عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 06-10-2013, 04:33 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

(13)
" لقد كنت مخيفاً ، كنت قاسياً .. لم تعرني اهتماماً ، تخفي عني كل شيء وتريدني أن أهرب برفقتك مجدداً .. كيف لك أن تتأسف بتلك البساطة " ذرفت الدموع بين طريق المزرعة والقصر ثم توقفت وهي تمسح دموعها على عجل ، وبدون أن تفكر في أي شيء توجهت إلى غرفة الرئيس "بلود " ، طرقت الباب عدة طرقات قبل أن تسمع صوته الصادر من الداخل :
- ادخل .
دلفت إلى الغرفة بسرعة وتفادت النظر إلى الوجهة التي يجلس فيها، ثم اخذت من فوق العربة الصغيرة بعض المنظفات والمناشف وشرعت بالتنظيف ولكن بلود لم يتركها تعمل و تساءل على الفور :
- ماهو القطار السنوي ...؟!
توقفت لينا عن العمل وهي تفكر " انه يسألني بالتأكيد .. ! لكن ربما يتكلم مع شخص آخر من خلال الهاتف ... ؟ " التفتت تنظر إليه ببطء قبل أن تهمس :
- هل تسألني أنا ..؟

كان يجلس على الكرسي الوثير واضعاً إحدى رجليه فوق الأخرى وكان يرمقها بتلك النظرات الحادة الخارجة مباشرة من عينيه الداكنتين ، ازدردت لعابها بقلق وعندما لم تستمع إلى اجابته عادت إلى عربتها بسرعة وامسكت بالمنشفة
" يا إلهي يبدو بأنه لا يتحدث إلى ... لماذا يبدو غاضباً جداً؟ ولماذا لا يوجد اثر للهاتف هنا؟ " انقطع حبل افكارها عندما عاد صوته الأجش يتكلم :
- بالتأكيد اسألك! هل يوجد أحدٌ غيرك هنا ..؟
عادت تنظر نحوه، ثم قالت بخفوت :
- إنه القطار الذي يمر في أول الشهر الخامس من كل عام في مدينتي ، عند منتصف الليل تماماً .

" ماقصّة هذا القطار الغريب ..؟ اما ان تكون كاذبة بارعة أو انها مجنونة .." رفع حاجبيه وانزل رجله ليجلس معتدلاً، ثم تناول قدح القهوة من فوق الطاولة وتكلم قائلاً :
- من أي بلدة انتِ ..؟
- إنها بلدة بعيدة .. استعرت بها الحرب منذ فترة .

" الحرب..؟ ياللهراء أي حرب .. " تنهد وارتشف قليلاً من القهوة ثم أعاد الكوب إلى مكانه على الطاولة وعاد يتسائل بنبرة متشككة :
- ماذا كنتِ تعملين قبل أن يعثر عليكِ جنودي ..؟
ارتبكت لينا وبدأت تفكر " لماذا يسألني كل تلك الأسئلة .. هذا مريب للغاية " أجابت بتلكؤ :
- كنت أسير بين المدن لأنني ضللت الطريق ..
حاولت أن تجمع بعض الكلمات ثم أردفت على الفور :
- فأنا أبحث عن جدتي التي تعيش في بلاد الجبال .
ابتسم ابتسامة ساخرة وقال :
- أنا لم أقصد ذلك، أعني .. أنت لم تكوني تعملين خادمة، صحيح ..؟! ماهو عملك الأصلي ..؟
" يا إلهي .. أنا لم أعمل من قبل .. الآن ماذا عساي أن أقول؟ هل أعترف له ..؟ " أجابت اجابة بطيئة وترقرقت عينيها بالدموع :
- لـ .. لقد درستُ التمريض، وكنت أعمل ممرضة لجدي . ولكن عندما توفي، أنا لم أزاول تلك المهنة أبداً .
- إذاً لديك مهنة راقية .

تسائلت باستغراب :
- هل هي كذلك ..؟
- إنها تحظى في بلادي بكل التقدير، إذاً ..
" بما أن كاترين على وشك الولادة، إذا يمكنها المساعدة .. " همهم لنفسه بصوتٍ خفيض وهو يفكر :
- يمكنها أن تفعل ذلك ، صحيح .

تسائلت لينا :
- هل قلت شيئاً سيد بلود ..؟
رفع رأسه وقال مع ابتسامة عريضة :
- مهنتك هنا نادرة، لا يوجد في المدينة سوى ممرضتان شهيرتان، إحداهما عجوز للغاية ..

ثم فكر " وواحدة لا يمكنها حفظ السر .. " وتابع :
- إذا طلبتُ منك التوقف عن الخدمة وتمريض أحدهم، هل يعجبك ذلك ..؟
" بأي حال لا يمكنني الرفض، لأنه سيجبرني على الموافقة ! " تكلمت بتوتر :
- لكن، أنا لست كفؤاً، فأنا لا أذكر الكثير عن مهنتي .
- لا بأس، إن الأمر بسيط .. وكاترين ليست عجوز وليست على وشك الموت .
تنهدت لينا بارتياح وأجابت :
- حسناً .
فكر بلود " فور أن تنتهي من مهمتها سأقوم بالتخلص منها على الفور فلا أحد يعرفها هنا .. " ابتسم قائلاً :
- إذاً ستذهبين إلى غرفتي في الطابق العلوي . انتظريني هناك ريثما آتِ . لا تجعلي رئيسة الخدم تعلم بأنك بالأعلى.
- حسناً .
قبل أن تخرج لينا سمعت طرقاً على الباب، وعندما سمح بلود بالدخول ، دلف جندي يحملُ حقيبة سوداء ..
- سيدي، لقد وجدت شيئاً غريباً عند تفتيش تلك الحقيبة .
- لمن هي ..؟
- لأحد المسافرين .
انصرفت لينا بسرعة متوجهة إلى الطابق العلوي المحظور عليها دخوله من قبل رئيسة الخدم . ولكنها توقفت في منتصف الدرج وهي تشعر بالصدمة وتمتمت لنفسها :
- أليست تلك حقيبة عماد ..؟!

سمعا طرقاً على باب الغرفة الخشبي المتهالك، وعندها قام " سيرون " ليفتح الباب ..
أصدر الباب صريراً قوياً ولكنه شاهد أمامه فتاة حسناء في لباس خادمة ..
- ماذا تريدين ..؟
تطلعت الخادمة خلفه تبحث بعينيها ثم قالت :
- هل الطبيب موجود ..؟ أنا أشكو من التعب وأريده أن يعالجني
حرك سيرون رأسه نفياً وقال :
- ليس هنا..
نظرت له بنظراتٍ مشككة ثم تجاهلته وتطلعت خلفه وهي تتسائل :
- إذا لم يكن هنا بعد انتهاء فترة العمل، إذاً أين هو ..؟
- ربما تجدينه في المزرعة فهو يحب التجول في المساء .
انطلقت الخادمة تركض بعيداً وأغلق سيرون الباب خلفها ثم التفت ينظر إلى عماد الذي يجلس متقوقعاً على سريره وهو يبدو في صراع غريب مع نفسه ..
- لقد جائت واحدة أخرى ..!
قالها سيرون ساخراً وهو يمدد جسده على السرير بتعب ثم تابع :
- لن يتركنني لأرتاح قليلاً .
استند عماد بظهره على الوسادة الخشنة وقال بامتنان :
- أنا آسف ياسيرون، أرجوك استمر بالتغطية علي فأنا لا أطيق مقابلة أي فتاة .
- هل تكره الفتيات ..؟
- ليس هكذا .. لكن هناك فتاة سببت لي الكثير من الألم .
اعتدل سيرون جالساً وفتح عينيه الزرقاوين جيداً وهو يستفسر باستغراب :
- هل هي السبب في أنك لا تعملُ طبيباً ..؟
- أجل .
صمت سيرون قليلاً ثم تسائل :
- هل هي حبيبتك ..؟

رفع عماد رأسه ونظر نحو زميله في الغرفة بنظراتٍ خالية من التعابير، بدا الأمر كذلك .. إنها حبيبته.
حاول سيرون المساعدة فتكلم ببساطة :
- هل هجران حبيبتك لك يسبب كل هذا الألم ! يجب أن تحاول النسيان .
تحولت نظرات عماد الفارغة إلى الغضب الشديد، اقترب حاجبيه وصاح بحدة :
- هذا ليس من شأنك!

" ما الخطأ الذي تفوهت به ؟ انه دائماً هادئ .. " رفع سيرون كتفيه وقال على الفور :
- أعتذر عن مضايقتك ، ولكنني حاولت المساعدة.
- هذا أمر لا يمكنك المساعدة فيه!



اختلطت الأصوات داخل رأس عماد .. أصبح يشعر بالضيق الشديد ، لذا حاول أن يأخذ نفساً عميقاً قبل أن يتسبب الغضب في ارتفاع ضغط دمه .. " لقد كان يحاول المساعدة لماذا أنا غاضب هكذا، يجب أن أتوقف عن القلق مثل طفل صغير .." حاول أخذ نفس آخر ولكنه لم يستطع .. شعر بالاختناق وبدأت نبضات قلبه بالخفوت شيئاً فشيئاً ..

" أنا بحاجة للعلاج الآن ... " نظر حوله بارهاق ولكنه تذكر بأن حقيبته لم تعد هنا، اقترب سيرون وتسائل بقلق :
- سيدي الطبيب هل انت بخير ..؟!
- أجل .

فتح سيرون عينيه بذعر وهو يشاهد قطرات الدماء التي تنزل من أنف عماد، وضع كفه الأيسر على أنفه وقال بسرعة عندما لاحظ ذعر زميله :
- انه لا شيء.

ركض نحو الصنبور وبدأ بغسل وجهه وهو يشعر بالدوار .
" توقف عن القلق مثل طفلٍ صغير ... كل شيء سيكون بخير يابني ..، دائماً ما تخبرك والدتك بذلك .. لكنك لا تتوقف عن القلق وتدمير نفسك بتلك الطريقة " ..

مشى بتثاقل ماراً بجانب سيرون الذي ينظر بتساؤل، ثم ارتمى فوق سريره بدون أن ينطق بأي كلمة، واغمض عينيه.

