|
مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
الكسل ... الكسل آفة قلبية و عائق نفسي يوهن الهمة ، و يضعف الإرادة ، و يقود إلى الفتور . والكسل : ترك عمل مع أن الإنسان قادر على القيام به و يتركه كسلاً .. و بمعنى آخر : هو عدم انبعاث النفس للخير مع وجود القدرة على فعله . فنجد أن الكسول يفقد الحرارة والحماس للعمل فكل عمل ثقيل على نفسه ، و إن قام به يكون مظهرا خال من الروح ، لا نية له فيه . والسبب أن الباعث عليه لا ينبثق من أعماق الضمير ، والرغبة في حصول الأجر على الأعمال ضعيفة زاهدة خاملة .. يقول الشيخ ابن حميد في كلامه عن صغر الهمة : ( و أصل ذلك عدم الرغبة والرهبة ، و أصله ضعف اليقين ، و أصله ضعف البصيرة ، و أصله مهانة النفس و دناءتها و استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ، و إلا لو كانت النفس شريفة كبيرة لم ترض بالدون ) . فبسبب ضعف الإرادة لا يتمكن الكسول من التغلب على الكسل فهو ضعيف في الإقبال على الطاعات ، ضعيف في مقاومة الشهوات ، و النتيجة هي الخلود إلى الأرض و اتباع الهوى . و العجز والكسل قرينان ، فإن تخلف العبد عن أسباب الخير والفلاح إن كان لعدم قدرته فهو العجز ، وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل . و النفس ميالة إلى الكسل و حب الراحة ، يعينها على ذلك الشيطان بوساوسه ، فهو يكره مني ومنك الإيمان و عبادة الله و العمل الصالح ، و من وسائله تثبيط الهمة عن الطاعات ، والوسوسة بما يميل النفس إلى الكسل . و لنقف قليلا عند هذا الحديث العجيب المؤكد لهذا المعنى : قال صلى الله عليه وسلم : ] يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة : عليك ليل طويل فارقد . فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ،فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقدة ، فأصبح نشيطاً طيب النفس و إلا[ – و لنتأمل جيداً هذه العبارة – ( أصبح خبيث النفس كسلانا ) . و قافية الرأس : الرأس وقفاه . علق الشيخ عبد الرزاق البدر في كتابه فقه الأذكار على هذا الحديث فقال : ( الشيطان يعقد على رأس الإنسان عندما ينام ثلاث عقد ، و يضرب على كل عقدة مكانها : عليك ليل طويل فارقد . تخذيلاً و تثبيطاً له ، ونقضاً لهمته و عزيمته فإذا ذكر العبد ربه انحلت عقدة من هذه العقد ، فإذا قام وتوضأ انحلت عقدة ثانية ، فإذا صلى انحلت عنه جميع العقد ، وذهب عنه الكسل ، وارتفعت همته ، و طابت نفسه ، وأصبح نشيطاً حريصا على الخير مقبلاً عليه ، لأنه تخلص من عقد الشيطان ، و تخفف عن أعباء الغفلة و النسيان ، وحصل له الفوز برضا الرحمن ) . والسؤال : لماذا كان الكسل عيباً ؟ والجواب : لأن فيه تغافل عما لا ينبغي التغافل عنه ، و لأنه يجر إلى الفتور في الأفعال مع الشعور بالسآمة أو الكراهية و العياذ بالله ، وهنا يكون في أشد مراحله الخطرة ، وهي الاتصاف بصفات المنافقين ، إذ لا خطر على النفس مثل أن يكره الإنسان الخير .. وأن يفرط أو يتكاسل في الواجبات . يقول تعالى عن المنافقين : }إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً{ النساء 142 فهم يقومون إلى الصلاة وهم غير مؤمنين بفائدة الصلاة