الموضوع: الشاي الاخضر
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-09-2005, 11:29 AM
 
الشاي الاخضر

بقلم / درويش مصطفى الشافعي
باحث بيئي

حيثما أدار الإنسان وجهه وجد نعمة من نعم الله أو أكثر، وقد تكون إحدى هذه النعم ثمرة يأكلها أو ثوبًا يلبسه أو هواء يتنفسه أو عشبة متواضعة تشفي مرضه وتخفف ألمه... ولا أدل على كثرة آلاء الله ونعمه من قول الله تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.

والشاي الذي كنا نعتقد أنه مجرد مشروب ساخن يمنح الدفء شتاء ويطفئ العطش صيفًا اكتشف العلماء أنه نبات طبي متعدد الفوائد ويشفي عشرين مرضًا أو يقي منها بإذن الله إذا ما أحسن المرء اختياره وتجهيزه.

التاثير العلاجي والوقائي للشاي الاخضر على الجهاز الهضمي

ما هو الشاي الأخضر؟

الشاي شجرة صغيرة لو تركت تنمو دون تدخل الإنسان لبلغ طولها حوالي (1 مترًا، وموطنها الأصلي جنوب شرق آسيا وخصوصًا الصين، واسمها العلمي: Camelia Sinensis. تحتوي أوراقها على عدد كبير من الفيتامينات مثل فيتامين (ج) و(هـ) و(ك) ومجموعة الفيتامينات (ب) والكاروتينات طلائع فيتامين (أ) وفيتامين (ج). وتعادل كمية هذا الفيتامين في ملعقة صغيرة من أوراق الشاي الأخضر الجاف كميته في حبة برتقال متوسطة الحجم، كما توجد في أوراق الشاي الأخضر عناصر معدنية عدة من أهمها الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنسيوم والحديد والنحاس والزنك والفلور والسيلينيوم والأسترونتيم، وتُعد بعض هذه العناصر مضادات أكسدة. وعلاوة على ذلك يوجد في الشاي الأخضر عشرون حمضًا أمينيًا من أهمها ثلاثة أنواع هي: الثيانين Theanine الذي لا يوجد إلا في الشاي وله دور في زيادة كفاءة الأدوية المضادة للسرطان، والحمض الأميني Butylated Hydroxyanisole الذي يمنع تصلب الشرايين والحمض الأميني r- butyric acid الذي يخفض الضغط الشرياني المرتفع.

فوائد طبية

تعود الأهمية للشاي الأخضر بشكل رئيس إلى احتوائه على مادة تسمى عديدة الفينول Polyphenols وهي مضادات أكسدة أقوى بمائة مرة من فيتامين (ج/c) وإلى احتوائه على أربعة أنواع من الكاتشنات Catechins هي ما يلي:

ـ إبيكاتشين Epicatechine (EC).

ـ إبيكاتشين جاليت Epicatechine gallate (ECG).

ـ إبيجالوكاتشين Epigallocatechine (EGC).

ـ إبيجالوكاتشين جاليت Epigallocatechine gallate (EGCG).

ولهذه المركبات دور مباشر في منع حدوث تغيرات في المادة الوراثية (DNA) وتخليص الجسم من المواد السامة التي تدخل إليه مع المواء والهواء والغذاء. وقد وجد الباحثون أن مركبات الشاي تقي من أمراض القلب والشرايين والسرطان وهشاشة العظام والجلطات الدموية، وتخفض كوليسترول الدم وتؤخر ظهور أعراض الشيخوخة، وذلك بسبب قدرتها على منع التأكسد وتخليص الجسم من الشوارد الحرة Free Radicals التي تتشكل في خلايا الجسم نتيجة عملية التحول الغذائي الطبيعية، والتي تزداد في حالة المرض والتدخين وتلوث الهواء وتناول بعض الأدوية. وتعد قدرة الكاتشنات في مقاومة الأكسدة أكبر وأقوى بمائة مرة من قدرة فيتامين (ج) المشهور في هذا الأداء.

