عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الصحية والإجتماعية > الحياة الأسرية

الحياة الأسرية القسم يهتم بشؤون الأسرة المسلمة والعلاقات الاسرية والزوجية وطرح الافكار الناجحة لحياة أجمل

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-28-2008, 09:36 AM
 
Post كيف نستطيع صيانة أنفسنا من أخطار نزوات الشباب؟؟

كيف نستطيع صيانة أنفسنا من أخطار نزوات الشباب؟؟


الداعية الكبير محمد فتح الله كولن


من أهم مشاكل إنساننا الحالي بقاء معظمهم تحت ضغط عواطف الشباب التي تؤثر على مشاعرهم الساميه .

وقد أصبح من الصعوبة بمكان القيام بتمثيل الإسلام وحقائقه مثلما أراده الرسول صلى الله وعليه وسلم . ولكن هناك نواح إيجابية في الكفاح في مثل هذه الظروف . فكلما زادت الصعوبات وادلهمت الخطوب كلما زاد أجر وثواب العاملين .
ألم تكن قسوة الظروف التي أحاطت بنضال حمزة رضي الله عنه هي التي سمت به الى مرتبة سيد الشهداء؟ ألم يشاهد قلة عدد المسلمين وكثرة عدد الكفار؟ ومع ذلك أندفع إلى القتال بقوة إيمانه ولم يعبأ بالموت . لقد كان هذا وسيلة للسمو به إلى مرتبة سيد الشهداء .
إن الآثم التي تزعجنا الآن كانت موجودة أيضاً في عهد الصحابة . فالنساء كنَّ يطفنَّ حول الكعبة عاريات . وكان الخمر والرشوة والميسر والربا ينخر في جسد المجتمع . ولكن الصحابة أداروا ظهورهم عن كل هذه الفواحش وتوجهوا إلى الإسلام وكانوا بشراً، يحملون مشاعر وغرائز البشر ألم تكن تضحيته بكل أهواء النفس هي التي سمت بهم وجعلتهم أعظم العظماء؟ لقد هجروا الفواحش جميعها واختاروا سلوك حياة طاهرة وساروا خلف الرسول صلى الله وعليه وسلم على الرغم من جميع المخاطر التي كانت تحف بهم فاكتسبوا فضال كبيرة واستحقوا بذلك أن يكونوا نجوم هداية لمن جاء بعدهم .

وهذه المهالك والمخاطر موجودة اليوم أيضاً لذا فقد دعى مفكر القرن العشرين بديع الزمان سعيد النورسي يوماًب"رجل عصر النكبة والفتنة والهلاك" ولو نادى الرسول صلى الله وعليه وسلم جيل هذا القرن لقال "تعالوا ! تعالوا يا جيل المهالك والمخاطر"، لأننا إن تفحصنة السوق والشارع والحياة الاجتماعية والتجارية والفرد والعائلة والمجتمع والمدرسة المكلفة بإسناد كل هذه الوحدات الاجتماعية، وتناولنا جميع الهيئات والمؤسسات واحدة واحدة، وقمنا بإصدار تقيم حولها، لكن هناك وصف واحد فقط ينطبق على جميع وهو وصف "سيئ جداً"
أينما نذهب أو نتجول لا تستطيع الحيلولة دون التلوث ببعض الإثم . لا تستطيع أن تعبر في الحياة الاجتماعية من جهة إلى أخرى دون أن ينثلم روحك عدة مرات ودون أن تتعكر حياتك القبلية . إن العيش اليوم مسلماً أصبح أصعب من المشي على الجمر . إذن فنحن جيل مثل هذا العهد المهلك والمفجع . وأهواء النفس المركبة في طبيعتها تترصد كالعقرب لكي تلدغنا . وهذه الأهواء والشهوات تتغذى وتتقوى على الدوام من المحيط الفاسد الذي ولدت وترعرعت فيه . ومن المحتمل في آن وحين أن يقوم هذا العقرب بلدغنا وتسميمنا .

ومع كل هذا فإننا نتقبل هذه المغارم من اجل مغنمها ، ونجد السلوى في المغانم التي تكتسبها لنا ، بل نفرح ، ذلك لأننا في الوقت الذي نستطيع فيه تجاوز هذه المصاعب تكون مكاسبنا كبيرة بنفس النسبة فأن كان الصحابة وقفوا إلى تجاوز تلك الشروط الصعبة فاستحقوا أعلى المراتب فأننا نأمل من صاحب الرحمة الإلهية أن يوفق المؤمنين الحاليين ويعينهم لكي يصلوا إلى السعادة نفسها ، لا شك أن هناك أخطاء وذنوباً ارتكبناها دون قصد في هذا الزمن الذي تزاحمت فيه الآثام سهل دخول إليها والتلطخ بها لكن واجبنا هو عدم مفارقة باب الرحمة الإلهية والاستمرار والثبات .

