|
قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
في المقهى ماذا حدث لصاحبنا في المقهى إدخلو لتعرفوا في المقهى أسرعت الخطى لكيّ أصل إلى المقهى الذي يقع في زاوية المجمع الكبير أمام الشارع العام ، بعد حجز طاولةٍ هناك ، جلست أنتظر تلك السيدة التي غابت عن المكان منذ أيام ، وأنا على هذه الحالة لي أيام وأيام ، أشتري الصحف اليومية وأصنع منها طائرات ورقية بعد قرائتها حرفاً حرفاً ، أو سفناً بحرية أو نماذج أخرى مسلية ، أُضيْع وقتي إلى أن تأتي تلك السيدة التي غابت عني منذ حظورها الأول. لا تبخلوا علينا بالردود ... أنتظرها بسبب تلك الإبتسامة الخارقة التي أهدتها لي ، ولم تهديها لأحدٍ سواي ، وملاطفتي أيضاً في الكلام والتعامل طيلة ذلك اليوم ، بعد أن أعطيتها منديلي لكي تجفف الماء الذي سكب عليها بعد إصتدامي بطاولتها ، منذ ذلك الحين وبعد تلك الإبتسامة ، لم يهنأ لي بال ، وأنا أتقلب من حالٍ إلى حال ، ومن السهر أرى الكوابيس والأهوال ، كل ذلك بسبب تفكيري في تلك السيدة التي رمت سهم شيطانها عليَّ ثم غابت ، تاركة ذلك السهم يشعل نار الإنتظار بعد إختراقه لبؤبؤَ قلبي ، لقد تركت مجنوناً ينتظرها على نار الشوق واللقاء ، تركتني هنا ، وأنا هنا ، أنتظرها ، علها تعود وأراها ، فتطفئ ناراً قد أشعلت كل شيء فيني . كُل زوار المقهى تعرفو عليَّ ، حتى الكناس الذي لقبته بصاحب المكنسة الذهبية تعرف عليّ لأنه يأنس لمجالستي ، فحاله مثل حالي ، وفي الحقيقة هو عاشق ، مجنون بعشقهِ ، ولكن لا يستطيع أن يخطبها لأنه كناس وهي بنتُ ناس ، تخاف كلام الأنجاس ، من النسوةِ صاحبات الحظ السيئ ، كيف تتزوج من هو عامل يعمل في تنظيف قذارة الناس ، هكذا قال لي وهو يذرف الدموع ، مسكين .. كلما رآني جالساً يأتي ويحكي لي قصته مع تلك الفتاة التي تعمل خادمة في منزلٍ ذا شأن عالي جداً ، وهي تخاف أن ترتبط به لأنه كناس ، ولا يستطيع أن يكون في مقام بنت الناس . الصدفة هي التي أوقعته في شباكها ، طبعاً .. فالصدف تأتي بالخرف لكثير من العشاق في مثل حال سيدي الكناس ، أثناء عمله مرَّ أمام ذلك المنزل التي تعمل به تلك الخادمة ، رآها ولم يعيرها إهتمامه ، ولكن ندائها عليه جعلته يُسرع الخطى لها ملبياً ندائها ، طلبت منه أن يساعدها في حمل كيس القمامة ، ولأنه صاحب شهامة ، لبى طلبها من غير تردد أو ملامة ، شكرته على صنيعه بألطف الكلام ، وودعته وداع أهل الكِرام ، فسرح بفكره بعيداً وهام ، فأشتعل عنده نار الغرام . أصبح يتردد على ذلك الشارع بين الفينةِ والفينة ، حتى لا يلفت إنتباه الفضوليين من المارة ، وما جعله يأتي إلى هناك بشكلٍ دائم ، هو طلبها بأن يأتي كلما سنحت له الفرصة ، ولكن في أوقات خاصة بعد أن حددتها له ، فأصبح من رواد ذلك الشارع ، وفي لحظة شرود الذهن أفصح لها عما في قلبه ، فأفصحت له عما في قلبها ، فجرحته وطعنته وقطعت أوصال قلبه من غير إحساس ، وفي النهاية قالت له بأنها لن تتزوج إلا إبن الناس ، إبن صاحب المنزل ،و بالفعل تزوجها وهرب معها ، لأن أهله لم يقبلوا بها ، ولكن حبهما لبعض جعلهما يضحيان بكل شيء ، وها هو صاحبنا الكناس يشكي الحال لمن يسمع له ، وانا الوحيد الذي تورط معه لأنه لم يجد من يستمع إليه سواي . علم الجميع ، بحالتي ، حالة إنسان مويؤس من حالهِ ، بسبب إبتسامةٍ أهديت له في أحد الأيام ، فصار يفكر في من غاب عنه منذ أيام ، وبسبب تلك الإبتسامة ، إنقلب حاله وصار في هيام ، فلا فرق عنده إن كان جالساً في الليل أو النهار . تسارعت لديَّ خطى الساعات ، ومضى عليَّ الوقت وكأنه تفاهات ، مضى عليَّ بلا فرحٍ ولا مسرات ، حتى تاه الفكر عني من كثر الخُرافات . هجرني الكناس منذ زمن بعيد ، وجاء مكانه صديقٌ جديد ، هو شيخٌ كبير قد أنهكه التقاعد ، متثاقل في خطواته ، ثرثارٌ بحكاياته ، بطولاتهِ كثيرة ، كبيرة وخطيرة ، طويلة ومثيرة ، أتهرب منه بذهني ، ولا أعيره إهتمامي ، حتى يصمت ويستريح ، ويحتسى الشاي بهم الجريح ، صادراً تلك الزفرات ، التي تخفي خلفها الكثير من الآهات . تحدث مرةً عن مغامرةٍ قد حصلت في شبابه ، مغامرة