عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-01-2009, 09:46 AM
 
نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات 3

بسم الله الرحمن الرحيم


بعد أن عزمت قريش على الثأر لهزيمتها في بدر الكبرى ، علم الرسول صلى
الله عليه وسلم بنواياهم وتحركاتهم ، واستقر الأمر بعد المشورة ألا يمكث المسلمون
في المدينة للدفاع عنها بل يخرجوا للقاء قريش قبل أن تهجم على المدينة ، وهذا ما
لم يكن زعيم المنافقين آنذاك ( عبدالله بن أُبي بن سلول ) موافقاً عليه ، وجاءت
قريش بجمع حاشد من ثلاثة آلاف مقاتل بكامل الإعداد والعتاد ، وكان جيش
المسلمين لا يزيد على ألف مقاتل في موقف دفاع ، وبينما كان الفريقان يستعدان
للنِّزال في معركة فاصلة ، إذا بزعيم النفاق ينخذل عن جيش المسلمين بثلاثمائة من
قومه ، ليعود للقعود في المدينة ، معللاً خذلانه للمسلمين بقوله عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم : » أطاعهم وعصاني « فلحق بهم الصحابي الجليل عبد الله بن
عمرو بن حرام يناديهم : » يا قوم ! أذكركم الله ألا تخذلوا قومكم ونبيكم عندما
حضر عدوكم « . ولكن هيهات أن يستجيب قوم ينتظرون ظرف الانتقام من
الدعوة وأهلها لدعوات الرجولة والمروءة . ولهذا قال لهم ذلك الصحابي عندما
علم خستهم وانتهازيتهم : » أبعدكم الله أعداء الله « [15] إن مصالحهم الأنانية
الآنية ونجاتهم الشخصية وسوء ظنهم بالله تعالى جعلهم يخذلون المسلمين في هذا
الظرف الدقيق متعللين بأن رأيهم لم يُحترم وكلامهم لم يؤخذ به ؛ ولهذا فإن
مشاركتهم لن تتم ، وكأن المشورة يُشترط فيها ترجيح قولهم على قول غيرهم .. !
يصور القرآن هذا المشهد ويحكي هذا التصرف في معرض حديثه عن غزوة
أحد : [ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الحَقِّ ظَنَّ الجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل
لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ
يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَا هُنَا ] ( آل عمران : 154 ) .
وقد عد القرآن هذه المواقف الانتهازية من المنافقين أكبر من مجرد جبن من
جبناء ، أو عدم مسؤولية في نفوس رعناء ، إنه أخطر من ذلك ، إنها خيانة لأهل
الإسلام بإسلامهم إلى الأعداء ، وتعريض الدين إلى خطر الضياع أو الضعف ؛
وتعريض حَمَلته للاستئصال ؛ ومن أجل هذا عُدَّت إعانة الكفار على المسلمين أو
تمكينهم منهم مسارعة إلى الكفر ونصرة له ، ولهذا قال الله تعالى لنبيه بعد أن سجَّل
على المنافقين جرمهم : [ وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ
شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظاًّ فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا
الكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ] ( آل عمران : 176-177 ) .
ويشاء الله تعالى أن تجري المقادير في غزوة أحد على نحو لم يفرح به
المؤمنون ، ولكن كان وراء ذلك حكمة بالغة سيقت في معرض الخطاب القرآني عن
مصيبة أحد : [ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ
الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُوا
بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ] ( آل عمران : 179 ) فهل كان بوسع المؤمنين أن يستظهروا ما
خفي من بواطن المنافقين لولا تلك الشدائد ؟
المنافقون ومناصرة اليهود :
كان النبي صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة واتخذها عاصمة لدار
الإسلام ، قد أرسى دعائم الاستقرار والاستمرار لمجتمع تسوده علاقات طيبة مع
الطوائف المجاورة أو الساكنة مع المسلمين في أرض الإسلام ، وكان من هؤلاء
قبائل من اليهود ، قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة وهم فيها ، فأراد أن يقي
المسلمين شرهم ، فعقد معهم عهداً يؤمنهم على أرواحهم وأموالهم في مقابل ألا
ينقلبوا على المسلمين بغدر أو خيانة أو مظاهرة للأعداء من خارج المدينة ، ولكن
طبع اليهود غلب محاولات تطبيعهم أو تطويعهم لقيم الأمانة والوفاء ، فغدرت منهم
قبيلة بني قينقاع وخانت العهد ، فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن
استعد لحربهم وإخراجهم من المدينة ، وبدأ في حصارهم مستمراً في ذلك نحو خمس
عشرة ليلة حتى ألقى الله الرعب في قلوبهم ، فطلبوا الاستسلام ، وارتضوا المصير
الذي يحكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم جزاء نقض العهد . ولكن اليهود
وجدوا من يتصدر لهم ، ويتوسط لإطلاقهم ؛ إذ طلب زعيم المنافقين إطلاقهم
