عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree554Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-13-2013, 11:32 PM
 


فتح باب المستودع القديم وألقى بهنري ليثور الغبار من حوله ثم أغلق الباب ورفده بلوح خشبي وهو يقول ضاحكاً :
- اسمع .. أريدك أن تبكي وتصرخ كما تفعل دائماً والأفضل لو تموت وتريحني ..
اختفى صوت إدوارد بعدما غادرت خطواته .. ليقوم هنري عن الأرض ويرى الظلام وهو يطبق عليه بشكل خانق فضم نفسه وأخفى وجهه بين ركبتيه وهو يرتجف بعنف محاولاً كتم صراخه .. وسالت دموعه لتبدد الغبار عن خديه ..


فوجئ بصوت الخادمة لوسي وهي تقول بصوت خافت :
- آسفة سيدي الصغير ..سأعاقب لو فتحت الباب ولكنني سأخبر والدتك بما يجري لن أستطيع الاحتمال أكثر ..
اخترقت تلك العبارة صدر هنري الصغير فمن هي والدته لتهتم ؟! ولكنه صمت وهو يطبق شفتيه كاتماً عبراته ولم يستطع .. حتى صرخ بهستيريا ..
مما أقلق الخادمة لوسي والتي ركضت نحو القصر بكل ما تملك من قوة .. انتبهت لنزول السيدة ماريا من السيارة وقد بدت غاضبه .. فأوقفتها لوسي قائلة :
- مرحباً بعودتكِ سيدتي .. اعذريني ولكن .. هناك ما أود قولة ..
صرخت ماريا في وجهها ملوحة بحقيبتها البيضاء وهي تقول :
- اذهبي وحضري للاحتفال السنوي للشركات بدلاً من تسكعك في الحديقة ..
انحنت لوسي القلقة على عجل ثم دخلت خلف السيدة إلى القصر ..

نون وحياتي نور

ضجت الصالة المترامية بأصوات الحضور الذين كانوا رؤساء أكابر الشركات ..وهم يتبادلون النقاشات المختلفة ..ظهر صوتها من الأعلى قائلة :
- آسفة لجعلكم تنتظرون ..
نظر الجمع أعلى الدرج حيث وقفت السيدة ماريا وهي ترتدي ثوباً أسود اللون وله ذيل طويل .. وقد رفعت شعرها الأشقر بمشبك فضي زادها جمالاً ..
نزلت برفقة إدوارد الذي كان يرتدي بذله رسميه بيضاء .. واجتمع الضيوف لإلقاء التحية وتقبيل يدها ..
وعزفت الموسيقى الهادئة بصوت الكمان المتناغم .. ضحكت ماريا وكانت تبدو بكامل حيويتها قاطع ضحكتها صوت أحد السادة وهو يقول بصوته الأجش :
- سيدة سايمون .. عفواً أقصد سيدة روبنسون .. لم نتعرف على صاحب أموال الشركات بعد.. أغنى طفل في العالم السيد الصغير هنري .. نود فعلاً لقائه ..
هدأت ملامح ماريا وزمت شفتيه بارتباك ثم ضحكت بذهن متشتت وهي تقول :
- أوه سيد مايكل .. هو ينام عادة في هذا الوقت .. ولكنني سأوقظه لأجلك ..عذراً ..
أدارت ماريا ظهرها مغادرة ..

همس أحد مرافقي السيد مايكل قائلاً بتعجب :
- إنها سيدة جميله حقاً .. و زوجه سابقة لأحد أغنياء العالم .. لا عجب أن تتزوج من بعده ..
قطب السيد مايكل حاجبيه الكثيفين الذين غزاهما الشيب ثم نظر لإدوارد الذي كان متكأ على الجدار ويداعب كأس النبيذ بأصابعه ثم قال بهمس :
- ذلك الرجل .. إنه عامي .. حتى إنه لا يتصرف كالرجال المحترمين .. كيف تنسى صديقي السيد جورج وتقبل بشخص مثله .. هذا يقودنا لاحتمال غير جيد.
اتسعت شفتي المرافق دهشة وكأنه أدرك مقصد السيد مايكل,فحرمانها من الورث وزواجها السريع,يبدو وأنها كانت تحب إدوارد في اواخر حياة السيد جورج !

