عرض مشاركة واحدة
  #279  
قديم 12-21-2013, 06:11 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_14141190165960633.jpg');"][cell="filter:;"][align=center][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_14141190165947181.jpg');"][cell="filter:;"][align=center].













.[/align]
[/cell][/tabletext][/align]


[/align]
[align=center]


والآن ذلك الأخ المضحي الذي تخلى عن أمانيه فقط من أجل أخويه الإثنان .. ذلك الشخص الذي عرف بإبتسامته دائماً .. روحه تتحطم وتتمزق إلى إشلاء بلا رحمة .. لتجعل ذلك القلب الرقيق يتألم بشدة .. جسدياً و نفسياً !
حركته المفاجأة جعلت هنري ينهض بسرعة ..

هنري بقلق : آرثر هل أنت بخير ؟

آرثر بألم : أجل بخير .. سأتمشى قليلاً أرجوك إبقى هنا .

هنري : ولكن ...

أرثر : أرجوك يا أخي .

هنري بإستسلام : لا بأس .

نهض آرثر بسرعة ليصل إلى منطقة ما داخل الغابة .. وفجأة سقط أرضاً وسمح لتلك الدماء بالخروج من فمه يرافقها سعال شديد .. وما إن إنتهى حتى إعتدل بجلسته وبدء يتنفس بصعوبة شديدة إلى أن فقد وعيه عن هذا العالم ولكن عقله رفض إلا أن يستحضر له القليل من ذكريات الماضي وكأنه على وشك الرحيل .

آرثر بألم : أرجوك يا إلهي .. فقط حتى أطمئن أن أخوتي بخير .. لن أمانع من الموت .. أو أي شيء ولكن أخوتي هنري و إيزابيلا و حتى لويس علي أن أطمئن بأنهم بخير تماماً .

عاد ذلك السعال مرة أخرى .. واستمر إلى أن فقد وعيه !

............


في الماضي :

لويس بإبتسامة : آرثر .

آرثر : أمرك سيدي .

لويس : تعال معي .

آرثر : إلى أين سيدي ؟

لويس : هيا تعال معي فقط .

آرثر : أمرك سيدي .

أمسك لويس بيد آرثر وأخذه معه بسرعة إلى أن وصل لحديقة سرية لا يسمح لأحد بالدخول لها سوى لويس وهو من إعتنى بها .. وقد كانت لوالدته من قبل .

آرثر : ما أجملها !

لويس بإبتسامة واسعة : آرثر إنها سر بيننا فقط .. حتى أبي لا يعلم بشأنها .

آرثر بصدمة : ولماذا سيدي تخبرني بسر كهذا ؟

لويس : ألم تقل لي انك ستبقى إلى جانبي إلى الأبد ؟ .. أنت وعدتني أنك ستعتبرني كأخ لك صحيح ؟

آرثر بإبتسامة : أجل سيدي لقد فعلت .

لويس بسعادة : إذاً لا بأس بإخبارك .. حتى لو ناديتني بسيدي فأنا سأتأكد من أنك تُحبني .

آرثر : بالطبع سيدي سأفعل ... وسأدفع حياتي ثمناً لحمايتك .

لويس : سنحضر هنري معنا في المرة القادمة ما رأيك ؟

آرثر : سأكون شاكراً لك سيدي .

ذكرى أخرى :

آرثر : أرجوك سيدي عاقبني أنا بدلاً منه !

جاك : لا .

آرثر : أرجوك سيدي .

نظر جاك له بغضب قبل أن يأمر بالإمساك بآرثر ومنعه من التدخل في عقاب هنري .

............



تكرر صوت صدى صراخ شقيقه الأصغر في أذنيه مئات المرات .. حتى زاد ذلك الألم في قلبه وروحه مما جعل دموعه تسيل من عينيه .

آرثر بألم شديد : لقد أخفقت يا والداي في حمايتهما وحماية أحلامهما .. أنا شهدت على دمار حلمهما .. برائته وطفولته الجميلة .. وتدمير حبها .. لقد أخفقت تماماً .. حتى أني عاجز عن النهوض والعودة لهما الآن .. أخشى أن أرحل دون أن أؤمن لهما حياة أفضل .. أنا .. أنا أغضبته الآن ولكن لو شعر بأنني من اتمنى الرحيل فهو ربما لن يحزن كثيرا علي وإيزابيلا لم تعتد على وجودي بعد .. أنا واثق أن هنري سيساعدها في حياتها .. أرى انه لا بأس من رحيلي الآن صحيح .. أعني هنري أصبح رجلا يمكن الإعتماد عليه ... ولويس .. سيحميه دانيل ويساعده على تخطي محنته أنا واثق من هذا .

أغمض عينيه بألم شديد ولكنه قبل أن يغيب عن وعيه تماماً شعر بدموع ما تجري على وجهه ويده .. فتح عينيه بصعوبة شديدة ليجد كل من هنري وإيزابيلا عنده .. إبتسم بهدوء وهو يشعر بجسده يرتفع عن الأرض .

هنري : هيا دعينا نضعه هنا .

إيزابيلا بقلق : أجل .

هنري : أحضري بعض الماء البارد لنصنع له الكمادات .. وأيضاً أحضري معطفاً ما كي ندفئه أيضا .

إيزابيلا : أجل .. لكن ماذا حدث له ؟

هنري بحزن : لا أعلم .. فقط دعينا نعتني به إتفقنا .

إيزابيلا : أجل .. سنفعل بالتأكيد .

.............



دعونا نذهب إلى ذلك القصر التي تزاحمت فيه المشاكل في الآونة الأخيرة .. تحديداً إلى غرفة الأمير الشاب الذي شعر بأنه فقد جزءاً من كيانه .. الآن هو يشعر بالوحدة التامة .. وكأنه غصن سقط عن شجرته الأم فجأة .