بدعوى أنهم كانوا حلفاءه في الجاهلية ، ووضع يده في جيب درع النبي صلى الله
عليه وسلم حتى اشتد غضبه عليه الصلاة والسلام ، وقال له : » ويحك أرسلني«
قال : » لا والله ، لا أرسلك حتى تحسن في موالىَّ .. قد منعوني من الأحمر
والأسود وتريد أن تحصدهم في غداة واحدة ! إني والله امرؤ أخشى الدوائر «
فأنزل الله تعالى قوله : [ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى
أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ] ( المائدة : 52 ) [16] ،
لقد اكتفى الرسول صلى الله عليه وسلممنهم بالجلاء عن المدينة وألا يساكنوه
فيها ، فهل قرَّ قرار النفاق بذلك ، وهل ارتدع بقية اليهود بذلك ؟
لقد حدث أن أحد المسلمين قتل رجلين من المشركين ثأراً لمقتل نحو سبعين
من الصحابة قتلوا ظلماً على يد قبائل مشركة ، دون أن يعلم الرجل المسلم الذي قتل
الرجلين أن الرسول صلى الله عليه وسلمعلى عهد مع هؤلاء ، فقرر رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يدفع دية القتيلين ، ويطلب من قبيلة بني النضير اليهودية
المعاهِدة أن تفي بأحد بنود العهد معها بأن تشارك في دفع دية القتيلين ، وذهب
بنفسه عليه الصلاة والسلام لطلب مشاركتهم ، فتظاهروا بالقبول ، ولكن سنحت لهم
سانحة للغدر فلم يُفوِّتوها ، فتآمروا لاغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما
أغراهم جلوسه أسفل أحد بيوتهم بأن يقتلوه بإلقاء حجر كبير عليه من أعلى البيت ،
ولكن الله تعالى أطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتآمرهم ، فانسحب بسرعة
راجعاً إلى المدينة ، وعازماً على حرب بني النضير . وبالفعل ؛ سار بالمسلمين
نحوهم في شهر ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة ، فتحصنوا وراء الجدر
والحصون فضرب الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم الحصار ، وبينما هو
مضروب حولهم بسبب جرمهم ونقضهم للعهد ، إذا بالنفاق يطل برأسه من جديد
ممالأة لقتلة الأنبياء ، ويذهب وفد من المنافقين إلى معقل اليهود ، ليهدئ من روعهم ،
ويكفكف لوعتهم ويعدهم بالوقوف والمساندة وبذل المستطاع في التحالف معهم ،
ولو اقتضى الدفاع عنهم أن يقاتلوا في صفهم ضد المسلمين ! !
ممن يحدث هذا ؟ ! من أناس يعيشون بين المسلمين ، وينتسبون إليهم ويصلون
معهم ! لقد كان أمراً خارجاً عن الحد الأدنى من طبائع الأمناء الشرفاء ، حتى جعل
القرآن يتنزل بحكاية خبر القوم : [ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن
قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ] ( الحشر : 11 )
لقد انتهى الأمر بإجلاء بني النضير إلحاقاً بإخوانهم في البُهت والسُّحت من
بني قينقاع ، وحالت عزة الإسلام أن يسل المنافقون سيوفهم ضد المسلمين معهم ،
وإلا فإنهم فلو تمكنوا لما تأخروا ، ولكنها الرهبة من الإسلام ، عظمت حتى ملأت
قلوب الكافرين والمنافقين جميعاً [ لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
قَوْمٌ لاَ يَفْقَهُونَ ] ( الحشر : 13 ) [17] . إن من يريد أن يقتفي أثر إفساد المنافقين
خلال عهد الرسالة ، عليه أن يبحث عن ذلك في مظان الحديث عن اليهود ، فأينما
وُجد اليهود ، وُجد المنافقون .
.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-02-2009, 05:48 PM
 
رد: نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات 3

فعلا هم مفسدون وغدارون ولا يحبون الا انفسهم ويؤمنون ان بقية العالم حثالة يجب القضاء عليها

بارك الله فيك على الموضوع وجزاك كل خير
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-03-2009, 08:29 AM
 
رد: نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات 3

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير القدس مشاهدة المشاركة
فعلا هم مفسدون وغدارون ولا يحبون الا انفسهم ويؤمنون ان بقية العالم حثالة يجب القضاء عليها

بارك الله فيك على الموضوع وجزاك كل خير
تسلمي خيه بارك الله فيك دمت بود
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات حمزه عمر نور الإسلام - 0 01-28-2009 12:16 PM
قراقوش وتشويه التاريخ لعظماء الأمة الحجاج بن يوسف مواضيع عامة 3 01-15-2009 02:26 AM
رفسنجاني والقرضاوي يدعوان الأمة للوحدة ونبذ الاقتتال المشتاق لله نور الإسلام - 17 10-13-2007 11:09 AM
الأمة الاسلامية بين خيانة حكامها وخنوع علمائها بيبرس سيف الدين نور الإسلام - 2 03-09-2007 01:52 AM


الساعة الآن 06:06 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011