عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree68Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-06-2013, 04:53 PM
 
Post *زهرة الزمان ..في الظلام ~

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://im41.gulfup.com/GOKiN.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




*مدخل :-


أنغام طفولية :-

"بابا" ...مقطوعة نستعذب نطقها جميعنا
لتخضع لها قلوب أسرتنا بحنانها وشرّعت
لنا أبوابها ...نطرقها متى نشاء !!

فكيف بمن حرموها وحرّمت تلك الأسماع والقلوب
من أنغامها المتناغمة ...الضاحكة الباسمة

تلك الأنغام الطفولية ..تتلاشى ..لتحلّ محلها وخزات
وتصبح أنغام نهرب منها .فتواجهنا
ببرائتها وعذوبتها ...
هذا حال من فقد
زهرة زمانه ..ليجدّها في الظلام
متنقلة بين ترهات الألم وقسوة الأيام !!

*ملاحظة :- اللون الأزرق يعني عودة الى الماضي



بخفوت وهدوء خطت الطفلة على الرصيف المظلم وقد تجاوزت ضحكات بعض السكارى
وألقت بكلماتهم الساخرة الى الوراء

تعثرت ببعض الزجاجات الفارغة فانسدل شعرها الذهبي المسترسل على جبهتها

بهدوئها المعتاد عاودت المشي من جديد فرفعت رأسها الصغير الى السماء لتنعكس صورة القمر على عيناها الزرقاوان فتبتسم أبتسامة باهتة تخرج بها براثين الألم التي تنهش صدرها باستمرار

" عزيزتي ...ماذا تفعلين هنا؟! "


خاطبها صوت حان سمح لذاك الباب الموصد بذاكرتها بالأنبلاج كوميض مؤلم فتتبعثر بعض الصور في مخيلتها وتحدّث وخزة ألم في قلبها ...أنتبهت الى الصوت

فاستدارت بهدوء وحدّقت بوجهه الابيض فأخفضت رأسها حزناً عندما زجرها بود:-

" يجب عليك عدم مغادرة المنزل ...وخاصة في هذا الوقت "

تنبه قليلاً الى كلماته فنزل الى مستواها ونظر الى شعرها المبعثر بصمت
التقط دميتها البالية بعد أن أرخت الطفلة قبضتها عليها فهمس لها بهدوء :-

" سوف نجدّ منزلك ياصغيرتي"

لم تصدّر منها أية كلمة بل اختصرت أجابتها بدموع منهمرة انسابت على خدّها المتسخ قليلاً فضيق عيناه السودوان بألم ومال بوجهه الى وجهها لتتساقط خصلات شعره الأخضر وتلامس ذراعيها النحيلتين فقال لها مبتسماً :-

"وحيدة ....أنتي مثلي !!"

اتسعت حدقتيها ورمشت بعينيها وهي تحملق بتقاسيم وجهه الجميلة البيضاء فتراجعت الى الخلف واستدارت بسرعة وهي تسمع نداه الحانٍ الحزين ...صمت آذانها وأختبأت في أحد الأزقة وأسندت ظهرها وهي تنزلق على الرصيف المليئ بالكثير من الزجاجات وبعض الأتربه التي حملتها الرياح ...قبضت على صدّرها وقد أحست بخطوات متسارعة وأنفاس لاهثة .....استقامت من جديد وضاعفت خطواتها المتهالكة ...فتمدد ظله على الحائط المقابل لها وعاودت تلك الألحان اليائسة الحزينة تنبلج من شفتيه :-

"عودّي ياصغيرتي ....أين أنت ؟! ...لن أسبب لك الأذى ..أعدّك

خرجت من مكانها وهي تنظر الى ظله الذي تلاشى رويداً رويداً
رفعت قدميها للحاق به فمنعتها ذكرى غصت بعنف في قلبها الجريح فتراخت على أحد الأعمدة بهدوء وسوط الذكريات يجلدّها باستمرار




قابل بقامته الطويلة صفوف الكتب المرصوفة داخل الخزانة التي ارتدت ثياب الغبار وَزُينت بخيوط العنكبوت


بعثر شعره الأخضر باستياء ووضع كوب الشوكولا الساخنة على الطاولة الصغيرة الخشبية ...مدّ ذراعيه في الهواء قبل أن يجول أمامه طيف تلك الطفلة الصغيرة


