عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08-01-2012, 04:58 AM
 
البارت الخامس




بريطانيا – لندن – منذ عشر سنوات

في قصر دافيء جميل وفي الحديقة الخارجية ..

كانت هيلين بالثالثة عشر من عمرها وكان في التاسعة عشر من عمره

امسك بيدها وسارا نحو شرفة ارضية انيقة تحيط بها الزهور من كل جانب وتلتف حول سورها ..

اجلسها على الكرسي برفق ثم جلس هو الآخر .. وسكب لها بعض القهوة ذات الرائحة الزكية ونثر

عليها كعادته القليل من بتلات الزهرة البيضاء ذات الطعم والرائحة المميزتين , نظر جون لها

بابتسامة هادئة محبة وكذلك نظرت هي الاخرى له ثم بدأ كل منهما يحسي قهوته بهدوء ويتأملان

الطبيعة الغناء .

جون : بقي شهر واحد .. وأسافر من هنا هيلين .

نكست هيلين طرفها بحزن : بهذه السرعة .

التفت لها ووضع يده على يدها بحب : لما لاترافقينني .

- لااستطيع .. انت تعلم هذا .. لايمكنني الرحيل الآن من هنا .

- لكنكِ وحيدة معظم الوقت .. كوني معي ارجوكِ .

نظرت له بحيرة شديدة : لكن .. لايمكنني التخلي عنهم الآن .. انها عائلتي مهما جرى بيننا من

خلاف ومشاكل .. مهما تركوني وحيدة . سأظل احبهم .. وسأظل معهم ... انما .. عدني ان تعود

سريعاً .. وان

لاتنساني جون .


ضم يديها ليديه وهو يومأ بالايجاب بابتسامة محبة : انى لي ان انساكِ .. أنا سأتذكركِ للأبد .. ثقي

بهذا .


دمعت عيناها وهي تحاول جاهدة كتمان دموعها ثم نهضت وهي تمسحها بهدوء بأناملها وخلعت

قلادتها والبستها اياه واخذت قلادته ولبستها .. ثم ابدلت الصورتين .

نظرت لصورته في قلادتها وقالت : هذه لتكون معي دائماً واكون معك انا ايضاً .

نظرت له بابتسامتها الدافئة الجميلة : جون .. سأظل انتظرك .. في المكان ذاته .. دائماً ..

نهض بهدوء وقد اغرورقت عيناه بالدموع ثم عانقها بقوة وبادلته هي الاخرى العناق وقد اغمضت

عينيها بحزن .





لندن – متجر الحلويات ( عودة بعد الذكريات )


ساد صمت قصير قطعته جوليا وهي تقول بمرحها المعتاد : مساااااااااااااااء الخير جميعاً ^_^ .

استدرك كل من جون وهيلين فنكسا طرفيهما بخجل بينما توجهت جولي مع هيلين الى حيث

يجلس الجميع وجلست بمرح : شكراً جزيلاً عزيزتي لدعوتكِ لنا .. أنا سعيدة جداً جداً ومستمتعة

للغاية .



اليزابث بسرور: بل انا الاكثر سروراً بقدومكِ غاليتي .

وبدأت تعرفها على الحضور بينما رفعت هيلين طرفها بتردد لتنظر لجون من جديد وكان هو الآخر

يحدق بها بابتسامته المحبة .. نظرت له بدهشة ثم اخذت تتأمل عيناه وهي تخاطب نفسها :

ايعقل ان يكون هو ... بعد كل هذا الوقت .. اهذا ممكن .


تناول الجميع العشاء ومن بعده الحلوى وهم يتسامرون بسعادة ومرح وقد انسجم كل من مارك

وجوليا بالحديث كما لو انهما يعرفان بعضهما منذ امد بعيد .

جوليا : أي عصير تفضل .

مارك : اخبريني انتِ اولاً .

جولي : بل انت .

مارك : آه حسناً حسناً .. عصير الليمون المنعش امممم كم هو شهي .

جوليا بدهشة وحماس : عصير الليمون !!!!! اقسم بهذا .. احقاَ تحبه .. اوه لاااااا لايعقل كم نحن

متشابهين للغاية .


مارك : آه اتحبيه انتِ ايضاً .. واو هذه مصادفة جديدة مذهلة .. للتو ادرك كم اننا متشابهين للغاية .

نظرت لهما اليزابث بدهشة كبيرة : اوه لااصدق كم انتما متشابهين بالفعل .. انها الجملة ذاتها التي

قالتها لي جوليا حين عرفتها اول مرة .


ابتسمت جوليا بخجل وقد احمر خديها ونكست طرفها بدلال , بينما نظر لها بابتسامة سعيدة وقد

احمر خديه هو الآخر , وهيلين تراقبهما بابتسامة لطيفة .. ثم عادت تنظر لجون الذي لم تفارقها

عيناه لحظة واحدة , توردت وجنتيها الجميلتين وهي تشيح بطرفها بخجل شديد وارتباك وهي تفكر

بحيرة .