نون وحياتي نور

ظلت تقف عند باب غرفة العشاء لوهلة وقد بدا عليها الضيق ثم قالت بصوت مرتفع مناديه :
- لوسي .. اذهبي واحضري هنري وليرتدي بذله جديدة ..هناك من يرغب برؤيته ..بسرعة ..
أخفضت لوسي القداحة من يدها بعد أن أشعلت شموع المائدة .. ثم هرولت نحوها وهي تقول بصوت مرتفع :
- سيدتي .. لهذا هناك شيء ما أود إخبارك به !
وقفت ماريا وهي تحدق إليها باستنكار ثم قالت بانزعاج :
- يكفيني السيد العجوز مايكل هذا اليوم .. ما الذي تريدينه ؟!
ارتبكت لوسي كثيراً حتى استجمعت قواها وقالت بصوت قلق :
- سيدتي .. السيد الصغير يتعذب يومياً على يد السيد إدوارد أثناء غيابك وهو من أورثه مرض الخوف من الغرف المغلقة .. تلك الكدمات كانت لضربه له وهو الآن يحبسه ..
تلقت لوسي صفعة قوية أسقطتها أرضاً وقد جرحت خدها لينزف إثر خاتم ماريا التي عقدت حاجبيها قائلة بحنق :
- كيف تجرئين على اتهام سيدك .. احزمي أمتعتك واخرجي دون عودة ..
خرجت لوسي وهي تمسك بخدها باكية .. بينما عضت ماريا إصبعها وهي تقول بتوتر :
- تباً .. لا أريد المزيد من المشاكل .. فلدي خبر سيكون ثقيلاً عليه .. ويجب أن اهتم لأمره فحسب ..

نون وحياتي نور

ركضت لوسي مرتديه ثوب العامة وهي تحمل حقيبتها وتمسح دموع وجهها بظاهر كفها قائلة بحزم :
( لن أستطيع الاحتمال أكثر .. سوف آخذ السيد الصغير معي ..)
اتجهت نحو المستودع القديم وألقت بحقيبتها ثم سحبت تلك الخشبة بكل ما أوتيت من قوة حتى فتح الباب ببطء ,فأمسكت بدفته وخلعتها لتجد هنري فاقداً لوعيه
فأسرعت إليه ولما مدت يديها لتحتضنه أوقفها ذلك الصوت المريع قائلاً ببرود :
- لماذا أخبرتِ السيدة بشأن أفعالي ؟! وهل تظنين بأنها ستصدقك .. أيتها الخادمة القذرة .. فهي عمياء ..
استدارت لوسي لتجد إدوارد يقف عند الباب وهو يحمل مسدساً فارتهب قلبها بشده وهزت رأسها نافيه وهي تقول بخوف :
- هل ستقتل السيد الصغير ؟! أرجو ألا تفعل .. فهو بريء ولا يزال طفلاً ..أرجوك سيدي ..
ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهه الذي بدا مريعاً في ذلك الظلام الساكن ثم قال بهمس :
- فكرة جيده فوجهه يذكرني بوجه جورج الأحمق ..ولكنني لن أفعل ذلك بمسدسي لأني جلبته لأجلك ..
اتسعت عيني لوسي بدهشة وخفق قلبها بشدة بينما استمعت بغصة خانقه لحديث إدوارد وهو يقول بخبث :
- لديكِ والد مسن وأم عجوز .. وأعلم مكان إقامتك جيداً .. إن نطقتِ بكلمة عني سأفرغ هذا المسدس في رأسهما الفارغ وتعلمين أن للغني الغلبة دوماً..
هدأت ملامح لوسي ثم ارتخت كتفيها باستياء لتنظر لهنري الملقى على الأرض وقد كساه الغبار وكأن نياط قلبها تتمزق وتتمزق ..
ثم حملت نفسها وخرجت لتحمل حقيبتها .. قائلة بصوت جاد :
- أرجو أن تنال العدالة منك ..

لتركض نحو والديا لتحميهما بفراق هنري وسط عذابه وهي تشهق باكية .. على هذه الحياة الحقيرة ..

