عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree920Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 8 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #276  
قديم 12-21-2013, 05:14 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Suha ~ ;p
مرحباآاآ
هلا حبيبتي كيفك ؟
كيف الحال ؟؟ كيف الشتاء معاكو ؟؟ بر
تمااام .. ثلج .. وأنا علقت فيه وما قدرت أروح على بيتي .. كنت بالجامعة
....
بدايةً, أعتذر لتأخري في الرد على هذا البارت والبارت الذي سبقه .. لكن "الامتحانات النهائية تدق الأبواب" ! وأنا أستعد لأفتح الباب لها ... !
وأنا أيضاً
....
لذلك .. سأعلق الآن على البارت الثاني عشر والثالث عشر .. اظنني سأطيل كلامي .. أتمنى ألا تملي من ردي هههه
أبدا حبيبتي أسعدني ردك وبشششدة
....
بدون مقدمات .. سأبدا ><
....
جاك المتهور والمتسرع والأناني .. هذا ما قلته مباشرة بعد معرفتي بقراره "خطبة دوروثي لماركوس" ودون استشارة المعنية حتى !!
ههههههههههههه
....
أعجبني الحوار الذي دار بين آرثر وهنري ودانييل .. وأخيراً عرفنا جزءاً من ماضيهم .. أما بالنسبة للقرار الذي احترت بشأنه طويلاً .. بصراحة لم أتوقع أن تكون إيزابيلا شقيقة هنري وآرثر وأن عليهما اخبارها ويترتب عليها الاختيار ..!
كان "لؤماً" من جاك الذي أجبرهم على مثل هذا الأمر .. وبرأيي لا يوجد مانع من أن تكون إيزابيلا شقيقة هنري وآرثر وتعيش مع لويس .. أعني .. لا بأس بهذا ><
قرارات جاك عجيييبة ورح يحيرك بزيادة بالمستقبل
....
أكره جاكوب كثيــــراً .. لا أدري لما يخطط هذا الأبله بالتحديد ولكنه ينوي توريط أدريان معه,, فيتعرض أدريان للعقاب وينفذ هو ..
وبالمناسبة أخيراً نطقت كاثرين ههه .. انتظرتها طويلاً لتبدأ بالكلام !!
هههههههههههههه
....
قررت إيزابيلا ..! توقعت قرارها سابقاً وأصبت ^^
لويس المسكين .. لابد أنه حزين للغاية ,, ولكن عليه أن يقدر الظروف وأن يأخذ الأمر من ناحيتهم ,, فهم حزانى وغاضبون كذلك !
....
من الجيد أن جاك بدأ يعبر عن نفسه ومشاعره .. هو الآخر رأسه لا يكاد يخلو من المشكلات والآلام, وأريد أن أعرف قصته مع والد دانييل بالتفصيل !
معرفة القصة أصبحت حلم لمتابعي الرواية هههههههههههه ... وحتى لبطل الرواية دانيل .
....
جاكوب يستغل أدريان ,, وفرناندو يستغل جاكوب .. !
لم لا يبحث أحد إلا على مصلحته الشخصية ولا يرى أبعد من أنفه .. مسكين أدريان !#
نو كومنت
....
تألمت كثيراً لفراق الأصدقاء لويس وآرثر وهنري ,, شعرت بحرقة لويس ,, سيفارق ثلاثة من أكثر من أحب في حياته .. يحق له الغضب من والده !

....
جين, وكارل يتنافسان بشراسة على قلب جوليان !! لا أدري أيهما أحق بها, أحببتهما كليهما ..
رغم أني أميل لجين قليلاً,, يا له من مسكين لابد وأنه يجابه إعصاراً بداخله كلما تحدث معها .. !
....
هذه مشكلة جاك ! يسمح للغضب بأن يتملكه فيتصرف عندها بـ"غباء" وكبرياؤه لا يسمح له بالاعتذار ..
لكن عليه أن يصلح علاقته بولديه .. أنا غاضبة منه مثلهما تماماً .. -عليه أن يحسن الأمور من ناحيتي أنا كذلك ههه !!-
ههههههههه .. أتمنى أن يفعل قبل فوات الأوان
....
رائع دانييل .. يلعب دور المصلح للأمور والوسيط بين العائلة ,, يحاول تهدئة الأوضاع#
....
ما حدث مع جوليان كان حماسياً ومشوقاً بشكل خاص !
أقدم احترامي لما فعله كارل .. أعجبني موقفه !
ولكن قرار جوليا ... ممم أظنها تسرعت نوعاً ما
أنا بحب كارل كثييييييييييييير .. ممم وجين شوي يعني
....
آاآاآه .... انتهيت من البارت الثاني عشر .. !
بارت مدهش ,,,, حقاآ .. مليء بالأحداث "
....
والآن "البارت الثالث عشر" .. أحب عنونته بـ "ما حدث سابقاً!" .. والذي كشف لنا وأخيراً بعض الغموض الذي كان يلف ماضي أبطالنا .. !
....
مقدمة هذا البارت فريدة من نوعها .. لا يهم طولها, ما يهم هو كلماتها ومشاعرها وعباراتها الجميلة .. ,

....
كلاود وفريديريك ...
أصدقاء وأقارب ,, أكاد أشك بأنهما أخوان ! بل أكثر بكثير ...
ضحى كلاود كثيراً من أجل فريديريك,, إلى أن طفح به الكيل فأصبح يغضب من تصرفات فريديريك ..
لكنه عندما تدارك نفسه, عرف أنه اخطأ .. أثرت بي عبارة فريدي -اسمحي لي بمناداته هكذا!- عندما قال لكلاود بأنه أول من يسببب له جرحاً في قلبه .. ! أشعر بألمه كلما تذكر هذه العبارة...
مقطع ينال المرتبة الأولى .. >
كلاود : " لم نتحدث معاً حقاً بعدها إلى أن كنت أعمل في الحديقة وفجأة .. ظهر هو أمامي وقد كان يرتدي بعضاً من ثيابي الجديدة .. لقد عملت لأسبوع كامل لشرائها دون راحة و لقد بدت جميلة عليه حقاً .. إعتذر مني لأنه إرتداها قبل أن يطلب إذن إستعارتها مني .. حسناً إما أنه كان يعلم ما أفكر به لذلك رفض أن يتحدث بالماضي معي أو أنها مجرد رغبة
في إزعاجي لا أعلم ولكنني قفزت عليه وأنا أخبره بأنها له وأن هذه الثياب تلائمه أكثر بينما بادلني العناق "
هاد الثنائي المفضل عندي
....

جولييت ,, قصتها أثرت بي ..
وقعت ضحية الحرب والدمار .., من الجيد أنها لم تفقد إلا صوتها ..!
معك حق
....
لورا ,,, قوية, مواجهة, لا تخاف المصاعب .. ولكنها لا تزال فتاة صغيرة فماذا تفعل لذلك المستغل المتعالي الذي يدّعي السيادة عليها .. ؟
....
جين .,,, قلبه الصغير مقسومٌ إلى جزأين .. جزء يريدها وجزء لا يطيقها .. بالفعل أي تناقض هو هذا ؟؟؟
جين رح ينجن بالأخير .
....
نهاية البارت كانت -كبدايته- ملفته للانتباه وفريدة .. كيف أن الجميع في تلك الليلة لم يزره طيف النوم ..!
وكيف أنهم -أخيراً- اتفقوا جميعاً على أنهم سيبقون معاً مهما كانت الظروف .. هذه الرسالة وصلتني بطريقة غير مباشرة ....
مشكووووووووووورة يا رووووحي

آسفة على الإطالة ... هههه !
لا بد وأنك أرهقت من قراءة جريدة اليوم التي كُسرت أصابعي وأنا أكتبها .. !!
لا تطيلي لإنزال البارت التالي .. أتحرق شوقاً ..
لا أحتاج لتذكيرك بألا تنسيني من روابط البارتات القادمة, صحيح؟

آعتذر إن تغيبت في الفترة القادمة ولكن ضعيني دائماً في مقدمة متابعيك ^^

تحياآتي#
أبدا يا عسسسل .. إستمتعت بقراءة ردك الأكثر من راائع
وأيضاً قرئته أكثر من مرة واحدة .. بإذن الله البارت اليوم
ولا أعلم متى سيكون الذي يليه بسبب الإمتحانات
طبعا عزيزتي لن أنساكي بإذن الله .. لا بأس أعلم ظروفك
في حفظ المولى
Suha and ~ soso ~ like this.
__________________
كل عااام وانتم بألف خير
أشكركم حقاً على كل الاوقات الجميلة التي قضيتها هنا
وكل الصديقات التي قادني الأيام للتعرف عليهن
ولكن الآن أنا لم أعد قادرة على الدخول , لدي الكثير من المشاغل
التي تشغلني .. لذلك سامحوني أرجوكم عن أي خطأ بدر مني
وتذكروني بدعائكم
من يعلم قد أعود في أحد الأيام لهذا الصرح لذا لن أقول أنه إعتزال مؤبد
فمن يعلم متى قد أتمكن من العودة و الدخول
رد مع اقتباس
  #277  
قديم 12-21-2013, 05:16 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زيزي عمر
بدايتاً قصتك رووووعه و اسلوبك حلو قريت القصه اكثر من مره و في كل مره يزيد اعجابي بأبداعك و اتمني تقبليني من المتابعين
أهلا حبيبتي فيكي .. يسعدني أنها أعجبتكِ .. ويسعدني متابعتك لي

مين أكثر ماضي عجبكم ؟ أو أثر فيكم ؟
كلاود و فريدريك

شخصيتكم المفضلة من مجموعة اليوم ؟
جوليت و كلاود و فريدريك
أهلا فيكي مرة ثانية ... وشكرا لردك الحلو .. مشكووورة يا عسسسسسل
__________________
كل عااام وانتم بألف خير
أشكركم حقاً على كل الاوقات الجميلة التي قضيتها هنا
وكل الصديقات التي قادني الأيام للتعرف عليهن
ولكن الآن أنا لم أعد قادرة على الدخول , لدي الكثير من المشاغل
التي تشغلني .. لذلك سامحوني أرجوكم عن أي خطأ بدر مني
وتذكروني بدعائكم
من يعلم قد أعود في أحد الأيام لهذا الصرح لذا لن أقول أنه إعتزال مؤبد
فمن يعلم متى قد أتمكن من العودة و الدخول
رد مع اقتباس
  #278  
قديم 12-21-2013, 05:58 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_14141190165960633.jpg');"][cell="filter:;"][align=center][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_14141190165947181.jpg');"][cell="filter:;"][align=center].













.[/align]
[/cell][/tabletext][/align]




البارت الجديد


في ذات تلك الليلة المظلمة .. كانت الكوابيس تهاجم بقية أصدقائنا بينما لم يتمكن القسم الأكبر منهم أن ينام ولو للحظات معدودة بسبب الأفكار والذكريات التي كانت تفترس فكره وعقله دعونا نذهب معاً إلى أولئك الثلاثة الذين وجدوا أنفسهم فجأة بلا أي مكان يأويهم ويحميهم من تلك النسمات الباردة .. دعونا نذهب إلى تلك الفتاة التي إكتشفت فجأة أن حياتها السابقة كلها لم تكن إلا مجرد خدعة .. تلك الحياة المترفة التي إعتادت عليها ذهبت بلا عودة .. ما تواجهه الآن أقسى بكثير مما قد يتصور الآخرون .. فهي لم تفقد ذلك المكان الذي إعتادت على العيش فيه فقط .. بل إضطرت لإن تجرح الشخص الذي أحبته من أعماق قلبها !

أغمضت عينيها في محاولة كاذبة للنوم فقط حتى تحاول أن تجعل شقيقيها يشعران ببعض الراحة .. ولكن تلك الذكريات إجتاحت عقلها بأكمله :

قبل 5 سنوات :

إليزابيث بغضب شديد: إيزابيلا !!

إيزابيلا بتردد : أمرك أمي ..

إليزابيث : ما هذا المنظر ؟

نظرت إيزابيلا إلى ثيابها المبللة وشعرها الذي فسدت تسريحته بسبب المطر

إيزابيلا : لقد ... كنت ألعب فقط يا أمي .. تحت المطر و .. و أنا ...

إليزابيث بغضب شديد : هل أنتي بلهاء ؟ تلعبين تحت المطر في كل عام يتكرر نفس هذا النقاش لماذا لا تفهمين أنكِ تعيشين في منزل راقي ولستِ في منزل مهترء من العامة أتفهمين ذلك .

