عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree694Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #156  
قديم 04-21-2014, 08:24 PM
 
Talking

السلام عليكم ورحمة الله

اخبآآرك واحوالك مدمد

امنى بخير وانا بعد السموووحة منك ع التاخر الفظيع في الرد

لكن تعرفين البحث عن السناافر ليس سهلا

نرجع للموضوع كي لا اكشف مخططاتي للسيطرة على كوكب الارض انا ناغيتا حاكمة المريخ


كيااا فصل خااص يااا دلبي ع الجمآىل البيوتي واللابال ذا


لكنه حقا اقصر من اللازم ..
لازم تلقي كيف تعوضينا -_-

لا آساي كيف اخذوك من بنتك كذاا الوحيدة والوحيد لها ..
اكثر ما اعجبني وصفك الجميل لكل شيء
حزنت انها كانت فقيرة منذ الصغر
والبيت كما وصف " الاسطبل " كل هذا لم يكن هينا على والدها الان لا اشعر بالحزن على يورا كوناها يتمية بل اشعر بالحزن على الاب الذي بقيت فيه هذه الحرقة

ترى !! ..هل مآت ام انه حي وسيظهر لالالاحقا بفضل مسااعدة من كين او كذا >>> مباشرة استنتاجات
..
ياله من قانون لعين ان يفرطوا في الناس هكذا -_-1 تبا للحرب ومساوئها كيف فرقت بين الحنان الابوي
.
.
. هي رااح ياخذوها المسيكنة للميت اكيد .. ولكا كبرت اكيد قالوها خلاص اشتغلي بحياتك ..
كل شيء قاسي على هذه المسيكنة حمدا لله وجود كين الراائع الوسيم ليكون لها سنداالان ..


بارت كامل متكاامل اعجبني ورااق لي ماخطته لنا اناامل فلورزية خفقية ..

ما ا في انتقادات غير اننك تكبري البارت

في امان الله


اسفة ع عدم التنسيق

منسق النصوص ما يشتغل عندي
K e n ● and H A Z Z A like this.
__________________
لست هنا
  #157  
قديم 04-22-2014, 03:51 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://im67.gulfup.com/dJZIS7.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[shfaf]http://im67.gulfup.com/ZUshJz.gif[/shfaf]

السلامُ عليكمُ ورحمةُ الله تعالى وبركاتهُ

كيف الحال والاحوال آنسة 9ـملة الكرافس .. ؟ إن شاءَ الله بخير ..
آسفة..!آسفة..! على التأخير بالرد ..يوم يلي أجي أرد تظهر فيني عالة .. ..اظن أنها تغار من إبداعكِ الاسطوري ..على كل حال ما ترميش الحجز لانني صرت زرقاء من كثرت الضرب في التاخير بالرد ..السموحة 9ــملة ..

التعليق عن الفصل ..:

كلماتي تلاشت عندمآ رأت إبداعك الباهي ..كلماتي إنحنت لكِ إحتراما لتأملها عن مدى تألقكِ السامي .. من أين تصنعين كل هذا التميز والتألق في فصلكِ .. ما هذا يا كرافس ؟ جعلتني ادور في كومة من الافكار الغير المتناهية في سبيل ما كتبته أناملكِ الفخارية .. كل شي بهذا الفصل سرق الاضواء عن باقي الكتاب .. الرواية تحلى في كل فصل ..وتزيد جرعة المتابعة لها ..الاحداث فاقت الخيال ..لديك عقل رائع ..ترك عقلي عاجز عن التفكير .. كل حدث سردته ..اعجبني بشكل كببير و ايضا تسلسلك وترابطك مع الاحداث متقن جدا هذا الفن لا يتقنه الكثيرون >>طبعا انا خارج الموضوع .. وايضا .. طريقة سردك رهيبة وتدخل في القلب مباشرة .. وايضا وصفك المتقن الذي فاق كل الجمال ..جعلني مثل يلي اعطوها ابرة المخدر ..جعلني بدون ادراك ..انني حقا ارى نفسي بين كل تلك الاحداث بسبب وصفك ..انني ارى كل ما فعلوه شخصياتك امام عيني ولي في تخيلاتي .. حقا هذا فن .. تلاعبك بالشخصيات كتلاعب العنكبوت بخيوطها ..رائع بفعل .. وكذلك الكوميديا الذي جعلتني اكل التراب من كثرة الضحك ..رائعة جدا ..فانا بحد ذاتي احب مثل هذه الروايات التي تزيح الهم عن خلجي ..الصراحة الفصل رهيب ..ابدعتي في كل سطر كتبته اناملك الذهبية ..وشكرا على اعداده ..

التعليق عن الفصل الخاص ..:

كووواي ما هزا يا فتاه ؟ واش هذه الكلمات المنحوتة بطريقة فنية مبهرة ..انسطل مخي وعجز عن التفكير ..مما ادى الى انشلالي ..احلى شي صراحة كلماتك ..رائعة جدا تدخل في القب وتحفظ بسرة .. وصفك جمميل جدا ..وكانني اشاهد روايتك في التلفاز وليس بالقراءة .. طريقة سردك جممية جدا ومتسلسلة .. وكذلك الاحداث الرهيبة مع انها شوييتن الا انها حازة على اعجابي ..الحزن والالم والقهر الذي تغلغل الفصل بقوة ..جعلني اكبت دموعي التي اوشكت على الانزلاق .. قلبي الصغير لا يتحمل يا كرافس علابالك بلي انا حنون وما نتحملش هذا الكل .. ..المهم الفصل الخاص مدهش كذلك ..

التعليق عن الشخصيات ..:

يورا .. :

لقد فقد عقلي عقله 0.0..لقد اذهلتني حقا يورا بذاكها الخارق للعقول .. اصبح عقلي بسببها عاجزا عن التفكير ..وربي هاي البنت خطيرة ..وايضا جد عصبية .. ولا انسى انها مهملة ..ويتضح ذلك عندما استيقظت في الصباح ..وكانت غرفتها على تلك الحالة ..لا اعرف كيف تعيش فيها ..ابيت في الشارع ولن ابيت فيها ابدا ..وايضا موقفها مع العمة الظريفة ..اعجبني خصوصا لما قالت هذا سر ..يلي يسمعكم يقول راح تهربون مخدرات من نوع ثقيل ..وايضا حيرتها من كين على انه دفع الايجار بالاضعاف ..ابي اقولك شي ..الاولاد ما تصعب عليهم هاي الشغلات ..يعمل في غرس الطماطم بكرى تلاقيه حل شركة ..لا تساليني كيف ..:nop:..وكذلك موقفها في الموقف ..جعلني اكل التراب من الضحك ..ههههه لقد انكشفت البطة ..وامام كين ..صراحة لقد كنت مثل كين مصابين بهسترية في الضحك .. والاحلى من ذلك لما رمت عليه البوبالة هههههههههههه خطيرة البنت دي ربي يحفظها ..انقطاع ماقتا
ــــــــــــــ

ههههههههههههههههههه مدى المهبولة انفع طريقة اربيطهم في زوج وعلقيهم في الدالية كاش ما يترباو شوي ..يورا كفاك عصبية ..كين كفاك غرور ..وطبعا انا الان يجب ان افلت بريشي قبل ليقتلوني الوحوش التي تنكرت على هيئة بشر .. وتلبس جيهان حداء بمقاس 45 0.0 وتجري بسرعة طائرة نفاثة ..

ــــــــــــــــ
عدنا ..اموقفهما وهما صغيران ..شبعني ضحك ..خصوصا لما قالت يورا انه يتكلم ..هههههههههه المسكينة حطته بوبية لا يتكلم ولا ياكل وهذا بسبب جموده .. ولكن اقنعتني جدا لما جعلته يتكلم ههههههه فديتها البنت دي .وايضا عراكهما كان بتاع بزران ..الله غالب هادي هي مهمة بزران مثل الذبان كل يوم هوشة ..ننتقل الى الواقع ..موقفها مع كين في الطريق ..خلاني بدون عثل .. يورا تعتذر لكين 0.0 ..وقف الكرة الارضية حابة انزل ..>.<..وكذلك اعجبتني لما قالت له احبك ..اوصالي صارت ترقص هندي ..ورحت قلتها لساتان وبعدها ... شيفرات لا يمكن الافصاح عنها ....وايضا خجلها دال على ان هذه الكلمة صادقة انا افهم في امور الحب وهاديك ..المهم ..موقفها مع صاحب المطعم اثبت لي انها زهمرت بسبب كين ..اصلا وين الواقع يورا تجي بكير ..الله يصبرني بس ..وايضا الموقف المحرج مع صاحب المطعم في تولي امر الطبخ ..هههههههه انا انسطلت بجد ..قلت الحين كل سكان العالم يمموتون بسبب طبخها ورائحته ..وايضا طريقتها في تحضير البطاطا ..خلاني اشك في قدراتي ..اظن ان البطاطا انقرضت بسببها ..ولكنها اظهرت غباءها ويتضح ذلك في نسيان البطاطا التي كانت تسبح في الزيت وسماعها للاغاني ..ويلي خلاني اتمردغ من الضحك لما صبت على بطاطتها المفحمية الطماطم ومدري شو علشان تغطيها ..ههههههههههههههه اي ذكاء هذا ..اقسم لو كنت اعرف اصفر لصفرت ..وايضا موقفها مع كين وكيف ان يورا تنحني لكين ..0.0 لا والمشكلة انها انفعلت لما قبل يدها ..ههههههههه هذا الموضوع فيه ان وجيرانها وعماتها باختصار لافامي 9ـاع ..المهم ..اما خطتها الخطيرة في ردع الوسيم والاحمق ..صراحة كنت اصفق من وراء الكواليس ..فديتها البنت دي ..طريقتها في تحضير الطعام انا عن نفسي كنت راح استفرغ وانا ما شميت رائحتها ولا اكلتها ..المهم ..طريقتها المهذبة في دعوة كل من الوسيم والاحمق على الطعام ..اندهشت حقا من ايمتا يورا تتصرف باذب ..مي اتوقع راح تذخل للسجن من وراء عملتها مو تنطرد .. المهم هذا الموقف بجد اسطوري .. ضحكت من قلبي والله ..موقفها مع كين في الطريق ..وكيف ان يورا ترفز فيه ..هههههههه حتى جعلت يتفوه بشي جمميل .. عن جد رائعة المهم يورا فتاه مهملة وذكية ..