كان ولا يزال يجلس في دائرة من حطام التحف الفنية الت قام بكسرها بعد خروج دانيل من غرفته .

لويس بغضب شديد : لماااذا ؟ لماذا لا تفهمون ؟ لماذا لا يفهم أحدهم أنني أشعر وكأنني تلقيت سهماً في قلبي من كل واحد منهم وفي نفس اليوم ! .. لقد كنت كالأبله تماماً لا أدري حتى أنهما أخوان .. وبالرغم من ذلك كنت أُعد نفسي صديقا لهما .

.........



في الماضي بعد الحرب بشهر كامل :

جاك بغضب : لا تتدخلي في قرارتي .. الشيء الوحيد الذي تفعلينه هو إنتقاد كل أعمالي !

جوليا : لا أنا لم أفعل ذلك ولكن قراراتك أصبحت بلهاء تماماً بعد الحرب .

جاك : لا تتدخلي أتفهمين أنا هو الحاكم وأنتي مجرد رمز هنا .

جوليا : ستندم على افعالك هذه جاك .. أنت عندما تجد نفسك وحيداً .

جاك : أجل صحيح .. عندما أجد نفسي وحيداً سأكون أسعد إنسان في هذا الكون .

جوليا بغضب : تباً لك .. سيأتي يوم ما أغادر به هذا القصر إلى الأبد .

جاك : وداعاً منذ الآن .

لويس ببكاء : أمي .. أبي يكفي شجار أرجوكما .. أنا خائف .

جاك : أغرب عن وجهي الآن أتفهم ؟!

إرتعد جسد الصغير وهو يتراجع إلى الخلف بخوف .

جوليا : لماذا صرخت بوجهه ؟؟ إنه خائف بالفعل .

جاك : لم يطلب منه أحد أن يدس أنفه في كل شيء .

جوليا : إنه مجرد طفل وهو يرانا نتشاجر هكذا منذ شهر تقريباً !

جاك : لن أهتم بذلك .. إن توقفتي عن التدخل بشؤوني الخاصة لن نتشاجر .. ولن يضطر إبنك الابله أن يشعر بالخوف .

جوليا : جاك !!

ليغادر المكان ويصفق الباب بقووة .

جوليا بحنان : تعال إلى هنا يا عزيزي .. لا تخف .. والدك غاضب قليلاً وسيهدأ لاحقاً لا تخف .

لويس وهو يتشبث بها : لماذا هو غاضب إلى هذه الدرجة يا أمي ؟

جوليا : لا تخف .. إنه والدك .

لويس أجل .

..........



بعدها بعدة أيام :

جاك بغضب شديد : لوييييييييييييييييسس .

لويس برعب : أمرك أبي !

جاك : أأنت من فعلت ذلك ؟

لويس : فعلت ماذا ؟

جاك بغضب وهو يمسك به بقوة : ألا تتعلم أنت ؟ لماذا لا تفهم مكانتك يا هذا ؟

جوليا : دعه الآن يا جاك قبل أن تسقطه أرضاً من اعلى هذه السلالم .

جاك : لا تتدخلي أنتي .

جوليا : جاك كفى !

جاك بغضب وهو يدفعها : أخبرتكِ إذهبي من هنا حالاً .

سقطت من أعلى الدرج لتتوقف عن الحركة تماماً بينما بدئت الدماء تسيل من جسدها .. توقف جاك عن الحراك تماماً بينما ركض لويس بإتجاه أمه وهو يهزها بعنف وهو يحاول أن يوقظها .

آتى الحراس بسرعة وأخذوها إلى الحكيم بأقصى سرعة لديهم .

...........


في مساء تلك الليلة :

جوليا بتعب شديد : جاك عزيزي .. أرجوك عد ذلك الشخص الجيد الذي لطالما عشقته .. أرجوك لا تدع أبنائنا يخافون ويبتعدون عنك .. أنت هو كل ما تبقى لهم الآن .

جاك بقلق وهو يمسك بيدها : لا أرجوكِ لا تقولي ذلك .. ستكونين بخير .. أتوسل إليكي أنا لم أقصد ذلك .. أنتي هي حياتي كلها .. تعلمين أنني أحبك كثيراً .

جوليا بإبتسامة مرهقة : وأنا ايضا أحبك جاك .. اعلم أنك لم تقصد ذلك .. لكن أنا لازلت غاضبة عليك .. ما فعلته بأبناء جون .. وبقية الأطفال .. أرجوك حاول ان لا تكمل على هذا الطريق .. أرجوك .

لويس ببكاء : أمي .

جوليا بإبتسامة : صغيري .. لماذا تبكي ؟ أرجوك لا تبكي يا بني كل شيء على ما يرام .

دورثي بقلق : أمي .

جوليا : صغيرتي .. جاك ستعتني بهما جيداً صحيح ؟

لويس : إلى أين تنوين الذهاب ؟

جوليا : كل شيء سيكون بخير يا طفلي .. سأبقى إلى جانبكم دائماً .

لتغمض عينيها بعدها إلى الأبد ! .. غادر جاك تلك الغرفة بسرعة كبيرة بينما بدء لويس بالبكاء المرير .

........



بعد شهرين :

كان جاك ولويس جالسان على مائدة الطعام بصمت تام .. حيث كان جاك يتناول طعامه بهدوء .. أما لويس فلم يكن يجرأ على تحريك يديه حتى .. جسده قد أصبح هزيلاً ووجه شاحب .

لويس بتردد : ل .. لقد شبعت .

