عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الاقسام الخاصة > مدونات الأعضاء

مدونات الأعضاء دفتر يوميات الأعضاء خاص بالعضو ذاته ولا يحق لأي عضو الرد أو التعقيب قسم يسمح للأعضاء بإضافة تدويناتهم اليومية الخاصة لمشاركتها مع مئات الآلاف من الاعضاء والزوار يومياً .. مدونات - مدونة

Like Tree80Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 02-27-2018, 10:22 AM
 
Thumbs up دعـــوة الجـــن في وادي الشياطيــــن !!

بسم الله الرحمن الرحيم




[frame="7 80"] دعـــوة الجـــن في وادي الشياطيــــن !! [/frame]
[frame="10 10"] [justify]واقع الأحوال أبى أن يرتدي ثياب المعقول والممكن .. وقد تعاظمت مشقة الحياة .. وحينها هرب العقل بعيداً ليلتمس دربا في الخيال .. وتلك نافذة تبرر الكثير من الأقوال والأفعال !.. وهنا ما زال القائل يردد الحدث .. وقوله يفقد الأثر والانفعال .. وتلك كلماته ترحل عبر العدم في لمحة البصر .. وتختفي قبل التواجد في الوجود !.. كالنقش فوق صفحة البحر بمداد الماء .. وكالإشارة في الظلام الدامس في حضرة الأكفاء .. لوحة مبهمة المعالم والتفاصيل .. الراسم لها مجرد فكرة عبثية المقام .. وفوضوية الاحتشام .. والصفحة لها مجرد بساط من البراءة الضالة !.. والحدث كأنه لم يحدث في لحظة من اللحظات !.. إشارات تؤكد أن القائل يشتكي الخلل في العقل .. وتلميحاته مبهمة نكرة تفتقد الحيثيات .. كما أن السامع للحدث هو أطرش بدوره وأبكم ولا ينتقي الكلمات !.. والأمر برمته يماثل خداع السراب زيفاً .. ذلك السراب الذي يخدع الأنظار بهياكل الأنهار والبحار والأشجار !.. وفي عمق السراب نشاهد كذلك هياكل الأنعام والجمال والحمير والبغال والأبقار.. والذي يلاحق السراب لا يلتقي بالواقع أبد الدهور !.. وشخصيات السراب أوهام تبكي لعدم الحقيقة .. والمحصلة مجرد نعيق في وديان الخراب .. ومجرد صيحات من الهراء تنتهي بأهلها عند عنابر المصحات .. ورغم كل ذلك فلا بد للقصة أن تروى في يوم من الأيام .. وأن يواصل القائل تلك الترهات .. ويقول ما يقول .. جلس عابساً متجهماً وقال : عجبا لقد حضرت بالأمس حفلة رقص وزفاف وعجاج .. كانت الناس فيها كالنمل في التعداد .. تمازجت فيها ألوان القزح بقدر يدهش الألباب !.. والأحضان كانت لا تخلو من رفقة تمثل الحسان والأحباب !.. كنا سكارى نتمايل رقصا بغير خمر أو شراب !.. وقد دامت الأفراح لساعات وساعات قبل أن تغلق الأبواب بحجة الضباب .. لقد أتى الآتون للحفلة ركباناً ورجالاً من كل الجهات .. وتغنى المنشدون فيها بكل ألوان النغمات .. ورقص الراقصون فيها بكل أشكال الرقصات .. وقد جرى فيها الكثير والكثير من المفاجآت .. لقد رأيت في الحفلة فلانا وفلاناً.. وبالقرب منهما رأيت العديد من أصحاب الهيلمان والصولجان .. وكذا رأيت في الحفلة الحسناء ست البنات .. والمفاجأة الكبرى تمثلت حين رأيت دبلة الخطوبة في أنامل تلك التي تقول عنها الشائعات .. كانت تتفاخر تيهاً ودلالاَ وهي ترقص بين الراقصات .. وتشير بالدبلة وتلوح بها للناظرين لها من كل الجهات .. وكأنها تريد أن تكتم أنفاس الشامتين والشامتات !.. وتخرس ألسن القائلين والقائلات !.. لقد التقى الكل في أحضان تلك الليلة العجيبة البهية الراقصة .. وكانت لحظات هناء وبهاء نادرة الحدث في الأوقات والأزمان .. والحفلة قد خليت من كل ألوان البكاء والأنات .. وتلاشت فيها علامات الدموع في الأحداق .. كما رحلت عنها علامات الانزعاج في الوجوه والوجدان .. توحدت فيها هيمنة السعادة التي غمرت القلوب .. وحينها تمايل الجميع رقصاً في انسجام ينفي أي لون من ألوان الشقاء .
........... وضعوا الكفوف فوق جبين الحاكي المنتشي .. وتأـكدوا من مقدار الحمى ودرجة الحرارة .. ثم قالوا له : ( تمهل قليلاً يا ذلك الحالم الثرثار ) .. وقل ( بسم الله ) وأمسك قليلاً عن ذلك الكلام .. ثم عليك تلاوة آيات من القرآن الكريم .. لقد نالك الجن بمس عظيم .. حين وجهوا لك الدعوة ليلة الأمس لتكون في حفلة الرقص التي يقيمها الجن في وادي الشياطين .. ليلة أقامها الجن تكريما لك .. وقد أزالوا الحجاب عنك لتكون في زمرة الراقصين .. لقد اختاروك على علم لأنهم يدركون مقدار الضعف في قلبك .. كما يدركون مقدار الهيام في جوفك .. ولو أنك تمعنت جيداً في وجوه الراقصين من حولك لرأيت ملامح تجلب العجب .. وتلك أقنعة الزيف تغطي وجوه الشياطين .. وهي وجوه تماثل في جوهرها هياكل الأشباح والأراجيز !.. كما أنك لو تعمقت جيدا ونظرت في أقدام الراقصين من حولك لوجدت للأقدام أظلافاً تشبه أظلاف البغال والحمير !.. وتلك سيقان تغطيها أوبار كأوبار البعير !.. وفي حينها لو قلت ( بسم الله ) لاختفى الكل من حولك في لمح البصر .. ثم لوجدت نفسك ترقص وحيدا في خراب وفي أحضانك جيفة للحمير !,, وتلك القصة لا ترويها أبداً لأنها لا تجاري عقول العاقلين!.. ولا تطابق المنطق السليم .. أما فلان وفلان فقد ماتوا من قبل عشرات السنين !.. وتلك ست البنات أنت أدرى بأمرها حين دفنتها بيدك في مقابر الصالحين !!.. وحينها كنت تبكي وقد فارقتك شريكة الحياة إلى الأبد في جملة الراحلين !.. أما تلك التي تقول عنها الشائعات فقد تزوجت في حينها قبل سنين وسنين .. ولديها اليوم عدد من الأحفاد والبنين !.. فكيف تقول رأيتها في الحفل بالأمس وهي تتبجح بالدبلة وقد مات عنها الزوج من قبل سنين ؟.. وهي الآن أرملة تسافر في العمر المديد .. تجهل الفرق بين الخنصر والبنصر كما تجهل عدد البنات والبنين !! .. ورغم تلك القصة التي ترويها فإن العالم يعذرك ويحسدك يا مجنون يا شقي .. لأنك محظوظ وقد تلقيت كرت الدعوة من عالم الجن والشياطين .. في الوقت الذي فيه يعيش عالم الإنس في الحروب والدمار والقتال والشقاق والحقد الدفين . [/justify]
[/frame]
-BINGO and ديورين like this.

التعديل الأخير تم بواسطة عمر عيسى محمد أحمد ; 02-27-2018 الساعة 11:21 AM
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 03-08-2018, 11:04 AM
 
لقــد زارتنــــي الملائــــــــكة !!