اما في الفصل الخاص ..:
يا لبي على البراءة تهبل البنت دي ..خصوصا حركاتها ..وربي لو كانت امامي لاكلتها ..كووااي احب البزران ..المسكينة هي صغيرة وما كانت ابدا تنعم بالنعيم ..موت امها والفقر الذي فتكها .. ..قلبي لا يتحمل والله ..بس طول الفصل وهي تبكي ..كون جيت انا نطيشها من الثاقة ..ما تلومينيش عندي الاعصاب الاهم يورا في الفصل الخاص بريئة وبكاية

كين ..:

ارجوا لك السلامة انت وبطنك ..يبدو انك لن تقدم على أكل شي منذ هذا اليوم .. اكيد صعرت بالطعام الفضيع ..وايضا يبدو ان لسانك احترق ..بعد ان اضافت تلك المجنونة فلفل الذي بواصطته تشغيل صاروخ لذهاب الى المريخ ..منعرف كيفاش ما طرتش المهم ..موقفه في المحطة وكيف ان كين لا زال يصر على ان يورا من ممتلكاته ..يلي يسمعك يقول يلي تتكلم عليه هو الورث ..ربي يصبرنا على هكذا مخاليق ..واعجبني كثيرا لما سمع انها تلقب بالبطة ..هههههههه كلنا في الهواء سواء حتى انا مت من الضحك ..بس اشفقت على حالتك حينما رميت عليك النوفايات هع ..يخي مسكين يخي ..العب مع الناس الكل غير يورا توريلك الوشواشة في نهار ..موقفه وهو صغير حسبته دمية مثل يورا انه اصلب من الاصنام ..ولكنه وبعد جهد جهيد نطق ..هادي يورا تخلي الاخرس ينطق ..الهم اعجبني شجارهما بالطين .. الناس تلعب البثلج وهو بالطين .. ..موقفه في الطريق وكيف ان كين يتوعد بقتل يورا ..ههههههههه صراحة شبعتونا مقروط ..لا والغبي يقوللها قوليلي احبك ..شبهلي باغنية كاضم الساهر ..قال حب اخوي وصديق ومنعرف ..ههه اعلبها على الراقد مسيو كين .. ..وايضا موقفه لما جاء الى المطعم وتلك الطريقة التي تكلم بها ولا انه قبل يدِ يورا ..جمميل جدا ..والاحمق عم يستفز فيها ..بس الحمد لله كما تدين تدان ..ها انت تنصرع من المذاق المهزلة التي طبلتها ..واحد ما قالك تطلب ماكلة على يدي يورا ..اعجبني لما راح الثلاجة وحط الثلج فوق راسه ..هههههههههههه المسكين حرقته يورا ..موقفه في الطريق وكيف ان تسوباكي ايضا صار جرذ اصفر ..رويات الانمي صار فيها كتتير حيوانات ..المهم زلت لسانه تدل على انه يحبها حقا ويغار منها ..المهم اظهر لنا كين انه غيور وغبي ..

آي :

ولد هاد مسكين حقا بسبب تلك الخرقاء طرد من عمله ..علاش يورا تجيح في طفل .. المسكين لا اعرف الان من اين سيحصل على قوته بعدما طرد من عمله ..موقفه في المحطة مع يورا وكيف ان اي كشف سر يورا الذي كانت تخفيه خلسة عن كين الاحمق ..قلت انا الحين نهاية الولد هذا ..راح تمردغه في التراب ..بس مدري واش حصل لها ..الامهم موقفه في المطبخ وكيف انه يطمئن على حالها ..كوواي قلبي لا يتحمل كل هذا الحنان ..اخ ولا في الاحلام ..اريد واحد منه .. ..المهم تفاجئه من ذلك الاحمق على انه سيحضر الطعام ..صراحة هبلت ..قلنا ليورا على انها مراة ما تعرف تطبخ ..على اساس انو الراجل يعرف يطبخ ..لا حول ولا قوة الا بالله ..المهم نكمل ..وايضا تحالفه مع يورا على اعداد الورطة اقصد الطعام انا عن نفسي اقشعر بدني ..يلي يشوفهم يقولوا عليهم مطبخ منال العالم وهما عم يعملوا في كارثة ..تاناسيه واهتمامه بالغناء دال على غباءه ..وكذلك تذوقه لطعم البطاطا المفحية صراحة هذه مجازة بحياتك الحمد لله انك ما صرت في عداد الموتى ..الحماسة التي اشتعلت فيه كالوقد ..اعجبني كثيرا وانا من بعيد كانت عيناي تشع لهيبا ..دايما ندخل روحي ما تلومونيش ..المهم لوم نفسه على انه لم يساعد يورا ..اقول حبيبي بسببها انطردت ..بعد ما كنت تعمل عادي ..جايحة وتجيح في ناس معاها ..المهم ..موافقته على اعداد تلك المهزلة .ربي يستر يبدو ان العدى انتقلت بسرعة ..الولد صار مخرف .. والحين هو مطروود ..بس تستاهل ما حد قال لك اسمع لما تقول وتنفيذ اوامرها غبي على كل حال آي حنون وغبي ..

صاحب المطعم ..:

اغبى الاذكياء واذكى الاغبياء ..والدليل انه ما يقدر يفرق بين الصبح والمساء الحمد لله انو يقدر يفرق بالساعة والا كانت ورطة معاه ..يبدو لي صارما ويحسب نفسه حاجة وكذا وهو جاجة ..كلامه الصارم مع اي ويورا على انهما سيعدان الطعام لو كنت مكانهما لدفنته حي .. المهم .. والحمد لله انو يورا اعطاتك حقك ومستحقك ..تاكل الرهج ان شاء الله يا رب تموت وراء هاد الطبخة ..صاحب المطعم مغرور وغبي ..-_-2

آساي ..:

ما هذا الوالد بحق الله ..طيب وحنون ليس له بمثيل ..لطافته وصبره على حالة الفقر لديه ..يا ربي ليش العالم قاسي هيك ..المهم موقفه لما بكت يورا والالم والحرمان الذان امتلكا قلبه وتغلغلا بصفة كبيرة اثر في نفسيتي بشكل عميق ..لماذا الطيبون يحصل معهم هكذا ..اليسوا من البشر ايضا ؟؟.. المهم ضمها الي صدر وتلك الكلمات التي قالها ..صراحة لم اقدر على كبت دموعي راحت تسيل وحدها ..انا كمان حانونة يا ناس ..اما الموقف الذي كنت اعض فيها ملابسي لما جاءوا الاغبياء حتى يقومون باخده معه ..لالالالالالالا قلبي لا يتحمل ..عيب عليكم يا اغبياء واش فائدة البلاد اذا كان يلي فيها متحجروا القلوب .. والله عيب عليكم تفرقوا الوالد من ابنته ..لا والاغبياء قاموا بضربه ..بس لو كان زوجي ساتو هونيك لمردغهم كلهم ..يا قلبي لا احب مثل هذه المواقف بتاع الفراق ..الاب ينادي والطفلة تنادي ولا احد يسمع ..يا رب ينتقم منهم ..على العموم اساي والد رائع ..


الحين فقرة الاقتباسات .. :

[cc=.1.]وصلت إلى محطة الحافلة بعد مدَّة طويلة من الركض..وقفت مع جموع المنتظرين أنظر إلى ساعتي تارة..و أتفقد إذا ما كانت هناك حافلة على وشك الوصول تارة أخرى..حقًا لا أوَّد التأخر اليوم..لا أريد أن أوَّبخ من طرف توماس-سان في بداية عملي..خاصة و أنه صارم جدًا..يا إلهي..قد أطرد مرة أخرى..إنه المنصب الحادي عشر في هذه السنة!لا أود خسارته البتة!
بينما كنت غارقة بتفكيري..قاطعني ذلك الصوت المألوف الآتي من خلفي مباشرة..قائلا:
-ما الذي تفعلينه هنا؟
استدرت و كلي رجّاء في أن تكون توقعاتي خاطئة..لكن..هيهات!اعتلت محياي علامات الدهشة و الفزع من ذلك الوجه الذي لم أكن أبدًا أريد رؤيته..فصِحت لا إراديا:
-كيـــــــــــــــــــن؟؟؟
استدار الجميع إلي و صوبوا أنظارهم إلى مصدر تلك الصرخة الغريبة..احمرَّ وجهي خجلا و لم أجد ما أقوله..إلا أن كين اقترب مني و قال:
-إلى أين أنتِ ذاهبة أيتها البطة؟أنت لم تأخذي إذني!
-و لم عليَّ أن آخذ إذنك أيها الديك..انقلع فأنا لا أريد رؤية وجهك الشرير مجددا!
-يبدو أنك نسيتِ..أنتِ من ممتلكاتي الخاصة آنسة بطة!الآن تكلمي..إلى أين أنت ذاهبة؟
-لن أخبرك..
-تكلمي..
-لن أفعل..
-ستفعلين..
-لن أفعل..
-ستفعلين..
-لن أفعل..لن أفعل ..لن أفعـــــــــــــــــــــــــــــل!
صرخت بغضب ملوحة بيدي في السماء..إنه يثير أعصابي!فتحت عيني فوجدت الجميع ينظرون إلي ضاحكين متغامزين فيما بينهم..و هناك من تأسف لحالي ظنا أنني مجنونة..نظرت إلى كين الذي انفجر ضاحكًا..ساخرًا مني كالعادة..هاهو ذا ينجح مرة أخرى بإزعاجي و تعكير مزاجي..و يضعني في موقف محرج كالعادة!إنه بلا قلب أو مشاعر!تأججت نيران الغضب و السخط بأعماقي..فاتجهت نحوه ممسكة إياه من ياقة قميصه..أخذت أشتمه بكل أنواع الشتائم بحنق واضح على صوتي..لقد أثار أعصابي حقًا و جعلني أصل ذروة غضبي..
-بطة يورا..ما بكِ؟
صوت ما قطع علي متعة تعذيب كين و تنفيس غضبي..استدرت إليه لأجد أنه زميلي بالعمل"آي"..احمررت خجلا و تركت كين محاولة التظاهر بأنني لم أكن أفعل شيئًا..و أخذت أبتسم قائلة:
-صباحك سعيد آي..كيف حالك؟أصدقائك؟منزلك؟جروك الصغير؟
-بطة يورا ما الذي يحدث معك؟هل آذاك هذا الشاب؟
-لا أبدًا..إنه مجرد ..مجرد..شيء ما..أجل..شيء ما فحسب
قلت متلعثمة محاولة دفع كين بعيدًا..حتى لا يسمع بأمر عملي..إلا أنه قال متسائلا:
-أقلت بطة يورا؟
-أجل أجل..إنها البطة يورا..صديقتي بالعمل..و من أنت؟
-بطة يورا..الكل يعرف أنك بطة..لست الوحيد هنا.
قال و هو يكاد ينفجر ضحكًا..و الدموع تنهمر من عينيه من فرط الضحك..
-بطة يورا..بطة يورا..
أخذ يهتف أمام الجميع و كأن نوبة هستيريا ألمت به..هكذا هو كين..بالرغم من هدوئه و بروده الذي يبديه للآخرين..إلا أنه مصاب بضرب من الجنون..إذ أنه إذا شرع بالضحك..لا يستطيع التوقف إلا بعد ساعات!هذا سرٌ لا أظن أن أحد سواي يعرفه..إذ أن لي تجربة كبيرة مع ضحك كين المتواصل..كيف لا و أنا السبب بضحكه دائمًا؟!
تلوَّن وجهي بمختلف الألوان من شدة الحياء..بينما كانت نيران الغضب تلتهب بداخلي ..أعصابي تحترق شيئًا فشيئًا!إذا كان كين مصَابًا بهستيريا الضحك..فأنا مصابة بهستيريا الغضب بلا ريب..اتجهت نحو سلة المهملات الصغيرة التي كانت بموقف الحافلات..أمسكتها ووضعتها على رأس كين!
-هكذا ستستطيع أن تغلق فمك أيها الديك الرومي!
قلت و أنا أنفض يدي و قد اعتلت محياي ابتسامة نصر عريضة..تنهدت براحة من أعماق قلبي بعدما همدت تلك النيران..و قلت بعدم اهتمام:
-هيا بنا..آي..لنذهب إلى العمل!
-توقفي أيتها البطة القبيحة!
لم أضيع وقتي بالاستدارة لرؤية وجهه الغاضب..فصوته فقط يوحي بأنه يكاد ينفجر غيضًا..كل ما قمت به هو أنني رفعت ثوبي و فررت بجلدي من هناك![/cc]