لينهض بعدها بسرعة عن المائدة ويخرج إلى حديقة القصر وهناك :

آرثر بإبتسامة : سيدي الأمير .

لويس : ماذا ؟

آرثر : تفضل .

نظر لويس إلى الطعام الذي كان يحمله آرثر .

لويس بإبتسامة : لي أنا !

آرثر : أجل سيدي أعلم أنك تخاف أن تتناول طعامك مع سيدي الحاكم ولهذا السبب أحضرت هذا لك .

لويس : انت الأفضل آرثر ! أحبك حقاً .

هنري : تفضل العصير أيضاً .

لويس : شكرا جزيلاً لكما حقاً .

آرثر بإبتسامة : سنكون هنا دائماً سيدي .

..........



بعد عدة اعوام :

لويس من بين ضحكاته : أتسميان هذه حديقة زهور ؟

آرثر بشيء من الحرج : أنا لا أعرف حقاً شيئاً عن الزراعة سيدي .

هنري : لا يهم إنها جيدة بالنسبة للمحاولة الأولى !

لويس بإبتسامة : أجل أنت محق ... ما رأيكما لو حاولنا اللعب بالثلج ؟

آرثر : قد تصاب بالحمى سيدي .

لويس : أرجوك هيا .

هنري : ولكن سيدي ...

لويس : أتوسل إليكما .. أرجوكما

آرثر : ولكن لنصف ساعة فقط

لويس: أجل .

.........


في ثاني زيارة لإيزابيلا على القصر :

إليزابيث : كيف حالك يا أخي ؟

جاك : بخير .. وأنتي ؟؟

إليزابيث : بخير .

جاك : أنجلينا وإميليا و إيزابيلا كيف حالكن ؟؟

الفتيات : بخير يا خالي .

إيزابيلا : وانت كيف حالك ؟

جاك : بأفضل حال .

لويس : مرحبا جميعا .

إليزابيث : صغيرنا لويس لقد اصبحت شابا كبيرا .

لويس وهو يقبل يدها : شكرا جزيلا لك عمتي .

إليزابيث :جاك لديك إبن رائع أتعلم هذا ؟؟

لويس : شكرا جزيلا لك .

جاك بإبتسامة : أعلم هذا إليزابيث .

دورثي : مساء الخير جميعا .

إليزابيث : مساء الورد يا طفلتي .

إيزابيلا : كيف حالكما ؟

لويس : أنا بخير و أنتي ؟

إيزابيلا : بخير .

دورثي : بحال جيدة .. بكل حال أنذهب للعب بالثلج ؟!

لويس : أيسمح لي بالذهاب ؟

جاك : لقد كنا نقول أن رجل قبل قليل لويس .

لويس : أمرك أبي !

جاك : لا تتأخروا فقط نصف ساعة وهيا لويس يمكنك الإنضمام لهم .

لويس : شكرا لك أبي .

وفي الحديقة :

آرثر من بين ضحكه : لا يمكنك الهجوم على الفتيات ولهذا ستندم على دخولك لهذه اللعبة ألم أخبرك بهذا قبل البدء باللعب ؟

هنري : لقد إمتلئت بالثلج الآن ههههه .

لم يكد هنري ينهي تلك الضحكة حتى وجد أن كرة الثلج قد أصبحت ملاصقة لوجهه ووجه شقيقه .

آرثر : آسف سيدي ..ههههههههههه

هنري : هو من عليه الإعتذا ...

لم يكمل لإنه وجد العديد من الكرات تتجه نحوه مما دفعه للإختباء خلف آرثر .

إيزابيلا : لويس .

لويس : ما الأمر إيزابيلا ؟؟

إيزابيلا : هل أنت بخير ؟ أعني لقد هجمنا كلنا عليك .. ولكن أنا آسفة .

لويس بإبتسامة : لا داعي لذلك بكل حال ما كان علي الدخول بين الفتيات .

إيزابيلا بخجل شديد : ولكن .. شكرا لك .. لإنك حميتني من كرات الثلج .. التي ألقتها أنجلينا علي .

لويس بارتباك : لا داعي لشكر .. لقد إستمتعت بكل حال .

بعد ذهاب إيزابيلا .

آرثر وهو يرفع أحد حاجبيه : ألهذا السبب ذهبت للعب معهم لحمايتها ؟؟

هنري : لا أصدق ذلك ههههههههههههه .

لويس بخجل شدي : اغلقا أفواهكما حالاً .

هنري : أمرك سيدي .

آرثر : أعتذر سيدي .

.............


فتح لويس عينيه وهو يبتسم ولكنه سرعان ما أخفى تلك الإبتسامة لتسيل دموعه مجدداً وهو يجبر نفسه على الصعود إلى سريره .

لويس بحزن : لقد رحلوا جميعاً .. أمي و آرثر وهنري وإيزابيلا والآن ينوي أن يجعل دورثي ترحل إلى بريطانيا أيضاً .. لماذا هو مصمم على أخذهم مني .. لقد كان السبب في موتها .. ولكن الآن لماذا أخذ البقية مني .. أعلم أنني جرحته عندما صرخت بوجه قبل خمس سنوات ولكن ...

.........



قبل خمس سنوات :

جاك : عليك أن تتعلم كل هذه الأمور يا لويس !

لويس : دعني أرتح قليلاً لقد مللت من ذلك .. لازلت في الخامسة عشرة من عمري وأرغب في أن أستمتع قليلاً بحياتي .

جاك : تتحدث وكأنك تفعل اي شيء سوى الإستمتاع .

لويس بغضب : ماذا تعني بالإستمتاع ؟

جاك : وبالله عليك كيف أمضيت حياتك كلها ؟

لويس : لقد كانت ممتعة إلى أن قمت أنت بقتل أمي .

