عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-15-2006, 11:43 AM
 
الاختلاط والسفور

الاختلاط والسفور
اولا: مبحث الاختلاط
تعريف الاختلاط :-
1\ التعريف اللغوي
الإختلاط لغةً : " خَلَطَ الشيءَ بالشيئ يخْلِطُهُ خَلْطَاً وخَلَّطَهُ فَاخْتَلَطَ : مزجه واختلطا . وخالط الشيء مخالطةً وخِلاطَاً : مازجه . والخِلْطُ : ما خالط الشيء ، وجمعه أَخْلَطٌ "1
" خلط الشئ بالشئ خلطه خاطاً : ضمه إليه ( خَالَطَهُ ) مُخَالَطَةً وخِلَاطَاً ، مَازَجهُ ( اخْتَلَطَ) عقله : فسد . واختلط الشيء بالشيء : خالطه . ويقال : اختلطوا في الحديث : اشتبكوا . ( تَخَلَطَ ) الشيئان : اختلطا . وتخالط القوم في الحرب : اشتبكوا . ويقال : أَخْلَاطٌ من الناس : مجتمعون مختلطون . و(الخِلْطَة ) العِشْرَة "2
( خَلَطَ ) الشيء بغيره من باب ضرب ( فاختلط ) و( خَالَطَهُ مُخالطةً ) و ( خِلَاطَاً ) بالكسر . و (اخَلَطَ ) فلان ، أي فسد عقله "3
" ( خَلَطَ ) خلطت الشيء بغيره خاطاً من باب ضرب ، ضممته إليه فاختلط ، قال المرزوقي : أصل الخلط تداخل أجزاء الأشياء بعضها في بعض ، وقد توسع فيه حتى قيل رجل خليط ، إذا اختلط بالناس كثيراً ، والجمع الخُلَطَاء . والخُلْطَةُ بالضم اسم من الاختلاط مثل الفُرقة من الافتراق ، وقد يكنى بالمخالطة عن الجماع ، ومنه قول الفقهاء : خالطها مخالطة الأزواج ، يريدون الجماع "4.

1- لسان العرب \ لابن منظور \ دار المعارف ج2 229}
2- المعجم الوسيط 0 .
3- مختار الصحاح / محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرّازي / مراجعة لجنة تحقيق التراث بدار
الكتب المصرية / 84- 185 .
4- المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي / الجزء الأول والثاني ط27 القاهرة / المطبعة
الأميرية 1928م للعالم أحمد بن محمد بن على المقري الفيومي .

( خلط ) " بقول خلطت الشيء بغيره فاختلط ، و رجل مِخْلَطٌ ، حسن المداخلة للأمور ،
والخليط : المجاور"1 .
2/ التعريف الاصطلاحي:-
الاختلاط هو اجتماع الرجل بالمرأة التي ليست بمحرم اجتماعاً يؤدي إلى ريبة ، وهو "محرم" 2
الادلة الواردة في عدم الاختلاط:-
يقول تعالى : " ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النيي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق ، وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ، وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً ، أن ذلكم كان عند الله عظيماً "3
( تقرر الآية الحجاب بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم والرجال : " وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن " ... يقول هذا عن نساء الني الطاهرات ، أمهات المؤمنين ، وعن رجال الصدر الأول من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ممن لا تتطاول إليهن وإليهم الأعناق ! وحين يقول الله قولاً ويقول خلق من خلقه قولاً ، فالقول لله – سبحانه – وكل قول آخر هراء ، لا يردده إلا من يجرؤ على القول بأن العبيد الفانين أعلم بالنفس البشرية من الخالق الباقي الذي خلق هؤلاء العبيد )4
1- معجم مقاييس اللغة / لأبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا / تحقيق وضبط ، عبد السلام محمد
هرون / المجلد الثاني / دار الجيل ، بيروت / 08 .
2- المرأة والتربية الإسلامية (سلسلة رسائل إلى أختي المؤمنة ) / الشيخ محمد الأباصيري خليفة /
مكتبة الفلاح ، الكويت / الطبعة الأولى 1404هت-1984م 7.
3- سورة الأحزاب ، الآية 53 .
4- في ظلال القرآن / لسيد قطب / المجلد الخامس/ الطبعة الشرعية العاشرة / 1402هت-1982م /
دار الشروق ، بيروت / 878

