عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   روايات الأنيمي المكتملة (https://www.3rbseyes.com/forum183/)
-   -   قلمٌ ذَهبيّ || قرية الزهور (https://www.3rbseyes.com/t530268.html)

- إكسينو. 06-13-2017 10:53 PM



الزهرة الرابعة و الثلاثون : بوابة من الياقوت الاحمر.
تساءلت بياتريس قائلة : لكن.. كيف يمكن لنا النزول إلى الأسفل ؟، الشجرة تنمو داخل وادٍ مستدير و لا شيء حولها سوى المنحدرات...
قهقهت جوليا بغرور مقطبة حاجبيها مغلقة لعينيها و ابتسامةُ التكبر رسمت على شفتيها فقالت : بشأن هذا... إعتمدوا علي.
ضربت الأرض بقدمها بقوة ثم أردفت : لا انتيغيوا الكيميا : إيسكاليرا
*الخيمياء القديمة **سلم
اهتزت الأرض تحت أقدامهم و بدأ المنحدرُ الحاد يغير شكله و تتشقق جدرانه لتنبثق منها أغصان شجر عملاقة تتشابك ببعضها بشكلٍ أفقي مكونةً سلم امتدّ حتى قعر الوادي، هاري ؛ روبي و بياتريس أمسوا يحدقون بذلك السلم بأفواهٍ مفتوحة و ذهول ارتسم على محياهم، أما ماركوس فقد صفر كعادته بإعجاب
فتذمر راين و هو يقلب عينيه : أتمزحين ؟، درج ؟، يا لكِ من مملة !، أنا أستطيع الطيران أتعرفين ؟
ردت جوليا بثقة : أظن أنّ بياتشان و روبيرين تفضلان سلمًا لا ؟
لتقول روبي بجدية : خيوط الأرملة السوداء قوية بما يكفي لأنزل باستخدامها...
فحاولت بياتريس تهدئة الوضع، قالت بارتباك : أ أنا لا أمانع أي طريقة كانت...
أوقفهم ماركوس بابتسامته البلهاء المعتادة : حسنًا حسنًا على رسلكم !، فلنذهب !.
فأومأ لوكي إيجابًا موافقًا لما قاله، هموا بالنزول عبر سلمِ جوليا، منهم من يتسابق إلى الأسفل كبياتريس و لوكي، و منهم من يزعج من حوله كماركوس بمزاحه الثقيل الذي يدفعُ هاري تارةً و راين تارةً أخرى، أو من يحاول إمساك قوس قزح بياتريس ؛ لوكي ؛ روبي و جوليا، و في النهاية أخيرًا قفزت بياتريس من على الدرجةِ الأخيرة، رفعت رأسها نحو السماء تحدق بالشجرة فارعةِ الطول أمامها بابتسامةٍ متسعة فهمست
بياتريس : إنها عظيمة فعلًا !
ابتسم هاري بخفة قائلًا : لنأخذ جولةً حولها !
شرع السبعة بالالتفاف حول جذعِ الشجرة أو هذا ما ابتغوه، لكنه كان سميكًا لدرجة أنهم لم يستبينوا إن كانوا يدورون حقًا أم أنهم يمشون في خطٍ مستقيم، و بعد بضع ساعة من الالتفاف لمحوا شيئًا أخيرًا
أحنى لوكي رأسه إلى اليمين سائلًا باستغراب : باب ؟
وقف الجميع أمام تلك البوابةِ العملاقة شبه المستديرة، فهي بجوانب مستقيمة و قمةٍ مستديرة، صُنعَت من الياقوت الأحمر اللامع كما لو كانت هلامًا صلبًا، و أحاط بِها إطارٌ من الذهب كما الحال مع مقبضيها الكبيرين و تلك النقوش العشوائية التي تجمعت على شكل مثلث في الأعلى عند كلا الجانبين الأيمن و الأيسر، ازدردت بياتريس ريقها و تقدمت من الباب بضع خطوه حتى أصبحت أمامه مباشرةً، مدت يدها بخفة حتى لامس إصبعها الأوسط والسبابة تلك البوابة الياقوتيه فأصدرت بضع حلقة كما لو كانت قد لمست سائلًا، لامست الحلقات حواف البوابة و نقوشها لتهتز الأخيرة و تتحرك متجمعةً نحو المركز تحت المقابض مكونةً حروفًا للغة كانت غير مفهومة للبعض بينما فهمها الآخر
قالت بياتريس ؛ جوليا و راين في الوقت ذاته : هيَ من ثمارِ السماء، لا يطالها إلا مجنح يرفرف في الأعالي، نفسية هي فتساوي أحدكم ثمنًا، عُكس على المرآة سبع ظلال فطالبتكم بما يساويها.
التفتَ راين إلى الفتاتين متعجبًا فسأل هاري : كيفَ أمكنكم قرائتها ؟
لترُد عليه بياتريس بهدوء يتخلله التعجب : ايه ؟، أستطيع قرائتها فقط... ألا تستطيع ذلك ؟، هاري سان...
هزّ رأسه نافيًا مغلقًا لعينيه فالتفت إلى جوليا و راين سائلًا : ماذا عنكما ؟
ردت عليه جوليا بنفس نبرةِ صوت بياتريس و هي تحدق إلى الشجرة : بطريقةٍ أو بأخرى...
أما راين فأجاب : أنا ؟... علمني إياها صديق..
مع ابتسامةٍ على وجهه، و عينان مغمضتان، أشار ماركوس إلى البوابة قائلًا بمرح : نيه، أليس الأهم هو معرفةُ ما تعنيه هذه الأحجية...
فأجابه لوكي بمرح كذلك : إذًا لنحاول تجزئتها كل جزء على حدا ~
أغمضت روبي عينيها و أخذت تتمتم : هيَ من ثمار السماء، هي من ثمار السما، هي من ثمار السماء ~
وضعت سبابتها على جانب جبينها و أخذت تحرك رأسها يمينًا و شمالًا ببطء بينما هي تتمتم بكلماتٍ غير مفهومة حتى انفجرت هاتفة : لا فائدة !، لا أستطيع التفكير بشيء على الإطلاق !
قال لوكي : الثمرة هي كالفاكهة صحيح ؟، ماذا عن ثمرة تنمو في مكان عالٍ ؟، شجرة أو شيء من هذا القبيل ~
تلفتت روبي حولها بملل و قالت : لكن لا توجد أي أشجارٍ مثمرة هنا...
رفع ماركوس سبابته و أخذ يحركها يمينا و شمالًا كعلامةٍ على النفي فقال : لا لا لا، روبي تشان... أوليست الشجرة العظيمة شجرة ؟، نحن لا نعرف إن كانت مثمرة أم لا لكن لِمَ لا نفكر في هذا الاحتمال ؟
كوّرت جوليا كفها مرتخيًا و أسندت ذقنها إليها ثم قالت بهدوء : معكَ حق.. كما توجد جزئية لا يطالها سوى مجنح.. أي لا يصلها سوى الطيور، و هكذا تمّ تأكيد نظرية مار ...
سأل مع ابتسامةٍ مرتبكة : مـ مار ؟
تجاهله الجميع ليقول راين بجدية : همم.. لم أتوقع أن تكونَ ذكيًا البتة.. أنتَ تبدو العكس...
فهتف ماركوس : لئيم !
لوكي : نفسية هي فتساوي أحدكم ثمنًا، عُكس على المرآة سبع ظلال فطالبتكم بما يساويها.
قالت بياتريس مرتبكة : هذا مجرد افتراض لكن.. إذا كان مايقوله ماركوس سان صحيحًا إذًا.. ألا يعني هذا أنّ الثمرة من الفيروز أو الفضة ؟، أعني الباب من الياقوت و غطاؤه من ذهب كما أنّ جذع الشجرة من الماس لذا...
قال راين فجأة : هيَ فاكهة الشجرة العظيمة.. تتبرعمُ في أعلى نقطة على القمة، ثمين هي فأحدها تساوي أحدنا... تنعكس على المرآةِ صورة سبعتنا فالمطلوب هو سبع ثمار... أو شيء من هذا القبيل...
هاري : بمعنى آخر علينا تسلق الشجرة و إحضار سبع ثمار من تلك الفيروزية أو أيّا يكن و إحضارها إلى الشجرة..
راين : بالضبط...
زفر هاري و نظر إلى الأعلى : و الآن.. السؤال هو كيفَ سنصل إلى الأعلى ؟
ماركوس : لا بأس !~ ، أنا لدَيّ فكرةٌ جيدة ~


حارسة الاحلام 06-14-2017 04:32 AM

حجز

بطلة من مكان آخر 06-14-2017 01:59 PM

حجز

layla*chan 06-15-2017 03:18 AM

واو صديقي لقد ابهرتني بافكارك الخارقة للعادة و خيالك الواسع فقد شوقتني و زلزلتني و في الحقيقة لا كلمات لدي كي اصف لك المزيد فمن كثرة اعجابي بقصتك حتى اني فقدت الكلمات فقد اضعتها في طريقي لقرائة السطر الاخير من روايتك للاسف شو اضيف واصل على منوالك
و رمضان كريم جميعا
كانت معكم الاخت ليلى من الجزائر تحياتي❤💕👋🌟

- إكسينو. 06-15-2017 06:46 PM



الزهرة الخامسة والثلاثون : تنين الجليد.
زفرّ هاري و نظر إلى الأعلى : و الآن.. السؤال هو كيفَ سنصل إلى الأعلى ؟
ماركوس : لا بأس !~ ، أنا لدَيّ فكرةٌ جيدة ~
نظر نحو جوليا مردفًا : جوليا تشان.. هل تستطيعين اقتلاع جزءٍ من الأرض ؟، بدائرةٍ قطرها سبع أمتار أو شيء كهذا ؟
أومأت له جوليا بالايجاب ثم هتفت : لا انتيغيوا الكيميا : رَيف
*الخيمياء القديمة **جذر
و داخل الأرض بعيدًا عن أنظارِ الجميع تجمعت كُتل من الطين معًا لتمسي بذورًا نَمت لتصبح أكبر و تتفرع بسرعةٍ كبيرة داخل الأرض و تتخذ شكل كأس نصف مستدير مشققة الأرض لتخرج إلى السطح قليلًا مبينة حواف جزء الأرض الذي طلبه ماركوس منها.
فالتفتَ ماركوس نحو راين هذه المرة ليقول : أيها القائد.. أيمكنك رفع هذه بسحركَ لتعوم فوق الأرض للحظة ؟
اغمض راين عينيه و تنهد شاهقًا بعمقٍ وهدوء : بريسا
*نسيم
و فقط بعد هذه الكلمة إذ بالرياح حولهم تلتمع بسماوي فاتح و تتجمع حلقيًا حول جذورِ جوليا و تخللت الأرض لتمزق ما بقي متصلًا ببعضه منها فتصاعدت سُحيبات غبارٍ خفيفة إلى الجو و سرعان ما تلاشت لترتفع كتلة حجرية مُزجت بالطين عن الأرض محدثةً ضوضاء لا بأس بها، كانت مسطحةً من الأعلى بشكلٍ مخروطي غير منظم من الأسفل كما لو أنها جزيرةٌ عائمة أُحيطت بالجذور التي بدت كما لو كانت دعامة لها
صفق ماركوس كفيه ببعضهما و فركهما بضع مرة قائلًا : و الآن، سنركبُ هذه جاعلين من لوكي تشان يحيط أطرافها بسياجٍ من الجليد مغلفًا بسحر ظل بيا تشان و يرفعنا القائد بسحرِ رياحه !، أهذا ينفع ؟
همهم راين بهدوء ثم اردف : ليس سيئًا...
ثم رفعَ من نبرته قليلًا قائلًا : فيينتو
*رياح
حَملتهم نسمات خفيفة كتلكَ التي حملت بياتريس وسط المحيط العاتي عندما استقلوا سفينةَ غوبر، ارتفعت أجسادهم بخفة ؛ لطف و هدوء ليحطوا فوق كتلةِ الحجر مشرعين بتنفيذ خطتهم أو خطةِ ماركوس إن صحّ الأمر، رفعهم راين رفقة الكتلةِ الحجرية بهدوءٍ و حذر خشيةً من أن يفقدوا توازنهم في البداية و أخذ يسرع شيئًا فشيئًا، فهذه الشجرة لن يصلوا قمتها حتى لو أهدروا أسبوعًا على هذه السرعة، أخذوا يرتفعون و يرتفعون و أنظارهم موجهةٌ إلى الأعلى غير مُبصرين لمبتغاهم إلا و هو قمةُ الشجرة، و فقد بانبهارٍ و لهفة حدّقوا بأعلاهم دون قول كلمة، و بعد كِسارة وقت لم تكن بقليلة أخيرًا توارت لهم أغصان الشجرة فبعد أن كانت لماعة أمست واضحة لهم كما الشمس في السماء، كان شيئًا لا تصفه كلمة عجيب و تعطيه حقه ، فهاهي الأغصانُ الألماسية العريضة تتفرع من جذعِ الشجرة و تنبثق منها فروعٌ أصغر و أصغر، لكن ما كان عجيبًا حقًا هو كون تلك الأغصان بحد ذاتها تصبح ألماسية أكثر كلما دنت من الجذع و تصبح شفافة حين تقترب من نهايتها حتى تمسي ضبابًا، فمن حالةٍ صلبة، و صلبة كالألماس بالذات !، تصبح ضبابية دون مرورها بالحالةِ السائلة !، مدّت بياتريس يدها مرورًا بالسحب حتى أطرافِ الأغصان تتحسس هذا التحول العجيب وكزت أناملها بالجزء شبه الصلب المتبخر لتئن بتكتم مغلقةً لإحدى عينيها مقطبةً حاجبيها عابسة و هامسة
بياتريس : مؤلم
بعد مرور مدة لم تتجاوز النصف ساعة على دخولهم شبكة اغصان الشجرة تلك رسى راين بالكتلة الحجرية بين غصنين متفرعين من غصن آخر لتستقر هناك
سالت جوليا بإستغراب : ما الامر ؟، لماذا توقفنا ؟
اجاب هاري عوضًا عن راين اللاهث الذي يحاول إلتقاط انفاسه : إنه يأخذ إستراحه فهو متعب... نحن نحلق منذ خمسة عشر ساعة تقريبًا دون توقف...
إلتفتت جوليا نحو راين اللذي كان يكابر من أجل ان لايجثوا وقالت : هذا صحيح.. يجب ان تكون متعبًا لان...
فرد بهدوء وهو يستند بساعديه إلى ركبتيه : هذا لاشيء.. وددت رؤية الجانب الاخر من الجاب فقط لاغير...
إعتدل المتحدث بينما يقول جملته الاخيرة وإتجه نحو حافة احد الاغصان وما إن بدأ يتلاشى إلى سُحب زهرية سماوية ثم احاط جسده بالرياح يطفوا نحو الامام اكثر، إتسعت عيناه اكثر فتفاجأ الاخرون بأنفسهم يرتفعون متجهين نحوه على حين غرة، ومالبثوا ان لمحوا ما لمحهُ راين خلفَ تلك الجبال حتى فُتحت افواههم دهشة هم الاخرون، فما كانوا ينظرون إليه ما هو إلا غيوم وسحب كثيفة أحاطت بها سماء زرقاء صافية بدت وكانها بلا نهاية وتتربع وسطها جزيرة عامت في الهواء بشموخ، إكتسى البياض سطحها فما كان إلا ثلجًا، وتوسطها بركان يتصبب حممًا زرقاء اللون بدت كما لو إنها صُنعت من الثلوج، ويحلق حولها تنين يرتفع يمينًا تارة ويهبط شمالًا تارة أخرى، هوَ بظهر ازرق كما زرقة البحر الغائم، وفي منتصفه وشم ساعة رمليه بيضاء وبطن ومخالب سماوية كما اغشية جناحيه من الاسفل، اما اسنانه فبيضاء كتلك الحلقات اللتي زين ذيله بثلاثة منها، لهُ قرون ظخمة على جانبي راسه لُفت بشكل حلقي وتلونت بلون مخالبه ذاته، كما احاطت ذيله حلقات اخرى من الجليد تعوم في الهواء تابعة له من مكان إلى اخر بينما تهطل الثلوج من جناحيه مع كل رفرفه واخرى وتيارات من الرياح العاتية تصاحبها، وبما إنه يلتف حول الجزيرة صعودًا ونزولًا، بالطول والعرض بدا وكأنه يقول " إنها ملكي " ، إزدردت الفتيات رمقهن بينما افواه هاري وماركوس لاتزال مفتوحه، تنفسَ راين بعمق وهو بذلك التنين وعيناه تلتمعان إعجابًا بما يراه الان وبشدة، اما لوكي فلم يكن مختلفًا عن راين ابدًا
ازدردت بياتريس رمقها لتقول بنبرةٍ شاردة : لم أعد أعلم أهو مخيف أم هو فقط مذهل..
فأجابها راين من فوره دون أن يزحزح عيناه عما تنظران إليه : بل هو مهيب !
أومأ لوكي إيجابًا ببطء ثم قال موافقًا : لقد سمعت الكثير عنهم لكن لم أتوقع أن ألتقيَ واحدًا في حياتي قط !...
التفتت نحوهم جوليا ثم سألت مستغربةً : إيه ؟، حتى مع أنكَ عشتَ كل هذه المدة فأنت لم ترى واحدًا لوكي ؟
ردَ لوكي باندفاع : بكل تأكيد !، أعني إنه تنين !، مخلوق لم يوجد قط إلا في القصصِ الخرافية التي يقرأها الأطفال و الأساطير عن العالمِ القديم !، لا أحد شهد تنينًا حقيقيًا قط من قبل !
ماركوس وبابتسامته المرتبكة المعتادة و نبرته المترددة قال : عفوًا و لكن... أليس لقاءنا بواحد سيء بقدر ما هو جيد ؟... أعني... ألن ننسحب أو شيء كهذا...
اعتلت وجه روبي ابتسامة ساخرة فقامت تكز ذراع ماركوس بكوعها محاولةً استفزازه بنبرةٍ ساخرة : هوووه ، ألستَ تعني الهرب لا الانسحاب مار تشان ~ ، لا تقل لي أنكَ خائف أو شيء من هذا القبيل ~ ، أيها الجباان ~~
أنكرَ ماركوس من فوره : لـ لستُ جبانًا !!
فقال هاري بجديةٍ و هدوء : كما قال ماركوس توًا !، أعني أنه تنين !، لطالما كانَ رمز الخراب و الشر سواءً في القصصِ الخرافية أو الأساطير !، ألن يكون سيئًا إن كُشفنا ؟
فأجابه لوكي بابتسامة : هذا ليسَ صحيحًا هاتشي !، التنين ليسَ أبدًا رمزًا للدمار بل و على العكس فهو أبعد ما يكون عنه !
ليوافقه راين : تمامًا !، التنين هوَ رمز الحكمة و الحياةِ المديدة !، إنهم يعيشونَ لأكثر من خمسين ألفَ عامًا !
لوكي : تمامًا !!، لقد ورد هذا الأمر في النصوصِ الفيلادوسية القديمة كذلك !
فجأة اتسعت حدقتا عيني لوكي فقال محدثًا ذاته : الفيلادسية !، تمامًا كما توقعت !، راين لا بد و أنه كان هناك حقًا !، هذا لأن هذه الكتب ، وتلك اللغة.. هُما لا توجدان إلا في ذلك المكان !
ابتسامةٌ ارتسمت على شفتي راين فقال : لا بد و أنه يعرف الكثير من الأمور !، لو كان بإمكاني لقابلته وجهًا لوجهًا الآن !هتفت الرياح داخل رأسِ الأخير منزعجة : اوي أيها الطفل الاحمق !!، ماذا تفعل بسؤالك تنينًا عوضًا عني !
هيمنت على عيناه نظرة من التململ و الانزعاج بعد أن أرخى جفنيه فردّ محدثًا ذاته : أجل أجل كأنكِ ستجيبينَ إن سألتكِ... أنتِ و ذاك العجوز من عالمِ البشر على حد سواء مهما كان السؤال فإن الجواب دومًا سيكون من يعلم !، فيينتو ساما...
في مكانٍ ما كالفضاء حالك السواد قَوست شفتيها إلى الأسفل عن انزعاج و غطت خصلات شعرها البيضاء المثلجة و الطويلة كامل عينيها فقالت محدثةً ذاتها : أحمق.. أنا من عليها مناداتكَ بساما تلك.. حقًا، أنتَ فقط أنتَ تشبهه تمامًا، لدرجةٍ مزعجة ...
أما حيث راين و البقية تساءلت بياتريس قائلة : لكن أليست الرياح وجود سبق الحياة ؟، أليست تملك من المعرفة أكثر مما يمتلكه هذا التنين ؟
أغمض راين عينيه و زفر بضيق : تمامًا !، لكنها ترفض التحدث مهما سألتها !
ابتسامةٌ مترددة ظهرت على شفتي بياتريس فقالت : هـ هيـ~ـه...
أخذ نفسًا عميقًا ثم التفتَ نحو الجميع مبتسمًا : إذًا ؟، هل نتابع ؟
عاود السبعة الصعود على متن الصخرةِ العملاقة التي اقتلعوها من الأرض قبل حين و أخذوا بالاتجاه نحو الأعلى
قال ماركوس بمرح : و لكن حقًا !، القائد و لوكي تشان منسجمان مع بعضهما بشكلٍ مذهل أليسا !
فقهقهت روبي بخفة لتقول : معكَ حق !، ربما يكون رايتشي سنجابًا ناطقًا يتخذ هيئةً بشرية هو الآخر !
ضحكت جوليا ضحكةٍ مكبوته فجأة ليهتف راين منزعجًا : اخرسوا !!
وهنا انفجرت جوليا بالفعل لتتبعها بياتريس ثم البقية و بمن فيهم لوكي
فأردف راين بنفس النبرة : أقسم أني ساتوقف الآن عن رفع هذا الشيء و أتجه نحو القمة وحدي تاركًا إياكم لتتحطموا رفقة هذا الشيء !!!
ردت عليه بياتريس من بين ضحكاتها و عيونها دامعة : آ.. آسفة !، راين !، حقًا !، الأ.. الأمر فقط هو أنني لا أستطيع تخيلكَ كسنجاب أبدًا !، أقسم أن هذا مضحك !! لا أستطيع التوقف !!
ازدادت ضحكات الجميع من حولهما بينما أطلق راين تش خفيفة من بين أسنانه
" بياتريس : ومنذ ذلك الوقت و نحن نتجه صعودًا نحو القمة دون انقطاع، طوال تسع إلى إحدى عشرة ساعة بينما نرتاح لثلاث ساعاتٍ فقط ، و بعد مرور ستةِ أيام على ذلك الوقت ، و عشرة أيام بالمجموع ، بدا و كأننا بلغنا وجهتنا "


