عيون العرب - ملتقى العالم العربي - عندما يجتمع غدر البشر مع خفايا القدر

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/25_09_1414116372392757.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/25_09_14141163723889884.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].

.[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...3723867822.png

ق1ق1 مقدمة للرواية : ق8ق8

عندما يجتمع غدر البشر مع ألاعيب القدر ... لا يبقى للصغير ولا للطيب مكان ... عندها يجب فرض السلاح بكل أنواعه ووسائله ... فتختفي البسمة والطيبة ليحل مكانه بحر من الغدر .. ويصبح العدو صديق وهو عدو .. لا يتغير .. يصبح الأخ غداراً .. يطعن بلا إهتمام ..بحر الدموع .. آلام لا تنتهي ... ماذا بعد ؟ .. ما الذي يبقى؟

ماذا بقي من غدر البشر من أجل أن يتفق مع ألاعيب القدر

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...3723934568.png

في إحدى مدن لندن التي تعج بالحياة والرفاهية تحديداً في ذلك القصر الضخم .. تربعت تلك الأسرة التي كانت تلي أسرة الحاكم مباشرة في الأهمية .. عائلة روبنز تحتفل بمناسبة إتمام وريثها الخامسة من عمره .. هذه الأسرة التي لم تكن تنتمي لهذه الطبقة قبل عشرة سنوات فقط !! سيد تلك الأسرة انقذ ولي العهد من حادثة إغتيال ليصاب هو بدلاً منه .. ذلك الحادث غير مجرى حياة تلك الأسرة لتصبح إحدى الأسر النبيلة .. ولكن الأمر المحير هو أنها إستطاعت وبأقل من شهرين فقط أن تبني لنفسها مجالاً في دنيا الأعمال تفوقت على البقية .. وكذلك زادت مرتبتها حتى أصبحت تتلو مرتبة الحاكم مباشرة .. صوت الموسيقى و غناء الأطفال .. تلك الإبتسامات والسعادة التي كانت تسيطر على الأجواء تجعل أي شخص يبتسم بسعادة .. سيد الأسرة كان من أطيب الأشخاص لطالما ساعد الجميع .. وحقق لهم أمنياتهم وأحلامهم .. ولكن يستحيل ومهما بلغت طيبة المرء ألا يجد في طريقه عدواً ما يفسد سعادته .. ويبدل الإبتسامات إلى أحزان .. وقف ذلك الشخص وهو يقسم بأنه وفي ليلة الغد سيبدل هذه الإبتسامة إلى أصوات صراخ وألم وتوسل سيمحوا وجودهم عن هذه الأرض .

إنتهت تلك الليلة .. وقد عاد الجميع إلى منازلهم بسعادة بعدها .. ليخلد الجميع إلى فراشه بعد يوم متعب .

في صباح اليوم التالي دخلت أشعة الشمس الذهبية إلى غرف ذلك القصر الجميل .. لتوقظ ذلك الطفل الصغير من سباته وهو يفرك عينيه بكسل .. قبل أن يقرر النهوض والبحث عن طعام ما لتناوله .. سار في ممرات القصر حتى وصل إلى مسامعه صوت بكاء طفل بدى أنه في الثانية من عمره نظر إليه ليبتسم بعدها بشقاوة وكأن فكرة جهنمية قد طرأت على فكره .. سار بهدوء شديد على أطراف قدميه حتى وصل إلى شقيقه الذي كان يبكي بسبب سقوطه أرضاً من السرير ! .. إبتسم بمكر ليتقدم بخطوات هادئة أيضاً ويصرخ فجأة في أذنه ليخيف الصغير ويبدأ بالبكاء بشدة وهو يصرخ وينادي على والدته .. هدء الطفل قليلاً عندما رأى والدته تقترب منه وتحمله بحنان بينما نظرت إلى طفلها الآخر بنظرة غاضبة بعض الشيء .

- يفترض بك أن تكون الأخ الأكبر .. لا يتصرف الأخ الأكبر بهذه الطريقة .