هههههههههههههههههههه شبعني ضحك خصوصا لما عرف كين بان الجميع ينادونها بالبطة ههههههه مسكينة حظها زفت ..والاحلى من ذلك لما صبت عليه النفايات ..ههه تستاهل يا ورع ما حد قال لك ..انك تلعب معاها ..

[cc=.2.]اقتربنا كلنا من كين..و اخذنا ننظر إليه و إلى مظهره الوسيم الأنيق بدهشة..إلا ان آياكو المتسلطة نهرتنا و أبعدتنا عنه قائلة بلهجتها الخشنة:
-ابتعدوا عنه جميعًا..لا تلمسوه..
-هل سينكسر إذا لمسناه.آياكو؟
قلت بعفوية و بلاهة أطفال..كنت أظن أنه ليس بشرًا..كأنه تمثال أو شيء ثمين يكسر..رمقني بنظرة مخيفة بعينيه الحادتين ليردف:
-لست دمية..لا تتكلمي معي
-إنه يتكلم!
قلت بدهشة ليردد كل الأطفال ذلك ورائي..إلا ان آياكو صفقت بيديها مبعدة إيَّانا عنه:
-كين تاكيغامي لا يتحدث مع أمثالكم..انقلعوا..
تقدمت نحوه و أخذت ألمس شعره باستغراب..أمسكته من يديه و جررته خلفي قائلة بمرح:
-بما أنك طفل مثلنا..فلنلعب معًّا..
-لا تلمسيني..أنا لا ألعب مع شخص مثلكِ
-متكبر و مغرور..أنت طفل سيء!
-بل أنتِ السيئة!
-أنتَ
-أنتِ
-بل أنتَ أيها الأحمق..
-سترين يا بلهاء..
-أمسك بي..لن تفعل شيئًا!
قلت له ذلك ساخرة منه..لأهرب بعدها في أرجاء الحديقة..طاردني هو تحت تصفيق و تشجيع الجميع..كانوا يهتفون باسمي و يرددون:
-اقضي عليه..يورا!
زدت من سرعتي و هربت منه..لم يستطع الامساك بي..بل و بدل ذلك..تعثر و سقط ببركة من الوحل!
وقفت امامه بابتسامة نصر و قلت:
-هذا جزاء من يُغضب يورا!
-لم ينته الأمر بعد يا قردة!
قال ذلك و هو يسحبني من قدمي لأسقط في بركة الوحل معه..تلطخت كلية بالطين من رأسي إلى أخمص قدميَّ..أمَّا هو فقد انفجر ضاحكًا من منظري..استأت كثيرًا من ذلك..فارتسمت علامات الغضب الطفولي على عيناي البريئتين..أخذت كمية من الطين بيدي..و استغللت اشتغاله بالضحك المتواصل..لألقي ذلك الين على وجهه!
و هكذا أخذنا نتعارك وسط بركة الوحل تلك..استمتعت حقًا لدرجة ما بذلك..ولا بد أن كين المدلل كذلك..لكن...
-يورا..أيتها القردة الحمقاء..ما الذي فعلته للسيد الصغير؟
فجأة جاءت مديرة الميتم ووالدي كين..لقد كانت ستعقد صفقة معهما بشأن شيء ما..لكنني و لما تسببت بإيذائه..ذهبا و تركاها..بعدها..عوقبت لمدة يوم كامل بلا اكل و لا شرب..أو حتى الخروج من غرفتي..بسبب الديك الرومي الأحمق![/cc]

هههههههههه عجبتني يورا لما قالت انه يتكلم ..المسكينة لم تصدق بانه انسان ..حطتو بوبية ..المهم وكذلك موقف شجارهما جمميل احلى شي الطين

[cc=.3.]تصافحنا و اتجهنا نحو المطبخ ملئنا الإرادة و العزيمة..وقفت قبالة الموقد العملاق..نزعت القبعة..و تلثمت بوشاحي..شمرت على ذراعي و أحضرت البطاطس واضعة إياها كلها داخل المقلاة..أظن أنها أكثر من 40 كيلوغرام!
-بطة آي..الزيت!
-الزيت هنا!
أحضر آي 4 دلاء من الزيت..سعة الواحد منها اكثر من 10 لترات!وضعها كلها في المقلاة حتى غرقت البطاطس بها..أشعلنا الموقد و أخنا ننظر إليه بفخر..تصافحنا مجددا ليقول آي بفخر:
-عمل مذهل!
-بل أكثر من مذهل!
-تعالي لنمتع أنفسنا الآن بالقليل من الراحة..اسمعي هذه الأغنية إنها رائعة يورا!
-أرني ..أرني!
جلسنا ببلاهة إلى طاولة هناك..و أخذنا نسمع الموسيقى معًا بسماعات آي..كانت أغنية جميلة استغرقنا في سمعها..إلى أن شممت رائحة غريبة:
-آي..أتشم ما أشم؟
-أظن ذلك..لا بد أنه من المطبخ!
قال بلا مبالاة و تابع سماع الموسيقى..انتفضت و صرخت:
-أيها الأبله إنها بطاطسنا المقلية!
صرخنا معا بصوت واحد و ركضنا نحو المطبخ..لقد كانت النيران مشتعلة بالمقلاة تماما..أحضر آي مطفئة الحريق و أخذ يرش البطاطس..آه ..ما الذي يفعله..لقد أفسدها!اتجهت نحوه و امسكت المطفئة ملقية إياها بعيدًا..لأـقول بغضب:
-أيها الأحمق!لقد أفسدتها!
اقتربنا ببطء نحو كارثتنا تلك..و انتظرنا انقشاع الدخان الكثيف ذلك..لتظهر لنا الأعجوبة!ما هذا؟بطاطس متفحمة مبللة تماما!
-تذوقها آي!
-لا..لا..السيدات أولا يورا..فلتتذوقيها أنتِ!
-حسنا..لنلعب"حجرة ورقة مقص"!
-حسنًا
"حجرة ورقة مقص"..
لقد فزت!اختار آي ورقة و أنا مقص..فزت عليه!لكن..لا أشعر بالسعادة بمجرد تذكر الكارثة التي أمامي!ربـــاه!
-هيا آي..فلتتذوقها الآن!
اقترب آي بخوف منها حاملة شوكة بيده!قربها بارتجاف حاملا قطعة بطاطس سوداء متفحمة و أخذ يقودها نحو فمه ببطء شديد!أخيرا..وضعها داخل فمه!لقد كنت أكثر توترا و قلقا منه!فهذا المذاق هو من سيحدد مصيري!
-فــ..فظيع!
قال ذلك و ركض نحو دورة المياه!أمَّا أنا فجثوت على الأرض أندب حظي العاثر!سأطرد الآن من العمل!لكن يجب ألا يرى توماس-سان هذه المهزلة..ماذا سأفعل يا إلهي؟!
نظرت حولي علني أجد شيئًا ما أستر به كارثتي..وجدتها!صلصة الطماطم الجميلة!أخذت تلك العبوات كلها و أخذت أفتحها و أضعها على البطاطس..وضعت أكثر من عشر علب..إلى أن تغطت كل تلك البطاطس المتفحمة!أنا ذكية!
-ما الذي فعلته يورا؟!
-أنظر..لقد خبئت الكارثة!
-لكنها بشعة و مقززة الآن!لن يأكلها أحد!فلنضف بعضا من البيض فوقها!
-فكرة رائعة آي![/cc]

ههههههههههههههههههه شبعت ضحك هنا ..خاصة لما عملوا البطاطا المقلية ..البطاطا راح تولي بـ مليار بسبتهم ..وكذلك مجازة اي بحيته بتذوق البطاطا المفحمية والاكثر روعة ذكاء يورا الخارق في تغطية كارثتها

