عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree289Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #56  
قديم 08-10-2014, 07:16 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im69.gulfup.com/spjGYD.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

الفصل [ 4 ]
" كلمات بغيضة .. , وصوتٌ ما نبش قبُور أحاسيس ميتة ! "



شهدتُ حدثَ إشراق شمسِ هذا اليوم بِرفقة والدتي !
كنتُ قد تأهبتُ وتجهزت للمدرسة قُبيل طُلوع الشمس , أمي لم تكن قد عادت من مناوبتها بعد .. , رُبما ستتأخر قليلاً هذا اليوم ! هذا ما جال في خلدي عندما رتبت المنزل .. , لم تغفو عيناي لحظة هذا الليل .. , بقيّ الأرق يُلازمني حِينها , كذلك رأسي قد غزاه الصًداع .. , لا أدرِ ما هي حالي صدقاً ولكن في كل الأحوال أنا أحتاج لأن أضرب رأسي عًرض الحائط علّه يرتاح رغم أنه لا يستحق أيّ ارتياح !
أمسكت بحقيبتي المدرسية وخرجت من المنزل قبل الشروق .. , توجهتُ مباشرة إلى حديقة كنتُ ولا زلتُ أرتادها كطفل مملوء بالطاقة والنشاط .. , غناء العصافير الخافتة كانت أجمل بداية لهذا اليوم .. , أيضاً نسمات شهر أكتوبر الخريفية تبعثُ فيّ الانتعاش .., تٌرغم فمي على الابتسام بسعادة جُهل منبعها .. , أوراق الأشجار الميتة تُخبرني أنها ستعود في الربيع القادم .. , وأن المسألة ليست إلا مسألة وقت لا أكثر .. , تُخبرني أن الوقت سيضمد جُروح الآخرين إلا أنا ! أتخبرني أم تقهرني هي ؟!
تمشَيتُ في الحديقة الخاوية من أي بشر _ في ظني _ .. , لكني انتبهت لأحدهم يجلس في إحدى المقاعد وكأنه يستقبل الشمس ليُرحب به أو ليشكي له .. , تمعنتُ به .. , واقتربت إليه .. , وصدق حدسي حينما أخبرني بأنها أمي .. , بذلك المعطف الأبيض وشعرها الأشقر الطويل مسدول على غير العادة .. , كانت مُسترخية تماماً قد أمالت ظهرها للأمام لتتكئ على كلتا قدميها .. , لم تنتبه لي لأنني كُنت بعيدة عنها تقريباً .. , نويت الاقتراب منها لكنني ظننت أنني سأزعجها في ذلك .. , أعرف أمي فهي تعشق الشمس وتعشق شروقه .. , وتعشق غروبه لحكمة أجلها .. , بقيتُ واقفة أأبي الحراك .. , وما حركني من مكاني إلا صوتها حين قالت بابتسامة أثناء تحديقها العميق نحو الشمس : " جُو .. , اقتربي واجلسي لتنظري إلى هذه اللوحة المُتقنة الإبداع ! " ..
اقتربت بإذعان لها وجلستُ بجانبها في هدوء ودُون أي تعليق .. , حِين صوبتُ عيني ناحِية الشمس التي تُشارف على الإشراق كاللؤلؤ شعرت بدفء يغمرني .. , وإنه حقاً للوحة مُتقنة الإبداع !!
بعد دقائق من الصمت الغريب والذي شعرتُ من خلاله أن هُناك خطبٌ ما .. , تحدثت أمي بهدوء وقد لحظتُ عليها الإرهاق : " اليوم تُوفي فتى لديه تشوه في القلب " ..
أكملت بعد تنهيدة سريعة : " كُنا نتوقع موته في كل الأحوال لأن حالته قد بلغت بنا العجز .. , كان سيبلغ العشرين في الشهر المقبل .. . لقد كان منظر والدته حِين تلقت خبر وفاته حدثاً لا يستطيع لأي أحدٍ تجاهله .. , إنه لم يمحَ من ذاكرتي لسبب ما ! " ..
خفضتُ بصري أرضاً .. , هذا الفتى ليس الوحيد الذي تُوفي ولم يبلغ العشرين .. , على الأقل لديه أمٌ تبكي عليه وتحزن لأجله , إنه محظوظ ! .. , غيره لم يجد إلا الوجوه مُبتسمة ولم تدمع لموته الأعين !
استكان الحزن قلبي بشكل غريب .. , وشعرت بجسدي يتطلع إلى قبره المُحال كالعطشان يُريد الارتواء .. , هذه الحالة التي تعصف فيّ الآن أمقتها .. , أمقتها لأنها تجعلني أرى الحياة كأنها سجن يحوي البشر فيُعدمون بلا أية رحمة .. , وأن القبر في نظري هينٌ ألف ألف مرة من أن أقابل أحد لا يفقه بم أمره ! أمقت هذه الحالة لأنها تُغلق قلبي بسلاسل من حقد مشتعلة بنيران انتقام .. , أمقتها لأنني أمقتها بشدة , لأنها لا تجعلني أعيش الحياة التي تقهرني بحوادثها وتصور لي كم هي الحياة بشعة !
