عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-19-2008, 11:10 AM
 
نهاية رجل المبادئ

هو موظف بسيط
كان رجلا متواضعا لا هم له سوي أن يلبي حاجة أسرته البسيطة.. ومع ذلك كان نشيطا. تراه فتشعر أن أعمال الوزارة التي يعمل بها مطلوبة كلها منه.. لايهدأ ولا يكل.. يتنقل طوال النهار بين هذا القسم وذاك.. حتي أصبح مضرب المثل في الجد والاجتهاد بين زملائه.
وحين يعود عند الظهر الي البيت.. تستقبله زوجة صالحة.. رغم أميتها إلا أنها تحصنت بالفضيلة والتربية الحسنة.. تنزع ابتسامتها عنه ارهاق اليوم.. فيهرع الي أطفاله يحتضنهم.. فينزاح الهم عن كاهله.. ثم يدور حديث بينه وبينهم.. يستحثهم علي المذاكرة.. ويخص بذلك ولده الاكبر، الذي نشأ صالحا متفوقا بشهادة زملائه ومدرسيه.. وكان هذا الابن يريد أن ينهي دراسته بتفوق في أسرع وقت.. حتي يرد العطاء لوالديه.. وليبدأ أيضا في تحقيق أحلامه.. مع فتاة كان يحبها ويتمناها زوجة له!

