الأزمة العربية،أزمة حضارة أم أزمة برجوازية عربية؟ إن هذا السوال الذي سبق وأن طرحه مهدي عامل، يتضمن في نفسه السؤال العلمي ،أي بمعنى القائم على التحليل العلمي للبنية الإجتماعية العربية، ذلك أن كل ما اصاب الوطن العربي من أزمات، ولا زال هو من تدبير برجوازيته العربية القائمة على علاقة كلونيالية مع الإقتصاد الكمبرادوري . وإذا كان هذا الأخير يبررذلك بالقول أن مصائب الإنسان قد ظهرت مع ظهوره -وهو الجواب الذي استنسخته برجوازيتنا العربية - فإن الواقع هو أن هذه المشاكل والمطبات قد اتخذت شكلا ونمطا يتناسبان مع طبيعة النظام الراسمالي وأن طبيعة نظام الإنتاج القائم هو المسؤول عن الوضع والوعي الإجتماعيين.
ولعل هزيمة (حزيران) وغيرها من الهزائم التي تركت الأثر الأكبر على شعوبنا العربية وخصوصا الفئة المثقفة قد أبانت على صحة هذا الكلام .وبذلك فالقيادة كل القيادة لمصير الوطن العربي لابد وأن تكون في يد قواه المنتجة بعد أن تتسلح بالفكر العلمي الحامل للمشروع المجتمعي البديل، الذي يحقق العدالة الإجتماعية للأنسان والإنسان.