عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree660Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #146  
قديم 10-09-2014, 04:06 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/31_01_14139118930690171.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][ALIGN=center]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحال أعزائي ؟؟
قبل أن أضع لكم الفصل الجديد سأخبركم بأمرين مهمين
أولاً : سيتم تغيير عنوان الرواية قريباً جداً ولذلك إن كان لدى أي منكم إقتراح
فأرغب بمعرفته لإني أشعر بالحيرة ح4
ثانياً : بالنسبة للأحداث .. أظن أنني أخطئت في إحدى الفصول بان كتبت
أن عيني يوجين باللون الأرجواني مع أنهما زرقاتين وجين هو من يمتلك
عينان باللون الأرجواني .
نصيحة أخيرة بالنسبة لهذا الفصل والذي يليه أن تجهزوا مناديل ورقية في حال بدأتم بالبكاء .. فهما آخر فصلين بالنسبة لتلك المذكرة التي كتبها جين .

الفصل العاشر :
بدئت العديد من الأصوات التسلل إلى مسامعها مما أجبرها على فتح عينيها بكل تعب وكسل .. نظرت حولها لترى أخويها ( ألفريد , آلبرت ) ووالديها ينظرون لها بقلق .. حاولت الإعتدال بجلستها ولكنها شعرت بدوار منعها من ذلك وقد أمسك ألفريد ذراعها برفق وساعدها على الجلوس بينما تحدث بلطف وقلق :" عزيزتي جوليا .. هل أنتي بخير ؟ لماذا لم تطلبي المساعدة منا إن كنتي تشعرين بالمرض ؟"
رمشت عدة مرات وهي غير قادرة على إستيعاب ما يتحدث عنه .. ولكنها فجأة تذكرت أحداث الليلة الماضية حيث كانت تفكر بما ستؤول حياتها إليه إن هي قبلت وتزوجت ريكس وفجأة بدء شعور من الغثيان والضعف بمهاجمتها حتى أنها نهضت بسرعة عن فراشها متوجهة لدورة المياه لإفراغ كل ما تحتويه معدتها .. وبالرغم من ذلك فقد رافقها ذلك الشعور بالضعف و الوهن أجبرها على النوم دون تفكير .. أعادت النظر لهم لتلك النظرات القلقة حتى من آلبرت لتبتسم بهدوء وضعف وهي تتحدث بصوت مبحوح :" لم يكن هناك من داعٍ للقلق ربما فقط لم أقم بتدفئة نفسي جيدا و الشتاء على الأبواب صحيح ؟"
ربتت والدتها على شعرها بحنان لتتحدث :" لا يهم الآن , إرتاحي جيداً و لا داعي للذهاب إلى المدرسة اليوم .. سأتغيب عن العمل وأطلب من الطبيب القدوم إلى هُنا "
أومأت برأسها سلباً لتتحدث بذات نبرتها السابقة :" لا يا أُمي انا بخير لا داعي للقلق ... لديكِ إجتماع مهم اليوم سأكون بخير .. أعدكم لن أتحرك من فراشي أبداً أو أغادر المنزل "
نظروا جميعاً إلى بعضهم البعض بقليل من الشك قبل أن تتحدث هي بغضب :" ماذا ؟ لستُ طفلة في الثامنة من العُمر تغادر المنزل وهي مصابة بالحُمى لإنها شعرت بالملل و السماء مليئة بالغيوم التي تنذر على قدوم عاصفة ما ! "
إبتسم آلبرت بسخرية شديدة وهو يتحدث :" تُنذر ! تعنين أنها بالفعل كانت تثلج .. وأن تلك الفتاة البلهاء علقت في التل المجاور للمدينة بسبب الثلوج وقد سائت حالتها الصحية أكثر والأسوء أن الشخص الذي أنقذها مريض بالقلب وقد تسببت بإصابته هو الآخر بالحُمى مما أجبرهما على قضاء ما يقارب الأسبوع والنصف في المشفى "
أخفضت جوليا رأسها بخجل قبل أن تتحدث بحِدة :" لا شأن لك بذلك يا مُزعج .. ومن ثم أنت من كان يفترض به مُراقبتي في ذلك اليوم ولكنك تخليت عن مهمتك وذهبت للعب مع أصدقائك وتركتني لوحدي "
أراد أن يجبيها ولكن سُعالها الحاد أوقفه عن ذلك كما أبعد ملامح الغضب عن وجهه لتُستبدل بملامح القلق كما فعل البقية إلا أنها هدأت بعد فترة قصيرة من الزمن لتتحدث بصوت مبحوح ومُرهق :" تباً لا تجعلني أستخدم حنجرتي في الصراخ عليك .. هذا مؤلم "
شعر بقليل من تأنيب الضمير وبالرغم من ذلك لم يستطع أن يمنع تلك الإبتسامة المُستفزة عن الظهور إلا أنه سرعان ما شعر بضربة خفيفة على مرفقه من شقيقه الأكبر ألفريد ليتحدث الأخير بإبتسامة لطيفة :" لا بأس جوليا الآن فتاة راشدة وقطعاً لن تقوم بحركات متهورة ولذلك يمكننا الوثوق بها كما أنني سأعود اليوم مُبكراً .. تحديداً بعد ساعتين ونصف مع مسافة الطريق "
نفخت وجنتيها بقليل من الإنزعاج لتتحدث بحقد قد توضح بسبب نظرات عينيها :" مما يعني أنني سأكون تحت المُراقبة صحيح ؟ لستُ طفلة كما تعلم ! "
ظهرت إبتسامة رقيقة على وجه محدثها كما حدث للبقية اللذين نهضوا معاً بعد أن أعطتها والدتها دواء لخفض الحرارة ليغادرو الغرفة .. تنهدت هي بتعب وملل لتعود لوضعية الإستلقاء وتدخل في عالم من الأحلام أو الكوابيس .