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بالتفريق بينهم في المضاجع؛ لأن قرب أحدهما من الآخر في سن العاشرة وما بعدها وسيلة لوقوع الفاحشة بسبب اختلاط البنين والبنات . ولا شك أن اجتماعهم في المرحلة الابتدائية كل يوم وسيلة لذلك ، كما أنه وسيلة للاختلاط فيما بعد ذلك من المراحل
الأسباب التي تدعو إلى الإختلاط:
" نجد أن المجتمع الغربي الحديث مؤسساً على ثلاث قواعد :
1- المساواة بين الرجال والنساء .
2- استقلال النساء بشؤون معاشهن .
3- الاختلاط المطلق بين الرجال والنساء .
سبل العلاج من الاختلاط :
نجد أن الاختلاط ينشأ أكثر ما ينشأ من خروج المرأة إلى العمل وهذا الأمر يجب أن تضع له الدولة والجهات المختصة المعالجات التالية :-
أ‌- وضع المناهج على أساس إسلامي سليم مع مراعاة الطبيعة المختلفة بين الجنسين .
ب‌- وضع برامج الإعلام على أساس إسلامي سليم بعيداً عن الإثارة الرخيصة والانحراف .
ج- يتم تيسيير الزواج في المجتمع بما يشغل ( الفتاة ) بمهمتها الأولى ، وبعد ذلك التيسير على النساء العاملات ألا تقتل الوظائف أنوثتهن، وتعطل عليهن أو تهدم بيوتهن وأسرهن ، وألا تضعهن تحت ضغط الحاجة في وضع مهين .
هـ - لا بد من ربط التعليم المدني بالتعليم الديني، ربطاً يراعي روح العصر وفضائل الأخلاق .
و- ايجاد كليات تخصصية تهدف إلى تكوين مدرسات واعيات يقدن الفتيات إلى كيفية اختيار الكلية والتخصص التي تناسبها كفتاة مسلمة .
ز- وضع الحوافز من قبل الدولة التي تشجع على ذلك .
ح- حماية ( البيئة ) الإسلامية من المؤثرات السلبية التي نفذ أغلبها عن طريق وسائل الإعلام .
ط- تقديم برامج واعية هادفة في شتى وسائل الإعلام بقصد تقديم الفكرة الإسلامية السليمة حول المرأة ودورها في الحياة ، واستكتاب العلماء والباحثين والاستعانة بهم في الصحف والمجلات لذات الغرض .
ي- مراجعة الكتب وتوجيه الشباب في كيفية الاستخدام السليم للإنترنيت الذي يعود بالفائدة "1 .
" لا بد من تعليم الأبناء منذ الصغر العادات والسلوك الحميدة ، فيجب أن تتغير علاقاتنا بأبنائنا تبعاً لأعمارهم ، وتبعاً لمقدار ما أفادوه من ثقافة وتعليم ، وإن ما عانيناه و ما نزال نعانيه من أزمة في تقدير العلاقات بيننا وبين أولادنا مردّه إلى أننا نسير على وتيرة واحدة في تربيتهم ومعاملتهم . فإما أننا نعاملهم بشدة مطلقة في جميع ظروفهم ، وفي جميع سنين حياتهم ، وإما أن نتراخى معهم في المعاملة ، فنترك لهم حريتهم كاملة، وتصرفاتهم من غير تعقيب عليها ، تحت تأثير ما فهمناه خطأً من حرية الأولاد وتربيتهم على الحرية غير المحدودة . وترجع الأزمات الخُلقية بين الأولاد وآبائهم إلى أمورٍ ثلاثة : -
أ‌- الشدة المتناهية في المعاملة لفهم خاطئ لدى الآباء بأن في يده السلطة وأ نه يملك زمام الأسرة ويريد أن تسير في ركاب آرائه حتى ولو كانت غير صحيحة .
ب‌- الجري مع السهولة المتناهية في معاملة الأولاد وإجابة كل رغباتهم وترك أمورهم إلى أنفسهم ، في غير رقابة ولا محاسبة ، فيظل الولد طفلاً وهو في العشرين من عمره لا يعرف من الحياة إلا وجهها الواضح .