واسمحوا لي هنا بسرد أحدى ذكرياتي كوسيلة للتعبير عن مشاعري عندما كنت طفلاً كان لنا كلب يقوم بحراسة أغنامنا وبملازمة باب بيتنا وعدم مفارقته ، كنت أعجب من إخلاصه واللعب معه وأطعمه . لا أناقش هنا مدى الصواب في هذا من الناحية الصحية وإنما أريد نقل بعض مشاعري وذكريات الطفولة هذه كثيراً ما ترد إلى خاطري فأرفع يدي للدعاء إلى ربي وأتضرع إليه قائلاً : اللهم كما كنت صديقاً لذلك الكلب لإخلاصه فأغفر لهذا القطمير (1) الواقف على بابك والذي لم ينظر إلى باب غير بابك ، اغفر له وارحمه نحن نقر ونعترف بتقصيرنا ونواقصنا ولكننا في الوقت نفسه نأمل من الرحمة الواسعة أن تغفر لنا واعترافنا هذا إشارة من إشارات ندمنا وتوبتنا والله تعالى يقبل الرغبة الصادقة في التوبة ولا يردها ، كان هذا تلخيصاً للواقع والآن لنقف قليلاً حول الأمور التي يجب الانتباه إليها .

أولا :- يجب المشي بكل حذر على مثل هذه الأرضية الزلقة والخطرة من جميع الأوجه فكما يتم المشي بكل حذر في الأراضي المزروعة بالأنغام أو في مدينة للأعداء كذلك يجب أبداء الحذر نفسه عند التجول في الأسواق والشوارع اليوم .

ثانياً :- قبل الخروج إلى الشارع يجب الاستعانة بكل ما يصفي مشاعرنا وأحاسيسنا قد يكون هذا قراءة أو مشاهدة أو الاستماع إلى شيء أو محاسبة عميقة للنفس أن يجب الآ نخرج قبل الدخول إلى مثل هذا الجو الروحي .

ثالثاً:- عدم البقاء وحيداً بل الخروج دائماً مع صديق يعيننا على نفسنا ويحفظ حيوية أروحنا ويقظتها .

رابعاً :- علينا أن نصحب معنا في أرواحنا ومجيئنا وفي الأماكن التي نبقى فيها قدر الأمكان المواد والعناصر أو أي شيء له علاقة بحياتنا الروحية ويقوم بوظيفة الصيانة والحفظ والتذكير فهذه المواد تكون ستراً يحجبنا عن الآثام وتكون وسيلة للمراقبة وللتذكير الدائم والشخص المملوء بمشاعر المراقبة والتذكير نادراً ما يقع في الإثم .

خامساً :- عند اقتراف أي ذنب أو عند الوقوع في أي خطا يجب الندم وإعلان التوبة حالاً لان القلب المؤمن يجب أن يكون اقل القلوب حملاً للذنوب واقصرها مدة مكث فالأخطاء فيه مؤقتة وزائلة وهي كالغيوم التي تحجبنا عن الشمس فترة قصيرة وكلما تأخرت التوبة كلما أسودت الأرواح وانفتحت السبل للذنوب والآثام الأخرى ، وسهل اقترافها ومن ثم يجب الحيلولة دون ذلك والإسراع باللجوء إلى رحمة الله تعالى ومغفرته مهما شكل الآثم وحجمه .
جاء احد الصحابة مسرعاً إلى النبي صلى الله وعليه وسلم وقد هاله أمر قائلاً يا رسول لقد هلكت لقد أصبت من امرأة قبلة فافعل بي ما شئت فلم يجبه رسول الله صلى الله وعليه وسلم ولكن الوحي سرعان ما نزل الآية الكريمة وكان العرش اهتز أمام هذا القلب المنكسر { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل أن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين **( هود 114 )
أما صلاة التهجد فهي النور في عالم البرزخ وهي من أسرع العوامل في محوا السيئات لأنك تتوجه فيها لربك في أحلى ساعات الليل المظلم ألبيهم بالدعاء والتضرع بقلب يتقلب بين الخوف والرجاء سيلقى دون شك قبولاً حسناً من قبل الله تعالى ولكن بشرط أن يتم هذا التضرع والدعاء بإخلاص ونية صافية ففي الوقت الذي يغفر لنا الله تعالى زلاتنا وأخطاءنا التي وقعنا فيها بين كل صلاتين عندما نقف بين يديه في الصلاة ونعلن له عبوديتنا له بكل خشوع فإن علينا السعي إلى كسب رضاه بالنوافل والتهجد . وفي الوقت الذي نرى إننا محاصرون بالآثام من كل جانب ونحزن لهذا نرى وجود ايجابيات تستطيع إزالة تلك السلبيات وحالنا الآن التي تشبه حال الصحابة تعطي لنا دافعاً قوياً للتشبه بهم ، صحيح إنهم كانوا يحسون بأنفاس الوحي إلا إننا أن أمكننا التخلص من قيود الزمان استطعنا اخذ أماكننا في الصف المحمدي خلفهم فنضمن بذلك خلاصنا ندعوا من الله تعالى ألا يخيب وجاءونا أمين .
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف نستطيع أن نحصن الأبناء !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! نبيل المجهول حوارات و نقاشات جاده 2 06-03-2007 09:17 PM


الساعة الآن 03:41 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011