ابتسمت .. , وظلمت السعادة حينما إكتسيتها , فوقفت بحيوية بعد أن ملأ نور الشمس المكان .. , وقلت وأنا أتناول حقيبتي بنبرة كُلها أسى مملوء بالأمل : " أحياناً تكون النهايات مفاجئة وأحياناً كثيرة مُتوقعة " ..
أكملت وأنا أدور حول نفسي بسعادة لازلت أظلمها : " نهاية الفتى في كل الأحوال متوقعة .. , إن أمه محظوظة لأنه لم يتم صدمها بتلك المفاجئة , صحيح ؟ " ..
سألتها ذاك السؤال وكنتُ قد توقفت عن الدوران .. , لم تلقِ لي أمي أية نظرة بل ظلت تُسمر ناظريها نحو الشمس .. , زممتُ شفتايّ .. , إنها جادة وأنا ألعب أمامها بسعادة وأقول لها كلمات لا معنى لها , ردة فعل غير طبيعية حين يتم ذكر الموت ! تنهدتُ ومن ثم قلتُ بابتسامة متورطة : " أعتقد بأنه حان وقت ذهابي إلى المدرسة.. , لقد حضرت الإفطار في المنزل ولا شك في أن سوزوكي وأبي يتناولانه الآن .. , وداعاً " ..
لوحت بيديّ أثناء تجاهلها لي فركضت مباشرة أقصد المدرسة .. , أنا لستُ جيدة في تفسير وتهوين الأمور .. , لقد زدت الطين بله رغم أن ما قلته صحيح تماماَ .. , ما الذي أغضبها ؟ مهما يكن السبب فنهايته كانت متوقعة حتماً .. , بغض النظر عن كونها نهايات حتمية !
ها أنا أمشي بفتور إلى المدرسة لستُ أرتجيها .. , كُنت أمشي بكل ما أوتيت من بطء .. , حدقتُ بعبوس نحو ثانويتي التي تبعُد عني مسافة كيلو متر واحد تقريباً .. , الشارع الذي أسير به تعقبه ثانويتي والأشجار الضخمة تُحيط به وكأنها تبدله إلى حديقة مُصفرة خريفية مظللة .. , أغلب المارة من طًلاب المدرسة والعاملين فيها وذلك بفضل هذا الشارِع الذي يؤدي إلى مقر عملهم !
لاحظتُ أنني أسير ببطء مبالغ فيه .. , فالطلاب من حولي يمشون بخطوات سريعة وآخرون يركضون ويضحكون .. , سحقت برودي في خِلدي !
رغم أن مدرستي تملك مديراً نزِقاَ إلا أن هذَا لم يكن سبباً لكرهي لها أبداً .. , أنا لم أكره هذه الثانوية بقدر الثانوية السابقة التي درست فيها الصف الأول .. , كانت تلك السنة سنة الجحيم في حياتي .. , وسبب عدم ارتيادي إلى هذه المدرسة هو أن أختي قد التحقت بها .. , ولم أشأ حينها أن اجتمع معها في مدرسة واحدة .. , قضيت في هذه المدرسة بضعة أشهر ثم تعرفت من خلالها إلى المعلم جين تاكامي الذي استقبلني بصدر رحب .. , سُعدتُ كثيراً أنه كان مُعلم وصديق أختي الراحلة !
رأيت بضعة طًلاب يركضون ويضحكون بمرح وقد بدا عليهم الجنوح .. , مما جعلني أتذكر ذلك الصف الرهيب !
رمقتهم بنظرة مليئة بالإحباط أثناء مشي البطيء عندما تأكدت أنهم طُلاب ذاك الصف نفسه .. , كانوا تقريباً ستة طُلاب عرفت معظمهم .. , فالأول هاجيمي وقد كان يتوسط المجموعة وما جعلني أندهش قليلاً هو أن الذي يجاوره قد كان سايتو الذي يُبادله الضحك .. , يتبعهما الفتاتان المشاغبتان مسارو ومارو .. , وهُناك آخران لم أعرفهما ولم ألتقِ بهما مُطلقاً !
قال هاجيمي بصوتٍ عالٍ مُغتاظ : " سحقاً للأستاذ كوهتشي لقد سرق مني سلسلتي الذهبية منذ شهرٍ ولم يعدها بعد ! " ..
ردت عليه مارو ذات الصوت الصبياني بنبرة ملأتها بالسخرية وقد كان بمستوى ارتفاع صوته : " تستحق .. , ما كان عليك أن تتباهى بها أمامه ! " ..
ضرب كتفها بشكل فوضوي ورد عليها بصوته العالِ بتذمر : " اخرسي ! " ..
ضحكوا جميعاً , وابتسمت رغماً عني نصف ابتسامة ثم رفعت حاجبيّ أُرِيد الضحك معهم .. , ربما أنا أتفق معهم في مقت هذا الأستاذ كوهتشي مدير ثانويتنا !
تبدو لي مجموعة هاجيمي ظريفة وصاخبة جداً .. , أراها تبحث عن القوانين لتكسرها لغاية ما .. , أتنبأ بمشاركتهم في المسابقة علني أتفاجأ بما في خباياهم من جنون وابتكارات .. , هذا النوع من الطلاب لا ينبغي أن يُهمل كما قال لي المعلم تاكامي !