وبإحدى البنايات الضخمة الزُجاجية عُلقت لافتة حملت إسم أسرة روبنز وشعار الأسرة وبداخل المبنى الضخم كانت الحركة تشبه خلية النحل من حيث دقتها و نشاطها وسرعتها كُل الموظفين يتحركون على إيقاع واحد دون توقف أو إصطدام .. الجميع يعلم تماماً ماذا سيفعل ولما هو موجود في هذه المنظمة إلا أن تلك الحركة توقفت تماماً عندما أطل رجلان بدى على أحدهما أنه في الثانية و الاربعين من العُمر و الآخر في الأربعين تقريباً لينحني الجميع لهما بذات التنظيم بينما وقف كلاهما يحدقان بهم بإعجاب وقليل من الغيظ فهُما لو مهما فعلا لن يتمكنا من العثور على ثغر واحد في هذا الفرع من الشركة الخاصة بهما .. صوت مألوف لهما جعل كلاهما ينظر بِحدة لصاحبه الذي وقف بكل هدوء وبرود ينظر لهما يرتدي بذلة رسمية سوداء وقد صفف شعره البُني للخلف برسمية أيضاً إضافة إلى الكم الهائل من السخرية المُنبعثة من عينيه البندقيتان نحوهما ليتحدث بشيء من الإحترام الزائف وهو ينحني بطريقة مُبتذلة :" أهلا وسهلا بكما هُنا , لم أتوقع زيارتكما المُفاجأة اليوم وإلا لكُنت حضرت إستقبالاً أفضل لكما "
إبتسما بسخرية فهو حقاً يتوق لرفع ضغطهما حتى وإن تسبب ذلك بعقابه .. إضافة إلى معرفته التامة أن لا أحد سيجرأ على لمسه ما دام خارج المنزل !
تحدث الأكبر سناً وقد حافظ على إبتسامته الساخرة :" رولند يا صغيري أنت تُدير الأمور هنا بطريقة مُبتكرة ورائعة حقاً , كيف لنا أن نكافئك على ذلك ؟"
رفع أحد حاجبيه بتعجب قبل أن يطلق ضحكة خفيفة وهو يقودهما لمكتبه الخاص في آخر طابق حيث إحتوى على اللون السُكري كورق حائط أما الأثاث فقد صُبغ باللون البُني الداكن .. وقف ثلاثتهم أمام ذلك المكتب ليتحدث رولند بهدوئه :" تفضلا بالجلوس رجاءاً "
جلس ديريك خلف المكتب الخاص برولند لإغاظته ولكن لم يكن الأمر ليؤثر حقاً على رولند الذي بقيت ملامح وجهه باردة بينما تحدث اليكسس :" تعلم جيداً ان الحفل الذي سيتم سيكون على شرف النجاح الذي حققته أنت .. لذا من الأفضل لك الظهور به .. و التصرف بطريقة جيدة "
إبتسم بقليل من السخرية قبل أن يجيب :" أجل بالطبع , سأظهر هناك وسأمثل بأنني أسعد شخص في الوجود برفقتكم و من ثم سنمثل جميعاً أننا أسرة واحدة ونُحب بعضنا البعض ولا يتمنى أي منا قتل الآخر صحيح ؟"
ضرب ديريك بكفيه المكتب بقوة قبل أن ينهض ليقف أمام رولند ويُمسك به من ياقته ليتحدث بغضب شديد :" رولند روبنز أُقسم أنك إن حاولت التذاكي سأقضي عليك .. تعلم جيداً أنه لولا أن ذلك الأحمق جين الذي عينك قائداً ووريثاً شرعياً لأسرة روبنز وثروتها لكُنت ميتاً منذ أعوام .. وكأنه لا ينقصني إلا أنت بعد أن إرتحت أخيراً من ذلك المغفل والدك "
إحتدت عيناه وهو يبعد يدا ديريك ليتحدث بحِدة :" إياك وأن تذكر أبي أو عمي بسوء وإلا فأنا أقسم لك أنك ستودع ثروة روبنز هذه إلى الابد "
تحدث أليكسس بسخرية :" لا تنسى يا صغيري أنني إن عثرت على شقيقتك الصغرى سأتمكن من قتلك وستصبح هي الوريثة الشرعية بدلاً منك "
إبتسم بسخرية أكبر ليتحدث :" أرجوك سيدي , أنت تبحث عنها مُنذ أن تزوج شقيقك الأحمق هذا بأُمي .. لن تتمكن من الإمساك بجينيفر حتى لو كانت حياتي الثمن "
تركه ديريك وعاد للجلوس بهدوء ليتحدث بمكر :" وهذه هي نقطة ضعفك لن تجرأ على الهرب ولن تجرأ على عصيان أوامرنا حتى لا نبدأ بالبحث عن شقيقتك الصغرى ونعثر عليها .. لإنك وببساطة لن تسمح لها بأن تعيش الجحيم ذاته الذي تعيشه أنت .. هذه أيضاً كانت نقطة ضعف والدك شقيقه الأصغر "
إبتسم رولند بهدوء ليتحدث :" الواقع نقطة الضعف هذه قد تتحول لنقطة قوة في أحد الأيام .. وأيضاً لن تفهما شيئاً كهذا بما أن المال هو كُل ما تفكران به , بكل حال لا داعي للقلق أنا لن أرتكب أي حماقة وذلك الإحتفال سيكون على أتم وجه .. تماما كحال أي شيء أكون أنا من يرأسه "
ختم تلك الجُملة بإبتسامة واثقة ومُستفزة مما دفع كُل من ديريك و أليكسس لمغادرة ذلك المبنى قبل ان يقتلاه حقاً .. راقب رحيلهما بهدوء من مكتبه ليبعد تلك الإبتسامة عن شفتيه وهو يراقب السماء التي بدأت الغيوم بإخفائها ليتحدث بهدوء وربما القليل من الحُزن :" صحيح أننا نمتلك ذات نقطة الضعف ولكن بفضل نقطة ضعف أبي أنا الآن أمتلك نقطة لصالحي .. لن أسمح لنهايتي أن تُرسم مثلك يا أبي , ولكن أيضاً أنا آسف حقاً "

بعيداً عن تلك الأجواء الحزينة في المدرسة الخاصة بأبناء الطبقة المُخملية كانت الفوضى قد عمت تماماً في إحدى الفصول بسبب تغيب أحد المُدرسين .. الجميع كان يتحدث و يمزح والبعض الآخر يتشاجر إلا ذلك الفتى ذو الشعر الأسود حيث كانت عيناه الزرقاوتين تنظران للخارج بشرود وشيء من القلق قبل أن يتهادى لمسامعه صوت زميله القلق :" ما الأمر سيدي ؟ هل أنت بخير ؟"
نظر لعيني صديقه ليتحدث بهدوء وبقلق بسيط :" جوليا لم تحضر اليوم للمدرسة .. أنا حقاً قلق "
بان القلق على وجه ريو ليتحدث بهدوء وهو يمسك بيد صديق طفولته :" لا داعي للقلق سيدي ماكس .. ستكون بخير إنها فتاة قوية ومن ثُم يمكننا الذهاب والإطمئنان عليها بعد المدرسة .. لا تنسى أننا نعيش في القصر المجاور لهم ! "
تنفس بعمق وهو يرسم إبتسامة مُجبرة على شفتيه ليتحدث بقليل من الإنزعاج والعِتاب :" لا تعاملني كطفل صغير وتُمسك يدي بهذه الطريقة المُزعجة .. أعلم أني مريض ولكن هذا لا يعني أنني عالة على من هم حولي "
نظر ريو له بهدوء فهو يعلم تماماً حساسية صديقه من موضوع مرضه ليتحدث بنبرة مشابهة لنظرته :" اعلم , وأنت لست كذلك ! أنت أغلى شخص لدي ولا أرغب في أن افقدك .. هذا كُل ما في الأمر "
مرر أنامله بين خُصلات شعره السوداء وهو يتنفس بعمق قبل أن يتحدث بقليل من الأسف :" أرجوك أعذرني ريو لم أقصد , ومن ثم هلا ناديتني بإسمي رجاءاً (إبتسم بكل هدوء وهو يردف بعد أن لمح الرفض تطغى على ملامح وجه صديقه ) :" لا بأس سيأتي يوم ما تتخلى عن مناداتي بهذا اللقب "
إبتسم الآخر له أيضاً .

وفي تلك الغرفة كانت صديقتنا جوليا قد نهضت من فراشها وأخذت حماماً دافئاً لتعود وتجلس على فِراشها وهي تشعر بالملل إلا أنها تذكرت المُذكرة فقطعاً لن يكون هنالك وقت أفضل من هذا لقراءة المزيد من الأحداث ودون مقاطعة أحد لذلك فتحت الدرج بجانبها وأخرجت تلك المُذكرة لتبدأ بالعودة بالزمن إلى حيث الأشخاص الذين شعرت بأنها جزء لا يتجزأ منهم :