نظر بحزن الى الأسفل وهو يعيد ذاك اللقاء الذي قد غرس في ذاكرته بالرغم من مرور يوم واحد ألا أنه قد أحب تلك النظرة التي بدّت في نظره نظرة مشرقة خلاف طياتها الحزينة لولا تلك الفاصلة الحمقاء التي ألقاها على الصمت المرفرف عليهما لأطال ذاك اللقاء لتتخلله إبتسامة عذبة بريئة تستلقي على شفتيها الصغيرتين


تهالك بجسده على كرسيه الوحيد الخشبي ونظر الى ساعته التي تجاوزت السابعة صباحاً


لقد أراد أن تعيش معه ...هل أخطأ عندما ألقى تلك الفاصلة ؟!


لم تكن نيته سيئة بل أراد أن يصنع سلماً تتسلق فيه الأبتسامة من قلبها الى فمها وليس سلماً للدموع ومواطن الألم


أعاد جملته مرة أخرى بلهجة متعمقة :-


"وحيدة .....أنت مثلي !!"


نهض وبدأ يذرع الغرفة محاولاً استنباط أي جرح قد تحمله كلماته ....توقف برهة وقد التمعت برأسه فكرة أراد أخفائها وسط بعض الذكريات فعاود الجلوس وتمتم وهو يهزّ رأسه برفق :-


"تحرير الذكرى " ..هذه هي وخزة الألم !!

قلّب صفحات الكتاب بشرود وارتشف القليل من الشوكولا وهو يركز نظراته على الجمل المخطوطة "عبّق الماضي"



تحركت بحركة طفوليه لتداعب وجه والدها المستلقي على الأريكة الخضراء ففتح عيناه الزرقاوان ذي النظرة الحانية وضمها بين ذراعيه وقد تعالت ضحكاتها كأوتار موسيقية أدمن على سماعها في كل رحلة ألم .


نهض بتكاسل وهي مازالت مستلقية على بطنه فرفعها بهدوء على كتفه فلامست بيديها الصغيرتين خصلات شعره الأخضر المموج وهمست بأذنه تذكره بأمر طفولي خاصة بها :-


بابا ...لقد وعدتني بالذهاب الى مركز الألعاب " "


أنزلها وتقرفص أمامها وهمس بأذنها بودّ :-


" بالتأكيد ...وهل تعتقدين أن بابا قد غفل عنه ؟! "


دارت بسعادة وراقصت شعرها وهي تهز رأسها بالنفي


"ملاك صغير" شعور طبيعي يجرّف مشاعر كل أب حالما تطلق أبنته المعزوفات التي يتراقص لها قلبه:-


"بابا ....حبيبي ...بابا ....حبيبي ...كم أهواه "


عبر الى المطبخ لتلحقه بحماس ومرح طفولي فصرخت بسعادة :-


"وجبتي المفضلة !!"


لقد أحضرتها بالأمس ..كما وعدتك " "


حضنت ساقيه ومسد شعرها بحنان أبوي قبل أن يصلصل هاتفه الخلوي فتسرع"مارجريت" أليه وتحمله بين يديها بحذر حتى لايسقط فيلتقطه ليمنحها قبلة على جبهتها فتبتسم بابتسامة يكون تأثيرها واضحاً على عينيه المنتشيتين فرحاً


تحب أن تكرر" مارجريت " هذا الموقف لتشاهد تلك السعادة في عينيه دائماً فهي على علم برحلة الألم التي يخوضها عندما ترتدي السماء الثوب الأسود فيطلق لتلك الدموع الحرية بالأنسياب على وجهه ليعلن بدء حفلته البكائية الصاخبة


أنهى مكالمته وشاهدت " مارجريت " سحابات الحزن تحوم فوقه فتقدمت وهمست له :-


"أيها الألم ابتعد ....ارحل بعيداً ...ابتعد عن بابا الآن"


أضافت جملتها الأخيرة ووضعت راحة كفها على جبهته ورفعت نفسها لتطبع قبلة على خده فضمها بقوة وتمتم بأسى :-


" لدّي عمل مارجريت ....لن نذهب اليوم "


ماكان يدور في عقل مارجريت هو أسعاد والدها ولو كان بذلك أسقاطاً لبعض حقوقها الطفولية


أحاطت ذراعيها حول رقبته وأخرجت كلماتها لتكون بلسماً لألمه :-


لا بأس ....فأنت تتعب من أجلي " "


رفع يديه وأطاقها حول جسمها الصغير النحيل الذي يشكو من الجوع الشديد

بعد نصف ساعة من رحيل والدها كانت مارجريت تحاول كبّت ألمها بعدم الذهاب الى مركز الألعاب وغياب والدها عن البيت أيام طويلة ودّعت ظل والدها بابتسامة ومشاعر ممزوجة بالألم فأوصدت الباب وأسندت ظهرها عليه وهي تعصر طرف قميصها بخنق.




