عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-21-2008, 02:34 PM
 
تفقدوا ايمانكم

أعجبتى هذه الكلمات وأحببت أن تشاركونى فيها


الحمد لله سبحانه.. عدد ما سبّحت له الرمال.. وسجدت له الظلال، وتدكدكت من هيبته الجبال.. عدد


كل لمحة وطرفَة ونَفَس... والصلاة والسلام على سفيره بينه وبين خلقه.. رحمته للعالمين.. وحجته على العابدين.. صلاةً وسلاماً دائمين حتى يجمعنا الله به، وبعد:



فعلى كل مؤمن في طريقه الطويل إلى الله.. أن يعنى بتفقد إيمانه بين الآونة والأخرى.. فإن الإيمان يزيد وينقص.. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.. وينعدم ببعض ما حذر منه ربك.. ونهاك عنه نبيك .. وما أجدرنا في هذا الزمان الذي يصبح فيه الرجل مؤمناً ويمسي كافراً.. أن نتدبر ونحذر.. ونتفقد إيماننا بين الفينة والفينة.. إذ لم ييأس الشيطان من الدخول على كل مؤمن من مداخل قد تخفى لإفساد دينه ونزع تقواه..
لقد أعد الشيطان أيها المؤمن هذه المصيدة الخاصة لأهل الايمان ليصل إلى إفساد قلوبهم وإيمانهم.. فإياك أن تكون ممن اشتغل بالصلاة والصيام وغفل عن قلبه وتنقيته مما به من فساد أو غش لأحد من المسلمين.. فقد نادى نبيك بأن هذه هي الكارثة التي تودي بالدين إلى غير رجعة.. استمع اليه حيث يقول: { ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ } قالوا: بلى: قال: { إصلاح ذات البين.. فإن فساد ذات البين هي الحالقة.. لا أقول تحلق الشعر.. ولكن تحلق الدين } [رواه الترمذي].

أرأيت أيها المؤمن.. تحلق الدين، أي: تزيله. فعليك أيها المؤمن بنداء ربك: "فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" [الأنفال:1].

وعليك أيها المؤمن بالدعاء.. فاتجه إلى ربك دوماً أن يمسح من قلبك الغل على أي من أخوان في الإيمان.. واجعل لسانك رطباً بهذه الدعوة التي دعا بها المؤمنون قبلك "رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" [الحشر:10].



أيها المؤمن: إنه لمما يدمي قلب كل مؤمن.. أن يرى إخوانه المسلمين في أي مكان.. متباغضين متنافرين متعادين، مع أن نبيهم أوصاهم فقال: { المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً } [رواه البخاري]، فانقلبوا كأنهم سمعوها المؤمن للمؤمن كالثعبان يلدغ بعضه بعضاً..!! فترى الدسائس والفتن.. والغيبة والنميمة قد استشرت فيهم.. غافلين عما وصفهم به نبيهم فقال: { مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد.. إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } [رواه البخاري]..



فإياك أن تُخرج نفسك من دائرة المؤمنين.. واملأ قلبك منذ الساعة لكل من آخاك في هذا الايمان، وداً وتعاطفاً ورحمة.. ولا تحمل في قلبك سوى ذلك لأي من أخوانك في الله.



أيها المؤمن: لقد جاء عن نبيك حديث يجب أن نتوقف عنده طويلاً.. روى البخاري في صحيحه عن النبي أنه قال: { من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو من شيء فليتحلله منه اليوم.. من قبل ألا يكون دينار ولا درهم.. إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته.. وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فَحُمل عليه }.



انظر ايها المؤمن.. إلى قوله : { من عرْض أو من شيء } إن كلمة { شيء } هذه تشمل أي شيء وكل شيء سواء كان حركة أو لفتة أو لمزة أو غمزة فيها تعريض بأي مسلم.. فتصبح له مظلمة عندك يطالبك بها يوم القيامة..



فإياك أيها المؤمن فان الثمن باهظ حقاً.. وإنها لنهاية مؤلمة حقاً.. فرب كلمة آذت أخاً أو اختاً لك في الله.. كانت عندك هينة.. ولكنها عند الله عظيمة.. ورب حركة أسأت بها لأخ أو اخت لك مؤمنة.. كان ثمنها ما أجهدت نفسك فيه من الحسنات.. توزعها على أصحاب المظالم والحقوق في يوم أنت أحوجُ ما تكون إليها.. ثم ماذا؟ ثم إلى النار.. وما أخال مؤمن يود ذلك المصير الأليم...



أيها المؤمن: ها أنت تحترز من الربا قليله وكثيره.. سمعاً وطاعةً للجليل المتعال.. وهرباً من حرب يشنها الله ورسوله على آكل الربا.. ولكن ما موقفك من أفظع أنواع الربا وأعظمها.. أتدرى ما هي؟ استمع إلى نبيك في الحديث الصحيح يقول: { أتدرون ما أربى الربا عند الله؟ } قالوا: الله ورسوله أعلم.. قال: { فان أربى الربا عند الله استحلال عرض امرىء مسلم }..



