عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام - > أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016

أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 أرشيف مغلق للأستفادة من مواضيعه

Like Tree20Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-10-2012, 07:21 PM
 
Thumbs up يد بيد نستعد لرمضان (1) (متجدد)


الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، والصلاة والسلام على من بعثه الله تعالى بشيراً ونذيراً ، وسراجاً مُنيراً للناس كافةً ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، والتابعين وتابع التابعين إلى يوم الدين
، وبعد
انطلاقا من موضوع دورة الاستعداد لرمضان :
يد بيد نستعد لرمضان ، فمن يقول أنا لها ؟
يسعدنا أن نبدأ معكم أولى فعاليات هذه الدورة، ومع أول نقاط جدولنا
هنـا

نبدأ ببسم الله و








بم نستقبل هذه الأيام
حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة، بأمور جمعتها لكم في عدة نقاط أراها مهمة ، ولعل هناك ما هو أهم منها ولكن هذا حسب ما فتح الله ويسر، والله أرجو أن ينفعنا وإياكم :-
1- التوبة الصادقة :
فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففى التوبة فلاح للعبد فى الدنيا والآخرة، يقول تعالى:
{
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }{النور : 31}
والتوبة واجبة في كل وقت ومن كل ذنب، ولكنها في هذا الحين ألزم وأوجب لأنك مقبل على موسم طاعة، وصاحب المعصية لا يوفق للطاعة ولا يؤهل للقرب، فإن شؤم الذنوب يورث الحرمان ويعقب الخذلان، وإن قيد الذنوب يمنع عن المشي إلى طاعة الرحمن، وإن ثقل الذنوب يمنع الخفة للخيرات والمسارعة في الطاعات فتجد القلب في ظلمة وقسوة وبُعد عن الله وجفوة، فكيف يوفق مثل هذا للطاعة ؟ أو كيف يصلح للخدمة ؟ أو كيف يدعى للمناجاة وهو متلطخ بالأقذار والنجاسات ؟ فصاحب المعاصي المصر عليها لا يوفق إلى الطاعة فإن اتفق فبكد لا حلاوة فيه ولا لذة ولا صفوة ولا أنس ولا بهجة، وإنما بمعاناة وشدة، كل هذا بسبب شؤم الذنوب .
وقد صدق الأول حين قال: حرمت قيام الليل سنة بذنبٍ عملته . وعندما قيل للحسن لا نستطيع قيام الليل، قال قيدتك خطاياكم . وقال الفضيل :
"
إذا كنت لا تستطيع قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محبوس قد قيدتك ذنوبك".
فلابد من التوبة النصوح المستلزمة لشروطها، المصحوبة برد الحقوق إلى أهلها، والمصاحبة للافتقار وإظهار الفاقة والحاجة إلى العزيز الغفار، ولابد من إظهار الرغبة بحسن الدعاء ودوام الاستغفار وكثرة الإلحاح والتضرع إلى الله بالقبول وأن يجعلك ممن تقبل توبتهم قبل رمضان وأن يكتبك في آخره في ديوان العتقاء من النار . وعلامة الصدق كثرة الإلحاح ودوام الطلب وكثرة الاستغفار، فارفع يديك إليه وناجه وتوسل إليه .
يا من يرى ما في الضمير ويسمع .. أنت المعد لكـل ما يتوقـع
يا من يرجّى للشــدائد كلها .. يا من إليه المشتكى والمفـزع
يا من خزائن فضـله في قول كن .. امنن فإن الخير عندك أجمع
مالي سوى فقـري إليك وسيلة .. فبالافتــقار إليك فقري أدفع
مالي سوى قرعي لبابك حــيلة .. فـإذا رددت فـأي باب أقــرع
ومن الذي أرجو وأهتف باسمه.. إن كان جودك عن فقيرك يمنع
حاشـا لفضلك أن تقنـط راجيا .. الجود أجـزل والمواهب أوســع


2- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام :
فينبغى على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال تعالى:
{
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين }
"العنكبوت 69"