رفعت يدها محاولة حجب أشعة الشمس عن عيناها الزرقاوان فنهضت بتململ واستقرت عيناها على دميتها المبلولة بالماء المتساقط من أعلى المبنى المجاور ....خطفتها بسرعة لتسقط زخات من الماء الملوث من الأنبوب الصدئ


ضمت لعبتها الى صدرها وأخذت تجر قدميها باتجاه الشارع المزدحم بالأشخاص والسيارات المختلفة

فتوقفت بجانب الجدار تحدّق بأحد الرجال وقد أمسك بين أصبعيه الوسطى والسبابة بصورة لطفلة صغيرة



تراجعت الى الخلف بعدما شاهدت الزي العسكري الذي يزيد من هيبته ويطعم كبرياؤه فعادت مرة أخرى الى مكانها وارتقت درج المبنى بخوف دفعها للارتطام بالجدار وبقوة ....أمسكت جبهتها الدامية وصعدّت الطوابق الأخرى حتى وصلت الى إحدى النوافذ المنخفضة المقابلة للشارع لتدور عيناها باحثة عن الرجل العسكري الذي أنطلق بسيارته بعيداً



بقيت تراقبه حتى غاص في الزحام الخانق فأغلقت النافذة ونظرت الى الممر الذي يستمد ضوءاً بسيطاً من النوافذ المفترشة على الجدار



أطلقت ضحكة خفيفة وهي تتطلع الى القطة البيضاء التي زين عنقها بطوق أسود جميل فتحت راحة يدها واستدّعت القطة بسعادة ...تقدمت القطة بحذر خطوة واحدة ثم مالبثت أن ابتعدت عنها فتذمرت من تصرفها وجلست القرفصاء وهي تنفخ بأنفاسها خصلات شعرها المنسدلة على عينيها



بقيت على هذه الحالة قرابة عشر دقائق فستذكرت تلك اللمحة اللطيفة التي برقت أمام عينيها ثم اختفت نتيجة تصرفها الأعرن ...



كانت تمشي بخطوتها الهادئة لتمشي بجانبها العديد من المقاطع والذكريات وينكشف الستار ليعلن بدء دور مشاعرها المختلجة


توقفت برهة لتلتقط دميتها وترفع ثوبها الأبيض الرث لتكشف عن ساقيها النحيلتين بعظامها البارزة


عادت الى ذاك المكان الذي التقته به فأضاء طيفه الجوانب المظلمة في قلبها وأطرقت برأسها وعاودت جرّ دميتها التي أهلكتها الشقوق كما هي شقوق روحها البريئة .



*يرجى رجاءاً حار بعدم الردّ ^^"

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
/
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-06-2013, 05:31 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://im41.gulfup.com/GOKiN.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




دخل الى أحد المحلات بلباسه الرياضي الأسود وقامته الرشيقة وقد اكتسى وجهه بهآلة جذابة وكونه قد هجر الرياضة سنوات عديدة ألا أنه وفي هذه الدقائق شعر بشغف كبير لممارسة الرياضة




ابتاع بعض المياه المعدنية الصغيرة وخرج من المحل وبدأ بمزوالة الركض وطيفها لم يفارق خياله



استرد أنفاسه وشرب بعض الماء ليعطيه طاقة أضافية وبديلة عن الطاقة التي استنزفها منذ ساعات طويلة ....انسابت المياه التي صبها فوق شعره الى عروقه منعشة بعض أعضائه المتهالكة والتي تشبعت براحة طفيفة


أدخل يده بشعره الأخضر الذي تخلله العرق فقال للرجل الذي ارتطم به :-



"أعتذر ....سيدي "