بسم الله الرحمن الرحيم








[frame="10 90"] [frame="7 80"] لقــد زارتنــــي الملائـــــكة !! [/frame][/frame]
[frame="2 10"] [frame="10 90"] [justify] توالت زرافات الحسان في عنابر المنامة .. ركب تلو ركب يردد بحمد السلامة .. لقد أحببت سـقمي حين أوجدني في رفقة السماحة .. وتلك عيني أبهرتها أقمار تجاهر كالمنارة .. زمر تزهــو بالبهاء وأخرى تزهو بالأناقة .. ولقد علمت أني ذلك العزيز في خواطر الجماعة .. تزيدني الإطلالة زهوا كلما يقدم ركب للحمامة .. وأنامل الحسان غضة في أحضانها تقبض أزهار الفخامة .. لقد أمطروني عطفا وحنانا بقدر زادني في المكانة .. وكانت عيني ترصد ظبية لعلها تكون في رفقة البطانة .. فكلما يزورني سرب الحسان فإن العين تبحث خلسة عن تلك الغزالة .. ثم أشرقت بوادر الخير ذات يوم حين نادى المنادي بالبشارة .. فذاك ركب قد أطل وفيه تلك الدرة البهية .. دنت إلينا في حياء ثم قالت شفاك الله يا أمل المحبة .. فقلت لها الآن قد لاح الشفاء بتلك الزيارة .. فيا عجبا لأسقام قد رحلت عنا دون ترياق الأطبة !.. لما الجفاء والغياب ونحن نجترع الأسقام منذ يوم الجمعة ؟؟. فقالت ما كان لنا العلم بذاك وأنت أدري بصدق المقالة .. ولو كان لنا العلم لهرولنا إليكم في حينها منذ تلك اللحظة .. نحمل عنكم الآلام ثم نشاطركم الأنات بالرفقة .. ولو جاز لخل أن يحمل أسقام خل لحملنا عنكم ألام تلك الوعكة .. فقلت سلام عليك يا روح قلبي فإني لا أطيق تلك الفكرة .. أتركي الأسقام لأهلها فنحن أهل الأسقام بالفطرة .. نشتكي الأوجاع والهيام ثم يكون الشفاء منكم بنظرة .. أنتم الداء ثم انتم الدواء فيا عجبا من غرابة الحكمة !.. قال الطبيب كيف حالك اليوم فقلت أنا اليوم في نعمة .. وتلك أسراب الحسان قد تلاحقت لتطرد الآلام بروائع الطيب والطيبة .. أسراب تغادر في عجالة وأخرى تكون في حضرة الغرفــة .. والنفس قد أدمنت نظرات الحسان ولا تبالي بطعنة الحقنة .. تتخذ من الأسقام حيلة لتدخل في متاهة العمق والسيرة .. ضحكات وبسمات تعقبها ملامح الذكريات باللمحــة .. حينها قال الطبيب نراك قد شفيت تماماً فلما لا تغادرنا برقة ؟؟.. فقلت للطبيب أنت كالإبليس تراوغ لتطردني من الجنــة ؟.. كيف لي أن أغادر محرابا فيه الأحبة تعطرني بعبق المحنة ؟.. فأنا أسير سقم يكتسي القلب ولا يكون الشفاء إلا بقبلة . [/justify] [/frame] [/frame]

التعديل الأخير تم بواسطة عمر عيسى محمد أحمد ; 03-08-2018 الساعة 11:32 AM
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 03-20-2018, 01:11 PM
 
Thumbs up قالـــــت معــــــاذ الله !!