حينما وصلتُ إلى صفي وجدت تلك الفتاة يوشي تجلس في مقعدي بدت وكأنها ترسم شيئاً ما على طاولتي .. , ابتسمت وألقيت عليها تحية الصباح متجاهلة ما حدث بالأمس : " صباح الخير ! " ..
رفعت رأسها فزعة .. , ذكرتني بالمجانين حينما رأيتها منهمكة في الرسم .. , ابتسمت مثلهم تماماً وردت عليّ بإيماءة وخفوت : " صباح الخير .. , جُو , لقد كُنت أنتظركِ هُنا ! " ..
وقفت مباشرة ووضعت قلم الرصاص في جيب سترتها ومن ثم تنحت جانباً لأضع حقيبتي .. , سألتها ببشاشة أثناء فعل ذلك : " ولم كُنتِ تنتظرينني هُنا يوشي ؟! " ..
أجابت بابتسامة وقد عادت ملامحها طبيعية : " حسناً ! إنه يخصُ المسَابقة .. , سأتحدث معكِ فيه خارجاً إذا سمحتي ! " ..
طلبت ذاك الطلب بلباقة تامة .. , فأومأت لها موافقة لكي نخرج .. , كانت أعين التلاميذ مُصوبة نحوها .. , تبدو ذات شعبية رغم هدوئها .. , كُنت أحملق في أعينهم .. , ما لاحظته أنها ليست مُجرد نظرات إعجاب بل كانت نظرات فخر لهم لم أدرِ سببه .. !
وحِين وصلنا إلى الباحة الأمامية تحدثت قائلة بجدية : " المعلم جين قد يُعطي زمام أمور المسابقة لشقيقه الأصغر " ..
نظرت ناحيتها وسألت بشك : " ولم ذلك ؟ " ..
أجابت عليّ رافعة حاجباها الدقيقين بتعجب : " هُناك رِهان صغير بينهما وربما سينتهى بخسارة المعلم تاكامي .. , لا تدعِ أحداً يعلم بذلك " ..
ضحكت رغماً عني .. , رهان إذاً .. , ظهرت لي صورة سوزوكي وخطيبته تيانا في ذهني .. , سحقاً .. , الأمور تأخذ مجرًى آخر في ظل أي رهان .. , متهورٌ هو سوزوكي والمعلم جين !
كانت يوشي تنظر بحاجبٍ مرفوع .. , أجبتها برزانة بعد أن أوقفت ضحكتي الساخرة : " حسناً إذاً ! لا بأس لن يعلم أحدٌ بهذا الأمر .. , ولكن من يكون شقيق المعلم جين ؟! " ..
بجمود أجابت يوشي بغير راحة : " إنه تاكامي كويويا .. , وهو عاطل أيضاً ! " ..
أومأت حينها فسألتها مرة أخرى مقطبة حاجبيّ : " ولم تبدين غير مرتاحة له ؟ " ..
تقلبت ملامحها تدريجياً مما جعل الخوف يدب في قلبي : " السيد تاكامي كويويا شخصٌ غير عاديّ أبداً .. , ذكي بشكل يفوق المتوقع لدرجة أنكِ ستظنين أنه يتعامل مع الأشباح .. , حِين يتحدث لن تعلمِ أن ما يقوله حقيقيّ أم مُجرد كذب له سبيل إلى غايته ! إنه داهِية ومُخادع كذلك ! " ..
ابتسمت بشكل منكسر وقُلت لها بخوف : " هل التقيتِ به سابقاً ؟! " ..
أجابتني بإيماءة وثقة : " ليس كثيراً ! لكني أظن أن المعلم جين يبدو غبياً أمامه " ..
أكملت عنها ببعضٍ من الغرابة : " ولم تقولين ذلك ؟ أراه ليس بالشخصٌ الغبي البتة ! " ..
أضافت ببرود ويأس : " كلا كلا ! إنه تماماً كأفراد ذاك الصف المهمل .. , إنه مضحك مثلهم .. , أنتِ لم تريه وهو يُطارد من قِبل هاجيمي عندما يسرق منه حلواه ! " ..
ابتسمت بحماسة وقُلت بصوت بدا فيه المرح والغرابة : " حقاً ؟! أنا لا يمكنني تخيل ذلك ! " ..
وبذات نبرتها الباردة : " نعم ! ولم تريه أيضاً وهو يسخر من طريقة مشي مارو الغير مُتزنة .. , غير أنه يفتعل بعض المشاجرات الصغيرة بين مجموعتنا ! " ..
أضافت مُقطبة حاجبيها بهدوء " لكنه عندما يُعطي الدروس فهو يكون جاد جداً في ذلك .. , إنه لم يدرسك بعد صحيح ؟! يسرني إخبارك أنني أفخر بمعلم مثله ! " ..
علّقت بإعجاب طفيف : " أرى بأن الصف المهمل نوعاً يحوي طُلاب غريبو الأطوار .. , جذاب بشكل لا يُمكن تجاهُله ! " ..
شعرت بأن إعجابي كان لها قبل أن يكون لذاك الصف بدليل ملامحها التي ارتاحت وحل الفخر منتشراً في وجهها الصبوح .. , أجابت بابتسامة جميلة : " نعم .. , كُل له ما يميزه عن الآخر ! و يوم غد سيكون يوم سعدِهم لأن صديقهم سيُخرج من السجن عائداً إليهم من جديد بعد غياب دام لشهر ! " ..
رفعت حاجبيّ .. , سجن ! أنا شخصياً أغير رأيي عنهم وأسحب كلامي وأقول أنه يستحق هذا الصف أن يكون صفاً مهمل بكل جدارة .. , غير أن الفضول يعتريني نحو سبب سجنه !!
صمتنا لثوانٍ ونحن نتمشى .. , أسلوبها الجديّ واللين يتناسب مع شخصيتها .. , مُندهشة منها كل الاندهاش .. , ومعجبة بها تمام الإعجاب .. , هي ليست جذابة كونها جميلة فقط بل لأنها أيضاً قوية الشخصية .. , ومُتحدثة رائعة وهي لبقة أيضاً .. , ولا أنسَ أيضاً إتقانها للرسم الذي يشهد به الكثير ! والحديث معها ممتع كانطباع أول !
رن جرس الحصة الأولى .. , ثم أضافت قائلة وكأنها تذكرت شيئاً ما : " رين يُريدنا في استراحة الغداء لنناقش مُشاركات الطُلاب التي وصلتنا ! " ..
أومأت لها موافقة بعد أن تبسمت في وجهها بشكلٍ لطيف .. , إنه ليس بمؤذٍ البتة وقد تأكدت من ذلك طالما أنه صديقٌ لأرماندو سابقاَ ..