***
وتمر الأيام دون أن يعكر صفو هذه الأسرة شيء..
لكن القدر يأبي للأسرة هذه السعادة المتواضعة.. فتتكالب الأمراض علي رب الاسرة.. لكن كيف الراحة وولده الكبير في الثانوية وعلي أعتاب الجامعة ويحتاج الي مصروفات.. وينجح الابن بتفوق وتدب أهازيج الفرح والزغاريد في المنزل.
وفي منتصف عامه الدراسي الاول بالجامعة، يعود الابن ذات يوم الي البيت ليجد الوجوم يخيم علي وجوه أفراد الاسرة.. وما يلبث أن يعلم أن والده طريح الفراش في المستشفي.. حيث نقلوه بعد أن أصيب بحالة غيبوبة وهو في العمل.. ويسرع الابن الي المستشفي ليفاجأ بأن الاطباء قرروا عدم عودة الاب نهائيا الي العمل وإلا ستكون نهايته!
ولا يكون أمامه سوي اختيار واحد:
يهجر الجامعة.. ويلتحق بوظيفة في احدي الشركات الخاصة، بعد أن قرروا أن يكمل دراسته الجامعية بطريق الانتساب.. ويغضب الاب بعد خروجه من المستشفي من تصرف ولده.. الذي يهديء من روعه ويؤكد له أن عمله لن يؤثر علي اكماله لتعليمه.. فيحتضن الاب ولده وهو يبكي!
وتدور عجلة الزمن..
وأصبح الابن هو عائل الاسرة الوحيد.. ويتحمل تكاليف حياة اثني عشر نفسا بما فيه والديه.. ويعود من عمله ليقبل أيديهما ويطلب منهما الدعاء له.. ثم يبادر الي اخوته يمازح هذا ويلاطف ذاك.. بعد أن وجد سعادته في رعاية أسرته.. بينما الحقيقة التي كانت في أعماقه.. أن سعادته الحقيقية كانت تتحطم مقابل ما يعطيه ويمنحه لأهله علي حساب تحقيق أحلامه.. لكنه لم يكن يهتم أو يبالي، خاصة أن فتاته كانت تقدر موقفه من أهله وتشجعه وتشد من أزره.
لكن سرعان ما تدق أحزان جديدة الباب..
فقد ساءت أحوال أخيه الذي يصغره.. وبدأ ذهنه يشرد ومستواه الدراسي يهبط.. ثم بدأ يعاني من كوابيس تفزعه ليلا.. فيسرع بعرض أخيه علي بعض رجال الدين.. لكن الايام تمضي وحالة أخيه تسير من سييء الي أسوأ.. حتي عاد يوما ليجده وقد استلقي علي ظهره ينظر في السقف في ذهول، وكأنه في عالم آخر بعد أن فقد القدرة علي التعرف علي بقية أخوته ووالديه!
ويسرع بنقل أخيه الي المستشفي لعلاج الامراض النفسية
وهناك يقرر الاطباء أن علاجه يستلزم بقاءه في المستشفي لفترة ستطول.. فيتركه ويمضي والألم يعتصره والايمان بربه يجعله يسلم بالامر الواقع وأصبحت زيارته لاخيه في المستشفي جزءا من برنامجه اليومي، مما يؤثر علي راحته ونفسيته وعلي عمله بالشركة، حتي يأتي يوم ويستدعيه المدير ليخبره أنهم قرروا الاستغناء عنه في غضون ثلاثة أشهر!
***
ماذا عساه يفعل أن لم يجد عملا آخر؟!
وبدأ رحلة البحث عن عمل جديد.. في كل مؤسسة وشركة.. طرق كل الابواب.. وانتهت المهلة المحددة له في الشركة.. وكانت ثمرة بحثه قد أسفرت عن عمل براتب بسيط غير ذي شأن لكنه قبله علي الفور حتي لا تزيد عليه الديون وهو يعالج والده وأخاه ويتحمل مصروفات حياة الاسرة!
وفي ذلك العام.. لم يستطع أن يتقدم للامتحان!
لكن كل شيء يهون من أجل أهله.. وفي نفس الوقت فان فتاته مازالت بجانبه.. لدرجة أنها عرضت عليه ذات يوم أن تقدم له بعض ما ادخرته ليعينه في سداد الديون، لكنه رفض.. كانت تتألم لكنها كانت تحترمه أكثر.
وحصل أخوه الثالث علي الثانوية العامة..
وقدم أوراقه لاحدي الشركات، فقوبل طلبه بالموافقة بشرط اجتياز الفحص الطبي..
وجاء ذلك الصباح المشئوم حين توجه لاستلام نتيجة الفحص الطبي لاخيه الثالث، ففوجيء بالصدمة الثالثة: أن أخاه مريض بمرض خطير في القلب.. ولابد له من عملية جراحية عاجلة!
***
وكاد أن يسقط مغشيا عليه..