تقدم إدوارد بخطواته نحو هنري ثم جلس القرفصاء وشده من شعره قائلاً بابتسامة :
- أووه .. لقد تعبت كثيراً هذه المرة .. هذا يريحني نوعاً ما .. ولكن أتعلم !
ضرب بوجه هنري بقوه وكأنه يريد سحقه على الأرض حتى أفاق هنري مرعوباً وقد سال أنفه دماً فقال إدوارد بصوت حاد :
- هكذا سيكون عقابك إن تحدثت معي ببرود .. أفهمت ..
نهض هنري ونظر لإدوارد بعينين مريعتين حملت بروداً عجيباً ..ثم مسح دم أنفه بظاهر كفه قائلاً بصوت جامد :
- سأجعل الأرواح تلتهمك .. وتنهش عظامك .. أتحرق شوقاً لرؤية ذلك ..
ارتسمت ابتسامة على فم هنري الدامي مما جعل إدوارد يحدق به بعينين متسعتين وكأنه يرى شيطاناً أمامه .. مما أثار غضبه فأمسك بقميص هنري قائلاً بحنق:
- ستكون حادثه ...
سحب هنري بعنف وتوقف عند الأرفف وأمسك بعلبه معدنية لم يدرك هنري ما هي بسبب قصر نظره .. التفت إليه إدوارد بعيني جاحظتين وهو يقول بضحكة:
- مجرد حادثه !! ذهب هنري للمستودع لجلب شيء ما وسكب ذلك الشيء المريع عليه دون أن يدرك ذلك .. ألا تبدو جريمة قتل محكمة ..؟!
اتسعت عيني هنري من تلك الرائحة الخانقة فقد كانت مادة كيميائيه ( الأسيد ) والتي دلقها إدوارد بشكل مباشر على وجهه دون أن يقوم بأي حركه تذكر ..
تعالت أنفاسه التي كانت تستنشق تلك الرائحة القوية و وأول ما طرأ بذهنه هو ذلك الميتم .. وهانا .. والأطفال والعمة مارغيت وأخيراً .. والدة ..
هل آن الأوان لكي يلحق به ؟!
كره هذه الحياة بقدر ما تعلق بهم ..لذا أغمض عينيه مستسلماً لقدرة ..
ولكن !!
جن جنون إدوارد لما رأى فقد كانت المادة الحارقة تصب في الهواء وكأن هناك حاجزاً شفافاً يمنعها عن وجه هنري ..
والشيء المرعب إنه تشكل على هيئه نصف وجه طفل نظر إليه ببرود ..
سقطت تلك العلبة المعدنية منه ورمى بهنري ليصرخ إدوارد بخوف وتراجع حتى التصق بالجدار الخشبي .. ثم تلمس الباب وهرب مرعوباً ..
نظر هنري لقطرات المادة الحارقة وهي تتقاطر من الهواء على الأرض ثم قال بصوت باكي :
- عم باركر .. أين كنت ؟! مضت خمس سنين .. لقد كنت بحاجتك ..
ولكن ما من مجيب وبقي الجو ساكناً .. ثم ظهر صوت طفل وهو يقول بعذوبة وهدوء :
- أنا آسف سيدي ..
واختفى بعدها حس هنري بوجود شخص ما حوله.. مما أثار دهشته فمن ذلك الطفل ؟! وعادة ما يظهر له العم باركر بعد أن يساعده ..

__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .

ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..


"أميرةالانمي":