إيزابيلا بتذمر : العيش في تلك المنازل تحتوي على المزيد من الحرية !

إليزابيث : تباً لكِ ولجاك الأبله .

إيزابيلا : وما شأن خالي جاك ليس وكأنه من جعلني أعشق اللعب بالمطر .

إليزابيث : فقط أغربي عن وجهي الآن .

........



عندما كانت في الرابعة عشر من عمرها في أول زيارة لها لقصر الحاكم :

جاك بشبه إبتسامة : أهلا بك يا عزيزتي لقد مر وقت طويل منذ آخر زيارة لكِ هنا .

إليزابيث بإبتسامة وهي تنحني بلباقة : شكرا لك أخي العزيز ولكنني أعلم مدى إنشغالك بالعمل في الفترة الماضية .

جاك بتهكم : تماماً كما أنتي لا تستطيع السنين أن تؤثرعليكي .

إليزابيث بشيء من الإنزعاج : وأنت تصبح أكثر عصبية وإزعاجاً يا أخي العزيز .

أبعد جاك نظراته عنها لتقع عينيه على إيزابيلا التي كانت تلهو بالساعة الرملية التي وجدتها على إحدى المناضد التي كانت تحتوي على الكثير من التحف الفنية وقد لفتت إنتباهها .. إبتسم بطريقة غريبة وهو ينظر لها تلهو بعفوية تامة بينما كانت كل من إبنتي إليزابيث يقفن برسمية شديدة وربما مضحكة أيضا .

جاك بإبتسامته : نقاء القلب والعفوية إنها من الأمور التي لا تتغير في البشر صحيح ؟

إليزابيث بدهشة : عماذا تتحدث ؟

نظر جاك لها ثم وجه الجميع أنظارهم نحو إيزابيلا التي كادت أن توقع الساعة الرملية من بين يديها لولا تدخل لويس .

إيزابيلا بخوف شديد : آسفة .. حقا آسفة لم أقصد .. شكرا لك سيدي .

لويس بإبتسامة أشبه بالضحك على ذعرها : لا بأس آنستي .

إليزابيث بغضب شديد : إيزابيلا ؟ّ! من أين حصلتي على هذه الساعة بل مالذي تفعلينه بها هذا بدلا من أن تلقي التحية على الحاكم وبل وسببتي للأمير مشكلة ما بغبائك .

نظرت إيزابيلا إلى لويس بتوتر وخجل وقد أخفضت رأسها وهي تتمتم بخفوت : آنا آسفة سيدي الأمير وسيدي الحاكم حقاً آسفة .. لقد أعجبتني و .. أردت تفحصها عن قرب فقط و ...

جاك بهدوء : لديك ذوق جيد في النهاية يا صغيرتي .

رفعت رأسها لتظهر عينيها المليئتان بالدموع .

لويس : لا أظن أن هنالك مشكلة حقا .. أعني لا يستحق الأمر كل هذا التوتر

جاك : إن أعجبتك فهي لك .

إيزابيلا بخجل شديد : لا سيدي أرجوك .. أنا آسفة أقسم بذلك .

جاك بإبتسامة : لا عليكي .. كل شيء بخير .. إنها لك وهذا نهائي .

إيزابيلا : ولكن ...

لويس : ثقي بي عليكي أن لا تسمحي لأبي بأن يكرر طلبه مرتين فما بالك بثلاث مرات .

إيزابيلا بتوتر : آسفة .. أنا حقاً آسفة .

إليزابيث : بلهااااء !

لويس من بين ضحكه : لا بأس لا عليكي .

دورثي بتحية لبقة : مرحبا بكِ عمتي .. أعتذر فأنا لم أعلم إلا الآن عن وجودكم .

إليزابيث بإبتسامة : لا بأس يا عزيزتي أهلا بك .

إستئذنت إيزابيلا للخروج والسير قليلاً في حديقة القصر وهناك .

إيزابيلا بحزن شديد : لماذا دائماً أضع نفسي بمثل هذه المواقف الغبية ؟ ودائماً لا أجد من يواسيني بل يبدأ الجميع بالضحك و السخرية علي .. لماذا أنا الوحيدة الخرقاء هنا !

لتجلس على الأرض بعدها وتبدأ بالبكاء المرير .. أتاها من الخلف صوت هادئ ورزين ولا يخلو من القلق .

آرثر : آنستي هل أنتي بخير ؟

نهضت عن الأرض بسرعة كبيرة وهي تحني رأسها إلى الأسفل .

آرثر : أنتي إبنة السيدة إليزابيث صحيح ؟؟ هل حدث أمر ما آنستي .

إيزابيلا : آسفة على إزعاجك .

آرثر بإستغراب : إزعاج .. ولكنك لم تفعلي أي شيء يزعجني .. هل تأمرني آنستي بأي أمر ؟

إيزابيلا : هل يمكنك أن .. أن تحضر لي كوباً من الماء من فضلك ؟

آرثر بإبتسامة : بالطبع آنستي .

هنري بغضب : آرثر ماذا تعني بتركي وحيداً بينما اتحدث إليك ..كم انت مزعج ؟

آرثر : ههههههه آنا آسف لا تغضب ولكنني رأيت أن الآنسة هنا تبكي فخشيت أن يكون هنالك أمر ما سيء قد حدث .

هنري بتهكم : أجل يا لك من عطوف .

آرثر : إهدء فقط .

هنري : لقد خرج أحد الحرس ووجدني أتحدث إلى الجدار بسببك !

آرثر : آسف .. أنا حقا آسف ههههههه

هنري بغضب أكبر : وكيف سأقبل إعتذارك وأنت تضحك ؟؟

إيزابيلا : هههههههههههههههههههه

توقف الإثنان عن الجدال ونظرا لها وهي تضحك برقة على شجارهما ذلك .

آرثر وهو ينحني : يسعدني أن شجارنا أبعد الحزن عنكي آنستي .

توردت وجنتا إيزابيلا لتخفض رأسها بخجل .

آرثر وهو يضرب جبهته : تبا لقد طلبتي مني الماء منذ مدة وبالرغم من ذلك ( إنحنى بعدها برسمية شديدة ليردف : ) أرجوكِ آنستي سامحيني على هذه الغلطة .. سأقبل أي عقوبة تتخذينها في حقي .

إيزابيلا بتوتر : لا أرجوك إنهض .. لا بأس بذلك لم يعد الأمر مهماً حقاً .

لويس : آنستي هل أنتي بخير ؟

إيزابيلا : أجل بخير .

نظر لويس إلى وضعية آرثر ..

لويس بشيء من الريبة والقلق : ه .. هل حدث أمر ما ؟ آرثر !

إيزابيلا بسرعة : لا أبدا .. لقد رآني أبكي ولهذا السبب أراد الإطمئنان علي فقط .

لويس بإرتياح : شكرا لك آرثر .

آرثر : سيدي أنا لم أفعل شيء .

هنري : سيدي لويس هذا هو العمل الذي أمرتنا بعمله .

لويس بإبتسامة : راائع شكرا لكما ... يمكنكما الإنصراف .

لويس : مالذي حدث بينكي وبين آرثر آنستي ؟

إيزابيلا بإبتسامة جميلة : هذه الحقديقة رائعة جدا .. لابد أن من عمل هنا تعب بشدة

لويس بإبتسامة رائعة : آنستي أنا أعتبر آرثر كأخي الأكبر تماماً .. لن أقوم بما يؤذيه أبداً .

إيزابيلا : لم يحدث شيء .. لقد طلبت منه كوب من الماء وفجأة ظهر الشخص الآخر وبدء بالصراخ بوجهه .. لقد كان مظهرهما مضحكا حقا .. ومن ثم تذكر أنه نسي أن يحضر لي كوب الماء .. ولا أعلم لماذا يعتذر بهذه الرسمية بسبب خطأ تافه كهذا .

لويس : آنستي أنتي هي الرائعة ... شكرا لك لإنك لم تسببي له المشاكل بسبب هذا الموقف .

إيزابيلا : أنا حقا لا أرى أنه أخطأ .. أعني .. أنا أيضا أنسى كثيراً و ...

لويس : هل قارنتي نفسك به للتو ؟

إيزابيلا : أجل ولماذا لا ؟

لويس : لا اصدق أنكِ إبنة عمتي إليزابيث .

إيزابيلا بحزن عميق : هل تظن ذلك أيضاً ؟ بأنني مختلفة عنهم .. وأيضا أنني خرقاء و ...

لويس بإرتباك : لا , انتي أعني تتميزين عنهم بشكل إيجابي .

رفعت إيزابيلا رأسها لتنظر في عينيه وكأنها تبحث عن الصدق في عينيه .

لويس وقد عادت إبتسامته : انتي حقا رائعة بهذه الطريقة فلا تسمحي لأحد بان يزعجك إتفقنا ؟

إيزابيلا بإبتسامة : أجل شكرا لك أنت حقا رائع لويس .

لويس بشيء من المكر : لويس فقط !

إيزابيلا بخوف : آسفة ..أنا لم أقصد ذلك أقسم ذلك اعني لقد ...

لويس : ههههههههه, لا عليكي يا إيزابيلا فنحن أصدقاء الآن صحيح ؟

إيزابيلا بخجل : أ .. أجل .

إبتسم بعدها ليعودا إلى داخل القصر .

..........



إنتفض جسدها تزامناً مع هبوب تلك الريح الباردة .. نهض آرثر بسرعة ووضع معطفه على جسدها .. بينما تمسكت به بقوة وهي تحاول بيئس منع دموعها من الإنهمار .. لقد تخلت عنه .. عن لويس الذي عشقته منذ أول لقاء جمعهما .. ذلك الأمير الرحيم على خدمه وحرسه .. ذو الإبتسامة الدافئة .. لماذا كان عليها أن تحطمه بقرارها والأسوء انها صرخت بوجهه بقوة شديدة وأخبرته بأنها تكرهه تلك المرأة التي قامت بتربيتها والأشخاص الذين ظنت طوال حياتها أنهم إخوتها .. كل شيء كان وهماً .. ربما لم تكن سعيدة معهم ولكنها كانت تحبهم حقا .. والآن فقدت كل شيء .. هل بدأت تندم أم ماذا ؟ أيقظها من ذلك تلك اليد التي مسحت دموعها المتمردة .. فتحت عينيها لتراهما يحيطان بها وملامح القلق ترتسم على وجهيهما .. نظرت إلى يد آرثر التي تشبثت بها ثم إلى وجهه لترى تلك الدموع التي تملئ عينيه هو ليس قلقاً فقط .. بل حزين أيضاً .. مالذي فعلته .. لقد بذل كل مافي وسعه لأجلها وهي الآن تكافئه هكذا لابد أنه علم بأنها نادمة على قرارها الأخير أغلقت عينيها هربا من عينيهما .. وما إن فعلت حتى داهمتها ذكرى أخرى لها وقع أكبر على نفسها :

..........



إليزابيث : أنت هناك !

آرثر وهو ينحني : أمرك سيدتي .

إليزابيث بإنزعاج : لم أطلبك أنت بل الذي بجانبك .

آرثر : آنا آسف يا سيدتي .

هنري برسمية : تحت إمرتك .

إليزابيث : إذهب وأحضر لي هذه الأدوات .. وأفضل أن تكون هنا بعد نصف ساعة أتفهم ؟

هنري وهو ينحني : أمرك سيدتي .

غادر هنري القصر ليحضر لها تلك الأدوات بينما عاد الجميع إلى أعمالهم المعتادة .. بقيت إيزابيلا في غرفة العرش برفقة دورثي ولويس الذين لم يتوقفا عن الشجار للحظة واحدة , بينما كان الحاكم يحاول كتم غضبه على تصرفهما الطفولي , وفجأة دخلت إليزابيث وهي غاضبة بشدة ومعها إبنتيها المدللتين إنجيلينا و إيمليا .

جاك بشيء من التهكم : ماذا الآن يا أختي ؟

إليزابيث بغضب : لقد مرت ساعة كاملة على مغادرته .

آرثر الذي كان يمسك الأوراق للحاكم أسقطها أرضاً عندما أدرك هذا الأمر وغضب السيدة .

جاك بغضب : آرثر أيها الأبله !

آرثر وهو ينحني : سامحني سيدي .. أعتذر .

وبدء بجمع الأوراق .

جاك : من هو يا إليزابيث ؟

إليزابيث : ذلك الحارس الأحمق الذي يقف دائما مع هذا الأبله !