عندما جلست على مقعدي .. , انتبهت إلى ما رسمته يوشي .. , فغرت فمي لروعة ما رسمته .. , إنني حقاً مشدوهة لجمال رسمها البديع .. , أكاد لا اصدق بأنه رُسِم بيدها .. , إنه أمام عيني دُون فرق أمام الصورة الحقيقية .. , المجرة الإهليجية .. , إنها للوحة حقيقية مُصورة بإتقان مُحترف !
وقبل أن يدخل المعلم الصف أو أن يهدأ طُلابه .. , , ما قاطع تلك الحالة وأبدلها إلى هدوء وكأن الخرس قد حل ضيفاً عزيزاً عليهم هو مكبر الصوت في الصف الذي يبث الإذاعة المدرسية أو لينادي أحد الطُلاب والمدرسين أو إلقاء موضوع ما في أثناء فترة الاستراحة !
ظننت في بادئ الأمر أنه تحذير من المدير كعادته ولكن .. , ما سمعته هُو صوت طالبٍ يقول بشغب وسخرية : " أهلاً ومرحباً بكم طُلابنا الأغبياء ومدرسينا الحمقى وأيضاً لا أنسى مديرنا المعتوه ! " ..
شرع بالضحك في سخرية لاذعة , أه والرب من قد يجرؤ على نعت هذا المدير بالمعتوه علناً ؟! أشفقت عليه حتى قبل أن يمسكوه ! شككت بأنه أحد أفراد الصف المُشاغب بسبب كرهه للمدير !
ساد الصمت في فصلنا وكلٌ قد تمركزت في وجهه إمارات الصدمة وعدم التصديق !
أكمل ذاك الطالب كلامه قائلاً : " مُديرنا المعتوه .. , أو تظن حقاً أنه لا يُوجد طلابٌ موهوبون في مدرستك ؟! أوه عليّ أنأ أصحح سوء فهمك أيها الغبي ! هناك صف عزلته عن باقي الفصول يحوي جُنون المواهِب وجواهرها " ..
نطق آخر كلماته بجدية نابعة بصدق ثم تابع : " وها نحن نُقدم مشاركتنا في هذه المسابقة فقط لأجل معلمنا المثالي تاكامي , ولا تُهِمُنا الجائزة مطلقاً فالموهبة التي سنُقدمها تستحق أكثر من طردك ! " ..
قهقه بنعومة وبعد عِدة ثوانٍ سمعنا عزف بعض الآلات الموسيقية الكهربائية ومن ثم تلاها صوتٌ أحدِهم يُغني مما جعلني أغمِض عيناي وأرحب بكلماته الي تناسقت مع صوته أيما تناسُق :

