استيقظت فزعة من هذا الكابوس نظرت حولها , انها في غرفتها ضوء القمر انار ارجاء

المكان تحسست وجهها , فكانت قطرات العرق تتصبب منها بشدة وأنفاسها متسارعة , استمعت

لنبضات قلبها وأول ما خطر على بالها رقمها , ضغطت على الازرار بسرعة ووضعت

الهاتف على أذنها تنتظر ان يرد احد وبالفعل , كان الصوت نعسا ومتعبا فقال :

_ ما خطبك ؟ لما تتصلين الان هل تريدين شيئا ؟

تنهدت براحة بعد ان تاكدت انه صوتها وأجابتها بسعادة :

_ حمدا لله أنك بخير أليس ..

شعرت ان الاخيرة قد قطبت حاجبيها بانزعاج لتقول ببعض الضجر :

_ لما تتصلين بي ؟ انها الثانية صباحا ماريان عودي للنوم ...

_ لا شيء اتأكد انك بخير ...فقط

مرت برهة لتقول أليس بنبرة هادئة :

_ اذن بما حلمتِ ؟

ِِِِِِ

ضرب على كتفه بسعادة وسبقه ببضع خطوات مستديرا له على طول الرواق العريض

_ هاي ادي , تبدو شاحبا المدة الاخيرة .

عطس ادوارد ومسح انفه المحمر بارهاق ليجيبه :

_ أليس واضحا ؟ .. لقد اصبتُ بالزكام , ما ان انهى جملته حتى عطس من جديد , كتم كيريتو ضحكته

عليه انه امر بديهي ان تتجول في باحة المنزل والثلج متساقط فقط لانك رأيت حلما سعيدا مع شخص

تحبه , حتى هذا له عواقب ..

لوح ادوارد يده بأن يبتعد عنه فقط , يكفيه ألم الرأس الذي يشعر به لا يحتاج ان يكمل عليه كيريتو

_ وماذا قالت لك أليس ؟

_ لم اخبرها .. تأفف كيريتو بشدة وعلق يديه على الهواء مردفا :

_ بما ان ستيف ذهب مع سيلينا للسياحة الجبلية اعتقدت اننا سمنضي وقتا ممتعا في محل الألعاب

الالكترونية معا , لكن رؤيتك بهذه البيجامة تحبطني

واصل اد السير دون الاهتمام او التعليق على كلام صديقه ودخل غرفته ليستلقي من جديد على سريره

الفضي وحاول النوم , لكن كيريتو منعه بحواره الطويل عن كيفية الوجوب بالاهتمام بالصحة في

فصل الشتاء ..

دخلت ماريان وألقت التحية عليهما

_ تفضل ادي , حضرت لك بعض الشاي ليريحك أتمنى ان يعجبك .. كيريتو هل تريد ان احضر لك كأسا؟

ردد الاخير في اعماقه " لطيفة جدا " مرات عديدة

كانت ماريان تلبس تنورة سوداء طويلة مع قميص أزرق تناسب مع زمردية عينيها وسرحت شعرها

بظفيرة وضعتها على رأسها بشكل دائري , قدم رغبته بالشرب فقصدت المطبخ لاحضار كأس اخر

لاحظ اد شروده فأنبس :

_ مابك ؟ ..

كيريتو الذي وضع يده تحت ذقنه بتفكير :

_ لا ألومك على انك قد أحببتها في الحقيقة ..