تلك الكلمات ألجمت جاك عن التحدث تماما .. بل إنه غادر غرفة لويس التي كان يجلس بها بعد ظهيرة وحتى العصر ليتحدث معه ويعلمه القليل .

............


لويس بحزن : أبي لم يدخل غرفتي منذ ذلك اليوم .. بل إنه لم يتحدث معي لمدة إسبوعين كاملين .. وحتى بعدها لم نعد نتحدث إلى في الأمور الرسمية والمناسبات العامة .. لقد سائت علاقتنا كثيراً ولكنه السبب .. أنا بدئت حقا أكرهه وفي الوقت نفسه .. إنه أبي .

.........


في تلك الغرفة المقابلة لغرفة الحاكم وقف بطلنا يشاهد منظر تلك الغيوم التي تغطي على ضوء القمر .. أغمض عينيه وهو يفكر بحل لكل تلك المشاكل التي تواجهه .. تنهد وهو يتذكر عدم زيارته لثوار منذ شهر ونصف تقريباً .

.............



في الماضي :

أدريان بسعادة شديدة : دانيل أخي .. أحقاً هذه لي ؟؟

دانيل بإبتسامة : أجل .. أعتذر آدي لقد كان علي أن أقدم لك هدية أفضل من هذه .. ولكن .. لم أستطع أن أحصل على النقود الازمة .

أدريان وهو يضم تلك القلادة التي بين يديه بسعادة شديدة : غير صحيح .. إنها أجمل هدية حصلت عليها اليوم .

دانيل : هل أنت واثق ؟

أدريان : لن أزيل هذه القلادة عن عنقي حتى النهاية يا أخي .. هذا وعد لك .

دانيل : شكرا لك يا أخي حقاً .

..........



قبل فترة قصيرة :

أدريان ببرود : بكل حال لم تعد هذه القلادة تهمني .. فالشخص الذي تخلى عني وتركني أعاني وحدي في هذه الحياة لا يستحق الوفاء صحيح ؟؟

..........


دانيل بألم : لماذا يا أخي ؟ أقسم لك أنني أتمزق في كل يوم على بعدك عني .. لم ولن أتخلى عنك .. أحبك أكثر من أي شيء ولكن الظروف .. تبا .. جاكوب محق فأنا أنقذت الجميع إلا أخي .. أنا آسف يا أخي لا تتخلى عني أرجوك .. أنا أعيش وأتنفس فقط حتى أنقذك .. إن لن ترغب في أن يتم إنقاذك .. إذا رفضتني فأنا سوف ينتهي دوري بهذه الحياة يا أخي .

وضع رأسه بين يديه وهو يفكر مجدداً بالعديد من الأمور التي تشغل باله الآن .

.........



جاك بغضب شديد : اتعني أنني لم افعل هذا قبل أحد عشر عاماً ؟ لقد أحببته أكثر من نفسي .. إقتراحاته كانت أوامر بالنسبة لي وبالرغم من ذلك .

.........



دانيل : أبي .. مالذي حدث بينك وبين الحاكم ؟ لماذا قمت بتلك الحرب ؟ إن كان سيدي شخصاً جيداً ... أنا أشعر وكأنني سأنهار .. ألا يكفي أنني إنهرت أمامه .. أمام أدريان .

........



أدريان بغضب طفولي : دانيل أنا أكرهك .

دانيل : لماذا ؟

أدريان : لقد نسيت أن اليوم كان عيد ميلاد عصفوري الصغير .

دانيل : ههههههههههههههه

أدريان : داااااانيل أغلق فمك ... أنت أخ سيء .

دانيل : آسسف ..هههه .. آسف .

جاكوب : وتضحك أيضاً .. بالرغم من أن أدريان كان يرفض أن تقطع الكعكة قبل قدومك !

دانيل : أنت مزعج جاكوب مالذي تفعله هنا ؟

أدريان : على الأقل جاكوب وتشارلي يأتيان دائماً عندما أطلب منهما ذلك .

دانيل بغيظ : أنا هو أخاك الأكبر ... تذكر ذلك .

أدريان : ولماذا وأنت تنساني يا أخي ؟

دانيل بغضب : لا بأس لا تتحدث معي .

........



دانيل : أنا يا أخي أخفقت تماماً في الحفاظ عليك .. ولكن جاكوب لن يعتني بك ... ولن أأمن وجودك مع فرناندو .. أنا مستعد للإنسحاب إلى الأبد من حياتك إن عثرت على من هو أفضل مني ... فأنت أيضاً على ما يبدوا نسيتني بإرادتك .. تلك النظرة الجافة .. أنت أخي .. أكاد أقسم بأنك تعرف من أكون يا آدي وهذا أكثر ما يؤلمني يا أخي .

.......


جاكوب بغضب شديد : سأحطمك يا دانيل .. أقسم بذلك سأجعلك تتذوق طعم فقدان شقيقك إلى الأبد .. سأقضي عليه وعليك .

دانيل بإستهزاء : حاول فقط الإقتراب منا !

........


دانيل : لماذا عليه أن يواجهني وقد أُهدي أخي له على طبق من ذهب ؟ والآن سيدي وأبي ما هو ذلك السر الذي يحيط بهما ؟ ما هو نوع العلاقة التي جمعتهما ؟ ماذا حدث ؟ أثق أن أبي لم يرتكب أي جرم وأنه ليس خائناً ولكنني أيضاً بدئت أثق بسيدي جاك أشعر بمرارة الخيانة في عينيه وحديثه إنه يتألم وبشدة فأين هي الحقيقة؟ ماذا حدث قبل إثنتي عشر عاماً ؟

..............