كم هذا المكان مليء بالرفعة

هذا العالم جميل الآن

أحس بأن كل شيء مسلوب المعنى

ربما لأنني منهك قليلاً

أي أحلام عليّ أن أرتديها

أي الأماني عليّ أن أعانقها

الغد يعمينا بأمرنا

إذا كنا سنسمع هذا الصوت معاً

ما كنت لأستطيع التمسك بها

هذه الألعاب النارية كالأنوار

أيا نسمات الثلج

لو استطعت تبييض قلوبنا ..

فهل كنا سنستطيع تقاسم وحدتنا ؟!

أحياناً لا يُعتمد عليّ

وقلبي يرتعش

ورغم ذلك فإني أريد الاستمرار بحمايتك

لحظة أخرى , لحظة أخرى

لحظة أخرى , لحظة أخرى

أن أعتق خارجاً

كل امرئ يحتسي الأحزان

السرور والحزن كلاهما بلا معنى

لكن لي أمل لغد أفضل

إن الحياة تعج بالخوف

وتنحدر لصراعنا

أتعجب من قدر محبتي لها !


لم ينبس أحدٌ ببنت شفة من هول ما سمعوه من جمالٍ في الصوت وإتقان في الغناء .. , لوهلة ظننت أن صاحب هذه الأغنية مُغنٍ فذ حاذِق له من الخبرة سنين .. , إنني لا أستطيع فتح عيني ولازلت مصدومة من فرط الدِقة والمهارة فيها .. , كلمات الأغنية .. , يجب عليّ اصطيادها .. , أيعقل أن هُناك نوعٌ من الغِش فيها ؟! مُستحيل , لأنه قد أخبرنا بعدم احتياجه للجائزة منذ البداية !