بسم الله الرحمن الرحيم



نار5نار5نار5نار5

نانانانا

[frame="10 80"] [frame="7 70"] قالـــــت معــــــاذ الله !! [/frame] [/frame]
[frame="10 10"][frame="5 90"]
قـــــــالت بعــــــــــزة وكبريــــــــــاء :
[justify]أعطيتك النصح براءة فأعطيتني الإجابة استنكاراً !.. ولو رافقتك في الباطل خطوةً لرميتني بالثناء والإشادة .. تريد مني أن نلتقي سوياً فوق سروج المعاصي والمهالك .. مقام لا يلبسك اعتزازاً ولا يلبسني شرفاً !.. ولا تتقي الحرة المفاسد عجزا في المنال .. ولكنها تتقي خوفا من الله .. كما تبتغي صيت العزة والكرامة .. ومن أيسر الأمور في هذا الزمان الولوج في دهاليز السواد .. ولكن من الاستحالة العودة لحالة النقاء والبياض !.. وتلك سنة الحياة حيث معارك الخير والشر .. فمنذ الطفولة والصبا وأيدي الشوائب تتمدد لخطف البراءة .. أيدي تماثل رؤوس الأفاعي التي تترصد عند حوافي المسالك .. تكاد أن تنال من كل عابر يعبر صدفة بالجوار .. وهي أيدي خبيثة تتمنى ذلك الصيد الميسر المتاح .. والإنسان ذكرا أم أنثى يتقي ويقاوم الأهواء والأشرار .. كما أن المرء بالفطرة والبراءة يقاوم ويفلت من كيد الكائدين .. ويهرب من ملاحقة الملاحقين حتى يصل لمنصة الطهارة !.. معركة حتمية تواكب الجل من مراحل العمر دون هوادة أو استكانة .. وعلى الإنسان أن يملك الحرص والحصافة ليجتاز تلك العقبة بنجاح !.. فالحياة عثرات وعثرات ،، يتنقل فيها المرء من امتحان لامتحان !.. ومن ابتلاء لابتلاء !.. فذلك الكر والفر بين خيام الخير والشر.. والملايين من البشر يرقصون طرباً حين يصلون لبر السلامة !.. وعندها يتذوقون حلاوة العفة والبراءة .. ويقولون تلك واحة قد وصلناها بعد جهد ومعارك عنيفة في صحراء الحياة .. ولكن مما تدمي لها القلوب فإن النهايات لا تخلو من ضحايا للبراءة .. وتلك معارك الخير والشر تسقط فيها قرابين لأهل المكائد .. حيث تسيل دماء الغافلين والغافلات عند نصب الاحتيال !.. فقلة من البشر حظها يوقعها في الملامة .. وقد يكون المرء مجبرا لا يملك الخيار !.. وقد يكون مخدوعاً آو جاهلاً بالحيثيات !.. ضحايا من البشر تضل الطريق لسبب من الأسباب .. وتلك الذئاب والضباع هي التي ترسم لها النهايات !.. ولا يقف الحد عند ذلك الحد .. ولكن تتلاحق الأحداث .. وتلك النعوت تلازم الأصحاب حتى حافة القبور .. حيث ثمار التجارب لمراحل العمر .. تلك الثمار التي تواكب الصيت والسمعة .. فقائل يتفاخر بنقاء السيرة ويقول : ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ) .. وآخر يتوارى خجلاً بوخيمة الزلة .. وحين ترد السيرة يقول أسفاً أتركونا من تلك السيرة لعلنا نكتفي بالتوبة !.. ولو أصدق صاحب التوبة فقد نجا ونجح .. ولكن كم من زاعم للتوبة يجتهد في تكبير الكومة !.. حيث المجتهد الذي يريد الآخرين معه في الحفرة !.. وعندها يقع الجدل دائما بين أهل الشر والخير .. حيث الحوار الأزلي مع أعوان إبليس اللعين .. يقول ذلك الواعظ الصالح : تلك هي الجنان سلعة الله الغالية .. أثمانها الطاعات والعبادات .. ويقول ذلك الشيطان اللعين : تلك هي جنتي المحفوفة بالملذات والشهوات .. حجة يبذلها الشيطان رغم أنه يدرك حقيقة المآل !.. وقد يستجيب العاصي لمغريات الشيطان طمعاً في الشهوات والملذات.. ولكنها مغريات زائفة تجلب الغثيان إلى النفوس بعد لحظات !.. والعاقل من يلبي أوامر الرحمن لينال العاقبة حسنا وإحساناً .. والخاسر من يلبي مغريات الشيطان ليكون المصير هو الجحيم والخسران .
....... ذاك نصحي لك يا من تناجيني لأكون معك في سرج العصيان .. فأنظر بعد ذلك إلى نفسك في الأعماق .. هل يزيدك ذلك القول عزاً ومقاماً في كفة الميزان ؟.. أم يزيدك قزماً وسقوطا بمعدل الجرذان ؟.
[/justify][/frame][/frame]
ديورين likes this.
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 03-25-2018, 01:52 PM
 