والآن دعونا نذهب إلى تلك الغرفة التي غلفها الظلام الحالك .. جلس على سريره وهو يراقب بزوغ الشمس بشرود تام .. كل شيء حوله تغير فجأة .. حياته إنقلبت رأساً على عقب لم يعد يعرف نفسه حتى .. دعونا نعد معه إلى أعماق قلبه .. تلك الأعماق التي يتمنى الآخرون الوصول إليها وإكتشافها :

..........



في الماضي البعييد ( بس كان عمر جاك 10 سنين !) :

جاك بإبتسامة واسعة : أرجوك أبي دعني أذهب إلى هناك .

الحاكم : ولكن يا بني لا يجوز لك الخروج من القصر دون مرافقة .

جاك : سيرافقني جون إلى هناك .

الحاكم : ولكنني أخشى على جون أيضاً .

جاك : أتوسل إليك .

جون ( بعمر 12 سنة ) : سيدي الحاكم إسمح لي بتحقيق رغبة سيدي الصغير .

جاك : لست صغيراً .

جون بإبتسامة : بلى .

جاك : ولكنني أكبر من إليزابيث و آلبرت .

جون : أجل بالطبع ههههههه .

الحاكم : جون إعتني به جيداً .. وأنت أيضاً إعتني بنفسك .

جون : امرك سيدي .

جاك وهو يتشبث بجون : أجل .. جون أنت الأفضل .

جون بإبتسامة : يسعدني ذلك .

في السوق الشعبي :

جاك : جووون .. تعال وانظر هنا .

جون بإبتسامة : أمرك سيدي .

جاك : لا تناديني بسيدي فنحن لسنا بالقصر الآن ولا أحد معنا .

جون : لا بأس جاك .. اترغب بهذه المثلجات ؟

جاك : أجل .

جون : إذن هي على حسابي الخاص .

جاك : ولكن ...

جون : أغلق فمك .. أخبرتك أنني من سيدفع ثمنها .

جاك : حاااااااااضر .

أحد الرجال : أليس هذا هو سمو الأمير ولي العهد ؟

جون وهو يتقدم : وماذا تريد يا هذا ؟؟

الرجل بشر : ربما سأقضي عليه .. أو نخطفه ونطلب فدية كبيرة من والده وهو سيقوم بتنفيذ أوامرنا لاسيما ان ولي العهد سمو الأمير الأول قد تم خطفه منذ اليوم الاول لولادته ولا أحد يعلم إن كان حياً أو ميتاً الآن .. هو لن يستحمل أن يفقد طفل آخر .

جون : إقترب وسأقضي عليك فقط .

الرجل : لا أصدق أن الحاكم لم يرسل مع طفله سوى طفل آخر .

جون : وهذا الطفل قادر على تحطيمك يا هذا .

بدء كل من جون و ذلك الرجل بالعراك معاً بالسيوف .. أصيب جون في خلالها بالقليل من الإصابات السيئة .. ولكنه تمكن في النهاية من هزيمة ذلك الرجل .

جاك ببكاء : جون .. جون هل أنت بخير ؟ أرجوك سامحني جون .

أتى الحرس وحملوه إلى القصر وأخذوا جاك معهم .

بعد يومين :

كان جاك يجلس بالحديقة وهو ينظر للزهور والأشجار وفجأة مد كوب من البوظة بإتجاه .

جاك بسعادة : جون أنت بخير .

جون بإبتسامة : أعتذر لم أشترها لك في المرة الماضية .

قام جاك بضمه إليه بسعادة كبيرة .

جاك : أنا كنت قلقاً عليك فقط لم أهتم بشأنها .. أنت حقاً أفضل شخص في حياتي كلها .

جون بإبتسامة : شكرا لك يا جاك .

.........



بعد مرور العديد من السنوات تحديداً قبل الثورة بشهرين :

جون بغضب شديد وهو يشير بسيفه نحو الأعداء وهو يقطر دماً: أقسم بأن أي شخص سيحاول أن يمس جاك بأي سوء ستكون نهايته أتفهمون ذلك ؟؟

..........


جاك : لماذا إذن قمت أنت بالهجوم علي .. لطالما كنت أنت الشخص الذي يقف بجانبي يا جون أنت كنت حياتي كلها في ذلك الوقت .. وبعد أن فقدتك فقدت زوجتي .. وابني يعتبرني قاتلاً وشخصاً سيئاً .. وطفلتي لا أعلم عن مشاعرها تجاهي ولكن لا أظن أنها تحبني أيضاً .. والآن إبنك هو الوحيد الذي يشعر بي .. لماذا ؟ .. هل سيفعل ما فعلته أنت بي يا .... ؟

أغمض عينيه بسبب أشعة الشمس التي بدئت تلوح في الأفق مما دفعه إلى النهوض والإتجاه نحو قاعة العرش ليبدء بأعماله اليومية بالرغم من الصداع الشديد الذي يعاني منه !

...........


في الماضي :

فرناندو بغضب : جاك من الأفضل لك و للجميع بأن تسلمني جون وزوجته للأخذ بثأرنا !

جاك بحدة : أغرب عن وجهي الآن ... يستحيل أن يقوم جون بقتل طفل صغير أتفهم ؟!

فرناندو : لقد شهدت أنا على قتله ؟ أتعني أنني كاذب ؟؟

جاك : أجل أنت كذلك .

فرناندو بغضب وهو ينهض : انا هو رئيس الكنيسة .. كيف تجرأ على إتهامي بالكذب ؟

جاك : لإنني لو رأيته بعيناي هاتان لكذبتهما أتفهم ؟

فرناندو : انت تستخدم قلبك لا عقلك في الحكم على الأمور .. سلمه لي الآن جاك .