كانت السبب في ما هو الآن ، عندما كان في الجيش في بداياته ، كان من أنشط الضباط ، الذي يضرب به المثل في الإنضباط ، محباً لعمله ، ملتزم في دوامه ، يغار منه الجميع ، لأنه مطيع ، خدوم ، كريم ، طيب المعشر ، محبوب من قبل الجنود ، وبسبب ذلك دُمِرَت حياتهُ ، دمرت بطريقة غير مباشرة ، دمرت أثناء التدريبات الميدانية ، لأنه أصيب إصابة بالغة جداً ، لقد غامر بنفسه من أجل إنقاذ أحد الجنود إثر خطأ صار معه , فراح ضحيته رجله ، التي قطعت بسبب تلك المغامرة ، ثم أحيل بعد ذلك إلى التقاعد بعد إعطائه رتبة جديدة . لم يحزن لذلك التقاعد ولم يهتم ، ما أحزنه هو التخلي عن خدماته ، ضابط في مثل خبرته يُبعد ويؤتى بآخر مبتدئ ، وما أحزنه أكثر إن المتسبب بتلك الإصابة قد رقوه ، لأنه إبن ناس .. وهل هو إبن الأنجاس ؟ . إستطاع بعد التقاعد بأن يجد وظيفة أخرى ، وظيفة يستطيع من خلالها أن يسد ولو شيئاً من ديونهِ ، وإستخدم في هذه الوظيفة إسلوبه المعتاد ، إسلوب الصفات الحسنة ، ولكن العطل الذي تسبب في تدمير نصف آلات المصنع جعله يعود إلى التقاعد مرةً أُخرى بعد طرده من العمل . إزاد على أحزانهِ حُزناً ، بعد أن طلق زوجته ، لأنه لا يستطيع أن يعيلها ، هكذا كانت حجتها وحُجة أهلها بعد تقاعده الثاني ، وبسبب الديون التي تراكمت عليه ، بعاع منزله ، وسكن في منزل أخيه الصغير ، في ملحقٍ يقع في زاوية المنزل ، الحمد لله .. وجد من يأويه عنده ، لأن الجميع قد تخلى عنه ، ووجد من يستمعُ إليه أيضاً ، هو أنا ، أنا الوحيد الذي تحملته وتحملت ثرثرته طيلة هذه المدة ، عادتاً يُطرَدُ من هنا ، لأن الجميع يضن بأنه مجنون ، ( شكراً لك .. شكراً لإنصاتك لي .. شكراً ) ، هكذا يقول لي قبل رحيله كُل يوم . فتحت باب الكلام معه ، فشد إنتباهه لي ومسمعه ، فدار تفكيرهُ في مطمعه ، لكي يعرف من تكون تلك المتسكعه ، عندما أخبرته عن تلك الفتاة ، التي ضحكت لي منذ زمنٍ قد فات ، فضحك عليّ بعدةِ ضحكات ، فقذفته بعدها بعدة كلمات . هجرني ذلك الشيخ بمماته ، وأصبحت وحيداً بعد فراقه ، وإزدادت وحشتي بعد وفاته ، ولا أنيس لديَّ سوى حكاياته . مرت عليَّ أشهر معدودة , ولم تظهر فتاتي من خلالها ، حتى شاب رأسي من الكثر التفكير بها ، ففقدت الأمل المتعلق بلقائها . أصبحت فقيد الحبيبين ، حبيبٌ قد مات ، وحبيبٌ قد سكن الفؤاد , ولا أعلم متى هو آت ، أشتاق لهما في كل الأوقات ، حتى يأس الصبر مني وملّ ، وجلست أعاني على آثرهِ المظرات ، لقد طال أمد الإنتظار لفتاتي ، والإيام تسابق الأوقات ، وهن القلب عندي واللحية مالت للبياض ، فقررت في النهاية إنهاء تلك القصة الهزلية . نعم .. قررت أن أذهب إلى المقهى لآخر مرة ، وستكون بالفعل هي أخر مرة ، هربت عني الأفراح والمسرة ، أبسبب نظرة أعشقها من أول مرة ؟ ، أم بسبب تلك الإبتسامة التي سحرتني في تلك الفترة ، أم سهمٌ من سهام شيطان بائس وجد من يصنع له تلك المضرة ؟ . أثناء جلوسي وأثناء إنشغالي بالنظر ، مرت عليَّ فتاةٌ شمطاء لا تسر الخاطر ولا النظر ، تمشي على ثلاثة لأنها عرجاء ، فحزنت لها وأردتُ أن أغير إتجاه تلك النظرات ، فلمحت منها ما جعلتني أقف بكتراث ، ولوت تفكيري فصال بي وعاث ، عندما أخرجت منديلي جعلتني أبعثر الأثاث . إبتسمت لها بعد هجري للإبتسامة ، أحدثها بعيني وإبتسامتي علامة ، سألتها بقلبي قبل أن ينطق لساني بكلامة ، هل أنتي صاحبة تلك الإبتسامة ؟؟؟ . |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ليلة كنها الليله ... إقرأوا ماذا حصل لصاحبنا في هذه اليلة ..إدخلو ولن تندموا .. | راشد | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 9 | 01-23-2008 03:36 PM |
::ما هو المسجد الأقصى؟..وهل لليهود حق في فلسطين؟..تفضلوا لتعرفوا الحقيقة كاملة:: | فريال (نور الإسلام ) | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 07-26-2007 10:38 AM |
المرجو منكم الذخول لتعرفوا حقيقة كيف تكون أحسن الناس و أسعدهم | نبيل المجهول | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 0 | 06-18-2007 05:55 PM |