لذا علينا أن نعقد العزم على تعميرهذه الأيام بالطاعات وزيادة الحسنات وهجر السيئات، وعلى بذل المجهود واستفراغ كل الوسع في استغلال كل لحظة فيه في رضا الله سبحانه .
وهذا العزم ضروري فإن العبد لا يدري متى توافيه منيته ولا متى يأتيه أجله ؟ فإذا انخرم عمره وسبق إليه من الله أمره، وعادت الروح إلى باريها قامت نيته مقام عمله فيجازيه الله على حسن نيته وعلى هذا العزم فينال الأجر وإن لم يعمل . عن ابن عباس رضي الله عنهما:
{
إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعلمها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ..} الحديث متفق عليه
وقال: {
إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء ما نوى} متفق عليه
ونحن نعرف أناسًا كانوا معنا في رمضان الماضي وليسوا معنا في عامنا هذا وكم ممن أمل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله فصار قبله إلى ظلمة القبر
كم كنت تعرف ممن صام في سلف .. من بين أهل وجيران وخلان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم .. حيا فما أقرب القاصي من الداني

فكم من مستقبل يومًا لا يستكمله ؟ ومؤمل غدًا لا يدركه ؟ إنكم لو أبصرتم الأجل وميسره لأبغضتم الأمل وغروره



3- البعد عن المعاصى:
فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصى أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه فإن كنت تطمع فى مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع فى المعاصي فى هذه الأيام وفى غيرها ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.
فاحرص أخى المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم.



4- معرفة شرف الزمان
فالوقت هو الحياة، وهو رأس مالك الذي تتاجر فيه مع الله، وتطلب به السعادة وكل جزء يفوت من هذا الوقت خاليًا من العمل الصالح يفوت على العبد من السعادة بقدره .
قال ابن الجوزي: ينبغي للإنسان أن يعرف شرف وقيمة وقته فلا يضيع فيه لحظة في غير قربة .
إذا كان رأس المال عمرك فاحترز... عليه من الإنفاق في غير واجب
وقد نجد مشقة ولكن كم من مشقة في طاعة مرت على الإنسان فذهب نصبها وتعبها وبقى أجرها عند الله إن شاء الله . وكم من ساعات لهوٍ ولعبٍ وغفلةٍ ذهبت وانقضت لذتها وبقيت تبعتها.
وساعة الذكر فاعلم ثروة وغنى ... وساعة اللهو إفلاس وفاقات


منقول

__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #2  
قديم 07-10-2012, 07:38 PM
 




2-
لمــاذا الاجـتـهــاد فـي شـعـبــان؟

حياكم الله معنا رواد وزوار منتديات محمد شريف الكرام
ونتواصل معكم لما بدأنا به
هنا
وكنا قد تعرضنا لأول نقاط جدولنا هنا
والأن مع النقطة الثانية ولنعلم أن الاجتهاد في شعبان يكون لأمور منها:-
أولاً: حتى يتعود الإنسان منَّا فعل الخيرات وترك المنكرات فيكون له سجية وطبع وعادة، والأمر كما قال النبيصلى الله عليه وسلم :
"
الخير عادة والشر لجاجة، ومَن يُرِد الله به خيراً يفقهه في الدين
" (أخرجه ابن ماجة بسند صحيح) ومن الفقه في الدين عمل الخيرات في كل الأوقات، وخصوصاً الأوقات الفاضلات.
ثانياً:الاجتهاد في شعبان يكون استعداداً لرمضان:

وكما هو معلوم أن رمضان من الأوقات الفاضلات، ومن النفحات الربانية على الأمة المحمدية، والأمر كما قال خير البريةصلى الله عليه وسلم :"
افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها مَن يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يُؤمِّن روعاتكم
" (أخرجه ابن أبى الدنيا والطبراني من حديث أنس رضي الله عنه)



كذلك الاجتهاد في شعبان يكون عن طريق:-

1.المحافظة على الفرائض، وعدم التفريط فيها والإكثار من النوافل :
فقد أخرج البخاري من حديث أبى هريرةرضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل : "
وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصر به, ويده التي يبطش بها, ورِجْله التي يمشى بها، وإن سألني لأعطينَّهُ، ولئن استعاذني لأعيذنَّهُ" وكما أن مجاهدة النفس، والإكثار من النوافل سبب لمحبة الله, فهي كذلك سبب في سكنى أعلى درجات الجنة مع الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم. فقد أخرج الإمام مسلم من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه : "أن النبيصلى الله عليه وسلم قال له: سل، فقلت: أسالك مرافقتَكَ في الجنة، قال: أوغير ذلك. قلت: هو ذاك. قال: فأعنِّي على نفسك بكثرةِ السجود
" فبكثرة السجود يصل المرء إلى هذه الأشواق العالية من مصاحبة خير البرية في الجنة, ولا تكون هذه المصاحبة بالأماني والإدِّعاءات الكاذبة.