- إكسينو. 06-18-2017 11:03 PM



الزهرة السادسة والثلاثون : زَهرَةٌ مِنَ الزُمُرُدِ.
" بياتريس : أخيرًا ، وفي هذه اللحظة،، أصبحنا في قلب الشجرةِ العظيمة، صحيح، هُنا حيثُ تنمو غايتنا، ومن كان يتوقعُ أن نُخطأ في تفسير النبوءة خطأ واحد !، الا و هو أنها لم تكن فاكهة "
التمعت عينا بياتريس الزرقاء السماوية لتهمس بذهول : إنها.. زهور.
فتبعتها روبي تقول : ليس كذلك فحسب.. إنها زهور من الزمرد !
أما جوليا فقد كانت تحدق فيها بذهول و فاه شبه مفتوح، سارحة في عالم كما لو كان آخر تمامًا.
" جوليا : لماذا... تبدوا هذه الزهور مألوفة ؟، آه.. صدري فيه شعور من الفراغ الدافئ، كحمل ثقيل لكنه ليس كذلك، قلبي ينبض بشدة، نبضات بطيئة، لكن قوية، كما لو أنه يحثني على الاستفاقة من حلمٍ ما... حلم ؟، بالحديث عن الأحلام.. كان لدي واحد غريب من قبل... حلم لازم طفولتي، بدا و كأنني أتطلع إليه في مكان ما في داخلي... لِمَ، أتذكر شيئًا كهذا الآن ؟، صوت ؟، إنه ينادي باسمي، جوليا، هذا ما يقوله.. صوت من كان مجددًا ؟"
-: جوليرين !!
شهقت المعنية بخفة و تراجعت بجزءها العلوي إلى الخلف ماكان أقل من إنش فهمست : أه !، هل من خطب ؟، روبي تشان...
زفرت الأخرى بقلة حيلة عاقدةَ حاجبيها لتقول : هل من خطب ؟، أتمزحين معي ؟، الزهور !، الزهور !، علينا قطفها لنتمكن من الدخول إلى الداخل !
ابتسمت جوليا و قالت بذهنٍ مشتت : آه !، صحيح !، آسفة شردتُ قليلًا...
كانت زهورًا جوريةً في ذروةِ تفتحها، حجمها كبير فتملأ كفي اليد مجتمعين و لونها أخضر زمردي زاهٍ و لماع، تتدلى من الأغصان الألماسية شبه المتبخرة من خلال خيطٍ أبيضَ رفيع من نفسِ المادة عند نصفه العلوي ثم ينحدر ليصبحَ زمرديًا قرب الزهرة، أما وسطه فقد امتزج ألماسًا و زمرد، قربت بياتريس كفي يدها من بعضهما كالكأس ثم رفعتهما إتجاه الزهرة و ما لبثت أن تقترب منها حتى انقطع الخيط تلقائيًا مخلفًا ورائه صوتًا خافتًا و لمعانًا خفيفًا نمّ عن تطاير بعض قطعه في الجو لتستريح الزهرة عند كفيها
سعادة طفولية ارتسمت على محياها و ابتسامة عريضة دافئة هيمنت على شفتيها لتهتف : لقد فعلتها !، لقد فعلناها !
ابتسم لها البقية و الذين حصلوا على زهرتهم تمامًا مثلها فتمتم هاري : تمت المهمة !
فتحَ حقيبته بعد سطره ذاك مباشرة و أخفى زهرته داخلها ليدس البقية زهراتهم في نفسِ الحقيبة تحت نظرات الأول المندهشة
قال مندهشًا : لكن لِمَ-
فقاطعته جوليا : لماذا ماذا ؟، حسنًا و بكل بساطة نحن نعتمد عليك !
هاري : و ؟، أعني.. ما المناسبة ؟
طوقت جوليا رقبته بذراعها وخصرت ذراعها الأخرى تنظر نحو الخمسة البقية : انظر حولك !، جميعنا حفنه من الصاخبين مسببي المتاعب !، لو كانت في حقائبنا لتحلولت إلى ألف قطعه بكل تأكيد !، و هنا مهمتك في رعايتها من أجلنا بما أنك الأهدأ
هاري : وماذا عن القائد ؟
ضحكت جوليا بصخب ثم أردفت : راي تشي هو الأكثر خطرًا !، بما أن مار ملتصق به كما تعلم !
تذمر ماركوس قائلًا : مهلًا أتمت الإشارة إليّ بالسوء توًا ؟!
جوليا : هذا لأنه صحيح عزيزي مار !، أنتَ و بكل بساطة كارثة متنقلة أجل !
هتف بها منزعجًا : هيي !!!
و هنا انفجرت بياتريس ضاحكة بصخب هي الأخرى فأردف الأول : حتى أنتِ بياتشان !، جميعكم أشرار !
ابتسامة خفيفة رسمت على شفتي راين و هو يحدق ببياتريس، جوليا و ماركوس، و بالأخص بياتريس دون أن يشعر
تحول لوكي الذي يقف قربه إلى سنجاب ثم قال ساخرًا : هوووه، يبدو أن أحدهم قد بدأ يبتسم كثيرًا في الآونة الأخيرة ~
أجفل راين فزعًا ثم التفتَ إلى لوكي و كاد ينهال عليه بالشتائم لولا هيأته السنجابية اللطيفة فتذمر قائلًا
راين : أقسم أنكَ أكثر مكرًا من الشيطان نفسه !
فضحك المقصود ساخرًا : نياهاهاهاها
روبي التي كانت تستمع إلى كل هذه الفوضى بدأ حاجبيها المقطبان بالرفرفة غضبًا لتقول كابتةً إياه : إذًا ؟، و كيف تنوون النزول يا سادة ؟
التفت راين نحوها سريعًا ليوافقها قائلًا : صحيح !، داخل الشجرة هو مكان مجهول و على الأرجح فهو خطر أيضًا !، لذا علينا توفير ما نستطيع توفيره من المانا إلى حين ندخل، و بالتالي لا يمكنني إنزالكم كما صعدتُ بِكم...
حوط هاري ذقنه بإصبعيه الإبهام و السبابة قائلًا بجدية : ماذا عن القفز الحر ؟
تسائلت بياتريس ببلاهة : ايه ؟
ليبتسم ماركوس ببلاهة بدوره فسأل : تمزح صحيح ؟
ابتسم هاري بهدوء ثم قال : يمكننا الهبوط حتى منتصف الطريق ثم يقوم القائد بتخفيف سرعتنا برياحه حتى نهبط بسلام !
فجأة اجتاح بياتريس الحماس لتهتف تزامنًا مع جوليا : موافقة !!، الأمر يبدو ممتعًا بحق !!
نظر لها راين بذهول و فاه مفتوح فهو كان على وشك الرفض توًا
بينما قالت روبي : جوليا محبة للأمورِ الغريبة لذا يمكنني تقبل حماسها لكن بياتريس !، حقًا ما كان عليّ أن أتركك تقضين وقتكِ معها !
تنهد راين مغمضًا عينيه ثم ابتسم قائلًا : إذًا ؟، أية اعتراضات ؟
ساد الصمت تمامًا فأردف بجدية : أأنتم متأكدون ؟، أنتم تضعون حياتكم بين يدي شخص التقيتم به قبل شهران فقط !
ضحكت جوليا بصخب و خصرت ذراعها اليسرى بينما أخذت تضرب ظهر راين باليمنى بقوة قائلة : هاهاهاها، ما الذي تقوله يا رجل !، أولم نفعل المثل عند صعودنا ؟!، أعني كان يمكنك التوقف عن رفع ذلك الشيء في أي لحظة و الإكمال بمفردكَ لا ؟! لا تقل لي أنكَ لم تدرك الأمر حتى ؟!!!
حدق راين بها بتفاجئ و قد كان واضحًا عليه الإدراك توًا فحدّثَ أليكسي نفسهُ قائلًا : بربكَ راين !، أقسم لكَ أنكَ أحمق !
توقفت جوليا عن الضحك بينما حافظت على ابتسامتها و نظرات التفاجئ لا تفارق عينيها لتقول بارتباك : مهلًا.. أحقًا لم تلاحظ ذلك ؟
أشاح راين بوجهه إلى الجهة الأخرى و ردّ مرتبكًا : لا.. ليس كذلك.. إ.. إنه فقط.. الأمر هو...
تمالك نفسه ليهتف : عـ على أي حال، لا نريد تضييع الوقت لذا.. فلننطلق..
اقتربت بياتريس لتقف قريبًا من لوكي فابتسمت و قالت بهدوء : راين حقًا شخصٌ جيد.. أتسائل لِمَ يبدو و كأنه يعتبر نفسه شخصًا سيئًا...
فردَ لوكي موافقًا : معكِ حق.. إنه طيب لحد الغباء !، لا اعلم حتى كيفَ شككتُ بهِ في بادئ الأمر !
أحنت رأسها إلى الجانب متسائلة : عمّ تتحدث ؟
فردّ بمرح : لا !، لا شيء البتة ~
اتجه لوكي إلى حيث الجميع حيث كانوا يستعدون للقفز و لحقته بياتريس، راين الذي أخذ نفسًا عميقًا إستعدادًا لذلكَ لمحَ ماركوس قربه فابتسم بتعالٍ ليدفعَ الآخر فجأة، أما ماركوس فدون أن يدركَ ماذا حصل وجد نفسه في الهواء و الرياح تلفحُ ظهره و تضغط عليه بقوة فهتف
ماركوس : لِمَ فعلت ذلك !!
حوطَ راين فاه بكفاه ثم هتف : من أجل أن لا تنعتني بالسنجابِ ثانيةً !
ليهتف الآخر بإنزعاج : أمازلت تذكر الأمر ؟، كما أن روبي هي من نعتتكَ بهذا !!
ابتسم راين ثم رد : و أنتَ من بدأ الموضوع !
ماركوس : ماهذا المنطق بحقك راين !!
قهقه راين بصوتٍ مرتفع ثم قفز ليتبعه البقية


- إكسينو. 06-19-2017 10:33 PM



الزهرة السابعة والثلاثون : negro Venus - الزَهرة السوداء
حيث كان أبطالنا يعبرون السلسلة الجبلية المؤدية إلى وادي الشجرةِ العظيمة، و في مكانٍ مختلف تمامًا لم يعرف له موقع أو زمان، في تلك الغرفة ذات الأرضية و الجدران الطينية بنية اللون، تلك العواميد الداعمة التي انتشرت يسار ؛ يمين تلك السجاد الحمراء التي توسطت الغرفة، و.ذلك العرش أسود اللون نهايتها ذو الجماجم الحمراء الذي تستريح فوقه هيَ بكل كبرياءٍ و ترفع، حيث أسندت مرفقها يد عرشها و خدها إلى قبضتها المرتخية و تلك الابتسامة الواثقة ؛ الماكرة ؛ الفائضة بالكبرياء ترتسم على شفتيها، و حيث وقفَ أمامها أربعة شبان بان على أحدهم الاستياء و من الصعب تمييز ملامحه، بينما الثلاثة الآخرون يستمعون إلى مايجري بهدوءٍ شديد، كان أحد هؤلاء الثلاثة بشعرٍ أبيض طويل عند المقدمة و بقصةٍ رجالية عند مؤخرته، عيناه حمراوتان و جفناه مرتخيتان تبينان مللًا للمقابل على عكسِ الشوق الذي يحترق داخله في هذه اللحظة، آخر بشعرٍ فضي مال إلى الرمادي أكثر، بقصة شعر متوسطة فلا هي طويلة أو قصيرة و تسريحة مبعثرة بالكامل، عيناه حمراوتان فقط كالواقف قربه بنظراتٍ مستمتعة و شبح ابتسامة على شفتيه، أما ثالثهم فقد كان بشعرٍ ذهبي طويل حتى رقبته تمامًا كعينه اليسرى ترك الجزء السفلي منه منسدلًا بينما رفع أعلاه، عينه اليمنى بنفسجية ببؤبؤ شبه متطاول يستمع إلى الحديث من حوله بكل اهتمامٍ و جدية صرّ الغاضب على أسنانه بقوة فإن انكسرت لن يكون أحدٌ متفاجئًا أبدًا لشدة ضغطه عليها
همس بصوتٍ مترنح حاول أشد ما يملكُ أن يكبتَ ما في داخله من غضب حينَ نطق به : إذًا.. أنتِ تقولين أن شخصًا كهذا يقوم باستغلالهم ؟...
لترد عليه ملكة العرش بهدوء : هذا ما قلته بالضبط...
شددَ على قبضته محاولًا بذلكَ تمالكَ أعصابه فأخفض رأسه مطأطئًا إياه و حدقتا عيناه الخضراوتان المائلتان إلى الصفرة بشكلٍ كبير متسعات على آخريهما ترتجفان بشدة فهمس لنفسه : لكن.. هذا مستحيل.. أمر كهذا.. يستحيل أن.. يكون صحيحًا...
رفع رأسه هاتفًا في وجهها : و لِمَ عليّ تصديقُ ما تقولينه حتى !!
تفاجأ أشقر الشعر و قطب حاجبيه ثم هتف به بسخط : إياكَ و الصراخ في وجه ملكتي !!!
التفتَ المعني إليه بنظرةٍ ساخطة تأججت غضبًا بينما أغمضت ملكة عرشها عينيها الحمراوتين و رفعت كفها الأخرى في الهواء طالبةً من أشقر الشعر التوقف
قالت : لا بأس زاك.. اهدأ
التفت إليها أشقر الشعر المدعو بزاك هاتفًا برجاء : لكن إيلينا ساما !
نظرت إيلينا إلى الآخر ثم قالت : التصديق من عدمه حريتك الشخصية ، أتظن أني سأكذب عليك ؟، لماذا ؟، نحن قد التقينا توًا حسب حد علمي ؟
فأجابها المقصود : و كأن ملكة النيغرا فينوس تملكُ سببًا للكذب
*نيغرا فينوس : الزهرة السوداء
ضحكةٌ مكبوتة هربت من بين شفتيها لتليها أصوات ضحكتها العالية، استمرت تضحك بضع وقت ثم هدأت أخيرًا لتردف باستمتاع : أنتَ حقًا تُعجبني !، لكن...
أكملت بنبرة شابها القليل من السخرية : اطمئن #####، مصالحنا متبادلة، أنتَ تحررُ أُسرتكَ من قبضته و أنا احصل عليه حيًا !، بالتأكيد، لا أهتم سواء كسرت بضع أضلاع أو بترت بضع أطراف..
أخذَ نفسًا عميقًا محاولًا بذلك تهدئة نفسه ثم قال بهدوء : حسنًا.. لكِ ذلك !، لكن.. حسبَ حدِ علمي فهو قوي جدًا حتى الزعيم لم يقدر على هزيمته ؟، ما الذي يدفعكِ للاعتقاد أنني ساهزمه ؟
إيلينا : إن كُنتَ قلقًا من هذه النقطة فاطمئن !، لوكا، سيلفر، زاك.. يُمكِنُكَ استخدامهم كما تشاء.
هُنا ارتسمت ابتسامة على شفتي كل من أبيض و فضي الشعر بينما زادَ انزعاج ذهبيه
فقال رابعهم و الذي هدأ توه أو هذا ما يظنه الجميع : إذًا.. أنا عائد إلى غرفتي..
إيلينا : أمنحُكَ الإذن لذلك..
التفَ المعني إلى الخلف خارجًا من الغرفة فتوقفَ قليلًا حينَ أردفت : أتوقعُ منكَ الكثير، #####...
أغمضَ عينيه دون إجابة و استكمل سيره خروجًا من المكان
و فقط حينَ أغلق الباب انحنى كل من أبيض الشعر و فضي الشعر لها جاثيان على إحدى ركبهما ثم قالا : ونحن نستأذنُ جلالتكِ أيضًا..
إيلينا : أجل...
خرجَ الاثنان بدورهما ليهتفَ ذهبي الشعر معترضًا : لا أستطيعُ تقبلَ ذلك إيلينا ساما !، لماذا تخاطرين بالقيام بأمرٍ كهذا !، يمكننا استخدام سحري فقط !
فأجابته : حسنًا حسنًا اهدأ، زاك.. الأمر لا يستحق منكَ كل هذا الغضب... سيكونُ ممتعًا أكثرَ إن قامَ بالأمر بارادته الحرة، عندها فقط.. سيتحطمُ تمامًا !
زاك :...
أردفت إيلينا : و أيضاًا... لا بأس بعدم مناداتي بهذه الرسمية زاك، أعني نحنُ وحدنا تمامًا الآن..
أخذ نفسًا عميًٌا و زفر مغلقًا عينيه ثم قال بقلة حيلة : إذًا، إيلينا، ألم تكوني على وشكِ زيارة غوبر أو أيًا يكن إسمهُ ذاك قبل اقتحام ذلك الأحمق للمكان ؟
انتفضت من على عرشها قائلةً بدهشة : اوه لقد نسيت !، شكرًا على تذكيري زاك !، إذًا !، نكملُ نقاشنا في وقتٍ لاحق.
في البناءِ ذاته و في غرفةٍ مختلفة، يستلقي صاحب الجسد الضخم على ذلكَ السرير الفاخر ذا اللون الأسود و البرتقالي بهدوءٍ و سكينة، و لم يمضِ وقتٌ طويل حتى فتحَ عيناه الخضراوتان كالعشب الزاهي فاستقبله صوتٌ أنثوي عذب قائلًا
+: استيقظتَ أخيرًا ؟، غوبر...
جالت أنظاره في المكان تبحث عن مصدر الصوت و ما إن وقعت عليه حتى همّ ينهض سريعًا غير أن جسده لم يسعفه في ذلك، و حتى منتصف الطريق صاعقة سرت في جسده لينهض بتباطؤ هامسًا بصعوبة : جلالتكِ...
أغمضت عينيها قائلة : يُمكنكَ ملازمة سريركَ.. فجراحُكَ قاتلة فعلًا..
سكتَ ليستريح على سريره مجددًا ثم قال بنبرة امتلأت بالندم : أشد إعتذاراتي عن هذا.. جلالتكِ..
إيلينا : لا عليك... لكن.. هو كانَ أقوى مما توقعنا حقًا.. أعني، كان مصابًا بجراحٍ قاتلة و المانا الخاصة به قد شارفت على النفاذ، و مع ذلكَ كان قادرًا على تلاوة تعويذة بهذه القوة... حقًا.. لقد أمسيتَ قويًا فعلًا... راين..
سألَ غوبر بتعجب وتردد : ملكتي.. مستحيل أن تكوني...
أغمضت عينيها و نهضت مقاطعة إياه بسطرها : خذ قسطًا وافرًا من الراحة غوبر... ربما تكون هذه آخر راحة تأخذها في حياتك كما تعلم...
اغلقَ المقابل عينيه بهدوء و صمت شديدين حتى خرجت من الغرفة فتمتم لنفسه قائلًا : بعبارةٍ أخرى.. أي فشل آخر سيقابله الموت.. هاه... حقًا.. يالكِ من امرأةٍ قاسية... إيلينا زيس..
- في مكانٍ آخر -
في تلك القلعة غريبةِ الطراز ذاتها، و في ذلك الممر ذاته و المؤدي إلى ذات ذلك المكتب، سارت حمراء الشعر قصيرته و العينان البنفسجيتان الواسعتان ترفعُ ثوبها الأسود الحالك ذو الريش الأحمر عند ياقته مفتوح الظهر فلا يغطيه سوى قطعة قماش أحمر شبه شفافة، تنسدل ابتداء من وركها قطعة قماش حمراء من الستن شبه الشفاف ملتفة من الجانب و حتى الخلف إلى الجانب الآخر تاركةً منتصف الجزء الأمامي من فستانها غيرَ مغطى و تنسدل على الأرض متجاوزة طول فستانها، حذائها العالي أحمر اللون يصدر صوتَ نقرٍ تعالى وقعه في أرجاء الممر، و دون سابق انذار إقتحمت تلك الحجرة لتقف أمام ذلك المكتب نفسه تنظر لمن يجلس خلفه بغضب
فقال العجوز بصوته العتيق المهيب بينما يرتشف من شايه القليل ويثبت نظراته على الكتاب في يده الأخرى : أولًا لوكا و الآن أنتِ.. لا أذكر أنني ربيتكم على اقتحام غرف الغير و خصوصياتهم بقلة ذوق و أدب.. روزماري...
فردت روزماري بهدوء محاولةً كبت غضبها : و ربيتنا على عدمِ السكوت لمن يهدد سلامتنا و مطالبته بالتفسيرات.. أبي..
أغمض عينيه متنهدًا بقلةِ حيلة ثم وضع فنجانه جانبًا لينظر إليها قائلًا : ما الأمر هذه المرة ؟
بدأ صبر روزماري ينفذ فقالت بنبرةِ صوت مترنحة : أحقًا لا تدركُ ماذا فعلتَ أبي ؟!
رفعَ الأبُ حاجبه الأيمن مستنكرًا ثم قال : لم أفعل شيئًا يغضبكِ على حسب حد علمي ؟..
روزماري : احقًا !، أتحاول القول أنكَ لم ترسل رِجالكَ لقتل أخي الأكبر ليلة أمس ؟
ضَحِك الأب بصوت عالٍ مستنكرًا ثم قال : و لِمَ قد أقوم بقتل ابني ؟، حَبسهُ داخل هذه القلعة سيكونُ أكثرَ مِن كافٍ !!
هتفت بنبرةٍ منكسرة : و من بحق خالق السماء أرسلَ ذلكَ المدعوَ غوبر و المرأة إيلينا للتخلص منه ليلة أمس !!
سقطَ فنجان الشاي من يد مقابلها ليغمر الأوراق فوق المكتبِ بلونه البرتقالي المائل إلى الحمرة وقد هيمنت الدهشة على ملامحه فقال بتوتر : ماري، إياك و لفظ اسم هذه المرأة مرةً أخرى !، ستورطين نفسكِ في ما لا أقدر على أن أخرجكِ منه !، لكني أقسم لكِ أني لم أرسل أحدًا غيركِ و أليكسي و لوكا للتقرب من أخيك !، دعي كل شيء لي و أعدك كل شيء سيكون بخير !
تجمعت الدموع في عيني روزماري لتقول بصوتٍ مهزوز : أتعدني أبي ؟
فنهض والدها عن كرسيه متوجها نحوها ليعانقها ماسحًا على شعرها : أقسم لكِ باسم لويدغير ديستيلا !، لن يلمس أحدٌ أخاك و ابني ما دمتُ أنا حيًا !