1- انظر عمل المرأة وموقف الإسلام منه / عبد الرب نور الدين / الطبعة الثانية 1408هـ- 1987م / دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع ، المنصورة 2






ج‌- عدم التكافؤ في الأسرة ، وهذا نعانيه بعد انتشار التعليم ، وبعد أن قدر ذلك الآباء ، الذين ليس لهم خظ من الثقافة والتعليم ، فعلّموا أبناءهم ، فالابن متعلم والأب جاهل ، وكذا البنت مع أمها ، فسقف البيت يخيّم عليه أخلاط من التفكير ، فالابن يفكر والأب يتسلط ، والبنت المتعلمة تريد والأم الجاهلة تمنع ، فإذا اصطمت هذه الإرادات المتضاربة عاشت الأسرة في جحيم من الخلاف والشقاق وتغاير المفاهيم ، فيشب الأولاد ن الطوف ويتصرفون بخرية قد تتجاوز ضوابط الأخلاق " 1
وإذا تتبعنا الآثار السيئة للجلسات المختلطة في الزيارات العائلية فسنجد مفاسد
كثيرة منها :
1. غالب الناس في مجالس الاختلاط حجابهن معدوم أو مختل فتبدي المرأة الزينة التي نهاها الله عن إبدائها لغير من يحل لها أن تكشف عنده ، في قوله تعالى : ( ولا يبدين زينتهن ) ويحدث أن تتزين المرأة للأجانب في مجلس الاختلاط مالا تتزين به لزوجها مطلقاً .
2. رؤية الرجل للنساء في المجلس الواحد سبب لفساد الدين والخلق ، والثوران المحرم للشهوات . ما يحدث من التنازع والتقاطع الفظيع ، عندما ينظر هذا إلى زوجة ذاك ، أو يغمز هذا زوجة ذاك ، أو يمازحها ويضاحكها والعكس ، وبعد الرجوع إلى البيت تبدأ تصفية الحسابات .
3. وتتبادل الاتهامات وتنتهي المسألة بعداوات أو حالات طلاق .
4. يندب بعضهم أو بعضهن حظوظهم في الزواج عندما يقارن الرجل زوجته بزوجة صاحبه ، أو تقارن المرأة زوجها بزوج صاحبتها ، ويقول الرجل في نفسه : فلانة تناقش وتجيب .. ثقافتها واسعة ، وامرأتي جاهلة ، ما عندها ثقافة .. وتقول المرأة في نفسها : يا حظ فلانة زوجها أنيق ولبق ، وزوجي ثقيل الظل يرمي الكلمة دون وزن ، وهذا يفسد العلاقة الزوجية أو يؤدي إلى سوء العشرة .


1- خُلُقٌ ودين / دراسات اجتماعية أخلاقية دينية / د. إبراهيم سلامة / الطبعة الأولى 1373هـ - 1954م 4



5. تزين بعضهم لبعض بما ليس فيهم إدعاء وكذباً ، فهذا يصدر الأوامر لزوجته بين الرجال ويتظاهر بقوة شخصيته ، وإذا خلا بها في البيت فهو قط وديع ، وتلك تستعير ذهباً تلبسه لتري الجلساء أنها تملك كذا وكذا ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور )1 ما ينتج عن هذه السهرات المختلطة من ضياع للأوقات ، وآفات اللسان ، وترك الأولاد الصغار في البيوت ( حتى لا تُفسد السهرة بالصياح! ) .
وقد تتطور الأمور إلى اشتمال هذه السهرات المختلطة على أنواع عظيمة من الكبائر، مثل: الخمر والميسر ، وخصوصاً في أوساط ما يسمى بالطبقة المخملية ، ومن الكبائر التي تسري عبر هذه المجالس الاقتداء بالكفار ، والتشبه بهم في الزي والعادات المختلفة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من تشبه بقوم فهو منهم )2
تحريم الدعوة إلى الاختلاط :