Thumbs up من حكم ونوادر الشيخ فـــــرح ود تكتــــــوك

بسم الله الرحمن الرحيم




عزعز


:كنس::كنس::كنس:

[frame="1 90"] [frame="7 80"] من حكم ونوادر الشيخ فـــرح ود تكتــوك !! [/frame] [/frame]
[frame="10 10"][frame="1 90"][justify] [justify] [justify] [justify] في السودان يروى العديد من الحكم عن شيخ يسمى : ( الشيخ فرح ود تكتوك ) .. وهو من مواليد القرن السابع عشر الميلادي .. ينتمي لقبيلة البطاحين السودانية .. وتلك الحكم عادة تكون مقرونة بالمواقف الساخرة العميقة في معانيها.

يقال أنه لما علم من زوجته أن ابنته بلغت سن البلوغ وقف في المسجد بعد الصلاة وقال : ( من يشتري حريره ناعمة غضة بالحلال ؟؟ ) ،، فقال شاب أنا أشتريها ولكن لا أملك المال .. فقال له الشيخ ماذا تملك فقال الشاب فقط أملك كتابا من المصحف الشريف .. فقال الشيخ قبلت ذلك المصحف مهراً ,, ثم تم عقد القران .. فقيل له يا شيخنا لو صبرت قليلاً لكسبت مهرا كبيرا .. فقال : بل أنا ذلك الرابح في تلك التجارة ، حيث بعت له ثقلاً وهو يجهل المغبة ,, وقبلت مهراً عظيماً وأنا أعلم قيمة الغنيمة .

يقال أن تلك الابنة عاشت مع زوجها حياةً طيبة .. ولكن في ذات يوم اختلفت مع زوجها ثم عادت لدار أبيها .. كانت رافضة ومصرة بعدم العودة لدار زوجها مرة أخرى ,, رغم محاولات الزوج في إقناعها بالعودة .. وأخيرا استعان الزوج بالشيخ فرح الذي نصح ابنته بالعودة فأبت وأصرت على موقفها .. فتركها فرح لأيام .. ثم جاء للدار ذات يوم وهو يبكي مر البكاء بصوت عال ويقول ( يا ويلي ويا ويحي !! ،، ماذا أفعل أنا الآن ؟؟ ) ،، فأنزعج أهل الدار بما فيهم ابنته ,, وقد توقعوا أن مصيبة كبيرة قد أصابت الشيخ .. وحين سألوا الشيخ عن الأمر قال لهم : ( لقد فقدت اليوم أبريقي للماء الذي كنت أستخدمه عند الخروج في الخلاء ! ) .. فقالت له ابنته يا أبي هل تبكي من أجل أبريق ؟؟ .. سوف نشتري لك عشرات الأباريق بدلاً من إبريقك الضائع فلا تبكي ولا تحزن .. فرد الشيخ قائلاَ : تلك هي المعضلة ،، ذلك الإبريق الذي ضاع مني قد سمحت له أن يكشف عورتي على مضض لسنوات طويلة !.. فكيف استخدم إبريقا جديداً ليكشف بدوره عورتي من جديد ؟؟ .. وعند ذلك أدركت الابنة ماذا يرمي إليه الشيخ فقررت العودة لزوجها فوراً .