و جدواها، و إنما مسايرة للمؤمنين لذا فهم كسالى متباطئين ، بنفس غير نشيطة و بدون – وهذا مهم- رغبة صادقة . لذا فإن الفطن يحذر و يخشى أن هذا الكسل الذي يعتريه و يكون ملازماً له قد يكون بسبب علم الله مافي دخيلة صدره ، فيثبطه الله عنه .. لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الكسل و يقول ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ) . بل ومن أذكار الصباح والمساء ما يحتوي على تلك الاستعاذة ، وهي معلومة لدى الجميع . ومن أسبابه إكثار النوم والطعام ... لذا الأولى الحرص على عدم الشبع ، وأن يكون الأكل بنية التقوى على العبادة و الطاعة ، كما كان السلف ، يأكلون ليحيوا ، لا يحييون ليأكلوا . و للكسل آثار وخيمة منها : 1. يجر إلى التهاون في الفرائض ، فالبداية بالنوافل ، و تدريجياً الفرائض ، فالنتيجة ضعف الهمة ثم سقوطها . 2. يؤدي إلى غلق أبواب التوفيق لأنه يبعد عن الله تعالى بترك العبادات ، فيضعف الإنسان ، ويقع في الغفلة ، و القرب من الله يعطي قوة وهمة و استمرارا ، و زيادة هداية وتوفيق و سداد . 3. إهمال الحقوق و الواجبات ، و تعطيل المصالح الأسرية و الاجتماعية ، بل و الإتكالية على الغير، فالمفسدة لا تكون عليه وحده ، بل تمتد إلى كل من حوله . 4. فيه مرضاة للشيطان لحديث العقد الذي سبق ذكره . 5. يولد في الإنسان التخاذل في رجاء الآخرة ، والارتقاء للدرجات العليا في الجنة ، فكم من إنسان توانى ففاته خير كثير .. والمشكلة أن ما ذهب لن يعود . العلاج 1. مخالفة النفس فوراً عند شعورها بالكسل، و إذا أتى منها داع إلى ترك طاعة أو معروف أو حق بدون عذر، وإنما ميلاً للراحة وانعداماً للرغبة فقط، فأنجع علاج هو مخالفتها على وجه السرعة و أداء ذلك العمل .. حتى تتربى النفس و تعتاد النشاط .. 2. يعين على الأول استعراض الآيات التي تحث على المبادرة و السعي إلى الخيرات كقوله تعالى " فاستبقوا الخيرات " البقرة 148 يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين : ( و استبقوها بمعنى اسبقوا إليها، وهو أبلغ من سابقوا إلى الخيرات ، فالاستباق يعني أن الإنسان يكون من أول الناس في الخير ) ا.ه بتصرف .. و ليضع في عين اعتباره أنه ربما يتكاسل عن العمل الآن وهو بين يديه ، ثم بعد ذلك لا يقدر عليه لأي سبب أو أي عارض يمنعه من ذلك .. و لنتأمل قليلاً كيف صور الله تعالى المجاهدة ، ووجود الرغبة التي تدفع الكسل في أشد مواضعه ، وهو عند قيام الليل ، يقول تعالى " تتجافى جنوبهم عن المضاجع" فهو صراع الهمة و الرغبة الصادقة مع حاجة الجسد للراحة والنوم ، والسبب : خوف فوات الأجر العظيم .. فسبحان الله .. 3. النظر في أجور العمل الذي أتيح له وهو قادر عليه ، وشعر بالكسل عن القيام به ، فذلك يولد الهمة و يدفع إلى مقاومة الكسل .. ويرغب فيما عند الله و الدار الآخرة .. خاصة إذا نظر بقلبه للجنة ، واستشعر ذلك المعنى الجميل(دوام النعيم بلا ملل أو انقطاع) ، إنه لمعنى – والله- بديع مريح .. محفز.. بذلك يجاهد نفسه حتى تنقاد للعمل وهي نشطة و يصبر .. بل .. ويسارع . قال القرطبي في قوله تعالى }وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ { : ( التي يعملونها مبادرين غير متثاقلين ) . لماذا ؟ لمعرفتهم بقدر ثوابها .. فتكون المبادرة ناشئة عن فرط الرغبة فيه ، فمن رغب في أمر بادر إليه و آثر الفور على التراخي .. و على العكس إذا قلت الرغبة .. كان الكسل .. 4. المحافظة على أذكار الصباح و المساء و النوم و استشعارها ، و حضور القلب عند قولها ، فإن لها أثراً بيناً على القلب و الجسم ، بل الاعتصام و اللجوء إلى الله بالتخلص من الكسل و غيره بما هو وارد في هذه الأذكار .. 5. يقول الشيخ عبد الرزاق البدر عند تعليقه على أذكار الاستيقاظ من النوم و قد ذكر بعض أهل العلم أن من ذكر الله تعالى عند النوم ، و أتى بالأذكار المشروعة و التعوذات المأثورة ، لا يدخل في هذه الأحاديث ، ويسلم من هذه العقد ، لأنه قد نص في بعض أذكار النوم أنه من أتى بها لا يزال عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) . 6. مرافقة الصالحين .. فذلك من دواعي النشاط . ومن أشد الأمور على الشيطان أن يكون الصالح مع إخوانه الذين تربطهم به الطاعة . و الله عز وجل وصى نبيه بذلك فقال " و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه ..." .. و أختم بوصيته الرائعة صلى الله عليه و سلم : ] احرص على ما ينفعك، واستعن بالله و لا تعجزن[ فالحرص .. الحرص .. إخوتي.. [/FRAME]
__________________ قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : عليك بطريق الحق و لا تستوحش لقلة السالكين و إياك و طريق الباطل و لا تغتر بكثرة الهالكين .... |
#2
| ||
| ||
رد: الكسل ... يسلموووو / تقبلي مروري
__________________ بعض الرفاق أدمنا وصلهم ♥ .. فحين ينقطع الإتصال بيننا لـ [ فترة ] ..~ نشعر أن انفاسنا تنقطع أيضا ♥ ونختنق تدريجيا ♥ .. لأننا اعتدناهم في كل تفاصيلنا ♥ ... ... وأصبحنا حين نحتاج البوح بشيء مهما كان .. لا نستطيع بوحه لغيرهم لذا يظل بوحنا حبيسا .. حتى الفرح لا نشعر به الا بعد أن نخبرهم ♥ وكذا الحزن يظل يصارع النبض حتى نقوله لهم وحينها نرتااااح ♥ .. |
#3
| ||
| ||
رد: الكسل ...
حياك الله اختي , بارك الله فيك على موضوعك القيم 0
__________________ |
#4
| ||
| ||
رد: الكسل ... وفيكما بارك إخوتي الأفاضل وجزاكما الله خيرالجزاء على مروركماالقيم دمتما فى حفظ الرحمن
__________________ قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : عليك بطريق الحق و لا تستوحش لقلة السالكين و إياك و طريق الباطل و لا تغتر بكثرة الهالكين .... |
#5
| ||
| ||
رد: الكسل ...
موضوع قيم ... جزاك الله خيرا وبارك فيك
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خطوات نحو الكسل | imane112 | نكت و ضحك و خنبقة | 9 | 08-11-2009 05:44 PM |
أطعمة الكسل والأذكياء | $الوافي$ | صحة و صيدلة | 8 | 05-06-2008 03:27 AM |
الكسل أكثر خطوره من التدخين !!!!!!!! | نبض فلسطين | صحة و صيدلة | 0 | 06-10-2007 09:47 AM |
صور لمطار السودان / الكسل زاتو | الوسبر | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 1 | 04-21-2007 03:06 PM |
علاج الكسل و كثرة النوم | بــو راكـــــان | صحة و صيدلة | 3 | 06-06-2006 10:59 AM |