[cc=.4.]أمسكت علبة الفلفل الأسود ووضعتها كلها على السطح..وضع آي بعدها أربع علب من الفلفل الحار عليه!عصير أربع حبات ليمون أضفى على الخليط ذوقا مقززا أكثر!سجق نصف مطهو و مايونيز و حليب ..وضعنا الكل على النار و تركنا المهزلة تتفاقم!
أخيرا..أكملنا تحفتنا الفنية!أحضر لي آي صحنًا أبيض جميل وضعت عليه قطعة كبيرة من الخليط الرائع الذي اخترعناه..شوكة و سكينة صغيرة للطعام جعلت الطبق يبدو طعاما إيطاليا راقيًا!أديت أنا و كين التحية العسكرية لنتصافح كعادتنا..
-الشرف كله لك يورا..تفضلي و أبهريهم!
-شكرا لك أيها الطباخ العظيم آي!
ضحكنا بصوت عالٍ مع بعض..مع أننا سنطرد لكن نكهة الانتقام طغت على مرارة الطرد !خرجت أنا حاملة الطبق و آي حاملا قارورة ماء و كأسا زجاجيا فاخرًا..وضعت الطبق على طاولة كين و انحنيت له قائلة:
-يشرفني أنا،البطة يورا،باسم طاقم مطعم واك واك أن نقدم لك آخر أطباقنا المبتكرة اللذيذة..التي حققت نجاحا عظيما في إيطاليا و فرنسا و أوروبا قاطبة..هذا الطبق المسمى "المهزلة"!
صفق آي بحرارة ليقول بعدها:
-سيد توماس..كما تعلم..فإن طقوس مطعما تنص على أن يتذوق صاحب المطعم من الطبق مع أول زبون في وقت واحد..احملا شوكتكما لو سمحتما!
حمل توماس و كين شوكتهما مستعدين للتذوق من المهزلة ..كنت أنا و آي نتحرق شوقًا لتلك اللحظة المنتظرة..
-ثلاثة..إثنان..و واحـــــــــــــــــد..تفضلا لو سمحتما!
في تلك الثانية..وضع كل من توماس و كين أول لقمة من مهزلتنا في أفواههما..ما هي إلى هنيهة حتى عمل الطعام مفعوله بهما..سقط توماس سان من على كرسيه متخبطا على الأرض صارخًا:
-النجدة..ساعدوني..أنا أموت!
بينما كين فقد أمسك قارورة الماء تلك و شربها دفعة واحدة!و ألقى ما تبقى منها على وجهه الذي أصبح بنفسجيا! بل و ركض إلى المطبخ فاتحا الثلاجة و أخذ قطع جليد وضعها على رأسه..أمَّا أن و آي فقد كنَّا في نوبة ضحك هستيرية..لقد ضحكت لدرجة أنني لم أستطع الوقوف على قدمي..بدأت الدموع تنهمل من عيني..و أنا أضرب الطاولة بيدي من فرط الضحك..لقد انتقمنا منهما يا ناس!و ها أنا أسخر من كين بدل أن يسخر مني هو!
جلس توماس سان بصعوبة و قال كلمات لم أفهمها..لا بد أنه يتكلم بالإيطالية..سرعان ما فهمها آي و ترجمها تلقائيًا:
-نحن مطرودان!
-مرحى!
قلنا بصوت واحد و نحن نتصافح بمرح!لنمسك أيدي بعضنا و ندور كأننا طفلين هاتفين:
-لقد طردنا..لقد طردنا![/cc]

ههههههههههههههه ما هذه الخطة الماكرة يااا يورا الفلف انقرض بسبتكم ..والحمد لله انو الاحمق والوسيم ما ماتو من وراء فعلتهم ..ولكن تركوني بدون عقل بفرحهم بطردهم ..0.0

[cc=.5.]بكت يورا الصغيرة بلوعة يتَم ووحدة،صوتها الرقيق الذي علا في المكان اخترق قلب والدها الجريح ليرديه داميا متألما،هو الذي ذاق ويلات الألم و الجوى مذ فقد زوجته،و فقد ما كان يملك من حقول تسد جوع عائلته الصغيرة المعوزة،هو الآن عاجز حتى عن إعالة ابنته الصغيرة الوحيدة،التي غدت يتيمة بعد وفاة أمها بعد ولادتها بأسبوع،جراء حمى أصابتها،و أودت بحياتها تاركة يورا و آساي وحيدين.
ضمها أكثر إليه لتنزل عبراته سيلا جارفا على وجهه الأسمر،و يجهش باكيا بضعف شديد و قد اقتنع انَّه ما باليد حيلة،و أنه سيخسر ابنته التي سيقضي عليها الجوع،جثا على الأرض معانقا إياها ،هي التي زادت حدة بكائها و هي ترى والدها في تلك الحالة،و كأنها تشعر به، معرضة للدغات البرد القارص،و أنياب الجوع التي كانت تفترس جسدها الهزيل الصغير،ضما صوتهما المتألمين،و عبراتهما الصادقة التي تئن في صمت،ليردف آساي و هو ينظر لوجه يورا الصغيرة البريء:
-لا أود خسارتك كما خسرت كيوكو،يورا ابقي مع والدك،أنا أحبك..
لينزع قميصه الرث البالي الذي كان آخر ما يقي جسده الهزيل العجاف،و يغطيها به،عله يبث شيئًا من الحنان و الدفء في جسدها الصغير،شدت على اصبعه بيدها الضعيفة الصغيرة و خبأت رأسها في حضنه،لتغلق عينيها المحمرتين المتورمتين من حدَّة البكاء و تنام بهدوء،تنام متناسية جوعها وبردها الذي وقاها إيَّاه خرقة القماش البالية تلك التي لفها بها آساي،متناسية ذلك الحرمان الي تعيشه رضيعة مثلها،نظر إليها آساي بشفقة،لترتسم ابتسامة غريبة على شفتيه صاحبتها تلك العبرات المتلألئة على مُحياه،و يردف:
-آسف..يورا..[/cc]

قلبي الصغير لا يتحمل قسوة هذا العالم ..لماذا ايها الفقر اخترتهما هما بالذات ..اعجبتني حنية الوالد اتجاه ابنته وتاسفه من يورا ..ويورا المسكينة ما لقاتش حتى لحليب تشربوا .. لا اتحمل حقا ..

[cc=.6.]قال ذلك بانفعال شديد و هرع نحو الداخل،حمل يورا و كان ضربا من الجنون ألَّم به،أخذ ينظر يمنة و يسرة باحثا عن مفر من الجنود الذين تبعوه إلى الداخل،مدججين بالسلاح،محاولين مواجهة آساي الأعزل و طفلته الصغيرة الرضيعة،كان يضمها إليه أكثر و يصرخ متحديا الجنود الذين حاصروه:
-ابتعدوا..إيَّاكم و ان تلمسوا يورا..
-ستأتي معنا شئت أم أبيت،لا تضطرنا لاستخدام القوة معك!
-قلت لكم اذهبوا من هنا..إيَّاكم و الاقتراب!
هجم أولئك القساة عليه،تحت تهديد السلاح،أمسكوه و جروه معهم إلى الخارج،بعد أن اخذوا منه يورا،كان يحاول الإفلات منهم،إلا أنه لم يستطع سوى الصراخ و مناداة يورا التي كان أحدهم يحملها،بينما كانت تبكي بحرقة و كأنها تنادي على والدها،تناجيه،امتزج صوت بكائها و اضطرابها بصوت والها الذي صدح في المكان..
-يورا..اتركوني أيها الاوغاد..أعيدوا إليَّ ابنتي!يورا والدك هنا لا تخافي..والدك هنا!
صرخ..و عبراته تنهمر من عينيه بحرقة،كانوا يردعونه و يبعدونه عنها،يجعلونها يتيمة الأبوين،و يفقدونها والدها..بؤرة الحنان الوحيدة التي تبقت لها،هي كانت تبكي نافرة من ذلك الجندي،تحرك يديها باضطراب و كأنها تنادي والدها قائلة"ابقَ معي أبي..أرجوكَ!"..
- يـــــــــورا..!
كانت آخر كلمة نطق بها،آخر ما سمعته يورا من صوت والدها،لتبقى وحيدة،تصارع الحياة...[/cc]

الفراق كان حزينا واليما جدا ..هؤلاء الاغبياء لو امسكهم بس لنتفتهم نتفا ..الله ينتقم منهم ويعوض على يورا ..

أنتهينا

الآن الاسئلة

-مارأيكم بالفصل بشكل عام؟
الفصل خنطرير رائع تحفة يا فتاه انت كاتبة مدهشة ..والعام طلعي راسك الفوق دركا تلقايه
-هاقد طردت يورا من العمل..ما الذي ستفعله الآن؟
تذهب لتبحث عن عمل جديد ..=="
-و كين..هل سيسكت على ما فعلته يورا الماكرة به؟
هههههههه اكيد لا ..اصلا هو بحد ذاته ماكر
-ما الي سيحدث في عشاء الأحلام؟
دعيه عند احلام رانا في نهار ..لا اعرف =="
...

1-رأيكم بالفصل،من حيث الأسلوب و الاحداث؟
رائعين بجد حيرتني خصوصا اسلوبك في السرد ووضع الكلمات اللائقة لهم ..مبدعة ..
2-ما الذي حدث مع يورا بعد مغادرة والدها؟
نقلوها الى الميتم ..
3-انتقاداتكم؟اقتراحاتكم؟أي شيء تريدون!
ارد سيجارة ..>>كف

المهم
بانتظار الفصل القادم على احر من الجمر ..
الآن اترككِ في رعاية الله
سلام

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
K e n ●, رايـآن and -Panda like this.
  #158  
قديم 05-03-2014, 09:26 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://im35.gulfup.com/MLxE2.png ');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]