ويقال أن الشيخ كان يعمل في حقله ذات يوم فمر عليه عابر سبيل يمتطي حمارا .. وقال له يا شيخنا : ( دلني على دار عمار لأرتاح فيه وأنام ) .. فقال له الشيخ : ( سمعاً وطاعاً أتبعني من فضلك ) ,, فتبعه الرجل بكل حسن نية ،، فأتي به الشيخ لمقابر القرية وقال له : ( تلك هي دار العمار ) .. فتعجب الرجل وقال للشيخ طلبت منك أن تدلني لدار العمار ولم أطلب منك أن تدلني لمقابر القرية ! .. فقال له الشيخ : لا أعرف فوق وجه الأرض دارا للعمار أكثر من تلك المقابر .. فهي الدار الوحيدة فوق وجه الأرض التي تقبل القادمين إليها دون عودة ! .. فقال له الرجل كان القصد بقولي أن تدلني لقرية فيها الأحياء من أناس ,, فقال له الشيخ : ( فلما لم تطلب مني أن أدلك لدار الخراب وليس لدار العمار !! )

ومن الحكم التي تروى عن الشيخ أنه قال : ( إذا لم ينجيك الصدق فلن ينجيك الكذب ) ،، وهي تلك القصة التي تروى عن أحد الرجال استنجد بالشيخ هرباً من بعض الجنود الأتراك الذين كانوا يلاحقونه ، فأشار إليه الشيخ فرح بالدخول تحت كومة من القصب ، وعندما حضر الجنود سألوه عن مكان الرجل فقال لهم: الرجل تحت كومة القصب !.. فلم يصدقه الجنود ظنا منهم أن الشيخ يقوم بتضليلهم ليمنح الهارب فرصةً للابتعاد ،، فأسرعوا بعيداً فنجا الرجل ،،ثم سأل الشيخ متعجباً ،، وقال له كيف تأمرني بأن أدخل تحت الكومة ثم تخبرهم بالحقيقة ؟؟ ،، فقال الشيخ قولته المشهورة : ( إذا لم ينجيك الصدق فلن ينجيك الكذب ) .

ومن حكم الشيخ قوله : ( كُل يا كمي قبل فمي ) ،، والقصة تروى أن الشيخ قد دعي إلى وليمة في دار أحد الأعيان الأثرياء ،، فلما وصل لمكان الوليمة منعه الحراس من الدخول لمظهر ملابسه المتواضعة ،، ظناً منهم أنه من المتسولين ،، فرجع الشيخ إلى داره وأحسن لباسه وعاد مرة أخرى لمكان الوليمة ،، وعند ذلك استقبلوه بحفاوة وأحسنوا ضيافته ،، فلما حضر الطعام جلس الشيخ بالقرب من الطعام ثم مد أطراف ملابس اليد في الطعام وقال : ( كل يا كمي قبل فمي ! ) .

ومن حكم الشيخ قوله : ( الدنيا خراب أصلها من بناية قش !! ) . روي أن أحد الشبان أراد أن يختبر صبر وتحمل ذلك الشيخ ،، جلس الشاب يوما وهو يراقب الشيخ يقوم بتشييد عشه من القصب والقش ليكون ظلا يرتاح تحته الناس .. فلما فرغ الشيخ من البناء على الوجه الأكمل قام ذلك الشاب بتخريب وهدم العش قصبا تلو قصب ،، فإذا بالشيخ يشارك الشاب في عملية الهدم والتخريب وهو يردد عبارة ( الدنيا خراب أصلها من بناية قش !! ) .

