عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > حوارات و نقاشات جاده

حوارات و نقاشات جاده القسم يهتم بالمواضيع الحوارية والنقاشات الجادة والمتنوعة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-13-2008, 05:40 PM
 
ربما واقع وربما فلسفه

كعادته في كل وقت ندلف إليه, يطالعنا الساخر بذات الوجه وبتلك الكلمات التي يرددها
بشكلٍ آليٍ حتى أصبحت تعويذةٍ وتقليداً أجوف ك

(كيف حالك؟ الحمد لله بخير, وانت؟ .. )
التي نستهلّ بها جميع لقاءاتنا ولجميع الأشخاص سواءً من أحببنا منهم أو من كرهنا
ثم نخوض معه ومع روّاده الكثير من الثرثرات والتلاقحات الفكرية والعلمية والشوارعية
وغيرها من التصرفات التي جرت العادة أن نقوم بها ويقوم بها الجميع بلا استثناء.

وإن من أغرب ما تتضمنه هذه الاتصالات "اليوزرية"
أنها تخضع -في أغلب أحيانها- لوجوه وأقنعة وهميّة ومتعددة
من قبل الجميع, لسنا ندري عن مصداقيتها ووجودها أيّ شيءٍ
غير الذي قالته هي عن نفسها
فقد تكون صادقةٍ قليلاً, وكاذبةً كثيراً, وليس لنا إلا تصديق وقبول ما تردده هذه الأقنعة
عن نفسها, وعلى لسان غيرها من أقنعةٍ أو أشخاص قد يكون لهم وجودٌ
وقد لا يكون ما دمنا لا نملك قدرةً على مساءلتها والتحقيق معها.
والطريف في هذا الأمر ان تكون هذه اليوزرات "الصغيرة" دمىً وألعاب تحرّكها
يوزراتٌ أخرى اكبر منها ضمن نظامٍ من التحالفات أو ما قد يصحّ تسميته "بالشللية"
أيّاً كان, فإن ما سبق الحديث فيه أعلاه ليس سوى تقديمٍ بسيطٍ أو لنقل ثرثرةً سريعةٍ
للوصول إلى أمرٍ بديهيٍّ قد يعرفه أكثركم وقد لا يجله أحد,
ولكني لا أرى مانعاً من تكراره من باب "ما عندي سالفة"

إن من بديهيات نظرية النظم التي يقوم عليها هذا الكون وعناصره,
ومن مسلّمات هذه الأشياء التي تشكّله أن الكون نظامٌ رئيسيٌّ كبيرٌ
يتشكلّ من مجموعةٍ من النظم الفرعية الأصغر, التي تتشكل بدورها
من مجموعةٍ أصغر وأصغر وصولاً إلى أبسط عناصرها ومكوناتها الدقيقة,
فالإنسان مثلاً تشكّله الأجهزة التي تتشكل من الأعضاء والتي بدورها تتشكل
من انسجةٍ ناتجةٍ عن ترابط مجموعةٍ من الخلايا.. وهكذا!
وقد تحدّث العلم عن ذلك كثيراً وسلّم به الجميع وفهمه,
فعلى سبيل المثال أكد الإسلام هذه النظرية حين تحدّث عن الجسد الواحد
الذي يشدّ بعضه بعضاً. والأمثلة كثيرةٌ جداً جداً.
كما أن من مسلّمات هذه النظرية أن كل نظامٍ فرعيٍّ يمكن تسميته بال"نظام المغلق"
إذا كان منعزلاً عن محيطه ولا يمكنه التفاعل مع غيره من الأنظمة الفرعية,
وأمثلة هذه الأنظمة قليلةٌ جداً ونادرة الوجود.
في حين يتم تسمية النظام بال"نظام المفتوح" في حال كان لديه القدرة
على التفاعل مع محيطه وما جاوره من الأنظمة الفرعية الأخرى
وعملية التفاعل هذه تتم من خلال ما يسمّى بالمدخلات والمخرجات..
وقد تشكّل مخرجات احد هذه الانظمة مدخلاتٍ لأنظمةٍ فرعية أخرى,
ومدخلاتها كانت مخرجاتٍ من غيرها من النظم
كل ما سبق لم يكن ليعنينا إلا لنتحدث عن احد هذه الأنظمة الفرعية الصغيرة جداً
ضمن هذه المنظومة الكونية الهائلة غير المحدودة الأطراف