.
  #2  
قديم 05-13-2013, 11:41 PM
 
عاش بعدها إدوارد في رعب دائم وأصبح يتحاشى هنري كلما نظر إلى ملامحه البارد وكأنه سيصب عليه لعنته التي رآها بأم عينيه ..
نظر إلى الأمواس الصدئة على الأرض ثم قال في نفسه :
( مضت ثلاثة أشهر .. شعرت بفقداني لعذاب إدوارد .. ربما لأن يهتم بشأني بطريقة ما ..
ولاكني لازلت أرسم بالدم .. ولكن لماذا لم أمت )
فجأة ظهر صوت صراخ ماريا في الصالة وهي تطلب من إدوارد مسامحتها .. مشى هنري إلى حيث الصوت وهدأت ملامحه الباهتة لما رأى ..
والدته تجثو على ركبتيها وهي تتوسل إليه بينما هو يسب ويشتم ويركلها بقدمه .. والسبب ..
حرك هنري بصره ليرى فتاة شقراء صغيره في سن الرابعة كانت تقف وهي تضم دميتها ممسكة بمعطف والدتها وهي تبكي بشدة ..
صرخ إدوارد وهو يلوح بيده قائلاً بعصبية :
- أجننتِ ؟! ألم نتفق على عدم الإنجاب .. لا أريد شيء ما يربطني بك .. يكفيني ذلك الطفل الحقير .. وتخفين هذا الأمر منذ أربع سنوات كيف تجرئين ؟!
رفعت ماريا رأسها وهي تبكي قائلة :
- ولكنني أحببتك ورغبت بطفل يجمعنا .. ولم أستطع التخلص من طفلتي ميمي .. وهي ليست ابنه جورج لتمقتها ..إنها ابنتك ..
- أتركها وشأنها ..
أخرست عبارته ذلك الجو المريع واتجهت أنظارهم حيث وقف هنري أعلى الدرج وكرر عبارته قائلاً :
- أتركها وشأنها ..
حملق إدوارد فيه بحقد وكراهية ثم سحب معطفه ليغادر المنزل على عجل .. بقيت ماريا تحدق إلى هنري بذهول وهي ترتب على ابنتها الباكية ..
بينما أدار هنري بظهره مغادراً إلى حيث غرفته ..
تجمعت العبرات الخانقة في قلب ماريا ..فقد أدركت للتو أن ابنها كبر دون أن تشعر بذلك .. وكأنه أعطاها صفعه أعادت لها صوابها ..
فبكت وبكت ..وبكت .. حتى جف حلقها من البكاء ..
شدت ميمي معطفها وهي تقول بصوت باكي :
- ماريا .. من ذلك الطفل ؟!
ضمتها والدتها وهي تمسح على ظهرها محاولة تهدئتها ثم استجمعت قواها لتقول بصوت مبحوح :
- إنه أخوك .. كوني لطيفة معه .. وأيضاً .. أنا والدتك ..آسفة لأني وضعتك في ميتم طوال تلك السنين .. أنا لا أستحق أن أكون أماً ..
مسحت دموعها بظاهر كفها وهي تقول بشفتين مرتجفتين :
- أعلم بأنه لا يحبني .. ولكنني أحببته .. فكرت بأنكِ قد تكونين رابطاً بيننا غير المال .. ويبدو بأنني أخطأت .. ليس هذه المرة فقط ..
أخطأت على رجل رائع كجورج .. أخطأت على ابني الوحيد هنري .. أخطأت بزواجي منه .. ولكن ..
أمسكت ماريا بكتفي ميمي وهزت رأسها وهي تقول بصوت مرتجف وعينين متسعتين :
- أنتِ لست غلطة .. ويجب أن تكوني بلقب سايمون .. بلقب والدتك السابق .. وسأطلب الطلاق من إدوارد وسأبدأ من جديد .. هل تعتقدين بأني سأنجح ؟!
هزت ميمي رأسها موافقة ثم قالت بابتسامة بريئة :
- أنا سعيدة لأن ماما على قيد الحياة .. تستطيعين حضور حفل الأم في حضانتنا .. أليس كذلك ؟!
ابتسمت ماريا بدفء ثم مسحت على شعرها قائلة :
- أجل .. ولكن قبل ذلك علينا الاعتناء بأخيكِ الكبير ..
استمع هنري لكل تلك الكلمات ثم مشى ليغلق باب غرفته فهي عالمه الخاص الذي صنعه لنفسه .. أو كانت هي العالم الذي صنعه .. لا فرق ..
فكلاهما شهدا ما يكفي من هذه الحياة .. ما يكفي لجعل أحاسيسه تتبلد ..
لتصبح كقطعة جليد عائمة وسط بركان ثائر ..