الشمس في كبد السماء،ترسل أشعتها الباهتة على طوكيو،تلك المدينة الصغيرة الكبيرة في وقت واحد!شوارع مزدحمة ممتلئة، لدرجة أنك لو رميت إبرة فإنها لن تسقط أرضًا!الساعة الآن تشير إلى الواحدة ظهرا، انتهى وقت استراحة الغداء، و العودة إلى العمل بالنسبة للجميع!إلا انا!فلا عودة لي إلى ذلك العمل اللعين،و ها أنا قد طردت مرَّة أخرى،و بسبب كين الأحمق ثانية!لقد مللت حقًا هذه الحيَاة..أصبح الأمر كأسطوانة تعيد نفسها تلقائيًا،أجد عملا..أعمل بضعة أيام..ثم أُطرد منه بسهولة!
كنت أسير تابعة كين،هكذا طلب مني،أن أسير بوجوم دون أن أنبس ببنت شفة،لم أرد جداله فمجرد النظر في عينيه يبدي مدى غضبه!
حسنا،أعترف بأن ما فعلته لم يكن سهلا أبدًا! لذلك فأنا متيقنة من أنه سينفجر في وجهي كقنبلة موقوتة ما إن أتفوه بحرف واحد..نظرت إلى ساعة معصمي..بقي أمامي أربع سويعات لتحضير نفسي من أجل العشاء!علي أن أستقل الحافلة و إلا فلن يسعفني الوقت لذلك..استجمعت قواي و تنهدت مستعدة للحديث..و تحمل أية ردة فعل غير متوقعة من كين،اقتربت منه أكثر لأقول بلطف مصطنع:
-كين..؟
-ماذا هناك؟
ردَّ علي بحنق و تضايق تجلى على نبرة صوته المشحونة،لأضيف قائلة:
-هلا ركبنا الحافلة؟إن ذهبنا مشيا على الأقدام فلن أصل للمنزل في الوقت المناسب..أرجوك!
توقف و استدار محدقا فيَّ مقطبا حاجبيه بطريقة مرعبة،عينيه السوداوتان تبدوان في عنفوان السخط عليَّ،ابتسمت له ببلادة وأردفت:
-كين أرجوك..هيا لنركب الحافلة..
-لن نستقل الحافلة..ستسيرين بصمت!
-لكن...،
-من دون لكن،سيري بصمت..!
-حاضرة..!
قلت بإحباط و استسلام أمام صرامته و غضبه..تابعت المسير خلفه بصمت في الشارع..أتبع خطاه الواثقة الهادئة..آه،كم أكره السير معه في الشوارع!الفتيات ما ينفكن ينظرن إليه بإعجاب و يتغزلن به في كل مكان!و هاهو ذا نفر من الفتيات الحسناوات قادمات صوبنا..ما إن لمحن كين حتى بدأن بالحديث بينهن بذهول و اعجاب..لكنه ليس ملك جمال العالم!
هذا الديك الماثل أمامي غريب الأطوار حقا،يا له من نزقٍ متعالٍ!لا أستطيع فهمه،و لا ان أفقه شيئًا من فلسفته الغريبة!يقول أنه لا يؤمن بالمشاعر،بل لا يفهم ما هي حتى!و لكنه يتصرف عكس ذلك في بعض الأحيان، فهو يفعل أشياء غريبة بالفطرة،ربما لأن الطيبة شيء فِطري جُبِلَ عليه،يظهر من حين إلى آخر كأفعال لا إرادية منه!لكنه حتى إذا كان مزعجا و متكبر، فهو يبقى أعزَّ أصدقائي ،ديكي المفضل!
مررت و كين على متجر باذخ للملابس الفاخرة،لا يرتاده إلا الأغنياء،لقد كانت واجهته الزجاجية مترعة بالملابس الثمينة الساحرة و المجوهرات اللامعة البراقة التي تسلب لبَّ أية فتاة كما سلبت عقلِي!وقفت هناك و أخذت أنظر لتلك الأثواب التي لا ترتديها سوى الممثلات المشهورات و الشخصيات الثرية التي نراها عبر شاشة التلفزيون،كانت تحمل أسماء مصممي الأزياء الاكثر شهرة و الماركات العالمية الراقية،وقفت ببلادة و حمق هائل أرمق تلك الأثواب بعينين منبلجتين على آخرهما،لم أكن حتى أرمش أو أحرك جفني لفرط إعجابي و افتتاني بما أراه،لاحظ كين توقفي فاستدار ليجدني على تلك الهيئة،كطفلة غرة تراقب حفلا للألعاب النارية!
-أنتِ!ألم تكوني مستعجلة قبل دقائق!تحركي..!
-دقيقة واحدة،أنظر كين إلى ذلك الثوب،و ذاك،و هذا الوردي هناك!إنهم رائعون..!
كنت أشير إلى الأثواب بيدي و أهتف بافتتان شديد،شعر كين بحرج شديد إذ انَّ كل المارة كانوا يتغامزون و يتهامسون بينهم ساخرين مني،تقدم نحوي و همس في أذني بحنق:
-أيتها الحمقاء ما الذي تفعلينه؟
-دعني كين،انا أرى بعيني فقط..!
-سأفقأ تلك العينين يورا..!
-انقلع،اذهب فحسب و دعني و شأني!
-أتريدين الدخول؟
اتسعت عيناي و لمعت فرحا بما سمعت،أمسكته من يديه و قلت بحماقة:
-أجل أجل..!
-إذن هيا لندخل..
-لكن..لا املك المال الكافي لشراء أحد الأثواب!
-تعالي فحسب!
قال كين و هو يمسكني من ذراعي و يسحبني معه لنلج ذلك المتجر الكبير،كانت هيئته الأنيقة و مشيته الواثقة متعودة على مثل هذه الاماكن الباذخة،على عكسي أنا..فقد كنت أسير بخطوات صغيرة متلاصقة خشية أن أنزلق على الأرضية اللامعة الزلقة،أجوب المكان بناظري كأنني أتيت من كوكب آخر!كم هو رائع،أن تملك المال!لو كنت غنية لاشتريت كل هذا المتجر بما فيه!
-أنظري أمامك و كفي عن النظر هكذا..ستسقطين!
قال كين متهكما و ساخرا مني،امتعضت من تصرفه الفظ المتكبر،من يظن نفسه؟!
شدَّ انتباهي ثوب جميل بلون أسود هادئ،يلف منتصفه خيط أبيض أضفى عليه لمسة خاصة،كان جد رائعا كما انه لم يكن بألوان صاخبة مثيرة للانتباه،و لم يكن قصيرا كثيرا كذلك، مناسب لي تماما و كأنه صنع من أجلي!أسرعت نحوه لأرى كم هو ثمنه،بطاقة تتدلى منه كتب عليها بخط صارخ حطم كل آمالي:5000 ين!
طأطأت رأسي بإحباط بادٍ على مُحيَاي،شعرت حقا بالحزن!تبا لهذا المال الذي يأبى ان يكون بجعبتي و لو لمرَّة واحدة!
-يورا..؟
-هيا لنذهب..
قلت مغادرة من هناك بكآبة دون النظر إلى كين،أخذ يحدق بي متعجبا لبرهة،لكن سرعان ما فهم ما يحدث،ابتسم و هو يمسكني من ذراعي قائلا:
-ما بها بطتي؟!
-لا شيء..فلنذهب وحسب أشعر بالتعب..
-تعالي إلى هنا،لنرَ..
أخذ ينظر إلي من رأسي إلى أخمص قدمي بتمعن تارة،و ينظر إلى الثوب تارة اخرى،ليضيف بعد هنيهة و كأنه اكتشف شيئًا ما:
-هذه هي..
-ما بك؟
-هذا الثوب،يناسبك تماما،ستبدين رائعة به!
-أعلم هذا..
قلت و قد أخفضت رأسي بخجل وإحباط ممتزجين في احمرار وجهي،لماذا يقول هذا؟لا بد انه يتعمد احباطي اكثر!ربَّتَ على شعري البني كأنني طفلة صغيرة،ليردف:
-ابقي هنا..سيعود والدك بعد دقائق طفلتي!
والدي؟!حقا يظن نفسه أبي!راقبته و هو يمضي نحو أحد البائعات الشابات هناك،تكلم معها بضع كلمات ثم سرعان ما انحنت له باحترام و هرولت نحو المخزن،ما هي إلاَّ لحيظات حتى عادت و معها نفس الثوب الأسود المعروض أمامي!قدمته لي و قالت باحترام:
-تفضلي سيدتي..
أمسكته بدهشة و أنا أحدق بكين،لم أفهم شيئًا صدقًا!غمز لي كين و هو يبتسم لي ابتسامته الجذابة لدرجة انَّ كل الفتيات بالمتجر أخذن يحدقن به مدهوشات!
مضيت نحو حجرة تبديل الملابس مع البائعة،كانت هناك العديد من الغرف الصغيرة المتجاورة،جدرانها كلها عبارة عن مرايا مرصعة بإطار ماسيّ براق،ناولتني البائعة الثوب و قالت:
-تفضلي من هنا سيدتي..
ولجت الغرفة و ارتديت ذلك الثوب،كان رائعا حقا..و يبدو مناسبا لي تماما!يبدو انَّ كين يعرف مقاسي!مجرد التفكير في هذا جعلني أحمَّر خجلا، نظرت إلى نفسي بالمرايا،يا إلهي!كم أنا جميلة!
لست أكذب،أنا أبدو حسناء حقًا،كان الثوب جد مناسب لي و كأنه حقا خيط من أجلي!أخذت أحدق بنفسي بإعجاب، شديد، و سعادة أشدّ، خرجت من الغرفة بسعادة طفلة غرة، لتبتسم البائعة مردفة:
-تبدين جد جميلة سيدتي،لا بدَّ أنَّ زوجك يحبك كثيرًا..
-ليس زوجي!
صرخت في وجهها بانفعال شديد،تبا لك كين!تتسبب بإحراجي و ارباكي حتى في غيابك!سرعان ما تداركت ما فعلت و قلت بابتسامة بليدة محاولة الاعتذار من البائعة التي ظهرت ملامح الخوف على وجهها:
-آسفة آنستي..آسفة حقًا!
-لا بأس..أنا من علي الاعتذار..ظننته..زوجكِ!
-لا..ليس كذلك..إنه صديق فحسب!
-إذن..فأنتِ صديقة جدُ غالية بالنسبة له،قلة هم أمثاله!
ابتسمت لها بسعادة و انا أتجه إلى الخارج،حقا،سعيدة لامتلاكي صديقا مثل كين،لا بد من أنني غالية جدا بالنسبة له،هذا رائع!
لكن..من أين له5000 ين؟إنه بلا عمل حتما!إذن..من أين حصل على المال لدفع إيجار المنزل و شراء الثوب لي؟
كنت أمشي محدقة بالثوب و بنفسي و أنا أرتديه،رفعت رأسي لأجد كين واقفا قبالتي..
-تبدين جميلة..بطتي،أين كنت تخفين كل هذا؟
أوه،هذا محرج!حاولت هروب من عيونه المُعجبة الجميلة،التي ما فتئت تلاحقني حتى و أنا لا أنظر إليها!أخفضت رأسي و اخذت أفكر في شيء أقوله لأخرج من دوامة الحرج التي غزت وجهي احمرارا..
-لن أدعك تذهبين بهذا الجمال إلى موعدك مع الجرذ أبدا!
أضاف كين،رفعت رأسي و نظرت إليه بشيء من الصدمة التي صعقتني،دون وعي قلت مدهوشة:
