هرب, لقد كاد يقضي علينا جميعاً

أمل بحزم وهي تغمض إحدى عينيها: لقد كان بإمكانك القضاء عليه أيها الأحمق

صمت سامي لوهلة, ثم قال بتردد وهو يقطّب حاجبيه: لقد.. كان قويّاً

نهضت أمل وكذلك فعل أيهم الذي قال بعد أن استردّ أنفاسه: لقد نجونا على كل حال

استقام سامي وأضاف بحيرة وهو ويتلفّت حوله: أجل ولكن.. أين أشواق؟ ألم تكن معكما؟

أيهم بهدوء: لقد فقدناها منذ الأمس, ولكننا سمعنا صوتها بالقرب منذ مدة

أمل بحزم: أجل ولذلك يجب علينا أن نكمل البحث عنها, فلا ندري مالذي يمكن أن يحدث لو وجدها هذا الذي يُسمّي نفسه مُهاب

هرولت أمل مبتعدة, وهرول سامي نحو المكان الذي كان واقفاً فيه وانحنى ليلتقط تلك الحقيبة القطنيّة البيضاء وتبع أمل, بينما كان أيهم يجمع الفطر في قميصه بسرعة وهو يقول: مهلاً, انتظراني!



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...3465224411.jpg



كانت أشواق لاتزال تسير خلف ذلك الفتى الغامض الموشّح بالسواد, كانت تنظر إليه بين الحين والآخر محاولة تفسير سبب صمته حيث لم ينطق بكلمة منذ أن قرر أخذها لمأوى, لقد مرّت أكثر من الساعة بهذا الصمت فبدأت تشعر بالملل, حاولت أشواق فتح حوار معه, فقالت بسعادة: إذاً.. أنت من هنا؟ أقصد.. بأنّك تسكن هذهِ المنطقة أليس كذلك؟

صمتت لتسنح له فرصة للإجابة لكنه لم يفعل, حيث تجاهلها مكملاً سيره بصمت, فكّرت أشواق بحيرة: لربّما كان سؤالاً غبيّاً

فكّرت أشواق قليلاً لتبحث عن حوار مناسب, ثم قالت بابتسامة: هل تعرفُ هذهِ المنطقة؟

لم يجبها الفتى, لقد تجاهلها مجدداً, شعرت أشواق بالتوتر وهي تطبق شفتيها إلى الداخل مقررة الصمت ثم بدأت تشعر بأنّ العالم يدور من حولها, فمال جسدها حتى اصطدمت بإحدى الأشجار إلى يسارها فوضعت يديها عليها تحاول ألا تقع, لاحظ الفتى توّقف خطواتها فأدار برأسه نحوها, فإذا بها تقف بإعياء, فقال ببرود وهدوء: مابك؟

اعتدلت أشواق في وقفتها وقالت وهي تضع يدها على رأسها: أنا آسفة, لقد شعرتُ بالدوار قليلاً

فكّرت بشرود: صحيح, أنا لم أتناول شيئاً منذ البارحة


وضعت يدها الأخرى على بطنها وهي تشعر بتقلّص أمعائها حيث الجوع, كانت تنظر بشرود إلى الأسفل وعيناها تهتزّان قلقاً: لا أريدُ أن أفقد قوتي الآن

شتت شرودها تفاحة حمراء أمامها, رفعت برأسها بحيرة فإذا بهذا الفتى يقف أمامها ويناولها التفاح قائلاً ببرود: تناولي هذهِ, إنها كفيلة بإبقائك على مايرام حتى تصلين إلى المأوى, لاتتباطي وإلا قد يحلّ علينا الليل قبل أن نصل, ستجدين الطعام هناك على كل حال

تناولت منه التفاحة وهي تقول بطواعية بحماس: حـ حسناً, شكراً لك

استدار وأكمل سيره بلامبالاة ففكّرت بحيرة: متى أحضر هذهِ التفاحة؟

تبعته وهي تسير ببطء محافظة على نفس المسافة, ظلّت صامتة لوهلة دون أن تأكل وهي تحدّق به يسير أمامها بثقة, ففكّرت: أنا سأكون بخير إن كان هذا الشخص بجواري ولكن ماذا عن أمل والبقية؟ أشعر بالقلق, مالذي حلّ بهم؟ هل هم بخير؟ هل أكلوا شيئاً منذ الأمس؟ هل هاجمتهم تلك الذئاب بالأمس؟

اهتزّت حدقة عيناها وهي تقطب حاجبيها, إنها تشعر بالقلق الرهيب بداخلها وألف فكرة وفكرة تدور برأسها, حتى توقف الفتى فجأة فتنبّهت إليه وهي تتوقف بدورها وتنظر نحوه بحيرة, فقال ببرود: لاتتهاوني, فأنتِ لستِ في عالمك الذي تعرفين

فتحت فاها بدهشة, فأردف ببرود وهو ينظر نحوها بطرف عينه التي التمعت: يمكنكِ العودة من حيث أتيتِ ولكن ليسَ بعد

احتدت نظرة عينيه أكثر وهو يردف: لايزال الوقت مبكراً على العودة

أشواق بحيرة: مالذي تقصده؟ لستُ أفهم

استدار الفتى نحو اتجاهها وقال ببرود: لاتحاولي الإجابة على كل الأسئلة, يكفي أن تبتعدي عن الخطر وتأوين إلى مكان آمن

حدّقت أشواق نحوه بشيء من القلق, ثم قطبت حاجبيها وقالت بانفعال بنبرة قلقة: و ولكن..

استرسلت بنبرة أقل حدّة وهي تنكس رأسها: ولكنني فقدت أصدقائي, ولا أعرف أين أجدهم, أنا قلقة عليهم, يجب أن أجدهم أولاً

حدّق إليها قليلاً بصمت, ثم أدار برأسه إلى اليسار فجأة ووضع يده حول أذنه, ثم قال: إنهم قريبون

اتسعت عينيّ أشواق وهي ترفع رأسها لتنظر إليه بحيرة حيث وجدته يقف أمامها بنصف استدارة, فقال الفتى ببرود: إذا واصلتِ السير إلى الأمام فستجدين المأوى

ظلّت أشواق تنظر إليه بحيرة, فاستدار ليصبح أمامها وقال ببرود: أخبري رفاقكِ ألا تبحثوا عن الإجابات فالخطر يدور حولها, وقد يكلّفكم حياتكم

قطّبت أشواق حاجبيها وهو تفكّر: حياتنا!

حدّقت به لوهلة, نحو عينيه الحادتين, إنها تبدو مرعبة بتلك النظرة الجادة, هوَ فعلاً يبدو مرعباً لمجرد رؤية مظهره, شعرت بقشعريرة تسري بأجزاء جسدها, ثم قالت بقلق: ولكن.. أين رفاقي؟ هل تعرف أين يمكن أن أجدهم؟

فجأة سمعت صوت أمل وهي تتحدث مع أحدهم بانفعال حيث لم تكد كلماتها واضحة, فاتسعت عينيها وهمست: أمل!

هرولت أشواق باتجاه مصدر الصوت بسعادة, لكنها توقفت فجأة بعد بضع خطوات حيث لم تبتعد كثيراً ونظرت إلى الخلف حيث الفتى لكنها لم تجده, تلفتت حولها آملة رؤيته بين الأشجار والحشائش, ثم رفعت برأسها حيث فكّرت بأنه قد يكون على أحد الأشجار كما ظهر سابقاً ولم تجده, ظلّت تقف لوهلة وهي تفكّر, لقد بدا هذا الفتى وكأنه قد استخدم خاصيّة سحرية ليختفي, فجأة تذكرت أمراً وهي تفكّر: مهلاً.. هذا الفتى..

تذكرت حينما سقطت في النهر وبدأت تفقد الوعي, إنها لم تفقد وعيها بالكامل وقتها فقد كانت تحاول فتح عينيها وهي تشعر بنفسها تُحمل, لقد أخذت نظرة خاطفة بالكاد, تذكرت وجهه وحدة عينيه, نعم لقد كان هو من أنقذها من الغرق المحقق في النهر, ظلّت أشواق تقف لوهلة وهي تفكّر: لقد كان هو إذاً

تذكرت حينما أنقذها من وحوش الليل ومن الاخطبوط الذي جرّها إلى البحيرة, ثم لمحت صورته وهو يشير للرقم أربعة, وبالرغم من أنها لم تعرف المرة الرابعة التي أنقذها فيها إلاّ أنها ابتسمت ثم وضعت يديها حول فمها وصرخت بسعادة: شكراً جزيلاً

تحرّكت أوراق الشجر متطايرة, حاملة موجات صوتها نحو أذنيّ سامي الذي اتسعت عينيه فجأة وهو يدير برأسه إلى الجانب, لم يكن متأكداً من صوتها ظنّ بأنه يخيّل إليه مع صوت نسمة الرياح فقد كان خافتاً بالنسبة لبعده عنها, كما أنّ صوت أمل يزمجر بهم وهي تقول بانفعال: إذاً؟ سنتركك هنا

وجّهت كلامها لأيهم وهي تنظر إلى الخلف نحو أيهم, وكذلك فعل سامي الذي يحمل حقيبة قطنيّة بين يديه, فقال أيهم بترنّح وهو يجلس على الأرض: أنا فعلاً جائع, ولكن إن أردتما الرحيل فاذهبا

أمل بحزم: لا أعلم إن كان سامي سياتي معنا ولكنني ذاهبة

أوقف سامي أمل وهو يقول بارتباك: مهلاً أمل, إن تركناه هكذا فقد لانجده مجدداً

أمل بحزم: انظر إليه كيف يترنّح, لن أبق معه! سيؤخرنا وأشواق لاتزال وحدها, من يدري مالذي تعانيه الآن

سامي بقلق: و .. ولكن ربما علينا أن نأخذ قسطاً من الراحة ونتناول شيئاً

أمل بحزم: أنتَ ابق معه وأنا سأذهب لأبحث عن أشواق وحدي

سارت أمل خطوة بينما ظلّ سامي واقفاً فقال أيهم بهدوء: لا عليكَ سامي, اذهب معها فقد توقع نفسها في الخطر, أما أنا فيمكنني العناية بنفسي

برز عصب على جبين أمل فاستدارت وهي تقول بغضب: ماذا؟ أنت من يحتاج لمساعدة! انظر لنفسك كيف تحتاج لتناول الطعام بهذا الشكل, يال ضعفك!

أيهم بانفعال: إنها حاجة فطرية أيتها الغبيّة, أنا لم أتناول الفطور بالأمس, سأكون أكثر قوة منكِ بعد دقائق قليلة, لابد أنكِ جائعة ولكنكِ تحبين التكبّر أيتها المتكبّرة

أمل بغضب وهي تقترب منه: من تدعوه بالمتكبرة أيها الأنانيّ الوقح!

نهض أيهم وردّ بغضب: أنتِ تريدين أن يسير الجميع وفق ماتريدين

أمل بغضب وهي تشير نحوه: أنت من يفعل ذلك الآن!

أيهم بغضب: أنتِ تفعلين ذلك!

كان سامي يراقبهما بتوتر وهو ينظر نحو كليهما فقال بارتباك: توقفا! ماذا تفعلان؟ هذا الشجار لن يفيدنا الآن!

تجاهلاه أيهم وأمل وهما يتشاجران, فلمح سامي من يركض نحوهم من بعيد, وإذا بها أشواق وعلى وجهها إبتسامة سعيدة, فشهق وهو يقول بدهشة: هاه! إنها أشواق!