اتسمت الشريعة الإسلامية بسمات جعلتها الشريعة الوحيدة الصالحة لضبط وتوجيه سلوك المجتمع المسلم فى كل مناحى الحياة ، وتمتد هذه الصلاحية عبر الزمن والجغرافيا والإجتماع لتنتظم كل الشأن الإنسانى ضبطاً و إصلاحاً و تهذيباً ، بما يتناسب ومصلحة النوع البشرى .
ويتضح ذلك الأمر جلياً إذا أجلنا النظر فى تنانلته الشريعة من قضايا ، و ما حددته من أحكام ، وما وطدته من تشريعات ، وما اتسمت به من مزايا ، وما تطرقت إليه امور ، تناولت شتى الظروف والحاجات للأمم ، والشعوب المختلفة ،المتباينة الثقافات ،الا انها رغم ذلك لم تعجز من أن تقدم الرؤية المناسبة لحال المجتمع أياً كان نصيبه من التقدم أو التأخرالمادى أو الثقافى أو الروحى.


1- رواه البخاري ، الفتح 9/317 .
2- رواه الإمام أحمد في المسند 2/50 وهو في صحيح الجامع 2828 ، وكذلك 6025



وترجع صلاحية وتميز الشريعة لصفاتها ومميزاتها الخاصة مقارنة بالشرائع الأخرى فهى من حيث المصدرية " لاتماثل القانون ولا تساويه ، وتختلف عنه فى انها من عند الله تتمثل فيها قدرته وكماله ، وقد صاغها بحيث تحيط بكل شىء فى الحال والمستقبل , امر بأن لا تتغير " لا تبديل لكلمات الله"[1] ومن جهة فإن الشريعة متقدمة لأنها مرنة وعامة وتتسع لحاجات الجماعة مهما طالت الأزمان وتطورت الجماعة ، كما أن الشريعة هى التى تصنع قيم وتقاليد الجماعة و تحكمها ، وقد أدت وظيفتها على مر ئالعصور طالما تمسك المسلمون بها "[2]كما أن الشريعة بحكم الهية مصدريتها لم تتطور وتنمو مع حال الجماعة، وانما جاءت كاملة "عليه فإن الاختلاط وسيلة لشر كثير وفساد كبير لا يجوز فعله .
" كثر الكلام عن الكبت الجنسي وأن السبيل إلى تلافي الأضرار المتولدة عن هذا الكبت هي اختلاط الذكور والإناث وتخفف النساء من الحجاب ومن الثياب"1
" وهذه الدعوة تنتهي إلى ما انتهت إليه الأمر في مدن العراة التي نكست فيها المدنية فانتكست إلى الهمجية الأولى ، ذلك هو المجتمع المختلط الذي يدعون إلى تعميمه في المدارس والإدارات الحكومية وفي المصانع والشركات والأندية والمجتمعات ، والواقع أن هذا الإتجاه هو جزء من اتجاه أكبر وأعم يراد به ( فرنجة ) المرأة الشرقية وحملها على أساليب الغرب في شتى شؤونها : في الزواج وفي الطلاق وفي المشاركة في العمل والانتاج في شتى الميادين وفي الزي وفي المحافل والمراقص ، وهذا الإتجاه هو بدوره جزء من اتجاه أكبر يراد به سلخنا من أدب أسلامنا وتشريعه وإ لحاقنا بالغرب في التشريع والأدب"2


1- حصوننا مهددة من داخلها ( في أوكارالهدامين ) م د. محمد محمد حسنين / مكتبة المنار الإسلامية/ الكويت- الطبعة الأولى 1387هـ - 1967م .07 .
2- المصدر السابق نفسه ص 108 .