بصق اد الشاي بسرعة ونظر له بخجل :

_ هل بدأت تحبها ؟

ابتسم له كيريتو بطرفة عين ليجيبه :

_ لا , ... لا اعتقد اني سأحبها كحبيبة على الاطلاق

_ لماذا ؟

وضع كيريتو يديه على كتفيه مشيرا بعدم معرفة السبب , اكمل اد شرب شايه بهدوء الى ان رن هاتفه

معلنا وصول رسالة جديدة قرأها وبقي برهة يتأملها طار من الفراش بسعادة فأرعب كيريتو الذي تفوه بغباء :

_ لا تخبرني انهم ارسلوا لك تخفيضا على لعبة الاصدار الجديد لنينجا مصاص الدماء ؟ هل يعقل ؟

جلس بتألم مع ضربة ادوارد لتفاهة تفكيره وشرح له السبب :

_ أليس ... أليس ...قاادمة لتطمئن علي , لم يستطع منع دموعه السعيدة من النزول وتذكر حلم الامس

كان قاصدا الشرفة للرقص من جديد غير ان كيريتو منعه واعاده للفراش لليقول بجدية :

_ ألا تشعر بهذا يا اد .. عاصفة قادمة ستتلبد الغيوم , سيضرب البرق , ستمطر السماء بغزارة

قاطعه اد ببلاهة :

_ لكن الجو مشمس

صرخ كيريتو عليه بانزعاج طفولي :

_ قطعت علي درامية الجو ايها الاحمق , كما انه كان تعبيرا , أليس قادمة وماريان هنا ماذا تتوقع ان

تبتسما لبعضهما وتتناولان الشاي بأنثوية فقط ؟ لا ايها المغفل الحرب ستحدث لا اصدق .. استدار للنافذة , وضع يديه عليها وأكمل يبكي :

_ انا حتى لم اكتب وصيتي لم اخبر اخي انني من افسد له حاسبه ولم اخبر الخادمة انني من

اخذ الكعكة وايضا ابي لم اعلمه بانني من وضع خطأ اوراق الشركة في المفرمة ..

تنهد اد بحال ميؤوسة منه وعاد للاستلقاء من جديد

نصف ساعة مرت بعدها كيريتو ازاح الستارة البيضاء قليلا ليخاطب ادوارد مبتسما

_ أليس وصلت .. اكمل مشاهدته , نزلت هي من السيارة وكلمت يوشيدا قليلا ورأى رئيس الخدم

متجها اليها لالقاء التحية ..سارا معا الى ان اختفيا عن ناظريه وجلس بحماس على الكرسي . لحظات انتظار اخرى مرت علهما ببطئ .

دقت على الباب ودخلت , بمجرد رؤيتها شعر ادوارد بأن قلبه سيقفز من مكانه , قطع عليهما الجو

كيريتو وقد أحاط بيده على رقبة أليس همس في ذنها بمكر ساخر :

_ اذن انت لم تقدري على النوم أليس كذلك ؟ اخبريني ما هي الكووابيس التي حلمت بها , اد وماريان

معا ؟ .. ام , غير نبرته ليصبح صوته رقيقا انثويا وتجمعت دموعه ابتعد عنها وجثى أرضا ورم

بنظرات لطيفة :

_ ادوارد لقد عدت من أجلك .. هل ستتركني ..ادوارد انا .. لم يواصل كلامه واستدار بطرفة عين خلفه

..وجد هالة حمراء ممزوجة بالاسود تنبع من ماريان زمجرت عليه وصرخت :

_ صوتي ليس هكذا ... ولم اقل شيئا لادوارد

جلس من جديد على كرسيه ورأسه منتفخ من الضربات التي تلقاها , صاح عليهم وشلالات تنهمر من عينيه :

_ كلما أقول شيئا ..يضربني احد ..اين حقوق الانسانية فيكم ,ساقاضيكم بتهمة تدمير قلب بشري

مسكين دخل مرحلة الانا الفيزيوقية وسترون ..

تكلمت أليس وماريان بنفس الوقت بملل منه :

_ ان الفيزيوقية مصطلح لا تعرف معناه حتى لذا اصمت ..