علاج الجهاز الهضمي

أما دور الشاي الأخضر في علاج أمراض الجهاز الهضمي والوقاية منها فيمكن إيجازها كما يلي:

الشاي الأخضر وصحة الفم والأسنان

يقول الدكتور تاوسونج Tao Song إن مركبات البوليفينولات تمنع تشكل المواد الجيرية (البلاك) على الأسنان. ومن المعروف أن البلاك يكون جيوبًا وبؤرًا بين جذور الأسنان واللثة وهو ما يوفر بيئة مناسبة لنمو الجراثيم، ويسهم في نخر الأسنان وتسوسها. وقد بينت تجارب الدكتور تاو أن مركبات البوليفينولات تقضي على أخطر الجراثيم الفموية المسماة Streptococcus mutans، كما تقضي على أنواع عدة من جراثيم الباسيلا، ونتيجة لتأثيرات الشاي الأخضر المعقم للفم والقاتل للجراثيم تزول رائحة الفم الكريهة أيضًا.

الشاي الأخضر وسرطان الجهاز الهضمي

نشر المعهد الصيني للسرطان في شنغاهاي Shanghai بحثًا جاء فيه أن الأشخاص الذين يشربون كوبًا من الشاي الأخضر أسبوعيًا لمدة ستة أشهر أو أكثر هم أقل تعرضًا لسرطان المريء من الأشخاص الذين لا يشربونه. وجاء في بحث صادر عن مركز أبحاث السرطان سيتاما Saitama أن الأشخاص الذين يشربون الشاي الأخضر باستمرار هم أقل تعرضًا لسرطان الرئة بمعدل 64%، ولسرطان الأمعاء الغليظة بمعدل 50%، ولسرطان المعدة بمعدل 20%. ويفسر الباحثون آلية عمل الشاي الأخضر في الوقاية من أمراض السرطان على أساس أن البوليفينولات توقف تشكل المركبات والمواد المسرطنة التي تدخل إلى الجسم مع الطعام، ومن بين هذه المركبات الخطيرة Hetrocyclic amines التي تتكون بشكل رئيس نتيجة قلي اللحوم والأسماك والخضراوات.

ومن ناحية أخرى وجد باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية أن تناول الشاي الأخضر بعد الطعام يمنع تشكل النيتروزامينات المسرطنة، وذلك من خلال تثبيط عملية تحول مادتي النيترات والنتريت إلى هذه النيتروزامينات.

الشاي الأخضر وقرحة المعدة

كان يعتقد في الماضي أن قرحة المعدة والاثني عشر تحدث نتيجة تناول الأطعمة الحريفة والضغوط النفسية، لكن الأبحاث الحديثة بينت إضافة إلى ذلك أن السبب الرئيس في حدوث قرحة المعدة هي بكتيريا تسمى H.Pylori وبعد هذا الاكتشاف باشر الأطباء معالجة القرحة بالمضادات الحيوية المختلفة وأدوية تخفيض حموضة المعدة، ولكن الباحثين وجدوا أن مركبات البوليفينولات الموجودة في الشاي تقضي أيضًا على هذه البكتيريا وتقلل إفرازات المعدة الحمضية وتمنع تهيج بطانتها بسبب تناول بعض أنواع الأدوية أو الأغذية المثيرة لإفرازات المعدة.

وفي إحدى التجارب جرى إعطاء مجموعة من الفئرات كمية من الأسبرين لأيام عدة وقد تسبب ذلك في حدوث قرحة معدية لجميع أفراد المجموعة، وفي الوقت نفسه جرى إعطاء الكمية نفسها من الأسبرين لمجموعة أخرى من الفئران ولكن أضيف إلى علفها مستخلص الشاي الأخضر فلم يصب منها بقرحة المعدة إلا 20% فقط. وهذا يعني أن الشاي الأخضر يوفر حماية من قرحة المعدة بمعدل 80%.

الشاي الأخضر وسلامة الكبد

يقوم جهاز إنزيمي في الكبد يسمى P450 بتحييد بعض المواد السامة، ولكن قد يحدث لأسباب مجهولة أن يقوم هذا الجهاز بتحويل هذه المواد السامة إلى مواد مسرطنة. وقد استطاع الأطباء إيجاد أدوية كابحة ومنظمة لعمل هذا الجهاز الإنزيمي. لكن الباحثين وجدوا أيضًا أن مركبات الكاتشنات خصوصًا المركب EGCG تنظم عمل الجهاز الأنزيمي وتمنعه من تحويل المواد السامة وتفعيلها إلى مواد مسرطنة. كما وجدوا أيضًا أن مركبات الشاي تقلل وتيرة تلف خلايا الكبد وشيخوختها
__________________