عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-14-2008, 11:48 AM
 
في المقهى ماذا حدث لصاحبنا في المقهى إدخلو لتعرفوا

في المقهى
أسرعت الخطى لكيّ أصل إلى المقهى الذي يقع في زاوية المجمع الكبير أمام الشارع العام ، بعد حجز طاولةٍ هناك ، جلست أنتظر تلك السيدة التي غابت عن المكان منذ أيام ، وأنا على هذه الحالة لي أيام وأيام ، أشتري الصحف اليومية وأصنع منها طائرات ورقية بعد قرائتها حرفاً حرفاً ، أو سفناً بحرية أو نماذج أخرى مسلية ، أُضيْع وقتي إلى أن تأتي تلك السيدة التي غابت عني منذ حظورها الأول.
أنتظرها بسبب تلك الإبتسامة الخارقة التي أهدتها لي ، ولم تهديها لأحدٍ سواي ، وملاطفتي أيضاً في الكلام والتعامل طيلة ذلك اليوم ، بعد أن أعطيتها منديلي لكي تجفف الماء الذي سكب عليها بعد إصتدامي بطاولتها ، منذ ذلك الحين وبعد تلك الإبتسامة ، لم يهنأ لي بال ، وأنا أتقلب من حالٍ إلى حال ، ومن السهر أرى الكوابيس والأهوال ، كل ذلك بسبب تفكيري في تلك السيدة التي رمت سهم شيطانها عليَّ ثم غابت ، تاركة ذلك السهم يشعل نار الإنتظار بعد إختراقه لبؤبؤَ قلبي ، لقد تركت مجنوناً ينتظرها على نار الشوق واللقاء ، تركتني هنا ، وأنا هنا ، أنتظرها ، علها تعود وأراها ، فتطفئ ناراً قد أشعلت كل شيء فيني .
كُل زوار المقهى تعرفو عليَّ ، حتى الكناس الذي لقبته بصاحب المكنسة الذهبية تعرف عليّ لأنه يأنس لمجالستي ، فحاله مثل حالي ، وفي الحقيقة هو عاشق ، مجنون بعشقهِ ، ولكن لا يستطيع أن يخطبها لأنه كناس وهي بنتُ ناس ، تخاف كلام الأنجاس ، من النسوةِ صاحبات الحظ السيئ ، كيف تتزوج من هو عامل يعمل في تنظيف قذارة الناس ، هكذا قال لي وهو يذرف الدموع ، مسكين .. كلما رآني جالساً يأتي ويحكي لي قصته مع تلك الفتاة التي تعمل خادمة في منزلٍ ذا شأن عالي جداً ، وهي تخاف أن ترتبط به لأنه كناس ، ولا يستطيع أن يكون في مقام بنت الناس .
الصدفة هي التي أوقعته في شباكها ، طبعاً .. فالصدف تأتي بالخرف لكثير من العشاق في مثل حال سيدي الكناس ، أثناء عمله مرَّ أمام ذلك المنزل التي تعمل به تلك الخادمة ، رآها ولم يعيرها إهتمامه ، ولكن ندائها عليه جعلته يُسرع الخطى لها ملبياً ندائها ، طلبت منه أن يساعدها في حمل كيس القمامة ، ولأنه صاحب شهامة ، لبى طلبها من غير تردد أو ملامة ، شكرته على صنيعه بألطف الكلام ، وودعته وداع أهل الكِرام ، فسرح بفكره بعيداً وهام ، فأشتعل عنده نار الغرام .
أصبح يتردد على ذلك الشارع بين الفينةِ والفينة ، حتى لا يلفت إنتباه الفضوليين من المارة ، وما جعله يأتي إلى هناك بشكلٍ دائم ، هو طلبها بأن يأتي كلما سنحت له الفرصة ، ولكن في أوقات خاصة بعد أن حددتها له ، فأصبح من رواد ذلك الشارع ، وفي لحظة شرود الذهن أفصح لها عما في قلبه ، فأفصحت له عما في قلبها ، فجرحته وطعنته وقطعت أوصال قلبه من غير إحساس ، وفي النهاية قالت له بأنها لن تتزوج إلا إبن الناس ، إبن صاحب المنزل ،و بالفعل تزوجها وهرب معها ، لأن أهله لم يقبلوا بها ، ولكن حبهما لبعض جعلهما يضحيان بكل شيء ، وها هو صاحبنا الكناس يشكي الحال لمن يسمع له ، وانا الوحيد الذي تورط معه لأنه لم يجد من يستمع إليه سواي .
علم الجميع ، بحالتي ، حالة إنسان مويؤس من حالهِ ، بسبب إبتسامةٍ أهديت له في أحد الأيام ، فصار يفكر في من غاب عنه منذ أيام ، وبسبب تلك الإبتسامة ، إنقلب حاله وصار في هيام ، فلا فرق عنده إن كان جالساً في الليل أو النهار .
تسارعت لديَّ خطى الساعات ، ومضى عليَّ الوقت وكأنه تفاهات ، مضى عليَّ بلا فرحٍ ولا مسرات ، حتى تاه الفكر عني من كثر الخُرافات .
هجرني الكناس منذ زمن بعيد ، وجاء مكانه صديقٌ جديد ، هو شيخٌ كبير قد أنهكه التقاعد ، متثاقل في خطواته ، ثرثارٌ بحكاياته ، بطولاتهِ كثيرة ، كبيرة وخطيرة ، طويلة ومثيرة ، أتهرب منه بذهني ، ولا أعيره إهتمامي ، حتى يصمت ويستريح ، ويحتسى الشاي بهم الجريح ، صادراً تلك الزفرات ، التي تخفي خلفها الكثير من الآهات .