أهو في حلم أو كابوس.. لكنها الحقيقة ولا مجال للفرار منها، لابد من اجراء الجراحة لاخاه في الخارج.. وتكاليف ذلك مبلغ لا يعرفه ولا في الاحلام.. ودار الجنون في رأسه.. ها هي القشة التي ستقصم ظهر البعير.. كيف سيواجه أخاه ووالديه بالحقيقة المؤلمة؟!
وقرر أن يخفي الأمر عنهم!
أخبرهم والألم يعتصر قلبه أنه ألغي طلب تعيين أخيه بهذه الشركة وقدم أوراقه لشركة أخري راتبها أفضل، وتصور أنه بذلك سيعطي عقله مهلة أسابيع يفكر ماذا سيفعل خلالها.. لابد أن يتصرف فهو لا يستطيع أن يخفي الامر للابد ويشاهد أخاه يموت كل يوم دون أن يعلم مصيره!
وبدأ رحلة طرق أبواب الخير..
لم يدع صحيفة الا ونشر بها قصة مرض أخيه.. لم يترك لجنة خيرية الا وطرق بابها.. لكنه في النهاية لم يجمع سوي مبلغ ضئيل جدا بالنسبة لتكاليف السفر والجراحة في الخارج.. فمن أين له بالباقي الكثير وهو يري أخاه يصارع الموت دون أن يعلم؟
لقد وعد أهله بانه سيتكلف بكل ما يحتاجونه
فلماذا تتزعزع عزيمته الآن وهو في وقت أشد ما يحتاجها فيه.. وتذكر زملاء الدراسة.. لقد مضت سنوات طويلة لم يجتمع بهم ولم يعرف أحوالهم.. وبدأيسأل عنهم.. وذهب للقائهم.. علي أمل!
***
وفوجيء أصحابه بأنه مجرد موظف بسيط!
كانوا يظنون انه أصبح من الرجال المرموقين لتفوقه السابق في الدراسة.. وفي نفس الوقت فوجيء هو باحوالهم وتدهورهم.. فقد وجدهم في القاع.. منهم من يتعاطي المخدرات.. ومنهم من يسلك كل درب محرم مقزز.. اكتشف انهم أصبحوا حثالة يعيشون حياتهم بسلب هذا وسرقة ذاك.
وضاع أمله في أن يساعده أصدقاء الدراسة!
وحاولوا أن يستدرجوه الي طريقهم..
لكنه رفض قائلا: أنتم تعرفونني.. رجل مباديء!
قالوا بسخرية: اذن.. عالج اخاك بالمباديء!
***
وغادر أصحابه والحسرة تمزق قلبه..
ماذا عساه يفعل.. ان الله لن ينساه في محنته.. وقرر أن يزور بعض أقاربه الذين يعرف أن احوالهم المالية طيبة.. أقارب فرق بينهم وبين أسرته نزاع عمره أكثر من خمسة عشر عاما.
فوجئوا به يدخل عليهم..
سلم عليهم بأدب ظاهر.. فهشوا به ورحبوا به عندما عرفهم من يكون هو وابن من.. ثم بدأ يقص عليهم ما حدث لاهله من ظروف قاسية مؤلمة، وبدلا من أن تلين قلوبهم.. تحرك الخلاف القديم في صدورهم.. وبدأوا ينظرون له بشماته وكراهية.. وحاول أن يتماسك وأن يحافظ علي هدوئه رغم حشرجة صوته.
لكنه لما رأي انه لا جدوي من الحديث معهم.. انسحب!
انسحب وعيناه ملأي بالدموع وقلبه منفطر.. لان الامل الاخير لحل مشكلته قد ضاع.. وسمع صوت أحدهم يناديه.. لكنه لم يلتفت ومضي في طريقه.
فقد كان صوت قريب يسأله في سخرية وشماتة.. أن يبعث بالتحية إلي والده!
لماذا أنا بالذات دون سائر البشر؟!
لماذا يلقي القدر بكل هذه المصائب علي أهلي الطيبين.. بينما هناك من يولدون وفي أفواههم ملاعق من ذهب.. ويعيشون حياتهم حتي الموت دون حاجة أو ذل!
كلا.. لا أريد الحديث عن الآخرين.. سامحني يارب كل ما اريده هو المبلغ المطلوب لعلاج أخي.. آه لو أجد من أبيع له عيني مقابل هذا المبلغ؟!
في الطريق يلتقي بفتاته فلا يعرفها لذهوله!
وتحاول افاقته من أفكاره.. وحين يروي لها ما حدث تعرض عليه أن يأخذ كل ذهبها ليبيعه يرفض هذه المرة.. فيعدها بأن يفعل اذا جمع بقية المبلغ!
وحين يدخل البيت.. يجد الدموع في عيون الجميع
لقد عرفوا الحقيقة المفجعة!
اتصل بهم احد أقاربهم الشامتين واخبرهم.. بل وكشف الموقف الذليل الذي تعرض له حين ذهب يطلب مساعدته!!
ويقول لوالده بصوت باك.. لا عليك يا أبي.. خلال أيام سأدبر المبلغ
سأله الوالد: من أين؟!
يرد كاذبا لأول مرة في حياته: من بعض أصحاب الخير!
***
ويعود إلي أصدقاء الدراسة
وبمجرد أن دخل حتي قالوا له: كنا نعلم انك عائد لا محالة.. لا بأس بالمباديء والاخلاق.. لكن المادة هي كل شيء في هذا الزمن.. دعنا نتحدث في العملية التي ستحل كل مشاكلك!!
