[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




رفعت جناحاها معانقة الرياح فيخترق ريشهما الابيض الناصع اشعة الشمس الساطعة صباحا، مطلقة العنان لروحها لتسبح في السماء العالي تراقب من الاعلى قرميد سطوح المنازل وعلى الناس على الطرقات الصخرية، حتى تجاوزت اسوار المدينة لتدخل الغابة ويمتزج لونها النقي بلون الاشجار الخضراء الاخّاذ...
تغلغل المنظر اساريرها لتنسى برؤيته اعباء وظيفتها وما تراه يوميا من البشر لتشرد مبتسمة الفؤاد، انتزعها من شرودها حرق احست به طرف احدى جناحيها لتهوي سريعا تجاه الارض، حاولت استعادة توازنها لكنها لاحظت ان احدى جناحيها كانت مصابة، بين صدمتها من اصابتها وخوفها من السقوط وقعت في حيرة اودى بها الى يأس اعماها عما حولها لترتطم ببعض الاغصان وتقع فاقدة الوعي...
ببطئ فتحت عيناها لتجد نفسها نائمة في عش غريب لاول مرة تراه، كما هذه الغابة فللمرة الاولى تراها عن كثب، نظرت حولها لترى يمامة سمراء لونها اتسمت عيناها الكحيلتين بالقوة والجبروت رغم نظرات الحنو التي ارتسمت عيناها وهي تطعم صغارها، ابتسمت بلطف صارت تحدق بهم مراقبة ذلك المشهد الذي افعم بشتى انواع حنان الام رغم هيبة الطير إلى ان انتبهوا الى استيقاظها، اقتربت منها اليمامة واطمئنت عليها، سألتها الحمامة عما حدث معها لتخبرها ان هناك من حاول اصظيادها لكنه اخطئها وجرحها ليس خطيرا، مجرد خدش لكنه قد يستلزم بعض الوقت ليشفى، اعتدلت الحمامة واقفة متجاهلة كلام اليمامة، شكرتها على استضافتها وعمت بالرحيل، بسطت جناحيها لتنكمش فجأة متأوهة، اسرعت اليها اليمامة لتعيدها الى حيث كانت نائمة لتكمل استراحتها لان جراحها لم يلتئم بعد، نظرت الحمامة الى الرسالة المربوطة بساقها بحزن وعادت لتنهض كي تحاول الطيران مجددا لكن دون جدوى، وبختها اليمامة كي تجلس فتدمع عينا الحمامة لتقول بصوت رقرقه دموع ساخنة ان هناك من ينتظر جوابا وعليها ان توصله اليه، اطلقت اليمامة تنهيدة انزعاج لتقول لها:
- انا لا افهمكم انتم الحمام، لما تقبلون ان تكونوا عبيدا للغير، نحن نعيش بعيدين عن البشر وسط غابة خلاقة لا يستغلنا فيها احد، حتى لو كانت حياتنا مهددة بسبب الحيوانات المفترسة، الا اننا نعيش بكرامة...
- نظرت اليها الحمامة نظرة استعلاء لتقول: اذا انت تعتبرين حياتك الخملة كريمة...
انت حتى لا تعملين لتنفعي غيرك، تنفعين نفسك وفقط... لا اعتبر من يعيش حياتك الا كسولا لا ذو كرامة...
- ابتسامة جانبية من اليمامة فضحكة ساخرة لتعود ملامح الجدية الى وجهها ممتزج ببعض الغضب فتقول: لا انفع غيري؟... وصغاري من يطعمهم؟ من يدفئهم؟ من يعلمهم الطياران محاولة بعد اخرى الى ان ينجحو؟... وكل ذلك نفعله بكرامة، نخدم بعضنا بعضا محافظين على كبريائنا... ولكن انتم طعامكم يأتي اليكم، تعيشون في اقفاص محمية شتاء، أهذا ما تسمينه بمنفعة الغير؟...
لا تنفعين الا من يحرم عليك حريتك انت واجناسك من الحمام...