جاك : أخرج قبل أن أستدعي الجنود إلى هنا !

فرناندو : لقد بدأت معركة بيننا بسببه هو جاك .

جاك : وأنا سأكون مسروراً بالقضاء عليك من أجله فرناندو .

جون وهو ينحني : لا سيدي أرجوك .. بدء معركة وتدمير المئات من الأسر بسببي أنا .

جاك بغضب شديد : أغلق فمك تماماً أتفهم .. أنت لم ولن تفعلها .. وأنا سأدمر أي إنسان سيحاول إيذائك .

فرناندو : لا بأس لقد بدأت المعركة وسترى تفهم ؟

جاك : حسناً فقط حاول .

وبعد مغادرته .

جون وهو يمسك بيد جاك : عزيزي جاك .. أرجوك لا تدخل البلد بحرب داخلية مع هذا الثعلب .. أتوسل إليك .

جاك بغضب : أنت وأسرتك ستغادر هذا القصر وسأرسلك إلى مكان حيث يوجد به كل أتباعي ولن يجرأ أحد على مسك أتفهم ؟؟؟

جون : ولكن أرجوك .. أنت لا تعلم من هو فرناندو تلك النظرة التي بعينيه .. أقسم بأنني سأجعل إبني يبحث عن قاتل تشارلي ويقضي عليه بدلاً مني .. ولكن الآن لا تدخل هذه المعركة .

جاك : لا تناقشني أتفهم ستنفذ أوامري فقط ... أنتما هيا إجمعا اغراضهم وأمنوا منزل مناسب لهم الآن .

الجنود : أمرك سيدي .

........


فتح عينيه بعد أن وقف في منتصف الصالة وقد كان كل من دانيل ولويس بها وهما ينظران إلى جاك بقلق شديد .. بينما بدئ عقله بإعادة ذلك الموقف بسرعة كبيرة و ولمئات المرات في الثانية :

.......


جون بغضب وهو يمسك سيفه الذي كان يقطر دماً : الشخص الذي سيحاول إيذاء جاك سيندم أتفهمون ؟!

..........



بدئت ذكرى أخرى بالعبور إلى عقله .. تلك الذكرى التي جعلته يتغير إلى الابد :

............


الجندي برعب : سيدي الحاكم !!

جاك : ما الامر ؟

الجندي : إنه جون .. لقد هو وجنودنا ...

جاك وهو يقف : مالذي حدث له أجب ؟

الجندي بتوتر شديد : لقد اعلن الثورة عليك .. وهو في طريقه لقتلك !


تجمد الزمن في تلك اللحظة حيث فقد جاك كل قدرة له على النطق أو الحراك .. وكأنه كان يحاول إستيعاب ما قاله له ذلك الجندي .. والأسوء هو تلك الرسالة التي وصلت لجاك بخط يد جون يعلن به الثورة .. لم يأمر جاك بأي أمر بل إنه بقي جالس في مقعده وكأنه بإنتظار وصول جون .. هو لن يصدق ما يقال قبل أن يراه .. ولكن ذلك الخبر بموته وزوجته قضى على كل آماله برؤيته وفهم سبب غضبه .. ذلك الخبر جعله ينهار لدرجة أنه بدء بالبكاء كالأطفال تماماً !


.........


ذلك الموقف تكرر في عقله مئات المرات حتى بدء جسده يتهاوى إلى الأرض لولا دانيل ولويس الذان كانا يحاولان التحدث معه فقد أمسكاه قبل أن يقع أرضاً !

............



في المناطق البعيدة نسبياً تلك المناطق التي عُرفت بإنها تحت حكم الكنيسة.. وفي ذلك المنزل المتواضع جلس بقرب النافذة وهو يراقب تلك الأشعة الذهبية تخرج من الظلام وتقوم بتبديده ..

أدريان بهدوء : تماماً كما تزيل أشعة الشمس الظلام وتنير هذا الكون .. سيأتي يوم ما ينقشع فيه الظُلم من حياة الناس هنا .. وسيبتسم الجميع بسعادة .. ولكن ما هو حجم التضحيات التي سنحتاجها ؟ أمي وأبي والثوار .. الجنود الذين يموتون في هذه المعارك .. والعديد من الأشخاص الذين يقتلون ظلما فقط لإنهم خالفوا أمرا تافهاً أو عجزوا عن تنفيذه .. لا يمكن لنا أن نستمر بهذه الطريقة أبداً . .. أخي دانيل .. هل ستسامحني إن علمت بالحقيقة ؟ أنا .. جعلتك .. تبكي ! (أكمل بإبتسامة حزينة ) : لم تكن هذه هي المرة الأولى صحيح ؟ لطالما سببت لك المشاكل يا أخي .

............


في الماضي :

أدريان بسعادة : أعدك يا أخي لن أفرط بهذه القلادة مهما حدث .

دانيل : أتعدني ؟؟

أدريان : أجل .. أعدك .

بعدالحرب ببضع أشهر :

كان ذلك الطفل ذو الخامسة من العمر يجلس بتلك الزنزانة المظلمة لوحده .. لم يكن يعلم مالذي عليه فعله .. بل لم يعلم من هو .. ولماذا هو في هذا المكان ؟ فبعد أن سقط أرضاً بقسوة شديدة في آخر مرة إستدعاه به فقد جزءاً كبيراً من ذاكرته إذا لم يفقدها بأكملها .. بكل حال لم يجد شيئاً لفعله سوى أنه ضم نفسه وسمح لدموعه بالإنهمار .

فرناندو بإبتسامة : كلاريس !