---------------------------------


وقفت لينا أمام غرفة بلود في الطابق العلوي .. كانت تفكر في تلك الحقيبة التي لا تخفى عنها!
كان من الواضح بأنهم استولو على حقيبته عنوة، باتت تفكر " تلك الحقيبة مهمة كثيراً لدى عماد، ربما لن يستطيع أن يرحل بدونها .. لذلك يجب أن أعيدها إليه بأية طريقة لقد تعجبت حقاً من وجوده هنا .. لابد بأنه جاء يبحث عن حقيبته .. ذلك الطبيب الفاشل "
عندها شاهدت بلود يرتقي درجات السلم الآخيرة ويقترب منها، فحاولت تغيير تعابير وجهها الغاضبة لتصبح هادئة .. وصل بلود بقربها وتكلم قائلاً :
- اتبعيني ..
سارت لينا خلف بلود في ممر طويل ثم تفرع في عدة ممرات اخرى حتى نسيت طريق العودة، من باب مظلم صعدت بدرجٍ ضيّق حلزوني بينما تملكها الرعب ..
- سيد بلود!
تكلمت وقدماها لا تقويان على حملها.. وعندما توقف بلود ليستمع تسائلت :
- إلى أين نحن ذاهبان ..؟
- إلى المريضة .
تابع بلود سيره وشعرت لينا بالقليل من الاطمئنان المشوب بالقلق. ثم تابعت سيرها خلفه حتى وصلا الى غرفة ملكية ضخمة بها سرير واسع، ترقد عليه شابة شقراء تغط في النوم ..
نظرت اليها لينا بتفحص، ولكنها لم تلاحظ شيئاً غريباً حتى تكلم بلود :
- إنها حامل بشهرها الأخير .
" حامل ..؟!! " الصدمة افقدتها القدرة على النطق وخاصة عندما قال بلود :
- سوف تساعديها على الولادة هنا، ويجب أن يبقى الأمر سرياً .
لم تنطق لينا بأية كلمة وعندها تابع بلود :
- اختلقي مشكلة مع رئيسة الخدم في الغد، وسوف تبقين هنا حتى تحل فترة ولادتـ ..

"ماتلك المصيبة .. ماتلك المصيبة" قاطعته لينا وهي تحملق في ذهول :
- لكن أنا لم أقم بتوليد امرأة من قبل، لقد درستها بشكلٍ نظري ولا أذكر عنه شيئاً ..
- سوف تتذكرين حالما يحين الأمر! وبالتفكير ... وجودك معها أفضل من أن تكون وحيدة وقت ولادتها .
قالت لينا بعصبية :
- أنا أرفض تلك المهمة بالكامل! سوف تموت بين يداي أنا لا استطيع اسعاف الحالات الحرجة ..
صاح بلود بغضب :
- لكن أخبرتك ليس هناك أحدٌ لهذه المهمة غيرك! هل تريدينها أن تموت..؟
نزلت دموع لينا وتسائلت :
- لماذا؟ لقد قلت بأن هناك ممرضتان في البلدة، أيضاً ستجد الكثير من النساء اللواتي يجدن التوليد .. لستُ أنا .. أنا لا أعرف شيئاً ..!
استيقظت كاترين على صوت المشادة وهمست :
- بلود ما الأمر ..؟
نظر بلود إلى لينا وهمس :
- فالنخرج ..

عندما خرجت لينا كانت تشعر بالجزع والخوف الذي كاد يقودها للجنون، كانت تهز رأسها بالنفي حتى قبل أن تتكلم مع بلود وعندما توقفا في الخارج تكلم قائلاً :
- كاترين كانت أمينة مكتبة القصر .. أحببتها وتزوجتها سراً، في الوقت الراهن لا يجب أن يعرف والدي بهذا الأمر ولهذا السبب أنا لا استطيع افشاءه وطلب احدى الممرضتين لأنهما سينشران الأمر بكل تأكيد ... أرجوكِ فكري بالأمر .. أنا متأكد بأنك لن تتركيها تموت .

" إنه حقاً كما قيل عنه! قاس وأناني ولا يفكر سوى بنفسه .. " تعانق حاجبيها وهي تفكر في تلك المصيبة التي وقعت بها وقبل أن تتكلم نطق بلود قائلاً :
- لا تعطيني رأيك الآن، أمامك مهلة حتى الغد ..
- وماذا إن لم أوافق..؟ ماذا ستفعل .
تنهد بلود ونظر بعيداً وهو يقول :
- أظن بأنه ماباليد حيلة .
انصرف في الممر بينما تبعته لينا حتى لا تضل الطريق وهي تفكر " ماذا يقصد بتلك الجملة ..؟ هل يعني هذا بانه سيتركني أعمل في الخدمة ولن يطالبني مجدداً ..؟ " عندما وصلا إلى الدرج المؤدي للطابق السفلي همس بلود بنبرة متوعدة :
- من الأفضل لكِ ان تبقي هذا الأمر سراً .
أومأت لينا بالايجاب واندفعت تركض إلى الطابق الأرضي .. توقفت أثناء سيرها وهي تنظر إلى باب غرفة بلود .
" هل يمكن أن حقيبة عماد ماتزال هنا .. ؟ " نظرت حولها بقلق، الممر خالٍ من البشر ..
هي تعرف تمام المعرفة أن بلود لن يزور تلك الغرفة ليلاً فهو بالتأكيد سوف يعود إلى كاترين ليبقى معها، وضعت يدها على مقبض الباب وقلبها يدق بعنف اثر الخوف الذي يعتصرها من أن يكتشفها أي شخص تفتش في تلك الغرفة بالذات.

دلفت إلى الغرفة المظلمة، لم تستطع اضاءة الأنوار، تعثرت وهي تنظر من خلال الأضواء الخفيفة التي تدخل من النافذة، " أين هي الحقيبة .. لابد أن أجدها الآن .. " رفعت عينيها فوق احدى الطاولات حيث كانت الحقيبة تقبع هناك ولهذا أمسكت بها وخرجت من الغرفة على الفور وهي تنظر يمنة ويسرة لتتأكد من انه لا يراها أي شخص .
انطلقت تركض في الطريق المؤدية بين القصر والمزرعة حتى أنها لم تلتقط أنفاسها ..
كان الذعر يملأ قلبها خشية أن تراها أي من الخادمات الأخريات تسير في ذلك الطريق ليلاً، وصلت إلى المزرعة التي كانت خالية ومن بعيد شاهدت خادمتين تسيران عائدتين إلى القصر فاختبأت لينا خلف احدى الأشجار الضخمة وسمعت أحداهما تقول :
- ذلك الطبيب يرفض مقابلة أياً منا؟ ماذا عسانا أن نفعل ؟
أجابت الأخرى :
- ليس هناك حل سوى أن نأتي لرؤيته عندما يكون في وقت العمل صباحاً .
- لكننا لسنا متفرغات!
- يمكننا التغطية على بعضنا في بعض الأوقات ..

ابتعدت الخادمتان وهن يواصلن الحديث بينما نظرت لهن لينا نظرة تملأها الكراهية وهي تفكر " يالهن من فاشلات ! إذا تريدين مقابلة الطبيب؟؟ أنا سأجعله يرحل من هنا للأبد " زفرت بغيظ وسارت نحو الكوخ الخشبي ثم طرقت الباب بعنف ، وبعد وهلة فتح سيرون وزفر بضجر عندما شاهدها ثم قال :
- ألم اخبركم بأن الطبيب لا يريد رؤية أي خادمة؟ لماذا تعاودن الظهور مرة بعد مرة!
أمسكت الحقيبة باحكام وقالت :
- اخبره بأنه أمرٌ عاجل ..
حرك سيرون كتفيه وقال :
- انه ليس هنا!
" ليس هنا في ذلك الوقت ..؟ إلى أين ذهب ذلك المزعج " تسائلت لينا :
- ألا تعرف أين ذهب ..؟
- لا .
" إذا اعطيت ذلك الشاب الحقيبة فربما يقوم بسرقتها .. لا يجب أن اسلمه الحقيبة .." تراجعت بظهرها قليلاً ثم تسائلت كـ محاولة أخيرة :
- إذاً .. متى سيعود ..؟
قال سيرون بضيق :
- انت متسائلة جداً! هيا اغربي عن وجهي ..
- أنا متسائلة لأنه لدي شيء مهم اعطيه له ..!!
تكلمت بعصبية فنظر إلى الحقيبة وقال :
- اتعنين تلك الحقيبة ؟
" لماذا ينظر لي هكذا؟ هل ينوي سرقتها مني! ها .. ربما ينوي قتلي .. !! " تراجعت للخلف أكثر وهي تشعر بالذعر وفي تلك اللحظة دخل سيرون واغلق الباب .
التقطت أنفاسها والتفت معطية ظهرها للباب وهي تفكر " لا بأس، سأقف هنا وانتظره حتى يعود" تشبثت بالحقيبة وسرعان ماسمعت الباب من خلفها يفتح بسرعة وصوت عماد يتكلم :
- لينا ..؟!




[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/COLOR][/SIZE]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-28-2015 الساعة 05:30 PM
  #17  
قديم 06-10-2013, 04:49 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

(14)

"لماذا كلما اقتربت منك .. اكتشفت عنك أشياء جديدة! .. لماذا تأخذ كل الأمور ببساطة وعندما تضحك يظهر ذلك الحزن في عينيك وما هي أهميّة المشاعر لديك ... ؟ كيف تكون تارة بتلك البرودة ومن ثم تظهر شرارات النظرة المخيفة من عينيك بشكلٍ مفاجيء؟ هل لك ماضٍ ما؟ هل يمكنني ان اكتشفه ؟! "
نظرت إليه نظرات ملؤها التعابير، الحزن .. اللوم .. الارهاق .. ، كان ينظر اليها بهدوء مصطنع، وبداخله .. كان قلبه يخفق بعنف .. أقوى مما يتحمله، وبعد فترة صمت قصيرة اقتربت لينا وهي تقول :
- هذه، حقيبتك صحيح؟
أومأ عماد بالايجاب ولم يقل شيئاً، كانت نظراته متركزة على وجهها .. شعرت بالارتباك وعادت تقول :
- لقد وجدتها في احدى الغرف التي اعمل على تنظيفها .. لذا ربما اكتشافها شيء خطير .. ربما يجب عليك أن تخفيها في مكان آمن أو تر ..
قاطعها عماد :
- فالنهرب من هنا ..