توقّفا أمل وأيهم عن الشجار, ونظرا نحو ماينظر إليه, وأشواق تنادي من بعيد باسم أمل, فشهقت أمل بدهشة: أشواق!

ابتعدت أمل من أيهم ووقفت مستقبلة أشواق التي ركضت حتى وصلت إليهم, ثم انحنت لتضع يديها على ركبيتها وهي تلهث, فقالت أمل بشيء من القلق: أشواق! هل أنتِ بخير؟

لم تجب أشواق بل قفزت نحو أمل تعانقها وهي تبكي قائلة: أوه أمل, لقد كنتُ قلقة جداً

ابتسمت أمل بسعادة وقالت بلطف: لاعليكِ, نحن جميعاً بخير الآن

ابتسم سامي بلطف, بينما راقب أيهم وملامح وجهه تنم على الإنهاك مع انحناءة جسده حيث بدا وكأنه لم يأكل منذ أيّام, حتى سقط على الأرض, فقال سامي بدهشة: أيهم هل أنتَ بخير؟

ابتعدت أشواق عن أمل وهي تنظر نحو أيهم بحيرة ودموع الفرح في عينيها, بينما أكتفت أمل بإدارة وجهها إلى الخلف حيث أيهم وقالت بإشمئزاز: تشه! إنه فعلاً مثير للشفقة

شعرت بالدوار فجأة وهي تميل قليلاً فأمسكت بها أشواق حيث وازنت نفسها, فقالت أشواق بقلق: هل أنتِ بخير أمل؟

أمل بابتسامة مطمئنة: نعم

قالتها وهي تشعر بأنّ معدتها تتقلّص إثر الجوع الشديد الذي شعرت به اللحظة, فالانشغال بالأحداث ينسيها الشعور بالجوع وقد مرّ أكثر من يوم كامل عن آخر لقمة تناولتها.


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8395762213.jpg

.
.


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Mulo chan 12-31-2015 01:04 AM

المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (الفصل الثالث) .. 3.4
 
[TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_12_15145090317730542.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.
.

وحينما حلّ الليل وأودع بسكونه في الغابة السوداء, كان الحطب الذي تتآكله النار يتوسّط دائرة الرفاق حيث اختاروا بقعة ما بين الأشجار, قد جُمع الجزء العلويّ من الفطر وتم بعثرته حول النار ليُشوى وقد كان بحول الأربعين أو الخمسين قطعة, حيث كان أيهم ينتظره لينضج وهو يراقبه, قالت أمل بهدوء: يبدو أنّ هذا المكان عالم آخر تماماً, وقد تم استدعائنا إلى هنا عبر تلك البوابة الغريبة التي سحبتنا قسراً, ليست لديّ فكرة عن السبب ولكنه عدوّ للشخص الذي يُدعى لهب والذي علَمَ بقدومنا ويريدُ القضاء علينا لأننا نشكل تهديد له

سامي بحيرة: ولكن.. لماذا نشكّل تهديد له؟ نحن حتى لانعرفه

أمل بهدوء: لا أعلم, ربّما الأسلحة التي حصلنا عليها في المكان الفاصل هي مايهدده, وقد أرسلها الذي استدعانا إلى هنا

أيهم بهدوء: وهناك أيضاً السيد الكبير, الذي يعمل لمصلحة لهب

حمل سامي سلاحه بيده وقال بهدوء: إنها أسلحة قويّة فعلاً رغم أنّ كل منّا يملك سلاحاً يختلف عن الآخر, فأنا حصلت على الترس المسنن, وأيهم حصل على مسدّس ناريّ, وأمل حصلت على ليزر فتاك, وأشواق..

لم يكمل جملته إذ أدار برأسه نحو أشواق التي كانت تحمل شيئاً صغير بجحم كف يدها دائريّ الشكل, فقالت أشواق بحيرة: لا أعلم مايكون, فأنا لم استخدمته مطلقاً

قفز أيهم نحوها وهو يقول بدهشة: هاه! كيف كنتِ تدافعين عن نفسك طوال الوقت؟ لقد كانت تلك الكائنات في كل مكان!

صمتت أشواق لوهلة ثم قالت بتردد: في الحقيقة.. كان هناك شخص ما

شهق الثلاثة في دهشة, فأردفت أشواق بهدوء: لقد كان فتى بدا أنّه من عالمنا, إنه قويّ فعلاً وقد دافع عني طوال الوقت حتى من دون أن أدرك, لقد أنقذني مراراً من خطر محتم

أمل بدهشة: وأين ذهب يا أشواق؟ أين هو؟

أشواق بحيرة: لا أعلم, لقد اختفى فجأة حينما كنتُ قريبة منكم

أيهم بدهشة: هل أنتِ متأكدة أنه من عالمنا؟

أرخت أشواق بعينيها إلى الأسفل محاولة تذكّر ملامحه وهي تقول بهدوء: اممم نعم! أظن ذلك! حتى أنه بدا أكبر عمراً بعامين أو ثلاثة

سامي بدهشة: هل يملك سلاحاً أيضاً؟

أومأت أشواق بالإيجاب وهي تقول: أجل, كان يحمل سيفاً طويلاً يقاتل به

بدت على سماتها الحيرة وهي تسترسل: ثم.. أخفاه بطريقة ما

تذكرت بأنها لم تره معه حينما خرجت من المغامرة وهي تسير خلفه, نظر كلاً من سامي وأيهم لأحدهما الآخر في دهشة, فقالت أمل بهدوء: الأربعة الباقون!

شهق الثلاثة في حيرة وهم يديدون برؤسهم نحوها, فقالت أمل بجديّة: ذلك الذي يُدعى مهاب سألنا عن وجود ستة باقون حينما كنّا نقاتله أنا وأيهم, هذا يعني بأنّ الأشخاص الذين سيأتون إلى هنا ثمانية, وتبقّى أربعة باقين لم نلتقي بهم

سامي بحماس: إن كان ذلك الفتى واحد منّا فهناك ثلاثة باقين

أدارت أمل برأسها نحو سامي بغضب وهي تقول: كنتُ سأقول ذلك!

كزّ سامي أسنانه واتسعت عينيه بخوف وهو يطبق شفتيه ببعضها, فقال أيهم بعينين تلمعان حماسة: والأهم من ذلك فهم يقولون بأننا أسطورة, الأسطورة المنتظرة

حوّل الجميع بعينيه نحو أيهم, فقال سامي بقلق وإحباط: هذا يبدو مخيفاً

أمل بهدوء: بل يبدو ممتعاً

شهق سامي وهو ينظر نحوها, فقالت بابتسامة واثقة: إنهَ ليسَ أمر حقيقيّ فعلاً كما نشعر, فتلك الكائنات تموت بطريقة ألعاب الفيديو, يبدو الأمر أشبه بأننا قد دخلنا إلى لعبة فيديو لإتمام مهمّة معينة بعد أن تم تزويدنا بالأسلحة

أضاف أيهم بحماسة تكافيء حماستها: صحيح

أدار سامي برأسه نحو أيهم بسرعة مقطباً حاجبيه, فأردف أيهم بابتسامة واثقة: الشخصية الرئيسيّة الشريرة التي جئنا للقضاء عليها هو لهب, وهو يريد الدفاع عن نفسه والقضاء علينا برسل أعوانه قبل أن نفعل نحن بصفتنا الأسطورة

احتدت ابتسامته وهو يقول: إنه أمر ممتع فعلاً

تبادلا أيهم وأمل ابتسامة الحماسة وهما ينظران نحو أحدهما الآخر, بينما بدت على سامي ملامح القلق, حتى قالت أشواق بهدوء: ولكن ذلك الفتى..

أداروا برؤسهم نحوها, فأردفت بقلق: لقد قال بأنه من الأفضل أن نلتجأ لمأوى ونبتعد عن الخطر, وإن حاولنا إيجاد الإجابات فقد يكلّفنا ذلك.. حياتنا

حدّق الجميع إليها لوهلة, فقال سامي بقلق وهو يقطّب حاجبيه: إنه يبدو منطقيّاً, نحن علينا فعلاً أن نستمع إليه ونلتجئ لمكانٍ آمن فهذا المكان خطر

أمل بحزم: مالذي تقوله؟ إلى متى علينا الإلتجاء لمأوى والإختباء؟

أيهم بحزم: نحن قد لانعود لعالمنا قبل أن ننجز مهمة القضاء على لهب

سامي بقلق: ولكن.. تلك الكائنات قوية وقد تقضي علينا, نحن حتى لانعلم من الذي أرسلنا أو كيف يمكننا أن نصل إلى لهب أو السيد الكبير لننجز مهمتنا, إنها ليست مجرد لعبة فنحن قد نموتُ فعلاً!

أمل بحزم: في قلعته, في البقعة السوداء, والمنطقة الحمراء

شهقا أشواق وسامي وهما ينظران إليها: هاه!

أمل بحزم: إنه المكان الذي يختبئ فيه السيد الكبير بالرغم من أنه لاأحد يعلم أين هو لهب, ولكننا سنجده وسنعود إلى عالمنا إن وصلنا إلى هذا السيد وقضينا عليه

حدّقا سامي وأشواق نحو أمل بقلق وهما يقطّبان حاجبيهما, فقال أيهم بحزم: صحيح, إن ظلننا نختبئ فلن يتغيّر شيء, يجب أن نقضي على لهب وإلاّ فسنظل في هذا العالم, وربّما للأبد

حدّقا سامي وأشواق نحو أيهم بقلق وهما يقطبان حاجبيهما, ثم نظر كلاً منهما للآخر لوهلة, فقالت أمل بحماس وبابتسامة واثقة: حسناً, بما أننا وضحنا الأمر فسيكون الأمر الأسهل لو كنّا معاً, وحتى نكون معاً يجب أن نضع بعض القواعد التي سنسير عليها كمجموعة

رمقها أيهم بنظرة اشمئزاز وهو يهمس: الآن تقول بأنه علينا أن نكون سوية

كانت أشواق تنظر نحو أمل باهتمام التي أردفت: أولاً يجب علينا أن نتعاون وندافع عن بعضنا البعض مهما كان الخطر بدون وضع أيّ مصالح شخصية

أشارت بإصبعها للرقم اثنين وهو تردف: ثانياً, يجب أن تناوب في النوم, على أحدنا أن يبق مستيقظاً للحراسة وفي حال قدوم أحد يجب عليه أن يوقظ البقية

شعر سامي بقشعريرة تسري في جسده وهو يستمع باهتمام, بينما كان أيهم لايزال ينظر نحوها باشمئزاز وهو يرفع حاجباً أردفت أمل: ثالثاً وهو الأهم على قراراتنا أن تكون حسب الأكثرية

ختمت أمل كلامها وهي تقول بابتسامة واثقة: وأخيراً, يجب أن نعيّن قائداً على المجموعة

أيهم بنبرة باردة: لاتتحمسي, إنه بالتأكيد ليس أنتِ

أدارت أمل برأسها بسرعة نحو أيهم حين كان يجلس بجانبها وقالت بغضب: لماذا؟

نظر أيهم نحوها من طرف عينه وقال ساخراً: لأنكِ فتاة والقيادة للرجال

أمل بانفعال: هاه! عنصريّ جدّاً! مانوع هذا التفكير الضيّق؟

أدار أيهم برأسه نحو سامي قائلاً بسعادة: أنتَ لاتريد أن تصبح القائد اليس كذلك؟

سامي بابتسامة مرتبكة: لستُ مهتماً بذلك أيهم

أيهم بابتسامة واسعة: هاه! لقد تقرر الآن!