حارسة الاحلام 06-20-2017 06:32 PM

حجز

- إكسينو. 06-28-2017 04:21 PM



الزهرة الثامنة و الثلاثون : أبصرت شمسًا داخلَ شَجَرة.
" بياتريس : وقفنا أمام الشجرةِ العظيمة كلٌ يمسكُ زهرته بين يديه، ننظر نحو الباب الياقوتي بهدوءٍ و ترقب، في هذه اللحظة أنا.. كل ما يشغل تفكيري هو أنني اقتربت أكثر من هدفي، القرية الأسطورة، فلوريس بيوبلو.. و بكل تأكيد.. الجميع يفكر في الأمر ذاته !، لحظة صمتٍ مرت و كأنها دهر، و في اللحظةِ الأخرى كل منا ينظر إلى الآخر مومئين لبعضنا إيجابًا، ثم نخطو خطوةً إلى الأمام معًا، مددنا أذرعنا إلى الباب إذ بسبع سُفُلٍ تُنقشُ بشكلِ زهرةٍ على البوابة فترتفعُ إليها زَهراتنا لتستريح كُلٌ في سُفُل، كُلٌ ألصقَ كفهُ على ملساء الباب إذ بهِ صلبٌ بارد تسلل إلى طرفنا، دفعناه معًا ليتضخم في أعيننا ذلكَ النور الذهبي من الجانبِ الآخر... فتحتُ عَينيّ بعد بضع ثانيةٍ غير أني عجزت عن فتحِ أكثرَ من منتصفها، أخذت أطرفُ بهما بضع مرةٍ ببطءٍ و روية بينما ما تزال رؤيتي مشوشة، لم يمضِ من الوقتِ الكثير حتى تركتهما تتسعان على أوسعهما و أنا أنظر إلى ما حولي بدهشةٍ عارمةٍ أججت في قلبي نارًا و حَلّقت حولها الفراشات، هو فقط لم يكن شعورًا سيئًا البتة بل و على العكس !، ألوانٌ زاهية خلابة تحيط بي من كل ركنٍ و زاوية، كان كما لو أنه برجٌ طويل طويل بلا نهاية، مستدير الجدران أبيضها و تتحلق حولها أسوار من الذهبِ الخالص المرصع بشتى أنواع الجواهر فصل بينها ما بين خمسين إلى ستين مترًا مرتفعًا، نباتاتٌ غريبة الشكل منها الزاحف و منها الطحلب أو المتسلق و حتى ماهو أشبه بالزهور أو ما بينها و بين الفطريات تكتسي لؤلؤ الأرض و تتسلق بعض الجدران الملساء، سُلمٌ زجاجي بسورٍ من الياقوتِ الأزرق فكان الأول شفافًا بالكامل و الآخر شبه شفاف يتلولب حول عمود فيروزي تركوازي اللون صافيه و أملس، و الأهم من كل ذلك، تلك السماء الزرقاء الصافية من كل غيمة عدا بضع وحيدة تخللَ أبيضها أزرقًا و آخر، تلكَ الشمس الساطعة أقربُ إلى البياض منها إلى ذهبي و أصفر تتوسط مركزها تمامًا "
عيناها السماويتان المتسعتان تلألأتا بريقًا بقوة حتى بدوتا و كأنهما غارقتان في الدموع، شفتاها اهتزتا بخفة بضع مرة ثم همست و كأنها تحاول تأكيد الأمر لنفسها : أستطيع الرؤية...
انتفض جسدها فرحًا لتعانقَ كُلًا من لوكي و راين هاتفةً لهما : لوكي !، راين !، أنا أستطيع الرؤية !!
دُهش الجميع من وقعِ جملتها على مسامعهم و بالأخص راين الذي اكتست الحمرة وجهه و أمست عيناه تلمعان بشدة، و لعله كان محظوظًا بكتفِ بياتريس التي حَجبت تعابير وجهه عن من حوله، ابتعدت الأولى ليحاول الأخير تمالك نفسه بإشاحه وجهه إلى الأرض بينما هي لا تزال ممسكةً بمؤخرة عنق كليهما ثم ما لبثت أن فردت يداها في الهواء تدور حول نفسها
هتفت : السماء زرقاء !، الشمس بهذا السطوع الفاقع !، الألوان مشرقة !، العالم بهذا الجمال فعلًا !!
قالت روبي مستغربة : ما هذا الذي تفعلينه ؟، بياتشان... الأهم هو ما الذي تقولينه ؟
عندئذٍ فقط توقفت بياتريس عن الدوران لتظلم عيناها فتطأطأ رأسها حزنًا، استمرت بالصمت بضع لحظة و كذلك من حولها
هَمسَ لوكي لراين : ما رأيكَ لو تدعمها قليلًا ؟
فزفر الأخير بضيق هامسًا للأول : و بأي حقٍ أفعل ؟، أنا.. لا يحقُ لي اخبارها بالبوح بما تخفيه بينما أنا أعجز عن فعلِ ذلك...
أغمضت بياتريس عينيها وهمست بصوتٍ مهزوز : أنا آسفة...
فردّت روبي باستنكار : لا و لكن كما كنت أقول علامَ ؟
تشبثت قبضتاها بتنورتها و ضغطت عليها بقوة لتقول : أنا.. أنا خدعتُ الجميع...
سكتت لتردف بصوتٍ أكثر اهتزازًا و اختناقًا : لكن أقسم أنني لم أكن أقصدُ ذلك !.. أنا.. أنا فقط..
أمسكت جوليا بكتفي بياتريس لتقول مطمئنة إياها مع ابتسامةٍ لطيفة : لا بأس بياتشان.. جميعنا معكِ، اهدأي و اشرحي لنا الأمر بشكلٍ صحيح حسنًا ؟
أومأت بياتريس إيجابًا لتهمس بمرارة : أجل..
ما عادت قدما الأخيرة تحملانها فجثت على ركبتيها مطأطأة رأسها لتقول : في البداية، عند لقائي بغوبر سان.. لم أستطع النطق بحرفٍ واحد خوفًا من أن يتركني خلفه... خلتُ أنني إن أخبرته فإنه لن يأخذني معه لأني سأشكل عائقًا أمامه.. لذا أنا فقط التزمتُ الصمت.. و حتى بعد خروجنا من مقبرِة الجشع.. لقد كُنت قد التقيت بالجميع لتوي فقط، خلتكم ستتخلون عني إن أخبرتكم.. لكن.. أنتم جميعًا أشخاص جيدون تمامًا، عندما وعيت على هذا الأمر.. صار اخباركم أصعب و أصعب.. لدرجةِ أنني لم أعد أعرف ماذا أفعل.. و في النهاية.. أنا فقط...
التزم الجميع الصمت بعدها لينظروا نحو لوكي و راين اللذان يقفان خلف بياتريس بهدوء
فأكملت الأخيرة : أنا... لا أستطيع الرؤية نهارًا..
صمتٌ قاتل أطبق على المكان كان لهُ ضجيج أشدُ صخبًا من سابقهِ
فابتسمت لها روبي بارتباك و قالت : مهلًا بياتريس.. ما الذي تتفوهين بهِ ؟، أأنتِ بخير ؟
لكن المقصودةَ آثرت الصمت على الكلام مما دفع الجميع إلى الارتباك
نظرت روبي إلى راين ثم قالت مستنكرة : أنتَ كنتَ تعلم ؟، راي...
أغمض راين عيناه بهدوء ثم أجاب : أجل، أعلم...
روبي : هاه ؟!، و كيفَ تعلمُ حتى !، لماذا لم تخبرنا !!
شهقت بياتريس استعدادًا للكلام لكنَ راين قاطعها قائلًا : في مقبرةِ الجشع.. حوصرنا معًا و ظننا أنها نهايتنا.. و إنقدنا إلى هذا الأمر عن طريق الدردشة.. كما أنه.. لا أظن أن لديَ الحقُ للافصاح عن سرها كما يحلو لي ؟
بياتريس : آسفة.. أنا فعلًا آسفة...
هَمت روبي بإحتضانها لولا كون جوليا سبقت الأولى بضربها جبين بياتريس هاتفة
جوليا : حمقاء !، لا أصدق أن هذا هو سببكِ لإخفاء الأمر !
فنظرت لها بياتريس بعيونٍ متسعة و نظرات طفولية بينما تمسك جبينها بكلتا يديها فأكملت الأولى بعد أن ابتسمت لها بدفء : مهما كانت ظروفكِ.. نحن سنتقبلك دومًا كما أنتِ !، بياتريس..
استدارت عيناها إلى دوائر مغرقة بالدموع و أمست ترتجفُ بطفولية لتقول : جـ جوليرين..
لتهتف روبي موافقةً لجوليا : هذا صحيح !، انظر إلى ماركوس !، حتى مع أنهُ احمق إلا أنه يبكي بالفعل !
أمسكَ ماركوس بكلتا يدي بياتريس ليقول و الدموع في عينيه : لابد و أن هذا كان صعبًا عليكِ !، لكن لا بأس بياتريس تشان !، نحن جميعًا معكِ حسنًا !!
أومأت بياتريس برأسها إيجابًا بضع مرة بسرعةٍ و ارتباك فقالت : أ أجل !
حدّثَ أليكسي ذاته قائلًا : إنها فعلًا طفلة لا ؟، ماتشان.. ~
تغيرت نبرته الداخلية إلى القلق فأردف : ماتشان ؟..
جوليا : إذًا السبب في ذهابكِ إلى قرية الزهور هو من اجل استرداد بصركِ أيضًا ؟
أومأت بياتريس بالإيجاب لتجيب : أجل..
فسأل هاري : لكن، ما السبب الذي يدفعكِ إلى فقدان بصركِ نهارًا في المقام الأول ؟
بياتريس : هذا ما لا أعرفهُ بنفسي أيضًا...
ابتسامة ماكرة زينت شفتا روبي لتقترب من بياتريس و تقول بمكر : هيي، بياتشان.. من ضمن تلك الأحاديث في مقبرةِ الجشع، يستحيل أن تكونا قد تحدثتما عن أسباب توجهكما إلى القرية لا ؟
فردت بياتريس بتردد و ارتباك : لـ لقد فعلنا، لِمَ ؟
حدثَ راين نفسهُ قائلًا : أشمُ رائحة لا تعجبني هنا..
روبي : إذًا إذًا.. هذا مستحيل لكن.. أتعرفين السبب الذي يدفعُ راي تشي للذهاب أيضًا ؟
فهتف راين داخليًا : كما توقعت !!
وضعت سبابتها قرب شفتيها بتساؤل بينما تنظر في اتجاه الساعةِ الثانية فقالت : على ما أذكر فالأمر متعلق بطفلة تدعى سارا تشان أو شيء من هذا الـ -
قاطعتها حمحمة راين الذي قال : بياتريس تشان، أظن أن هذا يكفي !
ابتسمت بياتريس مرتبكة و ازدردت ريقها لتسكت مجبرة
فقالت روبي بنبرةٍ مستفزة : هووه راي تشي أسكتَ فتاةً ما إجبارًا توًا ~
فنهرتها بياتريس مرتبكة : توقفي روبي رين !، عندما يضع راين لقبَ احترام خلفَ اسمِ أحدهم فهذا يعني أنه غاضب بحق !، و هو مخيف عندما يغضب...
- في مكانٍ آخر مجهول تمامًا اجتاحه السواد همست امرأة ما من بين شفتاها التي تزينت سفليتهما بأحمرٍ فاقع : هذا هو الأمر إذًا..
كانت تجلس على كرسيها ذو الإطارِ الذهبي و القماش الأحمر المحشو بالإسفنج تراقب تحركات راين و من معه عبر بلورتها السحرية فأردفت قائلة : و الآن، لنرى ما لديكم، لنرى ما لديكِ.. جوليا...


القطة الثاقبة 07-05-2017 02:21 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبارك
الرواية جميلة جداً قلب5
الصراحه انت مبدع ماشاءالله good1 واصل
بالتوفيق

- إكسينو. 07-06-2017 02:46 PM



الزهرة التاسعة و الثلاثون : أقزامٌ عِندَ نِهايَةِ السُلَم.
ساعَةٌ رملية زجاجية عملاقة وسط عتمةٍ ساطعة، تخر رمالها المستقرة في الأعلى إلى الأسفل
بنبرةٍ متعبة و صوتٍ خالٍ من المشاعر قالت جوليا : إنه شعورٌ غريب فعلًا...
تستمر الرمال في السقوط فتردف : أشعر.. بحرارةٍ في صدري ؛ إنه يبعثُ على الحنين ؛ لِم .. أشعرُ أنني كنتُ هنا قبلًا ؟
تتساقط حبات الرمل الأخيرة لتنتشر العتمة في المكان فتسمعُ جوليا صوتًا هاتفًا أيقظها من عالمها
هتفت بياتريس : جوليرين !!
اتسعت حدقتا عيني جوليا لتلتفت نحو بياتريس سريعًا
فقالت الأخيرة : أأنتِ بخير ؟، أحدثكِ منذ بعض وقتٍ و أنتِ لا تبدين أي ردةِ فعل...
جوليا : آسفة.. كنتُ شاردة الذهن قليلًا فقط.
سألت روبي بقلق : أأنت متأكدة من أنكِ بخير ؟
ابتسمت جوليا و هزّت رأسها موجبة ثم أجابت : أجل، لا تقلقي أنا بخير !، لنواصل !
أثناء ما كان هذا الحوار الصغير يدور بين ثلاثتهن، كان الجميع يهرول فوق الدرجِ الزجاجي العملاق صعودًا إلى القمة، فأخذت جوليا تتذكر ما حدث قبل عدة ساعات و قبل هرولتهم الدرج
- قبل عدة ساعات -
كان كل من راين، بياتريس، لوكي، جوليا، روبي و ماركوس يقفون بهدوء و جدية مجتمعين ليظهر هاري من خلف الدرج قائلًا : لقد تحققتُ من المكان، لا يوجد طريق آخر سوى هذا السلم.
رفعَ البقية رؤوسهم إلى الأعلى بحثًا عن قمةِ السلم لكنهُ بالفعل اختفى بين السحاب
قالت جوليا : حسنًا... لا أظن الأمر بهذا السوء، سنتدبر أمرنا باستعمال السحر...
فهتفت روبي من فورها : غير وارد.
نظر إليها الجميع لتردف : أحاول منذ مدة لكن دون نتيجة...
ماركوس : أتحاولين القول أننا لا نستطيع استخدام السحر ؟
سكتَ الجميع لبضع ثواني ليحدثَ أليكسي ذاته : و لذا لم أكن أستطيع الإتصال بماتشان..
ثم بدأ ماركوس بتلاوة التعويذة تلو الأخرى عله ينجح في استخدام سحره لكن دونما فائدة فجثا على ركبتيه و يديه ينظر إلى الأرض بعيونٍ متسعة و احباطٍ شديد
قال هاري بهدوء : أنبدأ الصعود ؟
فردت بياتريس بهدوء وكذلك البقية : هيا
روبي : لنذهب
لوكي : لا خيار آخر
ماركوس : أريد العودة إلى المنزل ~
- عودة إلى الحاضر -
و بعد وقت قطعًا ليس بقصير و الذي قضوه ما بين تسلق السلم و التوقف للراحة، أخيرًا بات بامكانهم رؤية نهاية السلمِ الزجاجي المتصلة بعمود الفيروز، وقفوا على تلك المنصة الفيروزية يحدقون بكل ما عليها بدهشةٍ شديدة، فقد كانت النباتات الغريبة تملأ الحواف و جزءً قليلًا من المنتصف، و من بين تلك النباتات كانت زهرة وحشية بلون أرجواني تنام قرب باب مستدير إلى الأعلى مقوس إلى الداخل عند الجانبين صنعَ من الزفير الأزرق الصافي، و حوله إطار من الذهبِ الخالص يزين أعلاه تاج كذاك الذي ترتديه الملكات تتوسطه قطعة توباز سماوية على شكل برسيم ذو أربعَةِ أوراق
توجهت أنظارهم إلى الأسفل حين سمعوا ذلك الصوت الطفولي يقول : أنتَ.. لستَ كا.. ترينا ساما...
و كان ما رأوه ليس سوى قزمٍ أخضر صغير بدا جسده و كأنه مصنوع من الحشائش أو الشجيرات، بيدان و قدمان أسطوانيتان خاليتان من الأصابع و حول وجوهه الأصفر زهرة باللونِ الوردي
فوقف خلفه قزمٌ آخر بزهرةٍ مختلفة اللون ليقول : ضيف ؟... ضيـ.. ـوف كاترينا.. ساما ؟
تجمعَ الكثير من الاقزام حولهم يهتفون بتفاوت : ضيوف ضيوف ضيوف ضيوف
في تلك اللحظة كان السبعة ينظرون إلى ما يحصل أمامهم بذهول ليفاجَأوا بالأقزام تحملهم على رؤوسها ثم ترميهم أمام تلك الزهرة الوحشية الحدباء
ابتسم ماركوس ابتسامةً صفراء قائلًا : لا أظن أنهم يعاملون ضيوفهم بلطف..
اقتربت منهم الزهرة الوحشية و كأنها تتفحصهم ثم أخذت تشمهم بضع مرة لتفتح فاها على حين غره و يتطاير لعابها الحمضي حولهم في كل مكان