نظر جاك إلى آرثر الذي نظر إلى سيده بنظرة أشبه بالتوسل للرحمة !

جاك : وإلى أين ارسلته ؟

إليزابيث : إلى السوق الشعبي القريب من هنا .. أقسم بأنه لو ذهبت أنا لعدت الآن .

جاك وهو يتنهد : إن لم يكن لتأخره سبب مقنع فهو سينال عقابه بالطبع .

إنجيلينا : ماذا تعني سبب مقنع يا خالي .. لايوجد أي سبب مقنع يجعله يخالف مثل هذا الأمر البسيط .

زفر جاك الهواء بهدوء وقد أغلق عينيه .. إلا أنه سرعان ما فتحهما عندما شعر بحركة غريبة في قاعة العرش ونهوض آرثر من جانبه بسرعة .

جاك : مالذي حدث لك ؟

هنري بشيء من التعب : ر .. رجال الكنيسة لقد أرادوا إقتحام القصر .. سيدتي سامحني على تأخري ... لقد وصلت في الوقت المناسب ولكن .. منعتهم من التسلل إلى القصر لم أخبركم حتى لا أقلقكم أرجوا أن تسامحيني

آرثر بقلق شديد : جراحك تنزف بشدة سيدي الحاكم أرجوك .. إسمح لي بأخذه إلى الحكيم .

لويس : أبي !!

جاك : أجل هيا بسرعة .. أحسنت عملا هنري .

هنري بإبتسامة مرهقة : شكرا لك سيدي .

إليزابيث : أيعني الحكيم الخاص بك يا أخي ؟؟

جاك : إنه للقصر بأكمله وليس لي فقط .

إميليا بدلال : كم أنت متواضع يا خالي .. أعني لو كان شخصاً آخر لتركه يموت إثر تلك الجروح وإن كان رحيماً كان ليقضي عليه .

كشر لويس ونظر لها بتهديد ..

جاك : لقد قام بحماية القصر بأقصى ما يملك وهذا كافٍ صحيح ؟

إليزابيث : عليك أن لا تفسدهم بهذا يا جاك فالخدم مجرد حشرات صغيرة وليسوا إلا أدوات نستخدمها وقت الحاجة ونقضي عليهم بعدها .

لويس : انتي مخطئة .. فهم بشر مثلنا تماما .

أنجلينا : لا تقارنا من فضلك مع الخدم سمو الأمير .

إيزابيلا : وهل تظنين أنك أفضل منهم ؟؟؟

إميليا : بالطبع أفضل منهم بمئات المرات .

جاك : هذا يكفي .. ومن ثم إليزابيث أنا لم أمدحهما وهما هنا .. لذلك لا تخافي لن أفسدهما وثانياً لا أحبذ طريقة القضاء على الشخص الذي خدمني بإخلاص لإنني لن أجد شخصاً آخر مثله .

في مساء ذلك اليوم :

جاك : كيف حال إصابتك هنري ؟

هنري وهو ينحني : إنها بخير شكرا لك سيدي .

لويس بقلق : ولكن ألا يفترض لك أن تخلد إلى الراحة ؟

هنري بإبتسامة : لدينا عمل كثير اليوم ولا يمكنني تركه على آرثر وحده .

لويس : ولكنك ستجعله يقلق عليك فقط .

هنري : لا تخف سيدي أنا بخير .. أرجوك .

أومأ له لويس ثم عاد لتلك الأمسية التي كانت مقامة لأجل الترحيب بأحد الضيوف المهمين للدولة وقد كان كل شيء يسير بمثالية تامة حتى :

إميليا بفزع : أأنت أبله ؟ ألا ترى الطريق أمامك ؟

إلتفت الجميع نحو مصدر الصوت ليجدوا هنري يجثوا على ركبتيه بألم .. بينما أوقع الكأس الذي بيده على ثياب إميليا !

آرثر وقد شحب لونه : ه .. هنري .

تقدم نحوه بسرعة وأمسك بيده ليجد أن حرارته مرتفعة

إليزابيث : الأحمق ذاته مجدداً !

آرثر وهو ينحني : سيدتي .. آنستي سامحاه من فضلكما إنه مصاب بالحمى و ..

إميليا : نسامحه ؟ ماذا لو كان هذا الكوب يحتوي على مشروب ساخن ؟؟

آرثر : ولكنه لم يحتوي عليه .

جاك : هذا يكفي , بما أنه مريض كان عليه أن يبقى في فراشه لا أن يأتي للعمل .

آرثر : ولكن سيدي أرجوك .. لا تفعل هذا أتوسل لك .. إنه ..

جاك : أغلق فمك .

هنري وهو يقف برسمية وبصوت مرهق : سامحني سيدي .. أنا تحت إمرتك بأي عقوبة تقررها .

جاك : إذن ...

أحد الضيوف ( حاكم بريطانيا .. والد ماركوس ) : إنه مصاب صحيح ؟

جاك : أجل

حاكم بريطانيا : وأين تمت معالجته ؟

جاك : في القصر .

حاكم بريطانيا بمكر وخبث : إذن لماذا لا نقوم بفتح إثنان من جراحه الآن .

آرثر برعب : لا .. سيدي أرجوك لا تفعل .. أرجوك .

إليزابيث : أنا موافقة .

إميليا : وأنا أيضا .

لويس : ولكن لا .. هذه ليست عقوبة حتى .

دورثي : هذا أمر سيء .

جاك : أنا ..

حاكم بريطانيا : لقد وافقت المعنية بالأمر على هذه العقوبة .

آرثر وهو ينحني : أرجوكم .. لا تفعلوا ذلك .. أتوسل إليكم .. سيدي إفعل بي ما يحلو لك .. أرجوكِ آنستي أي شيء .

إميليا : لا .. ولكن يمكننا أن نفتح له جرح واحد ومن ثم سأطلب منك طلب ما إن نفذته فلن نفتح الجرح الآخر .

آرثر بيأس : أرجوكِ .. لا تفعلي .. سأفعل اي شيء .. أي شيء .

هنري : لا عليك آرثر .

أمسك بعض الحرس بآرثر والآخر بهنري .. تسارعت نبضات الكثير من الموجودين في ذلك الحفل .. دورثي إيزابيلا جاك لويس وبالطبع آرثر الذي كان مستعدا لدفع حياته في تلك اللحظة من أجل شقيقه !

أغمض آرثر عينيه في تزامناً مع صراخ شقيقه المتألم بشدة وكذلك فعل أغلب المتواجدين في الحفل .. فتح عينيه ليرى شقيقه يتلوى من الألم ودمائه تسيل من ذلك الجرح مجدداً بل أقوى من السابق .. لم يستطع تحمل ذلك المنظر حيث كان الأغلب ينظرون له بتشفي وكأنه أحد أعدائهم .. وكأن دماء شقيقه هذه لم تهدر لحمايتهم اليوم .. جثى على الأرض وهو يتسائل لماذا تتم معاملتهم وكأنهم ليسوا من البشر .. ماهو الذنب الذي إقترفوه .. يبذلون أقصى ما لديهم لحمايتهم وإتباع أوامرهم وهم يعاقبوهم عند أتفه الأسباب بأقسى نوع من العذاب !

إميليا : إذن أنت .. هل مازلت ترغب بأن أطلب منك خدمة مقابل أن لا نكمل عقابه

آرثر : أجل أرجوكي .

إميليا بتفكير : ما رأيك لو .. ممم وضعت رأسك بجانب قدمي وسأقوم أنا بسكب العصير عليك ؟

نظر لها آرثر بشيء من الدهشة .

لويس بغضب شديد : مالذي تعنينه بذلك ؟

دورثي : هذا مستحيل .. لا يمكنك أن تطلب منه طلبا كهذا وأمام الجميع أيضاً .

إميليا : أنا لم أقل أنه عليه أن ينفذه فإن رغب فسنكمل عقاب ذلك الأحمق هناك .

آرثر بإنكسار وحزن شديدين : لا آنستي .. سأفعل ما ترغبين به .

لويس : ولكن آرثر !

هنري بألم شديد : أرجوك ... لا .. لا تفعل .. أنا .. بخير .. أرجوك .

لم يستمع آرثر لهم وأخفض رأسه كما أمرته تماماً ثم سكبت بعضا من العصير البارد على رأسه وبقية جسده .. وعندما إنتهت رفع رأسه وهو ينظر إلى سيده ليتحدث بهدوء شديد على عكس ما يجول في داخله .

آرثر : سيدي أتسمح لي بأخذه إلى الحكيم ؟

جاك : لا بأس .. هيا إذهبا .

...........



صرخت بصوت أفزع شقيقيها الذين كانا يجلسان بجانبها .

آرثر بخوف : صغيرتي ماذا حدث ؟

هنري : إيزابيلا ماذا حدث لكِ ؟

إيزابيلا وهي تبكي : أنا آسفة .. حقا آسفة .. أنا ..

هنري : ما بك الآن يا عزيزتي ؟

إيزابيلا ببكاء : لقد سمعتهن بعد تلك الحفلة .. كل ما فعلته كان بسبب أنها إكتشفت الحقيقة .. أقسم أنني سمعتهما ولكنني لم أفهم شيئا .. لم افهم .. لقد قامت إميليا بإيذائكما بسببي .. وأنتما تحملتما كل ما جرى لكما فقط حتى توفرا لي الراحة .. أنا أخت سيئة .. لا أستحق أن أحظى بكما .

إبتسم آرثر بشيء من الراحة عندما علم أنها لا تعاني من أي ألم جسدي .. ومسح على شعرها بحنان .

آرثر : طفلتي أنا هنا لأجلك .. كل هذا كان من الماضي الآن صحيح ؟ لا داعي لتفكير به .. أفضل أن تندمي على قرارك بإختيارنا على تبدئي بتذكر مثل هذه الذكريات السيئة .. فأسرتك بالتبني لم تترك فرصة لنا بالتنفس في كل زيارة لهم ولا أعلم كيف نجونا هذه المرة بأعجوبة .

إيزابيلا : ولكنكما طردتما من المنزل وحصلتما على عائق في طريقكما .

هنري وهو يمسح دموعها : لا تتفوهي بمثل هذه الحماقات .. وأنتِ لستِ عائقا في طريقنا .. أنا حقا لطالما تمنيت ان تكوني معنا .. ربما لم نكن لنقدم لكِ الكثير .. وربما كنتي ستحرمين من العديد من الأمور ولكن على الأقل سنعلم أنك بخير ولن نقلق بأن تكوني مريضة أو حزينة وأنتي بعيدة عنا دون القدرة على مواساتك .

إيزابيلا : أنتما أروع شقيقان في هذا الكون .. أنا مستعدة لتخلي عن كل شيء لأكون معكما فقط .

قام آرثر بتقبيلها على رأسها ثم ضمه إلى صدره وما هي إلا لحظات حتى غطت في النوم .

هنري : وأخيرا .. لقد نامت حقا .

آرثر بإبتسامة : أجل .

هنري بحزن : أنا حقا آسف .

آرثر : على ماذا ؟

هنري : لإنك في ذلك اليوم إضطررت ل ...

آرثر بإبتسامة حزينة : من فضلك أنت أيضا .. أرجوك هنري أنا لم أشفى بعد من جراح ذلك اليوم وأقسم لو انها طلبت مني تقبيل قدميها ويديها أمام جميع الحاضرين مقابل أن تتركك وشأنك لما فكرت لثانية واحدة في الرفض

هنري بغضب : ولكن انا أرفض .. توقف عن ذلك .. كبريائك وكرامتك لا تتخلى عنهما من أجلي أرجوك .

آرثر : سأتخلى عن كل شيء من أجلكما أعدك بذلك .. سأبذل قصارى جهدي الآن للبحث عن عمل ما يجعلنا نعيش بسلام .

هنري : وأنا أيضا سأفعل هذا .. بكل حال .. لدينا تكاليف صيانة المنزل و الضرائب التي ستفرض علينا .. والطعام والشراب والثياب .. أظن أن مهمة العيش بسلام ستكون صعبة .

آرثر : دع هذا الأمر لي أنا .. أنت فقط سيكون عليك تدبر أمر الضريبة الاساسية وسأتكفل انا بالبقية .

هنري بحزن : لماذا تصمم على إرهاق نفسك أخي ؟

آرثر : أنا بخير .

هنري : لا .. أتذكر ما قاله لك الحكيم .. إن أرهقت جسدك فستصاب بمرض خطير وقد تفقد حياتك .