" إنه لا ييأس يعيد كلامه دائماً، مهما كان ردي، وكأنما يعرف ما في قلبي " ... ازدردت لعابها والقت بالحقيبة على الأرض وهي تتسائل بانفعال :
- إلى اين سنذهب ...؟ ليس هناك مكانٌ آمن في الأنحاء! لقد تعبت من التجول بتلك الطريقة العشوائية ..
- سآخذك إلى مملكة الجليد .. المكان هناك آمن ..
- حقاً!!
قالتها باندهاش ، كانت الفكرة تبدو جيدة!
" ما الذي أقوله .. ما الذي افعله .. كيف أستطيع العودة إلى هناك !! كيف " شعر بالارتباك عندما ظهر القبول على وجهها بعد سماع اقتراحه .. وتسائل :
- هل انت موافقة ..؟
صمتت لدقائق والأفكار ترتادها .. ما الذي يجب عليها أن تقوله؟ تصنعت الضجر على وجهها وهي تقول :
- هل تظن بأنني سأوافق على الذهاب معك بتلك السهولة؟! بعد أن وعدتني بأنه لن يصيبني مكروه وهاهي وعودك تذهب أدراج الريح ..
- لكن أنا هنا الآن .. أن هنا من أجلك ..
القت نظرة على الحقيبة الملقاة على الأرض " أحقاً لم يعد يعير تلك الحقيبة أدنى اهتمام؟" أشارت إليها وقالت :
- أعرف بأنك هنا من أجل الحقيبة .. يالك من مزعج، تبدي اهتماماً بحقيبتك التافهة أكثر مني!
عندما رفعت عينيها إليه شعرت وكأنها ترى ذلك التعبير على وجه عماد لأول مرة! فقد كان مذهولاً يحدق أمامه في الفراغ كمن لا يرى شيئاً أمامه ..!! وعندها نطقت بقلق :
- عماد؟
استجمع نفسه ونظر إليها فتسائلت :
- مالأمر؟ هل انت على مايرام ؟؟
أمسك بمعصمها وباليد الأخرى التقط حقيبته ثم أسرع خطاه وهو يسحبه خلفها بدون أي كلمة.. ركضت خلفه وعقلها يتضارب بالأفكار حتى توقفت عنوة عن السير وهي تقول :
- هل تظن أنك ستهرب بتلك السهولة؟
- لا أظن ..
- إذا ...؟
نظر أمامه قليلاً ثم وضع حقيبته على ظهره وهو يقول :
- سنجرب حظنا ..
" لماذا يصر دائماً على جعلي مجنونة " صرخت بنفاذ صبر :
- هل تعلم أن حظنا يمكن أن يأخذنا إلى الهاوية! إلا تخشى أن تموت بسبب تهورك ..؟
رفع عينيه إليها وهو يحاول استكشاف مايدور برأسها، ثم تكلم على الفور :
- ألم توافقي على الذهاب لمملكة الجليد؟
- أنا! لقد قلت بأنني سوف أفكر بالأمر!

تكلم ببرود :
- هذا يعني بأنك موافقة .. آعني، موافقة مبدئية ..
عادت ادراجها وهي تقول :
- أنا لن أذهب معك إلى أي مكان!
"هل يمكن بأنها غاضبة لأنها قامت بمشاهدة شيء ما..؟ مثلاً حقيبتها بداخل حقيبتي؟؟ هل يمكن انها شاهدتها؟ " سارع بالركض خلفها وقال محاولاً إيقافها عن العودة :
- ما الذي يغضبك مني؟ ألسنا أصدقاء؟
توقفت عن السير وعادت تنظر إليه ثم إلى الحقيبة مما جعله يفكر " بالتأكيد هي تعرف؟ لكن لماذا ستتركني آخذ حقيبتها وأذهب؟ هل لديها الكثير من الكبرياء حتى لا تصارحني ..!" تكلمت قائلة :
- ألم تستعد حقيبتك؟ هي ماكانت تهمك صحيح؟ هيا ارحل من هنا .. لاتفكر أبداً بأنني صديقتك أنت لاشيء!
- آه!
خرجت آه من فمه وسرعان ماجلس على الأرض وهو يمسك صدره بألم .. " ما الذي جرى له فجأة! " بدأت يديها بالارتجاف وصاحت :
- ما بك؟! هل انت بخير؟
لم تسمع منه أية إجابة، كان يتقوقع على نفسه وهو يتنفس بشكلٍ سريع ، ولهذا بدأت في الصراخ بذعر :
- عماد! عماد!
رفع رأسه ببطء وقال :
- لماذا تصرخين؟ انا لا شيء! نحن لسنا اصدقاء هيا ابتعدي ..
جلست بجانبه ونظرت إلى وجهه وهي تقول بعينين دامعتين :
- لقد كنت أقول هذا وحسب أنا لم أعنيه حقيقة .. صدقني!
" هاهاهاها! كنت سأجعلك تهربين معي مهما كلف الأمر .. " وقف على قدميه وكأن شيئاً لم يكن وسار متقدماً مع ابتسامة عريضة وهو يقول :
- إذاً هيا ياصديقتي!
" ياله من ماااكر! هل كان هذا مجرد تمثيل؟ " اسرعت خلفه وهي تقول :
- يالك من بغيض! انت لم تكن تتألم أليس كذلك؟ فعلت ذلك لكي أصرخ مثل المجنونة؟
- انتِ قلتي بأنني لا شيء!
بتذمر أجابت :
- لكن أنا حقاً لم اعنيه!
- أعرف ..
- أنت لاتعرف شيئاً .. لو كنت تعرف لما تصرفت تلك التصرفات الطفولية وجعلتني أشعر بالذعر!
سار الاثنان وهما يتجادلان حتى وصلا إلى المنطقة الخارجية للقصر ،، وقف الاثنان ينظران إلى السور العالي الذي يحوط المكان وتسائلت لينا بخفوت :
- كيف سنعبر من هنا ..؟
- امم .. لا أدري، إذا تسلقناه سوف ينكشفُ أمرنا بسهولة ..
- إذا كيف سنهرب إن لم نتسلقه ..؟
" هل يمكن أن أصعد كل هذا الارتفاع .. ؟ " ألقى نظرة على لينا وهو يفكر " بالتأكيد يجب أن أصعد أنا أولاً ثم اساعدها على الصعود ... وهذا شيء مرعب بكل تأكيد " همهم لنفسه قائلاً وهو يبتعد ويعاين السور :
- إنه يزيد عن الأربعة أمتار .. ربما أكثر قليلاً ..؟
" لماذا هو متردد؟ هل الامر خطير .." تسائلت :
- ماذا تفعل؟
وبدلاً من الإجابة على سؤالها فتح حقيبته واخرج حبلاً ملفوفاً وبدأت تراقبه وهو يربط به مخلبٌ حديدي ثم يلقي به إلى الجهة الأخرى من السور ..
سحبه بقوة فأمسك بحجر بارز في الناحية الاخرى من الجدار وعندها استقر الحبل على أعلى السور فنظر عماد بقلق وقال :
- سوف أصعد أولاً ..
- هيه!
نظر إليها قبل أن يهم بالتسلق فقالت :
- الم تقل بانه سينكشف أمرنا بسهولة إذا تسلقنا الجدار ..؟
- أ .. أجل ولكن يمكننا تفادي الأمر إذا كانت حركتنا سريعة ..
كانت تفكر " أمرٌ مقلق .. كيف يمكن أن تكون حركتي سريعة؟ ربما سأفسد الأمر وحسب!" .. بينما يفكر " إذا وصلت إلى الأعلى هل سأفقد توازني .. ؟ آه نعم يجب أن اتوقف عن القلق مثل الطفل الصغير " ..
بدأ يصعد بواسطة قدميه فوق السور ويسحب بذراعيه ولينا تراقبه، حتى وصل إلى القمّة، عندما نظر إلى الأسفل شعر بالدوار وكاد أن يفقد توازنه ولكن لينا صرخت :
- انتبه !
" آه! كان هذا وشيكاً " تشبث جيداً وقال بضحكة عالية مزيفة :
- اه! ها ها ها! لا بأس! انه لاشيء! هذا ليس مرتفع ابداً .. حاولي الصعود حتى أمسك بك ..
" يبدو هذا مخيفاً .. " أمسكت بطرف الحبل وحاولت الصعود ولكن فستان الخادمات الذي ترتديه عرقل حركتها مما جعلها عاجزة تماماً! تركت الحبل وتوقفت قائلة :
- لن أستطيع فعلها ..!
- لا! يجب أن تفعليها .. هل سأقف وحدي هنا!
- انزل ..!
- لا أستطيع ، إذا لم تأتِ سأتركك وأذهب!
صرخت بنفاذ صبر وهي تضرب الارض برجليها ضربات سريعة متتالية :
- لا أستطيع ذلك الفستان يعرقلني!
حرك الحبل وهو يقول :
- إذاً اربطي نفسك وتمسكي، سوف أرفعك بنفسي!
" هل أنا مجنونة حتى أترك نفسي تحت رحمة هذا الصعلوك " ضحكت لينا ضحكة ساخرة وهي تقول :
- لا يمكن لشاب ضعيف و نحيل مثلك أن يرفعني !
بدأ يفكر " لايمكن أن تتردد الآن، إن قدماي ترتجف من مجرد التفكير أنني فوق سور يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار " هتف على الفور :
- لماذا هل انتِ بدينة إلى هذا الحد؟
" لقد عاد ليغيظني! ياله من مزعج" زفرت بنفاذ صبر ولم تتحرك من مكانها فعاد يهز الحبل وهو يقول :
- هيا اسرعي! سوف أرفعك لاتقلقي ..!
ربطت الحبل حول خصرها وتشبثت جيداً حتى قام عماد برفعها إلى الأعلى، وعندما هبطا إلى الجانب الآخر بسلام ارتمى عماد على الأرض ووضع يده على صدره وهو يتمتم بانفعال :
- لا أصدق بأنني فعلتُها!
- فعلت ماذا؟! نحن لم نهرب بأمانٍ بعد!
جلس بسرعة ونظر حوله وهو يهمس :
- صحيح! لا وقت لعمل احتفالية بنجاتي من فوق السور الشرير!
من بعيد رأى بعض الأبراج العالية، كانت تبدو خالية ولكن لم يكن هذا أكيداً ، فالجو مظلم والنوافذ داكنة للغاية .. حاول الإثنان مجرد الرؤية لبعض الحراس .. ولكن هذا لم يفلح !
تسائلت لينا :
- ما الذي سيحصل لنا إن مررنا من تحتها؟
- سوف نكتشف على الفور إذا شاهدنا حارسٌ واحد، وهذا هو المتوقع!
- إذاً؟ ماذا ستفعل ..؟
نظر إليها وقال وهو يهز كتفيه إلى الأعلى :
- لا تسأليني ، فأنا لا أعلم حقاً ما الذي يجب فعله في تلك الحالة!
ابتسمت بمكر وتمتمت :
- بالتأكيد ! فأنت مجرّدُ طبيبٍ مدلل!
" لا تستخدمي هذا ضدي! يجب أن أتصرف سريعاًَ لكي أثبت لها مدى فعاليتي " حملق إليها بنظرة وهو يحاول التفكير في حل للخروج من المأزق،،
تفقد السور وتبعته وهي تتسائل في داخلها " لقد نظر إليّ بتلك النظرة المخيفة مجدداً! ماذا هل ينوي فعل شيء أحمق مثل كل مرة ..؟ .. أنا خائفة حتى الموت من ان يمسك بي بلود ويجبرني على توليد تلك المرأة الشقراء " ..
- أظن انه علينا المشي بجانب السور حتى نبتعد عن أبراج الحراسة بما يكفي ..
أجابت لينا وهي تتذكر ضواحي حديقة القصر :
- لكن كيف؟ هناك بحيرة قادمة، لن نستطيع متابعة المشي قبل أن تختفي الأبراج!
" بحيرة؟ هذا يسهل علينا الهروب ! انت مفيدة حقاً يافتاة" تهللت أساريره وهتف :
- إذا هيا بنا!
- إلى أين! أنا لن أقترب من تلك البحيرة مهما حدث!
- لكن ليس أمامنا مهرب آخر! إنها الأمل الوحيد لدينا ..
جلست على رجليها وسدت أذنيها وهي تفكر " لن اقترب من تلك البحيرة مهما حدث! سوف أموت من الذعر حتى قبل أن تطأ قدماي المياه" .. نظر إليها وهو يفكر " أهو بسبب حادثه اغتيالها، هل أصبحت معقدة من المياه العميقة ..؟ "
جلس إلى جانبها وتكلم بهدوء :
- لاتقلقي، نحن لن نسبح .. سوف نصل إلى هناك ونقرر طريقة الهروب، أيضاً الجو بارد هنا سوف يكون الهرب عبر المياه شيء مستحيل .
اتسعت عيناه بقلق وهو يرى عينيها المليئتان بالدموع، ولوهلة رآها ترتجف من الخوف ولهذا حاول أن يخفف عنها فربت على ظهرها ببطء وقال وهو يضحك ضحكة بسيطة :
- أنا أيضاً كنت ارتجف خوفاً فوق ذلك السور لأنني أخشى المرتفعات، ولكنني بالنهاية فعلتها! لقد كان مثل الإنجاز بالنسبة لي .
" نبرة صوته تجعلني مطمئنة .. " اومأت بالموافقة وسارا متجاورين حتى وصلا إلى البحيرة ..
كانت الأبراج ماتزال واضحة، لايوجد غير المياه، في الجهة الأخرى هناك الكثير من الأشجار حول السور والبحيرة ولها عاد عماد يتسائل " هل يمكن لذلك الرئيس أن يترك نقطة ضعف مثل تلك البحيرة ! يمكن لأي لص أن يسبح قادماً منها، أتوقع بأن هناك فخ .. " زفر بضيق وهو يحك جبهته عله يجد حلاً ما ، وعندما شاهدت لينا ذلك الوضع الغريب تكلمت متسائلة :
- ماذا سنفعل الآن ..؟
اقترب عماد من البحيرة الهادئة ، انحنى فوقها ولمس المياه وهو يقول :
- إنها مياه كبريتيه ... ليست مياهاً عادية!
- ماذا تقصد ..؟
- صخور بازلتيه! مقذوفات حمم ، أطيان ورماد! نحن حقاً وسط الجبال !
" هل أصيب بالجنون؟! .. " تسائلت مجدداً :
- ماذا تعني بتلك الكلمات!
- أ .. أعني أن تلك المياه الهادئة ماهي إلا بحيرة كبريتيه ! أظن بأن هناك بركان قريباً من تلك المنطقة ..