وإكمالاً لهذا المؤامرة التي حيكت من قبل ضد المرأة فقد خرجت اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ( سيداو ) " وقبل أن نطبق المعيار الفقهي على هذه الاتفاقية فإن الخلل يكمن من الاسم ( القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ) فلا يقبل العقل ولا المنطق ولا الوجدان السليم القضاء على جميع أشكال التمييز لأن التمييز بكل المعايير فيه الحسن وفيه السيء ، ولو كان العنوان القضاء على جميع أشكال الظلم لكان مقبولاً ، ثم تختلف الآراء حول ما هو ظلم أو ليس بظلم 1"
" تقوم الأدلة وتتضافر على أنَّ ثمة علاقة وثيقة بين الدعوة إلى العولمة في الإقتصاد والتجارة والثقافة والسلوك وبين جذور الصهيونية ومخططاتها للاستيلاء على العالم ، ومن أول هذه الدعوة هو النظام الاجتماعي السائد الذي يرتكز على الدين والفطرة السليمة ويدعو للمثل والأخلاق والركن الأساس في النظام الاجتماعي وهو الأسرة ، فلا بد من توهية العلائق لنظام الأسرة حتى تتحطم تماماً ومن ثم ينهار المجتمع ليصبح لقمة سائقة في فم الصهيونية وعجينة سهلة يمكن تشكيلها لقد اتخذته هذه الاتفاقية منهج التدرج الوئيد حتى تتمكن ثم تقفز لتحطيم المجتمعات، فهي مبادرة من الحركة (الأنثوية الراديكالية) ، وهي حركة تحولت للدعوة لعالم نسائي بلا رجال ، وقد أعدت هذه الإتفاقية من قبل مفوضية مركز المرأة بالأمم المتحدة عام 1979م وتبنتها الأمم المتحدة في 1/12/1979م ودخلت حيز النفاذ في 3/12/1981م بعد مصادقة عشرين دولة عليها لم تكن فيها دولة إسلامية واحدة ، وقد وقعت عليها حتى الآن 163 دولة ليس من بينها الولايات المتحدة الأمريكية .
وإن الأهداف الخفية لهذه الإتفاقية هي تحطيم الأسرة ونشر الفساد الأخلاقي ليصبح العالم تحت السيطرة الكاملة للصهيونية .

1- الندوة العلمية الفقهية لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة / المعيار الفقهي للاتفاقية / إعداد محمد إبراهيم محمد .




هذه الاتفاقية التي تقوم على مبدأ المساواة المطلقة والتماثل التام بين المرأة والرجل في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليم والمهن الرياضية والحريات العامة وقوانين الأسرة في الميراث والقوانين ، ومحل السكن ومنح الجنسية حلاً أوحداً وأساساً لحل مشاكل المرأة " 1
" لم يطرح للمرأة شيء من الحقوق في غير المجال الإسلامي إلا في أواخر القرن التاسع الميلادي ، بعد أ ن تو سعت النهضة الصناعية في أوربا – فأوجدت مع توسعها- أسلوباً جديداً للحياة اضطر المرأة إلى أن تخرج للعمل في المصانع والشركات والمعامل . فكانت الحاجة إلى عملها أعظم ضاغط على الرجل جعلتها تفتح فمها بالمطالب وتقاضيه ما سمي ( حقوقاً للمرأة )"2
ونجد أن " الأسلام سوّى بين الرجل والمرأة في حق العمل ، فأباح للمرأة أن تضطلع بالوظائف والأعمال المشروعة التي تحسن أداءها ولا تتنافر مع طبيعتها ، ولم يقيد هذا الحق إلا بما يخفظ للمرأة كرامتها ، ويصونها من التبذل ، وينأى بها عن كل ما يتنافى مع الخلق الكريم ، فاشترط أن تؤدي عملها في وقار وحشمة ، وفي صورة بعيدة عن مظان الفتنة ، وألا يكون من شأن هذا العمل أن يؤدي إلى ضرر اجتماعي أو خلقي أو يعوقها عن أداء واجباتها الأخرى نحو زوجها وأولادها وبيتها ، أو يكلفها ما لا طاقة لها به ، وألا أتخرج في زيها وزينتها وستر أعضاء جسمها ، واختلاطها بغيرها في أثناء أدائها لعملها في الخارج عما سنته الشريعة الإسلامية في هذه الشؤون "3
ومن أهم الشروط الشرعية لعمل المرأة هي :
أ- الحجاب . ب- أمن الفتنة ظز ج- إذن الولي . د- ألا يستغرق جهدها أو يتنافى مع طبيعتها .