ويقال أيضاً أن الناس كانوا يصفون الشيخ فرح بأنه صبور جداً ولا يغضب إطلاقاً .. فأصر أحد الشبان أن يغضب ذلك الشيخ بأية وسيلة من الوسائل ،، وفي أحد أيام الجمعة تتبع الشاب خطوات الشيخ دون أن يحس به ،، فراقب الشيخ الذي توضأ فأحسن الوضوء ثم لبس أحسن الثياب وهم أن يغادر للمسجد ،، وعندها ظهر الشاب فجأة ثم تقدم وبال في ثياب الشيخ ،، فإذا بالشيخ يكبر ويهلل فرحا وطرباً ويقول : ( بارك الله فيك الآن قطعت الشك في نفسي ) ،، فأنا كنت في شك كبير هل ثيابي طاهرة أم فيها شيء من النجاسة !! . [/justify][/justify][/justify]
[/justify][/frame][/frame]
-BINGO likes this.
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 03-30-2018, 10:41 AM
 
أغنيــــة ( عديـلة ) النوبية السودانية !!

بسم الله الرحمن الرحيم


عزعزعزعز
عز

[frame="1 90"] [frame="7 80"] أغنيــــة ( عديـلة ) النوبية السودانية !! [/frame][/frame]
[frame="10 10"][frame="8 90"][justify]كلمة ( عديلة ) عند توديع المسافر تعني : ( يعدل الله عليك السفر ) .. وموضوع السفر والوداع من أبجديات النوبة منذ أقدم العصور .. فبلاد النوبة قد نالت حظها بالقدر الكافي من الهجرات والسفر .. ظاهرة تعاقبت لآلاف السنين .. أرض كنباتات العشر تطرد ثمارها لتطير مبتعدة وهي تمتطي أجنحة الهواء نحو المجهول .. جذورها تصدأ بالتقادم وتدفن .. أما بذورها فترحل مع الرياح .. لتنمو في ديار الآخرين !.. ولكن الحكمة العجيبة أن الجذور لا تفنى بمعنى الفناء .. بل تعانق الأرض رغم الجفاء .. دائما تجود ثم تجود بالعطاء .. وكر مهمته التفريخ ثم التسفير .. كأعشاش الطيور التي تتقادم وهي توجد الأجيال تلو الأجيال من العصافير .. تلك العصافير التي ترحل بعيدةً نحو الفضاء .. مهمتها أن تتواجد فقط في لحظات التوالد .. ثم ترحل يوماً نحو البعيد المجهول .. تلك هي السنة المعهودة السائدة في أرض النوبة .. استقبال للحياة .. ثم أيام للتمهيد والإعداد .. بعدها ذلك التحليق المؤكد والسفر نحو أعماق المجهول .. وتيرة في حياة النوبة تعني الفراق والافتراق .. كما تعني الدموع والبكاء .. الأيام في مرافئ النوبة تكون سخية في لحظات الموالد والبدايات .. ثم تكون كئيبة في لحظات النهايات .. حيث أيام السفر والهجرات !.. تجسيد لصورة درامية تخلق الدموع عند المغادرةً والافتراق .. كما تخلق الدموع عند اللقاء والعناق .. أما العودة لديار النوبة فهي نادرة كندرة لين العصافير .. ولو حدثت تلك العودة فإنها تمثل لحظات فرح تتمازج بالدموع والعناق .. والمؤلم حقاً أن الهجرات النوبية دائما تكون بغير عودة أو أوبة !.. ومع ذلك فإن المهاجر النوبي كثيراً ما يحدث النفس بأنه سيعود يوما لأرض الأجداد .. ولكنه في الغالب الأعم لا يعود أبدا ولا يفعل ذلك .. فهو يخادع الذات بمجرد الأمنيات .. كما يهدر السنوات والعمر في طمأنة النفس !.. فيقول غدا سوف تكون تلك العودة .. فإذا بالغد يأتي ثم يعقبه غد ثم غد ثم يرحل الغد وهو مازال يواكب الأمنيات .. وفي نهاية المطاف يجد النفس فجأة قد أكملت مشوارها في الحياة ثم ذلك الرحيل لمقابر الآخرين .