صرخت بذعر وهي تتحرك يمنة ويسرة :
- بركان! هل سينفجر؟!
- لا أظن بانه نشط ..
" هل يمكن أن تكون هناك اشاعات من نوعٍ ما حول تلك البحيرة الساكنة .. ؟ " التفت عماد إلى لينا ووضع يديه فوق كتفيها وهو يقول بحزم :
- لينا!
" لماذا يقترب مني فجأة هكذا!! " ارتبكت ونظرت إليه باستغراب ثم تسائلت بصوتٍ خفيض :
- مـ .. ما الأمر؟
" كيف يمكن أن أخبرها بذلك، لن توافق مهما حدث .. يجب أن تكون درجة تأثيري كبيرة " نظر إلى عينيها وهو يبحث عن كلمات مناسبة :
- هناك أمرٌ مهم .. يجب أن تعرفيه ..
حاولت اظهار ملامح جادة وضعت يدها على قلبها الذي كان يطرق بعنف، وتكلمت ببطء :
- ماهو .. هذا الشيء ..؟
- نحن يجب أن نمر من خلال البحيرة بأية طريقة!
هبطت عليها تلك الكلمات مثل الجمر الحارق .. وبدون أي كلمات تطلعت إلى المياه الداكنة وهي تشعر بخوف ليس له مثيل جعلها تصابُ بالدوار ..
- هل انتِ بخير ..
تكلمت وصوتها لا يكاد يخرج :
- لا أريد .. لا أريد أن أمر من خلال تلك البحيرة ..


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/COLOR][/SIZE]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-28-2015 الساعة 05:32 PM
  #18  
قديم 06-10-2013, 09:48 PM
 
فلبى صغير لا يتحمل هذا
إبداع يابنت
كل بارت أحلى من آخر
يااااى اتمنى أن اصبح مثلك
فى مستقبل أن شاء الله
وخبرني لما ينزل البارت
__________________
  #19  
قديم 06-11-2013, 02:06 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

هيناتا الذكيه
_
الرواية منقولة ليست من كتابتي
(15)