ويقترحون عليه أن يشترك معهم في سرقة خزينة الشركة.. قالوا انهم يعلمون ان له دراية بكيفية فتح الاقفال والمسائل الاليكترونية.. فقد كانت هذه بعض هواياته أيام الدراسة.. اما المسائل الأخري مثل التسلل الي الشركة وتحطيم نوافذها فهم أدري الناس بذلك.. قالوا له انهم سيعطونه ثلث الغنيمة!
كل ذلك وهو يستمع في صمت غريب!
لقد عاش في كنف والدين صالحين.. وتربي علي رفض الحرام.. وعلي ألا تمتد يده الي ما ليس له.. لكن ماذا يفعل.. وحين رأي أصحابه تردد قائلة له انه سيسرق من أجل غرض نبيل وهو انقاذ أخيه، وبالقطع سيغفر له الله.. ثم وعدوه بنصف الغنيمة
فصرخ فيهم: لا أريد سوي تكاليف العملية الجراحية!
قالوا: لا بأس.. سنقوم اذن بالعملية بعد ثلاثة أيام!
***
وبات ليلته يفكر..
ماذا يحدث وعد والديه.. وتذكر اخاه الذي يمت يوما بعد آخر.. وتذكر وعده بان يلبي جميع مطالب أسرته.. ولم ينم الا بعد أن عاهد الله علي أنه سيحاول فيما بعد اعادة ما سوف يسرقه الي الشركة!
وفي ليلة التنفيذ..
يستغرب والداه خروجه في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل.. لكنه يمضي كالنائم.. يصل الي المكان المحدد للقاء أصحابه فيجدهم.. يراجعون الخطة التي اعدوها.. وعندما حانت ساعة الصفر انطلق الاربعة الي مقر الشركة.
وتمكن اثنان منهم من فك اطار الالومنيوم الذي يحيط باحدي النوافذ فازالته.. ومن النافذة تسللوا في صمت الي داخل الشركة.
وساروا خلف الثالث الذي قادهم الي غرفة المحاسبة، حيث كانت تقبع في احد أركانها الخزينة!
ويحاول السيطرة علي ارتجاف اصابعه..
وتتداخل كل الصور والمرئيات في خياله.. وتمر الدقائق كأنها ساعات طويلة.. واخيرا نجح في فتح الخزينة.. فينقض عليها أصحابه ينهبون ما بداخلها من أموال!
ويخرج معهم وهو يجر قدميه جرا.. وفي أعماقه شيء يؤكد أنه أصبح انسانا آخر.. لكن القدر سرعان ما يجعله يفيق من خيالاته.. فبينما كانوا جالسين في السيارة يستعدون للانطلاق.. يرتاب فيهم أحد رجال الامن الذين يجوبون المنطقة بملابس مدنية.. وما هي الا دقائق حتي تحاصرهم الشرطة.. وتلقي القبض علي الجميع!
ومازال صاحبنا في السجن

(منقوله)




  #2  
قديم 04-21-2008, 05:52 PM
 
رد: نهاية رجل المبادئ

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم ثبت قلوبنا على الطاعة وجنبنا مواطن الزلل
سلمت يداك على القصة ويعطيك العافية
__________________
  #3  
قديم 04-26-2008, 10:02 AM
 
رد: نهاية رجل المبادئ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير القدس مشاهدة المشاركة
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم ثبت قلوبنا على الطاعة وجنبنا مواطن الزلل
سلمت يداك على القصة ويعطيك العافية
اللهم آمين
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب للتحميل RooT تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 21 05-05-2011 02:11 PM
وقفات مع نهاية العام عبير القدس نور الإسلام - 9 01-11-2008 09:09 PM
نهاية ضب شجاع !! o_alazzam نكت و ضحك و خنبقة 11 12-28-2007 07:35 PM
شوفوا نهاية بنت مسوية الرجيم (صورة) لغز البحر أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 07-13-2007 06:38 PM
كل دمعه والها نهاية.........ونهاية اي دمعة أبتسامة.... samir albattawi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 05-04-2007 10:57 AM


الساعة الآن 03:22 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011