- إكسينو. 07-08-2017 06:44 PM



الزهرة الأربعون : أسعِدوا فيو.
دَنت منهم تلك الزهرة الوحشية الحدباء أرجوانية اللون تشتم روائحهم بضع مرة ثم فتحت فاها على غفلةٍ فمنهم و يتطاير لعابها الحمضي حولهم في كل مكان، أغمض السبعة أعينهم شاعرين أنها النهاية، لكن مضى الوقت و هم ما زالوا بخير، فتحوا أعينهم ببطءٍ شديد يتفقدون محيطهم، ما رأوه حينها كان جنية صغيرة شقراء الشعر خضراء العينين ترتدي فستانًا من أوراقِ النباتات و يلتف حول خصرها حزام من أوراق الصفصاف الباكي ينتهي بزهرةٍ حمراء يمينه، شعرها القصير أبقته منسدلًا و علقت على جانب غرتها الأيمن زهرةً أخرى مشابهة لتلك التي على خصرها لكن أصغر، كانت تجلس على ركبتيها داخل فم تلك النبتة الوحشية تمطط جسدها و تفرد جناحيها الخضراوين شبه الشفافين ثم تتثائب بعينان دامعتان و تفركهما ببطءٍ شديد
قالت بصوتها الطفولي الناعم مربتةً على لسان الزهرةِ الوحشية : صباح الخير، فيو..
التفتت إلى الجانبِ الآخر لتلمحَ بياتريس، راين، لوكي و البقية فتتثائب مجددًا قائلة بلا مبالاة : اوه، ضيوف.. أهلًا بكم في فييلو، بلغة هذا العصر فهو النعيم، عالم صنعتهُ كاترينا ساما داخل الشجرة العظيمة..
*فييلو cielo - تعني حرفيًا الجنة.
أشار ماركوس بإصبعه نحو الزهرة الوحشية و سأل مرتبكًا : اممم، على أي حال هذا...
نظرت الجنية نحو الزهرة الوحشية فردت بنفس نبرتها السابقة : اوه، أعتذر، أدعى ميرا، جنية غابة، وهذه هنا صديقتي المقربة فيو..
قالت جملتها الأخيرة و هي تمسح على لسان فيو بلطف
هَتَفَ كلٌ من ماركوس و أليكسي محدثين ذاتهما : أهذا الشيء أنثى !!
سألت بياتريس : عفوًا لكن، أُخبرنا أننا إن عبرنا من هنا فسنبلغ قرية الزهور، أنى لنا ذلك ؟
عادَ ماركوس يحدثُ نفسهُ هاتفًا : أنى لكِ تقبل الأمر بكل بساطة ؟!!
شبكت ميرا أصابعها معًا و أخذت تمد يديها أعلى و أسفل ثم قالت : حسنًا حسنًا لا تستعجليني، فييلو هو بعدٌ أسسته كاترينا ساما ليكونَ الجسر بين هذا الجانب والجانب الآخر ما بعد الجزرِ العائمة، أي أنه أساسًا مصمم من أجل الوصول إلى فلوريس بيوبلو.
*للتذكير، فلوريس بيوبلو - قرية الزهور
نهض راين ينفض الغبار عن ملابسه قائلًا بهدوء : إذًا.. ما الذي علينا فعلهُ للوصول إليها ؟
رفعَ رأسه مع آخر كلمة ينظر إلى ميرا التي ارتبكت وتلعثمت في كلامها، حمحمت و قبضتها أمام فاها ثم فتحت عينيها قائلة : أولًا عَليكم خوضُ أربعة اختبارات لتثبتوا جدارتكم و استحقاقكم الذهاب إلى هناك، و إن نجحتم في الاختبارات الأربعة ستقوم كاترينا ساما بإيصالكم إلى وجهتكم..
راين : وهذه الاختبارات هي ؟...
شتت نظراتها عنه ثم قالت : أولًا عليكم تسلق السلم الزجاجي، ثُمَ إسعاد فيو، ثُمَ احضار سنبلة من الذهب، و أخيرًا ستذهبون إلى القصر الإمبراطوري حيثُ ستقوم كاترينا ساما بطلب شيء معين منكم و ما عليكم سوى تلبية طلبها ثم تنتقلون إلى الجانب الآخر من العالم، و الآن، هَل لا نبدأ بدورنا من الاختبار ؟
هاري : و ما الذي علينا فعله ؟
ابتسمت ميرا قائلة : هذا سهل، فيو هيَ زهرة وحشية، عاشت خمسون عامًا، و هي تبحثُ عن السعادة، لونُها المفضل هوَ البنفسجي، تكره الوحدة و هي بالمناسبة ليست نباتية.. و هذا يعني أنكم إن فشلتم ستصبحون عشائها ~
ازدردَ هاري و ماركوس ريقهما ثم قالت روبي مفكرة : كيفَ يمكنكَ إسعاد زهرة ؟، أليست في العادة الزهرة هي من تسعدك ؟
قطبت ميرا حاجبيها وقالت بانزعاج : هذهِ قاعدة فرضها البشر من تلقاء أنفسهم !، و هي لا تنطبق علينا فقط لأنكم قررتم ذلك !، و بالمناسبة عليكم الإسراع أكثر لأن وقتكم ضيق.
انطلق حبلُ نبات زاحف نحو ماركوس متشبثًا بقدمه فيسحبه ليتدلى من حافة المنصةِ الفيروزية
فهتفَ ماركوس فزعًا : اوي اوي اوي اوي اوي !، لماذا ؟، ما الذي يحصل ؟!!
ابتسمت ميرا بثقة هاتفة : بارتيدو كومينزو !
*بدأت اللعبة
فرقعت ميرا أصابعها لتتشكلَ أرقام فوق التاج الذهبي للباب من العدم، كانت حمراء متموجة كسائل كثيف و هذه الارقام هي 05: 59 :59
حلقت ميرا نحو الأرقام و بسطت كفها تحتها مشيرة إليها قائلة : كما ترون لديكم سته ساعات لذا، كافحوا ~
بدأت الأرقام تعد تنازليًا كعلامة على بدأ الاختبار و استنفاذ الوقت مما جعل الفزع يتسلل إلى قلوب البعض
أخذت بياتريس تهمس : 50 عامًا، بنفسجي، تكره الوحدة، تبحث عن السعادة، نبتة وحشية...
أخذ الوقت يمر و يمر حتى وصل العداد 03: 28: 44
هَتفَ ماركوس المعلق من ساقه يتدلى إلى الأسفل : هلّا أسرعتم ؟، الدماء جفت تمامًا حتى عدتي و رأسي سينفجر حقًا...
هَتفت به روبي بانزعاج : نحن نحاول أيها الاحمق !
فقال بعفوية و حزنٍ مصطنع بينما يمسح دمعة وهمية : أشعر بالوحدة !، لوكي تشان تطوع للتدلي بقربي !
فجأة اتسعت حدقتا عيني جوليا لتهتف بسعادة : ماركوس أنتَ عبقري !
فقال ماركوس ببلاهة : هاه ؟
أخذت عينا جوليا تجولان المكان محدقتان بما حولها بينما هي تسند كوعها على كف يدها الأخرى و تمسك ذقنها بين الإبهام و السبابة
نظرت أخيرًا إلى ميرا و فيو هاتفةً بثقة : ميرا !، لقد وجدتُ ما يُسعدُ فيو !
أثناء قول جوليا سطرها كانت ميرا تجلس بملل و تمسد على لسان فيو فانتفضت من فورها لتهتف بحماس : لديكِ فرصة واحدة !
ابتسمت جوليا بثقة على عكس التردد الذي يشتعل داخلها فهتفت : لا انتيغيوا الكيميا : أوقو !
*الخيمياء القديمة **Ugo مجرد اسم ماله معنى
تَصدع الفيروز قريبًا من فيو لينبت فيه ذكر زهرة وحشية بنفسجي اللون
أردفت جوليا : اسمهُ هوَ أوقو، أتمنى أن تنسجما جيدًا معًا، فيو تشان
قابلتا الزهرتان الوحشيتان بعضهما كما لو كانا يتفحصان أحدهما الآخر لتنتشر حولهما هالةٌ زهرية امتلأت بالقلوب
خَصرت جوليا يديها ثم قالت : الزهور الوحشية تعيش لمائة و خمسون عامًا على أقل تقدير، عندما تبلغ الزهور الوحشية الخمسون عامًا فهذا يعني أنها في السن الذي تبحث فيه عن الإستقرار.
سأل هاري متفاجئًا : دعكِ من هذا، كيفَ استخدمتِ السحر ؟
ابتسمت جوليا و أغلقت عينيها ثم بدأت تهز رأسها نافيةً ببطء لتقول : الخيمياء ليست سحرًا، هاري تشان، إنها بديل للسحر، شرط الخيمياء الوحيد هو أن تكون عالمًا بالتركيبة الأساسية لما ستصنعه و هي تقتصر على تكوين المواد بالحالات الثلاث، يمكن للكيميائيين انتاج النار و الرياح مثلًا لكن لا يمكنهم العبث بها على عكس السحرة، كما أننا لا نستطيع إستعمال الخيمياء للتخاطر أو الانتقال الاني مثلكم.
بياتريس : إذًا ؟
نظرت جوليا إلى ما حولها لتقول : هذا المكان بأكمله مصنوع من الخيمياء !، إن كانت المدعوة كاترينا حقًا من أنشأ هذه الشجرة فهي و بدون شك أعظم خيميائية مرت على وجه التاريخ و ستبقى كذلك !، ما ساعدني على ادراك الأمر هو تلك الساعة الرقمية، إنها زئبق، و لا يمكن لأحد أن يتحكم بالزئبق ما لم يكن خيميائيًا.
ابتسمت ميرا قائلة : تمامًا كما قلتِ، جوليا ساما.. لقد نجحتم !، حظًا موفقًا في جلب السنبلةِ الذهبية ~
فُتِحت البوابة الزفيرية على مصراعيها لتنبثق منها حبال نباتية زاحفة تتشبث بأقدام السبعة و تسحبهم إلى الداخل بسرعةٍ كبيرة ثم تصفق أبواب البوابة بقوة.


- إكسينو. 07-08-2017 06:45 PM



الزهرة الحادية و الأربعون : سنبلة من الذهب.
فضاءٌ أسود يغلف المكان، جاذبية شبه معدومة فيطفو كل من فيه و ما فيه، يقفون محدقين بما حولهم و تحيط بهم آلاف الأبواب بكل الأحجام و الأشكال، فباب ألماسي نُدب عليهِ شكلُ ثلجة أو آخر حجري حفر عليهِ بركان فتوهجَ بألوانِ الحمم
قالَ ماركوس : لِمَ بحق الجحيم كل شيءٍ عجيب هُنا ؟
فأجابتهُ ميرا : لأنَ كاترينا ساما تبتغي ذلكَ
أجفلَ ماركوس مبتعدًا خطوةً إلى الخلف فقال : وااااه !، هذا كان مفزعًا !
سألت جوليا : ما الذي تفعلينهُ هُنا ميرا ؟، ألم ينتهِ دوركِ من الإختبار ؟
ارتبكت ميرا قائلة : اوه لقد جئت من أجل رايـ-.. كاترينا ساما أرسلتني من أجلِ إرشادكم داخل القصر الإمبراطوري
حدثت ذاتها بنبرةٍ طفولية نادمة : سامحيني كاترينا ساما !، ميرا قد كذبت توًا فقط !!
اكتست نبرة روبي الغضب فقالت : كاترينا ساما قالت هذا كاترينا ساما قالت ذاك !، أوليس الامر كأنكم بلا إرادة ؟!
فأجابتها ميرا بالقليل من التكبر : و ماذا يمكن لبشريةٍ جاهلة مثلكِ أن تعرف ؟!، نحنُ أقسمنا بولائنا لها بكامل إرادتنا !، هيَ لم تغصبنا يومًا على شيء !، حتى أنتِ من المفترض بكِ أن تمتلكِ شخصًا كهذا لا ؟!
فجأة توسعت عينا روبي لتتذكرَ مشهدًا حيثُ يبتسمُ لها شخصٌ ما قائلًا : روبي ، هاري، مار، سأكونُ حليفكم أنتم و أنتم فقط دومًا !
عادت إلى أرض الواقع لتعض على شفتها قليلًا ثم تقول بجدية مزجت ببعض الحزن : معكِ حق.. كان موجودًا..
قالَ ماركوس محاولًا تغيير الموضوع من فوره : ميرا تشان أمتأكدة أنهُ لا بأس بتضييع الوقت هنا ؟، أوليس هناكَ وقتٌ محدد كالإختبار السابق ؟
؟، لا أود أن أكون معلقًا رأسًا على عقب ثانية ~
فينطلقلُ حبلٌ آخر من العدم متشبث بساقِ ماركوس ليفتحَ بابًا مؤدي إلى بركان ثائر فيتدلى فوقهُ مجددًا
هتفَ بإنزعاج : فقط لماذا يجبُ أن يكونَ أنا بحقِ الجحيم !!
ميرا : خذ الأمر ببساطة عزيزي ~
تذمرَ ماركوس قائلًا : أقسم لكم أني أريد العودة إلى المنزل...
التفتَ راين نحو ميرا ليقول : إذًا ماذا علينا أن نفعل ؟
ميرا : هذا بسيط جدًا، بين هؤلاء الأبواب هُناكَ بابٌ نقش عليهِ سنبلة من الذهب، كل ما عليكم فعلهُ هوَ احضار سنبلة ذهبية تتطابق مع السنبلة على الباب و تركيبها هناك ~
سألت بياتريس : إذًا أينَ يُمكننا إيجاد تلكَ السنبلة ؟
ميرا : من يعلم ؟، ربما تعوم في مكان ما ؟، أو داخلَ أحدِ الأبواب، و ربما توجدُ داخلَ أحدكم حتى ~
مجددًا ظهرت الساعة الرقمية الزئبقية لكن هذه المرة استمرت من حيثُ توقفت عند منصةِ الفيروز، و في مكانٍ ما ابتسمت شقراء الشعر التي تطلي شفتها السفلية بالأحمر الدموي لتقول : و الآن ؟، ما الذي ستفعلينهُ جوليا ؟
أما عندَ السبعة فقد تفرقوا للبحث بين الأبواب و داخلها، فتحَ هاري بابًا حديديًا نُقشَت عليهِ تروسٌ معدنية ليقابلهُ قطارٌ مسرعٌ باتجاهه فتجمدَ للحظة ليصفعَ البابَ بقوة سريعًا
بابٌ آخر من الفولاذ الممزوج بالكرستال الخام متعدد الألوان فتحهُ لوكي ليقابلهُ كهفٌ تنام داخلهُ هيدرا عملاقة فزأرت في وجههِ ليردَ لها الزئير صافعًا الباب خلفهُ
العد التنازلي قد بلغَ 00 :50 :09 و هو لا يزال يتناقص بينما الجميعُ كانَ شبه يائس في الوصول إلى السنبلة الموعودة، استمروا في البحث و البحث حتى لم يعد أمامهم سوى عشرون دقيقة، و أثناء بحثهم تمكنوا من إيجاد البابِ المطلوب لكن لا يزال مكان السنبلة مجهولًا تمامًا
أمسكَ راين جبينهُ براحةِ يدهِ عاقدًا حاجبيه عابسًا تمامًا يفكر بعمق فحدّثَ نفسه قائلًا
راين : فَكر راين !، لا يمكن أن يكون مكانها عشوائيًا !، لا بد من وجود تلميح في مكانٍ ما !
أخذَ يتلفتُ حولهُ محاولًا ايجادَ أي شيء و تذكرَ أي كلمة بينما الشقراء على الجانب الآخر من البلورة عبست متنهدة
قالت : إذًا فهذه هي حدودكِ، حسنًا لقد كانت توقعاتي مرتفعة جدًا بشأنكِ لكن ماذا يمكن أن آملَ من طفلة تدربت وحدها طيلة حياتها...
أما في بعد الأبواب هتفَ راين : وجدتها !
وهنا التفتَ إليهِ الجميع و انتفضت الشقراء من مسند مقعدها لتعتدل في جلوسها
قالَ راين : ربما تعوم في مكان ما، أو داخلَ أحدِ الأبواب، و ربما توجدُ داخلَ أحدكم، هذا ما قلتهِ ميرا صحيح ؟
أومأت لهُ ميرا بلهفةٍ كأنها هي من تودُ الخروج من الشجرة لا هو و هتفت بصوتٍ عال : أ أجل !!
ثُمَ حدثت ذاتها بقلق : واااه لقد نادى باسمي دونَ سابق إنذار !
فأردفَ راين : إن لم تكن تعوم في أي مكان، و ليست في داخل أي باب، إذًا فهي داخل أحدنا، داخلكِ جوليا !
عقدت جوليا حاجباها مستفسرة : ماذا تقصد ؟
نظر حوله قائلًا : الأبواب هنا مصنوعة من كل شيء !، إن كانت صانعتها كيميائية فهذا يعني أنها تنتجُ كُلَ العناصر و ليسَ عنصرًا واحدًا، و بما أنكِ كيميائية فالإمكانية متاحة لكِ كذلك !
اعترضت جوليا : مهلًا مهلًا !، الكيميائيونَ لا يمكنهم انتاج أكثر من عنصر !
سألَ راين : أحاولتي و لم تفلحي قبلًا ؟
هزت جوليا رأسها نفيًا فقالت : لا أظن
راين :إذًا إما أنه ممكن أو أن هذا المكان مميز بطريقةٍ ما !
أغمضت جوليا عينيها ثم قالت : الكيمياء بديل أشد تعقيدًا من السحر له، الشرطان الوحيدان لإتقان الكيمياء هي أن لا تكون ساحرًا أولًا، و أن تفهمَ تركيبَ المادة أو العنصر الذي تودُ إنتاجه.. أنا أحفظُ التركيب المبدأي للذهب الخالص، لذا سنعتمدُ على حظي لا أكثر و لا أقل !، إن كانت فرضية رأي صحيحة...
سادَ الصمت المكان و عيون الجميع متجهة نحوها بينما ابتسمت ميرا براحة، أغمضت جوليا عينيها و أخذت نفسًا عميقًا ثم قامت تزفرهُ بهدوءٍ شديد، بسطت كفها و أطبقت الآخر فوقه بالعكس فتوهجَ باطنهما بالذهبي الخافت لبضع ثانية، خبا الوهج تدريجيًا ثُم فتحت عيناها و كفاها معًا و فعلًا كانت هناكَ قطعة ذهب صغيرة في راحةِ يدها
إلتمعت عيناها سعادةً ثم هتفت : لقد فعلتها !، انا نجحت !!التمعت عيناها سعادة ثم هتفت : لقد فعلتها !، أنا نجحت !!
فُغر فاه شقراء الشعر على الجانبِ الآخر من البلورة و هي شبه واقفة بانفعال تستند بكفيها على يدا الكرسي فابتسمت بهدوء لتعاود الجلوس على كرسيها الفخم
أما عند جوليا و البقية فقد وقفوا أمام البوابةِ المطلوبة و التي كانت عبارةً عن بوابة من الذهبِ الخالص حُفر داخلها شكلُ سنبلة ذهبية بشكلٍ مائل فنصفها العلوي على أحد الأبواب و السفلي على الآخر و ما كانَ على جوليا سوى أن تصنعَ سنبلة طبق الأصل عن تلكَ المحفورة على البوابة و تدخلها هُناكَ، و ما كان من الباب سوى أن يُفتحَ و من العدادِ أن يتوقفَ قبلَ ستة دقائق من نفاذِ الوقت
فُتحت البوابة لتقسم السنبلة بدورها إلى اثنين فسطعَ نورٌ في أرجاءِ المكان ليجدوا نفسهم في مكانٍ آخر و ماركوس واقفٌ على قدميه
كانَ المكانُ عبارة عن قاعة بلا بداية أو نهاية، أرضيتها من الياقوتِ الأحمر اللامع و سقفها من النفط الصلب الأملس و بينهما أعمدة أسطوانية من الذهبِ الخالص
صوتٌ انثوي غمرَ المكانَ من العدم قائلًا : من المذهلِ أنكِ وصلتِ إلى هذا البعد.. جوليا... مع أنَ أسودَ الشعر كان له دورٌ كبيرٌ في عبوركِ للإختبارِ السابق...
وفورًا اكتست الصدمة ملامحَ وجهِ جوليا و ارتسمت الحيرة على محياها