إن استحلال الحديث عن أي فرد في أي جانب من جوانب شخصيته، والانتقاص من شأنه سواء بالغيبة أو النميمة أو الاستهزاء أو غيرها مما يسيء إليه ولو كان فيه حقاً، كل هذا أعظم عند الله من الربا والعياذ بالله.



فالحذر.. الحذر أيها المؤمن.. فإن استحلال عرض مسلم بما فيه قد يجر إلى الهول العظيم.. والعقاب الأليم.. وذلك ما لا تطيقه.. ومن يطيق الحبس في النار..



استمع إلى نبيك ماذا يقول: { من ذَكَرَ امرأً بشيء ليس فيه ليعيبه به.. حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاد ما قال فيه } [رواه ابو يعلى].. ولذلك حرم الله الجنة على النمام الذي ينقل الكلام على سبيل الافساد، فقال : { لا يدخل الجنة نمام } [رواه البخاري].. ولئن حمل هذه النميمة نمامٌ.. بسبب حسد يأكل قلبَه فبلغها إلى من يثير بها غضبه ويستفزه.. فقد جمع هذا النمام بين مصيبتين، وأحرق إيمانه بناريين:



الأولى: نارُ الحسد وقد جاء عن الصادق المصدوق: { الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب }.



والثانية: النميمة، ومصيبتها أعظم من الأولى، إذ تحرم صاحبها من دخول الجنة.. فماذا تفعلُ أيها المؤمن من أَكَلَ حسناته الحسدُ.. وحرَمتْه النميمةُ من دخول الجنة؟ إنها والله هي الكارثة...



فاحذر أيها المؤمن من الحسد، وتذكر أنه لا يجتمع الإيمان والحسد أبداً. قال : { لا يجتمع في جوف عبد الإيمانُ والحسد.. } [رواه البيهقي].




وها هي وقفتي الأخيرة معك...



لقد نهى النبي عن أربعة أشياء نهياً أكيداً، وحذرنا من الارتداد في حمأتها دون أن نشعر. فقال: { لا تقاطعوا.. ولا تدابروا.. ولا تحاسدوا.. ولا تباغضوا.. وكونوا عباد الله إخواناً } [رواه البخاري]..



فاياك من مقاطعة أخ أو اخت لك في الله مهما كانت الأسباب.. وإياك من مدابرة أخ او أخت لك في الله مهما سولت لك النفس الأمارة بالسوء من مبررات.. وإياك من التباغض فإن ذلك وسيلة إلى غضب الله ومقته..



ولقد ختم النبي صلى الله عليه وسلم حديثه السابق الذي رواه البخاري في صحيحه بقوله: { التقوى هاهنا }.. ويشير إلى صدره ثلاث مرات.. مبيناً أن التقوى كما جاء في أحاديث أخرى ليست بكثرة صلاة ولا بطول قيام.. ولكن بتقوى القلب ومخافته من الله ومراقبته له وبعدم الإساءة إلى المسلمين.



وقد يستعين البعض بالمقاطعة.. وقد يقدم على ذلك المسلم الجاهل على ارغم من أن ذلك قد يكون سبباً في ألا تُقبل صلاته.. بل ترد عليه فلا ترفع أبداً.. أتعجبون؟.. هذا حديث نبيك فاستمع: { ثلاثة لا تُرفع صلاتهم فوق رؤسهم شبراً: رجل أَم قوماً وهم له كارهون.. وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط.. وأخوان متصارمان ( أي متقاطعان ) }.. فإياك أن تكون بينك وبين إحد المؤمنين أو المؤمنات خصومة أو شحناء أو خلاف.. ولا تتهاون في ذلك وسارع بالصلح والتسامح.. لئلا تُحرم من مغفرة الله سبحانه وتجاوزه عن عباده. فقد جاء عن نبيك : { تُعرَضُ الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرىء لا يشرك بالله شيئاً.. إلا امرأً كانت بينه وبين أخيه شحناء.. فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا } [رواه مسلم].. وإياك أن يمنعك الكبر والغرور من الصلح فتظل طوال حياتك محروم من مغفرة الله.. لا تُرفع صلاتك أبداً...



وعليك أيها المؤمن بحسن الخلق.. ضعه نصب عينيك.. واكتبه بماء الذهب في سويداء قلبك.. واخلعه على حركاتك.. وسكناتك.. ونظراتك ولفتاتك.. مع كل من حولك.. مع جيرانك ومع زوجك.. ومع أبنائك وأقربائك.. ومع أخوتك وزملاؤك.. لعل الله أن يمن عليك بكمال الإيمان، فإن نبيك يقول: { أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً } [رواه الطبراني]..



فالله.. الله أيها المؤمن.. عليك بكمال الإيمان فالزمه.. والله يغفر لي ولك، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


منقوووووووووووووووووول



أسماء الباني
__________________

ربى اذنبت فاغفر لى
ربى اغفر وارحم وانت خير الراحمين

التعديل الأخير تم بواسطة رفال114 ; 07-21-2008 الساعة 02:52 PM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:48 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011