عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-03-2007, 02:35 PM
 
أستحلف كل عضو يحكي حكاية



صدّرت لنا حضارة الغرب الكثير من القصص الشيق ... وللأسف نسينا حكاياتنا .. وراح كثير من المتطفلين على الكتابة للأطفال بتشجيع من الناشرين التجاريين لدينا , فيعيدون ويكررون تلك الحكايات بشكل ببغائي دون تمحيص في مضمونها .. وأذكر من تلك الحكايات حكاية سندريلا .. تلك البنت التي عاشت مظلومة في كنف زوجة أبيها الظالمة مع اخوات لها غير شقيقات.
ولم يكن ثمة حل لمعضلة سندريلا , سوى ظهور ساحرة تعينها على إنجاز ما كلفت به من مهام لخدمة زوجة أبيها .. ثم تمنحها عربة سحرية لحضور حفل لاختيار عروس أمير البلاد. والحكاية شائعة ولست بصدد تكرارها .. إنما أشير إلى بعض ما هو سلبي فيها , ومن سلبياتها أن زوجة الأب شديدة الظلم بشكل مطلق , وهذا مخالف لسنة الحياة التي تحتمل السالب كما الموجب.

وعدا أن الأمير لا يختار واحدة من بين الحاضرات سوى سندريلا , التي حضرت الحفل وغادرته مسرعة بسبب شروط الساحرة وأضاعت فردة حذائها .... إلى آخر الحكاية , فإن أمثولة سندريلا تقول للطفل , وأنا من بين من اعتقد ذلك في صغري حقا ً , أن القوى الغيبية قادرة على حل أقسى حالات الظلم وأن ضربات الحظ قد تنقذ المظلومين.ويتكرر الأمر في كثير من الحكايات المستوردة وعلى سبيل المثال لا الحصر حكاية الأميرة النائمة .. حيث ان قوى سحرية جعلتها ترقد في غيبوبة ولن ينقذها سوى مرور الأمير الوسيم الذي يعشق ملامحها السحرية بغض النظر عن أية قيمة أخلاقية.وأما الأميرة فتستيقظ من سباتها بقبلة الأمير , أيعقل أن يشاهد أطفالنا قبلة حية؟ ولو كانت فلم كرتون؟؟ مالذي سنسوقه بعد؟؟ بما يشير دون لبس أن المشاكل المستعصية لدى أميرات القصور لا حلول لها إلا عبر قبلة الأمير.

ولا تخرج الحكاية العالمية "ليلى والذئب" عن هذا السياق ( انتبهوا أنه تم تعريبها بهذا الاسم) وفيها تحذير واضح من أن الذئب سيتربص بأية فتاة تحاول الخروج من بيتها ولكم خفت منه في صغري ولا ابالغ , سيتربص لكل من حاولت الخروج للتمتع بمباهج الطبيعة وقطف الأزهار , وإن فشل في التهامها فإنه لن يفشل في سبقها والتهام جدتها ولولا تدخل القدر لالتهمها هي أيضا ً.

ولا أدعي ان حكايات الشرق ومنها " ألف ليلة وليلة" خارج المرويات الخرافية .. بل هي ضمن سياقها ولربما ألعنها , إذ أنها تسوق للعديد من الأفكار الخطيرة اللعينة في زمننا هذا , فبنات وزوجات وأخوات الأمراء والخلفاء كلهن عاشقات زانيات لا تتم لهن الحياة إلا بقبل الحبيب عدا عن الكلمات البذيئة التي يخجل العقل والحياء من ذكرها , كما ان كل حكاياها عن الجب والجنس المطلق.

ومن باب الطرافة تابعت بعض أفلام الكرتون ومن أشهرها المعروف باسم" توم وجيري ", وفي العمل أن "جيري" وهو فأر ضعيف , يستطيع التغلب عبر مقالبه على توم الجبار , وبغض النظر عما في المحاولات من الإيهام والتخدير الإيديولوجي , نقرأ عبر معطيات الواقع أن توم القوي ذي المخالب الجارحة هو موضع سخرية وفشل في كل مغامراته وهذا ما رفضه حتى الأطفال لدى مشاهدته إن أن العقل السليم يعرف وبالفطرة أن هذا لا يمكن أن يكون , وليس دائما ً على الأقل.

أحبائي شاركوني وليكتب كل عضو كريم وعضوة حبيبة قصة من تراثنا القديم الشعبي الذي نفخر به , أرجو من كل عضو ان يدخل ويحكي لنا حكاية حلوة ما يذكره وهذه أمانة لن اقبل لأحد أن لا ينفذها.

والشكر لكم مقدما ً.
رد مع اقتباس