نون وحياتي نور

هطلت الأمطار بغزارة وقد بدت ذهبية اللون بفعل أنوار الطرقات وانزلق ماؤها على جسد كلاود وهو يمشي ببطء في تلك الشوارع الخالية ..
رفع وجهه الذي ازداد وسامة بتلك الأنوار المتلألئة لينظر إلى السماء الغائمة ثم قال بهمس :
- هل سيبزغ النور يوماً ؟!
رفع يده وأمسك بجانب وجهه الأيمن ثم ابتسم وكأنه يسخر من القدر قائلاً :
- حتى أحلامه تراودني .. إنها تسبب له ألماً لا يطاق .. أهكذا يلتقي الوحوش .. !
تلاشى المطر من حوله فأغمض عينيه وتوقف عن المشي تحت تلك المظلة السوداء التي ظلت عائمة في الهواء فوقه ..فقال بهمس :
- باركر .. كيف علمت بوجودي هنا ؟!
ظهر الخادم من باركر من اللاشيء ثم ارتسمت على فمه ابتسامة حانية وهو يقول :
- من الطبيعي أن أجدك فأنا خادمك الروحي .. سيدي ..
أخفض كلاود عينيه وكأنه يحلل عبارته ثم قال بهدوء :
- لا أعلم لم أبدوا عاطفياً بدون ذلك القناع الصلب.. حتى أنني بدأت أخاف من هذا الشعور الغريب ..
تأمل باركر ملامحه المرتاحة ثم قال باستفهام :
- أهو بسببه ؟
أومأ كلاود برأسه ثم مشى نحو الأمام جاراً خطواته على الطرق المبللة والتي شكلت بها حلقات من الماء العكر وهو يقول بصوت عميق :
- البشر والأسلحة والأرواح .. قد تكون لهم قلوب أو لا تكون !.. أليس من الغريب أن يكون للوحوش قلوباً تنبض لأجل غيرها ..!
ارتسمت السعادة على وجه باركر ثم مشى أمامه مسرعاً حتى وقف أمام كلاود وانحنى ليجلس على الماء قائلة برسمية :
- سأكون تحت أمرك ولن أفارقك حتى لو عانقت روحي السماء .. وستبقى السيد الأول ..
ظل كلاود ينظر إليه بهدوء تام ثم تحركت شفتيه قائلاً :
- " السيد ون " يا له من اسم سطحي .. لكي يطلقه البشر والأسلحة والأرواح على شخصي .. لقد استسلموا بسهولة لقيادة شخص مجهول ..
هذا مثير للسخرية ..
نهض باركر وقرب المظلة فوق سيده وقال بابتسامة أبوية :
- يجب أن تغطي عينيك فقد بدأت تتوهج ..
ثم مد ذلك القناع المزخرف تأمله كلاود لثوان ثم قال بهمس :
- لهذا الأمر مثير للسخرية ..
ثم رفع عينيه المشعتين بلون الذهب لباركر قائلاً بابتسامة واثقة :
- ما الذي يدفعك لإبداء جهلك بي .. ؟!
عقد باركر حاجبيه بقلق ثم قال بصوت كسير :
- أنا أحاول النسيان فقط .. وأريدك أن تنسى أيضاً سيدي .. ما حدث في تلك الأيام كان بإرادة الوحش وليس بإرادتك .. لذا أن تكون سيداً له أمر يجب نسيانه .
فهو تجربه قد فشلت .. واختفى هنري سايمون بعدها من الوجود .. لصبح ذلك الشخص مجرد سلاح قد يفقد قيمته في أي وقت ..
مد كلاود يده ليظهر منها فراش ذهبي لامع بشكل آسر وهو يحلق من حوله وقد بدت ملامحه هادئة تماماً ثم قال بهمس :
- الهدف ..
تلك الفراشات المتخبطة لا تعلم أين تذهب إلا أنها ستظل إلى جواري حتى أخفيها بكفي .. إن لم يكن لك هدف ما .. فليصنعه لك غيرك ..
ثم أرخى أجفانه وهو يداعب الفراشات قائلاً بصوت هادئ عميق :
- وماريمو من صنع لي هذا الهدف ..فأصبحت الحياة تستحق المخاطرة ..
يأسه .. خوفه ..بكاؤه ..إصراره .. ضعفه .. نقاء قلبه.. مفردات جمعتنا .. فهو سيبحث عن هنري سايمون مجبراً لأنه هدفه الوحيد ..
وأنا أبحث عن معنى لهذه الحياة في شخصي القديم الذي عاشره.. قبل تسع سنوات مضت ..
موت السيد يعني موت السلاح لذا ..
رفع كلاود وجهه نحو السماء ليقول بصوت حمل الأمل :
