01-06-2007, 09:00 PM
|
| |
| رد: شهد شاهد شهادة المشهود يا مشاهدين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة x-treme2007
 من نكد الدنيا على المرء أن يكتب عن الحزن في أيام الفرح وعن المآسي في مقتبل عام جديد.
ومن نكدها أن يجد نفسه في خانة المتعاطف مع حاكم لم يحسب يوما أن يوصف بالشهيد رغم ما بين الوصف والموصوف من مفارقة قالت في مثلها العرب يوما رب كلمة تقول لصاحبها دعني.
لكن سوريالية المشهد عندي وبعيدا عن كل ما قيل على مدى أيام العيد في مجالس لم يخل منها بيت ولم يفت عليها أي تحليل سياسي تكمن في شيء آخر
لست أدري لماذا نصر على النبش في قبر الرجل ... الشهيد ... وأستغرب استكثار الشهادة على رجل كان من بداياته الأولى مؤهلا للشهادة ... منذ عبر دجلة سابحا وهو مصاب بكتفه لمجرد أنه يحارب باخلاص في سبيل كرامة وحرية امته
كان دكتاتورا... ؟؟؟ ... هل يجروء أحد على أن يسمي لي قائدا لم يكن دكتاتورا منذ قتلوا الخليفة عمر بن عبد العزيز بالسم
هل يجروء أحد على أن يسمي لي قائدا عربيا أو غير عربي معاصرا أو غير معاصر لم يكن دكتاتورا ...
هذا متطلب رئيسي من متطلبات الحكم ...
المطلوب يا سادة أن يكون القائد وطنيا وحسب ولا أهمية لسخافة ما يسميه الغرب بالديمقراطية فهي بوابتهم لاختراق الأمم
إنه ذلك التناقض الصارخ بين الرجل وخصومه والخلاف الجوهري ومع ذلك فقد كان كل منهما يردد الشعارات نفسها: أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله من جهة ومن الجهة الأخرى اللهم صل على محمد وعلى أل محمد....عبثية المشهد ربما كانت أكثر من سينمائية الطابع رغم عدم وضوح الصورة وكانت أكبر من أفكار كثيرة لا تزال تحوم في المخيلة!
من قال أن كلا منهما كان يردد الشعارات وحدها ...هذا ليس صحيحا يا سيدي مع فائق احترامي ... كان الرجل على حبل المشنقة يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله .. وكان خصومه يصلون على النبي ويهتفون باسماء كان اخرها مقتدى حسبما اذكر ... وشتان بين شهادة أن لا اله الا الله وبين الهتاف بأسماء ستتخلى عن الهاتفين بها يوم الحساب
لماذا!
وكيف!
ومن!
ومنذ متى!
ولصالح من ؟
يتحول الدين الذي هو رمز التوحد والتلاقي والتسامح والتغافر إلى رمز لإبداء أسوأ ما في الخصومة !
الصورة الساخرة معبرة بالمناسبة عن واقعنا إقليميا ودوليا ورسمتها قبل أسابيع بشكل مختلف صحيفة الاندبندنت البريطانية حين قال ثمانون بالمئة ممن شاركوا في استطلاع للرأي فيها إن الدين عامل فرقة واختلاف بين البشر بينما قال نحو عشرين بالمئة فقط إنه عامل تجميع ووحدة!
قال تعالى " وما تفرق الذين أوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة"
وقال أيضا " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين"
وقال أيضا" ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني اسرائيل* وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون* ان ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون"
وغير ذلك كثير مما أعلمنا الله به أن الاختلاف بين الناس واقع، وبين الذين أوتوا من الله البينة منهم تحديدا
وليس هذا الاختلاف جديدا ولا طارئا ولكنه يكرس ويجند من الفئة المستعبدة للأعداء كلما استدعت مصالحهم ذلك
أعلم جيدا إلى أين ستصل الإجابات وسأبدأ بالفصل عن قناعة تامة بين جوهر الدين وبين سلوك أتباعه ولكن حجم المشكلة وانعكاساتها على واقعنا ربما يحتاج إلى إجابات تغير الواقع ولا تكتفي بمجرد تفسيره
لا يتغير الواقع الا بصحوة حقيقية نتخلص فيها تماما من الأفكار المستوردة مهما بدت لنا براقة ومشرقة لأنها مصدر الظلام الذي سيحدق بالأمم كلها لخدمة العدو...
فهل فعلا أصبح الدين يفرق اكثر مما يجمع ؟؟
الدين بنصه الذي أنزله الحق جل وعلى لا يفرق حتى بين أتباع الديانات الثلاث، ولكن الناس حين تخضع النص الالهي للتحليل والتفسير وحتى التأويل تبعا لمصالح بعض الرؤس الكبيرة، يصبح النص المُأول موضع اختلاف وتبريرا لمزيد من التأويل ومزيد من الاختلاف |
__________________ 
|
.gif "flowr")
.gif "thanks")
العرض العادي