تكور في الزاوية يداعب اصبعيه وشلالات تنهمر من عينيه مصاحبا :

_ انتما ... قاسيتان

التقت أعين ادوارد وأليس للحظة تقدمت هي منه وتحسست حرارته , بينما جلست ماريان تحتسي

الشاي بهدوء , خاطبته أليس بشيء من التانيب :

_ كيف تخرج في الليل بدون ملابس جيدة , هل تعتقد نفسك بطلا كي لا تمرض . احمق

نظر لهاا بعيون الجرو الصغير الحزين مكملا عنها :

_ لكنه كان حلما سعيدا أليس .. لقد اخبرتني فيه , لم يكمل بسبب الوسادة التي ضربته بها وصاحت بغضب :

_ لم اطلب تفسيرا , الان انت مريض ..ياللازعاج انظر انت شاحب اللون وما هذه الجيوب الكبيرة تحت

عينيك تبدو بحال مزرية حقا

نهضت ماريان ببشاشة واتجهت نحو الباب بسعادة قائلة :

_ سأحضر له حساء الاعشاب البحرية , سيجعله يتحسن

شكرتها أليس وبعد ذهابها ظلا يحدقان بها ببلاهة لتنبس بانزعاج منهما :

_ ماذا الان ؟

قال كيريتو بنوع من الاحباط :

_ أليس لقد ذهبت ماريان لتطبخ له ..

_ اذن ؟

_ اذن .. أنتِ

°°°°°°°

نظرت لها من جديد وهي تبدو سعيدة ونشيطة , تنهدت لتخاطب نفسها " ما شأني ان كانت ستطبخ له , لما علي ان اطبخ له ايضا , اللعنة سيرا ماكان يجب ان أستمع لك من المفترض أني نائمة الان "

_ أليس تفضلي ..

انتبهت لها المعنية وابتعدت قليلا لتسمح لها بوضع المريلة عليها كي لا يتلطخ قميصها الازرق

الفضفاض المتناسب مع سروال جينز سماوي , ما يزيدها جمالا وبساطة هو شعرها المنساب بخفة على

كتفيها

همست لها ماريان بمرح :

_ احب لون شعرك البني , يشبه الشوكولا التي اعشقها .

تظاهرت أليس بانها لم تسمع وواصلت تقطيع الخضار لتضيفها مع بعض البهارات في وعاء وكان الصمت سيد الجو

اضافت ماريان بعض الملح في طبقها وقالت ببعض البرود :

_ كيف التقيت بادوارد ؟

_ انها خطوبة مدبرة

_ فهمت

كان المطبخ كبيرا نوعا ما الثلاجة العملاقة التي وضعت في الزاوية كي لا تاخذ مساحة اكبر والادوات

الموضوعة على الحائط وكذا طاولتان كبيراتان وضعتا بشكل متواز لبعض في المنتصف الاولى

تستعملها ماريان والثانية لأليس .. صدفة رفعت رأسها لتنظر للساعة فتفاجأت , في البداية لم تصدق

ولكنها بعد تركيزها استطاعت ان ترى قطرات دموع نقية لا تشوبها شائبة تتسابق للنزول

على وجنتي ماريان .

_ لما تبكين ؟

رفعت ماريان رأسها ولم تكن تدري انها كذلك فمسحتها بسرعة واستنشقت بعض الهواء قبل ان تجيب :

_ اه ان البصل .. كما تعلمين يسبب هذا . ضحكت بسرعة , حركت ما في القدر بسرعة ووضعت الغطاء

عليه اشبكت يديها معا لتتسع ابتسامتها :

_ بقي القليل ويصبح جاهزا .. ماذا عنـ.. شعرت بقليل من الخوف مع كل ما تضعه أليس في الوعاء

صرخت بفزع :

_ هل تلك بذور فلفل ؟

نظرت لها أليس ببراءة :

_ ان معظم الفوائد موجودة هنا ..

بلعت ريقها بصعوبة و بدأت البحث عن اقراص الام المعدة .. او تسمم تحسبا لأي طارئ

دخلتا الغرفة وعاد كيريتو لمكانه لم تهتم أليس بمعرفة ما كان يتهامسان به اطلاقا , وضعت الصينية

على احدى الطاولات وذهبت لتجلس على احدى الكنبات البنية اللون لتشعل التلفاز وتشاهد بملل .