- أقسم أن أحافظ على نفسي حية ..
بدا باركر متأثراً بكلماته العميقة وهو ينظر لوجهه الذي حمل ملامح نقية رائعة .. عادت به السنين لذلك اليوم المشئوم ..
حيث تحشرجت أنفاس السيد روبرت وهو يهمس في أذن باركر قائلاً :
- العين الوراثية يجب أن تنتقل لذكر من عائلتي قبل موتي وليس لدي سوى "كين" ولكنه لازال في الرابعة وأخشى عليه من الهلاك ..
ستفقد عائلتنا إرثها لذلك السلاح ..لذا ..أعط ابني قوة تحملك .. وسأعطيك جزءاً من قدرتي تقديراً لصنيعك باركر ..
أغمض باركر عينيه بألم قائلاً في نفسه :
( عرفت بالخادم الروحي للعائلة .. وكانت لدي قوة تحمل لا توصف وأستقبل أي سلاح مهما كان نوعه .. فموت السيدة والسيد روبرت ..في وقت واحد
بسبب جريمة اغتيال يعد مصيبة لضياع إرث العائلة لتلك العين الأسطورية .. فوافقت ..)
ظهر صوت كين الطفولي في مخيلته وهو ينظر لجسده وقد رسمت عليه علامات كثيرة قائلاً ببراءة :
- باركر ..ما هذا ؟!
( لقد استقبل سلاحين في وقت واحد ..الأول طاقه جبارة للتحمل .. والثاني العين الأسطورية .. وأدى ذلك لنزيف حاد من كل أنحاء جسده الغض ..
ولكن لم يكن هما السبب مطلقاً .. فعن طريق الخطأ دمج وحش روحي هارب بداخله بعد أن لامس جسده تلك العملية المضيئة .. وأصبح كين يمتلك وحشاً ..
تيقنت موته فهو في الرابعة لن يحتمل ذلك الوحش الدخيل .. إلى أن ظهر ذلك الطفل المدعو هنري .. وأنقذه بدمه ..
وبعد أيام تكون لدى السيد الصغير رغبة جامحة لمساعدة هنري ولكنني كنت أمنعه خوفاً عليه لذا أهملت هنري طوال تلك الفترة تحقيقاً لوعد السيد روبرت وزوجته للحفاظ عليه .. وأخذت بعضاً من قدرة العين الأسطورية لكي أحميه لا أكثر فلقد أقسمت أن أعيش حياتي لأجله ..
وبعد عدة بحوث مني اكتشفت بأن الوحش الموجود بداخله كائن خرافي مجهول ليس له مصدر ما التحم بجسده تماماً .. ومن طبيعة هذا الوحش أن يخلص
لمن قام بتغذيته بالدم حتى وإن كان عدوه .. )
أخفض باركر المظله على السيد ون وهو يمشي إلى جواره قائلاً بصوت كسير في نفسه :
( لذا استقبل الطفل كين المادة الحارقة عوضاً عن هنري ليصاب في وجهه مباشره في لحظة غفلة مني .. وجاء إلي بعدها وهو يقول بفخر – لقد أنقذت سيدي-
وبقوة إرادة السيد ون و ذكائه اللامحدود استطاع أن يرضخ ذلك الوحش تحت أمره ويدير أكبر المنظمات لوحده مهتماً بكل صغيره ..وهو في عمر العاشرة
لذلك هو السيد الأول هنا .. )

انتهى~


__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .

ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..


"أميرةالانمي":



.
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيلم انمى الاكشن و القوى الخارقه First Squad The Moment Of Truth مترجم و جوده عاليه mostafa200788 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 05-22-2012 02:11 AM
صور Death Note , تقرير Death Note , صور Death Note2010 اهداء الى l_kareem_l Utchiha itachi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 01-11-2011 07:27 PM
Even In Death بقايا جروح أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 04-29-2007 09:26 PM


الساعة الآن 07:00 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011