- إكسينو. 07-08-2017 06:46 PM



الزهرة الثانية و الأربعون : جوليا.
" جوليا : في قريتي... كانوا دومًا ينادونني بالمشعوذة ؛ كانت مجرد قرية صغيرة في أقصى الغرب، هادئة و مسالمة، لم يكن سكانها يفقهون شيئًا عن الخيمياء و الخيميائيين، لأني كُنت أستعملُ أساليبًا مغايرة للسحر و لم أكن ساحرة، كانوا ينعتونني بالمشعوذة فقط، دومًا ما خافوني، خشوا الاقتراب مني و لعنوني، أما أنا فقد عشتُ معَ أخي الأصغر وحدنا، في كوخٍ صغير من الخشب على أطراف القرية، لم تكن لدينا أمٌ تعتني بنا أو أبٌ يصرفُ علينا... أنا و هو فقط، أخي كانَ مريضًا جدًا على الدوام، فهو على عكسي يمتلكُ جسدًا ضعيفًا و لا يجيد أي نوعٍ من السحر أو الخيمياء، و في السنواتِ الأخيرة سائت صحتهُ أكثر ليمسي غير قادرٍ على الوقوف، أما أنا فقد أخذتُ مسؤولية رعايتهُ و تأمين حاجاته على عاتقي كوني الأكبر سنًا و الأكثر صحة ؛ أنا، كان لدي سرٌ صغير، هوَ لم يكن سرًا، لكن لم يصدقني أي أحد عندما أخبرته أياه لذا توقفت عن الحديث بشأنه فقط... في الوقتِ الذي أغفو به، أجد نفسي في قاعةٍ كبيرة تمتد من الأفق و حتى الأفق، أرضيتها حمراء لامعة تعكسُ ما فوقها بمثالية تامة ؛ سقفها أسود لا يقلُ لمعانًا عن الأرضية، و أعمدة مصطفة من الذهب لا يقل جمالًا عن سابقيه... و في المنتصفِ تنتظرني بوابةٌ سوداءٌ إطارها من الذهبِ نُقشَ على زواياها بالياقوت الأحمر كما مقبضيها شبهُ الشفافين، لم يكن هُناكَ أي جدران خلفهُ أو أمامهُ، فقط أنا و هو.. كنتُ ولسببٍ ما لا أترددُ أبدا في فتحهِ فورًا.. أفتحهُ لأدخلَ غرفةً أرضيتها سوداء و سقفها أحمر بجدرانٍ بيضاء لؤلؤية، زُينت الأرضية اللامعة بسجادةٍ حمراء حريرية اعتلتها طاولة زجاجية ذات أرجل من الذهب، و على مقربة منها كرسي أسود متصل بالأرضية كما لو كان جذع شجرة بيدين ذهبيتين و مقعد حريري أحمر حُشيَ بالإسفنج، أمامَ ذلكَ الكرسي فجوة دائرية بإطار ذهبي تربعت على الأرض تعوم فوقها بلورة عملاقة شفافة اللون... في تلكَ الغرفة... و تحديدًا فوقَ ذلكَ الكرسي الشبيه بالعرش... تجلسُ سيدة شقراء فاتنة الجمال لها نفسُ لونِ عيني الأزرق تنظر إلي بإبتسامة تعلو شفتيها التي كانت السفلية منها قد طليت باللون الأحمر، ترتدي عقدًا رفيعًا من الذهب و أقراطًا ذهبية تتدلى منها سلسلة نهايتها ورقة برسيم ذات أربعة أوراق ياقوتية حمراء تمامًا كتلك الخصلة التي زينت منتصفَ شعرها، كانت ترتدي فستانًا أحمرًا شبهَ منفوش من الحرير ملفوف حولَ جسدها كاليوكاتا الياباني مفتوح ابتداءً من وركها و حتى النهاية و تحتهُ فستان آخر من الستن ذو اللون اللؤلؤي، حزام حريري رفيع ذو لون ذهبي لُفّ على خصرها عُلقت عليهِ ربطة زهرة كبيرة عندَ جانبه الأيسر تدلت شرائطها حتى أطراف الفستان، كانت تجلسُ بإنتصابٍ على كرسيها ذاكَ و تضعُ كفيها فوقَ بعضهما على فخذيها، كانت فقط تبدو نبيلة بحق...
و لسببٍ ما كانت أعتقد أنها امي.. كانت تدعني أجلسُ على فخذيها و هي تداعبُ خصلات شعري بهدوء، كنا نلعب، نتحدثُ نضحكُ كثيرًا...هيَ من علمني كُلَ أساسيات الحياة، القراءة، الكتابة، الحياكة، الطهي، صيد السمك، و حتى الخيمياء، هيَ من علمتني حتى أتقنتُ سحري، أو الخيمياء الخاصة بي.. دونَ أن ننسى أنها من كانَ لها الفضلُ في بقائي على قيد الحياة... لكن عندما أفتحُ عيناي.. تتلاشى ذكرياتي خلال دقائق و أمسي غير مدركةً لشيءٍ سوى أن أمي هيَ من علمتني ذلك... أنسى كل شيء بما فيهم شكلها و صوتها، و بعد مرور فترةٍ معينة أصبحتُ أنهض من سريري إلى الورقة والقلم أدونُ ما أتذكرهُ عنها و ما قمنا بهِ معًا بغض النظر عن الأمور التي تعلمتها منها... مهما كُنتُ أكادُ أموتُ جوعًا أو بردًا، كُنتُ دومًا أستيقظُ صباح اليوم التالي مفعمةً بالحيويةِ و النشاط، وإن سألني أحدٌ عن السبب، كانت إجابتي دومًا ( تناولت الطعام مع أمي )، ( تدفأت أمام المدفأة في حجر أمي )، ربما يكونُ هذا أكثرَ ما أفزعهم مني، أني بقيتُ على قيدِ الحياة لسببٍ ما دونَ طعامٍ أو ماء... لكنني فعلتُ ذلكَ حقًا، أكلتُ معها، تدفأت معها، لماذا يا ترى.. أشعرُ أنّ هذا المكان يبعثُ على الحنين... أودُ رؤيتها حقًا، أمي من الحلم... هذا ما يصرخُ بهِ قلبي حاليًا "
صوتٌ انثوي غمرَ المكانَ من العدم قائلًا : من المذهلِ أنكِ وصلتِ إلى هذا البعد.. جوليا... مع أنَ أسودَ الشعر كان له دورٌ كبيرٌ في عبوركِ للإختبارِ السابق...
وفورًا اكتست الصدمة ملامحَ وجهِ جوليا و ارتسمت الحيرة على محياها
قالت محدثةً نفسها : هذا الصوت.. أشعرُ إنني سمعتهُ في كانٍ ما قبلًا...
هَتفت جوليا تُحدثُ صاحبة الصوت : مَن انتِ !، لِما قَلبي ينقيضُ هكذا عندما اسمعُ صوتكِ !
فاجابتها بهدوء : لابأس لابأس، ستدركين كُلَ شيءٍ قريبًا...
سكتت ثُمَ أردفت بجدية : وَجدتم مفتاح الباب الياقوتي، تسلقتم الدرج الزجاجي، أسعدتم فيو، وفتحتم باب السنبلة الذهبية، مبروك، لم يتبقى امامكم سوى تحدٍ اوحدٍ فقط...
سكتت ثُمَ اردفت مجددًا بصوتٍ تخلله بعض الحزم : بالمناسبة ميرا، لم اعهدكِ تتسكعينَ في الارجاء هكذا.. وبرفقةٍ ذلكَ الشيء..
اجفلت ميرا واخذت تعتذرُ مرارًا وتكرارًا بينما حدثَ راين ذاتهُ بتكلف : هذه المرأة... أنعتتني بذلكَ الشيء توًا ام انني اصبحتُ أُهلوس ؟
إتسعت عيناه فجأة ليردفَ محدثًا ذاتهُ : مستحيل ان تكونَ على دراية بهويتي !، تبًا عندما احتاجكِ لاتكونينَ هُنا !، فيينتو ساما...
داخلَ الغرفة التي تجلسُ فيها صاحبة الصوت فَرقعت اصابعها ليظهرَ بابٌ من اغصان الشجر واوراقها قربهم
قالت : لابدَ وإنكم متعبون... فلتستريحوا في تلكَ الغرفة... لديكم تسعُ ساعاتٍ لترتاحوها...
دخلوا إلى الغرفة برفقة ميرا وقد كانت من الخشب بالكامل لاتحتوي سوى سبع اسرة لك هذا لم يعني إنها لم تكن فخمة فقد كانت الاسرة افخم ماقد ينام عليهِ إنسان، بقيَ السبعة يحدقونَ بما حولهم بذهول بينما إرتمى راين على احدها ليرتدَ جسدهُ بضع مرة بينما يزفرُ براحة
قال بصوت شبه هامس : فقط كم من الوقت ولم أستلقِ على سريرٍ مريح كهذا قد مر ؟...
فقالت روبي : أنا لم أفعل في حياتي
إبتسمت بياتريس لتقول : وانا كذلك...
سألَ هاري : أيمكن ان تكونَ من أسرة ثرية أيها القائد ؟، سيد صغير مدلل ؟
ردَ راين بإنزعاجٍ واضح : فقط اخرس ودعني ارتاح !، اخر مرة إستلقيت فيها على سرير كهذا كانت عندما كُنتُ في السابعة !
تعجبَ البقية لينظروا لبعضهم البعض فسال راين : على اي حال، من كانت تلكَ المرأة بحق ؟، ميرا...
إرتبكت ميرا وإكتست وجهها حمرة طفيفة لتقول ، هاهوَ يفعلها مجددًأ !، ينادي بإسمي بكل عفوية !، راين ساما انتَ تؤذي قلبي !
حاولت السيطرة على نفسها فأجابته : تلكَ كانت كاترينا ساما..
هَمهَمَ راين متفهمًا بنبرةٍ مرهقة ثم قالَ بصوتٍ خافت اخذَ يخبو تدريجيًا : هكذا إذًا... لدينا يومٌ حافلٌ غدا...
ثُمَ غطَ في النومِ من فورهِ دونَ ان يشعرَ احد


- إكسينو. 07-08-2017 06:46 PM



الزهرة الثالثة و الأربعون : لَيلَةٌ قِرمِزيَةٌ مِنَ الصَيفِ
المكانُ حولهُ يتوهجُ لونًا برتقاليًا متأججًا و الأرض تُغمرُ بالأحمر شيئًا فشيئًا.. صوتُ تأجج النيران و ضوضاء الطعن و تهاوي الأخشاب هُنا و هناك، رائحة الرماد المتطاير في الجو ممزوجة مع الرائحة الحلوة للدماءِ الطازجة، يجثو ذلكَ الطفل أسود الشعر وسطَ هذهِ الفوضى يُحدقُ بها بعينيه البنفسجيتين المتسعتين و تقاسيم وجههِ يغلفها الرعب، بشرتهُ شاحبةٌ، شفتاه ترتجفان، يجثو على ركبتيه اللتان بالكاد يشعرُ بهما، أطرافهُ باردةٌ بعكس حرارة المكان المشتعلة حولهُ و قلبهُ يسحقُ بلا رحمة... يشعرُ بأمعاءهِ قد اختفت و لعابهُ قد جفّ تمامًا
نطقت شفتاه أخيرًا بصوتٍ خافتٍ مرتجف : توقف... تو..قف..
ثُمَ تبعها صُراخهُ المبحوح : أترجاك !، أرجوكَ توقف فقط !
أردفَ بصوتٍ خافت : سأفعلُ كُلَ ما تُريد لذا رجا--
فجأة تناثرت الدماء فوقهُ لتصبغَ وجههُ ووبضعَ خصلاتٍ من شعرهِ بالأحمر، اتسعت عيناه أكثر و شعرَ بالحرارة تغلي متصاعدةً في حلقه، ازدادَ إرتجافهُ ليهمسَ بصوتٍ مهزوز سائلًا : إد.. غار ؟
ما كان أمامهُ سوى رجلٌ يرتدي معطفًا أسودًا غُمرَ بالأحمر على حين غرة، غزا الشيب شعرهُ ووشعت عيناه حمرة، و ما كانَ أمامهُ سوى جسدُ طفلٍ أشقر يتدلى و مخالبٌ قد غرزت في منتصفِ صدرهِ سابحًا في دِماءه
ابتسمَ الرجُل لأسودِ الشعر قائلًا : هيا راين... كُفّ عن صُنعِ وجهٍ كهذا.. رائحته لذيذة أليست كذلكَ ؟
التفتَ إليهِ المعني بوجهٍ شاحب وبطء شديد ليحدثَ ذاتهُ قائلًا : رائحة الدم... حقًا... لذيذة...
ازدردّ ريقهُ بصعوبة حينّ أخذَ يشتمُ تلكَ الرائحة العالقة بهِ ليسقطَ جسدُ الطفلِ الأشقرِ أرضًا معيدًا راين إلى الواقع
نادى الأخير بفزعٍ ناهضًا من مكانهِ بصعوبة : إدغار !!
أمسكّ بهِ راين بينّ يديهِ، تجمعت الدموع في جحرا عينيه و أخذَ يقول بفزع : أنا آسف، أنا آسف !!، أرجوك !، فقط لا تمت !، إدغار !!
سأل إدغار بصعوبة من بينِ أنفاسه الثقيلة : علامَ تعتذر ؟، راين...
فسّر الآخر : لأنه.. لو أنني لم أستمر في المجيء إلى هُنا.. لما حدثَ أيٌ من هذا !
إدغار : إنهُ ليسَ... خطأكَ رايـ..ن، لكن رجاءً... سارا...
فهتفَ بهِ راين بفزع : ما الذي تقولهُ !، ماذا عنكَ !، يستحيلُ أن أترُككَ هكذا !
إدغار : استمع إلي أيها الأحمق !، أعضائي.. الداخلية... قد تضررت بالكامل... لَن أصمُدَ كثيرًا...
هتفَ راين بقلقٍ و رجاء : لن تعرف ما لم تحاول !
بصوتٍ حَملَ الكثير من الإرهاق و الأكثرَ من الحزن : راين... دعني أقم.. بدور الأخ الأكبر.. و لو لمرةٍ.. واحدة.. رجاء...
عضَ راين على شفتاهُ مُكتفيًا بالصمت، كانَ يدركُ تمامًا أنهُ إن حاولَ أن ينطقَ بحرفٍ واحدٍ الآن فهوَ سيبكي لا محالة، أنزلَ راين صديقهُ أرضًا برفقٍ و هدوء لينهض ببطء وخصلاتُ شعرهِ قد حجبت ملامحَ وجههِ بالكامل
همسَ إدغار : راين...
أجفلَ المعني بهدوء لينظر نحوهُ ليردفَ إدغار : إنهُ حقًا ليسَ خطأك...
سكتَ إدغار ليردفَ قائلًا : اعتني بها من أجلي.
ابتسمَ بوهنٍ في نهاية جملتهِ ليغمضَ عينيه بعدها منتظرًا نهايتهُ بهدوء، أما راين فقد بدأ في البكاء فعليًا منذُ جملة إنهُ ليسَ خطأك، أخذَ يُحدقُ بإدغار بصمت و قلة حيلة بينما دماء الأخير تتسللُ خارجَ جسدهِ إلى الأرض الباردة، عادَ يعضُ على شفتهِ بقوة فأغمضَ عينيه بقوة عاقدًا حاجبيه و التفتَ إلى الخلفِ سريعًا لينطلقَ إلى القرية يعدو سريعًا
أخذَ ينادي بينما يجري : سارا !، سارا !، أينَ أنتِ سارا !!
أتاهُ صوتها حينها تهتف : ران تشان !
توقفَ راين فجأة ليهتفَ بدورهِ بصوتٍ أعلى : سارا !، أينَ أنتِ !!
اقتربت منهُ و هوَ غيرُ قادرٍ على رؤية رأسها بسببِ الظلام كُلُ ما كان يدركهُ أنها تمشي بخطواتٍ متهاوية تمدّ يديها أمامَ جسدها و تلوحُ بهما في الهواء ببطء، اتضحت رؤيتهُ شيئًا فشيئًا ليقعَ بصرهُ على عيناها المغلقتان و الدماء تغطيهما بالكامل، أصابه صداعٌ حادٌ فجأة إثر صدمةِ رؤيته لها على هذهِ الحال و كيفَ سيخبرها أن والدهُ هوَ قاتلُ توأمها و نصفها الآخر، أخذَ يعضّ و يعضّ على شفتيه بقوةٍ حتى سالت الدماء منها و يقبضُ على كفهِ حتى سالت دماؤها هي الأخرى، حاولَ أخذَ خطوةٍ إلى الأمام فتوقفَ قبلَ أن يفعلها حتى
مدّ يدهُ نحوها و توقفَ في منتصفِ الطريق هامسًا بصوتٍ مرتجف : سا--
لتقاطعهُ بصوتٍ مهزوزٍ و هي على وشكِ البكاء : إنهُ مظلم.. لا أرى شيئًا !، عيناي تؤلماني !، ران تشان، أنا خائفة !.
سكتَ لتكملَ هي : دخلَ بعضُ الغرباء إلى منزلنا، كانَ بابا و ماما يصرخان ووكنتُ أسمعُ صوتَ تحطم و ارتطام، حاولتُ تفقد الأمر.. لكن شيئًا حارًا قد دخل إلى عيناي.. ثُمَ توقفت كُل الأصوات.. وولم أعد أرى شيئًا...
تقدمَ راين منها سريعًا يمسكُ بوجهها و يمسحُ عنهُ الدماء إذ بها دماءٌ منثورة و ليست بدمائها هي فارتخت ملامحهُ قليلًا همّ يودُ احتضانها لكنها تحولت إلى دخانٍ أسودٍ في اللحظة الأخيرة ثُم تلاشى المكان بدوره ليغرقَ راين الصغير في عتمةٍ دمساء تمامًا
صوتها تخللَ مسامعهُ لكن هذه المرة بنبرةٍ مرحة قائلة : أتذكرُ ذلكَ اليوم ؟، ران تشان... إنه يبعث على الحنين لا ؟
هتفَ بصوتٍ فزع : سارا !!
أخذَ يتلفتُ حولهُ إذ بنظره يقع على جسدِ إدغار المستلقي فوق الظلمة و الدماء تسيل منه بغزارة وجههُ الشاحب يقابله، فتحَ إدغار عينيه الميتتين فجأة ليقول : معكِ حق.. إنهُ اليوم الذي خُنتنا فيهِ.. راين.
التفتَ راين خلفهُ ليجدَ سارا أمامهُ، غرتها تغطي عينيها وبابتسامة تقول : هذا صحيح... لن أسامحكَ ران تشان... لن نسامحك
استيقظَ راين فزعًا يلهثُ بشدة و الدموعُ تملأ عينيه ليستوعبَ بعدَ فترة من السكون أنّ كُل ذلكَ ما كان سوى مجرد حلم، التف يستلقي على ظهرهِ و وضعَ ساعدهُ فوقَ عينيهِ بصمتٍ بعدَ أن هدأ قليلًا دونَ أن يعلمَ أن رفاقه مستيقظين في أسرتهم
أطلقَ راين آهً مثقلةً بالهموم ليهمسَ لنفسهِ : اسمحوا لي بالموت فقط...
سألت ميرا بقلق : ما الذي يدفعُك لإطلاق أمنيةٍ كهذه ؟
أبعدَ راين ساعدهُ عن عينيه ينظر إلى ميرا بصدمة ليقول : آسف، إنهُ لا شيء.. لَم أكن اعلمُ أنكِ لا تزالينَ مستيقظة، عودي إلى النوم ميرا...
لفّ جسدهُ إلى الجانب الآخر غيرَ تاركٍ لميرا أي مجال للرد عليه بينما فتحَ البقية أعينهم أخيرًا يحدقونَ في الفراغ بصدمة لما سمعوه منهُ توًا