آرثر بإبتسامة : أتمنى ذلك حقا فأنا مللت من هذه الحياة هنري .

تجمد هنري في مكانه .. ولم يستطع منع دموعه من الإنهمار أحقا يتمنى أن يرحل ويتركهما لوحدهما ؟ حتى حكم الإعدام أهون عليه من أن يفقد آرثر .. يستحيل عليه العيش دونه .. ولكن أن يكون الموت هو أمنيته .. هل مل منه ومن غبائه ؟ هل سيكون من الأنانية الغضب والصراخ بوجهه الآن .. آرثر لقد نال كفايته حقا من هذه الحياة .. لا يعلم كيف تجرا على فعلها ولكنه وجد أنه طبع صفعة قوية على خد أخاه الأكبر ليبتعد بعدها عن المكان ويتوغل بالغابة دون ان ينظر له .. لتبدء ذكرياته بالعودة إليه تدريجيا :

..........



هنري بحزن شديد : أعلم ذلك .. أقسم بأنني أعلم أنك متعب .. وأنك ظلمت كثيراً ولكن .. لماذا ترغب بالموت ؟ أعني .. سيتحسن كل شيء .. سأضحي بحياتي كلها لأجعلك تنسى الماضي .. أعلم أنني مجرد عائق ولكن .. أنت من يمنعني دائما من مساعدتك !

أسند ظهره لتلك الشجرة وبدئت ذكرياته الأليمة بالعودة إليه تدريجياً

جاك بغضب : إذن ماذا قررتما ؟
آرثر : موافقان سيدي .. إحتفظ أنت أرجوك بأختي .. وأنا سأنفذ كل أوامرك

جاك : لا ليس أنت فقط .. وهنري أيضاً .

آرثر بتردد وخوف : ولكنه في الرابعة فقط من عمره .. أرجوك أعدك سأقوم أنا بالعمل بأفضل وجه .. ولن أجعلك تندم ولكن دع أخي وشأنه .. أرجوك .

جاك بغضب : إذن إذهب من أمامي الآن وسأقوم ببيعكم لبعض الأشخاص .. ولن أهتم إن كنتم معا أم لا .

آرثر وهو على وشك البكاء : لا .. لا تفعل أنا موافق .. لكن لا تبعدني عن هنري على الأقل .

نظر آرثر بعينين مليئتان بالدموع لشقيقه الأصغر الباكي الذي كان يتمسك بثيابه بقوة شديدة .

آرثر بإبتسامة حنونة : ستكون بخير .. أقسم لك بذلك .. لا تخف يا أخي .

هنري وهو يبكي : لا أريد .. أنا لا أريد .

جاك وهو ينهض : إما أن تجعله يغلق فمه أو أغلقه انا له .

آرثر برعب : لا سيدي .. أرجوك .. هنري صغيري أرجوك إهدء الآن كل شيء سيكون على ما يرام أقسم لك بذلك .. أحبك يا أخي .. وسأبقى إلى جانبك دائماً .

هنري وهو يمسح دموعه : أتعدني ؟!

آرثر بإبتسامة : أجل يا صغيري أعدك .

رُسمت إبتسامة جميلة على وجه هنري الذي تعلق بثوب شقيقه الأكبر .

آرثر : أحسنت فتى مطيع .

جاك : جيد .. والآن أعطني الطفلة .

آرثر : أمرك سيدي .

تقدم آرثر من جاك بخطوات بطيئة حتى وضع الطفلة بين يديه وهو على وشك البكاء .. بينما كانت هي تبكي بالفعل .

..........



فتح عينيه وهو يذكر ذلك اليوم مساءاً عندما لم يتوقف آرثر عن البكاء للحظة واحدة .. لقد باع حرية شقيقه الأصغر و تخلى عن أخته .. لم يهنئ يوماً بسبب شعوره بالذنب تجاه هذا القرار الذي إضطر إلى إتخاذه .. بل بقي يلوم نفسه ويفكر بأنه لو تصرف بطريقة أخرى .. أو ربما توسل لجاك أكثر حينها كان ليسمح له بأن يحتفظ بحرية شقيقه لن يضطر لتخلي عن أخته .. فقط أن يعمل هو ويبقي اخواه في منزلهما القديم .. لطالما كان حلمه أن يعيشا تماماً كبقية الاطفال دون الإكتراث لنفسه !

..........



في الماضي :

هنري بتعب: أخي .. آرثر .. لقد تعبت من العمل اليوم .

رفع آرثر عينيه بإتجاه شقيقه ليبتسم بهدوء ويأخذ من يديه قائمة الأعمال ليبدء هو بتنفيذها وما إن ينتهي حتى يعود ليكمل عمله وفي العادة لم يكن قادراً على إنهائه .. إلا أن ينتهي الوقت وتتم معاقبته ... هذا الأمر كان ينتهي دائما هكذا .

..........



بعد مرور أربع سنوات :

آرثر بإبتسامة : هنري .

هنري بمرح وهو يتعلق بذراعه : أمرك.

آرثر بإبتسامة : هيا تعال عليك أن تكمل عملك إتفقنا ؟

هنري : أمرك .. وهل سأحصل على مكافأة ؟

آرثر : بالطبع .. ألم أخبرك بذلك مسبقاً ؟

هنري بحماس : سأنجزه بأكمله حالاً .

عاد هنري لعمله المعتاد بينما بقي آرثر يراقبه بهدوء قبل أن يعود هو الآخر إلى عمله .. كان دائماً هكذا يراقب عمل شقيقه بين الفنية والأخرى ويصلح له كل أخطاءه .. ثم يعود إلى عمله ..أما هنري فكان عندما يمل يذهب ويجلس في بعض الأحيان مع الأمير الذي كان يُسعد بذلك .. وينزعج من تدخل آرثر وأخذ هنري .

لويس : آرثر .

آرثر وهو ينحني : أمرك سيدي .

لويس بإكتئاب : لماذا لا تكون مثل شقيقك ؟ إنه يناديني بلويس فقط !

آرثر : أعتذر عن هذا سيدي .

لويس بحماس : ولماذا تعتذر أنا سعيد لهذا .. كن صديقاً لي انت أيضاً .

آرثر : سامحني سيدي ولكن لا يجوز للخادم أن يصادق سيده .

لويس بإنزعاج : ولماذا لا ؟

آرثر : لإنني لست بمستواك سمو الأمير .

لويس بغضب : هذه مجرد تراهات .

آرثر : أرجوك سيدي الأمير .. لدي الكثير من العمل فهل تأمرني بعمل ما أم أذهب لإتمام عملي .

لويس : دعني اساعدك .

آرثر : شكرا جزيلا للطفك سيدي ولكن هذا غير مقبول .

لويس : ولماذا لا هنري يسمح لي بذلك .

رفع آرثر عينيه بصدمة وشيء من الخوف يعتليه ..

آرثر بتردد : لا سيدي أنا سأعاقبه على ذلك .

لويس : وما شأنك انت به ؟

جاك : ماذا يحدث هنا ؟

آرثر بخوف : سيدي الحاكم .

لويس : أبي .. لا شيء أردت ان أسئله عن امر ما فقط .

جاك : آرثر عد حالا إلى عملك .

آرثر : تحت أمرك سيدي .

عاد آرثر للعمل في الحقل .. ولكن تفكيره كان مشغولا بمدى علاقة لويس بهنري .. ربما لويس مجرد طفل يرغب باللهو ولكن هذا لن يتسبب إلا بالمتاعب لشقيقه .. عليه أن يجد طريقة لإخبار هنري العنيد بأن يتوقف عن اللعب مع لويس .. دون جرح الأخير .. ومن دون أن يجعله يشعر بإختلاف الطبقات !

هنري بمرح : اخي هل اساعدك ؟

آرثر بصدمة : منذ متى وانت هنا ؟

هنري : منذ قليل .. لقد إنتهيت من عملي .. فالبستاني قام بمساعدتي .

آرثر بإبتسامة : هذا جيد صحيح ؟

هنري : أجل إنهم لطفاء .. إذن هل اساعدك ؟

آرثر : لا يا صغيري أجلس هناك حتى أنتهي أنا من عملي .

هنري : أمرك أخي .

حب هنري للعب لم يكن ليسمح له بالجلوس فقط دون عمل أي شيء .. لذلك نهض من مكانه وبدء يلعب بالحجارة أولاً وهو يلقي بها في كل الإتجاهات .

آرثر : من فضلك توقف عن ذلك هنري .

هنري : حسناً يا أخي آسف .

حاول مجدداً اللعب بالماء ولكن المصيبة هي أنه قام برش المياه على المحصول الذي جمعه آرثر وقام بإفساده !

آرثر بغضب : هنري ايها الابله !!!

هنري بخوف : أنا آسف يا أخي .

آرثر بشيء من التردد : والآن بماذا سيفيدني إعتذارك .. لن أتمكن من جمع المحصول مرة أخرى الآن !

هنري : ولماذا لا هل إنتهى الوقت ؟

آرثر : غبي .. أجل إنتهى الوقت .

هنري : إذن أخبر سيدي أنني أفسدته لك .. لن يعاقبك حينها صحيح ؟

نظر آرثر له بغضب وأمسكه من ياقته بقوة : إياك هنري أن تخبر سيدي بذلك أتفهم؟

إمتلئت عينا هنري بالدموع فهذه هي المرة الأولى التي يصرخ بها آرثر عليه بهذه الطريقة .

آرثر وهو يتنفس بعمق : إنسى الأمر يا أخي حسناً .. هيا إذهب لتلهو قليلاً .. لا تخف كل شيء سيكون بخير .

هنري : ولكن هل سيعاقبك بقسوة ؟

آرثر بإبتسامة : أخبرتك أن لا تخاف .. هيا إذهب وسأتبعك أنا بعد قليل .

هنري : امرك يا أخي .

غادر آرثر ولكنه لم يتبعه كما إدعى .. ذهب هنري إلى غرفتهما إلا أنه لم يجده هناك أيضاً .. بدء الخوف يتسلل إلى قلبه بينما يعلن الظلام إعتلائه على عرش الظلام في تلك الليلة العاصفة التي إختفى منها حتى ضوء القمر .. بدئت تخيلات ذلك الطفل بالعمل وقد إرتفع صوت صراخه عندما بدء المطر بالإنهمار مصحوباً بالبرق والرعد ..

هنري ببكاء : لن أكررها .. أخي أنا خائف .. لا ترحل وتتركني لن أكررها أقسم لن أغضبك مرة أخرى .. لن تتخلى عني صحيح .

ليبدء ببكاءه المرير حتى غط في نوم عميق .

في صباح اليوم التالي :

هنري بخوف : س .. سيدي ؟

جاك : ماذا تريد ؟

هنري : أ .. أين أخي ؟ هو .. لم يعد ليلة أمس .

جاك : ولن يعود اليوم أيضاً .. أخاك الأحمق ذاك قد أفسد محصول أثمن منه ومن حياته التافهة .

هنري بشيء من الصدمة والخوف : هل عاقبت أخي بقسوة ؟

جاك بإستهزاء : لا أعلم إن كنت تسمي جلده بالصوت وربطه إلى إحدى الأشجار بلا ماء أو طعام يعد قاسياً أم لا ؟

شعر هنري بغصة في حلقه و الدموع تسيل على خديه بغزارة .

جاك : والآن أغرب من وجهي فلا وقت لدي لأمثالك .

غادر تلك الغرفة وقد تحطم شيء ما بداخله إلى الأبد .. لقد إكتشف الفرق بالطريقة الصعبة .. لقد تأكد اليوم أن تلك الجروح التي كانت على جسد شقيقه منهم وليس أنه سقط كما أخبره .. إكتشف مقدار العذاب الذي سببه لأخيه دون أن يدرك ذلك ..سقط أرضاً وبدئت دموعه تنهمر بصمت ولكن ما إن مرت بضع ثواني حتى بدء صوت بكائه يرتفع أكثر فأكثر .

بعد يومين :

كان هنري يقوم بعمله بهدوء تام

لويس : هنري .

نظر هنري له بنظرة هادئة قبل أن ينحني برسمية للمرة الأولى : آسف سيدي لا أستطيع لدي الكثير من الأعمال علي أن أنجزها .

لويس : لماذا بدئت تناديني بسيدي أنت الآخر ؟

هنري : لإنك كذلك .

لويس : لا فنحن صديقان !

هنري : لا لم نعد كذلك سامحني سيدي على ذلك الوقت فأنا لم أكن أعلم ما هو الفرق بيننا .