بعد بعض الوقت خرجت بهدوء للشرفة لتستنشق الهواء النقي وتنفست بعمق ثم مالبثت ان

ارتعش جسدها لشدة البرد: آه نسيت ارتداء معطفي .. المكان بارد حقاً في الخارج .

واذا بأحدهم يقف خلفها ويغطيها بمعطفه الدافيء الناعم , التفتت بتساؤل لترى جون وقد احاطها
بذراعه بتردد .

اشاحت بطرفها بخجل وصمت بينما نظر لها بابتسامة هادئة محبة : هيلين .. ايعقل انكِ لم

تذكريني بعد .. مضى وقت طويل حقاً .


خفق قلب هيلين بقوة وشعرت وقتها بدقات قلبها تتسارع كما لو كانت تجري لآلاف الأميال وجرت

دمعة ساخنة من عينيها وقد اكتفت بالصمت .

جون وهو يتأملها بحنان : مذ رأيتكِ .. تذكرتكِ .. لم انس ولو للحظة قسمات وجهكِ وتعابيركِ الجميلة

.. ابتسامتكِ وضحكتكِ و.. صوتكِ , لكنني ظللت اشك انها انتِ .. فهيلين كانت تعرفني بمجرد ان

تشم رائحة عطري .. الا انها الآن لم تتذكرني ابداً ... لكني تأكدت انها انتِ .. حين تحدثت اليزابث

عن قهوتكِ .. كان فنجان القهوة الخاص بنا .. اكثر ما يميزنا .. فنحن من صنعه وابتكر هذه الطريقة

الخاصة .. اتذكرين هذا .


اجابته وقد اغمضت عينيها وهي تحاول كتمان ماتبقى من دموعها : لم .. اعهدك ثرثاراً .. جون .

ابتسم ضاحكاً بلطف ثم ضمها اليه بقوة : اشقت لكِ .

اجابته وهي تبادله العناق بتردد : وأنا .. اشتقت لك .. كثيراً ايها القاسي .

نظر لها بتفهم : سمعت انكِ تزوجتي .. حزنت كثيراً لذا سافرت مجدداً .

نظرت له بدهشة : آه ذلك اليوم ... كان عرضاً فقط .. ذلك الرجل يحب زوجته كثيراً .. كان يريد ان

اكون عشيقته وحسب .. وان انجبت له الطفل .. يتركها ويتزوجني .


- آه ياللدناءة .

- لاتقل هذا .. انه زوج قريبتي .. هي اقترحت هذا .. انما لم يقبل هو .. ولم اقبل انا ايضاً .. اعرف كم

يحبها وكيف ان لا يمكن له ان يتخلى عنها .


- اممم لهذا .. ام لأجل امر آخر .

- ماذا تقصد .

وضع يديه على خديها ونظر لها بحب : لأنكِ تعشقينني , ولم تنسني ابداً.

نظرت له بكبرياء : ابتعد ايها المتعجرف .. لست احبك .. اذاً غادرت مجدداً لأجل هذا الأمر فقط ..

حتى انك لم تتحدث معي وتفهم الحقيقة كاملة .. لابد انه كبريائك من جديد .


ابتسم بلطف وقبل مابين عينيها : اعترف بخطئي ... قسوت عليكِ كثيراً .

- مالفائدة من الاعتراف الآن .

- اممم سأحاول التكفير عن خطئي .

- وكيف ؟

- انتظري قليلاً .





خرج بسرعة والسعادة تعتريه بينما كانت تنظر له بدهشة , وعاد بعد حين واقترب منها : اغمضي

عينيكِ .


- هم !! .. آه حسناً .

- اغمضتهما بخجل وهدوء واذا بقطعة معدنية تلامس اصبعها فتحت عينيها بدهشة كبيرة وقد تلألأ

خاتم الماسي مذهل بيدها.

- جون .. ماذا..

- هل تتزوجيني هيلين .

- آه البستني اياه قبل سؤالي حتى ماذا ان عارضت .

اسندها لسور الشرفة ونظر لها بعينيه الآسرتين : وهل تستطيعين الرفض .. قلتها لي مراراً .. جون

لهيلين وهيلين .. لن تكون ابداً لسواه .


نظرت له باستسلام وهي تبتسم بلطف , نظر لها نظراتٍ معبرة محبة ثم اخذ يمسح على خدها ,

بينما كانت تتأمله بنظرات تحكي الكثير وكأنهما يتحدثان حديثاً لا يسمعه سواهما , ثم اغمض كل

منهما عينيه وغرقا في قبلة عميقة دافئة ملئوها الحنين والحب بينما كانت حبات الثلج تتساقط

عليهما .



التعديل الأخير تم بواسطة آدِيت~EDITH ; 08-01-2012 الساعة 06:51 AM