تكلم بهدوء محاولاً إقناعها :
- هل يمكن أن تفضلي العودة إلى بلود؟ إذا لم نمر خلال الليل سوف ينكشفُ أمرنا!
" لا يمكن .. لا يمكن .. سوف أموتُ خوفاً " كانت تفكر بتلك الطريقة وهي تهز رأسها نفياً .. وعندها أمسك عماد بذراعها وقال بإصرار :
- لا تخافي، سوف أمسك بك! لن أجعلك تغرقين صدقيني !
صرخت وهي تبعد ذراعه وتبتعد عنه مسافة قصيرة :
- لا! لا اريد
" ماذا يجب أن أفعل الآن؟ هل ألقي بها عنوة في الماء .. لا يمكن أن اتركها خلفي مهما حدث " انزل حقيبته من فوق ظهره وأخرج من احدى جيوبها غلافاً عازلاً من البلاستيك الشفاف .. كان مطوياً بشكل مرتب أغلق الحقيبة جيداً ثم أدخلها بداخل الغلاف وأغلقه باحكام ..
كانت لينا تراقب بصمت وعندما انتهى تسائلت وصوتها يرتجف :
- ماذا ستفعل .. ؟
- سأذهب .
" سيتركني ..؟ " ابتلعت لعابها بصعوبة وشعرت برغبة في البكاء وهي تتسائل مجدداً :
- بمفردك ..؟
ألقى بالحقيبة على وجه المياه الهادئة فطافت حول نفسها قبل أن تترنح فوق سطح المياه ببطء، وعندها أجاب وهو يقترب منها :
- بل سنذهب معاً ..
قبل أن تدرك لينا ما الذي يقصده عماد بكلامه كان قد جذبها بسرعة داخل المياه العميقة، شعرت بان روحها على وشك الخروج ولم تستطع الصراخ أو فعل أي شيء، كانت متحجرة من الفزع ..
لم يبتل شعرها القصير، كانت المياه تصل إلى كتفيها بينما تحركت رجليها داخل المياه بدون أن تعثر على الأرض، وانتبهت! إن عماد يحملها ..
حولت انظارها إليه بصعوبة ، بقي ممسكاً الحقيبة الطافية باليد الأخرى ..
لم يكن الأمر مخيفاً كما اعتقدت، ولكن ضربات قلبها ازادت سرعة، وبدأت تفكر "إنه ... عماد .. ، انه قريبٌ جداً" رفع عماد عينيه نحو السماء وقال باندهاش :
- آه! ما أجملها!
رفعت عينيها ببطء لترى ذلك المنظر المذهل، السماء الحالكة السواد تتناثر على وجهها النجوم .. كانت كثيرة للغاية .. مضيئة مبهرة ولامعة .. ابتسمت لا شعورياً ..
في ذلك الوقت كان ينظر إليها " لا بأس، لا بأس .. انها ليست خائفة الآن .. " ابتسم أيضاً برضى، وعندها تصادمت نظراتهما لوهلة فحولت لينا عينيها بعيداً وقالت :
- تلك المياه دافئة جداً رغم برودة الجو ..
ضحك عماد ضحكة قصيرة فأعادت نظراتها إليه وتسائلت :
- ماذا؟
" يالها من فتاة! لقد اخبرتها بأنها بحيرة كبريتيه ولكنها نسيت الأمر، إذا لا داعي بأن أخيفها بذكر نوع من البراكين .. طفلة مذعورة ولكن لطيفة" عاود الابتسام وهو يقول :
- لا شيء!
- بلى هناك شيء! أنت تضحك بالفعل ..
- هذا لأنك لطيفة جداً .
" لـ .. لـ .. لطيفة .. هذا محرجٌ جدا كيف يقول ذلك الكلام الآن .. " تضرجت وجنتيها بحمرة الخجل وصاحت بعصبية :
- يالك من مزعج! مزعج!
" أصبحت كلماتي تخرج بدون تفكير .. " هو أيضاً شعر بالخجل ، ولكنه ابتسم وحاول تغيير دفة الحديث قائلاً :
- انظري! لقد اقتربنا ..
- هذا مريح.
عندما خرجا من المياه كان الجو بارداً للغاية، وعندها قال عماد :
- لقد نسيتي معطفك ..!
تذكرت الخادمة وهي تذهب به بعيداً :
- وكيف يمكنني أن أعرف بأننا سنهرب الليلة ..! يالك من مزعج ..
فتح حقيبته واخرج المعطف الرمادي ثم وضعه على كتفها وهو يبتسم :
- انتما الآن أصدقاء!
ارتدته على الفور وهي تتسائل :
- وانت؟ كل ملابسك مبللة ..
- أخبرتك من قبل أنا لا أشعر بالبرد ..
توقفت عن السير وقالت بعناد :
- ولكنك ستمرض هكذا!
" هل انتِ خائفة علي ..؟ " كان يتسائل ورفع طرف قميصه وهو يقول بمكر :
- إذاً .. سوف أخلعه .
- لا! .. أعني .. اسمع!
حركت أصبعها في الهواء أمام وجهه وعقبت :
- لا يمكنك أن تخلع قميصك أمام أي فتاة! هل فهمت ..؟
- لماذا أنا شاب!
عقدت ذراعيها أمام صدرها وتملكتها العصبية وهي تقول :
- وهذا هو المغزى، لأنك شاب! من السيء فعل ذلك .. ربما تقول عنك الفتيات بأنك شخصٌ منحرف!
اطلق ضحكة قصيرة وحمل حقيبته على ظهره ثم سار للأمام وتكلم قائلاً :
- يجب ان تكوني سعيدة بهروبك من بلود ..
- أنا سعيدة جداً .. لقد كنتُ في مأزق!
لحقت به وهي تلوح في الهواء بعصبية :
- لقد كان سيجبرني على توليد زوجته السريّة!
فتح عماد عينيه باستغراب وتسائل :
- هل هذا حقيقي؟ لقد قابلتِ بلود وجهاً لوجه!
- نعم، كل يوم .. تحدث بيننا مواقف مريعة!
ضحك عماد وضرب كتفها بقوة وهو يهتف :
- هذا لأنك حمقاء!
ضربت يده لتبعدها وقالت وهي تربط ذراعيها أمام صدرها بتذمر :
- لستُ كذلك!
انتبهت فجأة واردفت :
- لكن لم تسألني لماذا طلب مني بلود توليد زوجته؟ أنت لا تعرف مهنتي صحيح؟
" يا الهي كدت اقع في مأزق، اذا يجب ان اكون مندهشا وان اسألها؟ ام ... ماذا؟ " رفع حاجبيه وقال متظاهرا بالغباء :
- ظننت ان كل النساء يمكنهن فعل ذلك؟
- لا، انا ممرضة ..
ابتسمت لنفسها وتقدمت في السير وعندها تسائل عماد :
- لماذا لا تساعدينها إذا .. ؟
- لأنني لم ازاول المهنة أبداً .
" أتوق لأن أزعجها قليلاً .. " سار خلفها وهو يبتسم ابتسامة ماكرة ثم قال :
- بعد أن عرفتِ بأنني طبيب ، كان عليك استدعائي لمساعدتك ..
توقفت لينا عن السير واستدارت مع وجه مصدوم :
- أتعني في توليد تلك المرأة؟!
أومأ بالايجاب وهو يتصنع البرود محاولاً اخفاء ضحكة قادمة، وعندها تحول وجه لينا إلى العصبية وقالت بصوتٍ مرتفع :
- هل تريد أن تجعل تلك المرأة تلد بنفسك؟!
- أ .. أنا لم أقل ذلك ، فقط قلت بانه يمكنني المساعدة!
" يجعلني أفور من الغضب" اقتربت بكل قوتها ووجهت إلى كتفيه وصدره الضربات المتتالية وهي تصيح :
- لا! لايمكنك معالجة الفتيات الاخريات والقيام بذلك بسهولة انا لن أسمح لك!
كان يبتسم بسعادة، أمسك بكفيها بقوة ورفعهما قليلاً للاعلى حتى لا تستطيع الافلات ثم همس قائلاً :
- هل تشعرين بالغيرة؟
" هذا محرج ... محررج .. " حاولت سحب كفيها ولكنها لم تستطع، أصبح وجهها ساخناً من الخجل وبدأ جسدها بالارتجاف .. رفعت عينيها ببطء وصرخت :
- لم أقصد هذا! أنا أعني .. آه أنا لم أشعر بالغيرة أبداً يالك من أحمق ..! هيا اترك يدي اتركهااا ..
ترك يدها ببساطة فسقطت على الأرض مما جعله يشعر بالذعر :
- هل انتِ بخير ..؟
جلس أمامها وهو ينظر إليها وهي متحجرة في مكانها! ولكنها أجابت وهي تقف بسرعة :
- هذا ليس من شأنك!
" لماذا أصبحت غاضبة بشكلٍ مفاجيء .. " سار خلفها وهو يحاول تغيير الموضوع :
- إذا ذهبتِ معي إلى مملكة الجليد فإنك ستقابلين أبي، وامي .
- حقاً ..؟
اومأ بالايجاب وحلت فترة من الصمت حتى تسائلت لينا :
- لكن، هل انت متزوج؟ أو .. هل لديك خطيبة .. ؟
- نعم .
" ماهو ال .. نعم؟ ما الذي يقصده بنعم .. " اقترب حاجبيها وقالت بضيق :
- لكن أنت لم تخبرني .. لماذا؟
- لم أخبرك بماذا ..؟
" لماذا أصبح بارداً جداً .." كادت تبكي من الغضب وعادت تقول :
- بانك متزوج، .. أو لديك خطيبة ..
بدأ يتذكر من جديد، كيف حاولت أمه أن تجعله أخيراً في علاقة مع إحدى فتيات الجيران، وقالت بأنها امرأة جميلة ولطيفة، إنها تناسبك .. لكنه لم يحب الأمر على الأطلاق، فكيف لشاب مجروح اثر وفاة حبيبته أن يرتبط بأخرى بتلك السرعة ...؟
" كيف أشرُح لها الأمر .. ؟ " شعر بالارتباك ثم بدأ يقول بكلمات مبعثرة :
- هذا ، لأنه .. إنها خطيبتي التي جعلتها أمي كذلك ..
توقف عن سرد الكلمات الغير مفهومة ثم قال وهو ينظر إليها :
- أنا حتى لا أعرف اسمها، لقد تركتُ بلادي وانسحبت منذ ذاك الحين .
- لماذا؟
زفر بضيق ولم يجب، اكتفى بالتقدم في المسير وظهر ذلك الحزن في عينيه مجدداً ، سارت لينا خلفه وقالت بنفاذ صبر:
- أنت! ماهو سرّك؟ من تكون ..؟ ألم تدرك بعد بأنك شخصٌ غامض ..
التفت عماد وفي عينيه نظرات غاضبة ثم قال بصوتٍ عالٍ :
- وانت ماذا عنكِ ..؟! أنت أيضاً غامضة ! أنا لا أعرف عنك شيئاً!
حلّت فترة قصيرة من الصمت، " أكاد أجن .. كيف يمكنه أن يكون بهذا البرود، لكن .. إنه فقط خطأي لقد بدأت أتعلق به فعلاً، ماكان يجب علي أن أفعل ذلك بنفسي .." احتشدت الدموع في عينيها وقالت بصوتٍ مرتجف :
- اظن انه علينا أن نفترق الآن.
" ماذا علي أن أفعل .. م .. ماذا أخبرها؟
قل أي شيء .. انت دائماً ماتقول كلاماً غبياً ..
لكن هي تعرف الآن بأنني مرتبط؟ هل هذا سيؤثر على علاقتنا
بالتأكيد ، فأنت لم تخبرها منذ البداية .. وهذا خطأ ، خطأ فادح .. خطأ فادح .. خطأ فادح
توقف عن الصراخ داخل عقلي ... "
- توقفي!
كانت تسير مبتعدة وشعر بالانهاك لأنه غير قادر على ايقافها، سار بخطواتٍ ثقيلة وصاح :
- لقد قلتِ بأنك ستذهبين إلى مملكة الجليد، لماذا غيرتِ رأيك؟
" ولديه الوقاحة لكي يتكلم هكذا .. " كانت دموعها تسيل ولم تجرؤ على الالتفات ، سمعت صوته ينادي باسمها، لكنها تجاهلت الأمر وهي تتمتم :
- ساستمر بالسير ولن أنظر خلفي، سأعود إلى وطني بأي ثمن .
لكن صوته توقف فجأة! إنه لم يعد يناديها ..
آلمها قلبها لوهلة، " لقد تخلى عني بالفعل ، كنت أعلم بأنه لا يهتم لأمري .. لكن .. لماذا استمر بالتشبث بي طوال الوقت ..؟ لقد ظننت حقاً بأنه ... "
التفتت لتلقي نظرة أخيره على ظهره وهو يسير مبتعداً، لكنها صدمت، بأنه يجلس على الأرض ممسكاً برأسه!!
لم تفكر في أي شيء وهي تركض نحوه عائدة بكل سرعتها، حركته وتساءلت :
- هل انت بخير؟ هل هي خدعة مثل المرة السابقة ..؟
لم يتحرك أبداً، بدا بأنه لا يتنفس ووجهه مغطى بذراعيه ، عندما رفع رأسه ببطء وشاهدت وجهه رأت بعضُ الدماء التي تسيل من أنفه ، بدأت تناديه وهي تصرخ داخل قلبها .. " عماد أرجوك ! ما الذي جرى لك فجأة ..؟ " سمع صوتها كالصدى يرن داخل اذنه، ولهذا حاول فتح عينيه والتحقق من الأمر .. شعر بأن رأسه يؤلمه وانه غير قادرٍ على فتح عينيه ولكنه حاول من أجل ذلك ونطق بصعوبة :
- لينا ..
انحنت بالقرب منه وتسائلت بخوف :
- ماذا؟ مالأمر ..؟ هل انت بخير ..؟
- .. لا تذهبي .
أمسك بيدها القريبة منه .. دمعت عينيها وبدأت في البكاء وهي تقول :
- حسناً لن أذهب!
- أتعدينني ..؟
أمسكت بحقيبته وفتحت إحدى جيوبها وهي تقول :
- أين منديلك ..؟
- هنا ..
اشار بتعب نحو احدى الجيوب الأمامية، ففتحتها مسرعة وأخرجت المنديل الذي سقط منه ورقة ما ..
ناولته المنديل الذي وضعه على انفه ، ثم التفتت إلى ذلك الشيء الساقط على الأرض، كانت صورة ملونة لفتاة شابة تجلس مبتسمة في حديقة وحولها مزروعات خضراء ..
" هل هي خطيبته؟ أم شقيقته؟ .. تبدو صغيرة السن .. " نظرت إلى وجهه بقلق ثم أعادت الصورة في مكانها واغلقت الحقيبة وكأنها لم تر شيئاً .
- لينا ..
عادت بناظريها نحوه وتسائلت :
- هل تشعر بالتحسن الآن ..؟
- نعم .
حاول الوقوف فوضعت ذراعها أمامه وقالت بصرامة :
- يجب أن ترتاح لبعض الوقت! ألا تأخذ علاجاً من أي نوع ..؟
- بلى،
وقف متجاهلاً اعتراضها وتطلع إلى السماء ثم قال :
- الشمس على وشك الشروق! يجب أن نسرع بالهروب من هنا قبل أن يجدنا بلود! سوف يجدنا اسهل في ضوء النهار.
سار الاثنان متجاورين في صمت مطبق، بين أحراش الطريق مظلم .. الهواء ثقيل ومتوتر والمشاعر متضاربة ..
بادرت متسائلة وصوتها مبحوح لا يكاد يخرج :
- عماد .. هل يمكنني ان اسألك سؤالاً ..؟
- نعم .. يمكنك .
- لكنك ستجيب عنه بصدق .
" إلى ماذا ترمين يا لينا .. " نظر إليها نظرات متقطعة وأجاب :
- حسناً .
فترة صمت قصيرة مرت قبل أن تسأل :
- منذ ركبتُ القطار ووقعت في أول مأزق لي، كنت معي . وحتى الآن، أنت لم تتخل عني أبداً .. هل كان هذا بدافع الشفقة لأن حقيبتي سرقت؟