2. الإكثار من الصيام في شعبان:

‌أ- فقد أخرج البخاري عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلميصوم حتى نقول: لا يُفطر، ويُفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلماستكمل صيام شهرٍ إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً من شعبان" وفي رواية: "وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان.
‌ب- وأخرج البخاري ومسلم من حديث عائشة – رضي الله عنها- قالت: " لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم من شهر أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله" وفي رواية في الصحيحين:"كان يصوم شعبان إلا قليلاً" روى ابن وهب عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: "ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناس يصومون رجب، فقال: أين هم من شعبان؟!
" وباع قوم من السلف جارية لأحد الناس: فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان المطعومات والمشروبات لاستقبال رمضان، كما يصنع كثير من الناس اليوم، فلما رأت الجارية ذلك منهم، قالت: لماذا تصنعون ذلك؟قالوا: لاستقبال شهر رمضان. فقالت: وأنتم لا تصومون إلا في رمضان، والله لقد جئت من عند قوم السَّنَة عندهم كأنها كلها رمضان، لا حاجة لي فيكم، رُدُّوني إليهم، ورجعت إلى سيدها الأول".
فعليكم.. أن تكثروا من الصيام في شعبان, والذي يدفعك للإكثار من الصيام فيه، وفي غيره أن تعلم فضل الصيام. فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : "لا يصوم عبد يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً" هذا بصيام يوم واحد فقط نافلة،في حين أن رب العالمين يقول في كتابه الكريم: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ
}(آل عمران:185) فما بالك بمَن زحزح وجهه عن النار سبعين خريفاً؟!!
تنبيه:









3- ويستحب الإكثار من الصدقة، وقراءة القرآن في شعبان:

يقول ابن رجب ـ رحمه الله ـ كما في "لطائف المعارف": "والصيام في شعبان كالتمرين على صيام رمضان؛ لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة, بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده, ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته؛ فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط. ـ ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان، شُرِع فيه ما شُرِع في رمضان، من الصيام، وقراءة القرآن؛ ليحصل التأهب لتلقي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن وقد روينا بإسناد
ضعيف عن أنس رضي الله عنه قال: "كان المسلمون إذا دخل شعبان، انكبوا على المصاحف فقرءوها، وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان" قال سلمة بن كهيل:"كان يقال: شهر شعبان شهر القراء" وكان حبيب بن أبى ثابت- رحمه الله- يقول:"إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء " وكان عمرو بن قيس الملائي:"إذا دخل شعبان أغلق حانوته, وتفرغ لقراءة القرآن" قال الحسن بن سهل:"قال شعبان: ياربِّ... جعلتني بين شهرين عظيمين، فما لي؟ قال: جعلت فيك قراءة القرآن". أهـ من كلام ابن رجب يكفيك أن تعرف أخي الحبيب...أن لك بكل حرف تقرؤه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها فقد أخرج الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال: من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: "آلم" حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف". وفضائل القرآن كثيرة كثيرة لا يسعنا ذكرها في هذا المقام.


__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #3  
قديم 07-10-2012, 07:39 PM
 
<B><B>

ثالثاً: الاجتهاد في شعبان من أجل أنه ترفع فيه الأعمال:

فقد أخرج الإمام أحمد وأبو داود والنسائي عن أسامة بن زيدرضي الله عنه قال:
"قلت يا رسول الله، لم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع الإعمال فيه إلى رب العالمين, فأحِبُّ أن يرفع عملي وأنا صائم"
وفي رواية أخرى عند البيهقي في شعب الإيمان من حديث أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " شعبان بين رجب وشهر رمضان، تغفل الناس عنه، تُرْفع فيه أعمال العباد، فأحب أن لا يرفع عملي إلا وأنا صائم" (صحيح الجامع:3711) ، (الصحيحة:1898)
فحيث إن رجب من الأشهر المحرمة، ورمضان من الشهور المعظمة، فإن الناس يجتهدون فيها، فإذا ما جاء شعبان ترك الناس العبادة، وفتح الشيطان لهم باب التسويف، فيُحدِّث أحدهما نفسه فيقول: سأجتهد في رمضان، وسأفعل... وسأفعل, فيفتح لهم الشيطان باب التمنِّي والأمل، حتى يقعدهم عن العمل في شعبان، ويَدْخُلُ عليهم رمضان وهم خائبون، وينصرف عنهم وهم خاسرون، ويُمنِّيهم الشيطان أنهم في العام القادم سيُعوِّضون. وصدق الحبيب النبيصلى الله عليه وسلم حيث قال كما عند ابن النجار: "أخسر الناس صفقة: رجل أخلق يده في أمانيه، ولم تساعده الأيام على تحقيق أمنيته، فخرج من الدنيا بغير زاد، وقدم على الله بغير حجة" وكأن ابن أدم من كثرة ما أمدّ له الشيطان في الأمل، وأنساه بغتة الأجل, وأنساه قرب الموت والرحيل، وكأنه بمأمن أن ينتقل إلى الرب الجليل، وأنه راحل إليه، وأنه واقف بين يديه سبحانه.
وقول النبيصلى الله عليه وسلم :"وهو شهر تُرْفَع الأعمال فيه إلى رب العالمين, فأحبُّ أن يرفع عملي وأنا صائم" فهذا أدعى لقبول العمل. ـ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يصوم الاثنين والخميس لأن الأعمال ترفع فيهما فقد أخرج الترمذي من حديث أبى هريرة رضي الله عنه : أن النبيصلى الله عليه وسلم قال:
"تُعرض الأعمال يوم الاثنين ويوم الخميس، فأحبُّ أن يُعرَض عملي وأنا صائم"
وكان الضحاك ـ رحمه الله ـ يبكي آخر النهار ويقول:
"لا أدري ما رُفِع من عملي, يا من عمله معروض على مَن يعلم السر وأخفي لا تبهرج، فإن الناقد بصير".