في وقت الاستراحة توجهتُ مباشرة إلى حيثُ رين ويوشي في مكتب معزول قُرب مكتب المدير .. , الغريب في المدرسة أن لا أحد قد تحرك ليُعاقب الفاعِل , أو أي إثارة للجدل فيها .. , طرقت الباب فدخلت وأنا شاردة بهذه الموهبة الغنائية .. , ابتسمت بشكلٍ سريع في وجه كلٍ من يوشي ورين وقد كانت كاريا أيضاً جالسة بجانب يوشي تتفحص بعض الأوراق .. , كلمتني يوشي قائلة بعملية : " هيا بنا لنبدأ العمل ! " ..
أومأت بذلك دُون قول أي شيء .. , جلست بِجانب رين الذي يتناول الأوراق من أخته كاريا التي قالت باستهانة : " هذه كِتابات عادية جداً ! ثم إن طريقة عرضها لموهبتها المزعومة أقل من عادِية ! لا تقبل مشاركتها رين ! " ..
قالت آخر جُملة بصيغة أمر .. , ولكن رين لم يُعطها أي إجابة بل أخذ الورقة منها وقطعها ليرميها في القمامة التي بجانبه .. , لا حظتُ أنها مملوءة بالأوراق الأخرى الممزقة ! يبدو أنه لن يستهين بهذه المُسابقة .. , سألت كاريا بلطافة ابتسامة : " هل تُساعديننا ؟ " ..
أجابت بإيماءة وهي تتناول ورقة أخرى من كومة الأوراق الموضوعة في الطاولة وأضافت باستياء : " هذه المشاركات مُجرد نُسخٍ لا أكثر .. , وسنعلن أسماء الذين قُبلت مشاركاتهم لتكون هُناك فرصة أخرى لمن لم تُقبل مشاركاتهم ! " ..
أنا أتساءل أثناء إجابتها تلك .. , هل يعلم المدير أنها هُنا تُساعدنا ؟ ولم هي بالذات ؟ ربما لأنها شقيقة رين ! أردفت بحماسة تُكلمني : " مارو وماسارو سوف تأتيان حتى تساعداننا أيضاً ! " ..
اومأت لها وسألتها بسعادة حية : " حقاً ؟ وهل يسمح لكم المدير بذلك ؟! " ..
أومأت ببساطة وأشارت ناحية يوشي التي تُمسك الحاسوب قائلة : " لقد سألت المدير كوهتشي أن نُساعدهم لفرز المشاركات فوافق ! " ..
ابتسمت لها وباشرت بأخذ أول ظرف وقعت عليها عيني .. , فتحتها لأجد قُرص مدمج .. , كُتِب فيه اسم المتسابقة ونوع المشاركة التي ستقدمها وقد كانت الطهو .. , رفعت القرص لتراه يوشي فأشارت إلي بأن أضعه مع بقية الأقراص المدمجة على الطاولة .. , يبدو أن يوشي ستُقيِم المسابقات التي ستكون على هيئة الأقراص المُدمجة .. , ظللت أرى بقية المشاركات وذهني شارد بتلك المشاركة .. , سألتهم بجدية : " ماذا عن مشاركة هذ الصباح ؟ " ..
نظر رين إلي ببرود يسأل : " الأغنية ؟ " ..
أومأت مُسرعة .. , فأضاف وقد أكمل فرز بقية المشاركات : " مُشاركة رقم 35 تم حذفها كما هي الأوراق هُنا " ..
أشار برأسه صوب القمامة الممتلئة بالأوراق .. , قُلتُ باستنكار : " ولم تم حذفها ؟ لقد كانت المشاركة ممتازة جداً " ..
أجابت عنه يوشي برزانة " : لقد كانت المشاركة رائعة جداً وفي منتهى الإجادة والامتياز .. , ولكن لا عِلم لنا باسم الشخص الذي غنى تلك الأغنية .. , ومن ثم إن المشاركة فيها من السخرية شيء للأستاذ كوهتشي " ..
أجبتها باستنكار بارد دفاعاً عن المُشاركة : " ولكنه يستحق ذلك العجوز ! أسلوبه خاطئ مع معظم الطُلاب رُغم تقدمه سنه ! " ..
لم يعجب كلامي رين الذي تنهد ونظر ناحيتي باستحقار : " إنهم جهلة ! وهذا الأسلوب الصحيح الذي يجب أن يتماشى مع أمثالهم ! " ..
صححت له مُتجاهلة نظرات الاستحقار المنبعثة من عينيه النهدية : " إن كان جهلة حقاً كما تزعم فهذا بفضل اسلوبه الخاطئ معهم ! " ..
ابتسم رغماً عنه وسأل بنبرة غريبة لم أفهمها : " أنتِ تقصدين الصف المهمل ؟ أليس كذلك ؟ " ..
أجبته وأنا أُزيح ناظريّ عنه وأكمل فرز الأوراق : " نعم الصف المهمل وبقية الـ .. " ..
قاطعني بضحكة ناعِمة ذكرتني بتلك الضحكة الساخرة التي كانت ضمن تلك المشاركة .. , لم يتحدث بعدها .. , فسألته مُعترضة : " ما الذي يضحكك ؟ " ..
أجابني بعيون حادة وكأنه لم يضحك لتوه : " ذاك الصف يحمل ذكريات كريهة .. , طُلابه جُبناء قذرين .. , إنهم مثلك تماماً ! " ..
همس بآخر جملة له في أذني .. , توسعت عيناي ولم أفهم ما يرمِ إليه إطلاقاً .. , سألته والاستنكار بادٍ في ملامحي : " ماذا تقصد بكلامك هذا ؟! " ..
ابتسم بكل خُبث وأجاب بعد قهقهة سريعة ساخرة : " إنهم مثلكِ تماماً .. , مثلكِ تماماً ! أغبياء سُذج جُبناء ! " ..
دفعته بقوة وقطبت حاجباي في غضب : " لست أنت من يقول هذا الكلام ! منظُورك لهم ينعكس عليك ! " ..
ضحك مجدداً .. , وخلع نظارته الطِبية ذات الحواف السوداء .. , وقفت يوشي وهي تقول له : " رين ! كُف عن استفزازك لها ! " ..
أجابها بجدية .. , أجابها بجملة علقت في ذهني : " دعيها تعرف حقيقة نفسها ! أو تظن أنها ستنجو بأفعالها بسلام هكذا ؟! حتى إنها مُجردة من ملامح الندم " ..
نظرت ناحية الطاولة بصدمة .. , تناولت علبة الأقلام ومن ثم استقمت ورميتها عليه وأنا أقول باستحقار له : " إنك عديم الحظ منذ هذا اليوم " ..
دخل المدير في فزع .. , ونظر إليّ وإلى حاله .. , سألني بغضب : " ما الذي يحدث ؟ " ..
وقفت كاريا تُريد شرح الأمر له .. , ولكن رين قال ببرود وهو يشير ناحيتي بسبابته اليُمنى : " لقد دفعتني ورمت عليّ علبة الأقلام لأجل مشاركة 35 " ..
ما الذي .. ما الذي يرمي إليه هذا المجنون ؟ أنا لا أفهم أي شيء ! إنه يتهمني بعدم الندم وعدم معرفة حقيقة نفسي جزُافا .. , إنه لمن البُهتان والإجحاف قول هذا لي وكأنه يعلم ما تخنزنه نفسي !!
نظر إليّ الاستاذ كوهتشي بسخط وأمرني بهدوء : " اتبعيني إلى مكتبي " ..
تبعته بعد أن هدأت من نفسي بصعوبة .. , هذا الأحمق الغبي .. , كان عليّ الحذر منه أكثر !
تشيهارو رين .. , يعلم عن صفحات حدثت في الماضي و لم أجرؤ يوماً على تصفحها واتخاذها ذكرى !