أمل بغضب: مالذي تقرر أيها المعتوه؟ قلنا أن نقرر حسب الأكثرية

أدار أيهم برأسه نحو سامي وقال بنبرة جادة: ليست لديكَ مشكلة بالتصويت لي أليس كذلك؟

ابتسم سامي بارتباك, فأدارت أمل برأسها نحو أشواق وهي تقول بجديّة: لمن ستصوّتين يا أشواق؟

شعرت أشواق بالارتباك, وقبل أن تجيب قال أيهم بانفعال: أنا سأصوّت لنفسي

أمل بانفعال: وأنا سأصوّت لنفسي

قرّب كلاً منهما رأسه نحو الآخر وهو يكزّ بأسنانه حيث تصادمت نظراتهما بغضب, فقال سامي بابتسامة مرتبكة: إنه ليس من المهم فعلاً أن نحدد قائداً الآن طالما سنسير حسب قرارا الأكثريّة

حوّلت أشواق بعينيها نحو النار, فقالت بدهشة وبنبرة ناعمة: أيهم! لقد نضج الفطر, احذر ألاّ يحترق!

تناول أيهم قطعة دفعة واحدة وهو يرميها إلى فمه, مضغها بسرعة ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة واسعة فقال بحماس: إنه فعلاً لذيذ, ينقصه بعض الملح فحسب, هيه! اسمعوا! من يصوّت لي سأعطيه منه, أنا من جمعه على كل حال

أمل بغضب: هاه!

فتح سامي الحقيبة القطنية التي كانت على الأرض بجواره وقال بابتسامة: صحيح! يمكننا جميعاً أن نتقاسم الطعام الذي أعطتني إياه كرات القطن

أخرج مافي الحقيبة فكان عبارة عن لفائف بيضاء حول عود خشبيّ تشبه غزل البنات, واسترسل سامي: إنها فعلاً كائنات لطيفة وذات نوايا طيّبة رغم أنها لم تتكلّم مثل الآخرين

ناول سامي اللفيفة الأولى لأشواق وهي تقول بابتسامة لطيفة: بالرغم من وجود تلك الكائنات التي تحاول مهاجمتنا إلاّ أن هناك آخرين يرغبون بحمايتنا

أجاب سامي موافقاً, فأعطى لفيفة أخرى لأمل التي رفعت حاجباً وقالت بحيرة: ماهذا الشيء؟ هل هو صالح للأكل حقاً؟

وزّع سامي اللفائف الأربع بينهم منتهياً بأيهم وابقى الأخيرة لديه وهو يقول بابتسامة: ليسَ لذيذاً ولكنه جيّد وسيعطينا القوة, سيكفينا لهذهِ الليلة جميعاً مع الفطر الذي أحضره أيهم

أيهم بغيظ وهو يخبيء الفطر بين يديه: أنا لن أعطي هذهِ الفتاة حتى تتنازل

أمل بغضب وهي تقفز إليه: بخيل! كله وحدك!

أشواق بابتسامة: وأنا أيضاً لديّ ما سنتقاسمه

أدخلت يدها إلى جيب سترتها الداخليّ وأخرجت تفاحة حمراء اللون, فقالت أمل بحيرة: من أين أحضرتها يا أشواق؟

أشواق بابتسامة: لقد أعطاني إيّاها ذلك الفتى, لكنني لم أتناولها حتى الآن

تنهدت أمل ثم همست بهدوء: بالرغم من أن هذا الطعام لايُشبِع ولكنه أفضل من لاشيء, سيكون من الأفضل غداّ أن نبحث عن طعام منذ الصباح

حدّق أيهم نحوها لوهلة حيث سمع كلماتها, أخذت أمل قضمة من اللفيفة ثم لاحظت تلك اليد التي امتدت نحوها وقد امتلأت بقطع الفطر, حوّلت بعينيها نحوه فقد كان أيهم يعطيها إيّاه, فسألت بهدوء: مالأمر؟

كان أيهم قد قسّم الفطر كله على المجموعة بالتساوي, فقال بجديّة: القاعدة الأولى.. يجب علينا أن نتعاون وندافع عن بعض البعض, وكجزيء من هذا البند يجب أن نتقاسم الطعام الذي نحصل عليه, وهذا نصيبك من الطعام, حسناً هذا جزء منه وسأعطيكِ عدد مساوٍ من القطع

حدّقت أمل نحوه لوهلة نحو عينيه الجادتين حيث التمعت زرقتها مع انعكاس ضوء النار عليها, وكذلك فقد راقبا سامي وأشواق بصمت, فأشاحت أمل بعينيها وقالت: لا أريد

أيهم بدهشة: هاه!

ثم قال بغضب: لقد تنازلتُ عن حصة لي من أجلك أيتها المتكبّرة

أمل بانفعال: أنا لن أتنازل من أجلك أيها البخيل الأنانيّ, ولستُ بحاجة لشفقتك

أيهم بغضب: إنه ليسَ كما تريدين, نحن مجموعة واحدة ويجب أن تقبلي حصّتك

أمل بغضب: إنه ليس من شأنك, فلتُ بأنني لا أريده

أيهم بغضب: ستكونين عالة علينا غداً لأنّكِ لم تتناولي جيّداً

أمل بغضب: سأكون قويّة, أنا لستُ ضعيفة مثلك

أيهم بغضب: من سيكون الضعيف؟ أنتِ لن تكونين قادرة عن الدفاع عن نفسك

أمل بغضب: يمكنني الاهتمام بنفسي حتى بدون تدخّلك مهما حدث

أيهم بغضب: لاتتصرفي بأنانية الآن

أمل بغضب: لست أنانية, أنت من يريد أن يفرض عليّ مايجب تناوله

وبيما كانا يتجادلان, شعر سامي بالإحباط وهو يراقبهما بجوار أشواق التي ظلّت تأكل بصمت وشرود مفكرة: ذلك الفتى الغامض لم يكن سيئاً ولكن لماذا اكتفى بإنقاذي عن بعد, لماذا كان يراقبني؟

اهتزّت حدقة عيناها بقلق, ثم اتسعت فجأة وهي تفكّر: مهلاً, هل كان يراقبني طوال الوقت حقاً؟ حتى حينما كنتُ أقضي حاجتي

شعرت بالخجل كما بدا من تلّون خدّيها احمراراً وهي تفكّر: كم هذا محرج!

وضعت يديها على خديها بشرود وقد ظلّت بوضعها لوهلة حيث لم ينتبه لها أمل وأيهم اللذان يتشاجران وسامي الذي يسرح بفكره, حتى شتت شرودها تنهيدة سامي وهو يقول بإحباط: لا أعلم كيف لهذهِ المجموعة أن تصمد فعلاً في هذا العالم الخطر, مالذي ورّطنا في هذا؟, أشعر بالقلق مما يمكن أن يحدث مستقبلاً

ابتسمت أشواق: ولكن لابأس, طالما أننا جميعاً معاً فسنكون بخير وسنساعد بعضنا بعضاً, لاتقلق

أدار سامي برأسه نحوها فإذا بها تبتسم بلطف نحوه, شعر سامي بالارتباك قليلاً, لقد بدت ابتسامتها جميلة ومطمئنة اللحظة, فأشاح بعينيه وقال بارتباك: أ أجل

تجادلا أيهم وأمل طوال فترة تناول الطعام وهما يدخلان من موضوع لآخر بينما كانا سامي وأشواق يراقبانهما بصمت, لكنّ هذهِ السمرة لم تطل كثيراً بسبب تعبهم الشديد فناموا بالتناوب آملين بأن يكون الغد أسهل في هذا العالم, وربما لم يكن ماحدث لهم سوى قطرة ذات تناهٍ متعالٍ في بحر مغامراتهم السخيّة بالمخاطر والحافل بالأحداث الصعبة.

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT]

Mulo chan 12-31-2015 01:36 AM

المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة ( تقرير + خروج )
 
[TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_12_15145090317730542.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.
.


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...9583876863.png


السلام عليكم ورحمة الله و بركآته

كيف حالكم جميعاً أعزائي..؟ خ8
مارأيكم بطول الفصل..؟ جميل أليس كذلك؟ ياي9

انتهت أحداث المغامرة الأولى ( اتجاهات فوضويّة ) < مع انتهاء السنة :يب:
والتي قمتُ فيها بتوضيح بعض الشخصيات الرئيسيّة وهم أمل وأيهم وسامي وأشواق
الذين وجدوا انفسهم في عالم آخر أطلق عليهم الأسطورة التي ستغيّر الظلم الموجود في هذا العالم الغريب
وكل واحد منهم يملك سلاحاً يميّزه عن الآخر
وكما تم التوضيح فلا يزال هناك شخصيات أخرى من الأسطورة المتكوّنة من ثمانية أفراد
لربّما ذلك الفتى الغامض يكون أحدهم وربّما لا :nop:

كما قالوا فإنّ هذا العالم قد يكون عبارة عن لعبة أُجبروا عن الخوض فيها بشكلٍ حقيقيّ
فالبرغم من أنّ الكائنات ليست حقيقيّة ولكنّهم قد يخسرون حياتهم إن تعرّضوا للأذى
لذلك لامجال للتهاون, ولامجال للهروب

فهناك من يريدُ أن يقضي عليهم طامعاً لأن يحصل على مكانة جيّدة عند السيد الكبير الذي يعمل لمصلحة لهب
لهب هوَ الظلم في هذهِ القصّة, والسيد الكبير يعمل لمصلحته
لماذا؟ وكيف؟ ومالعلاقة..؟ لاتزال هذهِ الأمور مجهولة :تدخين1:

في المغامرة القادمة بإذن الله ستتعرفون على الشخصيات بشكل أكبر
عن ماضيهم وعن شخصياتهم التي ستبرز أكثر
وكذلك.. فالفتى الغامض لن يغيب عن الأجواء خ8

سآخذكم إلى جولة من الرعب نوعاً ما, وستكون مختلفة عن المغامرة الأولى
فمقرّنا لن يكون الغابة, بل منزل مظلم ستحدث فيه أمور غامضة

لن أتحدث كثيراً وأحرق عليكم الأحداث
انتظروني بعد أسبوعين أو ثلاثة حسب الظروف
يكفي أنني طرحتُ الفصل الثالث كاملاً وقد كنتُ أود تقسيمه مرتين :baby:
ولكنّ ردودكم أسعدتني كثيراً وحفّزتني :dalbi:
فبجانب التعبير عن مدى إعجابكم أرجو دائماً أن أجد منكم النقد فهو ماسيطوّرني angel2
أنا سعيدة جداً وممتنة لمتابعتكم حتى الآن ق5ق5
لاتعلمون كم تعني لي هذهِ الرواية :dalbi:

فقد أعدتُ كتابتها لتظهر أخيراً بهذا الشكل
ومازلت أكتب نهايتها وأعيد كتابة المغامرات الأولى حالياً حتى تتكامل
فالحمد لله الذي أعانني على إعادة صياغة المغامرة الأولى خ8
لتكون بالشكل الذي أعجبكم.. كما أتمنى ق5ق5

إن كان لديكم أي سؤال أو نقطة مبهمة أرجو أن تسألوني
وإن كان لديّ بعض الأخطاء رجاء نبّهوني
أتقبّل كل الانتقادات بصدرٍ رحب angel1