لويس : ماذا تعني ؟

هنري : لقد كُنت السبب .. أنا .. لقد كنت أبلهاً .. إن رآني والدك ألعب معك أو أنحدث معك سيقوم بعقابي بقسوة .. نحن لسنا إلا حثالة بالنسبة لكم .. فقط ننفذ أوامركم وعندما نخطأ أو تنتهي حاجتكم منا ستقومون بعقابنا أو قتلنا .

بقي لويس ينظر له بدهشة قبل أن يبتعد وهو يشعر بالحزن .. ولكن ذلك الشخص الذي كان واقفا خلف هنري كان متجمداً من الصدمة !

هنري بإبتسامة : أخي آرثر لقد عدت .

آرثر : ه .. هنري مالذي قلته للأمير .. للتو ؟

هنري بحزن : إنها الحقيقة صحيح ؟ ( بدئت دموعه بالهطول مجدداً ) : لقد كنت تعاقب بسببي دائماً أخي أنا آسف .. أقسم لك أنني آسف .

نظر آرثر له بصدمة وحزن عميق حتى أن دموعه سالت على وجنتيه بهدوء ليبتعد فحسب عن شقيقه .

هنري : لقد سببت له حزناً عميقا دون ان أعلم .. هو كان دائماً يعاقب دون أن يخبرني لإنه أراد لي أن أعيش طفولتي أو حتى أصل إلى العاشرة على الأقل وأنا مستمتع دون أن أعلم بما يدور حولي .. والمشكلة الأعظم هو بكائي في كل ليلة بعدها .. فأنا حقاً شعرت بصدمة بسبب ما علمته .. وهو كان يتألم بصمت شديد .. لم يرد يوماً أن يجعلني أشعر بهذا الفرق الذي شعر به .. وأيضاً لقد رأى أنه ذنبه هو وأنه أخفق في حمايتي كأخٍ أكبر لي !

ضرب هنري الشجرة بقوة وهو يتحدث بغضب : لماذا يلوم نفسه دائماً ؟ لقد فعل كل ما يجب عليه فعله .. هو لم يؤذني .. لم يفعل .. لماذا يلوم نفسه على معرفتي بالحقيقة .. لقد عوقب بقسوة ولم يبالي بنفسه فقط حزن لإنني ... لماذا أنا غير قادر على إبهاجه .

سمح لدموعه بالإنهمار وهو يتابع التحدث ربما لا يوجد أحد ليسمع ما يقول ولكنه حقاً بحاجة لذلك .

تحدث من بين دموعه : لماذا أنا غير قادر على أن أجعله ينسى حزنه تماماً ويبتسم مجدداً كما يفعل هو .. لماذا عليه أن يحصل على أخ عديم الفائدة مثلي .. أنا لم أفعل أي شيء لمساعدته .. كل ما طلبه مني هو محاولة عدم تعريض نفسي لعقوبة ما ولكن أنا ...

مسح دموعه وقرر التوجه إلى حيث ترك شقيقه فهو يعلم تماماً أنه الآن سيكون قلقاً عليه .. ولكنه لن يتمكن من ترك إيزابيلا لوحدها .

ما إن وصل إلى حيث آرثر حتى إقترب منه ووضع رأسه على صدره وأخذ يبكي بصمت دون أن ينظر بعينيه .. ولكنه هدء تماماً عندما شعر بيد آرثر على شعره .

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_14141190165953592.jpg');"][cell="filter:;"][align=center].





.[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________
كل عااام وانتم بألف خير
أشكركم حقاً على كل الاوقات الجميلة التي قضيتها هنا
وكل الصديقات التي قادني الأيام للتعرف عليهن
ولكن الآن أنا لم أعد قادرة على الدخول , لدي الكثير من المشاغل
التي تشغلني .. لذلك سامحوني أرجوكم عن أي خطأ بدر مني
وتذكروني بدعائكم
من يعلم قد أعود في أحد الأيام لهذا الصرح لذا لن أقول أنه إعتزال مؤبد
فمن يعلم متى قد أتمكن من العودة و الدخول
رد مع اقتباس
  #279  
قديم 12-21-2013, 06:11 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_14141190165960633.jpg');"][cell="filter:;"][align=center][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_14141190165947181.jpg');"][cell="filter:;"][align=center].













.[/align]
[/cell][/tabletext][/align]


[/align]
[align=center]


والآن ذلك الأخ المضحي الذي تخلى عن أمانيه فقط من أجل أخويه الإثنان .. ذلك الشخص الذي عرف بإبتسامته دائماً .. روحه تتحطم وتتمزق إلى إشلاء بلا رحمة .. لتجعل ذلك القلب الرقيق يتألم بشدة .. جسدياً و نفسياً !
حركته المفاجأة جعلت هنري ينهض بسرعة ..

هنري بقلق : آرثر هل أنت بخير ؟

آرثر بألم : أجل بخير .. سأتمشى قليلاً أرجوك إبقى هنا .

هنري : ولكن ...

أرثر : أرجوك يا أخي .

هنري بإستسلام : لا بأس .

نهض آرثر بسرعة ليصل إلى منطقة ما داخل الغابة .. وفجأة سقط أرضاً وسمح لتلك الدماء بالخروج من فمه يرافقها سعال شديد .. وما إن إنتهى حتى إعتدل بجلسته وبدء يتنفس بصعوبة شديدة إلى أن فقد وعيه عن هذا العالم ولكن عقله رفض إلا أن يستحضر له القليل من ذكريات الماضي وكأنه على وشك الرحيل .

آرثر بألم : أرجوك يا إلهي .. فقط حتى أطمئن أن أخوتي بخير .. لن أمانع من الموت .. أو أي شيء ولكن أخوتي هنري و إيزابيلا و حتى لويس علي أن أطمئن بأنهم بخير تماماً .

عاد ذلك السعال مرة أخرى .. واستمر إلى أن فقد وعيه !

............


في الماضي :

لويس بإبتسامة : آرثر .

آرثر : أمرك سيدي .

لويس : تعال معي .

آرثر : إلى أين سيدي ؟

لويس : هيا تعال معي فقط .

آرثر : أمرك سيدي .

أمسك لويس بيد آرثر وأخذه معه بسرعة إلى أن وصل لحديقة سرية لا يسمح لأحد بالدخول لها سوى لويس وهو من إعتنى بها .. وقد كانت لوالدته من قبل .

آرثر : ما أجملها !

لويس بإبتسامة واسعة : آرثر إنها سر بيننا فقط .. حتى أبي لا يعلم بشأنها .

آرثر بصدمة : ولماذا سيدي تخبرني بسر كهذا ؟

لويس : ألم تقل لي انك ستبقى إلى جانبي إلى الأبد ؟ .. أنت وعدتني أنك ستعتبرني كأخ لك صحيح ؟

آرثر بإبتسامة : أجل سيدي لقد فعلت .

لويس بسعادة : إذاً لا بأس بإخبارك .. حتى لو ناديتني بسيدي فأنا سأتأكد من أنك تُحبني .

آرثر : بالطبع سيدي سأفعل ... وسأدفع حياتي ثمناً لحمايتك .

لويس : سنحضر هنري معنا في المرة القادمة ما رأيك ؟

آرثر : سأكون شاكراً لك سيدي .

ذكرى أخرى :

آرثر : أرجوك سيدي عاقبني أنا بدلاً منه !

جاك : لا .

آرثر : أرجوك سيدي .

نظر جاك له بغضب قبل أن يأمر بالإمساك بآرثر ومنعه من التدخل في عقاب هنري .

............



تكرر صوت صدى صراخ شقيقه الأصغر في أذنيه مئات المرات .. حتى زاد ذلك الألم في قلبه وروحه مما جعل دموعه تسيل من عينيه .

آرثر بألم شديد : لقد أخفقت يا والداي في حمايتهما وحماية أحلامهما .. أنا شهدت على دمار حلمهما .. برائته وطفولته الجميلة .. وتدمير حبها .. لقد أخفقت تماماً .. حتى أني عاجز عن النهوض والعودة لهما الآن .. أخشى أن أرحل دون أن أؤمن لهما حياة أفضل .. أنا .. أنا أغضبته الآن ولكن لو شعر بأنني من اتمنى الرحيل فهو ربما لن يحزن كثيرا علي وإيزابيلا لم تعتد على وجودي بعد .. أنا واثق أن هنري سيساعدها في حياتها .. أرى انه لا بأس من رحيلي الآن صحيح .. أعني هنري أصبح رجلا يمكن الإعتماد عليه ... ولويس .. سيحميه دانيل ويساعده على تخطي محنته أنا واثق من هذا .

أغمض عينيه بألم شديد ولكنه قبل أن يغيب عن وعيه تماماً شعر بدموع ما تجري على وجهه ويده .. فتح عينيه بصعوبة شديدة ليجد كل من هنري وإيزابيلا عنده .. إبتسم بهدوء وهو يشعر بجسده يرتفع عن الأرض .

هنري : هيا دعينا نضعه هنا .

إيزابيلا بقلق : أجل .

هنري : أحضري بعض الماء البارد لنصنع له الكمادات .. وأيضاً أحضري معطفاً ما كي ندفئه أيضا .

إيزابيلا : أجل .. لكن ماذا حدث له ؟

هنري بحزن : لا أعلم .. فقط دعينا نعتني به إتفقنا .

إيزابيلا : أجل .. سنفعل بالتأكيد .

.............



دعونا نذهب إلى ذلك القصر التي تزاحمت فيه المشاكل في الآونة الأخيرة .. تحديداً إلى غرفة الأمير الشاب الذي شعر بأنه فقد جزءاً من كيانه .. الآن هو يشعر بالوحدة التامة .. وكأنه غصن سقط عن شجرته الأم فجأة .

كان ولا يزال يجلس في دائرة من حطام التحف الفنية الت قام بكسرها بعد خروج دانيل من غرفته .

لويس بغضب شديد : لماااذا ؟ لماذا لا تفهمون ؟ لماذا لا يفهم أحدهم أنني أشعر وكأنني تلقيت سهماً في قلبي من كل واحد منهم وفي نفس اليوم ! .. لقد كنت كالأبله تماماً لا أدري حتى أنهما أخوان .. وبالرغم من ذلك كنت أُعد نفسي صديقا لهما .

.........



في الماضي بعد الحرب بشهر كامل :

جاك بغضب : لا تتدخلي في قرارتي .. الشيء الوحيد الذي تفعلينه هو إنتقاد كل أعمالي !

جوليا : لا أنا لم أفعل ذلك ولكن قراراتك أصبحت بلهاء تماماً بعد الحرب .

جاك : لا تتدخلي أتفهمين أنا هو الحاكم وأنتي مجرد رمز هنا .

جوليا : ستندم على افعالك هذه جاك .. أنت عندما تجد نفسك وحيداً .

جاك : أجل صحيح .. عندما أجد نفسي وحيداً سأكون أسعد إنسان في هذا الكون .

جوليا بغضب : تباً لك .. سيأتي يوم ما أغادر به هذا القصر إلى الأبد .

جاك : وداعاً منذ الآن .

لويس ببكاء : أمي .. أبي يكفي شجار أرجوكما .. أنا خائف .

جاك : أغرب عن وجهي الآن أتفهم ؟!

إرتعد جسد الصغير وهو يتراجع إلى الخلف بخوف .

جوليا : لماذا صرخت بوجهه ؟؟ إنه خائف بالفعل .

جاك : لم يطلب منه أحد أن يدس أنفه في كل شيء .

جوليا : إنه مجرد طفل وهو يرانا نتشاجر هكذا منذ شهر تقريباً !

جاك : لن أهتم بذلك .. إن توقفتي عن التدخل بشؤوني الخاصة لن نتشاجر .. ولن يضطر إبنك الابله أن يشعر بالخوف .

جوليا : جاك !!

ليغادر المكان ويصفق الباب بقووة .

جوليا بحنان : تعال إلى هنا يا عزيزي .. لا تخف .. والدك غاضب قليلاً وسيهدأ لاحقاً لا تخف .

لويس وهو يتشبث بها : لماذا هو غاضب إلى هذه الدرجة يا أمي ؟

جوليا : لا تخف .. إنه والدك .

لويس أجل .

..........



بعدها بعدة أيام :

جاك بغضب شديد : لوييييييييييييييييسس .

لويس برعب : أمرك أبي !