الأسئلة : -

- توقعوا ما سر حُب السيدة " سورا " والدة جُو وتعلقها بالشمس ؟

- انطباعكم عن الرسامة الصغيرة " يوشي " ؟

- ما الذي قد عناه " رين " بكلامه الموجه لجو ؟ وما الغرض باستفزازه لها ؟

- توقعاتكم للأحداث المُقبلة وتعليقاتكم التي استمتع حين أقرأها وانتقاداتكم التي تبنيني كُلها أرحب بها






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم / مساؤكم رضا وسعادة غير مُكدرة
كيف هي حالكم واحوالكم أعزائي المُتابعين ؟
كُل عام وأنتم بخير
أعتذر بشدة لتأخري اللامبرر له , ولكن بدءً من الأسبوع القادم سيتغير الوضع وسأتفرغ تماماً لروايتي
أكرر مرة أخرى لأصحاب الأقلام اللامعة الفذة والأعين الحذِقة أنني قد طرحت روايتي هُنا لأستفيد وأبادلكم الخِبرة .. , فأي انتقاد مهما صغر حجمه أرجو توضيحه لي .. و كلُي رجاءٌ أن تكون الإنتقادات مِنكم بناءة :]
إن هذا الفصل بالذات أقدمه كوجبة دسمة لكم فلا تتوانوا عن إخباري بأية نقطة ^^
أعتذر مرة أخرى لتأخري
شاكِرة لكم حُسن القراءة :]
دُمتم