رأيكم بالفصل الثالث + بالمغامرة الأولى بشكل عام
بأسلوبي في الكتابة وفكرة القصة بعد وضوحها


:كاواي:


أرجو منكم المتابعة دائماً وبإذنِ الله لن أخذلكم في الإثارة والتشويق خ8
طبتم وطاب تواجدكم أعزائي, دمتم جميعاً بكل الود و0



والآن أترككم مع المشهـد الأخير من مغامرتنا الأولى
نعم إنه مثل تلك الأحداث التي تظهر في نهاية حلقات الأنمي بعد شارة النهاية هه4
اعتبروا هذهِ الثرثرة شآرة النهاية :baby:



.
.




http://up.arabseyes.com/uploads2013/...3405784612.png


وفي مكان ما, بعيداً جداً حيث بناء منتصب تحيط به غيمة سوداء كثيفة, سار أحدهم بخطوات ثابتة ومتناسقة في الظلام محدثة وقعاً مهيباً خطوة تلو خطوة يطرق حذائه المعدنيّ على أرضيّة فاخرة, حتى توقّف في تلك القاعة الواسعة, وقال بصوتٍ وحشيّ مخيف بنبرة هادئة: سيدي, لقد وصل الأسطورة فعلاً وخبر وجودهم منتشر بكل مكان, بماذا تأمر؟ هل نرسل الجنود إليهم؟

كان يقابله في الجهة الأخرى قد انعكس ضوء القمر عليه حيث وقف بجوار فتحات جدارية, بدا ظلّه بهيئة بشريّة, وقال بنبرة أكثر هدوءاً بصوتٍ قد اختلط مع صوت الرياح: كلا, لايزال الوقتُ مبكّراً لتدخلنا, فالفأر لم ينجز مهمّته بعد

أمال الآخر بجسده نحوه تبجيلاً, فقال الواقف أمام الفتحة بهدوء: ولكن.. تلك الأسلحة لايجب أن تترك بين أيدٍ خاطئة

أدار برأسه ليواجهه وهو يقول بعيين حادتين: إنّها أكثر أهميّة من القضاء عليهم يا كاسح

رد الآخر وهو ينحني مبجّلاً: أمرك سيدي, سأفعل ذلك حالاً

مع انتهاء المحادثة عزفت الرياح صوتاً مرعباً مع لوحة الغيمة السوداء, وكأنّ مايختبئ هنا أشد رعباً وخطراً مما يتوقع أحد, فمالذي ينتظر الجميع في أحداثٍ لاحقة؟


.
.


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...1041833392.png
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT]

Snow. 12-31-2015 08:54 PM

حجز

نوميديا ماسي 01-02-2016 03:00 AM

روايتك حلوة كتيييير وانا متحمسة لفصل جاي اكيد راح يكون حلو متل فصل اول والتاني و التالت 😁😁

Snow. 01-02-2016 06:31 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك يا بنت؟
أخبارك؟
أحوالك؟

إن شاء الله كلها تمام

الفصل رائع جدا

أعني مع كل هذا الطول بالفعل استمتعت

ظهور الشاب الغامض،أشعل في قلبي الحماس
استنتاجي مثل الفتيان تماما،أظنه أحد الأسطورة
لكن من الباقين؟ متحمسة لظهورهم

أمل،أعجبتني شجاعتها و تمسكها بالعثور على أشواق ،تذكرني بسمر من أبطال الديجيتال هههه

أشواق هالبنت الكيوتة،بالفعل أحببتها:dalbi:،لطيفة جدا و أظنها ستكون مفتاح انضمام الشاب الغامض لهم ان صدق استنتاجي

سامي،كم هو مضحك،خاصة بتناقض أفكاره،أعني اوهلة كان يرفض تقديم الطعام لأمل و فجأة غير رأيه

المخاطر و المغامرات التي تحدث للفتيان جعلت الأحداث أكثر روعة و حماسة

ليس لدي أي انتقاد سوى أن تنتبهي لبعض الأخطاء الإملائية الطفيفة

بالفعل طريقة كتابتك تزداد روعة

فكرة القصة جميلة جدا و تحمل الكثير من العبرة،يكفي أنها صراع بين الخير و الشر

بالفعل أبدعتي يا فتاة

متشوقة للقادم

Mulo chan 01-17-2016 02:20 PM

نوميديا ماسي

روايتك حلوة كتيييير وانا متحمسة لفصل جاي اكيد راح يكون حلو متل فصل اول والتاني و التالت 😁😁

.
.



مرحباً بكِ في روايتي يّ عزيزتي~
لكم يسعدني أنها قد أعجبتك ..

ولكنني أجهل بعد فكرتكِ عن الشخصيات وعن اسلوبي في الكتابة
أرجو أن تنيريني مجدداً بزيارة مفعمة بالتعليقات والنقد بما يعجبكِ وما لايعجبكِ خ8

سأكون أكثر سعادة لو فعلتِ ذلك ق2


دمتِ بود
و0

Mulo chan 01-17-2016 06:43 PM

Caramella

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك يا بنت؟
أخبارك؟
أحوالك؟

إن شاء الله كلها تمام



وعليكم السلام ورحمة الله و بركآته

أهلاً أهلاً لاريسآ تشان .. :dalbi:
أنا بخير والحمد لله أرجو ان تكوني بصحّة جيدة أيضاً ~
لقد أصبحتِ كاراميلا الآن ومبآرك على الترقية عزيزتي ق2


+ + +



الفصل رائع جدا

أعني مع كل هذا الطول بالفعل استمتعت

ظهور الشاب الغامض،أشعل في قلبي الحماس
استنتاجي مثل الفتيان تماما،أظنه أحد الأسطورة
لكن من الباقين؟ متحمسة لظهورهم


شكراً لكِ يُسعدني ذلك كثيراً ق2
الشاب الغامض سيكون ظهوره مثير دائماً ..
سيظهر أحدهم في المغامرة التالية بإذن الله خ8


+ + +


أمل،أعجبتني شجاعتها و تمسكها بالعثور على أشواق ،تذكرني بسمر من أبطال الديجيتال هههه

أمل أكثر صبيانيّة وتشكك هه3
ولكنها فعلاً تملك قلباً طيّباً ..
ستتعرفين عليها أكثر ق5

+ + +


أشواق هالبنت الكيوتة،بالفعل أحببتها،لطيفة جدا و أظنها ستكون مفتاح انضمام الشاب الغامض لهم ان صدق استنتاجي

ماذا تقصدين بذلك يَ عزيزتي ..؟
كيفَ من الممكن أن تكون المفتاح ..؟ :يب:


+ + +


سامي،كم هو مضحك،خاصة بتناقض أفكاره،أعني اوهلة كان يرفض تقديم الطعام لأمل و فجأة غير رأيه

تقصدين أيهم ..
لم يكن يريد أن يعطيها لأنه يريدها أن تتخلى عن قراراها
ولكنه ليس بتلك القسوة .. لقد حزن عليها لأنها كانت تشعر بالجوع والطعام لايكفي


+ + +


المخاطر و المغامرات التي تحدث للفتيان جعلت الأحداث أكثر روعة و حماسة

ليس لدي أي انتقاد سوى أن تنتبهي لبعض الأخطاء الإملائية الطفيفة

بالفعل طريقة كتابتك تزداد روعة

فكرة القصة جميلة جدا و تحمل الكثير من العبرة،يكفي أنها صراع بين الخير و الشر

بالفعل أبدعتي يا فتاة

متشوقة للقادم



شكراً لكِ لاريسا تشان.. أوبس, كاراميلاا هع3
حسناً سأنتبه للأخطاء, أحياناً قد لا أنتبه للأخطاء حتى المراجعة العاشرة هه3
حولا حولا أنا هع3

بانتظآر مرورك حينما أقوم بإنزال المغامرة القادمة ق2
يسعدني وجودك دائماً عزيزتي, دمتِ بحفظ الرحمن
~

نوميديا ماسي 01-24-2016 09:22 PM

مرحبا كيف احوال ان شاء الله تمام

بنسبة لروايتك هي اجمل رواية انا قريتها بحياتي حلوة و مميزة و وماعندي اي انتقاد وشخصيات تجنن خصوصي ايهم بليز كمليها

αɴғel 01-26-2016 10:00 AM

حجز

Mulo chan 01-28-2016 12:15 AM

المغامرة 2 : دخول
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_12_15145090317730542.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8622272022.png



عندما أسدل الليل بستاره على الغاب, ولمّا كان القمر بازغاً معلّق في السماء الواسعة, كانت السماء تمطر بغزارة وهي تصبّ بمائها على الأشجار والحشائش, ظهر أحدهم هناك في ظلمة الليل الأكحل, يمشي بهدوء, مبلل, يرتجف خوفاً أو ربمّا برداً وهو يعانق جسده بذراعيه العاريتين حيث ترنّح في سيره متعباً, أسنانه تصطك ببعضها, يمكن رؤية خصلة بنيّة من شعره الطويل ملتصقة بعنقه, توقّف حينما وصل إلى منزل فخم قاتم اللون كبير, وقف وهو ينظر إليه بحيرة, تعالى صوت عواء فوجد نفسه مجبراً ليسير بمحاذاة السياج مبتعداً حتى وصل إلى البوابة الخارجية التي كانت مفتوحة لكنه تردد بالدخول, زمجرت السماء رعداً فاهتزت أطرافه وركض متجاوزاً الحديقة ذات النبات الميّت حتى وصل إلى بوابة المنزل الداخلية وصعد بضع درجات, أمسك بالعروة التي بدت على شكل جمجمة إنسان وطرق الباب, انتظر قليلاً وهو ينظر حوله في توتر وقد انتابه الخوف خشية أن تجده الذئاب, فتوقّف المطر فجأة ونظر إلى الأعلى حيث تشتتت الغيوم, هبّت نسمة هواء باردة حرّك أوراق الشجر وملابس الشخص الذي كان بمنتهى القلق مرتعباً فانفتح الباب مصدراً صريراً مرعباً, لقد كان المنزل مظلماً حينما نظر الشخص إلى الداخل, لم يكد يسعه رؤية شيء حيث شدّة العتمة, ظلّ ينظر إلى الداخل بقلق لبرهة حتى ظهر صوت عواء لذئب بعيد فشعر بالخوف ودخل المنزل متوغّلاً ثم أُغلق الباب بهدوء.

قال أحدهم بصوتٍ بارد جاف موحش: يا رفاق, فلنرحب بضيفنا الجديد ترحيباً يليق به

ظهرت عينيه الحمراوين في الظلام, ثم أربعة أزواج أخرى حمراء الحدقة التمعت حوله, علا هزيم الرعد بصوته و ألقى برقه لتلمع أجسادهم الوحشيّة المرعبة.


.
.



|| خ ـطـوات تائهــة في البـيت الـمتـ ح ـوّل ||


.
.



~||+ ================================================ +||~



ستـــووب ستــوب !!
قبل أن نبدأ ..!!


أريد الاعتـذار لتأخّري, لم أنتبه أنني توقّفت لأربعة أسابيع بدون وضع بآرت
أخشى أن أفقدكم وأنّكم نسيتم الأحداث, هذا لايُمكن أليسَ كذلك ..؟
الفصل الذي سأضعه الآن طويل جداً, تعويضاً لنسياني ~!