عند الساعة الثانية عشر ظهراً نهض جين من مقعده ليقوم ببعض الألعاب الرياضية بعد أن شعر أن دماغه لم يعد قادراً على إستيعاب المزيد وجسده قد تصلب تماماً .. نظر إلى غرفة يوجين المُلحقة بغرفته ليتحدث بخفوت :" ألم يصحوا بعد ؟ هذا غريب أنا لم أتوقع أنه سينام أساساً "
بقي يرمق الغرفة بهدوء قبل أن تقوده قدماه إلى الداخل , لم يستأذن بالدخول إلى الداخل كما هي عادته في أغلب الأحيان وإنما إكتفى بفتح الباب و الدخول فقط .. نظر حوله وقد إستقر نظره على السرير حيث كان يوجين مستلقياً على سريره دون غطاء وقد بدى على ملامح وجهه الألم وقد خرج خط دماء من فمه وإحدى يديه على صدره بينما الأخرى مرمية بإهمال بجانبه وقد غطتها الدماء مما جعله يندفع نحوه ويبدأ بتحريك جسده بقلق شديد وهو يتحدث :" يو , يوجين إنهض .. هل أنت بخير يو ؟"
تركه قليلاً وهو يتنفس بعمق في محاولة منه لإمساك أعصابه التالفة ليضع رأس يوجين في صدره بينما يقوم بمسح الدماء عن وجهه بيده برفق .. بتلك اللحظة بدء يوجين بالشعور بجسده والذي كان يألمه بالفعل وكذلك بيد جين التي كانت تمسح الدماء عن وجهه برفق ذلك دفعه لفتح عينيه بسرعة ودفع جسده المرهق بعيداً عن جين الذي تصلب بسبب الدهشة أو الصدمة من ردة فعل يوجين التي جعلته يظن أن الأخير خائف منه .. دقائق طويلة مرت عليهما بصمت يوجين يحاول إلتقاط أنفاسه بينما جين ينظر له بصدمة ترافقها لمسة حُزن واضحة .. هدئت أنفاس يوجين أخيراً ليرفع نظره إلى سيده ويرى تلك الملامح مُرتسمة عليه ذلك جعله يُخفض رأسه مجدداً وهو يعض على شفته السُفلية بندم .. تحدث بعد عِدة دقائق عندما شعر بنهوض جين بتردد :" آسف .. لم أقصد حقاً .. ظننت أنك شخص آخر .. أرجو المعذرة "
رمقه المعني بنظرة شك قبل أن يتحدث بشك لم يتمكن من إخفائه :" ومن سيتمكن من الدخول إلى هُنا وأنا مُستيقظ يو ؟ تعلم أنني سأمنع أي احد من الإقتراب .. لكن يبدو لي أنك تغيرت أنت الآخر بعد معرفتك بأنني ..."
لم يتمكن من إكمال كلامه بسبب مقاطعة يوجين له بسرعة وإندفاع غريب لا يتلائم وشخصيته المُعتادة :" لا , أنت مخطئ سيدي .. أنا أعلم بذلك مُنذ البداية "
عاد الصمت إلى أرجاء تلك الغرفة بعد أن شعر يوجين بأنه أقترف غلطة بإخباره عن تلك الحقيقة التي تفوه بها بينما توسعت حدقتا جين بصدمة أخرى .. فيوجين كان يعلم منذ البداية ولم يخبره بذلك لا يعلم كيف فعل ذلك ولكنه لم يشعر إلا بكفه يهوي على خد يوجين بقوة مُحدثاً صوت قطع ذلك الصمت الموحش لثواني معدودة .. لم تكن ملامح يوجين ظاهرة حقاً فقد غطت خصلات شعره الفضية عيناه بينما بدء جسد جين بالإرتجاف بقوة قبل أن يغادر تلك الغرفة .

في إحدى تلك الحدائق الغناء جلست أمام تلك الزهرة المُفضلة لديها وهي تشعر بقليل من القلق فصغيرها مُصاب بالحُمى وهي لا تعلم السبب كما أنها غير قادرة على مساعدته لو أنها بمنزلها فقط لأخذته لإحدى العيادات لكن أن تطلب من والداها المُساعدة فهذا هو المُستحيل بعينه .. تنهدت بتعب وهي تراقب أنفاس طفلها المُرهقة وقد بدى أنها مُستعدة لتتنازل عن كبريائها من أجله الآن .. شهقت بفزع وهي تشعر بتلك اليد التي وضعت على كتفها لتليها نبرته القلقة :" ما الأمر إينوري ؟ لماذا يبدوا أن أنفاس رولند صعبة الخروج ؟"
نظرت له والدموع بدئت بالتجمع بعينيها وكأنها كانت تنتظر شخص ما ليسألها مثل هذا السؤال حتى تبدأ بالبكاء ..جلس ذلك الشاب القرفصاء أمامها ومسح دمعة تسللت للخارج دون إذن صاحبتها ليتحدث بهدوء :" هل هو مريض ؟ لماذا لم تخبري أحد لكي يحضر الطبيب له ؟"
بتلك اللحظة تفجرت بقية دموعها ليتنهد ذلك الشاب الذي لم يكن إلا كريستيان ويساعدها على الوقوف وهو يقودها للداخل !
كان الحاكم وزوجته يتحدثان معاً بسعادة بينما كانت آنجلي تجلس معهما وقد بدى عليها الإستمتاع ولكن تلك الإبتسامة إختفت من وجوههم ما إن رأو وجه إينوري الباكي .. نهض الحاكم من مجلسه ليتقدم بسرعة بإتجاه إبنته وهو يتحدث بقلق :" ماذا حدث إينوري ؟ هل أنتي بخير ؟ هل أصابك مكروه ؟"
مسحت دموعها بسرعة وهي تلعن نفسها لإنها لم تتمكن من الحفاظ على صلابتها أمام من لم يتمكن قلبها وعقلها من الوثوق به بعد .. إلا ان صوت كريستيان الهادئ أنهى ذلك النقاش قبل أن يبدا حتى وهو يتحدث بإحترام وشيء من الرسمية :" إنه رولند , لقد أُصيب بالحُمى على ما يبدو وإينوري كانت خائفة أو مترددة من طلب المساعدة منكم "
رفع الحاكم أحد حاجبيه بإستنكار تام بينما نهضت آنجلي مسرعة لأخذ الصغير من أمه وإرساله لطبيب القصر .. تنهد الحاكم بتعب وهو يتحدث :" ماذا علي أن افعل حتى تثقي بأنني لن أقوم بإيذاء حفيدي ؟! "
أخفضت رأسها قليلاً ولكنها سرعان ما شهقت بِخفة إثر شعورها بنفسها بين أحضان والدها .. يداه القويتان أمسكتا بها بإحكام في محاولة منه لِبث الأمان في قلب صغيرته التي بدت في أسوء حالاتها .. لم تبذل أي مجهود لمحاولة منع دموعها من الإنفجار مجدداً فهي تعلم أن والدها يعرف تماما أنها في أسوء حالاتها النفسية وأنها لن تستفيد من شيء إذ هي قاومت لإنه سيتمكن في النهاية من إجبارها على البُكاء وإظهار ضعفها أمامه .