- هذا الذي تقولين عنه يحرم علي حريتي له فضل عليّ كبير، والتخلي عنه خيانة، والخيانة سمة غير محمودة، كما انه لم يحرم عليّ حريتي بل هو يخلي سبيلي طوال النهار وانا اعود الى القفص بملئ إرادتي، لانه بيتي، كما تعودين انت الى عشّك كل مساء... ثم انت تنفعين بني جنسك لان ليس لهم غيرك بينما بني جنسي نتعايش مع بعضنا نتشارك الحياة سوية في ذلك الذي سميته قفص، وبما ان الخدمات الصغيرة متوفرة فأقوم بالمهمات الكبيرة التي هي مساعدة اوسع نطاقا من " العائلة " اخدم المجتمع باشمله كي ارى السلام على وجه الارض جميعا...
- إنحل الغضب من وجه اليمامة مع كل كلمة تقولها صاحبتها لينتهي بها الامر متفكرة بكلامها فتقطع عليها الحمامة التفكير لتقول:
- اسمعي... ربما انت ترين ان حياتك البرية تحافظ على كبريائك والاهم حريتك، اظن ان هذا ليس عيبا، لكني ايضا اعمل لدى سيدي بإرادتي، لو اردت الان الا استظيع الهرب، لكن هذه هي الحياة التي اعتدت عليها وغيرها لا تناسبني، قد نكون كلينا من الفصيلة نفسها من الطيور لكن ميولنا تختلق، لا يمكن لك ان تقيسي حياتي حسب معايير حياتك والعكس بالنسبة لي ايضا...
قد يتحكم بنا طبيعتنا المختلفة او حياتنا التي اعتدنا عليها وربما عوامل اخرى اكثر او اقل اهمية، ولكن كلانا نافع وحر وكلانا محافظين على كرامتنا، لكن لكل منا اسلوبه...
اتمنى ان اكون قد وضحت لك وجهة نظري والا تنظري الى بني جنسي هذه النظرة بعد الان...
اطرقت السمامة راسها في الارض محاولة الاقتناع بما قالته الحمامة، فرغم ان كلامها منطقي الا انه ما اعتادت ان تنظر للحمام منذ الضغر، لكن اختارت التعقل بدلا من اتباع ما غرس في عقلها منذ نعومة اظافرها لتنظر إلى الحمامة بابتسامة ملئها السرور وتقول:
- سعدت بالتعرف عليكي، ربما كنت لانظر اليكم نظرة استصغار الى الابد لولاك، لكن لكل انسان حرية اختيار حياته ومنحنياتها وكان هذا خيارك، سعيدة لاجلك...
بادلتها الحمامة الابتسامة لتنظر الى الحرق الذي بجناحها فقالت لها اليمامة: " لا تقلقي... ستشفين قريبا ان شاء الله، لكن عليك ان ترتاحي والا فلن يتعالج جرحك...
ابتسمت الحمامة برضا فقد اصابت ببعض العدوة من افكار اليمامة لتقول في داخلها:" لا بأس لو ارتحت يوما عل جرحي يلتئم، اتمنى ان لا تكون الرسالة ذات اهمية كبرى..." بتر سيل افكارها منقار اليمامة الذي مد الى ساقها محاولة انتزاع الرسالة منها ويبدو ان الحمامة لم تكن الوحيدة التي اصابها عدوى من صاحبتها، فها هي اليمامر تسأل الحمامة عن العنوان لتقوم هي بالتوصيل واعدة الاخرى انها ستفعلها فقط لاجلها لانها لا تريد تخييب امل من وثق بها ولن تعود الى مثلها مجددا، ابتسمت الحمامة بمرح لتعطيها العنوان وتطير اليمامة مختفية بين الاغصان...
نظرت الحمامة الى فراخ اليمام لتقول بابتسامة صادرة من قلبها:" اظن انه لا بأس بأن ينفتح المرء للآخرين ولو من حين لآخر، ويتقبل عقليتهم حتى لو لم تناسبهم، امكم يمامة عظيمة واملي فيكم عظيم بانكم تحظون بتربيتها، سأحاول ان اعرفكم ذات يوم على اطفالي ليأخذوا المفيد منكم وتأخذوا المفيد منهم تاركين العادات السيئة التي ورثناها جيل بعد جيل دون علم ان كان صحيحة ام خاطئة...
املي بالجيل الجديد كأملي بك ابتها اليمامة في تتمت مهمتي