أبدى الرجل إنزعاجه وسخطه بكلمات تقبلها "ماكسيم" بصدر رحب وابتسامة لطيفة



تخطاه ذاك الرجل وهو مازال يتمتم بكلمات ساخطة


لم يكترث"ماكسيم" لذلك فلقد تلقى الكثير من هذه التحيات الصاخبة لدرجة أنها لم تعدّ تؤثر به بل إنها تبث به شعور غريب



مرّ بجانب مركز اﻷلعاب فأبت قدماه المتابعة وقف مقابل له وهمسات طفولية تعذبه وتنكل به فأغمض عينيه وأخفض رأسه لتنخفض تلك الصورة في مخيلته وتحدّث نزيفاً وتتراطم أمواج الحنين قاذفة بقاربه المليئ بالذكريات الى أعماق الماضي



في الخلف سمع صوتاً أعاده الى واقعه ...صوتاً يشبه تلك الهمسات ...جميعها ألحان عذبة يعشقها لكنّها لاتشبه اللحن اﻷخير التي تطلقه تلك الشفتين القابعتان في صندوق الذكرى


عاود ذاك الصوت متذمراً بطريقة طفولية ظريفة



" أيها التمثال ….هل يمكن أن تبتعد عن طريقي"



كانت الطريق واسعة وشبه خالية ألا أن هذا الطفل كان يرتدي تاجاً على رأسه لاعباً دور الملك ...عيناه العسليتين المنتفضتان غضباً جعلت اﻷبتسامة بوجه"ماكسيم" تستلقي فترة وجيزة قبل أن تهوي عصا على يده فينظر " ماكسيم" حينها ليواجه طفلاً قد غاص وجهه بالغضب ومال شعره الكستنائي على عينه اليمنى فأطلق صرخة طفولية :-



"الموت ....للمتمردين "



ابتعد " ماكسيم " عن طريقه وهو يحاكي معه هذا الدور مما دفع الطفل الى أطلاق نظرة متعجرفة فاحصاً بها قامة "ماكسيم " كانت بنظر ماكسيم حركة يتقنها اﻷطفال فقط



راقب ماكسيم تلك القامة القصيرة المهرولة بأتجاه البساط اﻷخضر المزروع بوفرة كبيرة



هنا استطاع ألم الذكرى أن يفتك بذاك القلب ويهشمه بلارحمة....... تدفقت تلك الذكريات كسيل إشتاقت أرض قاحلة لمعانقته في تلك الساحة التي تربعت بها أحرف طفولية في قلب ماكسيم لتتلاقى مع صورها وماكسيم يكابد اﻷلم






عضّت على شفتيها بخنق وهي تسمع تلك الكلمات الرقيقة :-





" بابا ….وعدتني بشراء هدية "




في هذه اللحظة فقط تمنت "مارجريت " لو أنها لاتملك عينان أو آذنان ...كانت تشاهد ذاك الحنان اﻷبوي الممثل الرئيس على الطريق المقابل لها ...دفنت رأسها وهي تعيد تلك القبلة التي طبعت على خدّ الفتاة الصغيرة واﻷبتسامة التي لم تعدّ تعرف طريقها الى قلبها



رفعت رأسها وقد أرهفت سمعها للاصوات الرنانة القريبة منها لتقف مقبوضة اليدّ لتجلس مقابلاً لها فيتناثر شعرها اﻷسود على كتفها العارية الصغيرة



التقت أعينهنّ معاً لتفاجئ "مارجريت " بوجود والدها وهو يمسد على رأسيهما معاً فاستفاق في عقل مارجريت الماضي ومضت أوراقه تتساقط حاملة بعض الذكريات التي لم تستطع مارجريت إخفاء حبها وحنينها لها




" بأمكانك أخذ الحلوى ...ياصغيرتي"




تطلق هذه الكلمات الخارجة من شفتيه تأثيراً قوياً على وجه مارجريت


فتخرج نبرة طفولية متسائلة




" هل هذه الحلوى لي ؟! "




داعب خدّها اﻷسيل وهز رأسه بلطف …اتجهت مارجريت بعينيها الى ابنته التي وافقت والدها بالرأي ويداها تلامسان خدّ مارجريت مقلدّة حركة والدها .