تضارب السؤال داخل عقله مما جعله يتوقف عن السير ، وعندها توقفت لينا أمامه ونظرت بنظرة صارمة وهي تقول :
- بصدق! أرجوك قلها بصدق .. إجابتك لن تجعلني أتغير عليك في شيء .
- ليس بدافع الشفقة .
" نعم .. ليس بدافع الشفقة! ولكن لماذا .. هل وقعتُ في حب جديد؟ " حاول ايجاد تفسير لتصرفاته، منذ عثر على حقيبتها أسفل المقعد ! عندما أخفاها خلف احدى الدواليب، فيم كان يفكر ..؟ لماذا فعل ذلك بينما ينظر إلى وجهها النائم ببساطة ..
تبادلا النظرات الطويلة ثم قال عماد :
- لأنني أردت أن أكون معك . هكذا وحسب، لقد كنت محتاج إلى رفيق صادق، وانت كذلك .
أغمضت عينيها وهي تفكر " أنا أيضاً كنت احتاج إلى رفيق، حتى ولو كانت حقيبتي بحوزتي، لم تكن لدي خبرة في السفر ولا أعرف كيف اتعامل مع الناس .." مدت يدها إلى الأمام وقالت :
- شكراً لك .
نظر إلى يدها الممدودة وصافحها ومن ثم ابتسم قائلاً :
- لماذا تشكرينني؟
حاولت سحب كفها ولكنه لم يتركها، وعندئذٍ ضحكت وهي تقول :
- اترك يدي أيها المزعج ..!
- لا ..
- قلتُ اتركها .. يالك من بغيض!

ترك يدها فاندفعت تركض، وركض خلفها وهما يتسابقان ويضحكان، كان يقول :
- لا يمكنك اللحاق بي، لدي رجلان طويلتان وخطوات واسعة.
كانت تهتف وهي تمسك بحقيبته وتحاول اسقاطه :
- أنا اسرع منك لا تحاول!

وتوقف الأثنان أخيراً بعد أن لعبا مطولاً حتى سطعت الشمس وبدأ كلاهما يشعر بالعطش والانهاك!
وفي وسط تلك الأحراش! لم يبد أن هناك بلدة على الطريق .. أو قريبة منهم حتى!
اقترحت قائلة :
- لماذا لا نجلس قليلاً.
جلست تحت ظل شجرة ضخمة، كانت هناك بعض الأرانب التي ركضت هاربة من المكان، جلس عماد إلى جوارها وهو يتسائل :
- إذاً هل لديكِ عائلة؟
- لا، كنت أعيش مع جدي الذي توفي منذ عام . من بعدها لم أعد أطيق العيش في المنزل الفارغ وقررت أن أهرب مع القطار السنوي .
" يالك من فتاة بائسة .. " تكلم بخفوت :
- لم أتوقع ذلك أبداً .
- لماذا؟
- تبدين مرحة دائماً .
ابتسمت له فبادلها الابتسامة، وعندها تسائلت :
- إذا، ماذا عنك؟ هل لديك عائلة؟ أشقاء؟
أجاب :
- نعم، والداي على قيد الحياة. كان لدي شقيقة ولكنها توفيت باكراً .
- تلك التي تحمل صورتها صحيح؟
" ما الذي تقصده بالصورة .. " تسائل باستغراب :
- أي صورة تقصدين ؟
زمت شفتيها وهي تفكر " هل اخبره أم لا .. سأرتاح للغاية إذا كانت تلك هي صورة شقيقته .. " أجابت :
- سقطت من الجيب الأمامي عندما أخرجت لك المنديل .
سرى الارتباك على ملامحه، " نعم إنها هي، لا أملك أي صورة غيرها .. " ابتسم بتوتر وقال :
- ليست شقيقتي.
" ليست شقيقته؟ أيعني بأنها خطيبته .. " مرت فترة صمت قبل أن تسأل لينا مجدداً :
- إذاً ، من هي ..؟


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-28-2015 الساعة 06:03 PM
  #20  
قديم 06-11-2013, 02:37 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

(16)
" درسنا معاً لعدة سنوات بالجامعة .. كثيراً ما اختلفنا، وتشاجرنا وابتسمنا ..
في العام الأخير من الجامعة، قررت أن أخبرها بأنني أحبها، أردت أن اكون معها ماتبقى من حياتي ، ولكن .. حدث شيء غير مجرى حياتي آنذاك .. لقد عيُنت في سلك الجيش، حتى أكون طبيباً خاصاً للجنود ،
ابتعدت عن بلدتي وتركتها خلفي، حتى بدون أن أخبرها بأي شيء .. لقد ظنت بأنني تركتها بكامل ارادتي .. بعد عدة أشهر وصلتني منها رسالة .. "
تسائلت بسرعة بعد أن توقف عن السرد :
- ماذا؟ ماهي الرسالة ..؟
- " عماد، أنا مريضة للغاية .. " كانت تلك هي الرسالة . ولهذا حصلت على إجازة سريعة وعدت أدراجي . لم يكن مرضها خطيراً ولكنها رفضت العلاج في تلك الأشهر الماضية مما جعل مرضها يتطور .. وبعد فترة أخرى، أنا لم أستطع أن أعالجها، لقد ماتت حتى بدون أن اخبرها بأي شيء.
" انه بهذا البرود حتى مع الفتاة التي احبها لسنوات متتالية " ترقرت الدموع في عيني لينا وتسائلت وهي تكبت البكاء :
- لماذا لم تخبرها ؟
- لأنني كنت أقول دائماً بأنه ليس الوقت المناسب .
" هذا خطأ كبير للغاية .. " شعرت بالارتباك قبل أن تسأله :
- مازلت تـُـحبها ..؟
السؤال الجمه الصمت! جعله غير قادر على التفكير في الأمر، توجه بناظريه نحوها والتقت عيونهما لفترة ، مما جعله يقول :
- إنني في رحلة منذ عامين لكي أحاول النسيان، واظن بأنني نجحت .
في ذلك الجو البارد ، أصبح جبينه يتصبب بالعرق، كان متوتراً وابعد ناظريه عن لينا وهو يتكلم مع نفسه " ربما أنا أوشكت على النجاح .. تلك الفتاة بجواري، لقد التقينا خلال أشهرٍ قليلة، ولكن قلبي أصبح متعلقاً بها، لقد جعلتني أنسى كل شيء حولي ولا اهتم إلا بسواها .. " عاد ينظر إليها مجدداً ليفاجأ بسؤالها :
- إذاً، لم تحتفظ بتلك الصورة بداخل حقيبتك؟ هذا لن يساعدك على النسيان !
" لماذا تكذب ؟ أرى ذلك في عينيك، هذا التوتر والألم ليس له معنى آخر سوى بأنك لم تنساها ولو لدقيقة واحدة! انت مازلت تحبها .. " خيم الضيق على الأجواء بجانب الجوع والعطش الذي يحلق حولهما ..
تمتم عماد بخفوت متجاهلاً السؤال :
- لن نستطيع البقاء جالسين وحسب في هذا الجو الحارق، مارأيك أن نستمر بالمشي؟
أومأت لينا بالايجاب ومشى الاثنان متجاورين، وعندها تكلمت لينا بصوتٍ متعب :
- ربما لن ننجو تلك المرة! لا يبدو بأن هناك بلدة قريبة ..
- تفائلي فقط ..
وصل الاثنان إلى جرفٍ كبير، يشبه ذلك الذي شاهدا من فوقه مدينة الأمير سامي ، تطلع الاثنان للأسفل ولكن لم يكن هناك أي شيء سوى الأشجار والمساحات الفارغة .. تسائل عماد كأنما يكلم نفسه :
- هل يمكن أن نسير كل تلك المسافة؟
صاحت لينا بضجر وجلست على الأرض وهي تفرد ساقيها وتتأوه بتعب، أما هو فقد ظل يذهب ويعود وهو يحاول رؤية أي شيء يدل على الحياة في تلك المنطقة .. تكلمت لينا قائلة وهي تراقبه :
- اليس من الأفضل لنا أن نعود إلى بلود..؟
- ونموت قتلاً بالسيوف بدلاً من أن نموت عطشاً ...؟
تحسست لينا رقبتها وهمست :
- سوف يكون الموت بالسيف أسرع بأي حال .
وقفت وسارت بتثاقل نحو جذع شجرة لتستند عليه، كان وجهها مصفراً وشفتيها متقشفتين اثر العطش، حاولت أن تصبر نفسها " سننجو، بالتأكيد سوف يجد عماد حلاً وسنخرج من هذا المأزق .. مثل كل مرة .. " ابتسمت بشكل طبيعي وهي تراقبه يروح ويجيء حاملاً حقيبته السوداء ..
شعرت بأن جفنيها ثقيلان للغاية، فهي تعمل طوال يوم أمس، ولم تنم دقيقة واحدة .. انها فقط بحاجة للنوم .. ولهذا .. استسلمت للنعاس .
تكلم عماد مخاطباً لينا :
- ليس هناك حلٌ آخر يجب أن نصبر ونعبر تلك المسافة مشياً، ربما نجد طريقة ما .
لم يسمع أي اجابة من لينا، فنظر خلفه ليفاجأ بأنها نائمة على الأرض! " هل أصابها مكروه ..؟ " اقترب منها وهو يشعر بالقلق، منظرها النائم على الارضية جعل ذكريات الغرق السيئة تتوارد إلى عقله وتسبب له الرجفة ..
ازدرد لعابه بصعوبه وبدأ ينادي :
- لينا؟ ارجوك إذا كنتِ تسمعينني قولي شيئاً ..
جثا بجانبها على الأرض وأمسك بيدها وتشابكت أصابعهما وهو يقول :
- حسناً إن كنتِ تسمعينني .. شدي على يدي .. أرجوك .
ضغط على يدها برفق ولكنها لم تتحرك أو تصدر أية اشارة، فتح جفنيها، ثم تحسس رقبتها ، نبضات قلبها كانت سريعة وغير منتظمة، وكذلك التنفس .. ، بدا له بأنها فاقدة لوعيها اثر الارهاق، وضع حقيبته ورفع رجليها فوقها ..
مرت بضعه دقائق عاد عماد ينادي فيها على اسمها، ولكنها تلك المرة أظهرت استجابة بسيطة وأخرجت صوتاً يشبه التأوه ثم عادت للنوم .
" ليس هناك حلٌ آخر .. إنها مرهقة للغاية .. " نظر إلى وجهها الجميل ملياً و اسرع بحمل حقيبته من الأمام ، ثم رفع لينا فوق ظهره وحاول نزول الجرف بصعوبة .. " لاتخافي يا صغيرتي ، سوف أوصلك إلى بر الأمان .. " ، عندما وصل إلى نهاية الجرف .. استمر بالمشي طوال الطريق نحو الشرق .