وفي تلك الغرفة الكئيبة والتي إحتوت على شخص بدى أنه يصارع للبقاء على قيد الحياة أو رُبما يبحث عن سبب كافي يجعله ينهض مُجدداً ويتحمل ذلك الألم الهائل الذي سرى في جسده وقلبه ومشاعره .. فتح عينيه ببطئ ليجبر نفسه على النهوض والإستحمام وإرتداء تلك الثياب الرسمية سار بخطوات بطيئة حتى وصل لمقبض الباب .. تنفس بعمق شديد وهو يستجمع كل قواه للخروج والإستعداد لأي معاملة أو عقوبة يتلقاها الآن .. المشكلة أنه ليس بخير حقاً ليتحمل تلقي مثل هذه العقوبات القاسية ولا الكلام الجارح من الشخص الذي ناضل للبقاء حياً فقط من اجله ومن أجل الإطمئنان أنه بخير .. الشخص الذي توسل هو إليهم للإبقاء على حياته التافه والمُثيرة للشفقة فقط كي يراه يكبر أمامه ويطمئن من أنه أصبح قادراً على حمل المسؤولية لوحده دون مُساعدة من أحد .. أخفض رأسه وهو يشعر بدمعة تداعب جفنيه برقة وكأنها تُشفق على حاله هي الأخرى .. تراجع عدة خطوات وهو يمسح تلك الدمعة قبل أن يعود للسير وفتح الباب دون إستجماع قواه فهو قطعاً يعلم بأن لا ذرة واحدة على الأقل من الإحتمال قد بقيت لديه .. وقف وقد بدى على وجهه التوتر والقلق فهو لم يعد قادراً على رسم ذلك الوجه البارد و الهادئ بل إنه يكاد يقسم أنهُ لو تعرض لموقف مشابه من جين الآن سيبدا بالبكاء كطفل صغير!
اغمض عينيه وقد بدء بالسير بالفعل ناحية ذلك المكتب الذي يجلس سيده عليه لينحني بهدوء قبل أن يركع على قدم واحدة أمامه ويتحدث بألم وحزن وندم ربما :" أعتذر سيدي , حقاً آسف على كل ما سببته لك من مشاكل وعلى كل الأسرار التي أخفيتها عنك , لكنني فقط لم أرد أن أرى هذا الحزن في عينيك .. أرجوك لا تظن أنني نفذت أوامر أحدهم بإخفاء هذه الحقيقة عنك ولكنني فعلتها من اجلك .. حتى لا يؤثر أي شيء على سعادتك , حقاً آسف "
لم يتلقى أي إجابة ولا حتى نظرة غاضبة أو باردة أو أي شيء وهذا ما جعل قوة إحتماله و تماسكه تنهار تماماً ليتمنى أن يحظى بصفعة أخرى أو أي ضربة أو تعذيب حتى لا يهم .. ولكن هذا الصمت كان يقتله ببطئ وقسوة .. أغمض عينيه بعد أن جلس على الأرض قرب قدميه وهو يضع رأسه على ركبتا سيده ويسمح لدموعه بالتحرر .. هو لم يعد قادراً على الإحتمال أكثر .. عليه أن يخرج أي شيء مما يحمله ,وقطعاً لن يتمكن من إخباره بكل ما يعتصر قلبه من ألالام ومخاوف لذلك فالدموع هي الحل الأمثل !
رمش بعينيه عدة مرات وهو ينظر إلى يوجين الذي إنهار فجأة وبدء بالبكاء ! شعر بإنقباضة في قلبه فهو قطعاً لم يعتد على رؤية يوجين يبكي .. ربما رأى دموعه بالصدفة ولكن أن ينهار أمامه هذا قطعاً ليس يوجين .. ألقى ما كان يمسك به بيده لينخفض ويجلس أرضاً بقرب يوجين وهو يضع رأسه بصدره ليتحدث بندم وأسف :" أنا آسف , يو أقسم أنني آسف .. لم أقصد حقاً أن أقوم بإيذائك أو صفعك حتى .. لم أقصد أن أغضب منك أرجوك لا تبكي يو .. إن بدئت أنت بالبُكاء فماذا علي أنا أن افعل ؟ أنا أستمد قواي كُلها منك أنت .. لذلك أرجوك لا تضعف أنت "
ختم تلك الكلمات وقد بدأت دموعه بالإنهمار هذا الأمر الذي أجبر يوجين على مسح دموعه وإظهار إبتسامة خفيفة على وجهه وهو يمسح دموع سيده .. وما إن أبعد يوجين يده على وجه جين حتى فوجأ بذراعي جين تُحيطان به بقوة وهو يهمس بأذنه بكلمات أعادت لروحه الكسيرة القليل من الصلابة و الأمل :" أنا آسف موافق , لا تغضب أو تحزن بسبب تصرفاتي الطائشة يو .. أُقسم لك بانني لن أكرهك لو مهما حدث .. فأنت من كان إلى جانبي دائماً وأنت من ساعدتني على النهوض بعد كل سقطة .. لذلك أرجوك إغفر تهوري وحماقتي أو كبريائي و أنانيتي في بعض الأحيان "
إبتسامة أوسع من سابقتها رُسمت على مُحياه وهو يبادل جين ذلك العناق الذي كان حقاً بحاجة له ليستعيد جزء آخر من عزيمته التي كاد ان يفقدها أو فقدها بالفعل .
إبتعد جين عنه بهدوء ليتحدث بإبتسامة :" إذن سنذهب الآن للمشفى , لا تظن أنني نسيت أنك بدأت تسعل دماً وسنقوم بتأجيل زيارتنا للقصر ليوم آخر "
ظهر الإنزعاج جلياً على وجه يوجين الذي قال :" لكن سيدي لقد وعدت سيدي الحاكم بالذهاب ورؤيته اليوم ومن ثم أنا بخير ولستُ بحاجة للمشفى , كل ما في الأمر هو أنني أجهدت نفسي قليلاً فقط في الآونة الاخيرة "
إبتسم جين بمكر وهو يقف ويساعد يوجين على الوقوف ليتحدث بخبث :" ومنذ متى يفضل يوجين القصر على المشفى ؟ أعني صحيح يوجين يكره المشفى ولكن قطعا سيكون أفضل بالنسبة له من القصر والحاكم "
أشاح يوجين بوجهه قليلاً عن جين الذي أردف بذات النبرة :" صحيح أليست إينوري هناك ؟"
ظهر القليل من الخجل على وجه يوجين الذي تحدث بشيء من الإنزعاج والحرج :" لا بأس إسخر كما تشاء ولكن في المرة القادمة التي نذهب بها للقصر لن أتدخل في شجارك مع إينوري "
لم يتمكن جين من كبت ضحكته التي إنفجرت لرؤية يوجين مُحرج للمرة الأولى في حياته فآخر ما كان يتوقعه هو أن يكون رفيقه سهل الإحراج ..إلا ان تلك الضحكة تبخرت وهو يذكر دموعه الحارقة قبل قليل .. تلك الدموع لم تكن فقط بسبب الموقف قبل قليل فيوجين ليس ضعيفاً إلى هذه الدرجة .. هنالك ما يزعجه ويثقل كاهله ولكن ما هو وهل من المعقول أن يتمكن ذلك الشيء من إفساد صداقتهما ؟ أغمض عينيه مُبعداً تلك الإحتمالات من عقله عندما رأى يوجين يقف أمامه وهو يحمل له ثياب للخروج من المنزل ليبتسم وهو يلتقطها منه بينما تحدث بهدوء :" تعلم يوجين اليوم إكتشفت أنك طفل كبير تُحب البكاء و سهل الإحراج كما إكتشفت قبل مُدة أنك شخص مرح خارج حدود عملك تحديداً مع زوجتك وطفلك .. أظن انني إكتشفت الكثير من الصفات خلال عام واحد بينما نحن قضينا معاً أكثر من إثنى عشر عاماً !"
إبتسم يوجين له ليتحدث بهدوء هو الآخر :" لستُ طفلاً يحب البكاء .. فأنا لم أبكي أمامك إلا مرة واحدة فقط .. ولكن من تظن أنه تغير حتى تمكنت أنت من إكتشاف هذه الصفات ؟ أأنا من أصبح يعبر عن مشاعره أم انت من بات يحاول بكل وسعه أن يفهم مشاعري وشخصيتي ؟ بالنسبة لي لا أعلم الإجابة بالفعل "

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


شكراً غاليتي


زيزي(زيزو) على الأهداء حب6

رد مع اقتباس
  #147  
قديم 10-09-2014, 04:11 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/31_01_14139118930690171.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
بعد ربع ساعة تقريباً كان يوجين يجلس خلف المقود بينما إتخذ جين مكانه المُعتاد خلف مقعد السائق متجهين إلى أقرب مشفى في المدينة بعد أن عجز يوجين عن تغيير رأي سيده في الذهاب إلى القصر .. ولكنه على الأقل منعه من القيادة فهو قطعاً لن يسمح لجين أن يقود وهو يجلس فقط حتى وإن لم يرى جين أي إهانة في ذلك الأمر .