كان كيريتو يتناول الحساء بسعادة ولا يتوقف عن مديح ماريان

شكرها اد واعتذر عن عدم كونه قادرا على اكمال المزيد , رفع راسه بتعجب على كيريتو الذي كان

يناظره بأسى وحزن عميق وضع امامه ورقة وقلم وطلب منه كتابة وصيته قبل ان يتناول طبق أليس ..

لم يعلق ادوارد كثيرا لكنه شعر برغبة بان يكتبها بعد ان لاحظ ان هناك أشياء مخيفة تنبعث من الطبق ..دخان اسود وظلمة مخيفة

حمل الملعقة بتردد واضح , ماريان وكيريتو على جانبيه الايمن والايسر بالترتيب , يشجعانه للصمود ,

كيريتو كان يحمل هاتفا ورقم الاسعاف مكتوب عليه كل ما عليه فعله ضغط زر الاتصال للنجدة اما

ماريان فكان كاس الماء والدواء على الصينية المرتعشة بين يديها

نظر ادوارد بتعرق لكيريتو وقال له بمودة :

_ الا تريد ان اترك لك بعضا منه ؟

الاخير اشار بكل ادوات النفي الممكنة وشرح له انه ان اراد يوما الانتحار سيطلب من أليس تحضير هذا الطبق له ..

تناول اول ملعقة فسقطته منه وصاح الاثنان عليه بخوف :

_ ادوارد ... ادوارد

استفاق بدوار و أردف للاثنين حوله مهلوسا :

_ كيريتو لما تتحرك بهذا الشكل ؟ ماريان هل اصبحت فجأة قصيرة ؟

صوت نبع من أليس لتزفر :

_ لا بأس سيكون بخير .....ان اخذ الدواء فقط

أمسكته ماريان بسرعة وناولته الدواء وكاس الماء , بينما كيريتو شعر بانزعاج كبير لعدم وجود ارسال كافي في الغرفة .

مرت ساعة كاملة لينهض ادوارد , فرك عينيه بهدوء وتذكر ما جرى بعد ان رأى طبق أليس امامه تراجع للخلف وصاح بخوف :

_ أبعدوا عني هذا الشيء .

وجه كيريتو نظراته وبلع ريقه , لم يتحرك جفن لأليس على الاطلاق , بل استطاع ان يلمح انها تشعر بالاسى لعدم نجاح طبقها . حملت ماريان الطبق بحذر وتوجهت لرميه , هتف كيريتو بفزع عليها :

_ بالله عليك ماهي مكونات ذلك الشيء ؟

_ لا اذكر , وضعت الخضر وبعض الفاكهة ..

_ ولما وضعت الفاكهة في الحساء انها للتحلية .

_ حسنا .. الفواكه تحتوي على الفيتامينات ...التي تساعد على الشفاء , وبعض المكملات الغذائية . والبهارات . واشياء اخرى .

هالة زرقاء كئيبة احاطت على ادوارد فنطق بصعوبة :

_ أليس هل كنت تحاولين قتلي ؟

_ نعم

اخترق سهم قلبه وكالعادة يزيد كيريتو السوء بالضعف :

_ يا رجل , من يجاول قتل شخص فهو بالتاكيد لا يحبه , أليس هل تكرهين ادوارد لهذه الدرجة ؟

وقفت هي فجأة فارتعد قليلا وتراجع للخلف وكان بوضعية الدفاع على نفسه , لم تهتم له وانما اسدلت الستائر قليلا لتوفر جوا انسب لادوارد للنوم , نبرتها لم تحمل أي عاطفة ولكنها أجابت :

_ لا أكرهه على الاطلاق .

استدرات لادوارد مباشرة بعد كلامها ولم تزحزح نظراتها عنه وهو بالمثل , كل مرة يرى تعابير وجهها الجميلة يشعر كما لو انه يراها للمرة الاولى .

اقتحم عليهم الغرفة كارلوس المنادي :

_ كيريتو ... روحي الوحيدة .. حبيب قلبي الصغير ..انت هنا ؟ ولم تات لمنازلتي ..اشعر ان سهما

رومانيا اخترقني محدثا ضررا على مستوى نبضاتي التسعين ..