- إكسينو. 07-09-2017 01:10 PM



الزهرة الرابعة و الأربعون : سرٌ، نَدَمٌ وَ نُبوءةٌ.
مضت التسع ساعات الراحة التي وعدتهم بِها كاترينا بالفعل و بدأوا بالاستعدادِ من أجلِ المغادرة، الجو كانَ ثقيلًا مشحونًا و متوترًا جدًا و إلى أبعد الحدود، و كيفَ لا وما سمعوهُ قبلَ قليلٍ قطعًا لم يكُن مزحة، أما راين فقد كانَ يتصرفُ بطبيعيةٍ تامةٍ بينما يوجهونَ لهُ نظراتٍ مسترقة بينَ حينٍ و آخر، وقفَ الجميعُ أمامَ البابِ استعدادًا للخروجِ فأغمضَ راين عينيه زافرًا
قال : إذًا ؟
أجفلَ الجميع ليشتتوا نظراتهم بين بعضهم أو حول المكان بقلق و ارتباك فوجهَ راين نظرةً مخيفة إلى ميرا
هَتَفت : أُقسمُ لكَ أنني لم أنطق بكلمة !
زفرَ راين مجددًا و أخذَ يربت على رأسها بسبابتهِ قائلًا بندم : آسف حسنًا ؟، أنا فقط متوترٌ قليلًا...
تقدمَ منهُ هاري بقلق قائلًا : عليكَ أن تقدمَ تفسيرًا !، لقد كُنتَ تتعرق و تتمتم و حتى تبكي !، أيحدثُ هذا كل ليلة ؟، ثُم ما الذي فعلتهُ في الماضي لتتأسف كُل ذلكَ الأسف بل و تتخذُ الموتَ أمنية ؟
قالَ ماركوس مرتبكًا و لأولِ مرة منذ وقتٍ طويل تختفي ابتسامته المرحة المعتادة : مـ مهلًا هاري.. لا تضغط عليهِ كثيرًا حسنًا ؟
نظرَ هاري إلى ماركوس قائلًا : بل يجبُ عليّ ذلكّ !، ماركوس أعرفُ أنكَ لطيف لكن تصرفكَ سيؤدي إلى نتائج عكسية !، عليهِ فقط أن يبوح لنا بكل شيء بدل كبته داخله هكذا !، نحنُ يمكننا التخفيفُ عنه بهذه الطريقة !
ماركوس : لكن !
عضّ راين على شفتهِ ليقولَ بصوتٍ خافت : انسوا ما رأيتموه و سمعتموه اليوم فقط.. رجاء...
وضعَ لوكي يدهُ على كتفِ راين قائلًا : راي تشي، لقد عشتُ لوقتٍ طويل و أنت تفهمُ ما أعنيه !، أخبرني، ربما أستطيع تفهم شعوركَ...
ابتسم راين ساخرًا و أبعدَ يدَ لوكي بهدوء قائلًا : ليسَ عليكَ ذلك !، أنتَ لا تود تجربة شعورٍ فضيع كهذا...
همست بياتريس تشبكُ ذراعيها إلى صدرها بقلق : راين...
التفتَ نحوها يُحدقُ بعينيها المرتجفتين بدهشة ليقولَ محدثًا ذاته : ليسَ أنتِ أيضًا... فقط أوقفي نظرات الشفقة تلك..
حاولت أن تهتفَ لكنها في النهاية قالت بصوتٍ خافت : أنا سأنتظرك !
اتسعت حدقتا عيناه لتهتفَ مردفة : لقد قلتَ سابقًا أنكَ ستخبرني في يومٍ ما !، و أنا أصدقك !، سانتظرك !، لذا احرص على اخباري حسنًا ؟، راين !
حَدثت نفسها قائلة : ما اريدهُ الان ليسَ الوصول إلى قرية الزهور لابصار ضوء الشمس، بل لفهمهِ أكثر !، لاعرفَ اي نوعٍ من الاهدافِ يدفعهُ ليكونَ مستميتًا للوصولِ إليها، لاكسبَ الحق في الوقوفِ بقربهِ واردَ لهُ شيئًا من جميلهِ في الوقوفِ معي على الرغم اننا كُنا غرباء تمامًا حتى قبلَ بعضة اشهر فقط
نظر إليها بدهشةٍ لوهلة ووفاهُ مفتوحٌ ليبدأ بالضحك بعدها حتى أمسكَ معدتهُ لشدتهِ تحتَ أنظار الجميع المذهولة ليبتسمَ في النهاية قائلًا
راين : أنتِ فعلًا مجردُ حمقاءٍ ألستِ ؟
تعجبت المعنية لتهتف باستنكار : ما- !، لماذا !!
أومأ نافيًا ثم قال : لا، لا شيء..
التف نحوَ البابِ معطيًا اياها ظهره و قالَ بينما يسحب المقبض : سأفعل... أعدكِ أنني سأفعل...
فُتحَ الباب على مصراعيه ليستقبلهُم صوتها قائلًا : لقد استغرقَ منكم وقتًا للخروج، لقد ظننتُ أنكم متم !
ابتسمَ راين قائلًا بنبرةٍ مستفزة : حتى معَ أنكِ تُراقبيننا ؟
قهقهت كاترينا بخفة لتقول : معكَ حَق !، لَقد نسيتُ الأمرَ تمامًا !، هلّا دخلنا في المهمِ إذًا ؟، طلبيَ سهلٌ جدًا، سأفتحُ بابًا متصلًا بجزيرةِ التنين، نيفي لافا، وزكلُ ما عليكم فعلهُ هوَ احضارُ أحدِ حراشف التنين الزرقاء إلي، هذا كُلّ شيء
ازدردَ راين و.لوكي ريقيهما هامسين : تـ تنين...
اعترضت روبي سائلة : مهلًا !، كيفَ لنا طلبُ شيئٍ مِن تنين ؟
ردت كاترينا بنبرة عابثة : لستُ أدري !، إنها مهمتكم لا مهمتي.
ظهرَ أمامهم فجأة بوابةٌ من التوباز السماوي أحاطَ بها اطارٌ من الفضة كمقابضها و نقشَ عليها تنين ملتفٌ حولَ نفسهِ بينَ الحفر والندبِ
قالت كاترينا بجدية : ما إن تعبروا هذا الباب ستعودُ قواكم السحرية للعملِ مجددًا دونَ مشاكِل... حظًا موفقًا إذًا.
مدّ لوكي يدهُ نحوَ مقبض البوابةِ ليسحبهُ نحوه بهدوءٍ فوجدوا نفسهم فجأة على حافةِ الجزيرة العائمة التي رأوها قبلَ دخولهم الشجرة ووالرياحُ تعصفُ بِهم بشدة، كانت الأرض بيضاءَ إسفنجية غطى الثلجُ كُلَ إنشٍ منها و الأشجار زرقاء كرستالية متجمدة تمامًا، يسارهم نهرٌ أزرقُ متوهج يتصاعدُ منهُ بخارًا إذ مر من خلالهِ شيئٌ أصبحَ أنصافًا عدة، ووبالنسبة لبياتريس ففجأة شعرت بصاعقة تمر داخل رأسها لتضغط عليهِ بقوةٍ بينَ يديها تضغطُ على أسنانها و تجثو على ركبتيها تحاولُ كبتَ أنينها من الألم
سألَ لوكي قلقًا : ما الأمر بيارين ؟
التفتَ إليها البقية بصمت و القلق يفيض من عينيهم دون أن يتلقوا أي إجابة و فقط سيطرَ الفزعُ على محياها كمن أبصرَ شبحًا على حينِ غرة، أما هيَ فقد كانت تنبثقُ إلى رأسها صورًا عدةً و ما كانت سوى روبي التي تبكي بحرقة بينما تعانقُ جسدَ أحدهم، هاري الذي يرفعُ رأسهُ إلى الأعلى و الدموع تسيلُ من عينيه، جوليا تستلقي على الأرض ووالدماء تفيض خارج جسدها، لوكي يحتدم في قتالٍ معَ شابٍ ذو شعرٍ رمادي، ماركوس بالكادِ يقفُ على قدميهِ و الدماء تسيلُ من فمهِ و رأسه و أخيرًا راين يحترقُ بنيرانٍ بيضاء حينها فقط ازداد إرتجافها ووفزعها لتتشبثَ بقميص لوكي فقد رأت نفسها تأخذُ بيدِ غريبٍ أبيضَ الشعر أحمرَ العينين
هتفت بياتريس بفزع : لاويجب علينا الذهاب !، أمور فظيعة ستحدث !!
لوكي : إهدأي بيارين !، إهدأي و أخبرينا ما الأمر حسنًا ؟
أومأت بياتريس ببطء بينما لم تكُفَ عن الارتجاف
قالت بفزع : لا أعلم.. فجأة، أخذت بعض الصور تتدفقُ إلى عقلي، الجميعُ كانَ مُصابًا... روبي تشان و هاري سان كانا يبكيان، جوليا و ماركوس سان على شفير الموت، لوكي يُقاتلُ شابًا رماديَ الشعر، من ثم... راين...
دمعت عيناها لتكمل : يحترقُ بنارٍ بيضاء...
سادَ الصمتُ المكان لا أحدَ يعرفُ ماذا يقول أو من أينَ يبدأ ليضعَ راين يدهُ فوقَ أذنهِ بعد أن اخترقها أزيزٌ عالٍ فالتفت ت إليهِ بياتريس فزعة ليهتفَ هوَ
راين : مهلـ !، لا تصرخي في رأسي هكذا فجأة !
و من فورهِ لاحظَ نظرات البقية القلقة لهُ فاستعادَ هدوءه قائلًا : بياتريس، الرياح تودّ الحديثَ معكِ...


- إكسينو. 07-09-2017 01:10 PM



الزهرة الخامسة و الأربعون : العَرافة.
سألت بياتريس بتعجب : مـ معي ؟
مد لها يده و أومأ بالإيجاب لتأخذَ بها دون تردد فنظرَ راين إلى البقية قائلًا : لوكي و ميرا وحشان سحريان لذا لا أستطيعُ نقلَ صوت الرياح لكما، كما أن نقلهُ لخمسة أشخاص أمر صعب ووسيتسببُ في جعليَ عديمَ الفائدةِ لبقية اليوم لذا...
أومأ لهُ الجميعُ بجدية لتقولَ روبي : احرصا على إخبارنا بما تقولهُ لاحقًا..
أومأ كل من بياتريس و راين إيجابًا ليغمضا عينيهما معًا وويبدأ الاولُ بتمتمه بعض الكلمات فتوهجِ بالأزرق السماوي لينتقلُ ضوءه إلى الأخيرة فيفصلُ وعيهما عن العالم الخارجيِ جزئيًا
قالَ راين : يُفترضُ بكما سماعُ بعضكما الآن، بياتريس، فيينتو ساما..
قالتَ الرياح بنبرة متململة : أعرفُ ذلكَ أيها الطفل.. إذًا، لندخل في المهم على الفور...
هتفت : بياتريس !
أجفلت المعنية لهتهفَ بدورها : أ أجل !
سألت : أمتأكدة أن هذا هو كُل ما رأيتهِ ؟
لمع داخل ذاكرة بياتريس المشهد حيثُ تشبثت بيد الغريب أبيض الشعر فقالت بتردد : أ أجل...
تنهدت الرياح قائلة : و أنا التي اعتقدتُ أنني أفكرُ بشكلٍ مفرط..من كانَ ليتصورَ أنني سألتقي بكِ مرة اخرى..
سألت بياتريس باستغراب : عفوًا ؟
فردت الرياح : لا، لا شيء.. على كُلِ حال.. ما رأيته لم يكن الماضي بكل تأكيد.. لذا هوَ و من دون أدنى شكٍ المستقبل..
ازدردت بياتريس ريقها لتقول : ا.. المستقـ.. ـبل ؟
الرياح : أخبرتكما ألم أفعل ؟، إن تمكنتِ من الموازنة بينَ سحريكِ المتناقضين ستتمكنينَ مِن الدمج بينهما أو حتى رؤية المستقبل.. و لنكونَ أكثرَ دقة فأنتِ عرافة.. يُمكِنُكِ رؤية الماضي و المستقبل على حد سواء، و سبب استيقاظ قُدرتُكِ كمشعوذة هوَ على الأغلب ايجادكِ لهدفٍ داخلَ الشجرة العظيمة..
بياتريس : هدف.. هاه
الرياح : لا بدَ أنكِ تمنيتِ شيئًا بشدة أكثرَ من رؤية ضوء الشمس هناكَ ألم تفعلي ؟
ردت بياتريس بعفوية تامة : اه، هذا كانَ أنني أردتُ البقاء إلى الأبد مع را--
أردف ت بتوتر : أ.. أ.. أ أ، الجميع !، أجل أجل !، الجميع !!
قالت الرياح بنبرة مستفزة : هوه هوه، إنها تقولُ أنها تُريدُ البقاءَ قربكَ إلى الأبد راين !، ربما لستَ مجردَ طفلٍ أحمق في النهاية ~
هَتفَ بها راين بتوتر بينما بقيت بياتريس صامتة : توقفِ عن ذلك أيتها الرياحُ ذات التفكير القذر !، أهذا كُلُ ما يشغلُ بالكِ ؟!!
قهقهت الرياح قائلة : أجل أجل ~
ثم عاودت الضحك مجددًا بشكلٍ صاخب لتقولَ بياتريس بارتباكٍ ووخجل : أنتِ حقًا مخطئة !، أ.. أنا فقط.. الجميع لطفاء لذا أودّ البقاء برفقتهم دومًا !، ا ا الأمرُ ليسَ ووكأنني أ.. أ..
سألت الرياح على حينِ غرة : تحبينه ؟
انفجرت بياتريس تمامًا لتهمسَ بارتباك : كُنتُ سأقول ليسَ وكأنني أعتبرهُ استثناء..
- عودة إلى الواقع -
اكتست الحمرة وجهيهما تمامًا ليبتعدا عن بعضهما سريعًا فأمست بياتريس تمسكُ برأسها بكلتا يديها و تدورُ حولَ نفسها بينما تهمسُ مرارًا و تكرارًا : إنهُ ليسَ كذلكَ !، إنهُ ليسَ كذلكَ !، إنهُ ليسَ كذلكَ !، إنهُ ليسَ كذلكَ !، إنهُ ليسَ كذلكَ !، إنهُ ليسَ كذلكَ
أخذت تكررها مرارًا وتكرارًا حتى جلست القرفصاء و هي لا تزال تقومُ بذلكَ بينما اكتفى راين بالعضِ على شفتيهِ محاولًا منعَ نفسهِ من الابتسام بينما يضعُ يدهُ أمامَ شفتيهِ دونَ قولِ أي كلمة بينما يحدقُ بهم البقية بتعجبٍ شديد
قالت روبي بترددٍ واضح ونبرتها تخبو تدريجيًا : إ إذًا ؟، ما الذ~ي..
تجاهلها راين تمامًا ملتفتًا إلى بياتريس ليهتفَ بها : فقط ما الذي كُنتِ تفكرينَ بهِ بحقّ الجحيم !!!
أمسكَ برأسهِ ليقولَ بشيء من الهدوء و الانفعال رأسي على وشكِ أن ينفجر..
دمعت عينا بياتريس لتلتفتَ نحوهُ قائلة : و ما ذنبي إن كانت سيدتُك تقول أمورًا كهذه !
تنهدّ راين بقلة حيلة ليقول : هذا يكفي.. أعلمُ ما الذي تحاولين قوله.. فقط انسي ما حدث..
فأكملت روبي جملتها أخيرا : حدث ؟...
التفتَ نحوها الاثنان بوجوهٍ شاحبةوفتخطاها راين بخطواتٍ متثاقلة متوجهًا للجلوسٍ تحتَ شجرة
همس: آسف.. فقط دعوني أرتح قليلًا...
أسندَ يدهُ إلى الأرضِ المغطاةِ بالثلجِ و أسندَ ظهرهُ إلى الشجرة لينهضَ من فوره هاتفًا : بارد !!!
حاولَ النظرَ إلى ظهرهِ إذ بمعطفهِ قد تجمدَ بالفعلِ حيثُ اتكأ
تمتمَ راين متذمرًا : هذا المكانُ ليسَ بعاديٍ بدوره أهو ؟
فتذمرَ لوكي : أجل، فهو من صُنعِ تنينٍ بعدَ كُلِ شيء، إذًا ؟، ما الذي قالتهُ الرياح ؟
ارتبكَ راين وقد احمرّ وجههُ قليلًا ليقول : على ما يبدو فهي نبوءة..
ازدردَ كُلٌ من روبي و ماركوس ريقهما لتقولَ جوليا بتردد : نـ نبوءة؟
أومأت بياتريس : أجل.. مع أن ما رأيتهُ كانَ مجرد صورٍ لا غير...
هاري : مهلًا مهلًا !، دعيني أستوعب، إذًا ما رأيتهِ هوَ المستقبل ؟
أومأت بياتريس لتقول : و هو تحديدًا ما سيحدثُ اليوم...
لوكي : لكن أليسَ غريبًا كونكِ رأيتِ ما حدثَ لنا جميعا وولم تري نفسكِ ؟
همست بياتريس : لقد رأيتُ نفسي كذلكَ..
نظرَ إليها الجميع بتركيز لتنظرَ إلى راين بدورها قائلة : رجلٌ بشعرٍ أبيضَ ووعينان حمراوتان مدّ يدهُ إليّ وكُنتُ على وشكِ الأخذِ بها.. لقد كانَ يُشبهكَ راين..
اتسعت حدقتا عيني راين و بدأ بالاضطراب ليهتفَ بها : بياتريس!، أعدك !، سأحمي الجميع !، سأحميكِ !، سأحمي نفسي !، لكن فقط مهما حدثَ لا تأخذي بيدهِ أرجوكِ !
طرفت بياتريس بعينيها بضع مرة لتسأل : ماذا ؟
أمسكَ بمعصميها و جثا على ركبتيهِ مطأطئًا رأسهُ إلى الأرضِ لتحجبَ غرته عيناه البنفسجيتان فهمسَ : ذلكَ هوَ الشخصُ الوحيد.. الذي لا يجبُ على أحدٍ مِنكم التورط معهُ.. رجاء...
بدأ بالارتجافِ فجأة و أخذَ يشدّ قبضتهُ على معصميها لتسأل : ر.. راين ؟
راين : أرجوكم.. سافعلُ أيّ شيء.. لا تتركوني كما فعلَ البقية...