سمعتها تقول وهي تستدير ممسكة بيد والدها




" بابا ….هذه سوف تكون صديقتي ...إنها تشبه اﻷميرات "





نهضت مارجريت وقد دفنت الحلوى في راحة كفها وهي تشعر بأنها قد امتلكت جوهرة ثمنية فتحت يدها ونظرت أليها ببهجة طفولية واضحة سرعان ماماتت هذه الفرحة على شفتها بمشاهدة أحد الشباب المتجهين ناحيتها فقبضت عليها مارجريت وقد بدأت مآقيها تترقرق بالدموع




حماية لوجبتها الصغيرة أسرعت"مارجريت " بالدخول الى ممر مظلم باحثة فيه عن مخبئ يؤمن وجبتها ….حضنتها مجدداً وأنفاسها اللآهثة تتردد في الممر




توقفت مارجريت وقد فقدت اﻷمل بالنجاة فسمعت صوته اﻷجش المقزز يموج في مسامعها محدثاً رعباً في قلبها على أثره يتوتر وجهها وهي تصغي له :-



" أشكرك أيها الجدار ..على صدّ طريقها ...أنا ممتن لك "




أضاف جملته اﻷخيرة وأتكأ بذراعه على الجدار ليمدّ ذراعه اﻷخرى وينتزع الحلوى



فاستطرد قائلا :-




" المتشردين ….لايمكن لهم تناول هذه الحلوى "




قذف بها بعيداً ليقذف بأملها الى الظلام



بكاءٌ ...وآهات لم تحرك ساكناً في الشاب الذي انفتح شدقه بضحكات مقززة



شهقت مارجريت وهي تلامس بأصابعها الحلوى التي اختلطت بالتراب وقد تكسرت الى أجزاء صغيرة كما هو الحال بقلبها الذي حمل بكل جزء من اﻷجزاء المحطمة بأحجار كلماته كميات من الكراهية



هذا ماهو مسيطر على العالم اﻵن "قانون الغاب" حيث يؤكل الضعيف من قبل القوي


تؤكل المشاعر وتتناثر الدموع دائماً على الخدّ الذي قد ارتوى منها .........… رفعت عيناها الى السماء تتوسل الى ربها وتمني نفسها بسعادة لاتنضب هذه هي الطريقة التي تواسي بها مارجريت مشاعرها الدامية وبكل سهولة تنزع مارجريت سكيناً آخر من سكاكين اﻷلسنة المتقذعة لتضل أجراحها نازفة لاتلتئم




عاد الى منزله وتهالك مرة أخرى على ذاك الكرسي الخشبي فأتجه بعينه الى الساعة المعلقة على الحائط لينهض على أثرها للاستحمام بماء يريحه وينعشه من ألم الذكرى



نصف ساعة قضاها " ماكسيم " في اﻷستحمام وتهيئة نفسه ﻷخذ قيلولة قصيرة .



لم يكن لينعم بها وهواجس اﻷلم والخطر تحوم فوق رأسه ...رفع الغطاء عن رأسه ومدّ يده ﻷلتقاط هاتفه القديم وهو يقلب بعض الصور ليشقق اﻷجزاء المتبقية من قلبه ...فكرة تراوده حالما يشعر بالحنين أليها ..فكرة مجنونة



فلايمكن ﻷي شخص عاقل أن يوجع قلبه بذكريات الماضي ويديم جراحه التي كادت على وشك اﻷلتئام.




“أين مارجريت ؟....ماذا فعلت بها كازبر؟"




انفرجت تلك الكلمات من الشفتين المهتزتين غضباً وخوفاً وألماً بضياع مايملك في حياته التي لاتشرق ألا بضحكاتها




وهل يمكن لقلب قاسي أن يشاركه اﻷلم ؟!




كانت أجابة متوقعة من الرجل الممتلئ لحماً وهو يبعثر محتويات الغرفة باحثاً عن نقود تسدّ رمق جشعه اﻷخير :-




“لقد بعتها ﻷحد اﻷثرياء ….وأخذت ربحها تعويضاً عن اﻷيجار غير المدفوع "




بغير اكتراث وبنظرة تحمل بطياتها المكر واجه كازبر الشاب ماكسيم الذي قد اربد وجهه غضباً وهو يجحدّ تلك القامة بنظرة متألمة مجروحة




استدار كازبر ليصفع بالسكين التي أشهرها "ماكسيم " بوجهه نيابة عن الكلمات التي أهدرها عبثاً في السابق فتراجع كازبر وهو يهدده بأبلاغ الشرطة لكن ذاك الشاب الممزق داخلياً لم تكن لهذه الكلمات أي صدى بقلبه الباحث عن شفاءاً لجراحه الغائرة




“كازبر ….أمثالك لايستحقون العيش "




هوت تلك السكين على صدّر كازبر فأتبعها بطعنات أخرى ﻷرواء مشاعره المتعطشة الى دماء هذا الرجل سابقاً .