بعد مُدة قصيرة من الزمن كان كُل من يوجين وجين في المشفى بحيث كان جين يقف أمام تلك الغرفة وهو يراقب الطبيب الذي كان يقوم ببعض الفحوصات ليوجين الذي بدى هادئاً للغاية وقد كان يغمض عينيه بهدوء .. لم تمضي الكثير من الدقائق حتى إبتعد الطبيب عن يوجين الذي إعتدل في جلسته وأمسك بقميصه ليقوم بإرتدائه مما دفع جين للإنضمام إليهما داخل تلك الغرفة .. تحدث ذلك الطبيب بصوته العميق والذي بدى عليه الإنزعاج :" يوجين كم مرة علي أن أُنبهك على ضرورة إلتزامك بمواعيد الدواء وتناول وجبات طعام صحية وأن تتوقف عن إرهاق نفسك ؟"
إبتسم المعني بهدء ليتحدث :" حتى تشعر بالملل وتستلم عن إعطائي مثل هذه النصائح , الواقع أنا أتناول أدويتي كلها في الموعد المحدد و أهتم بوجبات الطعام "
تنهد الطبيب بتعب ليتحدث :" أخبرني إذن ماذا حدث لك ؟ لما ساءت صحتك إلى هذه الدرجة ؟ هلا توقفت إذن عن القيام بإجهاد قلبك وعقلك ؟ أنا واثق من أنك تفكر بأمور لا معنى لها طوال الوقت "
بدى الإنزعاج ولمحة من الحزن على وجه يوجين الذي تحدث بصوت خافت :" ليس وكأن الأمر بيدي دماغي لا يتوقف عن جلب الصداع لي "
في تلك اللحظة تدخل جين في حوارهما ليتحدث بهدوء نادر ما يتحلى به :" سيدي الطبيب هل إعطاءه إجازة عن العمل سيشكل حلاً ما ؟"
أومأ الطبيب سلباً وهو يجيب :" الواقع لا , لإن الأمر غير مرتبط بالمجهود الجسدي الذي يقوم به بقدر إرتباطه بالمجهود الذهني و النفسي .. وبكل حال أتوقع أن أراك هنا في نهاية الأسبوع لإنك ستقضيها في المشفى "
توسعت عيناه بدهشة وهو يتحدث :" أأنت جاد ؟ أرجوك أيها الطبيب لا يمكنني قضاء ثلاث أيام كاملة هُنا .. هذا هو المستحيل بعينه "
هم الطبيب بالإجابة لولا صوت جين الساخر :" إذن يبدوا أن المستحيل سيصبح واقعاً في نهاية هذا الأسبوع "
نظر يوجين له وهو يبتلع رمقه بتردد قبل أن يتحدث :" لا , أنتما ستقضيان علي هكذا أرجوكما .. أعدكما لن أبذل أي مجهود في المستقبل القريب "
حرك الطبيب رأسه سلباً ليتحدث بحزم :" أعتذر أيها الشاب ولكن بقائك في المشفى أصبح ضرورياً جداً "
حول يوجين نظره إلى جين الذي قطب حاجبيه وهو يتحدث :" قطعاً لن أساعدك يو .. أنت بحاجة لذلك "
أخفض رأسه وهو يتنفس بعمق بعد أن وقف ليتحدث بصوت مخنوق :" لا يهم إذن هل نعود للمنزل الآن ؟"
أومأ جين بهدوء إلا أن صوت الطبيب أوقفهما :" مهلاً عليك أن تلقي بكل أدويتك السابقة بالقمامة وتتناول هذا الدواء .. إنه أقوى قليلاً من سابقه .. ويفضل أن تراجع الطبيب الخاص بالرئة حتى تتأكد من عدم تعارض هذا الدواء أو تفاعله مع أي من أدويتك الخاصة بالربو "
تحدث بإنزعاج :" ومن قال أن الربو بحاجة لدواء كل ما في الأمر إن إنقطعت أنفاسي أستخدم ذلك البخاخ لإستعادتها "
وضع الطبيب يده على رأسه وكأنه لا أمل من محدثه بينما أمسك جين يوجين وأخذه إلى طبيب الخاص بالرئة بالإجبار .
بعد ما يقارب الساعتين في تلك المدينة الطبية ها هما صديقانا أخيراً في طريق عودتهما للمنزل .. كان وجه يوجين شاحب كما أن تقاطيع وجهه كانت متجهمة ومنزعجة .. بينما كان جين ينظر إليه وهو يكتم ضحكته فهو حقاً لا يعلم كيف لم يكتشف مُسبقاً أن صديقه هذا يستطيع التصرف كالأطفال تماماً!
نظر يوجين له بإنزعاج شديد ليتحدث بصوت منخفض :" لماذا تبتسم ؟ بل كأنك تريد الضحك .. لا يوجد ما يضحك أبداً "
أفلت جين ضحكته تلك لتتجهم ملامح يوجين أكثر بينما توقف الأول عن الضحك وهو يقول :" أُقسم بأن إبنك لن يرسم هذه التعابير على وجهه عند ذهابه للمشفى "
أجابه بهدوء :" هو سيكون خائفاً لا منزعجاً .. بكل حال لا يوجد لدي ما أخشاه ( وبسخرية ) : ففي النهاية لم يتبقى لدي الكثير من الوقت لأحياه "
ظهر الإنزعاج على وجه جين هذه المرة ليتحدث :" فقط أغلق فمك , لا أحد يعلم متى سيموت ؟ وأيضاً ( حول نبرته للسخرية الشديدة ) : أريد رؤية وجهك عندما تُخبر إينوري أنك ستقضي عطلة الأسبوع في المشفى ! "
إبتلع رمقه بتردد وشيء من الخوف ليتحدث :" سيدي , لا يمكن لإينوري أن تعلم بذلك .. أُقسم بأنها ستشعر بالقلق الشديد وقد تقرر البقاء معي ولن يتمكن أي طبيب في العالم تبديل رأيها "
إحتدت نظراته قليلاً قبل أن يتحدث :" أوضح كلامك أكثر , ماذا سوف تُخبرها إذن "
إبتسم بتوتر ليتحدث :" سيدي أيمكنك أن تقوم بخدمة ما لي ؟ أعني .. هذه المرة الأولى والأخيرة قطعاً التي سأطلب منك أي طلب أعدك "
بقي جين يحدق بعينا يوجين عن طريق تلك المرآة وهي يفكر إن كان عليه المُخاطرة وقبول تقديم تلك الخدمة ولكن ... حقاً يوجين لم يطلب أي شيء من جين منذ أن إلتقيا لأول مرة .. مرت دقيقة كاملة قبل أن يتحدث يوجين مرة أخرى ولكن بهدوء :" إنسى الأمر فحسب , أنا آسف سيدي "
شد على قبضة يده اليُمنى ليتحدث وهو يشد على كل حرف ينطق به :" لا تقرر أنني رفضت الأمر من عقلك البليد هذا يوجين .. أخبرني ماذا تريد ؟"
إبتلع رمقه قبل أن يتحدث :" أخبر إينوري أنك قُمت بإلغاء عطلتي لنهاية هذا الأسبوع وأنك فقط ستسمح لي بأن أوصلها للمنزل إن هي رغبت بذلك في الصباح الباكر "
رسم إبتسامة على وجهه قبل أن يتحدث :" وأن أتلقى أنا التوبيخ وربما لكمة منها .. ثق بي يو أنت ستكون مدين لي بالكثير حينها "
إبتسم يوجين بهدوء وهو يومأ برأسه إيجاباً دون أن يجيبه .