بما أنّ المغامرة الأولى كانت أحداثها في الغابة
حيث التشتت والضياع وحدوث كل تلك الأمور الجديدة على أبطالنا
قررت تغيير مسرح الأحداث, ولذلك ستكون هذهِ المغامرة داخل منزل
إنه ليسَ بمنزلٍ عاديّ, فهناك وحوش تسكنها وستحاول التهامهم
لذلك نعم, سنرفع معيار الخطورة قليلاً وسيكون الوضع مرعباً قليلاً
لذلك .. لجودة أفضل نرجو الالتزام بإغلاق الأنوار وقراءة المغامرة في مكان هادئ
ولمزيد من الإثارة سيكون من الممتع الاستماع لبعض الموسيقى المرعبة


نحن على موعد مع الرعب لـ خمسة فصول !
إذاً.. هل أنتم مُستعدّون ؟!



فلنـــبـدأ !!



.
.




[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Mulo chan 01-28-2016 12:16 AM

المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الأوّل) .. 1.1
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_12_15144950947607982.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8622270551.gif


.
.



وفي صباح اليوم التالي حينما أشرقت الشمس وامتدّ نورها في الأرجاء, صرخت أمل بغضب: كان عليك أن تظلّ مستيقظاً أيها الأنانيّ الكسول

قفز أيهم ليصبح وجهه أمامها وهو ينظر لعينيها قائلاً بغضب: أخبرتكِ أنني لم أنم ولو أنّ أحداً قد أتى لشعرتُ به

أمل بغضب: هذا مستحيل! لقد كنتَ تغط في نومٍ عميق وكأننا لم نضع ثقتنا بك لحراستنا في نهاية الليل

أيهم بغضب: أنتِ أيضاً قد غششتِ, لقد أيقظتني في وقتٍ مبكّر وأصبح عليّ أن أحرس الفترة الأطول

أمل بغضب: نحن نحاول قدر الإمكان أن ننصف الوقت بيننا بالتساوي للحراسة, أنت تعلم باننا لانملك ساعة حتى لنضبط الوقت يا أيهم

أيهم بغضب: نعم, ولذلك أنا قد حرستُ نصف الليل

أمل بغضب: غير صحيح ولكنك كسول, ولسوف تنام حتى لو حرستَ أقل فترة بيننا

حاول سامي أن يهدئهما وهو يقترب منهما قائلاً بشيء من القلق: حسناً توقفا, لم يحدث شيء سيء لنا نحن جميعاً بخير

أدارت أمل برأسها نحو سامي وقالت بغضب وهي تشير نحوه: انظر إليه! إنه لايُعتمد عليه!

أيهم بغضب: اصمتي! أنتِ حتى لم تجربي كيفَ تكون الفترة الأخيرة

أمل بغضب: سأستلمها الليلة ولن أغط في النوم مثلك

تابعا أمل وأيهم الشجار, في حين راقبهما سامي وأشواق بصمت, تثاءب سامي فقالت أشواق له بنبرة اعتذاريّة: آسفة, يبدو أنني أنا أيضاً ايقظتك في وقتٍ مبكر, لقد خشيتُ أن أغط في النوم فجأة

ابتسم سامي وهو يجيب بلطف: لابأس, لقد كان دوري على كل حال, بما أنّ الساعة لاتعمل فعلى أحدنا أن يوقظ من ينوب عنه حينما يشعر بالنعاس حتى لايسرقه النوم

أشواق بشفقة: ولذلك أصبح على أيهم أن يحرس في النهاية لأن أمل كانت تعتقد بأنه لن يبق مستيقظاً لوقتٍ طويل حتى يشعر بالنعاس مجدداً

سامي بمرح مقطباً حاجبيه: وهذا ماحدث فعلاً, ولو أنني لن ألومه فنحن بالكاد نجد الوقت للنوم

فكّر سامي محدّثاً نفسه: أنا نفسي بقيتُ مستيقظاً حتى أيقظتُ أمل من بعدي, كيف لنا أن ننام جيّداً وسط الغابة على كل حال؟

هزّ الكيس القطنيّ الصغير محاولاَ إخراج شيئاً ما حيث لاشيء, صبّت دموعه شلالاً وهو يفكّر بيأس: ولانملك شيئاً يؤكل

تذكرت أشواق أمراً فارتسمت إبتسامة على وجهها الطفوليّ وأصفقت يديها ببعضهما وهي تقول بحماس: صحيح! لمَ لانذهب إلى المنزل الذي دلّني ذلك الفتى عليه؟ لقد قال أيضاً بأننا سنجد طعاماً فيه

توقفا أمل وأيهم عن الشجار حيث جذب كلامها اهتمامهما, فقال سامي بحيرة: صحيح, ربما من الأفضل أن نذهب إليه

أيهم بحيرة: هيه أنتِ! هل تعرفين مكانه؟

أشواق بهدوء وهو تشير نحو اتجاه ما: لقد قال بأننا إن سرنا بهذا الاتجاه فسنجده

قطّبت حاجبيها مسترسلة: ولكنني لستُ متأكدة إن كان الاتجاه صحيحاً

أمل بحزم: مالذي تقولينه يا أشواق؟ ألم نتفق بأن نجد ذلك الذي يدعى لهب لنقضِ عليه ونعود لعالمنا؟

أشواق بابتسامة لطيفة: لابأس, نحن قد نقضي فيه يوماً واحداً حتى نستردّ قوتنا, فلم ننم جيّداً بالأمس

أيهم بحماس وسعادة: أنتِ محقة, فلنبق فيه ولنجمع الطعام حتى نأكل جيّداً اليوم

سامي بابتسامة سعيدة: فلنبق فيه بضعة أيّام أيضاً

صرخت أمل معترضة: ماذا؟ بهذهِ الطريقة نحن سنتأخر بالعودة لعالمنا, يوماً واحداً قد يشكّل فرقاً, فكّروا بسرعة معرفة تلك الوحوش بقدومنا حتى قبل أن نكمِل الساعة

قال أيهم بحماسة متجاهلاً إيّاها: فلنرَ تصويت المجموعة, من يؤيّد أن نذهب إلى المنزل فليرفع يده

رفع أيهم يده بحماس قبل أن ينهي جملته, ففعل سامي بسعادة, ورفعت أشواق يدها قليلاً بحذر وهي تنظر نحو أمل التي كانت تنظر نحوهم وهي ترفع حاجباً وجفنيها إلى النصف وهي تقف بطريقة مرعبة, فقال أيهم بحماس وسعادة: ماذا؟ ثلاثة من أصل أربعة! إذاً فقد قُضي الأمر فلنذهب إلى المنزل

انهى جملته وهو يمد ذراعه نحو الاتجاه الذي أشارت إليه أشواق سابقاً بطريقة مسرحيّة مضحكة, وأضاف سامي وهو يرفع قبضة يده بحماس: نعم فلنذهب!

أمل بغضب: أنتم! لاتقرروا بهذهِ السرعة!

رمقها أيهم بإشمئزاز وهو يقول: أنتِ من قال بأن القرار سيكون حسب التصويت

أمل بحزم: أنتم لم تفكّروا بالأمر حتى! ماذا لو أنّ ذلك الفتى كان يحاول استدراج أشواق لفخّ ما أو أن يبعدنا عن مهمّتنا؟

قال سامي بهدوء وهو يبعد قطعة القطن عن جبينه: أنتِ حتى لاتعرفين أين تقع تلك القلعة الخاصة بلهب, لذلك نحن لانملك خياراً آخر بدل البقاء والتخبط في الغابة

فكّرت أمل لوهلة وبلحظة أصبحت تمسك قميص سامي من الأعلى وتهزّه جيئة وذهاباً حيث استسلم لها وهي تصرخ بغضب: لاتتحدث وكأنّك الشخص المهم هنا

أشواق بهدوء: ولكن يا أمل.. لقد أنقذني ذلك الفتى من الموت مراراً, لا أعتقد أنه كان ينوي إيذائي بطريقة ما

تركت أمل سامي الذي بدا أنه يشعر بالدوار, وقالت بغيظ: أنا لا أشعر بأنّه علينا الثقة به

أيهم بابتسامة واثقة: أنتِ لاتشعرين! هذا غير مهم, نحن سنذهب وسنتأكد من ذلك بأنفسنا

اقترب من أمل بطريقة مزعجة وقالت ساخراً: أم أنّكِ تخافين من ذلك

أمل بانفعال: من يخاف من ماذا؟

أيهم بحماس وهو يشير نحو الاتجاه: إذاً فلننطلق!



~||+ ================================================ +||~



سار الرفاق نحو الاتجاه الذي أشارت إليه أشواق بأنه المأوى الذي وصفه ذلك الفتى الغامض, حتى بدأت الأشجار تتفرّق ولمحوا من بينها ذلك البناء الضخم على يسارهم يتراءى, انعطفا أمل وأيهم مهرولان ثم تبعهما أشواق وسامي حيث كان الأخير يحمل حقيبة بين يديه, ولم يتوقفوا حتى أصبح واضحاً أمامهم, كان منزلاً فخماً أشبه بالقصر العظيم ذو ثلاثة طوابق ولكنه بدا قديماً, ذو سياج حديديّ حوله وحديقة خارجيّة ذابلة ميتة, قد قضى عليها الزمن لتجفّ أوراقها وحشائش صفراء باهتة كمثل هذا البناء الذي لاينم على الحياة داخله, أيهم بحماس: واو, كان عليه أن يقول قصراً بدلاً من مجرد مأوى

اهتزت أطراف سامي فسامي بقلق: إنه يبدو مرعباً, فلنبحث عن مكان آخر نأوي إليه

أمسكت أمل بالسياج بكلتي يديها وهي تقرّب وجهها وتصغّر عينيها متفقدة إياه, حيث لاحظت بقايا المياه على الأرض, تفقّدت المكان حولها فإذا بشيء من الطين عند أرجلهم, فقالت بحيرة: يبدو وكأنّها أمطرت هنا

تفقّدوا المكان عند أرجلهم, فرفع سامي إحدى قدميه وهو يقول بهدوء: فعلاً, على الرغم من أنها لم تمطر فوق روؤسنا

تنبّه أيهم لآثار حذاء أحدهم على الأرض حيث كوّنها الطين فأشار إليه وقال بدهشة: هيه! انظروا! يبدو أنّ هناك من سبقنا إلى هذا المكان

لاحظ الجميع آثار الأقدام التي تنطلق نحو البوابة الخارجية ومن ثم إلى الداخل, لقد كان الأثار أشبه بنصف قدم وخلفها دائرة, بل إنّ بعضها كان ممسوحاً, فقال سامي بقلق: يبدو شكلها غريباً

فقالت أمل بحماس: هاه! قد نجد ذلك الفتى في الداخل! فهوَ من دلّ أشواق على هذا المكان

أشواق بحيرة وهي ترفع عينيها إلى الأعلى: أنا فعلاً لستُ متأكدة من هذا الاتجاه

أيهم بحماس: إنني أشعر بالجوع منذ الآن, يا إلهي! أكاد أشتمّ رائحة الطعام من هنا

هرول أيهم ومن خلفه سامي الذي كان يناديه أن يتمهّل, وحينما دخل الأخير إلى سور القصر تمهّل وهو يحدّق بالقصر, إنه ضخماً فعلاً مترامي الأطراف ويبدو مرعباً مرعباً, إنه مظلماً كما بدا من نوافذه المغلقة, ومن جهة أخرى راقبتهما أمل وقد هبطا جفنيها إلى النصف وقالت باشمئزاز وهي تنظر إليهما بعد أن وضعت أحد يديها على خصرها: كسول شره أحمق

سارت أمل بهدوء تتبعهما, ثم تنبّهت لأشواق التي ظلّت واقفة مكانها, فقالت بحيرة: مالأمر أشواق؟

كانت ترتجف قليلاً فقالت بتردد وخجل: لا أشعر بأنني بخير, أنا قلقة.. إن انفصلنا مجدداً و..