الساخر..
نظامٌ صغيرٌ جداً من هذه الأنظمة.. وهو يمثل في حاله أنموذجاً مصغّراً
عن المجتمع الذي أوجده واتى به إلى شاشاتنا
الساخر في حالته العادية هو نموذجٌ عن مجتمعنا العربيّ في كل تفاعلاته
ومكوناته وطبيعته وحركاته وسكناته, نموذجٌ عن مجتمعنا العربيّ
في أنظمته وشعبه وحكوماته وقوانينه
نموذجٌ في الرسالة التقليدية التي تواجهنا,
ثم في رسالة التوديع التي ترافقنا حتى نغادر هذا المجتمع العربيّ الصغير
نموذجٌ في يوزراته التي قد تكون نسخاً متعددةً عن شخصٍ واحد,
أو شخصاً واحداً بنسخةٍ متعددة, أو عدة أشخاصٍ تجمع بينهم
شلّة واحدةٌ وتوفّقهم –ولو شكلياً- اتفاقيّة "دفاعٍ مشترك",
أو حلفٌ يخضع في تبعيّته لأحد موازين القوى ومفاصلها
يردد الجميع ما قاله الجميع, ويتعلم الجميع مما قاله الجميع,
ويتخذ بعضهم بعضاً أرباباً
ويتوحّد الجميع في أنهم يكررون أمسهم وفق مبدأ "مكانك سر"
ويتأكد لنا هذا الأمر عند كلّ اجتماعٍ مع هذه افراد هذا المجتمع الساخريّ.. من خلال:
( ها أنت كما كنت .. )
وها نحن كما نحن في عالمنا العربيّ منذ سبعين عاماً, نروح ونجيء
ونتكاثر ونتناسل ونعيش على أمل تجديدٍ أو تغييرٍ أو صحوةٍ أو إصلاح,
قياداتٌ واحدةٌ لم تتغير, تماماً كما هو الشعب لم يتغيّر,
تزداد عُرى انفصامه وفرقته وبغضه لبعضه طردياً مع ازدياد ولاء أنظمته وقياداته للشرطيّ العالميّ وامتثالها لأوامره وارتقائها في سلّم العمالة.
ويزداد اضطهاد هذا الشعب وانحداره وفقره وجوعه وتخلّفه
بتناسبٍ عكسيٍ انحداريٍّ جامحٍ مع ارتفاع أرصدة سادته وكبرائه
وعلو شرفات قصورهم وزيادة نسبة النقرس والكوليسترول
في دمائهم –إن افترضنا حسن النيّة واعتبرناها موجودة-.
وهاهم كما هم.. يهبطون إلى "قممهم" بنفس الأقنعة ويغادرونها مثقلةً
بمزيدٍ من الانحطاط والدونيّة مع توطيد الفرقة والعزلة والانقسامات
تسبقهم المسودّات إيّاها, والقرارات السخيفة المُعدّة مسبقاً من قبل أسيادهم,
والتي تخدم مصالح الجميع إلا مصالح أمّتهم –باعتبارهم جزءاً لا يمتّ للأمة بصلة-


(وكالموت تجيئون.. ولكن بإنذارٍ مسبقٍ وتأكيد
تتسللون خفيةً خلف ظهورنا تحت العباءة الأمريكية
إمعاناً في الطعن والتنكيل ..
واقتراباً من جحور الإدارات العظمى!!
تقتلونا .. ثم تغنون وتعزفون فوق جراحنا وجثثنا
على إيقاع مبادراتكم العفنة
وكالحشرات تتساقطون أمام الظلام والحصار
وبالعمالة إيّاها تخرجون
سبعون عاما..
تغنون للكرسيّ .. والسلطة .. والاستبداد والاستعباد
وأمانيكم -ليست كأمانيّنا- حيّةٌ لا تموت)

مرحباً بكم,
وها أنتم كما كنتم آخر مرة!!


ثم تغلق تلك الاجتماعات والمهاترات, ويطير كلّ منهم بنتنه وخوائه فرحاً
بارتقائه درجةً جديدةٍ في سلّم تصنيفات الولاء الأمريكية,
بعد أن تُجدّد عقودهم لعامٍ آخر, وتُمهَر بتوقيعٍ وبصمةٍ
من ربهم الأعلى على "رسالةٍ إداريّة":


(تم إزالة ملفات القمّة ,,, وعمالتكم ستظل في العتمة ولن يراها أحدٌ سواكم,
لكن العتمة نفسها هي أوضح ما يمكن لهذا الأحد أن يراه ..
وباب السؤال سيبقى موارباً فقد نامت الشعوب حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا
بإمكانك العودة إلى كرسيّك السابق حيث كنت فما من أحدٍ سيزاحمك عليه
ولا مانع من الاستعداد لقمّة جديدة).



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-17-2008, 06:08 PM
 
رد: ربما واقع وربما فلسفه

وإن من أغرب ما تتضمنه هذه الاتصالات "اليوزرية"
أنها تخضع -في أغلب أحيانها- لوجوه وأقنعة وهميّة ومتعددة

من قبل الجميع, لسنا ندري عن مصداقيتها ووجودها أيّ شيءٍ
غير الذي قالته هي عن نفسها

__________________
إذا لَم يُعْجِبْكَ شَيْءٌ مِنْ كَلامِي؛ فَتَجَاوَزْهُ إلى ما يُعْجِبُكَ مِنْهُ، وَاسْتَغفِرْ لي بِحِلْمٍ، وَصَحِّحْ لي (بِعِلْمٍ)
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صورة قد يعجز الإنسان عن التعبير عنها ،، وربما دموع الإنسان البؤساء موسوعة الصور 46 07-25-2011 01:53 PM
فلسفه اعجبتني جدا جدا**** تعبت احبك حوارات و نقاشات جاده 6 10-28-2008 05:11 PM
فلسفه اعجبتني‏ حلوة قطر أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 03-04-2008 11:10 AM
فلسفه حسابيه حلوه!! المعلم سطح أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 6 06-08-2007 09:39 PM


الساعة الآن 02:12 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011