رفع الصغير عينيه لينظر إلى الشخص الذي فتح باب الزنزانة وسمح لبعض الضوء بالتسلل إلى الداخل .

أدريان بتردد : أ .. أتعنيني أنا ؟

فرناندو : أجل أنت .. أخبرني هل ترغب في الخروج من هنا ؟

أدريان : هل ستسمح لي بالخروج ؟

فرناندو : إن نفذت أوامري دون أن تخفق ..سأخرجك من هنا .. وأجعل منك شخصاً قوياً يخشى الجميع منه .

أدريان : ولماذا علي أن أكون قوياً ؟

فرناندو : لإن العالم في الخارج كالغابة تماماً .. بحاجة إلى شخص قوي فقط .. أما الضعفاء فإن الأقوياء سيلتهمونهم .

أدريان بشيء من الخوف : أنا .. هل أستطيع أن أكون قوياً ؟

فرناندو : بالطبع تستطيع ولكن فقط عن طريق تنفيذ أوامري .. ولكنك إن أخفقت فستعاقب بشدة مفهوم ؟

أدريان وهو يقف : أجل مفهوم .. أنا أريد الخروج من هذا المكان .

..........


بعد بضع أعوام :

فرناندو بغضب شديد : ألا تفهم ؟ لقد أخبرتك أن تتعلم هذه الحركات خلال أسبوع واحد فقط .

أدريان : ولكن سيدي .. لم يتبقى إلا حركة واحدة فقط من فضلك أعطني يوماً إضافياً واحداً فقط ! .

فرناندو : ستأخذ يوم إضافي ولكن ليس قبل أن تتلقى عقوبتك أولاً .

أدريان وهو ينحني :أمرك سيدي .

...........


أدريان : لقد كنت أبلهاً إلى الدرجة التي جعلتني أصدق كل حرف نطق به .. ولكن حقاً أنا لم أجد أي طريقة أخرى .. لم أستطع أن أجد طريقي الخاص .. لم أتمكن من أكون نفسي كما فعلت أنت يا أخي ولكنني .. الآن لن أستسلم .. أعلم أنك وبطريقة ما دائماً بجانبي وإذا ما واجهتني أي مشكلة ستكون هنا لمساعدتي صحيح دانيل ؟

نظر نحو الباب عندما سمع صوت الطرق ولكنه سرعان ما فُتح ليدخل جاكوب ويستلقي على سرير أدريان الذي كان ينظر له بشيء من الحيرة والدهشة .

أدريان : مالذي تفعله هنا ؟

جاكوب بملل : لقد مللت في غرفتي .

أدريان : وهل سوف تستمتع هنا ؟

وضع جاكوب يده على وجهه وغطاه بها .

أدريان بشيء من القلق : هل أنت بخير ؟

جاكوب : أجل بخير لا تقلق .

تقدم أدريان من ناحيته حيث وضع يده على جبهته ليجد ان حرارته مرتفعة !

أدريان : لست بخير .. حرارتك مرتفعة .

جاكوب : ليس بالأمر المهم صحيح ؟

أدريان : هل أنت جاد ؟ أعني ألا ترغب بأن أصنع لك بعض الكمادات ؟

جاكوب وهو ينهض : أنت مزعج أتعلم هذا ؟

ليغادر بعدها تلك الغرفة .

أدريان : إنتظر أنت متعب يا أخي .

جلس أدريان على حافة سريره ولكنه شعر بشيء دافئ عليه .. إلتفت ليرى الدماء على فراشه ... نهض بسرعة إلى غرفة جاكوب حيث دخلها دون أن يطرق الباب حتى .

جاكوب بإنزعاج : ماذا تفعل يا أبله ؟ ألم تسمع بطرق الباب حتى ؟

أدريان بقلق : أنت مصاب !

جاكوب : ولماذا تهتم أساساً ؟ هيا غادر واغلق الباب خلفك .

أدريان : ولكن .. ( وبحزم اردف ) : لن أفعل ولن تتمكن من إخراجي أيضا .

جاكوب : ألا ترى معي أنك أصبحت شخصا مزعجا بالفعل ؟

أدريان : لا يهمني الأمر .. دعني أعالج جراحك أولاً .

جاكوب : إنها ليست خطيرة .. لقد حظيت بعقاب من سيدي فقط .

أدريان : عقاب ؟! أنت ؟

جاكوب بملل : ولماذا لا ؟ لا أذكر أنني قلت لك في أحد الأيام أنني لا أخطأ أو أنني أنجز دائما مهامي بنجاح .

أدريان بإبتسامة : ولكنني سأعتني بك .. لذا لا تقلق .

نظر جاكوب له بشيء من الحيرة قبل أن يبعد عينيه عنه وينظر إلى سقف الغرفة ليتحدث بعدها بهدوء شديد .

جاكوب بهدوء : حتى وإن علمت أن كل هذا مجرد خدعة ما ؟

أدريان بذات الإبتسامة : ليست خدعة يا أخي صحيح ؟

أمسك أدريان بيد جاكوب كأنه يقطع عليه وعداً ما .. أو ربما وكأنه يشير بذلك إلى وعد تم قطعه عليه .

جاكوب بدهشة : أنت ... كيف ؟

أدريان بإبتسامة : إذن أتسمح لي الآن بعلاجك .

جاكوب وهو يغمض عينيه : إفعل ما شئت .

أدريان : كاثرين !

كاثرين : ماذا هنالك ؟

جاكوب وهو يفتح إحدى عينيه : بالمناسبة إسمك هو كاثرينا صحيح ؟

كاثرين : أجل ولكن السيد أدريان لا يناديني به .

جاكوب : حقاً ؟

أدريان : إنه طويل .. وكاثرين أجمل .