قاطعتها أمل وهي تقول بجديّة بعد أن استدارت نحوها: لاتخافي يا أشواق طالما كنتُ بقربك, لن أدعكِ وحدك

أشواق بقلق: ولكن.. إنني حتى لا أملك أقراص الدواء, هل سأكون بخير من دونها؟ بهذا الوضع فإنني..

اقتربت منها أمل وقاطعتها وهي تضع يديها على كتفيها قائلة بابتسامة: لاتقلقي أشواق ستكونين بخير, لقد تجاوزتِ أصعب ليلة وحدك, أنتِ قوية ويمكنكِ حتى الصمود بدوني, لاتقلقي فحسب حتى لاتصبح الأمور أسوأ, حسناً!

احتدت ابتسامة أمل مما طمأن أشواق بعض الشيء فبادلتها الإبتسامة وهي تهزّ رأسها إيجاباً, فنادى أيهم من بعيد: هيه! هل تمشيان على قشر البيض الآن؟

صاحت أمل بغضب: أغلق فمك! سنأتِ حالاً, لا داعي للعجلة أيها الشره

صاح أيهم: ليسَ هناك داعي للسير كالسلحفاة أيضاً أيتها الغبية

برز عصب على جبين أمل وهو تهمس: من يدعوه بالسلحفاة هذا التافه؟

وهرولت نحوه بغضب وتبعتها أشواق وهي تسير بهدوء وقلق ثم هرولت خلف أمل مكونين مجموعة من الأثار حول السياج, بدا أن أحداً ما داخل المنزل, حيث نظر إليهم من إحدى نوافذ الطابق الثاني وهم يدخلون بعد أن سمع صوتيّ أيهم وأمل, ثم أغلق الستار بأصابع داكنة بدت وكأنّ صاحبها مرتدياً قفازاً أسود, كانا أيهم وسامي يقفان أمام الباب ذو الظرفتين, فقال سامي بقلق: هل سندخل هذا المكان أيهم؟ إنه لايبدو مطمئناً أبداً

أيهم بجدية: مالذي تقوله؟ على الأقل سنجد أحداً في الداخل

فطرق أيهم الباب بعنف بقبضة يده, فأقبلت أمل ومن خلفها أشواق وصعدا الأربع درجات والأخيرة تقول: مالذي تفعله أيها المتخلف؟ انظر إلى هذا!

أمسكت أمل بالعروة التي كانت بشكل الجمجمة متصلة بحلقة طرقت بها فكان صوت الطرق أقل انخفاضاً, فقال أيهم وهو يرفع حاجباً: كيف لهم أن يسمعوا طرق الباب بهذا الشكل ياغبية؟ انظري لكبر هذا القصر

أمل بغيظ: لو لم يكونوا ليسمعوا لما وضعوها أيها الأحمق

فكّر سامي بإحباط: أنا لا أعتقد أنّ هناك من سيفتح الباب على كل حال

ثم قال بابتسامة مصطنعة: أرأيتم! إنه مهجور, هيا فلنعد

فجأة فُتح الباب وسُمعَ صريره بشكل مزعج, حوّل الجميع بأعينهم نحوه, كان شديد العتمة حيث تسللت أشعة الشمس نحوه من خلال الباب, ظل الجميع يقف بصمت وسكون لوهلة, فالمنزل بدا خالياً ومرعباً حيث لاأحد وكّأن هناك شبح قام بفتح الباب, أدخل أيهم رأسه ونادى: مرحباً

مرحبـاً, مرحبـاً, مرحبـاً, مرحبـاً

تردد صوته داخل المنزل حيث لا أحد البتة, فقفز سامي إلى الخلف نازلاً الدرجات الأربع وهو يقول بهلع: شـ شبح! لابد أنّ هناك شبحاً في الداخل فتح لنا الباب, هيا هيا فلنعد بسرعة قبل أن يخرح إلينا!

هبطا جفنيّ أمل إلى النصف وقالت بتضجّر: أنت فعلاً لاتظن بأنّ هناك شبحاً في الداخل, أليس كذلك؟

سامي بخوف: ببـ بلى! لقد ففـ تح الباب لنا, يمكننا حتى توقّع ماهو أكبر من ذلك في هذا العالم, أرجوكم فلنرحل من هنا قبل أن تصبح الأمور كارثيّة

رفعت أمل حاجباً وهي تقول: ماذا تقول أنت؟ كيف لشبحٍ أن يطبع أقدامه على الطين أيها المغفّل؟

تجاوزت أمل أيهم ودفعت بالباب قليلاً فدخلت وقالت بجديّة: هيه, نعلم أنّك بالداخل فقد رأينا آثار حذائك في الخارج, لا داعٍ للتظاهر بأنّك سترعبنا الآن

توقفت بداخل المدخل الواسع حيث تردد نهاية صوتها كصدى مزعج, لقد كانت هناك أرائك مهترئة على اليمين وعلى اليسار, وأمامها درج فخم يؤدي إلى الطابق الثاني وممرين بجانبيه, فظهر أيهم بجانبها وخطواته تطرق على الأرض وهو يجوّل ببصره حوله حتى توقّف نحو تلك الثريّة الفخمة المعلّقة فوقهما فقال بذهول: واو, إنه فعلاً منزل فخم لولا اهترائه وانقطاع الكهرباء عنه

لمعت عيناه سعادة وهو يقول بحماس: قد يقدّمون لنا طعاماً شهيّاً أيضاً

أمل بإشمئزاز: قد نجد أحداً هنا ولكن بالكاد قد نجد طعام ووضع المنزل بهذا الشكل

قالت أشواق عند الباب دون أن تدخل بنبرة قلقة: ولكن.. لايجب أن ندخل حتى يؤذن لنا وإلاّ فقد تحدث لنا مشاكل معهم

أدارت أمل برأسها نحو أشواق قائلة بنبرة واثقة: ولكن تم الإذن بدخولنا منذ أن فُتحَ الباب

فكّرت أشواق لوهلة وهي تقول: اممم صحيح

طرقت أشواق حذائها عند الباب ليخرج الطين منه ثم دخلت بحذر وهي تضم أحد يديها إلى صدرها, فقال سامي بتردد حيث لايزال في الخارج: إ إذاً.. أنتم تحرّوا الأمر, وأنا سأنتظركم في الخارج

وضعت أمل أحد يديها إلى خصرها وقالت بتضجّر: إنها فعلاً مزحة ثقيلة من أحدهم ولكنّ الأمر ليس مرعباً جداً

خرج أيهم إليه وقال بحماس: هيه! إنّ الأمر ليسَ بتلك الخطورة ياسامي

جرّه أيهم من يده فسايره سامي وهو يقول بقلق: مـ مهلاً أيهم ..

.
.



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Mulo chan 01-28-2016 12:17 AM

المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الأوّل) .. 1.2
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_12_15145090317730542.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


.
.


أدخل أيهم سامي إلى المنزل, وفور أن تجاوزا الباب أُغلق من تلقائه وانطبق بسرعة, أداروا برؤوسهم نحوه وصرخ سامي بهلع: لا! لا! لقد أُغلق الباب! من أغلق الباب؟

قفز بلحظة نحو الباب والتصق به وهو يحاول فتحه في الظلام سوى أشعة الشمس الخافتة التي تمر عبر النوافذ, لم يجد قبضة على الباب فبدأ يطرقه بقبضيّ يديه وهو يقول بأعلى صوته وبشكل مضحك: أخرجونا من هنا! نحن لن ندخل مجدداً! أرجوكم أخرجونا!!

أشار أيهم نحو أعلى الباب قائلاً: يبدو أنّ الباب يُفتح عن بعد ولذلك لاتوجد قبضة له

كان يشير نحو أداة عُلّقت فوق الباب, فهدأ صراخ سامي حتى توقّف بالرغم من بقاء نظرة القلق في عينيه, فقالت أمل بإشمئزاز: تباً هذا الشخص الجبان يجعلنا أضحوكة

سامي بخوف: و ولكن الوضع غير مطمئن, لـ لقد حُبسنا! كيف سنخرج الآن؟

باغتتهم تلك الرائحة التي شمّها الجميع, تبدو كرائحة طعام قادمة من الداخل, فاتسعت ابتسامة أيهم وهو يقول بحماسة: طعام! يوجد طعام هنا فعلاً

أمل بحزم: يوجد شخص في الداخل حتماً, لابد أنه المنزل المقصود

أيهم بحماسة: فلندخل ونسلّم عليهم ونأكل بعض الطعام, نحن حتى لم نتناول طعام الإفطار

سامي بدهشة: مـ ماذا؟ هل سندخل هناك؟

أشواق بقلق: نحن لن نقتحم المنزل أليس كذلك؟

أمل بحزم: أشواق, لقد فُتح لنا الباب مسبقاً, إنه يعلم بوجودنا هنا

أخرجت أمل سلاحها من جيبها, وسامي بخوف: لـ لا! لابد أنها الأشباح, كيف لشخص ما أن يعيش هنا, هيا فلنعد, فلنخرج عبر النوافذ

أيهم وهو يرفع حاجباً: مالذي تقوله؟ إنه من الواضح أنه يدعونا لتناول الطعام, هيا فلندخل

أشواق بقلق: ولكنّ العتمة شديدة هنا

وبينما كانوا يتحدّثون أخرج أيهم سلاحه ونقر أحد الأزرار فيه فخرجت شعلة من فوهته والابتسامة اتسعت على وجهه, فوجئ البقيّة حيث شهقوا بدهشة, فقال أيهم بحماس: هذهِ الإضاءة ستكون كافية

أمل بحيرة: ألم يكن سلاحك يطلق كرات ناريّة؟

أيهم بغرور: بلى, ولكنّ هذهِ أحد الخصائص الرائعة لسلاحي والذي يبيّن مدى قوته وأنه الأفضل, فهو يقذف النار ويستخدم للإضاءة والتدفئة

هبطا جفنيّ أمل إلى النصف وهي تهمهم, فتذكرت أشواق سلاحها حين سقط في الغابة حينما كانت الذئاب تطاردها وظهر ضوءاً منه, فقال أيهم بحماسة وبابتسامة واسعة: حسناً فلنتوغّل إلى الداخل وليبق الجميع خلفي, وأنا سأكون قائدكم هنا

اقترب من أمل وقال بابتسامة خبيثة: أنا القائد الآن وستتبعونني جميعاً

أمل بغيظ: ماذا تريد الآن؟

كان أيهم يقفز حولها بين هنا وهناك بعشوائيّة بطريقة كوميديّة, فقالت أمل بغيظ: أيهم, حلّ عني!