-لماذا؟!
-لأنك..
اقترب مني ليهمس في أذني:
-..قانونيا من ممتلكات والدك السيد تاكيغامي كين!
-تبا لك أيها الديك الرومي!
-لا بأس صغيرتي البطة،لا تشوهي جمالك بعصبيتك تلك!
آه..هذا مزعج!قال ذلك مُرَبِتًا على شعري،يظن أنني طفلة حقًا!يعاملني كأنني صغيرة حمقاء!أكره هذا التصرف..
-تاكيغامي كين؟!
صوت أنثوي هتف باسم كين،، التفتنا معا نحو مصدر الصوت،لنجد فتاة شابة،تضع نظارات شمسية أنزلتها قليلا عن عينيها لتحدق في كين نظرة استغراب،كذلك كين،كان يحملق بها باندهاش طغى على قسمات وجهه،ليردد اسما أدركت من أول وهلة أنه اسمها:
-ناتسومي؟
ابتسمت الفتاة المدعوة ناتسومي نازعة نظاراتها السوداء لتظهر عينيها البنيتان الواسعتان الجميلتان،المعبئتين بمساحيق التجميل لتزيدهما جمالا و جاذبية،وضعت نظاراتها على شعرها الأشقر القصير اللامع لتقترب نحو كين بابتسامة واسعة ،مردفة:
-اشتقت إليك أيها الأمير،تعال إلى هنا!
قالت ذلك لترمي كل الأكياس المملوءة بالمشتريات و تقفز معانقة إيَّاه، صدقًا..أنا لم أفهم شيئًا!من أين سقطت هذه الفتاة؟لكن الواضح أنها تعرف كين جيدًا،كانت تعانقه بقوة و تقول:
-اشتقت إليك حقا..اشتقت إليك!
-ناتسومي أنتِ تخنقينني،اتركيني!
-آسفة أميري!
قالت مبتعدة عنه بخجل،تنهد كين و تمتم بصوت منخفض لم تسمعه ناتسومي متململا:
-تبا لك ناتسو..!
تنحنحت علَّ كين يتكرم بشرح الموضوع لي،لاحظت ناتسومي وجودي فقالت متسائلة:
-من هذه الجميلة كين؟صديقتك؟
-أجل،إنها يورا..صديقتي
مدَّت يدها بمرح لمصافحتي و قالت بابتسامة جميلة لم تفارق مُحيَاها منذ رأيتها:
-تشرفت بمعرفتك يورا،أدعى ناتسومي ماتسوزاكي..ابنة السيد ماتسوزاكي شريك عائلة تاكيغامي في شركاتهم..و صديقة الأمير!
-يورا..يورا ناكامورا آنستي..تشرفت بك..
صافحتها بارتباك بثته فيَّ ابتسامتها و جرأتها تلك،سرعان ما تركت يدي و ذهبت مع كين،لم يعيراني أيَّ اهتمام و ذهبا معا يتكلمان و يتجاذبان اطراف الحديث،شعرت بالغضب حقًا من تصرفاتهما تلك،أكره أن يتم تجاهلي!ذهبت لغرفة تبديل الملابس و نزعت ذلك الثوب الجميل،أخبرتني البائعة أن كين دفع ثمنه،وسلمتني إيَّاه،عندما خرجت وجدتهما لا يزالان معا،يضحكان و تحدثان بحميمية كأنهما صديقان منذ زمن،حسنا..ناتسومي تلك فتاة جد جميلة،و تبدو غنية من ملابسها الباذخة التي لا ترتديها سوى الفتيات المشهورات ذوات الثروات الطائلة،مظهرها مع الديك الوسيم الأنيق بدا كمقطع من فيلم من أفلام هوليوود المشهورة! اقتربت لهما محاولة ابعاد علامات الغضب الذي تملكني جراء تجاهلهما لي،و بابتسامة لا بدَّ من أنَّ أهم ميزاتها البلادة و النزق الشديد قلت:
-يبدو أنكما جد منسجمين!
-أجل،أنا و كين مثل الماء و كبريتات النحاس،نتفاعل بسرعة!
كبريتات النحاس؟!تبا لهذه الفتاة..يبدو أنها مهووسة كيمياء مثل الديك تماما!نظرت إليها ببلاهة محملقة بتلك الابتسامة العريضة التي ارتسمت على وجهها و هي تمسك ذراع كين،و سرعان ما امتعضت من تصرفها ذاك،من تظن نفسها!
-حسنا..علي المغادرة الآن!أراكما لاحقًا..!
-فلتذهبي أيتها البطة،أنا سأبقى مع ناتسومي.
سحقا!أهذا ما أستحق أيها الديك؟؟لم أنتظر هذه الإجابة اللاذعة منه،لقد..لقد باعني بسهولة!كنت أنتظر أن يودعها و يأتي برفقتي..لكن..تبا لهذا الديك! تملكني حنق شديد تأججت نيرانه بأعماقي،لتحيلني محمرة من عناء كبح هذا الغضب الذي اجتاحني،تمتمت و انا أهم بالمغادرة قبل أن انفجر في وجهه:
-سأقتلك أيها الديك..سأقضي عليك يوما ما!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واصلت السير بمفردي في الشوارع،مطأطئة رأسي لتجنب تلك الكلمات التي أسمعها من مجموعة شباب بلا فائدة يملئون الطريق متكأين على الجدران يراقبون الداخل و الخارج!ليس من عادتي المرور من هذه الطريق،فدائما ما أستقل الحافلة،لكن لا ضير ببعض المشي من حين لآخر!
نظرت إلى ساعة معصمي لأجدها تشير إلى الثالثة عصرا،أنا متأخرة!لن يسعفني الوقت لتجهيز نفسي حتما،زدت سرعة خطواتي لأصل قبل وصول تسوبا إلى المنزل،تبا لهذه المواعيد التي أكرهها!
لا يزال أمر تلك الناتسومي يشغلني،حسب ما فهمت فهي ابنة شريك إينوشي بالشركات،لكنني عندما كنت ّأعمل في شركة تاكيغامي للنشر لم أسمع يوما أن هناك شريكا لإينوشي البدين!ماتسوزاكي..أشعر أنني سمعت هذا الاسم من قبل.
وصلت أخيرا إلى المنزل،نزعت حذائي و ألقيته هناك بجوار بوابة غرفة الجلوس،ألقيت المعطف في الدرج،و حقيبتي ألقيتها إلى مكان ما لم أعلم ما هو إلى أن تناهى إلى سمعي ذلك الصوت المخيف:
-أيتها القردة اللعينة..ما الذي تفعلينه؟؟
استدرت بوجل لأجد ذلك الوجه المرعب الذي كانت علامات الحنق المرتسمة عليه لا تنذر بالخير،تراجعت للخلف خائفة و أنا أقول:
-أرجوكٍ يومي..سامحيني..لم أكن أقصد إلقاء الحقيبة عليك!
-أيتها الــ...
-حبيبتي..!
قاطعها صوت ريو الذي لا طالما أنقذني من بين براثنها،هذا الأخير الذي تابع قائلا بهدوء:
-يومي..قد تأذين الطفل بغضبك..قلت لك تحكمي في أعصابك!
-كيف لي أن لا أغضب مع هؤلاء حبيبي..!أشعر أنني في حديقة الحيوانات..لا أريد لابني أن يعيش هنا..!
-لماذا لا تمارسين اليوغا برفقتي..ستشعرين بشعور افضل لك و لابننا!
دقيقة واحدة!ابنهم؟!من أين لهم طفل؟يبدو أنَّ:
-يومي هل أنتِ..حامل؟
-أجل أيتها القردة..سيأتي ابننا قريبا!
-مبارك لكما..سعيدة جدا لأجلكما!
-حسنا حسنا اغربي عن وجهي يورا حتى لا تنتقل حماقتك لابني الصغير!
-تبا لكِ!
-آسف يورا..هذه العصبية الزائدة من تأثير الحمل..شكرا لكِ..أتمنى أنْ أرَاكِ أمًا أنتِ الأخرى يومًا مَا..!
قال ريو اللطيف ،إنَّه حقًا شخص رائع و حكيم و هادئ،لا يبدو زوجا لهذه المتوحشة البتة..!أحب ريو كشقيقي الأكبر تماما،فهو ينصحني و يحيني..و دون ان ننسى..يحميني من غضب يومي..!
لكن ماذا قال للتو؟أنا أمٌ؟؟رفعت ناظري لأحدق بوجهه الأسمر اللطيف المبتسم مستغربة،لأردف لا إراديا:
-لا يمكن هذا..!
-و لمَ لا يورا؟أنتِ فتاة طيبة و مثقفة و الكثيرون يتمنونكِ..كما أنكِ في سن الزواج و سيتقدم أحدهم لخطبتكِ قريبا..!
هو قال''طيبة..مثقفة..''لكن لم يقل ''جميلة''..!أأنا بشعة؟!يا إلهي..لم أنتبه من قبل إلى أنني بشعة..ربما لأنني لا أنظر في المرآة كثيرا،رغبت في استدراج ريو للإقرار بهذا،فقلت بحزن مصطنع:
-لكنني بشعة..لست جميلة ليحبني أحدهم..!
-لا تقولي هذا يورا..أنتِ لست قبيحة إلى هذا الحد..لنرَ..تملكين شعرا جميلا..و ابتسامة جد رائعة..صحيح أنكٍ قصيرة و هزيلة قليلا إلا أنكِ تصلحين كزوجة لــ..شخص ما..!
-حقًا..؟
-أجل أجل..كما أنني أعلم أنَّ هناك أحدا في حياتكِ..!
قال بخبث..أيعرف بأمر تسوبا؟؟لا أظن ذلك..لن يحصل هذا إلا إذا وشى ياماتو بالأمر..ابتسمت ببلادة و قلتُ:
-و من هو..؟
-أظن أنه..كين تاكيغامي..!يصلح ليكون أبًا رائعا لأولادك..!!
-اللعنة عليك ريو..!!!
أطلقت صرخة جلجلت المنزل بأرجائه،إلهي..!منذ قليل زوجي و الآن أصبح أبا لأطفالي..!ماذا يظن الجميع أنني أحبه؟أمسكت ريو من ياقة قميصه و أخذت أرجه قائلة بنوبة غضب تملكتني:
-لا..لا..لا..
-حسنا..أرجوكِ سامحيني..آسف..!
تركته و اخذت نفسا عميقا لأزيل ذلك الاحمرار الذي غزا قسماتي..رفعت شعري الذي تناثر على وجهي و قلت بغضب:
-ليس كذلك..!
لأرتقي الدرج بخطى قوية حانقة..دخلت غرفتي و صفعت الباب بقوة..الساعة تشير إلى الرابعة و الربع!أنا متأخرة..!أسرعت إلى خزانتي..أو لنقل تلك الكومة من الخرق الغير واضحة المعالم..و أخذت أبحث عمّا يمكنني ارتدائه،لم أعثر على شيء يصلح!كنت أرمي ثيابي في الأرجاء..كلها متسخة أو ممزقة أو غير مناسبة..و هناك اشياء لم أرها في حياتي..!حقا تعبت..يئست من هذا..جثوت على ركبتي وسط الملابس مستسلمة..لا أملك شيئًا يمكنني الذهاب به إلى موعدي مع تسوباكي..!لحظة واحدة!نظرت إلى السرير لأجد الكيس الذي يحوي الثوب الذي اشتراه لي كين..إنه جد مناسب!لكن ما إن مددت يدي إليه حتى تخيلت وجه كين الغاضب،يا إلهي..!ضممت يدي إلى صدري بخوف و تراجعت إلى الخلف قائلة:
-لا..لن أفعل هذا كين..!
جلست على سريري أمعن النظر في ذلك المكان الذي يشبه كل شيء إلا الغرفة..!إنه اسطبل بلا ريب..!شعرت بالتعب،استلقيت و أخذت أنظر إلى السقف حتى أريح رأسي من عناء التفكير في كيفية تنظيف الغرفة،هذه الفوضى تذكرني بمكان ما..منزلي الصغير في الريف،أو ذلك الذي ''كان''منزلي قبل أن تتم مصادرته من طرف الحكومة،و يتحوَّل إلى جزء من الثكنة العسكرية،آخر مرَّة رأيته كانت قبل أكثر من عشر سنوات،اشتقت إليه..كنت أهرب أحيانا من الميتم و أذهب إلى هناك،مع أنه كان فارغا إلا أن عبق ذكريات والدي يفوح منه،لا أذكرهما،و لا أعرفهما بتاتا،كل ما أعرفه هو أنَّ أمي توفيت بعد ولادتي بأسبوع،و أبي قضى نحبه بعدها بشهرين،و تركاني وحيدة،هما كانا رائعين بلا ريب،و كانا يحبانني،لا بدَّ من أنهما فرحا كثيرا بقدومي لكن لم يستطيعا البقاء معي،أغلقت عيني محاولة تخيل شكلهما،لا بدَّ من أنَّ والدي كان رجلا وسيما،قويا و يحب أمي كثيرا،أما والدتي فقد كانت امرأة جميلة حسناء،لطيفة و تجيد الطبخ،ربما أنا أشبهها،قد تكون بنفس ملامحي،و ربما كنت أشبه والدي،حقا أتوق لرؤيتهما،لعناقهما و النوم في حضن أمي،أتوق إلى كلمة ''أبي''،و إلى التفاخر بوالد رائع كما تفعل الفتيات،أريد أن يكون لنا منزل صغير نعيش به أنا وأبوي،بعيدا عن كلِّ هذا العناء و الوحدة الموحشة،أحتاج إليكما..أحبكما...
رغبة جامحة بالبكاء انتابتني،و خنقتني عبراتي التي سرعان ما رسمت طريقها على وجهي..أحتاج شخصا ما الآن بجانبي،لم أعد أري البقاء بمفردي بعد الآن..
صوت طرق قوي على بوابة غرفتي الخشبية أيقظني،جلست على السرير و أخذت أمسح دموعي،لكن ذلك المتطفل الذي يطرق الباب لم ينتظر أن أسمح له بالدخول،فُتح البابُ على مصراعيه بعنف لتدخل تلك العجوز القصيرة،الجدة يوكو..!
-عزيزتي يورا..!اشتقت إليك..لم أرك طوال اليوم،كيف حالك؟
-لست بخير يا جدَّة..
اقتربت مني متكئة على عصاها الخشبية لتجلس بجانبي على السرير،و تردف:
-ما بها الصغيرة الجميلة..؟
-الحقيقة..لدي موعد مع أحدهم..و لم أجهز نفسي بعد..!
-تبا لكِ..!لماذا لم تأتِ إليَّ؟اتبعيني..!
قالت ذلك و هي تجرني خلفها إلى الخارج بسرعة لا أدري من أين استمدتها،تبعتها بصمت لننتهي أخيرا إلى غرفتها،أدخلتني و صرخت قبل أن تدخل:
-يومي..أحضري كل ملابسك و تعالي..!
لتدلف الغرفة،كانت غرفتها كغرفة فتاة مراهقة،مليئة بمساحيق التجميل و صور الممثلين و المغنين،جعلتني أجلس قبالة مرآة كبيرة،و نزعت دبوس شعري لتتمعن في خصلاته قائلة:
-لون شعرك جميل،يحتاج قليلا من التزيين فقط..!
-جدة يوكو ما الذي تفعلينه؟
-أصمتي فحسب..ألم تقولي أن لديك موعدًا؟إذن سنساعدك..
-ماذا هناك أيتها العجوز..؟
قالت يومي و هي تلج الغرفة حاملة كومة من الملابس خاصتها،ألقتها على سرير يوكو و جلست واضعة يدها على بطنها لتردف:
-تبا لكما..أنا حامل و جعلتماني أحمل كل هذا..ما الذي تفعلينه يورا؟
-لدي موعد..و الجدة يوكو ستساعدني..!
-حدث تاريخي..القردة ستصبح جميلة..علي أن أساعد في هذا..!
قالت بسخرية لتهجم علي هي و الجدة يوكو،واحدة تمشط شعري و الثانية تضع البعض من مساحيق التجميل،ما إن انتهيا حتى جعلاني أرتدي جميع ملابس يومي التي كانت أغلبها أوسع مني،إلى أن وجدت ثوبا عاديا رماديا هادئًا،متوسط الطول،كان مناسبا لي،كما أنه يليق مع معطفِ الجينز خاصتي،ارتديته و حذائي الأسود العادي،أخيرا جعلتاني أنظر لنفسي في المرآة،رائع..!أبدو جميلة جدا..بلا تكلف و بالقليل من اللوازم،و في ظرف قصير جعلتاني أبدو مذهلة..
-شكرا لكما..جدة يوكو..يومي..أنتما رائعتان..!
-هيا أيتها القردة الجميلة..اذهبي الآن..!
-إلى اللقاء يورا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
ما إن خرجت من الغرفة حتى سمعت صوت طرق على الباب،أدركت من أوَّل وهلة أنه تسوبا..!نزلت الدرج بسرعة و سعادة غامرة،و أنا أقفز بسذاجة كطفلة تنتظر والدها..حقا تسوباكي يشعرني بالسعادة..التفكير به يجعلني أتراقص جذلة كعصفورة صغيرة..كم أحبكَ تسوباكي..!
وقفت بجانب البوابة و أخذت أعدِّل شعري تارة،و حزام ثوبي تارة أخرىّ،لأفتح الباب بارتباك مضمخ بعبق الفرحة و الحبور..
-مساءك سعيد يورا..!
قال مبتسما كعادته ما إن فتحت الباب،بوجهه اللطيف ذو البشرة الصافية التي أعطاها ذلك اللون الأشقر لشعره رونقا تمازج دونما عناء مع عينيه المخضرتين..إنه شاب وسيم جدا..بسيط و متواضع..بشوش الوجه..فتلك الابتسامة التي يمتلكها تبث الانشراح و المسرة في القلوب..إنه رائع جدا..أحبه كثيرا!
-مــ..مساء الخير تسوباكي..كيف حالك؟
-بخير لرؤيتك يورا..أأنت جاهزة للذهاب؟
-بالطبع..لنذهب..
أمسكني من يدي و سرنا معا من هناك..كنتُ أظنُّ أنني سأُلفي سيارة ما هناك لتقلنا إلى المطعم..لكن..لم أجد سوى دراجته..!اتجه نحوها و ركب ليقول بمرح:
-تفضلي يا أميرتي..أم تنتظرين بطاقة دعوة..!
-لكن..كيف سنركب معا عليها؟
-أتستهزئين بها..؟يمكنها حمل أربعة مصارعي سومو على متنها..!كما انكِ جد خفيفة و وجودك لن يؤثر..!
ابتسمت له و ركبت خلفه على الدراجة الهوائية خاصته،لم أكُن مضطرة للتمسك به فقد كان يسير بهدوء وسط المدينة..ليغمرني في جوٍّ شاعريّ رومانسي،و ينقلنني إلى أحد شوارع باريس على جناح أحلامي..!
كانت الشمس تأفل شيئا فشيئا بين السحاب..خلف البنايات..ليلوّن وهج أصفر هادئ المكان..كم أحب حمرة السماء أثناء الغروب..!
كنت أتكلم مع تسوبا في العديد من الأشياء..الحديث معه جد مسلٍ..يجعلك تظن أنه يعرف كل شيء..و يتكلم كثيرا دون أن يثرثر..تسوبا هو سيد كلماته..يتلاعب بها كما يشاء..و يعطيها رشة من حلاوة الحياة ليجعلها مسلية مهما كانت..
-أتعلمين شيئًا...؟
-ماذا..؟
-أنا واقع بالحب..!
فاجئتني كلمته تلك..و جعلت الدهشة تعتلي مُحيياي بسرعة..قلت لا إراديا:
-ماذا..؟
-أنا مغرم بأنثى..أهذا غريب..؟
-لا..أبدا..
ضحك تسوبا بلطفه المعتاد مردفا و هو يلج الزقاق الأخير المؤدي إلى المطعم المقصود:
-بالنسبة لي كرجل..الأنثى الوحيدة التي تستحق أن تُحب بجنون..أن توله بها إلى درجة المستحيل..هي الحياة ببساطة..!
-الحياة..؟
تمتمت باستغراب من كلامه المبهم..الذي تابع متخطيا استغرابي:
-الحياة هي الأنثى الوحيدة التي لا يمكن أن تكون لك يوما..إنها مستعصية..لا تذعن لأمر أحد..بل تملك الجمال القادر على إغواء البشر و جعلهم عبيدا لعشقها..لتسن شروطها الخاصة..هي الحزن ولكنها لا ترتدي حداد أحد..و هي السعادة..و لا تفرح لفرح أحد..هي الحب..و لا تبوح بكلفها بأحد..لهذا عليك الإخلاص لها فحسب..لتعلمك هذا..!فقط أنا أحب استعصائها و عصمتها..لذلك أنا هائم بها..!
بقيت ذاهلة أمام كلماته..مستغربة من فلسفته الغريبة..مندهشة من هذا الكلام الذي كان له وقع غريب على قلبي..لم أستطع أن أتكلم..تركته فقط يكمل ذلك:
-حتى و إن احببت أخرى..فحبها يجب أن يكون متعقلا..خاليا من ذلك الحب السرمدي للحياة التي لا توجد لها منافسة..أنا أمجد عصمتها..أرغب أن أديم استعبادها لي..و أي امرأة أخرى..مهما أحببتها سأبقى أخونها مع عشيقتي الأزلية!
-هكذا إذن..لا فرصة لأي أخرى أمام عشيقتك!
-إلا إن استطاعت ترويض قلبي..!
-حسب ما سمعته للتو..لا يوجد امرأة تستطيع ذلك..!
ارتجل دراجته و مدَّ يده لي لمساعدتي على النزول مبتسما،ليردف:
-ربما توجد..و من يدري..؟
ابتسمت له خارجة من هذا الموضوع الذي سيشغل تفكيري للمدة القادمة بلا ريب..!و كأن تسوباكي يريد جعلي أفهم أنه من المستحيل أن يحبني..و أن أتراجع عن فكرة حبي له..!
ولجنا المطعم الذي كان عبارة عن مطعم ياباني بسيط..لم يكن فخما و باذخا كما تخيلته..يا لي من بلهاء..!تسوباكي ليس غنيا..إنه ميسور الحال..فوالده مدير معهد صغير للموسيقى..أما هو فطالب طب في السنة الأخيرة من دراسته..و يعمل كمدرس موسيقى في معهد والده..يعلم العزف على البيانو..كما ان له أخوان..فتى و فتاة حسب ما أخبرني به..و أم ربة بيت..لذلك فعائلته من الطبقة المتوسطة..و لا يمكنه اصطحابي لمكان فخم بلا ريب..!