1- انظر" الندوة العلمية الفقهية لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة / المعيار الفقهي
للاتفاقية / إعداد محمد إبراهيم محمد .
2- المرأة في التصور الإسلامي / عبد العال محمد الجبري 41 / الطبعة الأولى ، مكتبة وهبة
ربيع الأول 1395هـ - أبريل 1975م .
3- حقوق الأنسان في الإسلام / عبد الحميد وافي 5


المبحث الثاني
السفور
1/ تعريف السفور :-
أ- التعريف اللغوي:
سَفَرَ البيت وغيره يَسْفِرُهُ سَفْرَاً ، كنسه . والْمِسْفَرَةُ : الْمِكْنَسَةُ ، وأصله الكشف. والسُّفَارِةُ ، بالضم : الْكُنَاسَةُ ، وقد سَفَرَهُ: كَشَطَهُ .
وسَفَرَتِ الريح الغيم عن وجه السماء سَفْرَاً فَانْسَفَرَ : فرقته فتفرق ، وكشطته عن وجه السماء "1
" وسَفَرَتِ المرأةُ وجهها إذا كشفت النقاب عن وجهها تَسْفِرُ سُفُورَاً ، ومنه سَفَرْتُ بين القوم أَسْفِر سُفُورَاً ، ومنه سَفَرْتُ بين القوم أَسْفِرُ سِفَارَةً ، أي كشفت ما في قلب هذا وقلب هذا لأصلح بينهم . وسَفَرَتِ المرأةُ نقابها تَسْفِرَهُ سُفُورَاً فهي سَافِرَةٌ: جَلَتْهُ "2
( سَفَرَ ) سُفُورَاً : وضح وانكشف . يقال : سفر الصبح : أضاء وأشرق . وسفرت الشمس : طلعت . وسفر وجهه حسناً : أشرق وعلاه جمالٌ . وسفرت المرأة : كشفت عن وجهها . ويقال : سفر العمامة عن رأسه : كشفها .
ويقال : امرأة سافر : للكاشفة عن وجهها . وفرس سافر اللحم : قليله "3
" سفرت المرأة : كشفت عن وجهها في ( سافرة ) . وسفر البيتَ : كنسه . و( أَسْفَرَ ) وجهه حسناً : أشرق "4


1- لسان العرب ج3024
2- لسان العرب ج3025
3- انظر المعجم الوسيط 32- 433
4- مختار الصحاح 01 .





ب- التعريف الاصطلاحي :
" السفور هو أن تظهر المرأة للرجال الأجانب ما يوجب عليها الإسلام أن تستره من زينتها وبدنها" وهو - محرم - والأمر بالحجاب يعتبر نهياً عنه "(1)
الادلة الواردة فيه
" تضافرت الأدلة الشرعية على تحريم السفور والتبرج ، فمن القرآن الكريم قوله تعالى : " " يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً * وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وأتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيراً "(2)
ومن السنة ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : " يرحم الله نساء المهاجرين الأول لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) شققن مروطهن(3) فاختمرن بها " ويتضح من هذه الأدلة تحريم التبرج والسفور صيانةً لأخلاق النساء عن التحلل وحرصاً على حيائهن من السقوط ن وحفظاً لعفافهن من الدنس "(4).
مضاره :
الحرية كلمة أخذت من وصف الحر ، فالحر والحرية متلاقيان في المؤدى وإن كانت الحرية وصفاً ، والحر موصوفاً ، والحر حقاً هو الشخص الذي تتجلى فيه المعاني الإنسانية العالية ويضبط نفسه فلا تتدلى إلى سفاسف الأمور ، ولا ينطلق وراء أهوائه وشهواته ولا يكون عبداً لها ، فالحر يبتدئ بالسيادة على نفسه ، وإ طلاق إرادته وعقله