أيهم بحماس: هيا فلنتبع الرائحة

تمتم سامي بخوف: نحن فعلاً لايجدر بنا أن نفعل ذلك, لديّ شعور سيء بحق

سار أيهم إلى الداخل ممسكاً بالشعلة التي أنارت المكان, ومن خلفه أمل ثم أشواق وهي تتمسّك بها وأخيراً سامي في المؤخرة, التزم الجميع الصمت وهم يسيرون بحذر وترقّب خصوصاً أيهم وهو يحاول ألاّ يصطدم بعارض ما, لقد زيّن هذا الصمت صوت خطوات أقدامهم التي كانت المصدر الوحيد حيث بدا مايحدث مرعباً حيث حلكة المكان ومدى الإضاءة الضيّق الذي يختفي خلف سامي مباشرة وهو يلتفت إلى الخلف بين لحظة وأخرى خوفاً من يبتلعه الظلام أو يفاجئه شيء ما, فتح أيهم أحد الأبواب الجانبية وألقى نظرة إلى الداخل فقال بسعادة: هيه! انظروا, هذهِ دورة مياه؟

القى الجميع نظرة إلى الداخل, فقال سامي بقلق: إنها تبدو مرعبة في الظلمة

أيهم بحماس: هل يريدُ أحدكم استخدامها؟

سامي بقلق: لقد جاءت في وقتها ولكننا لانملك سوى مصدر إضاءة واحد

دخلها أيهم وهو يقول: لاعليك! سندخل سوياً ولن ينظر أحدنا إلى الآخر

سامي بدهشة: سوية!

طرقت أشواق كتف أمل بإصبعها فأدارت برأسها نحوها نحو أشواق التي همست لها بخجل دون أن ينتبه الصبيان لحركتها حيث كانا يتحاوران, فقالت أمل بهدوء: بما أنها فرصة لن تكرر سندخل أنا وأشواق أولاً وأنتما ابقيا في الخارج حتى نخرج ثم تدخلان أنتما

سامي بقلق: ومع من سيكون الضوء؟

أمل بثقة: من يدخل دورة المياة بالتأكيد

سامي بخوف: هل سنبقَ في الظلام وحدنا؟

أيهم بثقة: تبدو فكرة جيّدة

خرج أيهم من دورة المياه ثم ناول أيهم سلاحه لأمل عند الباب وهو يقول جدية: حاذري أن توقعيه أو تحطميه, أعلم أنكِ تشعرين بالغيرة من سلاحي الآن

ارتسمت ابتسامة ماكرة على وجهه ورفعت أمل حاجباً قائلة بإشمئزاز: هاه! ولماذا أشعر بالغيرة أيها الأحمق؟ كون سلاحك يضيء لايعني بأنه أفضل من سلاحي

أرادت أمل تناول سلاح أيهم منها, ولكنه أبعد يده إليه وقال بمكر: لن أعطيكِ إيّاه

برز عصب على جبينها وقالت بثقة: لسنا بحاجة إليه على كل حال

دخلت أمل دورة المياه وتبعتها أشواق وسامي يهمس بإسمِ أيهم موبخاً, وقبل أن يغلقا الباب وضع أيهم يده عليه ليبقيه مفتوحاً, أدارت أشواق برأسها نحوه فمد سلاحه نحوها ليناولها إيّاه, أدارت أشواق برأسها نحو أمل بانتظار رأيها لكنها لم تجب, فقال أيهم بمرح: احترسا من جنيّات دورات المياه

شعر سامي بقشعريرة تسري في جسده, فتناولت أشواق سلاح أيهم منه, وأغلقت الباب.



~||+ ================================================ +||~



لم تمض سوى دقائق قليلة حتى خرجت الفتاتان من دورة المياه, وناولت أمل سلاح أيهم ببرود وهي تنظر إلى عينيه بينما لم يفهم قصدها, فهمس سامي بخوف: هيا, هيا فلنعد أدراجنا

أيهم بحيرة: ماذا؟ ألم تقل بأنّك تود دخول دورة المياه؟

سامي بقلق: كلا! لم أعد أشعر برغبة في ذلك, فلنخرج من هنا فحسب

أمل بإشمئزاز: تشه! يالكَ من جبان

سامي بقلق وخطوط زرقاء قد ارتسمت على رأسه: نحن من الممكن أن نجد أشباحاً هنا, يجب أن نعود

شعرت أمل بالفضول تجاه أحد الأبواب وحاولت فتحه لكنه كان مغلقاً, وقال أيهم بحماس: ليسَ قبل أن نجد الطعام ونتناوله, إنني أشعر بجوع شديد

سار أيهم في الرواق ومن خلفه البقية, فقالت أمل بمرح: الأمر أشبه بأننا داخل فيلم رعب

سامي بقلق: أمل! ألا تشعرين بالخوف أبداً؟

أمل بابتسامة واثقة: ليس هناك مايدعو للخوف فعلاً, نحن حينما نجد الطعام سنجد الشخص حتماً, ليسَ عليك أن تفكر بأمور مرعبة

سامي بقلق: و ولكن.. أمل.. الأشباح..

اعتلت نبرة صوته وهو يقول: الأشباح قد تقوم بعمل فخ لنا باستدراجنا برائحة الطعام

أمل بإشمئزاز: ماذا؟ أنتَ فعلاً تصدّق بهذهِ الأمور

توقّف أيهم مكانه ففعل البقيّة وهو يقول بحزم: ششش, يبدو كأنني لمحت أحدهم!

قفز سامي متجمّداً مكانه, بينما احتدّ تقطيب أشواق لحاجبيها وهي تختبئ خلف أمل التي رفعت الأخيرة حاجباً وهي تقول بابتسامة ساخرة: حقاً!

أرخى أيهم رأسه وقال بصوتٍ مختنق: نعم, لقد .. رأيتهم, أوه أنا أشعر بهم.. يا إلهي!

اتسعت عينيّ سامي بقلق: أيهم!

أيهم وكأنه يختنق: سـ ساعدوني.. إنه سيلتهمني!

اقترب سامي من أيهم ليصبح بجانب أمل وهو يقول بقلق: أيهم! أنتَ بخير!

هتفت أشواق بقلق: أيهم!

بينما ظلّت أمل تنظر بتضجّر نحوه, بدا أنّ أيهم يتألّم ثم أدار رأسه نحوهم بسرعة وهو يصرخ بصوتٍ وحشيّ واضعاً الشعلة تحت ذقنه حيث بدا شكله مرعباً, فصرخا أشواق وسامي بصوتٍ عالٍ مختبئان خلف أمل التي ظلّت تنظر نحو أيهم ببرود, وبلحظة بدأ أيهم يضحك حاول كتم ضحكته حتى أصبح يضحك بصوتٍ عالٍ: حسناً حسناً لاتبالغا, لقد كنتُ أمزح

ظلّ أيهم يضحك ساخراً بشكل متواصل وقالت أمل بإشمئزاز: تقليدي!

قال أيهم وهو يضحك: لم تروا أنفسكم وأنتم تقفزون من شدة الخوف

بدا على أشواق وسامي الحرج حينما كانا يختبآت خلف أمل, فقال سامي بانفعال: أيهم! ذلك لم يكن مسليّاً, لقد كنّا نحسب أنّ هناك ما ألمّ بك فعلاً

أيهم بابتسامة غرور: لاعليك! لاعليك! لايُمكن للأشباح أن تتمكّن منّي حقاً

سامي بقلق: هناك أشباح فعلاً أليس كذلك؟

أيهم بابتسامة واثقة: سيكون من الممتع رؤيتها

شهقا أشواق وسامي حيث قال الأخير بقلق: ما الممتع في ذلك؟

هبطا جفنيّ أمل إلى النصف وهي تقول: لاوجود للأشباح

أيهم بابتسامة ساخرة: ألا تعلمون! إن الأشباح عبارة عن أرواح غادرت أجسادها بعد الموت, وبما أنّ هذا المكان مهجور فقد تكون أرواح أصحابها عالقة هنا

ارتسمت خطوط زرقاء على رأس سامي واتسعت عينيه وهو يقول بخوف: أيهم! لماذا تقول ذلك الآن؟

حرّكت أمل مزلاج باب لكنه كان مقفلاً, فقالت بحيرة: هذا غريب! جميع الأبواب مغلقة

ظهر صوت من الداخل فجأة كتحريك أثاث على الأرض, أداروا برؤسهم نحو الداخل, فقال سامي بقلق وقد تراجع خطوتين إلى الخلف: مـ ماهذا؟ هناك شيء بالداخل فعلاً! هيا فلنعد بسرعة!

قوّست أمل حاجبيها وهي تقول بحزم: إنه قريب من هنا

تقدّمتهم إلى الداخل ونادتها أشواق, لكنها واصلت السير في الظلام متقدّمة فتبعها أيهم وهو يقول: مهلاً! لاتذهبي في الظلام هكذا!

اختفت عن أنظارهم ثم صرخت فجأة مع صوت ارتطام ما, فركض الجميع نحوها حتى وجدوها على الأرض تمسح على جبينها, فانحنت أشواق نحوها وهي تقول بقلق: هل أنتِ بخير؟

أمل وهي تتأوه: نعم, لقد فقدت توازني بعد أن اصطدمتُ بشيء ما

قرّب أيهم الشعلة نحو الشيء الذي اصطدمت به أمل, فكانت درع حديديّة فضيّة واقفة أمامهم ممسكة بسيف طويل, تلوّنت ملامحهم إلى الاندهاش والارتياب والخوف معاً وهم يتصلّبون في أماكنهم بلحظة, صرخت أشواق بصوتٍ عال مغمضة عينيها, وأشهرت أمل سلاحها وكذلك أيهم بينما ظلّ سامي واقفاً متجمّداً, وبلحظة أدركوا بأنها مجرد درع فارغة تقف بمحاذاة الجدار, فنهضت أمل وأمسكت بيد أشواق مطمئنة: لابأس أشواق, إنها مجرد درع

هدأ الموقف والكل ينظر نحوها بصمت فقد كانت تقف على مفترق طرق يمنة ويسرة, فحكّ أيهم رأسه وهو يقول: كيف يضعونها وسط الطريق هكذا؟

كان سامي لايزال متجمّداً مكانه فهمس بخوف: إنه.. لقد.. لقد تحرّك لوهلة!

أمل بهدوء: كلا لم يفعل! يخيّل إليك لأنّك تشعر بالخوف

سامي بهلع وعينيه متسعان بشكل مريب: بـ بلى لقد تحرّكت, أقسم بأنها قد تحرّكت, هيا فلنخرج من هنا

كانت أشواق تحدّق نحوها طوال الوقت وهي تنظر لوجهه حيث خوذة حديدة, فقالت أمل بمرح: يالك من جبان فعلاً

سامي بقلق: و .. ولكن, أرجوكم فلنخرج! الأمر غير مطمئن منذ البداية

أمل بإشمئزاز: تباً كان علينا تركه في الخارج منذ البداية

شعر أيهم بالرائحة بشكلٍ أقوى فقال وهو يلتف يساراً: من هنا

سار أيهم وتبعه البقيّة, حينما أخذ سامي لمحة نحو الدرع وهو يبتعد, وحالما اختفى النور عنها تحرّك رأس الدرع باتجاههم والتمعت عينان حمراوان منها.

.
.



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Mulo chan 01-28-2016 12:21 AM

المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الأوّل) .. 1.3
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_12_15145090317730542.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



.
.

ساروا حتى لاحظوا إضاءة تخرج من تحت باب إحدى الحجرات, أيهم الذي كان يقف في المقدّمة قال بحيرة: انظروا! الأضواء مفتوحة في الداخل

أمل بهدوء: هناك شخص ما في نهاية الأمر, فلنكن مستعدين

قبضت أمل على سلاحها وفتح أيهم الباب بهدوء حيث كان صريره مزعجاً, فشهق الجميع معاً في دهشة, لقد كانت الجحرة مجهّزة بمائدة طعام ممتلئة بأنواع المأكولات وأربعة كراسي فاخرة حولها, مزيّنة بالشموع على الطاولة وعلى نواحي الحجرة بالرغم من إضائتها الجيّدة, بساط أحمر على الأرضيّة و الجوء فيها دافئ يُشعر بالطمأنينة, ولاأحد في الحجرة البتة فصاح أيهم بحماس وابتسامة واسعة على محيّاه: طعام!

