حي "روبي" شمال فرنسا.. إرث مسيحي وغالبية مسلمة! - عيون العرب

**حمزه عمر** · #1 03-04-2009, 10:27 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

حي "روبي" شمال فرنسا.. إرث مسيحي وغالبية مسلمة!

لم يكن صباح يوم الأحد 1-3-2009 عاديا في حي "روبي" شمال غرب مدينة ليل الفرنسية، فالحي يفيق اليوم على أيام عيد "كريم" الكاثوليكي المسيحي، والذي من المفترض أن يؤشر لبداية صيام المسيحيين لمدة أربعين يوما، غير أن سكان حي روبي لا يعبئون كثيرا بهذا العيد، ليس فقط لعدم اكتراث الفرنسيين كثيرا بالعبادات الكاثوليكية، ولكن لأن الحي أصبح منذ عدة سنوات أحد أحياء الشمال الفرنسي ذات الغالبية المسلمة.

الزائر لحي "روبي" اليوم سيعجب بكنيسة "القديس مارتان دي نوتردام" المواجهة لقصر البلدية الفخم، والتي تعود إلى القرن التاسع الميلادي، كما ستبهره كنيسة "القديس جوزيف"، والمصممة على النمط القوطي، حيث صنفتها اليونيسكو سنة 1993 كأحد أبرز المعالم الأثرية للمنطقة، بحسب مراسل "إسلام أون لاين".

ولا شك أن ثانوية "القديس ريمي" الكاثوليكية الخاصة بحجارتها القرميدية الحمراء والمنتصفة في شارع "نوتري دام دي فيكتوار" تمثل أيضا أحد رموز المدينة المسيحية المعاصرة.

سكان "روبي" الجدد

وفي "الشارع الكبير" (لي قرون ري) كانت ترانيم صلاة الأحد تنبعث من "الكنيسة البولونية"، والتي بنيت تخليدا للجنود البولونيين الذين ماتوا من أجل تحرير فرنسا إبان الحرب العالمية الثانية، ولكن غير بعيد عن هذه الكنيسة التي يغلب على روادها المسنين، وفي المقهى المجاور لقصر البلدية كان شباب عرب يملئون المكان، إنهم سكان "روبي" الجدد، الذي طبعوا الحي في العقود الأخيرة بطابع ذي عادات وتقاليد وأسماء وجذور جديدة.

أمثال هذا الجيل الجديد لحي "روبي" غير موجودين فقط في المحجبات اللاتي يجبن شوارع الحي من حين إلى آخر، ولكن أيضا يمكن العثور عليهم من خلال ملامحهم في وسائل الإعلام الصادرة عن الحي.

فعلى الصفحة الرئيسية لجريدة "برق الشمال" (نوراكلير) المحلية التي تصدر في مدينة روبي في عدد الأحد 1-3-2009 يمكننا أن نقرأ بالبنط العريض في أعلى الصفحة "مدين 7 سنوات زيدان جديد".

ويتحدث التقرير عن طفل اسمه "مدين كورغلي"، ابن محمد وفطيمة كورغلي من سكان حي "روبي"؛ حيث تتنبأ الصحيفة أن يكون لهذا الطفل الموهوب مستقبل مثل زين الدين زيدان.

"مدين" (اسم الرئيس الجزائري الأسبق) ليس إلا رمزا للتحولات التي يعيشها الحي، وإذا تواصل نمط التحولات الديموغرافية على هذا النحو فإن المراقبين يشيرون إلى أنه في العقود القادمة قد يظهر رئيس للبلدية يحمل اسما عربيا خلفا لرئيس البلدية الاشتراكي الحالي "ريني فانديروندوك".

غالبية مسلمة

وتوضح التقارير الإحصائية الرسمية الفرنسية أن سكان "روبي" بأجزائها الأربعة أصبحت تضم غالبية من أصول مهاجرة مسلمة، خاصة من المغرب والجزائر.

فالحي الذي يضم حوالي مائة ألف ساكن، 60% منهم مسلمون من المهاجرين المغاربة الذين جاءوا للمنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؛ حيث اشتهر "روبي" في ذلك الوقت بصناعة النسيج وإنتاج مناجم الفحم، وهو ما أهله لأن يكون مركزا من مراكز استقطاب اليد العاملة المهاجرة.

ويضم الحي اليوم إضافة إلى 12 كنيسة أثرية وحديثة، 7 مساجد هي "أبو بكر"، و"الدعوة"، و"السنة"، والمسجد التركي "أيوب سلطان"، و"الرحمة"، و"مسجد شارع الصليب" (لاكروا).

وآخر المساجد التي يتم بناؤها في الوقت الحالي مسجد "بلال"؛ حيث يقول سعيدي طاهر أحد المسئولين عن جمعية المسجد في تصريح ل"إسلام أون لاين": "لقد كان من قبل مصنعا من جملة المصانع التي تعج بها المدينة".

ويضيف: "الحمد لله نسعى لجمع الأموال من أجل إعادة بنائه بمئذنة يصل طولها إلى 25 مترا، ويمتد على مساحة تقدر ب1425 مترا مربعا".

ولا شك أن نمو الوجود الإسلامي ب"روبي" جعله محلا لمظاهر الإسلامفوبيا، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، وسطر اسم الحي في السنوات الأخيرة فيما عرف في الصحافة الفرنسية "بمحاكمة عصابة روبي"، والتي اتهم فيها شباب مسلم ومعتنقون جدد للإسلام سنة 1996 فيما قيل إنها أعمال "سطو مسلح من أجل تمويل العمليات الجهادية"، والتي أدت في ذلك الوقت إلى مقتل أحد المتهمين في مواجهة مسلحة دارت بين قوات الأمن الفرنسية والمتهمين.

المصدر: إسلام أون لاين

__________________

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
بنت مسلمة كل أمنيتها فى الحياه أن تصلى كباقى المسلمين	marim22	قصص قصيرة	12	11-30-2008 06:09 PM
اسم "محمد" يحتل المرتبة الأولى لمواليد فرنسا	زهرة الرمال	نور الإسلام -	8	03-03-2007 02:54 PM