- أخفض رأسه إلى الأسفل ليتحدث بشيء من الندم :" آسف أمي ...و لكن الأمر كان ممتعاً للوهلة الأولى فقط "

- تنهدت بملل فهي تجري هذا الحوار مع طفلها كل يوم تقريباً : " يوجين متى ستستمع إلى كلامي ؟؟ أقسم بأن التحدث إلى الحائط أفضل من التحدث إليك "

- مط شفتيه بملل وغضب طفولي قبل أن يتحدث والدموع بعينيه : " أنتي وأبي تحبانه أكثر مني .. هذا ليس عدلاً يا أمي "

- نظرت إليه بحنان وهي تربت على رأسه :" كيف ذلك ؟ نحن نحبكما بالتساوي وبالمقدار نفسه .. ولكنك الأكبر يوجين .. عليك تذكر ذلك .. فالأخ الأكبر دائماً هو المُضحي" .

- " لا أريد أن أكون كذلك .. أنا أرغب بقتله .. ليبتعد عن طريقي فقط .. وأعود أنا إبنكما الوحيد ".

ظهر العبوس على وجه أمه بينما دخل والده ووضع يديه على كتف صغيره ليتحدث بهدوء : " يوجين يا بني .. أتعلم إن حدث أي شيء لأخاك الأصغر فأنت ستكون أول من يحزن على ذلك .. أنا أعلم هذا جيداً "

تنهد يوجين بملل وهو يدير نفسه ويخرج من الغرفة دون الإكتراث للحوار الذي وقع بينهم قبل قليل .

وفي مساء تلك الليلة المشؤومة .. وقع حريق كبير في ذلك القصر أودى بحياة المئات من الخدم والخادمات .. الحرس وحتى سيدا القصر .. لقو حتفهم جميعاً بحثت الشرطة عن سبب الحريق لتجد أن شخصاً ما قد قام بإشعال عود الثقاب في غرفة الإبن الأصغر مما أدى إلى إشتعال النيران وإلتهام كل ما كان في القصر .. لم ينجوا من ذلك الحريق إلا بضع أناس من الخدم إضافة إلى يوجين الذي كان يقف بصدمة شديدة وهو يرى النيران تتصاعد وتلتهم كل ما حولها بقسوة شديدة .. جثى على ركبتيه من هول ما تراه عيناه الصغيرتان .. شعر بأن شيئاً ما قد إنتزع من حياته إلى الأبد .. الحب والحنان والأمان كلها معاني حُرم منها إلى الأبد .. شعر بيد ما قد مدت إليه بقسوة شديدة وهي ترفعه إلى الأعلى نظر في عيني عمه الغاضب .. الذي بقي يهزه بعنف شديد دون أن يعلم أي مصيبة التي ستحل عليه الآن .

- إنه أنت .. أنت من قتله .. كيف تجرأت على قتل أخي وزوجته أيها المجرم .

نظر ذلك الطفل إليه بعيون متسعة من شدة الصدمة .. كيف يتهمه بأنه قتل والديه وشقيقه .. يستحيل له أن يفعل هذا !

نزلت دموع ذلك الرجل على وجنتيه وهو يشير إلى يوجين بأصبع الإتهام .. بينما يتحدث إلى الحاكم بحزن مبالغ به .

- لقد قتله سيدي .. هذا الأبله لم أكن أتوقع من أنه سيفعل هذا حقاً .. لطالما هدد بقتل شقيقه الأصغر ولكنني كنت أظن أنها مجرد تراهات .. وغيرة لطفل لا أكثر ولكنه .. لا أصدق ذلك لقد رحل أخي بسببه .. أرجوك سيدي إسمح لي بقتله أتوسل إليك .. لقد أخذ أخي الوحيد مني .

نظر الحاكم إلى يوجين الذي كان متسمراً في مكانه والدموع تسيل من عينيه بصمت .. لم يتفوه بأي حرف .. بل لم يكن يقوى على الكلام بعد هذه التهمة .. ليس إلا طفل في الخامسة من عمره ولكنه الآن وفجأة أصبح مضطراً لأن يكبر ويفكر كالبالغين لا كطفل ما في مثل عمره .. إرتعش جسده وهو يشعر بإقتراب الحاكم وبعض من جنوده منه .. نظر له بخوف ورعب شديد .. إلا أنه سرعان ما تلقى ضربة ما في معدته أسقطته أرضاً لتتوالى الضربات القاسية عليه .

الحاكم بحزم شديد : لقد قررت الآن ماذا سنفعل به .

نظر الجميع إلى الحاكم وجميعهم ينتظرون ذلك الحكم .

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/25_09_14141163723852931.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].

.[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]