- عماد .. عماد ..
هكذا تمتمت لينا بعد ساعات وهي تشعر بالدوار .. " إنه يحملني .. " بدأت بالاستيعاب حولها عندما صدر إليها صوته الذي تسائل بنبرة باهتة :
- هل تشعرين بالتحسن ..؟
- أنا عطشى للغاية ..
- لا بأس لقد وصلنا تقريباً ..
" لا أصدق، هل وجد بلدة حقاً .. ؟ " رفعت رأسها بصعوبة وشاهدت أضواء المدينة من بعيد .. وعندها تسائلت وصوتها لا يكاد يخرج :
- هل حلّ الليل بتلك السرعة ..؟
" سأخبرك بصراحة انه كان أطول يومٍ مر علي منذ ولدت .. " ضحك ضحكة قصيرة وقال :
- نعم ، انسيتي بأننا في الشتاء والنهار قصير للغاية .
لفت ذراعيها حول عنقه وقالت هامسة :
- لقد تعبت كثيراً ، دعني أنزل الآن . أنا بخير .
- لستِ كذلك .
- بلى! أرجوك دعني أنزل ..
- سوف اسمح لك عندما نصل إلى مدخل المدينة .
مازالت تشعر بالدوار والأرهاق، لم يكن هذا سهلاً، الوقوف على مدخل المدينة، عندما نزلت على الأرض شعرت بأن الكون يدور وبشكلٍ لا أرادي تشبثت به ..
- لا تزالين متعبة، دعيني أحملك مجدداً ..
حركت رأسها معترضة وقالت :
- أنا بخير! سأتشبث بك قليلاً فقط ..
" لكن أنا أريدك أن تتشبثي بي طويلاً، وان تفعليها مراراً وتكراراً .. " بداخل قلبه، كان يشعر بالسعادة لأنها ماتزال إلى جانبه، وهي كانت تشعر بالامتنان لوجوده معها ..
بعد السير لفترة ، شاهدا مطعماً قريباً ، وبدون التأكد من أي شيء اندفعا نحوه طالبين المياه والطعام ،
- آه لقد ظننت بأننا سنموت في تلك الاحراش!
نظرت إليه وهو يجرع المياه إلى فمه كل مرة وقالت باسمة :
- وكنت تخبرني بأن اتفائل ..؟ يالك من مزعج!
تبادل معها النظرة ثم قال بمرح :
- لكننا الآن على قيد الحياة نشرب المياه الباردة ..!
" يبدو لطيفاً مع ذلك الوجه المتسخ، وذلك الشعر المبعثر" ابتسمت بامتنان ثم نطقت بشكلٍ مفاجيء :
- شكراً لأنك معي .
توقف الطعام في حلقه ورفع رأسه ينظر إليها وهو يفكر " هل ستخبرني الآن بأنها ستذهب في طريقها الخاص ...؟ " تأمل وجهها وهو يترقب ما ستقوله، ولكنها بدلاً من ذلك قالت باسمة :
- سوف أذهب معك إلى مملكة الجليد، ربما أعمل وأعيش هناك .
- حقاً؟
ضحك بسعادة مثل الأطفال، ولكنها قاطعت فرحته بقولها :
- ولكن ..
- ماذا..؟
" كيف سأقولها؟ أنا أشعر بالخجل الشديد .. " كانت تحك كفيها في بعضهما بتوتر أسفل الطاولة، واستطاعت القول أخيراً بسبب نظرات عماد المشجعة :
- لقد كانت لدي تذكرة بداخل حقيبتي، ولكنها الآن ليست موجودة ، لهذا أنت ..
وضع الملعقة أمام وجهها وقال على الفور :
- توقفي! لا تفكري في تلك الأشياء البسيطة فلدي الكثير من المال ..
فكر عماد " أيضاً لا تذكري حقيبتك دائماً فهذا يصيبني بالإحباط ! .. " وهمست لينا بخجل :
- شكراً لك، سوف أعمل وأرد لك تلك النقود يوماً ما .
قال مع ابتسامة :
- لكن أنا لا أريد منكِ أن تقومي بردها، فقط استمتعي بالرحلة بدون التفكير في تلك الأشياء الجانبية . اتفقنا؟
- ولكن ..
وضع الملعقة أمام وجهها مجدداً وهو يحاول ايقافها عن الحديث، عندها توقفت لينا عن الجدال وابتسمت بصمت .
بعد انتهائهما من تناول الطعام قاما بسؤال صاحب المطعم عن مكانٍ للنوم، ولكنه أخبرهما بأن تلك القرية صغيرة للغاية وأن المدينة تبعد اميالاً بسيطة ..
لم يكن عماد قادراً على السير مجدداً، ولهذا وافق الاثنان على المبيت في غرفة جانبية للمطعم .
دخل عماد أولاً وتبعته لينا ، اشعل الرجل عدة شموع ثم خرج وهو يتمنى لهما اقامة طيبة ، تأمل عماد المكان " ياله من مكان عتيق .." وفكرت لينا " على الرغم من كل تلك الشموع إلا انه لايزال مظلما ومخيفاً .."
كان المكان عبارة عن غرفة صغيرة، بها قنديل وعدة شموع متناثرة ، دولابٌ خشبي صغير يقبع في الركن، وسرير متوسط الحجم عليه مفارش قرمزية قطنية وفوقه رفٌ صغير عليه بعض الكتب والشموع، كانت الستائر الداكنة متهالكة، وفي الجانب الآخر توجد أريكة حمراء داكنة، أمامها طاولة دائرية سوداء قصيرة، و خلفها باب الشرفة الكبير الذي تغطيه ستارة ثقيلة .





تمتم عماد وهو يرمي بحقيبته السوداء على الطاولة الدائرية ومن ثم يلقي بنفسه فوق الأريكة :
- سوف أنام هنـا و ..
توقف عن الكلام فنظرت لينا نحوه وشاهدته يغط بالنوم .. ولهذا ابتسمت وهمست وهي تقترب منه :
- ستنام هكذا ..؟
أمسكت باللحاف وقامت بتغطيته، ثم جلست بجانبه وتأملت وجهه النائم للحظات قبل ان تقف مجدداً وتتوجه إلى السرير.
------------------------

