عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree7Likes
  • 4 Post By نبعُ الأنوار
  • 2 Post By اميرة نوتيلا
  • 1 Post By ابتسامة شيطانية
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2018, 11:39 PM
 
مسابقة: جوهر الحياة:فضية





موفقة

لون





[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://e.top4top.net/p_7994cuws6.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


















جوهر الحياة








خطوات خائفة أسرعت بالركض تحت أشعة الشمس الغاربة, فجعلت صاحبها يلهثُ تعباً وقد توقفَ خلف منعطفِ ما, ليُجمّع أنفاسه الهاربة ثم إستقام معتدلاً,

أخذه الحذر فجول عينيه البنيتين بالمكان الذي ظهر أنه أحد الأزقة الفقيرة, حاويات قمامة صدئة إصتفت على بعد منه, ورائحة المخلفات النتنة فاحت منها بضراوة, و عبثت بأنفه كما تشاء,بدى عاديا متقبلا عفن المكان ذو الجدران الباهتة المهترئة.


ما إن إطمئن قلبه حتى أخرج ساعة ذهبية دائرية الشكل من جيبه, وراح يحدق بها بأبتسامة سيئة جشعة, لمعت الساعة ليُخمِد بريقُها الذهبي أنفاسه, ثمينة باهظة كما بانت, تناقضت مع شكله ذو الرابعة عشر, ثيابه أوحت بحاجته وضعف سطوته, قميصه السكري تغيّر لونه من إتساخه
كذلك سرواله البني المتفق مع لون شعره القصير.


ظل يرسم إبتسامته وعيناه لم تكفا عن النظر بها, إلى أن طرأ على سمعه صوت مألوف لديه :
" من أين أتيت بها "؟؟؟



فزع قليلا, فوارى الساعة خلفه بسرعة, ثم نظر أمامه بإرتباك, ليلمح مخاظبه.
صبيُ في عمره, أسود الشعر أزرق العينين , تمتع بملامح هادئة خلافه,ثيابه لم تكن بأفضل منه, قديمة على وشك التمزق, و ما إن تأكد من هويته حتى صرح بإنزعاج :
"وجدتها ملقية"



لم يقتنع أزرق العينين بما سمع ,فأقبل إليه راغبا برؤية الساعة المخبئة, قائلا بجد:
"ألم تكف عن الكذب بعد بل مازلت تسرق رغم نصحي لك"



لم يعجبه الكلام فأزاح بنظره بعيدا عنه, وتمتم بإستياء شديد, ليخوض صاحبه معه جدال لا قصر له, لطالما أهدائه النصح وحرص على إرشاده لِطُرق الخير, لا الإنعواج والإنحطاط الفارق فيه, هو بدوره لم يبادله سوى العصيان وكثرة المشاجرات, كما آل حالهما الأن,

رفض كل كلماته الناشدة صلاحه, بل بادر بالشتم والعراك أيضا, فلم يتنازل أحد منهما عن موقفه, لكل منهما وجهة نظر, هو يرى السرقة من الأغنياء ليست بالسيئة ليسد بها حاجته, وربما رمق جوعه أيضا, أما الأخر يراها تبقى سرقة,

ولن يتفير مفهومها مهما كان دافعها, يفضل الموت جوعا على اللجوء إليها,و يسعى لكسب الرزق الشريف بدلا عنها, بل يتمنى زحزحة صديقه عن فكره, فحالهما سواء, الشوارع من ربتهما, والأزقة القذرة مأواهما ,جمعهما القدر معا لتشابه ظرفيهما.
طال صراعهما العفوي, ليسمعا صوت رجل ما :


"لقد عثرتُ عليه"
فكفا سريعا , وإنتبها حيث مصدر الصوت, ليبصرا رجل الثلاثين, فعرفه المعنيُ بأول نظرة,كيف لا وهو من سرقه تواً .



أدرك حصاره لإنضمام رجلين أخرين إليه, كاد يستسلم لولا وساويسه, فأطلق العنان لقدميه, ليشقهم دون خوف, ركض دون تردد و ولى هاربا, ليبادر الجميع بالحاق به حتى رفيقه.


كان همه الإفلات منهم, فلم ينتبه الى أين تجره قدماه, حيث تتسابق السيارات في مجراها, وما إن خطى خطواته الأولى هناك, حتى أدرك نهايته, تسمر حيث هو لرفض ساقيه الإنصياع لرغبته بالنجاة من الشاحنة المقبلة نحوه بسرعة جنونية, كأنها ترغب بطحن عظامه, هنا النهاية لا محالة,

فتعالت الصدمة في عينية الفزعتين, لتُظلم الأمكنة من حوله, ويكون أخر ما سمعه صريخ لشخص يألفه, فتطاير الدم ملوثاً زجاج الشاحنة الهوجاء بعد أن فعلت فعلتها , وتلك الساعة تدحرجت هاربة من بركة الدم المغرقة لصاحبها , بعد أن أُفلِتت منه.


فجأة فتح عينيه البنيتينِ بفزع, ليبصر بياض المكان المحيط به, فأخذه الزهل, لينهض من رقوده, فراوده ألمُ طفيف, جعله يدقق النظر بما حدث, فتعالت حيرته , كيف نجى من تلك الشاحنة , بل لم يُصبه أذى حتى, هل حدثت المعجزة! , لم يكفَ عن طرح الأسئلة وهو يحدق بيديه السليمتين بزهل.