أسقط السكين الملوثة بالدماء على اﻷرضية وولى هارباً.!!





أسدل الليل ستاره وأشرق القمر بضيائه ليضيء به بعض القلوب القابعة في الظلام




أبصرته مارجريت مختلفاً هذه المرة لقد كان شاحباً كشحوب وجهها تماماً ليس القمر المنير التي اعتادت رؤيته





سارت هذه المرة قاصدة المكان المشبع برائحة الحنين والحب قادتها قدماها الى الزقاق لتجدّ طيفه يقف بالمنتصف ...زمت شفتيها وأرادت التراجع فأثنتها تلك التعابير الحزينة التي غزّت وجهه فتنهد بضجر مزيلاً اﻷمل الذي بني على قلبه بأيجادها في هذا المكان ...




مرّت الكثير من الساعات ومارجريت تنظر أليه من نافذة المبنى وهو قابع في نفس البقعة متلفتاً يمنياً ويساراً حالما يسمع أي صوت في المكان




كانت ليلة شتوية باردة اختفى القمر الشاحب بين الغيوم لتعانق قطرات المطر حبات الثرى واﻷرض الساكنة




للمرة الثانية تقف لمشاهدة الظل الذي تلاشى وبسرعة هارباً من المطر الغزير ...هبطت مارجريت الدرج بسرعة ووقفت بجانب عتبة الباب شبه المفتوحة وتنهدت بارتياح وهي ترقب الشاب محتمياً تحت محطة الوقوف للحافلات




خلع نظارته ونظفها جيداً وعاد ﻷرتدائها مرة أخرى




كان المنظر صاخباً وجميلاً بنفس الوقت في نظر ماكسيم فقد بدّت قطرات المطر المتساقطة والمستظلة تحت أعمدة النور واﻷضواء الخافتة كحبات لؤلؤ تتساقط مخلفةً أيقاعاً مطرياً متناغماً




وأخيراً أقنع ماكسيم نفسه بأن ماشاهده في اﻷمس كان خيالاً يشابه الخيال الذي يقرع بعتبات قلبه عند سماعه تلك اﻷلحان الطفولية


نهض بيأس وانزلقت من يده قطعة حلوى أحضرها معه لتلطيف قلبها الصغير





رحل مبقياً قطعة الحلوى على المقعد ولم تكن مارجريت تعلم بأن هذه آخر نظرة لها على الوجه الباسم


ذي التقاسيم الجذابة.






صباحاً صاخباً واجه مارجريت في هذا اليوم والكثير من سيارات الشرطة أطلقت أصواتها
فارتفع مكبر الصوت محذر :-




" يجب عليكم أخلاء المكان …..وألا تعرضتم للخطر "





استفاقت مارجريت بسرعة تاركة دميتها تعبث بها اﻷرجل العسكرية الضخمة فأرتقت درج المبنى خوفاً من اﻷجساد التي اقتحمت وحدتها




تعرقلت ببعض اﻷعمدة الحديدية فنهضت لتصيب بحالة من الخوف واﻷلم جراء ألتواء كاحلها وما كان لهذا أن يثنيها عن مواصلة المسير اتكأت على الجدار وعاودت المشي بصعوبة وتلك الخطوات العسكرية تتهافت على المبنى وطلقات الرصاص توجّه عشوائياً ...رصاصة واحدة أصابت ساقها لتثنيها عن المشي فينتشر الخوف في أوصالها وإحدى الظلال تتقدم ناحيتها

وتقف لتعلن بصوت صاخب




“لقد تم أيجاد الخادمة مارجريت ماكسيم "




تنهار مارجريت فاقدة الوعي لتغوص الى أعماق الظلام.