........... وأغنية ( عديلة ) النوبية هي أغنية تجسد تلك الصورة الدرامية .. فكالعادة فإن الأغنية تتناول مراسيم الحياة في مناطق النوبة .. فتلك هي الحبيبة التي تنشأ في ساحة النوبة .. ثم تلك هي الحبيبة التي ترحل عن ساحة النوبة .. وشاعر الأغنية يواكب تلك الأحوال خطوة بخطوة .. يواكب الأحوال في حال التواجد .. كما يواكب الأحوال في حال السفر .. ثم يواكب الأحوال بعد السفر .. يقول الشاعر : الحبيبة أهلها كرماء يوجدون المياه سبيلا لكل عابر يشتكي الظمأ .. وذاك هو الزير ( قارورة الماء ) يتواجد عند باب الحبيبة .. وإناء الشرب متعلق على فرع شجرة الحنة .. ومن العجيب أن ماء الحبيبة بارد كالثلج رغم أن السبيل يتواجد تحت الشمس !.. وكل من ينال جرعة من ماء الحبيبة فإن قلبه يرتوي بشفاء الحس ! .. وصف في غاية الغرابة !! .. فهو يرى المحاسن مطلقاً في كل ما يتعلق بالحبيبة .. قال أحد زعماء المنطقة متعجباً عندما سمع كلمات الأغنية لأول مرة : ( ذاك سبيل يتواجد في الشمس فكيف يكون ماءه بارداً كالثلج ؟؟ ) .. فقيل له تلك هي فروض العشاق الذين لا يرون العيوب في أغراض الحبيبة !.. فكل أمر يتعلق بالحبيبة يتجسد لديهم بالكمال ! .. فهم لا يرون إلا محاسن الصيت دون تلك الشوائب .. وفي حكم شاعر الأغنية فإن الذي يشرب من ماء الحبيبة يتذوق سلسبيلاً بارداً عذبا رغم أن السبيل يتواجد تحت الهجير !! .. وقد يمر عابر سبيل غير عاشق ويشرب من ماء ذلك السبيل ثم لا يطيق الشرب لسخونة الماء !!.. على كل حال ( ما علينا ) فتلك هي شرعة العشاق .. وتلك هي حقائق الفيزياء !.. ثم يواكب شاعر الأغنية أحوال الحبيبة عندما يسمع خبراً فيقول : لقد أطرق أسماعنا خبر يقول أنك على وشك السفر !.. فلمن تتركينا يا ذلك القمر ؟؟ .. ثم يستدرك الظروف ويرضخ لواقع الأمر .. فيودعها بالقول : ( عديلة ) يا تلك التي سوف لن ننساها أبدا .. ويوصيها بشدة بأن لا تطيل الغيبة في مرافئ الغربة .. وأن تعود للأحباء من وقت لأخر .. وخاصة في مواسم الأعياد .. وفي فقرة أخرى يتساءل الشاعر في حيرة وهو يقول ( هل من الصعوبة السفر والعودة ؟؟ ) .

أغنية ( عديلة ) النوبية تعد من أكثر الأغنيات التي نالت الشهرة .. في مناطق النوبة .. وفي خارج مناطق النوبة .. ومن أكثر الأغنيات الشعبية انتشاراً .. ومن أكثر الأغنيات التي سيطرت الساحات لسنوات طويلة .. وهنالك الكثيرون من شعوب العالم الذين رقصوا على نغمات أغنية ( عديلة ) .. رغم أنهم لا يفقهون حرفاً واحدا في اللغة النوبية !.. ولكن قوة اللحن وقوة الإيقاع النوبي هي التي كانت تجذب الآخرين .. وكما يقال فإن لغة الإيقاعات لا تعرف حواجز الحدود .
[/justify][/frame][/frame]
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:47 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011