[/ALIGN][ALIGN=center]


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

__________________

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مرحبا أوني تشان كيفك؟

ما شاء الله عليكي،بجد مبدعة

يعني استمتعت بكل جزء من قصتك

هي بأكملها حكم،ألهمتني و استفدت منها كثيرا

كلمات قوية رسخت في ذهني تماما

أحسنتي أوني تشان

تقبلي مروري

__________________

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_04_1514297985143413.png');border:4px outset coral;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك؟ ان شاء الله بخير
قصة جميلة جلعتني اقف حائرة بين الطرفين
فكل منهما وجهة نظر مصيبة في راي
لكن حكمة رائعه استسصغتها من القصة انها مهما تشبهنا نبقي مختلفين بالاراء
وان اختلفت الاراء هذا لا يعني ان يولد ذلك العداوة بيننا و لا يجب ان ننقاد
وراء افكار و اراء قديمة لغيرنا بل لابد ان تكون قنعتنا من بناء تجاربنا
تسلمي شكراً علي القصة الجملية اعجبتني كثيراً
تحياتي في امان الله

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

__________________

Remember My 4ever

دماء فاسدة مدمنون الغائب الذي لن يعود الي ان يفرقنا الموت و يبقي الامل في الحياة ذكريات متأرجحة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفك؟ ان شاء الله بخير

جمال القصة في بساطة كلماتها و قوة دلالتها..

التنسيق بسيط, لكن اللون الأبيض يستطيع أن يتماشى مع الطبيعة نوعا ما..

"- اسمعي... ربما انت ترين ان حياتك البرية تحافظ على كبريائك والاهم حريتك، اظن ان هذا ليس عيبا، لكني ايضا اعمل لدى سيدي بإرادتي، لو اردت الان الا استظيع الهرب، لكن هذه هي الحياة التي اعتدت عليها وغيرها لا تناسبني، قد نكون كلينا من الفصيلة نفسها من الطيور لكن ميولنا تختلق، لا يمكن لك ان تقيسي حياتي حسب معايير حياتك والعكس بالنسبة لي ايضا..."

أعجبتني هذه الفقرة كثيرا, ربما لأننا نجب أن نحولها الى هذه

-اسمعني يا اخي انت ترى حياتك هذه بطريقتك, أظن أن هذا ليس عيبا, لكنني أيضا أرى حياتي بطريقتي,
لو اردت لاستطعت تغييرها, لكنني اعتدت عليها و ألفتها و غيرها لا تناسبني, قد نكون كلينا من العائلة نفسها
لكن ميولاتنا تختلف, لا يمكن ان تقيس حياتي حسب معايير حياتك و العكس أيضا.."

تقبلي مروري

أستغفر الله العظيم

__________________

Konan

السلام عليكم ورحمة الله وبركته
كيفك اختي ان شاء الله بخير نورتي القسم
عن العال ماتشكين من شيء احوالج امورج
لاتسالي عني انا بخير مثل الحصان
يااااه قصصك دائما دمييلة
مابعرف ليش تذكرني باسمي
مسكينة هل يمامه يمكن قصتك
تكون مشابه لبعض القصص في عندك اخطاء
املائية كثيرة انا كمان اخطاء بس اخطاء بسيطة
لو مكبرة الخط شوي
ومرتبه الموضوع اكثر , ومطولة القصة شوي ,
وتحكيلنا التفاصيل الصغيرة والكبيرة ,
لكانت قصتك احلا
^أمززح البنت تبي تحطم معليش منها كزآآبة!
نورتينا ي قمر
لاتحرمينا منك ومن مواضيعك
جاري الايك والتقيم وباقي الشغلات الحلوة
مع ودي ~