في مساء ذلك اليوم :
كان جين يجلس يجلس خلف مكتبه وقد بدى أنهُ منهمك في الدراسة بينما كان يوجين يقف بهدوء في إحدى الزوايا وهو ينظر بشرود إلى الأمام الكثير من الذكريات و الأفكار اللتين تسابقتا على إنتهاشه وتمزيقه بل وربما قتله لمئات المرات .. صزت قرع الباب الخارجي لجناح جين أيقظه من شروده كما جعل مالك الجناح ينهض وهو يلقي بما في يديه من كتب .. توجه كلاهما إلى الغرفة المخصصة للجلوس ليذهب جين ويجلس على إحدى الآرائك بينما فتح يوجين الباب ليطل منه كبير الأسرة وابنيه البغيظيين .. وقف جين حينها وهو يرسم على وجهه إبتسامة مُجبرة فهو لم يتحدث مع أحدهم منذ أن علم بأنه مُتبنى حتى أنه لم يعد يجتمع معهم على مائدة الطعام ويتحاشى رؤية أي أحد منهم بكل الوسائل المُمكنة .. تقدم كبير الأسرة أولاً للدخول ولكنه قبل ذلك ألقى نظرة على يوجين الذي كانت عيناه تحذرانه وإبناه بصمت بل هو يقسم بأن لون عينيه في هذه اللحظة لم يعد أزرق صافٍ كصفاء مياه المحيط ونقائها بل تحولتا لأزرق داكن كما لو أن عاصفة ما غطت ذلك المُحيط وأظلمته .. لم يتمكن من أن يرمقه بنظرة حادة لإنه يعلم تماماً أن تلك النظرة لن تساوي قوته مُطلقاً .. شعر جين بتلك الأجواء المشحونة بالرغم من أنهُ لم يكن قادراً على رؤية عينا يوجين ونظرته تلك ليتحدث بتوتر :" رجاءاً تفضلوا بالدخول ."
ما إن أنهى جين تلك الجُملة حتى إبتعد يوجين عن أمامهم وقد أخفى تلك النظرة تماماً وعادت ملامحه الهادئة و الباردة لتغطي وجهه .. بينما دخل الثلاثة إلى الداخل وجلسوا على الأريكة المُقابلة لجين ويوجين الذي وقف خلف سيده وقد إبتسم بسخرية عند رؤيته لوجه ديريك المغتاظ .. الصمت حل على المكان برمته .. بالنسبة لجين فقد كان متوتر للغاية أما ديريك ويوجين فيبدوا أن مُشاجرة ما وقعت بينهما ولكن بلغة العيون بينما أليكسس لازال مُستمتعاً بكل ما يحدث حوله وأخيراً قرر ماكس كسر ذلك الصمت وهو يتحدث بصوت عميق :" عزيزي جين .. لماذا قررت حبس نفسك في هذا الجناح ؟ أنا لم أُخبرك بالحقيقة لتعزل نفسك عنا .. لكنك أصبحت رجلاً وبعد أسبوع سيعلن عن أمر خطبتك بآنجلي لذلك ظننت أنه سيكون من الأفضل لك معرفة الحقيقة "
صمت كبير الأسرة في إنتظار رد من مُحدثه إلى أن الأخير أخفض رأسه فقط ليكمل ديريك ما بدأ والده به :" أنت جين عشت معنا مُنذ أن كُنت طفلاً في الثالثة من عمرك .. ربما لسنا أشقاء ولكننا إخوة بعد كل شيء تماما ككريستيان و آنجلي صحيح ؟"
ظهرت إبتسامة حزينة على شفتيه .. إنه يتمنى حقاً أن يُصدق كلامه ذاك ولكن مقارنة علاقته معهما وعلاقة كريستيان بآنجلي فاشلة بكل المقاييس فهما لم يحاولا أن يفعلا أي شيء مما فعله كريس لآنجلي .
في تلك اللحظة نطق أليكسس بنبرة حاول إبعادها قدر الإمكان عن السخرية :" يبدوا لي أنه لا يصدق كلامنا يا ابي .. فقط أخبرني ماذا تريد أن نفعل حتى تبعد غيمة الحُزن هذه عن وجهك ؟"
تحدث بصوت كسير :" من هُما والداي الحقيقين ؟ ولماذا قمت بتبني بالرغم من أنك تملك إبنان ؟ "
أخفض يوجين رأسه وقد بدى أن رعشة قوية إجتاحت جسده بينما إبتسم ماكس بسخرية وهو يرمق يوجين بنظرة متشفية إلا أنه تحدث بهدوء :" سنُناقش هذه المسألة بعد إمتحناتك الثانوية أو يُمكنك أن تُجبر يوجين على إخبارك فأنا والحاكم طلبنا منه إخبارك ولكنه من رفض بحجة أن الوقت غير مُلائم "
ختم جُملته تلك وهو يرسم إبتسامة خبيثة على شفتيه وقد رُسمت ذات الإبتسامة على وجه أليكسس وديريك لينهضوا ويغادروا الجناح .. كان الصمت القاتل يحلق بالأجواء بينما بدى على يوجين الشحوب الشديد وكأن الحياة بدئت تخرج من جسده .. قطع ذلك الصمت صوت جين الحزين :" إذن كُنت أنت تعرف كل شيء عني .. طوال هذه السنين وأنت تخدعني "
تراجع إلى الخلف عِدة خطوات قبل أن يتحدث بصوت مخنوق تماماً :" لا , سيدي .. أنا .. "
زمجر بغضب شديد :" أغلق فمك , لا أريد أن أستمع إلى أي حرف منك "
إبتلع رمقه بصعوبة وهو يرى سيده يقف وينظر إليه بغضب شديد ممزوج بالكره و الحقد .. تمتم بتلك اللحظ بصوت خائر القوى :" أرجوك سيدي .. لا ..."
تحدث بكل ما يحمله من قسوة :" أغلقه واغرب عن وجهي .. لا أريد رؤيتك أمامي الآن "
أغلق عينيه بإستسلام ولكن سرعان ما رُسمت إبتسامة لطيفة على وجهه جعلت الشاب الغاضب يرفع أحد حاجبيه بإستنكار تام وهو يتمتم بغضب :" ما هو الشيء الذي يدفعك لرسم هذه الإبتسامة البلهاء الآن ! "
فتح عينيه وقد بان بهما سكون غريب .. بقي جين يحدق بهما وكأنها المرة الأولى التي يرى يوجين .. بل هي حقاً المرة الأولى التي يرى بها عينا يوجين خالية من أي تعبير مثل التردد أو الخوف أو القلق ولكن لمسة الحزن والألم يستحيل أن تختفي من عينيه .. تحدث يوجين بهدوء وتلك الإبتسامة لاتزال تزين وجهه :" أيرغب سيدي بمعرفة الحقيقة كاملة الآن ؟"
لا يعلم كيف ولكن غضبه تبخر بالكامل وهو يشعر بقلق ما يعصف به ولكنه وبالرغم من ذلك أومأ بالموافقة !
تقلصت إبتسامة يوجين قليلاً ليتحدث :" إذن سيدي هناك أمران قبل أن أخبرك .. الأول عدني بأنك ومهما كانت مشاعرك أو إضطرابك أو صدمتك أو حتى غضبك وحزنك أن تكون في المركز الأول في دراستك لهذا العام أو على الأقل أحد الثلاثة الأوائل بالمملكة كلها "
قطب حاجبيه بإنزعاج شديد ليتحدث :" ألا ترى معي أنه ثاني أمر تعطيني إياه لهذا اليوم ! ولكن لا تقلق فأنا لا أنوي حقاً أن أضيع أحد هذه المقاعد "
ضحك بخفة قبل أن يتحدث :" حسناً الطلب الذي طلبته منك صباحاً سيتم إلغائه تلقائياً فلا تقلق .. لن تضطر أن تُخبر إينوري بأي شيء ."
تحولت ملامح وجهه للحيرة قبل أن يخرج يوجين هاتفه النقال ويرسل رسالة ما لشخص لم يتمكن جين من معرفة محتوى الرسالة أو متلقيها .. أعاد يوجين هاتفه إلى جيبه ليزفر الهواء وهو يتحدث بنبرة مُزجت بها السعادة والحزن في آن واحد :" سيدي لم يعد هنالك مجال لتراجع الآن .. أخبرتك صباحاً أنني لم أُخفي أي شيء عنك إلا من أجل سعادتك .. أنا أخفيت عنك ثلاث أسرار الأول هو أنك مُتبنى .. الثاني هو من هي أسرتك الحقيقة والسبب في تبنيك من قبل السيد ماكس أما السر الثالث فهو يتعلق بك ربما ولكن ليس من الضروري معرفته وفقط أنا وعمي ماكس من نعلم بشأن هذا السر .. أعتذر ولكن السر الثالث سيرافقني إلى قبري .. فهو يخصني قبل أن يخصك .. وثق بي معرفته لن تجلب لك إلا الحزن و الشقاء وربما تدمر حياتك بسببه لذلك مهما حاول عمي إغاظتك بأمره فلا تحاول إكتشافه أو سؤاله عنه .. أخبره فقط أنك لست بحاجة لمعرفة أي شيء ."
تحدث بحنق :" ولكنك قلت أن ذلك السر يخصني بطريقة ما .. فلماذا سيدمر حياتي ؟"
أخفض رأسه وهو يجيبه بهدوء :" أرجوك لا تُجبرني على الإجابة .. فقط انا أخبرتك بوجود ذلك السر حتى لا تسمح لعمي بإستفزازك وهو يخبرك انني أخفيت عنك أمراً ورحلت دون أن أخبرك به .. فضولك سيقودك لمعرفته ومن ثم ... أنت سترتكب حماقة بكل تأكيد أو أن روحك قد تتحطم .. وقطعاً أنا لا أريد لذلك أن يحدث لاسيما أنني لن أكون موجوداً لمنعه أو منعك "
بالرغم من أن الفضول بدء يحثه على إيجاد وسيلة تجعل يوجين يعترف بها عن ذلك السر الثالث ولكن جملته الأخيرة ألجمته تماماً عن التفكير ليتحدث بحذر :" إلى أين ستذهب ؟"
ضحك بخفة وقد حافظ على إبتسامة واسعة لا تتناسب وما سيدلي به الآن :" سيدي مهمتي هي إخبارك بالسر الثاني فقط .. ستنتهي مهمتي عند إخبارك به الآن .. ومن ثُم أين سيذهب قاتل حُكم عليه بالإعدام برأيك إلا إلى ساحة الإعدام والفناء من الوجود ؟"
إبتلع رمقه بحذر وقلق ليتحدث بصوت مخنوق :" لكن أنا لم أتزوج من آنجلي بعد ولم ..."
قاطعه بلطف ليوضح الأمر:" أنا من طلب منهم إبقائي حتى أراك رجلاً لديه أسرة وقادر على تدبير أموره بنفسه .. وإلا لكانت نهايتي منذ أن كُنت طفلاً في السابعة من عمري .. ولكن بقي هنالك شرط قائم إن علم سيدي بالحقيقة قبل ذلك الوقت سيتم تقديم موعد الإعدام ( صمت وهو يراقب وجه جين الذي بدء الرعب يظهر عليه ليردف بهدوء ) : غداً صباحاً سنذهب إلى قصر الحاكم .. ستقرر أي طريقة سيتم إعدامي بها .. وفي المساء سيتم تنفيذ الحُكم "
ظهرت الصدمة على وجه جين الذي بقي يحدق بيوجين بعدم تصديق .. كيف يقول كل ذلك دون أن يرف له جفن ؟ هل فقد عقله ؟ إنه يتحدث عن إعدامه بكل سهولة وأريحية .. ألم يفكر بإينوري ؟ بصغيره الذي لم يكمل عامه الأول بعد ؟
صوت يوجين أيقظ جين من أفكاره :" سيدي لا مجال لتراجع الآن لقد اخبرت الحاكم بالفعل .. والآن حان الوقت لتعلم الحقيقة كاملة "
حرك راسه نفياً ليتحدث بإنفعال :" ولماذا أخبرته ؟ لماذا لم تُخبرني أولاً أنه سيتم تقديم موعد إعدامك إن أخبرتني ؟ تباً .. أخبره أنك لم تُخبرني بأي شيء "
تنفس يوجين بعمق قبل أن يتحدث :" عندما كنت في الخامسة من عمري صدر ظامر من سيدي الحاكم أن يتم سجني في القصر مع القيام بالكثير من الأعمال الشاقة حتى أكمل السابعة ليتم قتلي .. والسبب كما تعلم أنني كُنت السبب في الحريق الذي إبتلع سعادة أسرتنا وسعادتي بالتأكيد .. لقد إندلعت النيران من غرفة شقيقي الأصغر والتهمت بقية القصر .. أنا قامت أمي بإنقاذي .. لقد أخرجتني مع أحد الخدم عندما علقت هي بين النيران ( أغمض عينيه بألم وظهرت نبرة الحُزن واضحة في صوته ) : لم ارى أبي أو شقيقي الأصغر .. لكنني علمت بأن لا أحد نجى من ذلك الحريق الهائل .. بكل حال تم تقيدي وإرسالي إلى إحدى الزنزانات في القصر وبدئت بالعمل هناك .. وعندما أكملت السابعة من عمري جاء عمي إلي للمرة الأولى وأخبرني أنه قام بترميم القصر وبدء بالسكن فيه هو وأبنائه وأنه من يدير شركة الأسرة الآن .. فأنا بالتأكيد لن أرث أي شيء فالقاتل يحرم من حقه بالإرث .. ولكن الأهم من ذلك هو أنه أخبرني بأمر كُنت أنا أجهله .. أخبرني عن أن احد أفراد أسرتي لازال حياً وأنني ..."
لم يستطع أن يكمل كلامه بسبب يد جين التي وضعت على فمه .. نظر له بقليل من التساؤل ولكنه صُدم بتلك الدموع التي كانت تخرج من عينيه دون توقف أو إنقطاع .. تحدث جين بصوت حاول قدر الإمكان منعه من الإرتجاف :" لا تُكمل .. أنا لا أريد أن أعرف المزيد رجاءاً .. يكفي .. تباً لماذا تم خداعي بهذه الطريقة ؟ هو قام بتبني فقط لإنني الوريث الشرعي لهذه الأسرة صحيح ؟ وأنت لماذا قُمت بخدمتي أجب ؟ "
أبعد جين يده عن فم يوجين الذي أخفض رأسه إلا أن جين أردف بشيء من السخرية :" هل رغبت بإراحة ضميرك مثلاً ؟ لقد حاولت قتلي أنا في المقام الأول صحيح ؟ تباً إن كان الحريق إندلع من غرفتي فكيف بقيت أنا على قيد الحياة ؟"
تحدث بصعوبة بالغة ودون أن يرفع رأسه :" أبي .. أنقذك وأخرجك من الحريق .. ولكن حروقه كانت بليغة لذلك مات بعدها بفترة وجيزة "
شد على قبضة يده بقوة :" جيد , هل إرتاح ضميرك الآن ؟ لقد خدمتني وأصبحت الشخص الوحيد الذي أشعر بالأمان برفقته .. ولكنك كنت تفعل ذلك لإجلك .. هل شعرت بالندم بعد رحيل والداي وقررت مساعدتي ؟ أنت قمت بخيانتي وخيانة كل معنى للأخوة ! "
أخفض يوجين رأسه أكثر وهو يغمض عينيه ولو أنه تمكن لكان وضع يديه على أذنيه حتى لا يستمع للمزيد من تلك الكلمات التي أصابته وطعنته بلا رحمة ولكن هو عليه أن يستمع لها .. على قلبه أن يتحطم ويُقتل مئات المرات لإنه يدرك تماما أن قلب شقيقه الآن يتألم ويأن .
عاد صوت جين الغاضب ليتحدث بنبرة أوضحت للشخص الذي لم يرفع رأسه لمواجهته أنه يبكي وأنه على وشك الإنهيار :" لم يكن عليك القدوم وخدمتي .. لقد كان عليك المُحافظة على آخر ذرة من أخوتك لي وتختفي من حياتي بعد ما فعلته ... وربما أنت فقط شعرت بالإحباط لإنك لم تتمكن من قتلي وبحكم أنني كنت طفلاً لم اشعر بلوعة الحرمان و الفراق الأبدي .. لذلك أتيت إلى هنا وجعلتني أتعلق بك حتى تشعرني بمرارة فقدان شخص أحبه أكثر من نفسي صحيح ؟ ( وبصراخ ) : تباً لك يوجين .. لقد كان عليك الموت في ذلك الحريق .. أو على الأقل كان عليك أن تكون ميتاً بحُكم الإعدام قبل أن أرى وجهك أو أعلم عنك أي شيء .. ربما حينها فقط لو علمت انه كان لدي شقيق وقد أُعدم لشعرت بشيء من الحزن .. ربما حينها كُنت لأسامحك وأنسى أنك من قتل والداي في محاولة لقتلي أنا ( إنهار أرضاً ليتحدث بصوت ضعيف ) : أليس هذا مُثيراً للسخرية ؟ الشخص الذي إدعى أنه حارسي هو ذاته من حاول التخلص مني "
لم يعد يقوى على قول المزيد ليس لإن كلماته المُعاتبة قد خانته ولكن لإنه لم يعد قادراً أن فتح عينيه فقد سقط مغشياً عليه .
تحرك الشاب الآخر والذي لم تتبين ملامح وجهه ولم ينطق بحرف واحد من سيده ليحمله برفق ويضعه على سريره ومن ثم يبدل له ثيابه بأخرى مريحة ويطفئ أنوار تلك الغرفة التي غرقت في الظلام تقدم ناحية ذلك السرير وهو ينظر لسيده بهدوء قبل أن يمد ذراعه لتلامس وجهه وترجع بعد الخصل المُتمردة إلى خلف أذنه ليتحدث أخيراً بنبرة كسيرة و خائرة القوى تماماً بينما أظهر ضوء القمر تلك الإبتسامة الحزينة التي رُسمت على شفتيه :" آسف لكل هذا الألم الذي سببته لك .. أنا حقاً كان علي أن أُبقي علاقتي معك سطحية .. آسف سيدي .. آسف أخي .. لكن غداً مساءاً سينتهي هذا العذاب .. بالنسبة لي على الأقل .. وبالنسبة لك بما أنني سأختفي "
إقترب أكثر وهو يطبع قبلة حانية على جبين شقيقه ليبتعد بعدها عنه وقد بدئت دموعه التي كانت تلمع تحت ضوء القمر بالإنفجار ليرمي بجسده على سريره في المرفق المخصص له ويغط في نوم عميق هروبا من كل شيء يؤذيه .