جاك : أأنت من فعلت ذلك ؟

لويس : فعلت ماذا ؟

جاك بغضب وهو يمسك به بقوة : ألا تتعلم أنت ؟ لماذا لا تفهم مكانتك يا هذا ؟

جوليا : دعه الآن يا جاك قبل أن تسقطه أرضاً من اعلى هذه السلالم .

جاك : لا تتدخلي أنتي .

جوليا : جاك كفى !

جاك بغضب وهو يدفعها : أخبرتكِ إذهبي من هنا حالاً .

سقطت من أعلى الدرج لتتوقف عن الحركة تماماً بينما بدئت الدماء تسيل من جسدها .. توقف جاك عن الحراك تماماً بينما ركض لويس بإتجاه أمه وهو يهزها بعنف وهو يحاول أن يوقظها .

آتى الحراس بسرعة وأخذوها إلى الحكيم بأقصى سرعة لديهم .

...........


في مساء تلك الليلة :

جوليا بتعب شديد : جاك عزيزي .. أرجوك عد ذلك الشخص الجيد الذي لطالما عشقته .. أرجوك لا تدع أبنائنا يخافون ويبتعدون عنك .. أنت هو كل ما تبقى لهم الآن .

جاك بقلق وهو يمسك بيدها : لا أرجوكِ لا تقولي ذلك .. ستكونين بخير .. أتوسل إليكي أنا لم أقصد ذلك .. أنتي هي حياتي كلها .. تعلمين أنني أحبك كثيراً .

جوليا بإبتسامة مرهقة : وأنا ايضا أحبك جاك .. اعلم أنك لم تقصد ذلك .. لكن أنا لازلت غاضبة عليك .. ما فعلته بأبناء جون .. وبقية الأطفال .. أرجوك حاول ان لا تكمل على هذا الطريق .. أرجوك .

لويس ببكاء : أمي .

جوليا بإبتسامة : صغيري .. لماذا تبكي ؟ أرجوك لا تبكي يا بني كل شيء على ما يرام .

دورثي بقلق : أمي .

جوليا : صغيرتي .. جاك ستعتني بهما جيداً صحيح ؟

لويس : إلى أين تنوين الذهاب ؟

جوليا : كل شيء سيكون بخير يا طفلي .. سأبقى إلى جانبكم دائماً .

لتغمض عينيها بعدها إلى الأبد ! .. غادر جاك تلك الغرفة بسرعة كبيرة بينما بدء لويس بالبكاء المرير .

........



بعد شهرين :

كان جاك ولويس جالسان على مائدة الطعام بصمت تام .. حيث كان جاك يتناول طعامه بهدوء .. أما لويس فلم يكن يجرأ على تحريك يديه حتى .. جسده قد أصبح هزيلاً ووجه شاحب .

لويس بتردد : ل .. لقد شبعت .

لينهض بعدها بسرعة عن المائدة ويخرج إلى حديقة القصر وهناك :

آرثر بإبتسامة : سيدي الأمير .

لويس : ماذا ؟

آرثر : تفضل .

نظر لويس إلى الطعام الذي كان يحمله آرثر .

لويس بإبتسامة : لي أنا !

آرثر : أجل سيدي أعلم أنك تخاف أن تتناول طعامك مع سيدي الحاكم ولهذا السبب أحضرت هذا لك .

لويس : انت الأفضل آرثر ! أحبك حقاً .

هنري : تفضل العصير أيضاً .

لويس : شكرا جزيلاً لكما حقاً .

آرثر بإبتسامة : سنكون هنا دائماً سيدي .

..........



بعد عدة اعوام :

لويس من بين ضحكاته : أتسميان هذه حديقة زهور ؟

آرثر بشيء من الحرج : أنا لا أعرف حقاً شيئاً عن الزراعة سيدي .

هنري : لا يهم إنها جيدة بالنسبة للمحاولة الأولى !

لويس بإبتسامة : أجل أنت محق ... ما رأيكما لو حاولنا اللعب بالثلج ؟

آرثر : قد تصاب بالحمى سيدي .

لويس : أرجوك هيا .

هنري : ولكن سيدي ...

لويس : أتوسل إليكما .. أرجوكما

آرثر : ولكن لنصف ساعة فقط

لويس: أجل .

.........


في ثاني زيارة لإيزابيلا على القصر :

إليزابيث : كيف حالك يا أخي ؟

جاك : بخير .. وأنتي ؟؟

إليزابيث : بخير .

جاك : أنجلينا وإميليا و إيزابيلا كيف حالكن ؟؟

الفتيات : بخير يا خالي .

إيزابيلا : وانت كيف حالك ؟

جاك : بأفضل حال .

لويس : مرحبا جميعا .

إليزابيث : صغيرنا لويس لقد اصبحت شابا كبيرا .

لويس وهو يقبل يدها : شكرا جزيلا لك عمتي .

إليزابيث :جاك لديك إبن رائع أتعلم هذا ؟؟

لويس : شكرا جزيلا لك .

جاك بإبتسامة : أعلم هذا إليزابيث .

دورثي : مساء الخير جميعا .

إليزابيث : مساء الورد يا طفلتي .

إيزابيلا : كيف حالكما ؟

لويس : أنا بخير و أنتي ؟

إيزابيلا : بخير .

دورثي : بحال جيدة .. بكل حال أنذهب للعب بالثلج ؟!

لويس : أيسمح لي بالذهاب ؟

جاك : لقد كنا نقول أن رجل قبل قليل لويس .

لويس : أمرك أبي !

جاك : لا تتأخروا فقط نصف ساعة وهيا لويس يمكنك الإنضمام لهم .

لويس : شكرا لك أبي .

وفي الحديقة :

آرثر من بين ضحكه : لا يمكنك الهجوم على الفتيات ولهذا ستندم على دخولك لهذه اللعبة ألم أخبرك بهذا قبل البدء باللعب ؟

هنري : لقد إمتلئت بالثلج الآن ههههه .

لم يكد هنري ينهي تلك الضحكة حتى وجد أن كرة الثلج قد أصبحت ملاصقة لوجهه ووجه شقيقه .

آرثر : آسف سيدي ..ههههههههههه

هنري : هو من عليه الإعتذا ...

لم يكمل لإنه وجد العديد من الكرات تتجه نحوه مما دفعه للإختباء خلف آرثر .

إيزابيلا : لويس .

لويس : ما الأمر إيزابيلا ؟؟

إيزابيلا : هل أنت بخير ؟ أعني لقد هجمنا كلنا عليك .. ولكن أنا آسفة .

لويس بإبتسامة : لا داعي لذلك بكل حال ما كان علي الدخول بين الفتيات .

إيزابيلا بخجل شديد : ولكن .. شكرا لك .. لإنك حميتني من كرات الثلج .. التي ألقتها أنجلينا علي .

لويس بارتباك : لا داعي لشكر .. لقد إستمتعت بكل حال .

بعد ذهاب إيزابيلا .

آرثر وهو يرفع أحد حاجبيه : ألهذا السبب ذهبت للعب معهم لحمايتها ؟؟

هنري : لا أصدق ذلك ههههههههههههه .

لويس بخجل شدي : اغلقا أفواهكما حالاً .

هنري : أمرك سيدي .

آرثر : أعتذر سيدي .

.............


فتح لويس عينيه وهو يبتسم ولكنه سرعان ما أخفى تلك الإبتسامة لتسيل دموعه مجدداً وهو يجبر نفسه على الصعود إلى سريره .

لويس بحزن : لقد رحلوا جميعاً .. أمي و آرثر وهنري وإيزابيلا والآن ينوي أن يجعل دورثي ترحل إلى بريطانيا أيضاً .. لماذا هو مصمم على أخذهم مني .. لقد كان السبب في موتها .. ولكن الآن لماذا أخذ البقية مني .. أعلم أنني جرحته عندما صرخت بوجه قبل خمس سنوات ولكن ...

.........



قبل خمس سنوات :

جاك : عليك أن تتعلم كل هذه الأمور يا لويس !

لويس : دعني أرتح قليلاً لقد مللت من ذلك .. لازلت في الخامسة عشرة من عمري وأرغب في أن أستمتع قليلاً بحياتي .

جاك : تتحدث وكأنك تفعل اي شيء سوى الإستمتاع .

لويس بغضب : ماذا تعني بالإستمتاع ؟

جاك : وبالله عليك كيف أمضيت حياتك كلها ؟

لويس : لقد كانت ممتعة إلى أن قمت أنت بقتل أمي .

تلك الكلمات ألجمت جاك عن التحدث تماما .. بل إنه غادر غرفة لويس التي كان يجلس بها بعد ظهيرة وحتى العصر ليتحدث معه ويعلمه القليل .

............


لويس بحزن : أبي لم يدخل غرفتي منذ ذلك اليوم .. بل إنه لم يتحدث معي لمدة إسبوعين كاملين .. وحتى بعدها لم نعد نتحدث إلى في الأمور الرسمية والمناسبات العامة .. لقد سائت علاقتنا كثيراً ولكنه السبب .. أنا بدئت حقا أكرهه وفي الوقت نفسه .. إنه أبي .

.........


في تلك الغرفة المقابلة لغرفة الحاكم وقف بطلنا يشاهد منظر تلك الغيوم التي تغطي على ضوء القمر .. أغمض عينيه وهو يفكر بحل لكل تلك المشاكل التي تواجهه .. تنهد وهو يتذكر عدم زيارته لثوار منذ شهر ونصف تقريباً .

.............



في الماضي :

أدريان بسعادة شديدة : دانيل أخي .. أحقاً هذه لي ؟؟

دانيل بإبتسامة : أجل .. أعتذر آدي لقد كان علي أن أقدم لك هدية أفضل من هذه .. ولكن .. لم أستطع أن أحصل على النقود الازمة .

أدريان وهو يضم تلك القلادة التي بين يديه بسعادة شديدة : غير صحيح .. إنها أجمل هدية حصلت عليها اليوم .

دانيل : هل أنت واثق ؟

أدريان : لن أزيل هذه القلادة عن عنقي حتى النهاية يا أخي .. هذا وعد لك .

دانيل : شكرا لك يا أخي حقاً .

..........



قبل فترة قصيرة :

أدريان ببرود : بكل حال لم تعد هذه القلادة تهمني .. فالشخص الذي تخلى عني وتركني أعاني وحدي في هذه الحياة لا يستحق الوفاء صحيح ؟؟

..........


دانيل بألم : لماذا يا أخي ؟ أقسم لك أنني أتمزق في كل يوم على بعدك عني .. لم ولن أتخلى عنك .. أحبك أكثر من أي شيء ولكن الظروف .. تبا .. جاكوب محق فأنا أنقذت الجميع إلا أخي .. أنا آسف يا أخي لا تتخلى عني أرجوك .. أنا أعيش وأتنفس فقط حتى أنقذك .. إن لن ترغب في أن يتم إنقاذك .. إذا رفضتني فأنا سوف ينتهي دوري بهذه الحياة يا أخي .

وضع رأسه بين يديه وهو يفكر مجدداً بالعديد من الأمور التي تشغل باله الآن .

.........



جاك بغضب شديد : اتعني أنني لم افعل هذا قبل أحد عشر عاماً ؟ لقد أحببته أكثر من نفسي .. إقتراحاته كانت أوامر بالنسبة لي وبالرغم من ذلك .

.........



دانيل : أبي .. مالذي حدث بينك وبين الحاكم ؟ لماذا قمت بتلك الحرب ؟ إن كان سيدي شخصاً جيداً ... أنا أشعر وكأنني سأنهار .. ألا يكفي أنني إنهرت أمامه .. أمام أدريان .

........



أدريان بغضب طفولي : دانيل أنا أكرهك .

دانيل : لماذا ؟

أدريان : لقد نسيت أن اليوم كان عيد ميلاد عصفوري الصغير .

دانيل : ههههههههههههههه

أدريان : داااااانيل أغلق فمك ... أنت أخ سيء .

دانيل : آسسف ..هههه .. آسف .

جاكوب : وتضحك أيضاً .. بالرغم من أن أدريان كان يرفض أن تقطع الكعكة قبل قدومك !

دانيل : أنت مزعج جاكوب مالذي تفعله هنا ؟

أدريان : على الأقل جاكوب وتشارلي يأتيان دائماً عندما أطلب منهما ذلك .

دانيل بغيظ : أنا هو أخاك الأكبر ... تذكر ذلك .

أدريان : ولماذا وأنت تنساني يا أخي ؟

دانيل بغضب : لا بأس لا تتحدث معي .

........