إستفهام كبير توغل عقله, فجعله يترجل من السرير الأبيض, متوجها صوبّ باب الغرفة .



فجأة إقتحمت فكره تلك الصرخة, لتجعل الوضوح يدنو إليه, فإكتملت الصورة الناقصة حين الموت المُلِمُ به لحظتها, كيف ظل حيا بسببه, بسبب دفعه له في أخر وهلة معرضا حياته للفناء .


صدم بالحقيقة , همّ قلبه بالخوف, فأسرع خارجا ليبحث عنه, آملا أن يجده في مكان ما في هذه المشفى, دار وجال كل محيطها, لتثبت قدماه أمام غرفة للعمليات, حيث علم بوجوده فيها, الأرق لم يرحمه وهو يترقّب الضوء الأحمر, كإنذار شؤم ينتظره, فراح قلبه يتمزق بطول الإنتظار .


دام عذابه بالخبر الذي بثه الطبيب بخروجه, لم تختشي دموعه من الظهور تعلن آساها , ففاضت منهمرة بكثرة , لتبللَ وجهه الشاحب من الصدمة.

أتاه صوت هادئ أجبر عقله على الحضور, وتركه يعود للواقع حيث الأن, إنه نفس المكان الذي كان سيكون فيه مصرعه لولاه, أنزل بصره من السيارات المتسابقة كما في الماضي, ليتمعّنَ الشابَ ذا الأحد والعشرين, الجالس أمامه على كرسي العجلات المتحركة,


تملكه هدوء وهو يحدق بطلته الهادئة كما كانت دوما, ملامحه الطيبة , زرقة عينيه وسواد شعره, إنه شكله تماما لم يتغيّر قط, عدا الكرسي الجالس به دلّ على عجزه و ضعفه.
جليس الكرسي رفع نظره له , ليخاطبه بنبرة هادئة:


" هل أتيت بي الى هنا لتكرر ما تفعله للمرة السابعة ?"
أجابه بلا تردد والحزن يقطر منه:



" أجل ففي هذا اليوم تمر الذكرى السابعة على ذلك الحادث"
صمت قليلا, ليُتم بندم بعد أن حدّق أمامه حيث الطريق العام:



" هنا تغيرت حياتي الى الأفضل بفضلك و بسببي فقدتَ كل شيئ حتى النجاح في الحياة الذي كنت تطمح إليه تلاشى بسببي لذلك سأظل أتي بك لتقبل إعتذاري وتمنحني السماح على كل ما جنيته لك من فشل وألم"


بدى نادما أشدّ الندم ,لم ينسَ أنه من جلب الإعاقة لصديقه, هو من ظل يعانده ويرفض نصحه من قبل, الى أن أتى ذلك اليوم المُخيّم بذكرى مروعة في ذهنه, من حينها تبدّل تفكيره, وصار قلبه يمتلك الرحمة لا القسوة, بل كبرت المودة بينهما ,و تعمقت جذور صداقتهما .


فرمقه المعاق بنظرات حانية, ثم كف عنه بصره ليحدق بالسماء المرتدية ثوب الغروب المحمر , فقال بثقة هادئة :

" إذاً سأعيد ماقلته لك للمرة السابعة ما حدث لم يكن سوى خير لكلينا ...كلانا نال فائدة ما...فإنظر للجانب المشرق من الحياة "


" تمت"











[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]







__________________






سُبحان الله العظيم
سُبحان الله وبحمدِه

التعديل الأخير تم بواسطة لون السحاب ; 04-10-2018 الساعة 06:06 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-05-2018, 12:06 AM
 
....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك نبع اتمنى تكوني في الف خير
لسبب ما القصة تذكرني بشخص
تأثرت جدا بالقصة الفتى الان في عذاب ﻻ متناهي وهو يرى بأنه السبب في ما حل بصديقه افسد كل شئ ما فعله دفع ثمنه صديقه كﻻ ما فعله ﻻ يغتفر الامر ليس سهلا انانيته وجسشعه وغبائه حماقته جعلت صديقه يدفع الثمن غاليا
هذا ما لدي وحسب..

__________________





انسدحوا هون
https://sarahah.top/u/NUteen


التعديل الأخير تم بواسطة اميرة نوتيلا ; 04-05-2018 الساعة 03:23 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-17-2018, 08:02 AM
 
السلام عليكم
اولا و قبل كل شيئ ساتوجك ملكة على قسم القصص القصيرة....ابهرتني بالفتاة طريقة السرد جعلتني ارتبك لم اعلم
كنت اقوم بحركات غريبة و أنا أقرأ عضلات وجهي تتشنج و عيناي تجحضان و ابتلع ريقي بصعوبة
حقا أثرت في القصة كثيرا أحسست نفسي محل ذلك الفتى فقد حدث لي شيئ مشابه اشكرك فعلا على هذا المجهود المبذول انتظر منك المزيد. وفقت في امان الله
__________________
في امان الله!!!
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسابقة الحياة Life Florisa صحة و صيدلة 38 02-09-2018 03:31 AM
مشاركتي في مسابقة ما اجمل الحياة (مسابقة العبر) ✎ NouHa ألغاز 8 01-10-2017 03:36 PM
الافاعي.../مشاركتي في مسابقة الحياة البرية Rosalyn علوم و طبيعة 1 06-10-2014 01:14 PM
ما أجمل هذه الحياة :$❤ ~ مشاركتي في مسابقة العبر ~ عبير الندى ألغاز 4 04-04-2013 07:49 PM


الساعة الآن 06:52 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011