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

here we go





التعديل الأخير تم بواسطة |April| ; 08-11-2014 الساعة 06:10 AM
  #57  
قديم 08-10-2014, 12:48 PM
 
لي عودة


و أعتذر حقاً لعدم ردي في الفصل السابق
|April| likes this.
__________________
  #58  
قديم 08-11-2014, 06:59 PM
 
عَوْدَتِي قَريبَة مَعْذِرَة سَأحِجِز
|April| and بيلوس. like this.
__________________


بَديعٌ شَكْلُ وَجْهِي بَعْدَ أَنْ فَقَدْتُ اِبْتِسَامَتِي!
  #59  
قديم 08-11-2014, 09:42 PM
 
[click=سابقاً]
لي عودة


و أعتذر حقاً لعدم ردي في الفصل السابق

[/click]





السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .

كيف حالكِ آنسه جُو ؟ أتمنى أن تكوني بأحسن أحوالك .

بدايةً أُقدم لكِ خالص اعتذاري لتخلفي عن الرد على الفصل السابق , لكن حقاً لم
أكن متفرغة .

بالنسبة للفصل الرابع :
كانت بداية اليوم لطيفة جداً ما عدا ذكر السيدة سورا للطفل الذي مات ,

بعدها حديث حديث يوشي عن السيد تاكامي الذي أحسست أنه مصدر خطر بطريقة ما ,
لا أعلم لما ساورني هذا الاحساس , لكن أتمنى ان يكون خاطئاً .

المُشارك المَجنون أهو من فصل المجانين ؟
حسناً يبدو لي أن موهبته نالت اعجاب جُو حقاً ,
و الكلمات كانت رائعة جداً .

رين ..!
حقيقةً أحببت شخصيته لكن لم ينل استحساني حينما بدأ باستفزاز جُو ,
هو كان يستحق أكثر من علبة أقلام و دفعة ,
ثم هو لم يكن له الحق أن يحذف المشاركة لمجرد أنه لا يعرف صاحبها ,
لقد أغضبني حقاً .

بالنسبة لجُو :

كلام رين عنها جعلني مشوشة بشأنها , ما الذي فعلته و يفترض أن تندم عليه ؟
أهذا له علاقة بأوفيليا ؟
حسناً الوضع بدأ يزداد تعقيداً .

الأسئلة :


- توقعوا ما سر حُب السيدة " سورا " والدة جُو وتعلقها بالشمس ؟

حقيقةً لم أتوقع أن يكون هناك سر لحبها للشمس .

- انطباعكم عن الرسامة الصغيرة " يوشي " ؟

ما زلت لم أحبها , أشعر ببعض الكُره ناحيتها .

- ما الذي قد عناه " رين " بكلامه الموجه لجو ؟ وما الغرض باستفزازه لها ؟

ذاك الفتى الغامض , كان كلامه مبهم بالنسبة لي .



بحفظ الباري .
|April| likes this.
__________________
  #60  
قديم 08-12-2014, 12:22 PM
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-color:black;border:3px double rgb(255, 20, 147);"][cell="filter:;"][align=center]سأحجز هذا المكان لي ....
لكن لا أضمن العودة قريبا ...ربما حتى أجد شاحنا جديدا لما يسمى حاسوبي الشخصي ...<<<< إني حقا أكاد اجن ...في كل مرة أريد الاطلاع على جديد الموقع هه علي ان أستعير حاسوب أبي ل10 دقائق ...
على كل لقد قرأت الفصل صدفة من الهاتف ....هو بدون تعليق ..لكن انطباعي الاول انه قصير بالكاد انغمست حتى أفقت على نهايته <<< هو ليس قصير لكن أنا طماعة زيادة ههههه
لي عودة ....دمت في حفظ الرحمن
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
|April| likes this.
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
انعدام الملابس المحتشمه في السوق !!! world's~smile حوارات و نقاشات جاده 2 06-17-2012 03:11 PM
المشاكل العاطفية الحادة كالضغط على الطفل أو انعدام الحب قد تؤدي إلى مشاكل في الكلام شهقة وداع صحة و صيدلة 0 09-13-2010 06:57 PM
اسباب انعدام الثقة في النفس بــو راكـــــان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 05-23-2007 10:01 PM


الساعة الآن 04:51 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011