دانيل : أنا يا أخي أخفقت تماماً في الحفاظ عليك .. ولكن جاكوب لن يعتني بك ... ولن أأمن وجودك مع فرناندو .. أنا مستعد للإنسحاب إلى الأبد من حياتك إن عثرت على من هو أفضل مني ... فأنت أيضاً على ما يبدوا نسيتني بإرادتك .. تلك النظرة الجافة .. أنت أخي .. أكاد أقسم بأنك تعرف من أكون يا آدي وهذا أكثر ما يؤلمني يا أخي .

.......


جاكوب بغضب شديد : سأحطمك يا دانيل .. أقسم بذلك سأجعلك تتذوق طعم فقدان شقيقك إلى الأبد .. سأقضي عليه وعليك .

دانيل بإستهزاء : حاول فقط الإقتراب منا !

........


دانيل : لماذا عليه أن يواجهني وقد أُهدي أخي له على طبق من ذهب ؟ والآن سيدي وأبي ما هو ذلك السر الذي يحيط بهما ؟ ما هو نوع العلاقة التي جمعتهما ؟ ماذا حدث ؟ أثق أن أبي لم يرتكب أي جرم وأنه ليس خائناً ولكنني أيضاً بدئت أثق بسيدي جاك أشعر بمرارة الخيانة في عينيه وحديثه إنه يتألم وبشدة فأين هي الحقيقة؟ ماذا حدث قبل إثنتي عشر عاماً ؟

..............



والآن دعونا نذهب إلى تلك الغرفة التي غلفها الظلام الحالك .. جلس على سريره وهو يراقب بزوغ الشمس بشرود تام .. كل شيء حوله تغير فجأة .. حياته إنقلبت رأساً على عقب لم يعد يعرف نفسه حتى .. دعونا نعد معه إلى أعماق قلبه .. تلك الأعماق التي يتمنى الآخرون الوصول إليها وإكتشافها :

..........



في الماضي البعييد ( بس كان عمر جاك 10 سنين !) :

جاك بإبتسامة واسعة : أرجوك أبي دعني أذهب إلى هناك .

الحاكم : ولكن يا بني لا يجوز لك الخروج من القصر دون مرافقة .

جاك : سيرافقني جون إلى هناك .

الحاكم : ولكنني أخشى على جون أيضاً .

جاك : أتوسل إليك .

جون ( بعمر 12 سنة ) : سيدي الحاكم إسمح لي بتحقيق رغبة سيدي الصغير .

جاك : لست صغيراً .

جون بإبتسامة : بلى .

جاك : ولكنني أكبر من إليزابيث و آلبرت .

جون : أجل بالطبع ههههههه .

الحاكم : جون إعتني به جيداً .. وأنت أيضاً إعتني بنفسك .

جون : امرك سيدي .

جاك وهو يتشبث بجون : أجل .. جون أنت الأفضل .

جون بإبتسامة : يسعدني ذلك .

في السوق الشعبي :

جاك : جووون .. تعال وانظر هنا .

جون بإبتسامة : أمرك سيدي .

جاك : لا تناديني بسيدي فنحن لسنا بالقصر الآن ولا أحد معنا .

جون : لا بأس جاك .. اترغب بهذه المثلجات ؟

جاك : أجل .

جون : إذن هي على حسابي الخاص .

جاك : ولكن ...

جون : أغلق فمك .. أخبرتك أنني من سيدفع ثمنها .

جاك : حاااااااااضر .

أحد الرجال : أليس هذا هو سمو الأمير ولي العهد ؟

جون وهو يتقدم : وماذا تريد يا هذا ؟؟

الرجل بشر : ربما سأقضي عليه .. أو نخطفه ونطلب فدية كبيرة من والده وهو سيقوم بتنفيذ أوامرنا لاسيما ان ولي العهد سمو الأمير الأول قد تم خطفه منذ اليوم الاول لولادته ولا أحد يعلم إن كان حياً أو ميتاً الآن .. هو لن يستحمل أن يفقد طفل آخر .

جون : إقترب وسأقضي عليك فقط .

الرجل : لا أصدق أن الحاكم لم يرسل مع طفله سوى طفل آخر .

جون : وهذا الطفل قادر على تحطيمك يا هذا .

بدء كل من جون و ذلك الرجل بالعراك معاً بالسيوف .. أصيب جون في خلالها بالقليل من الإصابات السيئة .. ولكنه تمكن في النهاية من هزيمة ذلك الرجل .

جاك ببكاء : جون .. جون هل أنت بخير ؟ أرجوك سامحني جون .

أتى الحرس وحملوه إلى القصر وأخذوا جاك معهم .

بعد يومين :

كان جاك يجلس بالحديقة وهو ينظر للزهور والأشجار وفجأة مد كوب من البوظة بإتجاه .

جاك بسعادة : جون أنت بخير .

جون بإبتسامة : أعتذر لم أشترها لك في المرة الماضية .

قام جاك بضمه إليه بسعادة كبيرة .

جاك : أنا كنت قلقاً عليك فقط لم أهتم بشأنها .. أنت حقاً أفضل شخص في حياتي كلها .

جون بإبتسامة : شكرا لك يا جاك .

.........



بعد مرور العديد من السنوات تحديداً قبل الثورة بشهرين :

جون بغضب شديد وهو يشير بسيفه نحو الأعداء وهو يقطر دماً: أقسم بأن أي شخص سيحاول أن يمس جاك بأي سوء ستكون نهايته أتفهمون ذلك ؟؟

..........


جاك : لماذا إذن قمت أنت بالهجوم علي .. لطالما كنت أنت الشخص الذي يقف بجانبي يا جون أنت كنت حياتي كلها في ذلك الوقت .. وبعد أن فقدتك فقدت زوجتي .. وابني يعتبرني قاتلاً وشخصاً سيئاً .. وطفلتي لا أعلم عن مشاعرها تجاهي ولكن لا أظن أنها تحبني أيضاً .. والآن إبنك هو الوحيد الذي يشعر بي .. لماذا ؟ .. هل سيفعل ما فعلته أنت بي يا .... ؟

أغمض عينيه بسبب أشعة الشمس التي بدئت تلوح في الأفق مما دفعه إلى النهوض والإتجاه نحو قاعة العرش ليبدء بأعماله اليومية بالرغم من الصداع الشديد الذي يعاني منه !

...........


في الماضي :

فرناندو بغضب : جاك من الأفضل لك و للجميع بأن تسلمني جون وزوجته للأخذ بثأرنا !

جاك بحدة : أغرب عن وجهي الآن ... يستحيل أن يقوم جون بقتل طفل صغير أتفهم ؟!

فرناندو : لقد شهدت أنا على قتله ؟ أتعني أنني كاذب ؟؟

جاك : أجل أنت كذلك .

فرناندو بغضب وهو ينهض : انا هو رئيس الكنيسة .. كيف تجرأ على إتهامي بالكذب ؟

جاك : لإنني لو رأيته بعيناي هاتان لكذبتهما أتفهم ؟

فرناندو : انت تستخدم قلبك لا عقلك في الحكم على الأمور .. سلمه لي الآن جاك .

جاك : أخرج قبل أن أستدعي الجنود إلى هنا !

فرناندو : لقد بدأت معركة بيننا بسببه هو جاك .

جاك : وأنا سأكون مسروراً بالقضاء عليك من أجله فرناندو .

جون وهو ينحني : لا سيدي أرجوك .. بدء معركة وتدمير المئات من الأسر بسببي أنا .

جاك بغضب شديد : أغلق فمك تماماً أتفهم .. أنت لم ولن تفعلها .. وأنا سأدمر أي إنسان سيحاول إيذائك .

فرناندو : لا بأس لقد بدأت المعركة وسترى تفهم ؟

جاك : حسناً فقط حاول .

وبعد مغادرته .

جون وهو يمسك بيد جاك : عزيزي جاك .. أرجوك لا تدخل البلد بحرب داخلية مع هذا الثعلب .. أتوسل إليك .

جاك بغضب : أنت وأسرتك ستغادر هذا القصر وسأرسلك إلى مكان حيث يوجد به كل أتباعي ولن يجرأ أحد على مسك أتفهم ؟؟؟

جون : ولكن أرجوك .. أنت لا تعلم من هو فرناندو تلك النظرة التي بعينيه .. أقسم بأنني سأجعل إبني يبحث عن قاتل تشارلي ويقضي عليه بدلاً مني .. ولكن الآن لا تدخل هذه المعركة .

جاك : لا تناقشني أتفهم ستنفذ أوامري فقط ... أنتما هيا إجمعا اغراضهم وأمنوا منزل مناسب لهم الآن .

الجنود : أمرك سيدي .

........


فتح عينيه بعد أن وقف في منتصف الصالة وقد كان كل من دانيل ولويس بها وهما ينظران إلى جاك بقلق شديد .. بينما بدئ عقله بإعادة ذلك الموقف بسرعة كبيرة و ولمئات المرات في الثانية :

.......


جون بغضب وهو يمسك سيفه الذي كان يقطر دماً : الشخص الذي سيحاول إيذاء جاك سيندم أتفهمون ؟!

..........



بدئت ذكرى أخرى بالعبور إلى عقله .. تلك الذكرى التي جعلته يتغير إلى الابد :

............


الجندي برعب : سيدي الحاكم !!

جاك : ما الامر ؟

الجندي : إنه جون .. لقد هو وجنودنا ...

جاك وهو يقف : مالذي حدث له أجب ؟

الجندي بتوتر شديد : لقد اعلن الثورة عليك .. وهو في طريقه لقتلك !


تجمد الزمن في تلك اللحظة حيث فقد جاك كل قدرة له على النطق أو الحراك .. وكأنه كان يحاول إستيعاب ما قاله له ذلك الجندي .. والأسوء هو تلك الرسالة التي وصلت لجاك بخط يد جون يعلن به الثورة .. لم يأمر جاك بأي أمر بل إنه بقي جالس في مقعده وكأنه بإنتظار وصول جون .. هو لن يصدق ما يقال قبل أن يراه .. ولكن ذلك الخبر بموته وزوجته قضى على كل آماله برؤيته وفهم سبب غضبه .. ذلك الخبر جعله ينهار لدرجة أنه بدء بالبكاء كالأطفال تماماً !


.........


ذلك الموقف تكرر في عقله مئات المرات حتى بدء جسده يتهاوى إلى الأرض لولا دانيل ولويس الذان كانا يحاولان التحدث معه فقد أمسكاه قبل أن يقع أرضاً !

............



في المناطق البعيدة نسبياً تلك المناطق التي عُرفت بإنها تحت حكم الكنيسة.. وفي ذلك المنزل المتواضع جلس بقرب النافذة وهو يراقب تلك الأشعة الذهبية تخرج من الظلام وتقوم بتبديده ..

أدريان بهدوء : تماماً كما تزيل أشعة الشمس الظلام وتنير هذا الكون .. سيأتي يوم ما ينقشع فيه الظُلم من حياة الناس هنا .. وسيبتسم الجميع بسعادة .. ولكن ما هو حجم التضحيات التي سنحتاجها ؟ أمي وأبي والثوار .. الجنود الذين يموتون في هذه المعارك .. والعديد من الأشخاص الذين يقتلون ظلما فقط لإنهم خالفوا أمرا تافهاً أو عجزوا عن تنفيذه .. لا يمكن لنا أن نستمر بهذه الطريقة أبداً . .. أخي دانيل .. هل ستسامحني إن علمت بالحقيقة ؟ أنا .. جعلتك .. تبكي ! (أكمل بإبتسامة حزينة ) : لم تكن هذه هي المرة الأولى صحيح ؟ لطالما سببت لك المشاكل يا أخي .

............


في الماضي :

أدريان بسعادة : أعدك يا أخي لن أفرط بهذه القلادة مهما حدث .

دانيل : أتعدني ؟؟

أدريان : أجل .. أعدك .

بعدالحرب ببضع أشهر :

كان ذلك الطفل ذو الخامسة من العمر يجلس بتلك الزنزانة المظلمة لوحده .. لم يكن يعلم مالذي عليه فعله .. بل لم يعلم من هو .. ولماذا هو في هذا المكان ؟ فبعد أن سقط أرضاً بقسوة شديدة في آخر مرة إستدعاه به فقد جزءاً كبيراً من ذاكرته إذا لم يفقدها بأكملها .. بكل حال لم يجد شيئاً لفعله سوى أنه ضم نفسه وسمح لدموعه بالإنهمار .

