عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-24-2009, 06:48 PM
 
Post كيف اخشع في صلاتي -1-

كيف اخشع في صلاتي





بيان اشتراط الخشوع وحضور القلب




(1)



أعلم أن أدلة ذلك كثيرة فمن ذلك قوله تعالى ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)(طه: الآية14)
وظاهر الأمر الوجوب والغفلة تضاد الذكر فمن غفل في جميع صلاته كيف يكون مقيما للصلاة لذكره ، وقوله تعالى: ( وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)(لأعراف: الآية205)
نهى وظاهره التحريم، وقوله عز وجل (حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)(النساء: الآية43)
تعليل لنهي السكران وهو مطرد في الغافل المستغرق الهم بالوسواس وأفكار الدنيا وقوله صلى الله عليه وسلم (( إنما الصلاة تمسكن وتواضع )) مضطرب حصر بالألف واللام وكلمة إنما للتحقيق وقوله صلى الله عليه وسلم (( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا )) (الطبراني ورجاله رجال الصحيح)
وصلاة الغافل لا تمنع من الفحشاء والمنكر وقال صلى الله عليه وسلم ((كم من قائم حظه من صلاته التعب والنصب حديث كم من قائم حظه من صلاته التعب والنصب)) (حديث حسن) .
فالصلاة ليس فيها إلا ذكر وقراءة وركوع وسجود وقيام وقعود فأما الذكر فإنه مجاورة ومناجاة مع الله عز وجل فأما أن يكون المقصود منه كونه خطابا ومحاورة أو المقصود منه الحروف والأصوات امتحانا للسان بالعمل كما تمتحن المعدة والفرج بالإمساك في الصوم ، ولا شك أن هذا القسم باطل فإن تحريك اللسان بالهذيان ما أخفه على الغافل فليس فيه امتحان من حيث أنه عمل بل المقصود الحروف من حيث أنه نطق ولا يكون نطقا إلا إذا أعرب عما في الضمير ولا يكون معربا إلا بحضور القلب فأي سؤال في قوله (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)(الفاتحة:6)إذا كان القلب غافلا .

وإذا لم يقصد كونه تضرعا ودعاء فأي مشقة في تحريك اللسان به مع الغفلة لا سيما بعد الاعتياد هذا حكم الأذكار ، ولا شك أن المقصود من القراءة والأذكار الحمد والثناء والتضرع والدعاء والمخاطب هو الله عز وجل وقلبه بحجاب الغفلة محجوب عنه فلا يراه ولا يشاهده بل هو غافل عن المخاطب ولسانه يتحرك بحكم العادة فما أبعد هذا عن المقصود بالصلاة التي شرعت لتصقيل القلب وتجديد ذكر الله عز وجل ورسوخ عقد الإيمان به هذا حكم القراءة والذكر ، وأما الركوع والسجود فالمقصود بهما التعظيم قطعا ولو جاز أن يكون معظما لله عز وجل بفعله وهو غافل عنه لجاز أن يكون معظما للحائط الذي بين يديه وهو غافل عنه وإذا خرج عن كونه تعظيما لم يبق إلا مجرد حركة الظهر والرأس وليس فيه من المشقة ما يقصد الإمتحان به ثم يجعله عماد الدين والفاصل بين الكفر والإسلام ويقدم على الحج وسائر العبادات ويجب القتل بسبب تركه على الخصوص وما أرى أن هذه العظمة كلها للصلاة من حيث أعمالها الظاهرة إلا أن يضاف إليها مقصود المناجاة فإن ذلك يتقدم على الصوم والزكاة والحج وغيره .

بل الضحايا والقرابين التي هي مجاهدة للنفس بتنقيص المال قال الله تعالى :(لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى )(الحج: الآية37)
منكم أي الصفة التي استولت على القلب حتى حملته على امتثال الأوامر هي المطلوبة فكيف الأمر في الصلاة ولا أرب في أفعالها فهذا ما يدل من حيث المعنى على اشتراط حضور القلب فإن قلت إن حكمت ببطلان الصلاة وجعلت حضور القلب شرطا في صحتها خالفت إجماع الفقهاء فإنهم لم يشترطوا إلا حضور القلب عند التكبير فاعلم أنه قد تقدم في كتاب العلم أن الفقهاء لا يتصرفون في الباطن ولا يشقون عن القلوب ولا في طريق الآخرة بل يبنون أحكام الدين على ظاهر أعمال الجوارح وظاهر الأعمال كاف لسقوط القتل وتعزير السلطان فأما أنه ينفع في الآخرة فليس هذا من حدود الفقه على أنه لا يمكن أن يدعي الإجماع فقد نقل عن بشر بن الحارث فيما رواه عنه أبو طالب المكي عن سفيان الثوري أنه قال من لم يخشع فسدت صلاته وروى عن الحسن أنه قال كل صلاة لا يحضر فيها القلب فهي إلى العقوبة أسرع وعن معاذ بن جبل (( من عرف من على يمينه وشماله متعمدا وهو في الصلاة فلا صلاة له )) وروي أيضا مسندا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له سدسها ولا عشرها وإنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها))(صحيح) .

وهذا لو نقل عن غيره لجعل مذهبا فكيف لا يتمسك به ، وقال عبد الواحد بن زيد (( أجمعت العلماء على أنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها)) فجعله إجماعا وما نقل من هذا الجنس عن الفقهاء المتورعين وعن علماء الآخرة أكثر من أن يحصى . والحق الرجوع إلى أدلة الشرع والأخبار والآثار ظاهرة في هذا الشرط إلا أن مقام الفتوى في التكليف الظاهر يتقدر بقدر قصور الخلق .

وأما المجادل المشغب فلسنا نقصد مخاطبته الآن وحاصل الكلام أن حضور القلب هو روح الصلاة وأن أقل ما يبقى به رمق الروح الحضور عند التكبير فالنقصان منه هلاك وبقدر الزيادة عليه تنبسط الروح في أجزاء الصلاة وكم من حي لا حراك به قريب من ميت فصلاة الغافل في جميعها إلا عند التكبير كمثل حي لا حراك به نسأل الله حسن العون .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-24-2009, 07:49 PM
 
رد: كيف اخشع في صلاتي -1-

بارك الله لك وجعله الرحمن في ميزان حسناتك
__________________
قال رسول الله عليه وسلم " تبسمك في وجه اخيك صدقه "

ابتسم للـدهر دومـاً *** إن يكن حلواً ومـرًا
ولتقـل إن ذقت همـاً *** إن بعد العسر يسـرًا



الإبتسامة

إنها لا تستغرق لحظة لكن ذكراها يبقى لآخرالعمر
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-24-2009, 08:39 PM
 
رد: كيف اخشع في صلاتي -1-

بارك الله فيك وشكرااااااااااااااااااااااااااااااا
__________________

صمتي لا يعني جهلي بما يجري حولي لاكن ما يجري حول لا يستحق الكلام

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-25-2009, 02:28 AM
 
رد: كيف اخشع في صلاتي -1-

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إنشودة (( إلا صلاتي .. ما أخليها )) orage1 خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 1 05-06-2008 07:17 AM
{ياباقي الخير أقبل}*{ برنامج إلى صلاتي جديد} لعداني أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 10-29-2007 07:29 PM
{ياباقي الخير أقبل}*{ برنامج إلى صلاتي جديد} لعداني أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 10-28-2007 01:50 PM
فلاش رائع جدا هل صلاتي صحيحه mbn نور الإسلام - 13 10-08-2007 05:24 PM


الساعة الآن 03:42 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011