نهض كيريتو راكضا لصديقه وامسك يديه بالم :

_ ارجوك سامحني ... كان يجب ان اكمل مسرحيتي الشيكسبيرية لأ ظهر لادوارد اني صديقه ,

فاستطيع الحصول بعد نومه على لعبته الرقمية واتحداك بها

سمعا أليس من بعيد تردد على غباء الاخير :

_ للذكاء العبقري كشفت الخطة امامه ..

امسك كيريتو فمه ونظر بابتسامة زائفة لادوارد المنكسر القلب ..

_ ارجوك لا تفهم الامر خطأ تلك لم تكن نيتي الحقيقة بل الظاهرية فقط .. سمع لتحطم آخر على مستوى

قلب صديقه ورمقه بعيون الجرو المكسور الخاطر اختبئ خلف كارلوس بسرعة واغمض عينيه ليصيح:

_ كارلوس لا تنظر الى عينيه مباشرة انها..

الاون كان قد فات على هذا فاختفى بريق التحكم الذاتي من عيني الاخ الاكبر ونهض كآلي ليقول :

_ سيدي ... ماهي ... اوامرك ؟

ادوارد الذي نظر بشر لكيريتو , غير تعابير وجهه لسلاحه الفتاك وأنبس :

_ اريدك ان تعاقبه على فعلته ..

_ أمرك .. سيدي .

بلفة خارقة اصبح اما وجه كيريتو و أرعبه بتشكيل قسمات مخيفة على نفسه , المسكين الذي تلون

جسده بالوان قوس قزح قبل الهروب , ترك غلفه غبارا كثيرا ركض كارلوس خلفه قائلا بطريقة ألية :

_ توقف ...توقف ..

الان أصبح ادوارد وأليس في الغرفة فقط .. اغمض عينيه , دقات قلبه تزداد وتتسارع فتحهما بتوتر

تفاجأ من شدة البلاهة ... هي كانت نائمة .. واعصابه محروقة

تدمرت كل كلماته ومخططاته في برهة زمن , اطلق تزفيرة طويلة دون تحديد شعورا محدد من الاحباط

, خيبة الامل , الانزعاج .. دخلت ماريان تمسح يديها بمنديل قماشي قطني ولما رأت أليس بتلك الوضعية اخرجت من الخزانة غطاءا وضعته عليها .

توجهت نحو ادوارد وبنفس الابتسامة بادلها شاكرا

_ لا عليك ..

_ أسف يبدو اني اتعبكِ معي ..

بسرعة لوحت ماريان بامتناع :

_ اطلاقا , انا سعيدة انه يمكنني اخيرا ان اعتني بك ولو قليلا ... كما كنت تفعل معي

اشاح هو وجهه للجهة الاخرى

كانت تمرض مثله الان في كل شتاء .. و هو يظل ساهرا , حيث ان لهما نفس الطباع يكرهان البقاء في المستشفى

فجأة اصبحت نبرة ماريان اكثر لطفا وحنان , رفعت رأسها نحوه ولمع الثبات بؤبؤ عينيها لتشير

لمعصمها قائلة :

_ اد , هل مازلت تحتفظ به ؟

ابتسم وكعادته يجعل هذا الابتعاد عنه مستحيلا :

_ أجل

سعل بخفة ما اقلقها واقتربت اكثر تتحس حرارته , نهضت بخطوات سريعة وغادرت لتحضر

دواء الحمى وطلبت منه ألا يتحرك ..