وفي مكان آخر حيث كانت علامات الصدمة و المُعارضة واضحة في أعين الجميع فقد كان الحاكم يجلس على عرشه بإرتياح ظاهر يخفي خلفه ما يشعر به حقاً بعد أن فجر تلك القُنبلة التي جعلت ألسن الجميع تتوقف عن النطق .. ولكن وأخيراً تحرر لسانها من تلك الصدمة التي ألجمتها بالوقت ذاته التي تحررت دموعه الحارقة لتصرخ بغضب :" وبأي حق تقرر تغيير موعد الإعدام للغد ؟"
نظر لها ببرود ليتحدث :" تعلمين منذ اليوم الذي أصبحتي زوجته به انه سيعدم فلا تبدأي بالبكاء الآن ! أنتي من وافق على ذلك بالرغم من أنكِ كنتي فتاة راشدة وقعت في حب شخص حكم عليه بالإعدام ولهذا أنا لا أشعر بالشفقة إتجاهك ولكن ما كان عليكما إقتراف غلطة كإحضار الصغير إلى هذا العالم .. فهو سيعيش ما تبقى من عمره وحيداً بلا أم أو أب "
إحتدت نظراتها أكثر لتتحدث بغضب عارم :" طفلي لم يكن غلطة .. وحتى لو رحل يوجين فأنا سأبقى بجانبه وإن كنت تظن أنك ستجبرني على الزواج بشخص آخر فأنا أقسم لك أنني سأقتل طفلي ومن ثم سأقتل نفسي ويمكنك حينها تحمل ذنب هذه الأسرة !"
نزل من عرشه ليقوم بصفعها بقوة جعلتها تسقط أرضاً وهو يزمجر بغضب :" أنا هو الحاكم وأنا من يقرر .. توقفي عن تهديدك الفارغ هذا إينوري .. لا تظني ولو للحظة بأنني سأتردد بقتلك وإبنك ايضاً وإخفائكم عن الوجود فأنتي مُنذ الأساس من سببتي لي العار "
إبتسمت بوهن لتتحدث :" حقاً ؟ وماذا عن كل ذلك اللطف الذي عاملتني به خلال الفترة الماضية ؟ ماذا عن وعدك بأنك لن تؤذي حفيدك ؟ أأنا من سبب لك العار أم تصرفاتك هي التي تجعلني أخجل منك ؟ تباً .. تباً ( نهضت وهي تسمح لدموعها بتبليل خدها المتورم لتصرخ ) : لا بأس قُم بإعدامه غداً وابعد طفلي عني .. واتركني حينها كجثة هامدة بلا روح .. أهذا ما تسعى إليه أبي ؟ أهذا ما سيرضي جلالتك ؟ ألهذا السبب أنجبتماني إلى هذه الحياة ؟"
أراد أن يصفعها مجدداً ولكن يد ذلك الشاب أوقفته ليتحدث :" لا عمي , أعتذر ولكن لن أسمح لك بصفع أختي مرتين .. أعلم أنها إبنتك ولكن ... انا حتى لم أفهم .. لماذا عليك أن تعدمه غداً ؟ هو لم يرتكب أي غلطة صحيح ؟"
إبتسم الحاكم بسخرية وهو يعود لعرشه :" لا يجدر بالمُتطفلين ان يتدخلوا بشؤون عائلية .. عليك أن تكون سعيداً أنني أسمح لك بحضور هذه الإجتماعات أساساً "
أخفض كريستيان رأسه وهو ينحني .. بينما تحدثت الملكة بقوة وشيء من الحقد:" وماذا تعني بذلك ؟ أنت تقوم بإيذاء صغيراي .. إبني ليس مُتطفلاً إنه صغيري أنا .. يكفي أنك أفسدت حياته والآن تُريد إفساد حياة صغيرتي .. أنت حقاً لا يهمك أي شيء ( وجهت نظرها لآنجلي التي كانت تبكي ) : فقط لو أن الموقف قد تم عكسه .. لما تصرفت بالطريقة ذاتها "
لتغادر تلك القاعة بعد أن جعل كلامها شهقات آنجلي ترتفع أكثر أما كريستيان فقد ساعد إينوري على النهوض ليغادرا القاعة ايضاً خلف والدتهما .. في تلك اللحظة إنهارت آنجلي لتسقط على الارض الباردة وتبدأ بالبكاء بشدة فهي الآن لا تبكي فقط لأجل إينوري وأسرتها التي ستتحطم في الغد بل لإنها شعرت أن هنالك فجوة كبيرة قد اُحدثت بينها وبين أخويها .