جاكوب : وما شأنك أنت بذلك ؟ نادها بإسمها وإلا كاثرينا لا تجيبيه .

كاثرينا : أمرك سيدي .

أدريان بإنزعاج : لماذا ؟

جاكوب : لإنه عليك إحترام رغبة والديها الذان قررا تسميتها بهذا الإسم .. ومن ثم قد يكون هنالك من يبحث عنها صحيح ؟

أدريان : أنت محق .. ولكن يا أخي قل أيضاً أنك بدأت تناديها بكاثرين بسببي .

ألقى جاكوب بالوسادة على أدريان ولكنه سرعان ما تألم بسبب تلك الحركة .

أدريان : أترى أنت تتألم .. كاثرينا هلا أحضرتي لي بعض الضماد وأيضاً الكمادات من فضلك .

كاثرينا : أمرك سيدي .

لتغادر بعدها .. بينما أزال أدريان معطف جاكوب الطويل الذي يرتديه دائماً بحذر شديد .. وبعدها أزال له القميص الذي كان يرتديه .

كاثرينا : تفضل سيدي .

أدريان : شكرا لك .

غادرت بعدها الغرفة لتبدء بالعمل بما أن الشمس قد أشرقت تماماً .. بينما بدء أدريان بعلاج تلك الجروح على جسد جاكوب .

أدريان : كيف لم أنتبه على أنك لم تعد إلى المنزل .

جاكوب : لإن عقلك هذا مشغول بالتفكير في العديد من الأمور التافهة .. والغبية على ما يبدو .

أدريان بإنزعاج : لماذا عليك أن تكون قاسياً إلى هذه الدرجة ؟

جاكوب : لماذا أنت هنا ؟ أعني عليك أن تعود إليه بما أنك تذكر الآن صحيح .

أدريان : ولكنني لن أفعل ذلك .. إن قررت العودة فأنت جاكوب عليك أن تكون برفقتي .

جاكوب : هل فقدت عقلك ؟

أدريان بحزم : لا .. لن أغادر هذا المكان من دونك .. وحتى إن حدث وغادرته لن أسمح لأي إنسان بإيذائك .

جاكوب بسخرية : أنا أريد قتلك أتعلم ذلك ؟ مهمتي الرئيسية هي القضاء عليك أدريان .. وأنا سعيد بذلك لإنني سأحقق إنتقامي .. سأقضي عليك وأرمي بجثتك لأخاك الأبله .. سأجعله يراك مغطا بالدماء تماما كما رأيت أخي تشارلي .

أدريان بشيء من الحزن : أنا لا أظن أن أبي قد يفعل شيئاً سيئاً كهذا .. فهو لم يكن سيئاً وأنت تعلم هذا .. لطالما أتيت إلى منزلنا وقابلته .. أخبرني جاكوب .. هل شعرت خلال تلك الزيارات أنه ينوي إيذائك ؟ أنا أثق بأنه لم يكن ليقضي على طفل في الرابعة من عمره .

جاكوب : حقاً ؟ إستمع لي أنا لن أقتنع من دون دليل قاطع وهذا ما لا تملكه أنت سيدي فرناندو رآه بعينيه .

أدريان : ومنذ متى وسيدي محط ثقة ؟ أخبرني أتثق حقا به ؟

جاكوب وهو يغمض عينيه : أخبرتك بما لدي .. يمكنك الهرب الليلة أدريان .. ولكن إن حل صباح الغد وأنت هنا لا تلمني على أي شيء قد يصدر مني لإني سأعود إلى جاكوب الذي عرفته في أول مقابلة لنا بعد الحرب .

أدريان وهو يمسح على شعر جاكوب : لن أفعل ذلك جاكوب .. إن كنت ستتخلص من الغضب الذي بداخلك عن طريق تعذيبي ومن ثم قتلي فأنا لن أمانع ولكن عليك أن تعود الشخص اللطيف الذي عرفته قبل الحرب أرجوك

........


نهض أدريان ليغادر الغرفة وما إن أغلق الباب خلفه حتى جلس على الأرض وهو يتنفس بهدوء .

أدريان بحزن : سامحني دانيل .. أرجوك .. ولكن حتى لو أرسلت جثتي لك .. ستحزن قليلا ثم ستعود إلى ذاتك القديمة .. وأصدقائك سيساعدونك على تخطي هذه المشكلة صحيح ؟

..........


عند جاكوب :

جاكوب : وكأن دانيل سيسمح لي بأن أعيش بعدها .. أنت أبله ادريان إن كنت تظن أن شقيقك سيهدأ بعد فترة من موتك أو أنه سيتخطى هذه المرحلة ويقف على قدميه مجدداً .. هو سيقضي علي ومن ثم يقضي على نفسه .. كل حياته من أجلك .. حلمه هو أن يحررك ويسمح لك بالعيش بحرية كالبقية .. ليس لديه أي هدف آخر يسعى لتحقيقه .. هل ستكون السبب في دمار دانيل ... أدريان ؟!

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_14141190165953592.jpg');"][cell="filter:;"][align=center].





.[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________
كل عااام وانتم بألف خير
أشكركم حقاً على كل الاوقات الجميلة التي قضيتها هنا
وكل الصديقات التي قادني الأيام للتعرف عليهن
ولكن الآن أنا لم أعد قادرة على الدخول , لدي الكثير من المشاغل
التي تشغلني .. لذلك سامحوني أرجوكم عن أي خطأ بدر مني
وتذكروني بدعائكم
من يعلم قد أعود في أحد الأيام لهذا الصرح لذا لن أقول أنه إعتزال مؤبد
فمن يعلم متى قد أتمكن من العودة و الدخول
رد مع اقتباس