القطة الثاقبة 07-10-2017 08:00 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسفه تأخرت في الرد على البارتات
حسناً سوف نبدأ في البارتات السابقة جميعها رائعة جداً ولكن
البارت الأخير محمس للغاية بدأت تتضح الأمور وأيضا
بياتريس رأت المستقبل والشخص الذي مد يده ل بياتريس أظن أنه والد راين أو أخو راين
انا متحمسة لتكملة ياي8
ننتظرك في البارت القادم
بالتوفيقق1

- إكسينو. 07-10-2017 02:42 PM



الزهرة السادسة و الأربعون : عَقدٌ.
أمسكَ بمعصميها و جثا على ركبتيهِ مطأطئًا رأسهُ إلى الأرضِ لتحجبَ غرته عيناه البنفسجيتان فهمسَ : ذلكَ هوَ الشخصُ الوحيد.. الذي لا يجبُ على أحدٍ مِنكم التورط معهُ.. رجاء...
بدأ بالارتجافِ فجأة و أخذَ يشدّ قبضتهُ على معصميها لتسأل : ر.. راين ؟
راين : أرجوكم.. سافعلُ أيّ شيء.. لا تتركوني كما فعلَ البقية...
قال أليكسي محدثًا ذاتهُ و الحزنُ يهيمنُ على نبرته : ماتشان، كما توقعت، إعادة أخاكِ إلى المنزل لن تكون أبدًا بالفكرةِ السديدة... على الأقل ما دامَ والدُكِ هُناك...
اكتفت روزماري بالصمت كإجابةٍ بينما قالت بياتريس بارتباكٍ تحاولُ تهدئة من امامها : لـ لقد فهمت حسنًا ؟، أعدُكَ أنني لن أفعل، لـ لذا اهدأ حسنًا ؟
أومأ لها بالإيجابِ مرتجفًا دونَ أن يقولَ كلمةً واحدة
سألت روزماري : هيي، آلي تشان...
همهمَ اليكسي مستفسرًا لتردفَ هيَ : أتعتقدُ أنّ أبي سيأتي إلى هُنا حقًا ؟، أم أن من رأتهُ بياتريس تشان هو...
أليكسي : أجل، على الأرجح أن من رأتهُ بياتريس في النبوءة هوَ من تفكرين فيه، ما تشان...
أخذَ راين نفسًا عميقًا زافرًا إياهُ ببطء شديد لينهضَ من على الأرض الباردة دون رفعِ قدمهِ عن الأرض و فقط مشى بهدوء ليتعمقَ في الغابة أكثر
سألَ هاري محدثًا من حولهُ : أتظنونَ أن للأمرِ علاقةٌ بكوابيسهِ تلك ؟
فرد ماركوس بشرود يحدقُ بأثرِ راين : سيكونُ غريبًا إن لم يكن كذلكَ..
سألت بياتريس : أتساءلُ ما الذي حدثَ معهُ في الماضي
أطلقت جوليا تنهيدة لتليها قولًا : أيا كانَ ما حدثَ، فهوَ ليسَ بالأمر الجيد أبدًا..
فوافقتها روبي : معكِ حق...
قالَ لوكي : فلنتبعهُ ميرا.. و أنتم أيضًا الحقوا بنا سريعًا...
تلفتَ لوكي حولهُ مستغربًا فسأل : ميرا ؟
أما حيثُ راين، فقد كانَ يمشي بلا وعي، خطواتهُ مترنحة، وجههُ شاحب، عيناه ميتتان انعدمَ فيها كُل أثرٍ لذلكَ البريق الحاد المعتاد، عقلهُ مشوشٌ بالكاملِ لا يرى أمامهُ سوى الذكريات الفظيعة لتلكَ الليلة و الذكريات السعيدة التي سبقتها بأيام قليلةٍ
هُناكَ حيثُ سمعَ صوتًا مألوفًا لهُ يقول : إن تابعتَ السيرَ بإهمالٍ هكذا فسينتهي بكَ الأمر ضائعًا... راين
عادَ إليهِ شيءٌ من بريقِ عينيهِ عندما أجفلَ بهدوءٍ ليلتفت خلفه قائلًا : ميرا..
بقيا يحدقان ببعضهما للحظاتٍ دونَ حراكٍ ليكسر الصمتُ قولهُ : آسف، سببتُ فوضى لا داعيَ لها...
تنهدت بقلة حيلةٍ ثُمَ عقدت ذراعيها قائلة : أنتَ حقًا شخصٌ ميؤوس منه !
سكتت قليلًا لتردف : لقد تسكعتُ حولَكَ لعدةِ ساعاتٍ فقط و مع هذا يمكنني الجزم بذلك !
راين : ايه ؟
ابتسمت ثُم قالت : أنا لستُ ببشرية لذا يُمكنك الحديث معي بشأنهِ قليلًا...
أجابَ بهدوء : آسف، لا يمكنني ذلكَ.. هؤلاء الأشخاص خطرون بما يكفي ليمسحونا من على وجه العالم بكل بساطة...
سألت : إذًا لِمَ لَم يقوموا بذلكَ معكَ ؟
فسّر : هذا لأنني مختلف.. لستُ أعني القوة.. علاقتنا معقدةٌ بما يكفي لتمنعهم عن ذلك ربما..
تنهدّ مبتسمًا ليردفَ بنبرةٍ ساخرة : في الواقع حتى أنا لستُ متأكدًا لِمَ لا أزالُ على قيد الحياة.. لكنهم بالفعلِ يودونَ أسري حاليًا...
همهمت ميرا لتقولَ بعفوية بعدَ تفكيرٍ قصير : كما توقعت، أنا لستُ مهتمةً بهذا !، لا أزالُ اودُ أن اعرف
قهقه راين قليلًا ليقول : ما كان هذا ؟
ابتسمت و حلقت لتقفَ أمامهُ قائلة : إنهُ كما سمعت
نظرَ بعيدًا عنها : إنهُ مؤلم عند الحديث بشأنه
زفرت بنفاذِ صبر لتتمتم متذمرة بينما تقلبُ عينيها : انتَ و أعذاركَ التي لا تنتهي..
نظرت إليه قائلة : إذًا فلنشكل عقدًا !
استغربَ قولها : عقد ؟، معي أنا ؟
أومأت قائلة : أجل، عقد، و معكَ أنت !
ابتسمَ ساخرًا ليلوحَ بيده في الهواء نافيًا : لا لا لا لا، هذا غير ممكن أبدًا !، أعني نحنُ سنكونُ متصلان عاطفيًا بشكلٍ جزئي !، سيكونُ مزعجًا لكلينا بكل تأكيد !
قالت : لا تقرر عني !
عضّ على شفتيه قائلًا : لستُ أعترض.. لكن.. أستشكلين عقدًا معي حتى لو كُنت... #####
اتسعت عينيها بصدمة لتُتَمتم بخفوتٍ شديد : لهذا كاترينا ساما قالت...
أردفَ راين : أما تزالين ستقومين بالأمر ؟
ابتسمت ميرا بلطف لتقول : سأفعل !، لأنهُ كان حُبًا من أولِ نظرة كما تعلم...
فتحَ فاهُ متعجبًا لتردفَ هي : عندما رأيتكَ لأولِ مرة قُلتُ في نفسي يجبُ أن يكونَ هذا الشخصُ متعاقدي.. كما تعلم، نحنُ الجنيات أو ما تبقى منا نبحثُ عن متعاقدين بصفاتٍ مميزة.
سأل : و ماهي هذهِ الصفات المميزة بالنسبة لكِ ميرا ؟
وضعت سبابتها على شفتيها لتقول : لنرى، أردتُ وسيمًا بشعرٍ اسود، ذا شخصية قوية و طاقة سحرية عالية و تنبعثُ منهُ هالةٌ قيادية.. و بصراحة كُنتُ أودّ لو كانَ بشريًا طبيعيًا لكنكَ عوضتَ عن ذلكَ
سأل مجددًا : كيف ؟
أجابت : كيفَ أصفُ الأمر يا ترى، أنتَ على العكس من ماركوس الذي يبدو لطيفًا لكن هالتهُ مخيفةٌ بطريقة ما.. أما أنتَ فمعَ أنكَ فظ إلا أنكَ دافئ !، كما أن هالتكَ ليست قيادية فحسب إنما هيَ ملكية بطريقة ما..
قهقه راين ساخرًا دونَ أن يتركَ الحزن عينيه ليقول : لا أعلمُ أيجدر بي أن أكون غاضبًا كونكِ نعتني بالفظ أم سعيدًا لوصفيَ بالدافئ
سكتَ ليبسط كفهُ فتحطُ ميرا عليه
قالَ مع ابتسامة دافئة زينت شفتيه : شكرًا لكِ ميرا.. سأشكلُ عقدًا معكِ بكلِ سرور
انتفضت المعنية بسعادة لتهتف : أحقًا ستفعل !!
أومأ بالإيجاب ثم أردف : لكن قد تكونينَ أقوى مني، و بما أنكِ سترتبطينَ بي كسيد لكِ ستنخفضُ قوتكِ السحرية لتوازي قوتي حينها..
أجابت : لا بأس !، لا أهتمُ حقًا، كما أنكَ إن كُنتَ أقوى مني سترتفعُ قوتي السحرية كما ستنخفضُ إن لم تكن كذلك !
ابتسمَ لها قائلًا : إذًا، سأبدأ...
أومأت لهُ إيجابًا ليجرحَ كلاهما كفهُ و يغمضُ عينيه سامحًا لدمه بالاختلاط مع دمِ الآخر فبدأ راين يتمتم تعويذةً ما كنوعٍ من الطقوس فتوهجَ ضوءٌ قفا كفهِ و على كتفها ليخبو فيتمركزُ مكانهُ وشمٌ لنجمةٍ خماسية مجنحةٍ نصفها الأيسرُ عندَ راين و الأيمنُ عندَ ميرا التي ما إن إنتهت الطقوس ذرفت عيناها بضعَ دمعةٍ لتهمسَ بضعف : فظيع...


- إكسينو. 07-10-2017 02:43 PM



الزهرة السابعة و الأربعون : صَوتٌ.
ما إن تلا راين تعويذتهُ حتى توهجت نويلي بشكلٍ مضاعف ليخبو وهجها من الأعلى إلى الأسفلِ منتقلًا إلى راحة كفّ راين فيظهرُ مكانهُ وشمٌ قفا كفهِ الأيسر لنصفِ نجمةٍ خماسية بجناحٍ ميسرتها و كذلكَ الأمرُ عندَ كتفِ ميرا الأيمن غيرَ أن الجناحَ كان ميمنة النصف الأيمن للنجمة، مرت بضعُ صورةٍ داخلَ رأسها و كذلكَ هوَ، ذرفت الأولى بضعَ دمعةٍ من عينيها بصمتٍ و فاها مفتوحٌ يعجزُ عن الاطباق
همست بإنكسارٍ اخيرًا : فظيع..
إبتسمَ لها راين بلطفٍ ليقول : تمتلكينَ عائلة لطيفة حقًا..
أومأت برأسها مهمهمة إيجابًا لتقولَ : و أنتَ تملكُ ماضٍ فظيع.. لا ألومكَ كونكَ ميؤوسًا منه..
قام يشدّ خدها الصغير قائلًا بنبرة ساخرة مبتذلة : لستُ ميؤوسًا منه !
أغلقت عينيها الدامعة ألمًا لتقول : آشفة آشفة !، رقد فهمثُ رِذا يُمكِنُكَ تركي..
ابتسمَ برضا ليتركها قائلًا : لنعد إلى حيثُ الجميع..
ردت بينما تفركُ خدها المحمر : أجل..
التفتَ راين خلفهُ إذ به يقولُ بهدوء متعجبًا : لوكي..
قالت ميرا متفاجئة : هـ هذا هوَ لوكي !، لـ لم أكن اتوقعُ أن تكونَ هيأتهُ الحقيقية هي سنجاب فضي !
رفعَ لوكي كف يدهُ ملوحًا في الهواء : يا ~ ، ما الذي تفعلانه ؟
راين : أنتَ فعلًا تعرفُ متى تظهرُ كسنجابٍ و متى لا تفعل ألستَ ؟
ضحكَ لوكي بفخرٍ ليظهرَ من خلفهُ البقية فكادت بياتريس أن تسألَ راين المرتبكِ عن حالهُ لولا تحليق ميرا المفاجئ نحوهم لتستعرضَ عليهم الوشمَ على كتفها وتتحدثُ بعلوٍ ووحماس
ميرا : انظروا انظروا !، لَقد حصلتُ على متعاقدٍ لتويَ فقط !
قالَ هاري متفاجئًا : وشمُ متعاقد.. أتعاقدتِ مع القائد توًا فقط ؟
ضربت قلبها بقبضتها فخرًا لتقول : أجل !
أليكسي : أنا متفاجئ حقًا من قدرتها على إقناعِ ذلكَ العنيد !
ردت روزماري بغضبٍ مكبوت : أتريد الموت آلي تشان ؟
قالَ سريعًا : آسف !
سألَ لوكي بمرح : إذًا ؟، كيفَ هوَ شعورُ كونكِ متعاقدة ؟
أجابتهُ دونَ تردد : فظيع للغاية !، مشاعرُ هذا الشخص تتخبط باستمرار !
هتفَ بها راين : مهلًا !، انـ--
قاطعتهُ قائلة : لكن فعلًا !، إنهُ متواضعٌ جدًا ، قوته السحرية كبيرة إلى حدٍ مخيف !، أشعر أني ابتلعتُ عشرات الأضعافِ من قوتي السحرية مرة واحدة فجأة !
لوكي : حسنًا، نحنُ نتحدثُ عن شخصٍ دفعَ بنيزكٍ ما بعيدًا ~
أدركت ميرا فجأة لتقول بهدوء : مهلًا.. أنا أشعرُ بشيءٍ غريبٍ في قلبي..
التفتت إلى راين لتردفَ بمكر : إذًا أنتَ من النوع الذي يخجلُ عندَ الامتداحِ هاه ~
هتفَ بها راين بإنزعاجٍ متلعثمًا : لستُ كذلكَ !
ثُم تمتمَ بصوتٍ مسموعٍ متذمرًا : جميعكم متملقون تشتمون ثم تمدحون ثم تعودون للشتم !
أثناء ذلكَ كانت بياتريس تقهقه محاولةً كتم ضحكتها لكنها أفلتتها فقط عندما سمعت جملة راين الأخيرة
قالت من بين ضحكاتها : آ.. آسفة.. الأمر فقط.. أعلمُ أنّ راين شخصٌ غريبٌ فعلًا، لكن بالتفكير بأنهُ يخجلُ من الامتداحِ فقط.... هذا سيء.. لا أستطيعُ التوقف !
شعرَ راين حينها بقلبهِ يحلقُ فجأة لكنهُ ادعى الغضب ليهتف : حمقاء !، اخبر--
سكتَ فجأة ليقول بجدية : علينا الإسراع.. هُناكَ حضورٌ غريبٌ يثقلُ الجو
وافقهُ لوكي من فورهِ قائلًا : لقد شعرت بهِ بدوري.. يالهُ من تعطشٍ مخيف للدم...
تحركَ الجميع بعدَ أن اتفقوا على التوجهِ إلى البركانِ الذي يتوسطُ الجزيرة علّهُ يكونُ عرينَ التنين، ما إن بدأوا التحرك و بعد مدة قصيرة من ذلكَ تخللَ مسامع روبي صوتٌ مألوفٌ ينادي باسمها.. التفتت إلى الخلفِ تتحققُ بعينيها بهدوء لبضعِ ثانية لكن دونَ أن تلمحَ أو تسمعَ شيئًا، أقنعت نفسها أن كُل ما سمعتهُ ما هو إلا محضُ وهمٍ من نسجِ خيالها لتسارعَ في اللحاق بالبقية و كُلٌ لا يفكرُ سوى بنبوءة بياتريس. وما ستؤول إليه المؤولة بعدها
سألَ ماركوس بقلق طفيف : ما الأمر ؟، روبي تشان..
هَزت روبي رأسها نافية لتقول : لا، لا شيء...
" روبي : و هكذا، نحنُ واصلنا السير نحو عرين التنين، نخالُ إدراكنا لمستقبلنا المعتم، لكننا لم نكن ندركُ منهُ شيئًا، عالقون في الماضي، خائفونَ من المستقبل.. الندم ؛ الخوف ؛ الحزن ؛ الشوق ؛ الحيرة ؛ التردد.. بتلكَ امتزجت مشاعرنا.. ذلكَ كانَ حينَ أدركنا.. و تشابكت الأقدار.. ليتشوهَ كُلُ شيءٍ في لحظة..."
نادى ذلكَ الصوتُ باسمها مجددًا لتلتفتَ روبي إلى الخلفِ ببطء فعادَ ذلك الصوت معاتبًا : أحقًا نسيتِ بشأني ؟، روبي..
و لحظةَ وقعت عيناها عليه، قلبها كما لو أنهُ سقط في هاوية، تفرقت شفتاها و الكلمات لا تخرج، ووفقط تحت تأثير الصدمة تنظر إليهِ هوَ الذي جعلَ صدرها يحترق.