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


شكراً غاليتي


زيزي(زيزو) على الأهداء حب6

رد مع اقتباس
  #148  
قديم 10-09-2014, 04:19 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/31_01_14139118930690171.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


كُشف السر الذي يخفيه يوجين أمام جين أخيراً .. فما رأيكم بردة فعله ؟

الظهور الأول لرولند في الوقت الحاضر بالرواية فما هو إنطباعكم عنه؟

صمت يوجين أمام إتهامات جين له أهو إعتراف منه بأنه من تسبب بالحريق ؟

السر الثالث الذي لا يريد يوجين من جين معرفته ما هو برأيكم ؟

وأخيراً إقتراحات _ توقعات ؟
ولا تنسوا تقترحوا إسم للرواية إذا إستطعتم

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


شكراً غاليتي


زيزي(زيزو) على الأهداء حب6

رد مع اقتباس
  #149  
قديم 10-09-2014, 04:27 PM
 
حجز
امم لنسبة للاسم فقط ابقيه غدر البشر اظن انه يكفي لكن ان وجدت اسما اخر ساخبرك
طبعا لي عودة لفك الحجز و اجابة الاسئلة و للثرثرة قليلا و بعض التوقعات مع القليل من البهارات و ربما بعض السكر
ههههههه
__________________
لا تعتمد على احد في هذه الدنيا فحتى ظلـك يتخلى عنك في الظلام

[/cc]
رد مع اقتباس
  #150  
قديم 10-09-2014, 05:10 PM
 
حححججججججججججججززززززززززززززز الثاني
__________________




اسْتغفِر الله , الله اكْبَر , سُبحَان الله , الحَمدُ لله
لَا إله إلا الله وَحدَه لاَ شَريكَ لَه


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقابلة تلفزيونية بعنوان ناروتو وساسكي وساي عندما يجتمع الاغبياء mαĐĄm ҒŨЙҝỸҰ♥ نكت و ضحك و خنبقة 13 11-25-2017 03:04 PM
عندما يجتمع مصاصي الدماء والبشر بمكان واحد ماذا سيحدث يا ترى فلتتابعوا تقرير للانميVampire Knight إيلين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 20 08-01-2013 10:19 PM
عندما يجتمع مصاصي الدماء والبشر بمكان واحد ماذا سيحدث يا ترى فلتتابعوا تقرير للانميVampire Knight إيلين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-16-2013 09:50 PM
ناروتو وساسكي وساي عندما يجتمع الاغبياء ....هههههه mαĐĄm ҒŨЙҝỸҰ♥ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 28 11-18-2010 11:54 AM
عندما يجتمع الجمال والجفاف حمزه عمر علوم و طبيعة 9 08-12-2010 12:59 PM


الساعة الآن 12:44 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011