فرناندو بإبتسامة : كلاريس !

رفع الصغير عينيه لينظر إلى الشخص الذي فتح باب الزنزانة وسمح لبعض الضوء بالتسلل إلى الداخل .

أدريان بتردد : أ .. أتعنيني أنا ؟

فرناندو : أجل أنت .. أخبرني هل ترغب في الخروج من هنا ؟

أدريان : هل ستسمح لي بالخروج ؟

فرناندو : إن نفذت أوامري دون أن تخفق ..سأخرجك من هنا .. وأجعل منك شخصاً قوياً يخشى الجميع منه .

أدريان : ولماذا علي أن أكون قوياً ؟

فرناندو : لإن العالم في الخارج كالغابة تماماً .. بحاجة إلى شخص قوي فقط .. أما الضعفاء فإن الأقوياء سيلتهمونهم .

أدريان بشيء من الخوف : أنا .. هل أستطيع أن أكون قوياً ؟

فرناندو : بالطبع تستطيع ولكن فقط عن طريق تنفيذ أوامري .. ولكنك إن أخفقت فستعاقب بشدة مفهوم ؟

أدريان وهو يقف : أجل مفهوم .. أنا أريد الخروج من هذا المكان .

..........


بعد بضع أعوام :

فرناندو بغضب شديد : ألا تفهم ؟ لقد أخبرتك أن تتعلم هذه الحركات خلال أسبوع واحد فقط .

أدريان : ولكن سيدي .. لم يتبقى إلا حركة واحدة فقط من فضلك أعطني يوماً إضافياً واحداً فقط ! .

فرناندو : ستأخذ يوم إضافي ولكن ليس قبل أن تتلقى عقوبتك أولاً .

أدريان وهو ينحني :أمرك سيدي .

...........


أدريان : لقد كنت أبلهاً إلى الدرجة التي جعلتني أصدق كل حرف نطق به .. ولكن حقاً أنا لم أجد أي طريقة أخرى .. لم أستطع أن أجد طريقي الخاص .. لم أتمكن من أكون نفسي كما فعلت أنت يا أخي ولكنني .. الآن لن أستسلم .. أعلم أنك وبطريقة ما دائماً بجانبي وإذا ما واجهتني أي مشكلة ستكون هنا لمساعدتي صحيح دانيل ؟

نظر نحو الباب عندما سمع صوت الطرق ولكنه سرعان ما فُتح ليدخل جاكوب ويستلقي على سرير أدريان الذي كان ينظر له بشيء من الحيرة والدهشة .

أدريان : مالذي تفعله هنا ؟

جاكوب بملل : لقد مللت في غرفتي .

أدريان : وهل سوف تستمتع هنا ؟

وضع جاكوب يده على وجهه وغطاه بها .

أدريان بشيء من القلق : هل أنت بخير ؟

جاكوب : أجل بخير لا تقلق .

تقدم أدريان من ناحيته حيث وضع يده على جبهته ليجد ان حرارته مرتفعة !

أدريان : لست بخير .. حرارتك مرتفعة .

جاكوب : ليس بالأمر المهم صحيح ؟

أدريان : هل أنت جاد ؟ أعني ألا ترغب بأن أصنع لك بعض الكمادات ؟

جاكوب وهو ينهض : أنت مزعج أتعلم هذا ؟

ليغادر بعدها تلك الغرفة .

أدريان : إنتظر أنت متعب يا أخي .

جلس أدريان على حافة سريره ولكنه شعر بشيء دافئ عليه .. إلتفت ليرى الدماء على فراشه ... نهض بسرعة إلى غرفة جاكوب حيث دخلها دون أن يطرق الباب حتى .

جاكوب بإنزعاج : ماذا تفعل يا أبله ؟ ألم تسمع بطرق الباب حتى ؟

أدريان بقلق : أنت مصاب !

جاكوب : ولماذا تهتم أساساً ؟ هيا غادر واغلق الباب خلفك .

أدريان : ولكن .. ( وبحزم اردف ) : لن أفعل ولن تتمكن من إخراجي أيضا .

جاكوب : ألا ترى معي أنك أصبحت شخصا مزعجا بالفعل ؟

أدريان : لا يهمني الأمر .. دعني أعالج جراحك أولاً .

جاكوب : إنها ليست خطيرة .. لقد حظيت بعقاب من سيدي فقط .

أدريان : عقاب ؟! أنت ؟

جاكوب بملل : ولماذا لا ؟ لا أذكر أنني قلت لك في أحد الأيام أنني لا أخطأ أو أنني أنجز دائما مهامي بنجاح .

أدريان بإبتسامة : ولكنني سأعتني بك .. لذا لا تقلق .

نظر جاكوب له بشيء من الحيرة قبل أن يبعد عينيه عنه وينظر إلى سقف الغرفة ليتحدث بعدها بهدوء شديد .

جاكوب بهدوء : حتى وإن علمت أن كل هذا مجرد خدعة ما ؟

أدريان بذات الإبتسامة : ليست خدعة يا أخي صحيح ؟

أمسك أدريان بيد جاكوب كأنه يقطع عليه وعداً ما .. أو ربما وكأنه يشير بذلك إلى وعد تم قطعه عليه .

جاكوب بدهشة : أنت ... كيف ؟

أدريان بإبتسامة : إذن أتسمح لي الآن بعلاجك .

جاكوب وهو يغمض عينيه : إفعل ما شئت .

أدريان : كاثرين !

كاثرين : ماذا هنالك ؟

جاكوب وهو يفتح إحدى عينيه : بالمناسبة إسمك هو كاثرينا صحيح ؟

كاثرين : أجل ولكن السيد أدريان لا يناديني به .

جاكوب : حقاً ؟

أدريان : إنه طويل .. وكاثرين أجمل .

جاكوب : وما شأنك أنت بذلك ؟ نادها بإسمها وإلا كاثرينا لا تجيبيه .

كاثرينا : أمرك سيدي .

أدريان بإنزعاج : لماذا ؟

جاكوب : لإنه عليك إحترام رغبة والديها الذان قررا تسميتها بهذا الإسم .. ومن ثم قد يكون هنالك من يبحث عنها صحيح ؟

أدريان : أنت محق .. ولكن يا أخي قل أيضاً أنك بدأت تناديها بكاثرين بسببي .

ألقى جاكوب بالوسادة على أدريان ولكنه سرعان ما تألم بسبب تلك الحركة .

أدريان : أترى أنت تتألم .. كاثرينا هلا أحضرتي لي بعض الضماد وأيضاً الكمادات من فضلك .

كاثرينا : أمرك سيدي .

لتغادر بعدها .. بينما أزال أدريان معطف جاكوب الطويل الذي يرتديه دائماً بحذر شديد .. وبعدها أزال له القميص الذي كان يرتديه .

كاثرينا : تفضل سيدي .

أدريان : شكرا لك .

غادرت بعدها الغرفة لتبدء بالعمل بما أن الشمس قد أشرقت تماماً .. بينما بدء أدريان بعلاج تلك الجروح على جسد جاكوب .

أدريان : كيف لم أنتبه على أنك لم تعد إلى المنزل .

جاكوب : لإن عقلك هذا مشغول بالتفكير في العديد من الأمور التافهة .. والغبية على ما يبدو .

أدريان بإنزعاج : لماذا عليك أن تكون قاسياً إلى هذه الدرجة ؟

جاكوب : لماذا أنت هنا ؟ أعني عليك أن تعود إليه بما أنك تذكر الآن صحيح .

أدريان : ولكنني لن أفعل ذلك .. إن قررت العودة فأنت جاكوب عليك أن تكون برفقتي .

جاكوب : هل فقدت عقلك ؟

أدريان بحزم : لا .. لن أغادر هذا المكان من دونك .. وحتى إن حدث وغادرته لن أسمح لأي إنسان بإيذائك .

جاكوب بسخرية : أنا أريد قتلك أتعلم ذلك ؟ مهمتي الرئيسية هي القضاء عليك أدريان .. وأنا سعيد بذلك لإنني سأحقق إنتقامي .. سأقضي عليك وأرمي بجثتك لأخاك الأبله .. سأجعله يراك مغطا بالدماء تماما كما رأيت أخي تشارلي .

أدريان بشيء من الحزن : أنا لا أظن أن أبي قد يفعل شيئاً سيئاً كهذا .. فهو لم يكن سيئاً وأنت تعلم هذا .. لطالما أتيت إلى منزلنا وقابلته .. أخبرني جاكوب .. هل شعرت خلال تلك الزيارات أنه ينوي إيذائك ؟ أنا أثق بأنه لم يكن ليقضي على طفل في الرابعة من عمره .

جاكوب : حقاً ؟ إستمع لي أنا لن أقتنع من دون دليل قاطع وهذا ما لا تملكه أنت سيدي فرناندو رآه بعينيه .

أدريان : ومنذ متى وسيدي محط ثقة ؟ أخبرني أتثق حقا به ؟

جاكوب وهو يغمض عينيه : أخبرتك بما لدي .. يمكنك الهرب الليلة أدريان .. ولكن إن حل صباح الغد وأنت هنا لا تلمني على أي شيء قد يصدر مني لإني سأعود إلى جاكوب الذي عرفته في أول مقابلة لنا بعد الحرب .

أدريان وهو يمسح على شعر جاكوب : لن أفعل ذلك جاكوب .. إن كنت ستتخلص من الغضب الذي بداخلك عن طريق تعذيبي ومن ثم قتلي فأنا لن أمانع ولكن عليك أن تعود الشخص اللطيف الذي عرفته قبل الحرب أرجوك

........


نهض أدريان ليغادر الغرفة وما إن أغلق الباب خلفه حتى جلس على الأرض وهو يتنفس بهدوء .

أدريان بحزن : سامحني دانيل .. أرجوك .. ولكن حتى لو أرسلت جثتي لك .. ستحزن قليلا ثم ستعود إلى ذاتك القديمة .. وأصدقائك سيساعدونك على تخطي هذه المشكلة صحيح ؟

..........


عند جاكوب :

جاكوب : وكأن دانيل سيسمح لي بأن أعيش بعدها .. أنت أبله ادريان إن كنت تظن أن شقيقك سيهدأ بعد فترة من موتك أو أنه سيتخطى هذه المرحلة ويقف على قدميه مجدداً .. هو سيقضي علي ومن ثم يقضي على نفسه .. كل حياته من أجلك .. حلمه هو أن يحررك ويسمح لك بالعيش بحرية كالبقية .. ليس لديه أي هدف آخر يسعى لتحقيقه .. هل ستكون السبب في دمار دانيل ... أدريان ؟!

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_14141190165953592.jpg');"][cell="filter:;"][align=center].





.[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________
كل عااام وانتم بألف خير
أشكركم حقاً على كل الاوقات الجميلة التي قضيتها هنا
وكل الصديقات التي قادني الأيام للتعرف عليهن
ولكن الآن أنا لم أعد قادرة على الدخول , لدي الكثير من المشاغل
التي تشغلني .. لذلك سامحوني أرجوكم عن أي خطأ بدر مني
وتذكروني بدعائكم
من يعلم قد أعود في أحد الأيام لهذا الصرح لذا لن أقول أنه إعتزال مؤبد
فمن يعلم متى قد أتمكن من العودة و الدخول
رد مع اقتباس
  #280  
قديم 12-21-2013, 06:14 PM
 

شخصيتكم المفضلة لهاد البارت ؟؟
أكثر شخصية تأثرتوا فيها ؟؟
آرثر ومرضه ما هي النهاية ؟؟
معرفة جاكوب بعودة ذاكرة أدريان ماذا ستكون النتيجة ؟؟
جاك وإنهياره و المشاكل العديدة في القصر ؟؟
[
]

__________________
كل عااام وانتم بألف خير
أشكركم حقاً على كل الاوقات الجميلة التي قضيتها هنا
وكل الصديقات التي قادني الأيام للتعرف عليهن
ولكن الآن أنا لم أعد قادرة على الدخول , لدي الكثير من المشاغل
التي تشغلني .. لذلك سامحوني أرجوكم عن أي خطأ بدر مني
وتذكروني بدعائكم
من يعلم قد أعود في أحد الأيام لهذا الصرح لذا لن أقول أنه إعتزال مؤبد
فمن يعلم متى قد أتمكن من العودة و الدخول
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
"شعاع"و "خلاصات"و "إدارة.كوم".. 20 عامآ من الإبداع والإمتاع ranasamaha أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 12-15-2012 05:50 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 11:25 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011