بقي يتأمل المكان والجو الهادئ ثم وقع بصره على أليس .. بعض من خصلات شعرها كما

لو انها وضعت بعناية على الكنبة و جزء كبير من الغطاء كان ارضا .. تحامل من اجلها صداع الرأس

الذي شعر به وتقدم ساحبا جسده المريض .. تقدم نحوها و بقي ينظر لجمال وجهها تأكد من جعل

وضعيتها مناسبة للنوم في مكان كهذا

مسح قليلا على شعرها وجلس على الطاولة قبالتها .. فكر للحظات في ماضِ أليس , لا يعرف كيف ولكن الان فقط , ُطرح هذا التساؤل في ذهنه . سمع وقع خطوات فانسحب لسريره . لم يكن غير ماريان التي أحضرت الدواء له . بعد ان انتهى حملت عنه الكأس وغطته جيدا , و غادرت الغرفة بهدوء .

لم يستطع النوم لسبب لا يعرفه , ربما حساء أليس أبعد هذا عن رأسه ظل يحدق في السقف لفترة غارق في تفكير لم يجد له بداية ولم يحدد له اي نهاية.

ِِِِِِِِِِِِِِ

طرقت الباب قبل دخولها واستمتعت برؤيتهما يلعبان بحماس , كان لماريان القليل من الميول لالعاب الفيديو جلست من بعيد تراقبهما كيريتو مشتعل كلهيب يئبى الخمود يعيش اللعبة كلها , كان من المستحيل له اللعب وهو جالس بل يقفز في كل مكان عكس كارلوس الذي يجلس بهدوء الشيء المتحرك فيه هو اصابعه الصاروخية لطالما تعجبت ماريان من عدم تحكمها على يده كل مرة .

سقط كيريتو بانزعاج على الارض مخاطبا الحائط :

_ هذا ليس عدلا , كل هذه المعارك تنتهي بالتعادل .

_ انت بليد ان ظننت انك ستهزمني .

_ اصمت كارلوس لقد اخترت المحارب الخطأ لنعد المعركة وسترى

_ ستكون النتيجة نفسها , اوه مهلا تذكرت اذهب لغرفتي ستجد فوق المكتب قرص احضره

تنهد كيريتو بملل وذهب . ابتسمت ماريان قائلة :

_ لم يتغير حبك لهذه الالعاب اطلاقا

_ وانت كذلك لم تتغير ماري .

هدوء مطبق مرة اخرى جعل الجو خانقا اكثر , يفكر كلاهما بما يجب قوله , لذا تقدم كارلوس اولا :

_ ماري , الامور تغيرت هنا اعلم انكِ تدركين هذا ولكن انت لا تطبقين

_ ماذا تقصد ؟

_ سيكون عليك ترك مساحة اكبر لهما الان , ادوارد مخطوب هذه الحقيقة يجب ان تتذكريها , هي تعلم ذلك حقا وهذا كا يزعجها كثيرا انكست راسها للاسفل وطفى على وجهها الحزن والالم ولكنه تابع حديثه:

_ ربما تجدين صعوبة في تقبل شخصية اليس لكنها فتاة جيدة , غريبة الاطوار وباردة و صريحة حقا , تساءلت حقا لما فتاة مثلها تجذب من حولها دون ران تكلف عناء شيء .

_ توقف .

استغرب منها قليلا , لكنه ابتسم بمواساة :

اعتذر , يبدو اني اكثرت عليك , لكن ماري انت ايضا شخص رائع لا يمكن ان نجد فتاة مثالية مثلك حقا

_ اذن لما تخلى عني هكذا ؟

انت مخطئة .

رفعت راسها نحوه وقد اتسعت حدقت عينها كثيرا , تابع قائلا :

_ ادوارد لم يتخلَ عنكِ اطلاقا , انتِ من فعل لا تدركين كم تألم عند رحيلك , اعتقدنا انها النهاية رغم محاولات ستيف والجميع لم ننجح في جعله سعيد كثيرا بينما أليس ..

_ بينما هي تفعل ذلك حتى دون قصد اعرف هذا..... اعرف هذا.

بقيا على سكوتهما هذا الى ان عاد كيريتو وقبل ان يخطو من الباب همس لنفسه بارتياب :

_ هل حدث شيء في غيابي ؟

..
انتهى

شكرا ما في وااجب

اراءكم بس ..








[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_09_14141008784589945.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].





.[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]