تناولا الإفطار مع صاحب الفندق، رجل كبير في السن، أشيب الشعر ، ودود جداً ولطيف المعشر .. وبينما تسائل عماد عن القطار السنوي، تكلم معه عن مدينة جميلة تدعى كيتاليا يسمع بأن بها قطارٌ حديث!
في الطريق توقف الاثنان أمام منظر مدهش، كانت شجرة عملاقة ذات جذع ضخم وملتفة حول نفسها، بدا عدد الأغصان والأوراق وكأنه غير متناهي، أصدرت لينا صوت تعجب وقالت بانبهار وهي تدور حولها :
- لم أر في حياتي شجرة كهذه!
- لقد أخبرني الرجل المُسّن في الفندق بأننا سنصادف الكثير من الظواهر الرائعة عندما نسير في طريق كيتاليا.
" كما توقعت منه! سأل عن وجهتنا حتى قبل أن نخرج من هناك" تسائلت وهي تقفز لتلتقط ورقة شجرٍ صغيرة :
- حسناً ماهي خطتك؟
لم تسمع الإجابة فاستدارت لترى مالأمر وعندها فوجئت بأن عماد كان ينتظر لحظة التفافها ليلتقط صورة لها مع تلك الشجرة العملاقة ..
سقطت ورقة الشجر من يدها وعادت تتسائل بنبرة مندهشة :
- ما! ما الذي فعلته للتو!؟
ابتسم وهو يقول مع غمزة من إحدى عينيه :
- لا يجب أن تضيع تلك الأماكن الجميلة هدراً!
- لماذا أنا أيها المزعج؟
نظر حوله وهو يقول ساخراً :
- وهل يوجد أحد غيرك؟
قالت باعتداد :
- أعني! إنه يمكنك تصوير الشجرة بدون أن أكون هناك ..
ابتسم ابتسامة غريبة، فقد كان يشعر بالخجل الشديد قبل أن ينطق بصوت خفيض لا يكادُ يسمع :
- إنها، أجمل .. عندما تكوني هناك ... أ .. أيتها الحمقاء ..!
" لماذا يتكلم هكذا! لم يتلاعب بقلبي؟" لم تستطع أن تتحدث بسبب ضربات قلبها، نظرت إلى وجهه ثم انتقلت بعينيها إلى يديه اللتان تعبثان على أزار آلة التصوير ، وعندها تكلمت وهي تشعر بألم يجتاح صدرها :
- هيه! هل أنت ودود مع الكل بتلك الطريقة؟ لماذا لا تكون جاداً مع الفتيات الأخريات، هل تريد أن تغضب عليك خطيبتك ؟
أخفض بصره نحوها على الفور، كان وجهها غاضباً، وكل الملامح قد انزعجت وتبدلت ، حتى قبضتيها التي شدتهما في توتر إلى جانبيها .. شعر بتلك الموجة من الكراهية التي تأخذه بعيداً عنها! ازدرد لعابه وزاغت عينيه يميناً ويساراً فهو لا يعرف كيف يجيبها!!
" الآن أصبحتي تتكلمين بجدية عن خطيبتي ..؟ ألم تفهمي بعد كما أنا متعلق بكِ! " جعله الانزعاج يتكلم بحدة وهو يعلق آلة التصوير على كتفه :
- نعم أنا ودود مع الكل! لقد ولدت هكذا لا يمكنني أن أغير نفسي .. وأيضاً ...
بسرعة اقترب منها إلى حد الالتصاق ونظر إلى عينيها مباشرة وهو يقول بتحدي :
- لايمكن لحبيبتي أن تغضب من هذا الأمر لأنها ... معجبة بشخصيتي .
تركها وسار متقدماً الطريق، بينما وقفت في مكانها وكأن صاعقة نزلت عليها! شعرت بالقهر وأردات أن تصفعه " أيها الأحمق المزعج .. أنا أكرهك أكره وقاحتك وغرورك كثيرا! نعم .. لا أطيق أن أراك أمامي ! " كان جسدها يرتجف وحاولت أن تبدو متماسكة وأن تسير خلفه بثبات .. ولكن بعد مرور القليل من الوقت تسائلت بنبرة غاضبة :
- ألم يخبرك صاحب الفندق متى سنصل إلى كيتاليا ..؟
- عندما تظهر قضبان القطار سنعرف بأنه تبقى القليل من الوقت .

حلّت فترة صمت طويلة لم يتبادلا فيها الأحاديث، كان الجو قاتماً بين هاذين الاثنين .. هو، كان يعرف في قرارة نفسه بأنه يعيد اخطاءه! تلك الأخطاء الفادحة التي تجعله قاسياً ومتجاهلاً على الرغم من تفكيره الجاد بالأمر! إنه يحاول إظهار مشاعره اللطيفة ولكنها تخرج بشكلٍ آخر .. وربما لا تخرج على الإطلاق ..!
أما هي فقد كانت هادئة، أردات أن تسترخي بعض الوقت وأن لا تفكّر فيه ولكنه يقفز إلى ذهنها وفكرها في كل دقيقة تبذلها محاولة النسيان .. ، وكيف يمكنها أن تنساه بعد أن أصبح موجوداً في كل ذكرياتها السعيدة؟
أفاقت من شرودها على صوته :
- يبدو بأننا وصلنا !

رفعت رأسها لتشاهد بعض أبنية متناثرة تظهر كالأشباح من بعيد، وعلى الفور تفقدت الأرض فلم تعثر على أي أثر للقضبان الحديديه! وعندها تكلمت :
- ولكن، أين قضبان القطار ..؟
" هذا صحيح ، يجب أن نعثر عليها في مكانٍ ما وإلا فنحن نسير في الطريق الخاطيء ..! " حك رأسه وهو يفكر في الأمر وأصدر صوت " آه " وهو يتفقد البوصلة ويحاول أن يتذكر ما إن كان هذا هو الطريق الصحيح .. ولهذا تكلمت لينا بقلق :
- هل ضللنا الطريق ..!
أجاب بالهمهمة وعاد ينظر إلى البوصلة وهو يفكّر، أما هي فقد راحت تنظر يمنة ويسرة علّها تشاهد قضبان القطار وبدأت في التفكير " كان علينا رؤية القضبان التي تقطع الطريق إلى مدينة كيتاليا قبل أن نصل، ولكن ماذا عن تلك المدينة المليئة بالضباب؟ أيعقل أنها المدينة الجميلة التي تحدث عنها صاحب الفندق ..؟! "
سار عماد متقدماً ولكنها تكلمت قائلة :
- هل ستدخل إلى تلك المدينة؟ لا تبدو مثل وصف الرجل! إنه مدينة غريبة وضبابية ..
تطلع إلى السماء المليئة بالسحب الداكنة وقال:
- ليس أمامنا حلٌ آخر الليل على وشك الهبوط ، والسماء على وشك أن تمطر .. وأنا اتضور جوعاً !
- يالك من أناني! ألا يكفي ما مررنا به من مشاكل حتى الآن؟ وتريد أن تدخل إلى مدينة الأشباح تلك!
بدا الأمر لانهائي وهما يحتدان بالنقاش، ولهذا صرخت لينا لكي توقفه عن اقناعها :
- أنا لم أعد اثق بك ..
- لماذا؟ لقد كنت تثقين بي منذ أن نزلنا من القطار السنوي؟ لماذا تغيرتي!
" يالك من أحمق، كيف لم تفهم حتى الآن .." لم تنطق بكلمة أخرى فقط اكتفت بالجلوس على الأرض وهي تتنهد بتعب مع ملامح الضجر التي ارتسمت على حاجبيها المتعاقدين وشفتها المزمومة .

" ما الأمر معها؟ هل علي أن استسلم لفكرتها ونغير وجهتنا؟ ولكن إلى أين .. ؟ " تطلع إلى الشرق حيث الغابات مرة أخرى!
تكلم قائلاً وهو يمد لها يده لتنهض :
- حسناً إذاً، لن ندخل إلى كيتاليا!
ضربت يده لتبعدها ووقفت بنفسها ثم هتفت وهي تنفض التراب عن ملابسها :
- وما ادراك بأنها كيتاليا!؟
عض على شفته السفلى وهو لايدري ماذا يقول، شيء ما داخل قلبه يجعله يظن بأن هناك خدعة ما ، ولهذا تكلم قائلاً :
- ربما ليس هناك وجود لـكيتاليا، ربما خدعنا ذلك الرجل ليقودنا إلى مدينة اللصوص تلك ..؟ ربما .. وربما هي كيتاليا حقاً .. لن نعرف ذلك أبداً بمجرد وقوفنا هنا ..! ليست معي خريطة ، لقد وصف بأنها أول مدينة سوف نصادفها إن سرنا باتجاه الشمال ..

بدأت قطرات المطر في الهطول الخفيف فسار الاثنان على عجل نحو الأشجار وعاد عماد يقول :
- هذا الاتجاه هو نحو الشرق ...
عاد ينظر إلى بوصلته التي بدأت تتحرك في كل الاتجاهات كالمجنونة، تمتم لنفسه وهو يحركها بشكل لا إرادي :
- هذا غريب ..!!
اقتربت لينا ونظرت إلى البوصلة وهي تقول :
- ما الأمر؟
- يبدو ان البوصلة اصابها الجنون، او .. ؟
- ماذا؟
- ربما نحن في منطقة توازن مغناطيسي ..؟ أو .. شيء من هذا القبيل ..

رفع عينيه وإذ به يرى كماً هائلاً من القلق والتوتر حولها، لقد كانت يائسة وخائفة بشكلٍ مفرط ولهذا أسرع بوضع البوصلة في جيبه ثم تكلم قائلاً وهو يضحك ضحكة مزيفة :
- يالها من بوصلة سخيفة! هيا بنا سوف نسير في ذلك الاتجاه ..!!
اسرع بالمشي ولكنها تشبثت بحقيبته وهي تقول :
- ماذا لو ضللنا الطريق ولم نستطع الخروج من هذا المكان؟
- في أسوأ الأحوال سوف نعود إلى تلك القرية!
ترقرت عينيها بالدموع وقالت :
- هل تستطيع العودة حقاً .. ؟
" بالتأكيد لا استطيع .. " رسم ابتسامة عريضة وقال :
- بالتأكيد! لماذا لاتثقين بي تلك المرة وحسب؟
" إنني أثق بك بالفعل، وإلا لماذا أسير معك حتى الآن! " قلبت شفتها وهي تقول :
- هذا لأنني مضطرة !
ضرب كتفها بخفة وهو يقول بجدية :
- نعم! دعينا نتقدم ولا ننظر إلى الخلف ..

في تلك اللحظة ، شعر الاثنان بانهما في حاجة للنظر إلى الخلف .. وعندما استدارا ،، لم تعد المدينة موجودة!

----------------------




[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-28-2015 الساعة 06:08 PM
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قطار منتصف الليل...//للمبدع ايرومي kαtniS أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 292 07-09-2013 08:19 PM
هل نرى بعد منتصف الليل شهبا أكثر مما نراها قبل انتصاف الليل ؟ Heavens ❤ علوم و طبيعة 6 02-08-2011 10:12 PM
تكملت رواية للكاتب اهار الليل فيصل وميهاف عاشقة الانمي ساسكي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 07-19-2010 06:35 PM
في منتصف الليل نور العين200 شعر و قصائد 2 12-23-2008 07:33 PM
منتصف الليل,,, دقة قلب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-14-2008 11:00 PM


الساعة الآن 10:11 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011