تحدث مرةً عن مغامرةٍ قد حصلت في شبابه ، مغامرة كانت السبب في ما هو الآن ، عندما كان في الجيش في بداياته ، كان من أنشط الضباط ، الذي يضرب به المثل في الإنضباط ، محباً لعمله ، ملتزم في دوامه ، يغار منه الجميع ، لأنه مطيع ، خدوم ، كريم ، طيب المعشر ، محبوب من قبل الجنود ، وبسبب ذلك دُمِرَت حياتهُ ، دمرت بطريقة غير مباشرة ، دمرت أثناء التدريبات الميدانية ، لأنه أصيب إصابة بالغة جداً ، لقد غامر بنفسه من أجل إنقاذ أحد الجنود إثر خطأ صار معه , فراح ضحيته رجله ، التي قطعت بسبب تلك المغامرة ، ثم أحيل بعد ذلك إلى التقاعد بعد إعطائه رتبة جديدة .
لم يحزن لذلك التقاعد ولم يهتم ، ما أحزنه هو التخلي عن خدماته ، ضابط في مثل خبرته يُبعد ويؤتى بآخر مبتدئ ، وما أحزنه أكثر إن المتسبب بتلك الإصابة قد رقوه ، لأنه إبن ناس .. وهل هو إبن الأنجاس ؟ .
إستطاع بعد التقاعد بأن يجد وظيفة أخرى ، وظيفة يستطيع من خلالها أن يسد ولو شيئاً من ديونهِ ، وإستخدم في هذه الوظيفة إسلوبه المعتاد ، إسلوب الصفات الحسنة ، ولكن العطل الذي تسبب في تدمير نصف آلات المصنع جعله يعود إلى التقاعد مرةً أُخرى بعد طرده من العمل .
إزاد على أحزانهِ حُزناً ، بعد أن طلق زوجته ، لأنه لا يستطيع أن يعيلها ، هكذا كانت حجتها وحُجة أهلها بعد تقاعده الثاني ، وبسبب الديون التي تراكمت عليه ، بعاع منزله ، وسكن في منزل أخيه الصغير ، في ملحقٍ يقع في زاوية المنزل ، الحمد لله .. وجد من يأويه عنده ، لأن الجميع قد تخلى عنه ، ووجد من يستمعُ إليه أيضاً ، هو أنا ، أنا الوحيد الذي تحملته وتحملت ثرثرته طيلة هذه المدة ، عادتاً يُطرَدُ من هنا ، لأن الجميع يضن بأنه مجنون ، ( شكراً لك .. شكراً لإنصاتك لي .. شكراً ) ، هكذا يقول لي قبل رحيله كُل يوم .
فتحت باب الكلام معه ، فشد إنتباهه لي ومسمعه ، فدار تفكيرهُ في مطمعه ، لكي يعرف من تكون تلك المتسكعه ، عندما أخبرته عن تلك الفتاة ، التي ضحكت لي منذ زمنٍ قد فات ، فضحك عليّ بعدةِ ضحكات ، فقذفته بعدها بعدة كلمات .
هجرني ذلك الشيخ بمماته ، وأصبحت وحيداً بعد فراقه ، وإزدادت وحشتي بعد وفاته ، ولا أنيس لديَّ سوى حكاياته .
مرت عليَّ أشهر معدودة , ولم تظهر فتاتي من خلالها ، حتى شاب رأسي من الكثر التفكير بها ، ففقدت الأمل المتعلق بلقائها .
أصبحت فقيد الحبيبين ، حبيبٌ قد مات ، وحبيبٌ قد سكن الفؤاد , ولا أعلم متى هو آت ، أشتاق لهما في كل الأوقات ، حتى يأس الصبر مني وملّ ، وجلست أعاني على آثرهِ المظرات ، لقد طال أمد الإنتظار لفتاتي ، والإيام تسابق الأوقات ، وهن القلب عندي واللحية مالت للبياض ، فقررت في النهاية إنهاء تلك القصة الهزلية .
نعم .. قررت أن أذهب إلى المقهى لآخر مرة ، وستكون بالفعل هي أخر مرة ، هربت عني الأفراح والمسرة ، أبسبب نظرة أعشقها من أول مرة ؟ ، أم بسبب تلك الإبتسامة التي سحرتني في تلك الفترة ، أم سهمٌ من سهام شيطان بائس وجد من يصنع له تلك المضرة ؟ .
أثناء جلوسي وأثناء إنشغالي بالنظر ، مرت عليَّ فتاةٌ شمطاء لا تسر الخاطر ولا النظر ، تمشي على ثلاثة لأنها عرجاء ، فحزنت لها وأردتُ أن أغير إتجاه تلك النظرات ، فلمحت منها ما جعلتني أقف بكتراث ، ولوت تفكيري فصال بي وعاث ، عندما أخرجت منديلي جعلتني أبعثر الأثاث .
إبتسمت لها بعد هجري للإبتسامة ، أحدثها بعيني وإبتسامتي علامة ، سألتها بقلبي قبل أن ينطق لساني بكلامة ، هل أنتي صاحبة تلك الإبتسامة ؟؟؟ .
لا تبخلوا علينا بالردود ...
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ليلة كنها الليله ... إقرأوا ماذا حصل لصاحبنا في هذه اليلة ..إدخلو ولن تندموا .. راشد أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 01-23-2008 03:36 PM
::ما هو المسجد الأقصى؟..وهل لليهود حق في فلسطين؟..تفضلوا لتعرفوا الحقيقة كاملة:: فريال (نور الإسلام ) أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 07-26-2007 10:38 AM
المرجو منكم الذخول لتعرفوا حقيقة كيف تكون أحسن الناس و أسعدهم نبيل المجهول أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 06-18-2007 05:55 PM


الساعة الآن 03:21 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011