أنا بطبيعتي لا أحبذ البذخ و الغنى..أحب البساطة..خاصة بساطة تسوباكي العجيبة..فهو لا يستخدم الهاتف..و لا يركب السيارات..يكره التكنولوجيا و التقدم..!يقول أنها تفقد العالم شاعريته و وجدانه..و تشوهان رونق الوجود الغير متكلف..!لهذا تراه يتنقل بالدراجة...و يتواصل أغلب الأحيان بالرسائل..أو بالتنقل شخصيا..و هذا ما أحبه فيه..!
كان المطعم جد لطيف..خاصة تلك اللوحات الجميلة المعلقة على جدرانه الزرقاء السماوية..و أضوائه الهادئة التي تضفي عليه جوا من الرومانسية..كان شبه فارغا..لكنه لطيف و الجلوس فيه جد مريح..خاصة طاولاته الخشبية اللطيفة..
جلست و تسوبا إلى طاولة صغيرة و أخذنا نثرثر..كلمني عن عدَّة أمور..عن ما فعله طيلة السنة التي لم نلتقي فيها..و عن سفره إلى ''أوساكا''..إنه ناجح في الدراسة لحد الآن..و سيكون عمَّا قريب طبيبا كبيرا..على عكسي أنا..!
فاجئني بسؤاله المباغت:
-ماذا عنك يورا..أنت لم تتكلمي منذ التقينا..هذا ليس من عادتك..!
-ماذا..؟!
قلت بتلقائية و قد أيقظني سؤاله ذاك من سهوي..سرعان ما تداركت الأمر و ابتسمت قائلة ببلادة:
-آسفة..لقد سهوت قليلا فحسب..
-إذن..حدثيني عنك..هل وجدت عملا ما؟
طأطأت رأسي خلا و احباطا..لم أجد ما أقول..إذا أخبرته عن فشلي الذريع سينظر لي نظرة دونية..لكن..
-أجل..وجدته..لكنني فقدته مجددا..
-لا بأس..لا يمكننا التحكم في القدر على أي حال...!
ردة فعل غير متوقعة أبدا..!قال ذلك و هو يحرك ما تبقى في كأس الماء بطريقة دائرية..مبتسما بود..!
وضع الكأس ليتابع قائلا:
-أنا أريد أن أعرض عليك شيئًا..!
-ما هو؟
-ما رأيك أن تصيري سكرتيرة أبي في المعهد؟فقد تقدم في السن و لم يعد يستطيع القيام بكل شيء بمفرده،كما أنني لا أستطيع مساعدته بسبب أعمالي المكثفة هذه الأيام..
-موافقة..!
وقفت من مكاني و هتفت بسعادة و نزق شديد،سرعان ما عدت إلى مكاني و قد احمَّر وجهي خجلا و أردفت بتلعثم:
-أقصد أنني موافقة على العمل..يمكنني حاليا القبول بأي شيء..!
-اتفقنا إذن..هكذا يمكننا ان نلتقي كلَّ يوم و نمضي وقتا أطول معًا..!
نلتقي كل يوم..؟إذن فعرضه ذاك كان فقط لجعلي على مقربة منه..يا لك من شخص صعب الفهم تسوباكي..!إنه دائما هكذا..مليء بالمفاجئات و التناقضات..لا يمكنك أن تعلم ما الذي يفكر به ..!
اكتفيت بابتسامة و أجبت باقتضاب:
-حسنا..
-ما رأيك ان تبدئي غدًا؟
-مناسب جدا..إذن غدا صباحا..!
-غدا صباحا..!
قال و مد يده لمصافحتي مبتسما..شعرت بالتوتر من ذلك..لكنني مددت يدي المرتجفة ببطء و ارتباك..أحسست بشعور غريب عندما صافحته..شعرت أنَّ يدي تأبى ترك يده..! شعرت أنَّ الوقت مر ببطء شديد و نحن نتصافح..دون أن تزول تلكم الابتسامة اللطيفة عن محياه..!
-ما الذي تطلبانه؟
قاطع تلك اللحظات صوت النادل المتململ الذي جاء ابتغاء معرفة طلبنا..حقا..نسيت هدفي النبيل..!أنا هنا لآكل فحسب..تركت يد تسوباكي و نظرت إلى النادل..الذي و على عكس باقي النادلين الذين كانوا مرتبين و مهندمين..كان مهلهل الثياب..مهمل المنظر..بشع المحيى..فقد كان هزيلا جدا ذو وجه مصفر طويل و عينان جاحظتان..لحظة واحدة..!هذا الوجه مألوف حقا..!أخذت أحدق به محاولة تذكر هذه الملامح المألوفة..هو الآخر كان يمعن النظر إلي..إلهي..!إنه..قاطع الطرق الذي طاردني ذلك اليوم..!
-أنتِ..تلك المجنونة..!
-أنتَ..قاطع الطرق..!
-تبا لكِ أيتها المجنونة..أغلقي فمك..!
قال بحنق محاولا جعلي لا أفضح حقيقته أمام الملأ..وقفت و تراجعت للخلف بخوف مؤشرة عليه و أنا أصرخ:
-إنه قاطع طرق..قاطع طرق..!
نظر الجميع نحوي باندهاش و تعالت الهمهمات و الهمسات في المطعم..وقف تسوباكي بقلق و قال محاولا تهدئتي:
-ما بكِ يورا..اهدئي ما الذي جرى معك؟
-إنه قاطع الطرق الذي حاول سرقتي ذلك اليوم..
-تبا لك أيتها المجنونة..
قال جاحظ العينين بحنق و هي يلقي الصينية التي كانت بيده أرضا..خاصة و أنَّ أغلب الناس غادروا المطعم بسرعة دون دفع الحساب..!
-أيتها الزعيمة..كُشف أمرنا..!
صاح جاحظ العينين و هو ينظر نحو المطبخ..ما هي إلا لحيظات حتى خرج من هناك شريكه السمين و تلك الشقراء ذات الملابس الخفيفة..!
-لنهرب تسوباكي..إنهم يريدون الانتقام مني..!
قلت بخوف و أنا أجرُّ تسوباكي معي..هذا المسكين الذي لم يفهم شيئا لحد الآن..!
-يورا..انتظري لحظة..
-لا وقت لدينا..تلك القاسية ستقتلني..
-اهدئي للحظة..!
قال تسوباكي بشيء من الغضب و هو يمسكني من ذراعي و يوقفني..تنهد بعمق ليردف و هو يزيل خصلات شعره الأشقر من على وجهه:
-أخبريني الآن ما القصة..
إلهي..إن أخبرته بالقصة فسيظن بي سوءًا..و إن لم أخبرهم فسيغضب و يمنعني من الهروب..!
-يورا ناكامورا..أيتها القردة البشعة..!
قالت الشقراء و هي في ذروة غضبها..تستشيط غضبا..!لكن لحظة..من أين لها معرفة اسمي؟
دققت في ملامحها جيدا..شعرها الطويل ذو الصبغة الصارخة..ملابسها التي دائما ما تكون حمراء في لقاءاتنا الثلاثة..عينيها الواسعتان المزرقتان..من دون تلك الصبغة..و بجسد أصغر سنًا..ستكون بلا ريب..
-آيــــــاكو..؟!
صحت باندهاش و تعجب ارتسم على ملامحي..إنه آياكو المتسلطة..رفيقتي بالميتم..كانت تلك الفتاة الأكبر بيننا التي تتحكم فينا كيفما تشاء..!لا بد من أنها هي..نفس النظرة و نفس الملامح..!
-تبا لك ناكامورا..لقد بقيتِ مثلما كنت..حمقاء مثيرة للمشاكل..!
-إذن أنتِ آياكو..؟
-أجل أنا هي..آياكو التي لا طالما تفضلت الآنسة ''قردة''بتخريب مخططاتها..!لكن ليس بعد الآن..
-آياكو..تذكري طفولتنا معا..أرجوكِ لا تؤذيني..!
-مجرد تذكر تلك الطفولة السوداء معك يجعلني أغضب أكثر..تبا لكِ يورا..!
قالت بغضب و هي تتقدم نحوي و نيران الانتقام تتأجج بأعماقها..!قفزت و اختبأت خلف تسوباكي الغارق ببحر من علامات الاستفهام..!
-توقفي يا سيدة..
قال تسوباكي بهدوء..تقدم بضع خطوات نحوها و أمسكها من يدها..عاد إلي و أمسكني بيده الأخرى..قادنا نحو الطاولة و جعلنا نجلس ليقول و هو يضرب الطاولة بحنق أمام اندهاش كلتانا:
-الآن..أريد تأويلا رجاءً..!
نظرت كل واحدة منا في الأخرى بغضب..لتشيح كلتانا وجهها للجهة الأخرى..و تستطرد آياكو قائلة:
-أنا أعمل كقاطعة طرق..أي أنا مجرمة.مفهوم؟
-مفهوم..!
-و هذه البلهاء النزقة كانت رفيقتي بالميتم في طفولتي..و لا طالما أزعجتني و سببت لي المشاكل..مفهوم؟
-مفهوم..!
-و قبل مدَّة..اعترضت و عصابتي طريقها لسرقتها..لكنها كادت تفضحنا..بل و قامت بإهانتي..فأمرت رجالي بقتلها..مفهوم؟
-مفهوم..!
-لكنني أشفقت عليها..و في طريق عودتي التقيت شابا وسيما يبحث عنها..فأخبرته بمكانها رأفة مني..فأنقذها..مفهوم؟
-مفهوم..!
-تبا..أصمتي لا تكملي..!
قمت و صحت في وجهها حتى لا تفضحني..نظر تسوباكي إلي باستغراب ليقول:
-لا داعي للمواصلة..لقد فهمت..آنسة آياكو..هلا صفحت عن يورا..صدقيني إنها فتاة طيبة حقا..لكن المشاكل تلاحقها..هي ما كانت لتود إيذائك البتة..سامحيها..!
-لا يمكنني مسامحتها..لقد جعلتني للتو أفقد ثروة..!
-من أجلي آنستي..سأفعل أي شيء تريدينه..سامحيها فحسب..فإن أصابها مكروه..فلن أسامح نفسي ما حييت..!
قال تسوباكي و هو ينحني معتذرا لأقصى درجات الانحناء.. من أجلي فحسب..!بقيت شاخصة العيون..جامدة أحدق به مستغربة..أما أراه حقيقة أم حلم..؟




يتبع..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
...
  #159  
قديم 05-03-2014, 10:05 PM
 
Talking اول رد ياهووووووو

حجز
K e n ● likes this.
__________________
  #160  
قديم 05-03-2014, 10:17 PM
 
Wink ثاني رد

يا الله ثاني رد
المهم حجز حتى تتم القراءة وسأعود
K e n ● likes this.
__________________

صديقتي الخنفوشارية:
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:46 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011