خمسة أيام حرّمت فيها مارجريت من الحياة ...وحيدة في تلك الغرفة ...تلتحف فقط بلحاف لايكاد يكفيها لمواجهة اﻷجواء الباردة المسيطرة على المكان .



يفتح الباب وكأنما مرّ دهر على ذلك يقف أمامها رجل ببزته الفاهرة وعيناه السودوان تحدّقان بعظام مارجريت ونظرتها الذابله



سحب كرسياً وجلس مقابلاً لها يطلق أنفاسه الكريهة على وجهها فترة من الصمت المخيف خيّم بالمكان ليلقي كلماته بلهجة مترفعة



“لقد علمنا بوجود والدك ….وتم القبض عليه في اﻷسبوع الماضي "



حملّقت مارجريت بوجهه النحيل ونظرته التي ستتلذذ بمنظر مارجريت فلاعب شعره القصير البني واستطرد قائلاً :-



“ولقد انتحل أسم مارك ليخفي جريمته وماضيه اﻷسود "



شعرّت بقلبها يغوص في أضلاعها عندما أخرج صورتين كان إحداها لذاك الشاب الذي تعلّق طيفه بذاكرتها فمدّت يدها المرتعشة ﻷنتزاع الصور من يديه فأوجدها فرصة ليتسلى بأعصابها الباردة



كان يلّوح بالصور من جهة الى أخرى ورغبة طفولية تغرس في قلب مارجريت بضم هذه الصور الى صدّرها ….لحظة ...وانقطع حبل اﻷمل لتدفن مارجريت رأسها وتنتحب بصوت مرتفع بدموع خرجت ساخنة مؤلمة تصارع مخالب اﻷلم بما تبقى معها من شتات القوة والصبر .



في هذه المرة التهمت اﻷوجاع ماتبقى من أمل لديها واستسلمت مارجريت لقسوة الحياة التي لم تكدّ تتفتح عيناها حتى لفحتها الآلآم والمصائب من كل مكان فما عادت قادرة لتحمل أي شيء فقد استنفذت قوتها وسلبت اﻷبتسامة من شفتيها لتسقط مارجريت وبلا حراك على اﻷرضية الباردة وتهب بعض الرياح من النافذة العلوية تناثر شعرها الباهت وتكشف عن الدموع الجافة التي


ستنقطع عن خدّها وألى اﻷبد



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
/
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-06-2013, 05:39 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://im41.gulfup.com/GOKiN.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



مرحباً بكم من جديد ...أهديكم باقة من المحبة والصفاء

التي أرجو من أرواحكم النقية تقبلها .

عدّت بقصة ..حاولت بكل ماأستطعت أن أعمق

بها المشاعر الأبوية ...لنشعر بهذه النعمة

التي يحرم منها الكثير وخاصة في هذه الأيام


*ملاحظة :- لاأعرف حقاً إن كانت رومنسية خخ ...لم أستطع

صياغة قصة رومنسية وخاصة في أجواء الأمتحانات

أتمنى أن تنال على أعجابكم .






وشكر خاص :-

الى الآنسة "جست دريم "

على التصاميم الرائعة :$ :wardah:


ولا تنسوا الدعاء لأخواننا في سوريا
وخاصة في القيصر

بأنتظار أنتقاداتكم وأرائكم
وهذه أول قصة قصيرة ألفها ..فيمكن ماتكون بنفس الجودة

"مشاركتي في مسابقة القصة القصيرة "

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
/

التعديل الأخير تم بواسطة أغاثا كريستي ; 06-06-2013 الساعة 06:00 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-06-2013, 06:27 PM
 
حجز !
أضمن لك الفوز (:!
__________________
مبآدئي وقناعاتي ثلاث لا تتغير

الحب ، العلم ، الأكون الآمتناهية

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملابس سهرة فخمه ملابس سهرة حلوة احدث ملابس سهرة 2013 هبه العمر حواء ~ 1 07-21-2015 06:52 AM
اجمل شنط سهرة , شنط سهرة منوعه 2013 هبه العمر حواء ~ 0 03-24-2012 11:23 PM
زهرة الخزام ..... زهرة البراري القاتلة .... سائد أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 14 01-02-2010 09:28 AM
لا أنت...هوأنت......ولا الزمان....هو الزمان......ولا أدري ماذا أقول!! لوريانا أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 09-12-2009 09:57 PM


الساعة الآن 03:23 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011