رابعاً: الاجتهاد في شعبان حتى لا تكتب فيه من الغافلين:
فقد بيَّن النبي الأمين صلى الله عليه وسلم:أن شهر شعبان شهر يَغفلُ فيه الناس فقال كما عند الإمام أحمد والنسائي من حديث أسامة بن زيد-رضي الله عنهما-: "ذلك شهر يغفل الناس عنه"
وإذا غفل الناس عن شعبان، لم يكن للمؤمنين أن يغفلوا عنه، فإن المؤمنين مُقْبِلون دوماً على ربهم، لا يغفلون عن ذكره، ولا ينقطعون عن عبادته، فهوسبحانه الذي يُدبِّر شئونهم، ويصلح أحوالهم، ويأخذ بنواصيهم إليه أخذالكرام عليه, فالمؤمنون يعلمون أن البعد عن الله سبب الشقاء والخسران،
كما قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَفَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } (المنافقون:9)
فلذلك هم دائماً وقوف ببابه، يلذون بجنابه, عزهم في الانكسار والتذلل له، لذَّتُهم في مناجاته, حياتهم في طاعته وعبادته. ويزدادون طاعة وعبادة في مواسم الطاعات، ويتعرضون للنفحات لعل الله أن يرزقهم الجنات، وينجيهم من اللفحات. ويزدادون طاعة وعبادة كذلك في وقت الهرج, وحين يغفل الناسففي هذا الشهر الذي قال عنه النبيصلى الله عليه وسلم: "ذلك شهر يغفل الناس عنه" ينبغي للمؤمنين أن يكونوا في شأن غير شأن الناس, الذين هم أهل الغفلة. كما قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ:
"المؤمن في الدنيا كالغريب، لا يجزع من ذلها، ولا ينافس في عزِّها، له شأن وللناس شأن".
فعلى المؤمنين في وقت الغفلة أن يزدادوا قرباً وطاعة لله تعالى، وهذا ما كان يَحثُّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
واعلموا...أن العمل وقت الغفلة محبوبٌ لله تعالى, لذا حثَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم. فاستحب النبي صلى الله عليه وسلم القيام وسط الليل وقت غفلة الناس فقد أخرج الترمذي أن الحبيب النبيصلى الله عليه وسلم قال لبعض أصحابه:
"إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن"
فهذاالوقت هو وقت نوم الناس وغفلتهم, فإذا قام المؤمن لرب العالمين ليفوز بجنةالنعيم, فلا يستوي هو ومن آثر الوسادة على العبادة, وكما قيل: "من أرادالراحة، تَرَكَ الراحة " ولذلك جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد عن أبى ذر رضي الله عنه:
"ثلاثةيحبهم الله: قوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يُعْدَلُبه، نزلوا فوضعوا رءوسهم , فقام أحدهم يتملقني ويتلوا آياتي" يتملقني: يتضرع إليَّ بالثناء والدعاء.
ومعنى الحديث:أن هؤلاء القوم كان النوم لهم لا يعادله شيء فهو أحب شيء إليهم فيهذا الوقت فناموا, لكن قام أحدهم حال تعبه، وحال كون النوم أحب إليه مماسواه، قام يدعو ربه ويتلو آياته ويتضرع إليه، فهذا هو نعيمه الذي لا يغنى،وقرة عينيه التي لا تنقضي، وهي سعادته العظمى وغايته المنشودة. وفى يوم أخَّر النبيصلى الله عليه وسلمالعشاء إلى ثلث الليل فقال كما عند البخاري:
"ما ينتظرها- يعنى العشاء- أحد من أهل الأرض غيركم" وكأنه صلى الله عليه وسلم يقول لصحابته:هذه الصلاة التي تُصلُّون إنما أنتم الذين تصلونها في الدنيا كلها، حال غفلة الناس عن الله تعالى. ففي هذا الشهر الذي يغفل فيه الناس، عليكم إخوتي أن تكونوا أنتم المقبلون حال فرار الناس، والمتصدقون حال بخلهم وإحجامهم وحرصهم... وأن تكونوا القائمون حال نومهم وغفلتهم... وتكونوا الذاكرين لله تعالى حين إعراضهم، فإن هذا سبب لمحبةالله تعالى لكم .



اتمنى أن تكون النقطة الثانية من جدولنا قد أدت المرجو منها
واستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه إلى أن القاكم مع :
3- أخي / أختي ماذا أعددت لرمضان ؟
</B>



</B></B>
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #4  
قديم 07-10-2012, 10:35 PM
 
بارك الله فيك اخي مؤمن دائماً مواضيعك هادفة ومفيدة
اللهم بلغنا رمضان ..وتقبل صيامنا
شكراااااااا للطرح الرائع
جزاك الله كل خير
__________________
آية تهـز القلب هزاً :
.
?

?
...
?

?

{{ أليس الله بكاف عبده }}

أقولها لكل متعب أرهقته الحياة طويلا.
أقولها لكل من تعثر في طريق طلب الرزق.
أقولها لكل من كسر خاطره و تأذت مشاعره.




ساشتاق للجميع ...اعتزاااااااااااااااااال نهائي
في امان الله ..تذكروني دائماً انا عبقرينو الأمورة
  #5  
قديم 07-10-2012, 11:23 PM
 
يسلمو على الموضوع
الله يعينا على رمضان والله كريم
بانتظار جديدك والى الامام
مها محمد من قرى بيت لحم
__________________
شعاري بالحياة ::


يلي بيمشوا جنب الحيط هما يلي بيموتوا

عيون المها الفلسطينية
( M2D )
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور لرمضان نــونــو أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 08-09-2010 12:45 PM
كيف نستعد لرمضان ؟ وما هي أفضل الأعمال لهذا الشهر الكريم ؟ osama14 مواضيع عامة 8 06-10-2010 05:28 PM
كيف نستعد لرمضان .... ؟؟ اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه من عتقائك من النيران أحلى صحبة مواضيع عامة 4 07-27-2009 07:57 PM
أتحدى البعض..لا..لا بل أتحدى الكل... زهرة الرمال أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 29 05-15-2007 01:28 PM


الساعة الآن 09:38 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011