1- المرأة والتربية الإسلامية (سلسلة رسائل إلى أختي المؤمنة ) / الشيخ محمد الأباصيري خليفة /
مكتبة الفلاح ، الكويت / الطبعة الأولى 1404هت-1984م 7 .
2- الأحزاب الآيات 32، 33 .
3- المروط : المَرْطُ : كساء من خَزٍّ أو صوف أو كتَّان ، وقيل: هو الثوب الأخضر ، وجمعه مروط.
( انظر لسان العرب/ لابن منظور /جـ6 183 / طبعة دار المعارف )
4- المرأة والتربية الإسلامية (سلسلة رسائل إلى أختي المؤمنة ) الشيخ محمد الأباصيري خليفة /
مكتبة الفلاح ، الكويت / الطبعة الأولى 1404هت-1984م 8 .
من قيود شهواته ، فلا يتعدى على حقوق غيره لأنه يعطي غيره ما يعطيه لنفسه ، والحرية بهذا المعنى ليست انطلاقاً من القيود ، ولا تحكماً في الناس ، ولا اعتداءً على العباد، بل مقيدة وليست مطلقة، وإنه لا شيء في هذا الوجود يكون مطلقاً من أي قيد"(1)
ونرى مظاهر التبرج و السفور في شتى الطبقات أصبحت عرفاً سائغاً وبالتعبير المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كيف بكم إذا طغى نساؤكم ، وفجر شبابكم ، و تركتم جهادكم ؟ قالوا : وأن ذلك لكائن يا رسول الله ؟ قال : نعم كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً ، والمنكر معروفاً ؟ قالوا : وإن ذلك لكائن يارسول الله ؟ قال : نعم يقول الله بي حلفت ، لأسلطن عليهم فتنةً تدع الحليم حيراناً ، قالوا : وما المخرج يارسول الله ؟ قال : ( حتى تأطروهم على الحق أطراً ) أي تواجهوا الانحراف بقوة كبرى ، تأخذ صورة القانون و التأديب الجماعي والاستنكار الإعلامي " (2)
" لا حجاب في الإسلام بمعنى الحبس والحجر والمهانة ، ولا عائق فيه لحرية المرأة حيث تجب الحرية وتقتضي المصلحة ، وإنما هو الحجاب مانع الغواية والتبرج والفضول ، وحافظ الحرمات وآداب العفة والحياء (3)
إن عدم السفور والتبرج يحافظ على المودة بين المرأة وزوجها وبينها وبين أهلها نم أن يفسدها أفاك أثيم ، فيثير الشكوك ويفكك الأسر ، وحتى لا تعٍّرض المرأة نفسها لمواطن الفتنة والزلل ، فتفتن وتثفْتَن وبستر المرأة يظل المجتمع نظيفاً طاهراً ، لا تثار فيه الشهوات ، ويبقى الدافع الفطري العميق بين الجنسين سليماً دون استثارة مصطنعة ، ولا توجد النظرة الخائنة , ولا الشهوة الجامحة ، وإغلاق نوافذ الفتنة على هذا النحو يحول دون السُعار المجنون على الشهوات ، ذلك السعار الذي لا يرتوي ولا يهدأ إلا ريثما يعود إلى الظمأ والاندفاع ، كما هو الحال في المجتمعات المتبرجة ، ذلك أن الميل الفطري بين الرجل والمرأة ميل عميق ، وإثارته في كل حين تزيد من عراقته ، الطريق المأمون هو إبعاد المثيرات مع تهذيب الطبع وشغل الطاقة البشرية في هموم أخرى أنفع "(4).


1- انظر المجتمع الانساني في ظل الإسلام/ محمد أبو زهرة / دار الفكر / 87-188 .
2- المرأة في التصور الإسلامي / عبد العال محمد الجبري 42 / الطبعة الأولى ، مكتبة وهبة
ربيع الأول 1395هـ - أبريل 1975م .
3- المصدر السابق نفسه 90.
4- المصدر السابق نفسه 91 .


  #2  
قديم 09-25-2006, 02:24 AM
 
رد: الاختلاط والسفور

جزاك الله خيرا للشرح المستفيض
اعتراضاتنا محدودة جدا وعلى تفاصيل هي موضوع خلاف فقهي

تقبل الشكر والاحترام
__________________

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاختلاط mego588 نور الإسلام - 5 01-13-2007 09:11 PM
من نواتج الاختلاط ابو اليمامه نور الإسلام - 8 12-12-2006 08:54 AM
الاختلاط samerb خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 3 11-20-2006 09:49 PM
السفور والاختلاط موسى ابواحمد نور الإسلام - 1 09-01-2006 03:59 AM


الساعة الآن 06:46 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011