دخل الجميع الحجرة وتوقّفوا عند الباب بينما هرول أيهم نحو المائدة وقال بسعادة: إنه لنا, لابد أنّ هذا الطعام مجهّز خصيصاً لنا

ارتسمت على وجه سامي بعض الخطوط وتحوّل وجهه إلى الأزرق وعيناه متسعتان بشكل صادم وهو يقول بقلق: هـ هذا فعلاً من عـ عملهم, إـ إنّها الأشبـاح فـ فعلاً!

أشواق بقلق: لا أحد هنا, هذا فعلاً أمر مريب.. أمل!

أدارت برأسها نحو أمل التي كانت تنظر إلى خارج الحجرة نحو الممر المظلم, ثم قالت بحيرة وهي لاتزال تنظر إلى الخارج: لعلّ المستضيف يريد إطعامنا أوّلاً, أو أنه فخ فعلاً

أدارت برأسها نحو البقيّة قائلة: وعلى كل حال لن نتناول من الطعام قبل أن نتأكد..

تنبّهت لأيهم الذي كان يأكل من الطعام بشراهة وهو واقف بعد أن وضع سلاحه على المائدة, فانخفض حاجبيها غلى النصف وهي تسترسل: من أنه غير مسموم

قال أيهم بسعادة وفمه ممتلئ بالطعام: هيه! جرّبوا هذا بسرعة, إنه لذيذ فعلاً

صاح سامي في دهشة ثم تقدّم نحوه وقال بقلق: مالذي تفعله أيهم؟ هذا الطعام قد يكون مسموماً

أيهم بمرح: انظر إليّ, لازلتُ بخير

أدار برأسه نحو أمل وأشواق اللتان تقفان عند البابب وقال بمرح: هيه! مالذي تفعلانه؟ الطعام لايؤكل لمجرّد رؤيته, يجب أن نملأ معدتنا بالطعام قبل أن نكمل البحث عن ذلك الفتى

أغلقت أمل الباب, وتقلّصت أمعاء أشواق حيثث صدر صوتها الذي أحرجها وقالت بخجل: ربما علينا تناول الطعام الآن فقد لانحظى بشيء حتى المساء

أمل باشمئزاز: لابأس طالما لن نأكل كثيراً, كما أنّ ذلك الشره لايزال حيّاً بعد أن تناول نصف ماعلى المائدة

تقدّمت الفتاتان بينما كان سامي يحاول إيقاف أيهم أن يتوقّف عن تناول الطعام وهو يتحدّث عن خطورة الأشباح, ومن زاوية غير واضحة قد كان هناك أداة مخبئة لمعت عدستها, لقد كانت متصلة بشاشة في مكان آخر تصوّر مايحدث للرفاق اللحظة, ضحك أحدهم بخباثة وهو يقول بوحشيّة: ضحايانا أربعة هذهِ المرة, يبدو أننا سنحظى بيوم جميل

أيهم لايزال يأكل بشراهة, وبجانبه أشواق تأكل على مهل, أمل تنظر نحو أيهم بإشمئزاز, وسامي يخرج الكيس القطني من جيبه بعد أن طواه عدة مرات مسبقاً بطريقة مرتّبة, وهو يفكّر: ربما عليّ الاحتفاط ببعض الطعام في الحقيبة

وبينما هم على المائدة جلوس إذ تمايلت النار على الشموع وانفطأت من تلقائها, رفع سامي بعينيه نحو الشمعة على المائدة قائلاً بقلق: مالذي يحدث؟

فجأة انفطأت بقيّة الأنوار في الحجرة حتى غلّفهم ظلام دامس وسط شهقاتهم المندهشة, فصاح سامي بقلق: يا إلهي! مالذي يحدث؟

نهضت أمل من على الكرسي وقالت بجهوريّة: اهدئوا! لعلّه انقطاع مؤقت في الكهرباء, هاه!

شهقت أمل فجأة حيث اتسعت عينيها وكأنها لاحظت شيئاً في الظلام, فقال سامي بقلق: لماذا تُطفأ الشموع إذاً؟

ترك أيهم مابين يديه ومسح يديه بمفرش الطاولة ثم التقط سلاحه من على المائدة, وهو يقول وشيء من بقايا الطعام لاتزال في فمه: لاتقلقوا, لن تأكلنا الأشباح لمجرّد انطفاء الأنوار

شعر سامي بقشعريرة تسري في جسده من رأسه حتى أخمص قدميه حينما قال أيهم جملته وهو لايزال متشبصاً على كرسيه يشعر بالخوف, وكذلك كانت أشواق التي ترتجف مكانها دون أن تنطق بكلمة, وما إن أشعل أيهم النار من فوهة سلاحه حتى شهق هو وأشواق وسامي وهم ينظرون نحو مكان أمل, فالكرسيّ خالي وأمل مفقودة, رفعت أشواق يديها إلى فمها, وقال سامي بهلع: يا إلهي! لقد اختفت أمل, لقد أخذوا أمل!

قوّس أيهم حاجبيه ونظر تحت المائدة حيث لم يرَ سوى أرجل أشواق وسامي, ثم رفع برأسه نحو الباب المغلق, وهمس بحزم: هذا مستحيل! أين ذهبت؟

نهض من على الكرسي فقال سامي وعيناه متسعتان لأقصاها: إنهم معنا, الأشباح! لابد أنـ أنهم هنا الآن

همست أشواق باسم أمل بقلق, فقال أيهم بحزم: هيه! لاداعي للمزاح الآن يا أمل

سار أيهم باتجاه الباب فقال سامي بقلق: أيهم! ماذا تريد أن تفعل؟

شوشر له أيهم بأن يصفت ففعل وهو يبتلع ريقه, وقف أيهم بجانب الباب وفتحه ببطء حيث صريره المزعج وهو ينظر إلى الخارج بحذر دون أن يخطو خطوة إلى الخارج, حوّل سامي عينيه نحو أشواق التي بدأت بالبكاء بصمت فقال مهدّئاً بنبرة قلقة: لاتخافي, لابد أنها فعلاً تقوم بمزحة ما

ثم فكّر مع نفسه: مع أنني لا أظنّ ذلك

فجأة اختفأ نور شعلة أيهم, فشهقا سامي وأشواق في دهشة, أدارا برأسيهما نحو الباب حيث أيهم فلم يكن موجوداً كما يبدو, ناداه سامي هامساً بقلق, لكنه لم يجب, ناداه مرة أخرى وهو يقول: أيهم! أرجوكَ ردّ علينا

بدا أنّ أيهم قد اختفى فعلاً, فاتسعت عينا سامي لأقصاها وهو يشعر بتلك القشعريرة تهزّ جلده, وكذلك فقد كانت أشواق تشعر بالخوف الرهيب الذي يمنعها من التحدّث أو التحرّك اللحظة, حتى شعرت بيد تمسك يدها فشهقت بدهشة وهي تنهض تجاريه, فقال سامي بهلع الذي أمسك بيدها: فلنخرج من هنا بسرعة!

هرول ممسكاً بيد أشواق وخرجا من الحجرة مسرعَين, فقال أحدهم بوحشيّة جعل منهما أن يقفا: لايمكنكم الهرب, لن تستطيعوا الهرب أبداً

فكّر سامي بخوف: إنهم فعلاً موجودون!

ثم ضحك بثقة وتعالى صوته وكأنه قريب حتى اهتزّت أطرافهما, فهرولا مبتعدين بحذر باتجاه المخرج حيث الممر, ولم يبتعدا كثيراً حتى اصطدم سامي بشيء ما أمامه وترك يد أشواق التي قالت بقلق: مالأمر سامي؟ مالذي يحدث؟

وضع سامي يديه أمامه فأحسّ بأنه جدار ففكّر بقلق: لا أعلم! يُفترض بنا ألا نقابل جداراً قبل تلك الدرع الحديديّة

أشواق بقلق: ربّما تجاوزناها في الظلام

سامي بقلق: كلا! نحن لم نبتعد كثيراً, يبدو وأنه..

اتسعت عينيه أكثر وهو يقول بتردد وقلق: هـ هناك من وضع هذا الجدار حـ حتى لانـ نستطيع الهروب, الـ الأشباح.. لابد أنّ هولاء الأشباح وضعوها! لقد.. لقد سدوّا المخرج حتى.. يلتهمـ مونا

سمع صوت احتكاك أثاث بالقرب منه فشهق بدهشة وهمس بهلع: أ أشواق, يـ يجب أن ننـ نختبئ في مـ مكان مناسب حتى لـ لايجدونا

صمت لوهلة حيث لارد, ناداها باسمها مجدداً فلم تردّ حيث شعر بأنه وحده, فقال بقلق: أشواق! قولي شيئاً

لم يجبه أحد, فاتسعت عينيه لأقصاها وابتلع ريقه, الصمت يسود المكان والظلام حالك وهو وحده, وبينما هو يغوص في أفكاره وخوفه إذ سمع صوت خطوات بعيدة فصعق وتجمد في مكانه وقد بدأ العرق يتصبب على جبينه خوفاً, كانت الخطوات ثابتة وقويّة وهادئة وكأن من يخطوها تملأه الثقة في نفسه غير عابئ بالمكان, فكّر سامي بقلق: هذهِ ليست خطوات أيهم أو أمل, إنها هادئة جداً, وأقوى من أن تكون خطوات أشواق

اقترب الصوت أكثر, خطوة تلو خطوة بكل ثقة وبكل ثبات, واهتزّت عينيّ سامي وهو يفكّر: إنه شخص آخر, لقد.. أتى!

اقترب أكثر فأكثر فقرر سامي الابتعاد وهو يتخبّط حوله حيث الطريق مسدود خلفه, فوجد باب بجواره ففتحه ودخل تاركاً الباب مفتوحاً.


.
.


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...9583876863.png


مارأيكم ..؟ هل تبدو مرعبة ؟ :haha:
حسناً نحن لانزال في البداية وستكون الأحداث ممتعة :يب:


ماهيَ توقعاتكم لما يحدث, هل فعلاً هناك أشباح في هذا المنزل ؟
مالذي حدث لأمل وأيهم وكذلك أشواق ..؟ إلى أين تم أخذهم ؟
هل قامت الأشباح فعلاً باستدراجهم إلى هذا المنزل ؟
وهل تقصّد الفتى الغامض إرسالهم إلى هنا ليلقوا حتفهم ؟

ماذا تتوقعون أن يكون المرض الذي تعانيه أشواق ؟


رأيكم باسلوبي بهاذا الفصل ..!
لقد استمعت لنصيحة شيشيكو وأضفت بعض الثرثرة بدل توضيح الأحداث من خلال الراوي ~
وقمتُ بمراجعة الفصل كثيراً حتى دُخت وشعرتُ بالملل .. د2
لذلك إن حدث ووجدتم أخطاء إملائيّة لربما وقعت سهواً أو جهلاً أخبروني بها رجاء خ8


انقـدوني .. ف4
قطعوني نقد وأخطاء, أخبروني كل مابجعبتكم :dalbi:
منكم سأستفيد وبواسطتكم أتطوّر , لاتحرموني خبرتكم ق5

.
.


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...1041833392.png
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


الساعة الآن 01:25 PM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011