- إكسينو. 07-10-2017 02:44 PM



الزهرة الثامنة و الأربعون : لَمّ شملٍ.
قال : أحقًا نسيتِ بشأني ؟، روبي..
و لحظةَ وقعت عيناها عليه، قلبها كما لو أنهُ سقط في هاوية، تفرقت شفتاها ووالكلمات لا تخرج، و فقط تحت تأثير الصدمة تنظر إليهِ هوَ الذي جعلَ صدرها يحترق.
نطقت بصعوبة : أخي هايدن..
التفت البقية بدورهم و لم تكن ردة فعلهم أقلَ شأنًا، بالأخصِ هاري و ماركوس، كَيفَ لا و من يرونه أمامهم لطالما كانَ الأخَ الأكبر و العائلة الوحيدة لديهم، أغرقت عينا روبي بالدموع و أقفلت على فاها بكلتا كفيها ليبتسمَ هوَ لها بلطفٍ و هدوء
هايدن : لقد اشتقتُ لكم حقًا، جميعًا..
قالَ هاري بهدوءٍ ودهشة : هاي ني..
ليتبعهُ ماركوس بنفسِ النبرة : هاي تشان..
التفتَ هايدن إلى الكهف المؤدي إلى قعر البركان حيثُ راين الذي كان يضعُ قدمًا في الأرض و الأخرى فوقَ صخرةٍ مرتفعة تؤدي إليها فقد كانَ سيصعدُ لولا ظهورِ الأول المفاجئ
سألَ هايدن بهدوءٍ و الابتسامة لم تفارق وجههُ : أ أنتم متوجهونَ إلى عرين التنين ؟
في تلكَ اللحظة ذرفت روبي دموعها بالفعل حينَ لم تتمكن من حبسها أكثر فقال بصوتٍ مرتجفٍ شابهُ شيءٌ من الارتفاع : أخي هايدن...
انفعلَ ماركوس في نبرته القلقة قليلًا ليسأل مستنكرًا : كَيف ؟، يُفترضُ أنكَ مِتَ في ذلكَ اليوم... قُل لي أنها كانت مزحة و سأحطمُ رأسكَ !
التفتَ هايدن إلى ماركوس ليجيب مبتسمًا : هيَ لم تكن مزحة، حتى أنا بنفسي ظننتُ أنني ميت، مار..
فهتفَ ماركوس بشيٍ من العلو : إذًا كيف !
نظرَ هايدن إلى راين سائلًا : أأنتَ المدعوُ راين ؟
هَمهَمَ راين بالإيجابِ ليجيبَ بعفوية : أجل...
هايدن : فهمت...
و في جزءٍ من الثانية اختفى ليظهرَ أمامَ راين تمامًا، اما الأخيرُ فلم يُدرك شيئًا إلا متأخرًا فإذ بها رفسةٌ من المفترضِ أن تستهدفَ معدتهُ إلا أنّ جسدهُ تحركَ لا إراديًا لتشكلَ يداهُ درعًا يصدها، اندفعَ راين عدةَ أمتارٍ إلى الخلف ليرتطمَ بجدار البركانِ مخترقًا إياهُ إلى الداخلِ مرتطمًا بمقابلهِ على الجانبِ الآخر، انتفضَ جسدهُ حينَ لامسَ الجدران الداخلية للبركان و احتدت عيناهُ تبرقانِ ألمًا، شعرَ بظهره انشطرَ إلى أعلى و أسفل و بسائلٍ حارٍ يتجمعُ جوفهُ متصاعدًا خروجًا من فمهِ بكمياتٍ كبيرة بينما ينظرُ الجميعُ لهُ متجمدينَ أماكنهم يحاولونَ استيعابَ ما حدثَ توًا
صرخت ميرا بفزع : راين !!!
فأيقظت صرختها كلٌ من بياتريس جوليا وزلوكي الذي كانَ قد اتخذَ شكلًا بشريًا مسبقًا، هرعَ الثلاثة صوبَ راين و كان الأخيرُ يحاولُ جهدهُ للحركةٍ دونَ فائدةٍ فالألمُ قد نالَ منهُ تمامًا و لو كانَ شخصًا عاديًا لماتَ فورَ تلقيهِ الضربة فما بالكَ بالارتطام بجدارينِ متتاليين بتلكَ السرعة العالية، أما روبي، هاري و ماركوس فقد تجمدوا يحدقونَ بمكان وقوفِ هايدن قبلَ لحظاتٍ قبلَ اندفاعه إلى حيثُ يقفُ راين
جفت دموعُ الأولى لتهمسَ مستنكرة : لما.. ذا ؟
التفتت و هاري و ماركوس نحوَ هايدن الذي يقفُ هناكَ بهدوءٍ مشهرًا عن سيفهِ الكبير متوسط الطول
قالَ بهدوء : إذًا فكُل شيءٍ صحيح.. لا بأس، روبي، هاري، مار... أخوكم الأكبر سيتولى الأمر...
فورَ إنهائه لسطره دخلَ جوفَ البركان مستعملًا الثقب الذي أحدثهُ جسدُ راين عندَ ارتطامه بجدارهِ، خطا خطواتٍ هادئةٍ و مسعاهُ هوَ الأخير الذي تساعدهُ بياتريس و جوليا على النهوضِ
سألَ بهدوءٍ غلفتهُ السخرية : هَل حددتَ أمنيتكَ الأخيرة ؟
ابتسمَ راين ساخرًا ليقولَ بصوتٍ شبه مبحوحٍ مرتجف : عندما تسائلتُ أينَ و من نطقَ هذهِ الجملةَ قبلكَ.. أنتَ حقًا تلميذه.
هتفَ هايدن في وجهِ الأولِ غاضبًا : لا تجرؤ الحديث عن الزعيم حتى !!!
اندفعَ هايدن نحوَ راين مجددًا بسرعتهِ الخارقة ليتداركَ لوكي الأمرَ بالكادِ مكونًا جدارًا من الجليدِ بينهم و بينَ الاول الذي و بشكلٍ واضح لم يعد يفكرُ بأي شيءٍ سوى تقطيعِ الجاثي أمامهُ إربًا، لكن و فجأة عانقتهُ روبي من الخلفِ مرتجفة ليتوقفَ هو الآخر عن الحركة فنطقَ بهدوءٍ بارد
هايدن : أفلتيني، روبي.
شعرَ برأسها المدفونِ في ظهرهِ يتمايلُ يمينًا و شمالًا ترفضُ ما أمرها بهِ دونَ أن تنطقَ حرفًا
صرخَ بها بينما حاولَ تحريرَ نفسهِ منها بقوة : لقد قلتُ لكِ أن تفلتيني روبي !
شددت على عناقها لهُ بقوةٍ لتصرخَ بدورها : لا أريد !!
ثمَ أردفت بصوتٍ هادئٍ تلبسهُ الخوفُ و القلق : لأنكَ تتصرفُ بغرابة !، اشرح لنا على الأقل...
أخذَ ينظرُ حولهُ لتقعَ عينيهِ على كُلٍ من هاري و ماركوس اللذان ينظرانِ إليهِ بانكسار، لكنَ أحدهما و لسببٍ لم يستطع تفسيرهُ كانَ ينظرُ إليهِ بغضبٍ متأججٍ كذلكَ
سألَ هايدن : تطالبونني تفسيرًا ؟
أردفَ بصوتٍ حادٍ عالٍ أقربَ منهُ إلى الصراخ : حسنًا !، سأفسرُ لكم !
سكتَ ثُمّ أردفَ بالنبرةِ ذاتها : هذا الشخصُ يخدعكم جميعًا !، ليسَ سوى قاتل !، لقد دفعَ الزعيم ليقومَ بأمورٍ لم يكن يرغبُ بالقيامِ بها !، هوَ فقط جزءٌ من نيغرو فينوس بل و أحد أهم الأشخاص فيها !، لَقد أراكم وهمًا حيثُ كُنتُ ميتًا و تظاهرَ بالحزنِ ليتمكن من كسب ثقتكم !
سكتَ يلهثُ قليلًا ثُمَ أكملَ بهدوءٍ و سخرية : أوتعلمون ماذا ؟، حتى أنهُ خانَ النيغرو فينوس ليتمكن من الوصولِ إلى قرية الزهورِ و يكسبَ القوة اللازمة ليزعمهم !، تسببَ بإبادةِ قريةٍ بأكملها عندما كانَ طفلًا !، خانَ صديقا طفولتهِ متسببًا في مقتليهما !، أتصدقونَ شخصًا كهذا !
بقيَ الجميعُ ساكنًا دونَ أي حركةٍ و الصمتُ سيدُ الموقفِ، توجهت أنظارُ كُلٍ من بياتريس ووجوليا نحوَ راين الذي بقيَ يُحدقُ بعيونٍ متسعة، وجهٍ شاحب ووفاهٍ مفغورٍ إثرَ الصدمة و ميرا لَم تكُن أفضلَ حالًا ليتبعهما ماركوس محدقًا براين الذي بدا و كأنهُ تذكرَ كُلّ ما ودّ نسيانهُ يومًا في لحظةٍ واحدةٍ فجأة ليستشيط هوَ غضبًا بدورهِ


القطة الثاقبة 07-11-2017 10:49 AM

رائع واصل
ننتظرك في البارت القادم
بالتوفيق

بطلة من مكان آخر 07-15-2017 11:19 AM

حجز

يوليوس XIV 07-23-2017 08:27 PM

السلام عليكم اخي
الرواية رائعة ارجو منك فقط ان تطيل البارت قليلا
تقبل مروري البسيط
في امان الله

X 07-29-2017 02:58 PM




السلام عليكم
كيف الأحوال
إن شاء الله بخير على هذا الغياب
أعرف أعرف جميع الكتاب تصير عندهم ظروف تخليهم يتوقفوا عند اكثر المواقف حماس

اتمنى انه عندك ظروف بسيطة فعلا
وما تترك الرواية

قرأت 7 بارتات بيوم واحد وكتبت رد طويل
هذا من ثلاث اسابيع
بس طـ طفي الجهاز الي هلئ يمكن اكثره
كل ما بتذكر بيغلي دمي

المهم هذا مو موضوعنا
الرواية تتميز مع الفصول
راين شخصية ررررراااائعة ويذكرني بكاكيرو من انمي اورنج
هذان الاثنين الي لهم شخصية جادة وباردة ونزلت دموعهم لكونهم نادمين على موت شخص ويتهمون نفسهم بالسبب ويريدون الموت
لسا كاكيرو الانمي بيحكي عن كونه رح ينتحر

راين ارادته قوية
واضح صح
كتابتك رائعة لدرجة اني اشبهها بأنمي حاليا هو في المركز الاول عندي <<<هلئ خلصت الحلقة الاخيرة لاني “)

نسيت المواقف الي اعجبتني واقتبستها بالرد الي طار
من كثر ما عصبت ما عدته ولازم اعتزر على ذلك

نسيت اسمه ماركوس لا لا
شو كان هذا الي اعتقد انه اليكسي

الي تعلق مرتين وقت كانو بالشجرة
هذا شخصية رااااائعة من كل النواحي

جوليا مدري روبي كثير بخربط بينهم

الكيميائية جوليا اظن
نسيت اذا هي نفسها اخته للي نسيت اسمه اجا فضح راين

القصة الي قالها اظن فيها زيادات راين مو بهذه النذالة
وهي التنكربيل نسيت اسمها يمكن لورا
شافت كل ماضيه
ما ابدت كونها شافت شي من هذا الي قاله

ابوه هو ابوها لروزماري الي هي اخته
الكس هو ماركوس اذا ما كان الاسم خطاء

هاري شخصيته بدت اوضح من قبل شخص هادئ ولطيف

بياترس او بيارين لاني احبها
بنت مذهلة حبيتها كثير
بكل الانمياتذوالروايات الانمي تكون البطلة بالغلب طفولية وبايخة وجريئة باوقات وتعاملةالفتيان بوحشية كساكورا
بس بيارين من الشخصيات النادرة

كل يوم بدخل بتأكد اذا البارت نزل فقط اتمنى انه ينزل في القريب ^^

الاحداث رائعة دمجت بين السعادة والصداقة الحزن والالم والاكشن

رواية رائعة بحق في كل النقاط السرد وكل شي اخر

اسفة لهذا الرد البسيط لي مدة قارءة البارت وما قدرت اقتبس شي حاليا
مع اني اقتبست كثير في الرد الي طار

جانا :55:

- إكسينو. 08-13-2017 10:06 PM



الزهرة التاسعة و الأربعون : دَوافِعٌ دونَ إثباتٍ.
" راين : بقيتُ أُحدقُ بهِ بدهشةٍ عارمةٍ دونَ أن أقوى على نطق كلمةٍ واحدة... لا أدري أ أردُ على اتهاماتهِ التي لا أساسَ لها أم أقومُ و ألكمهُ ليعودَ إلى رشدهِ فقط... فكرتُ بذلكَ حقًا لوهلةٍ لكن تبخرت كل أفكاري عندما استطرقَ للحديثِ عن القرية، أليسَ هذا ما حدثَ في الماضي ؟، كيفَ استطاعَ أن يعلمَ بأمرٍ كهذا بحقِ خالقِ السماء !!، إنهُ محقٌ بشانِ كُلّ كلمةٍ قالها، لقد كُنتُ السببَ في مقتلهم و تدمير سعادتهم... أنا خُنتُ سارا و إدغار... إذًا ألديّ الحقُ في الاعتراض حقًا ؟!، من أنا و بأي حقٍ أفعلُ ذلكَ ؟، حدقتُ بهِ قليلًا بعدما أنهى كلامهُ و باقي الوقتُ كُنتُ أُحدقُ بالفراغ.. آه.. أنا أتذكرُ كُلّ ما رغبتُ بنسيانهِ.. القرية المحترقة حتى الفحام، وجهُ إدغار الشاحب الذي يطلبُ مني إنقاذَ شقيقته التوأم، عجزي عن إنقاذها، فشلي بمحاولةِ اللحاق بهما، و استيقاظي في عالم البشر...آه.. أتمنى لو أموتُ فقط..."
صرخت ميرا بهايدن و صوتها عكسَ كل الغضب الذي تتأججه :بأي حقٍ تتكلمُ و كأنكَ تعرفُ عنهُ كُلّ شيء !، راين قد--
قاطعها صوتُ راين الهادئ المغلف بالحدة : اخرسي ميرا...
التفتت نحوهُ و الصدمة قد غزت تقاطيع وجهها غزوًا، يجثو على ركبتيه غرتهُ تغطي تعابيره بالكامل، هيَ كانت تشعرُ بقلبها يتمزقُ لأشلاء و يداسُ ببرودٍ و قسوة، لكن ما كانت تلكَ سوى مشاعر سيدها في هذهِ اللحظة.
أردفَ بصوتٍ هادئ يعجزُ الجميع عن تفسيره : ما قالهُ صحيح، أنا كُنت السبب في احراق تلكَ القرية، و مقتل سارا و إدغار... لولايَ لما حدثَ مازحدث..
ضحكَ هايدن ضحكةً قصيرة قائلًا : لقد اعترف !، أرأيتم !
أكملَ راين بنفس النبرة : لكن.. أنا قطعًا لم و لن أكونَ واحدًا من هؤلاء الحثالة الذين يطلقون على أنفسهم نيغرو فينوس !، كوني قاتلًا و خائنًا شيء، و كونيَ منهم شيءٌ آخر !
هتفت روبي فجأة : يستحيلُ على راين أن يكونَ شخصًا كهذا !
عندَئذ قامت بياتريس فجأة بصفعِ راين بقوة و الدموعُ قد تجمعت في عينيها
هتفت بصوتٍ مرتجفٍ و هي على وشكِ البكاء : توقف عن كونكَ أحمق !
اتسعت حدقتا عينا راين ليسكن دونَ حراكٍ و لم يشعر إلا بقلبهِ قد حلقَ بعيدًا إثر الصدمة
انهمرت دموعها على الأرض لتردفَ بهدوء : إن لم تكن قد غرزتَ وتدًا في قلبيهما عن عمدٍ فعندَئذ أنتَ لم تفعل شيئًا لأحد... توقف عن لومِ نفسكَ !، إنهُ مؤلم للغاية !
سكتت لتشهقَ ثمَ تردف مجددًا : لأنني حينئذٍ.. سأكونُ مَن قتلَ لينا !
أخذَ راين نفسًا عميقًا بارتجافٍ حينها ليحدثَ نفسهُ قائلًا : تبًا !... إنها فعلًا تشعرني بأنني أرغب في البكاء !
خيمَ هدوءٌ قاتلٌ على المكانِ للحظة ليسخرَ هايدن قائلًا : أأنهيتم مسرحيتكم الدرامية الرديئة ؟
التفتَ الجميعُ نحوهُ فيقولَ بهدوء : روبي...
سكتَ لتجفلَ هيَ فأردف : إن كنتِ لن تقفي في صفي يا أختي... فأنا مضطرٌ للتعاملِ معكِ بشكلٍ مختلف...
هتفَ فجأة : لو !
ظهرَ ثلاثةُ أشخاصٍ غطيت كاملَ أجسادهم و رؤوسهم بمعطفٍ أسودَ من العدمِ ليأمر هايدن : قيد ثلاثتهم.. ما أعتمدُ عليكَ في عرقلةِ فضي الشعر.. و لا تتدخل بيني و بين المدعو براين !
أومأ الذي يقفُ في المنتصفِ بالإيجاب ليقولَ بصوتٍ أقربَ إلى الهتافِ متعمدًا إسماع صوتهِ لأحدهم أو ربما اثنين : أمرك، هايدن ساما
ازدردَ راين ريقه بصعوبةٍ متسائلًا أينَ سمعَ ذلكَ الصوت من قبل بينما تمتمَ صاحبهُ بضع كلمةٍ لتصبحَ الأرض سائلةً تزحفُ على أجساد روبي، هاري و ماركوس ثم تعودُ للتحجرِ مجددًا، اندفعَ هايدن بسرعة عالية نحوَ جدار لوكي الجليدي ليهشمهُ بضربة واحدة من سيفه الفائض بالمانا
قالَ بهدوءٍ مرعب : سحر التعزيز، بروموفير براثوس
*تعزيز الاسلحة
نادى ماركوس غاضبًا : مهلا هاي تشان !، ما معنى هذا !، أنى لأحدِ أفراد الزهرة السوداء مناداتكَ سيدي !
أجابهُ هايدن بنبرةٍ بانَ عليها الألم : هُم أنقذوني من الموت، عقدتُ اتفاقًا معهم.. أساعدهم على أسرِ هذا الحثالة و يساعدونني على استعادتكم...
هتفَ ماركوس : هاي تشان !، من يتمُ خداعهُ هوَ أنت !، راين لَن يقومَ بشيءٍ كهذا أبدًا !
صرخَ بهِ هايدن : ما الذي يجعلكَ واثقًا هكذا ؟!!
ظهرَ أمامهُ فجأة موجهًا لهُ لكمة اخترقت الحجارةٍ حولهُ لتستهدفَ معدتهُ هامسًا : أحتاجُ منكَ أن تهدأ قليلًا...
تشوشت رؤية ماركوس الذي تقيء لعابهُ لقوةِ اللكمة و أخذَ يحدقُ بهيأة هايدن المبتعدة، راين غير قادر على النهوض، لوكي اشتبكَ بالفعلِ مع أحدِ أصحاب المعطف الأسود و ميرا المثل
صرخت روزماري هاتفة : آلي تشان افعل شيئًا !
قالَ بصوتٍ هيمنَ عليه العجز : آسف، ماتشان.. أنا فعلًا لا يمكنني القيامُ بشيء.. ليسَ بهذهِ الحالة على الأقل...
اقتربَ هايدن من راين لتحاولَ بياتريس منعهُ فإذ بها تجدُ نفسها قد التصقت بأقربِ جدارٍ ليرتدّ جسدُها مطلقةً أنينًا عاليًا، أشهرَ هايدن سيفهُ أمامَ راين العاجز عن الحراكِ و إذ بسيلٍ من الدماءِ يلوثُ وجهَ الأولِ بالأحمرِ القاني...


- إكسينو. 08-13-2017 10:07 PM



الزهرة الخمسون : أَخَوان.
اقتربَ هايدن من راين لتحاولَ بياتريس منعهُ فإذ بها تجدُ نفسها قد التصقت بأقربِ جدارٍ ليرتدّ جسدُها مطلقة أنينًا عاليًا، أشهرَ هايدن سيفهُ أمامَ راين العاجز عن الحراكِ و إذ بسيلٍ من الدماءِ يلوثُ وجهَ الأولِ بالأحمرِ القاني... تعابيرُ الدهشةِ هيمنت على وجهِ المهاجم بقوةٍ بينما أغمضت روبي عينيها محاولةً تفادي رؤية ما يحصل أما ماركوس و هاري فلم يستطيعا منعَ حدقتاهما من الاتساع و فاهاهما من الانفغارِ هولًا لما يريانه أمامهما !، جوليا تقفُ بينَ راين و هايدن و قد صُبغت ملابسها أحمرًا، هوت إلى الأرضِ خائرة القوى ليلتقطها راين مصدومًا و جسدهُ يرتجفُ أكثر ممايفعلُ جسدها حتى
طأطأ راين رأسهُ محدثًا ذاته : آه، إنهُ يحدث مجددًا، يموتون أمامي.. و أعجز عن حمايتهم...
أجفلَ ماركوس فقط حينَ تذكرَ شيئًا في غاية الأهمية لينظر نحو هاري بقلقٍ شديد خوفًا من ردة فعله
همست جوليا لمن يمسكُ جسدها : نحنُ متعادلان أخيرًا... لا أدين لكَ بشيء، و لا تدين لي بشيء.. راي.
فتحت روبي عيناها على صوتِ هاري الذي قامَ يصرخُ باسمِ جوليا مرارًا و تكرارًا لتصدمَ بهولِ ما ترى، و ما زادَ الطين بلة سوى شحوبُ بشرةِ هاري لتصبحَ بيضاء تمامًا، شعرهُ صُبغَ بالأسودِ إبتدائًا من جذورهِ و حتى أطرافهِ أما عيناهُ فقد تحولَ لونهما العسلي الدافئ إلى آخر رمادي بارد، و بقوته الجسدية فقط حطمَ طبقات الحجارة التي كانت تلتفُ حولَ جسدهِ متجهًا نحو هايدن بخطى هادئة تبعث شعورً كما الهدوء ما قبل العاصفة
تمتمَ ببرود : لادرون ماجيكو
* سحر السارق
و في لمح البصر اختفى السيف بين يدي هايدن يصبحَ في يدِ هاري بالمقابل، نظرَ هايدن نحوهُ ببرودٍ قاتلٍ
سألَ : ماذا تفعل هاري ؟، أتغضبُ إلى هذا الحدِ إن مسها مكروه...
اخذَ خصمُ ميرا نظرة خاطفة لما يحدثُ مع هايدن لتتشبثَ بهِ أسواط نباتية من صنع الأخيرة و تتجهُ كتلة منها نحوه في محاولة لاختراقه، ابتسمَ مستهزئًا ليهمس : كانسيلاسيون
*إلغاء
تلاشى سحرُ ميرًا فجأة لتتسعَ ابتسامته فقال : بييدرا إسكلافو
*عبد الحجارة
كتلٌ من الصخورِ طارت نحوَ ميرا لتسحقها تمامًا فتسقطُ بلا وعيٍ هي الأخرى، و على الجانب الآخر فقط حينَ كانَ كل من هاري و هايدن على وشكِ التصادم
قالَ ماركوس بقلقٍ امتزجَ بالغضب : روبي.. فقط حطمي هذا الشيء بطريقة أو بأخرى لأحطم رأسيهما و أعيدهما إلى رشديهما بلكمة !
تجمعت الدموعُ في عيني روبي لكن و دونَ ان تترك لها الفرصة في الانهمار همست
روبي : نيغرو ويذو : أكتيفار
*الارملة السوداء **تفعيل
هجمَ خصمُ ميرا على هاري قبلَ أن ينقض على هايدن كاشفًا عن وجهه الشاحب، عيناه الحمراوتان و شعرهُ الفضي الكثيف، اشتبكَ الاثنان جسديًا بشكلٍ متساوٍ مما دفعَ راين ليحدقَ بهاري بصدمة لم تقلَ عن الصدمة التي اعترتهُ فقط حينَ لمحَ لونَ عيني فضي الشعر و آلاف الأفكار تجولُ رأسه أما روبي و ماركوس فقط أحاطت بهما خيوط العنكبوت بكميات مهولة و هي تحطمُ كُل ما تقتربُ منه فتحولت أكوام الحجارة التي تحيط بهما إلى غبار
همسَ ماركوس : اعتمدُ عليكِ في اعادةِ هاري إلى رشده
في تلكَ الأثناءِ كانَ لوكي يضعُ خصمهُ في موقفٍ حرجٍ بالفعلِ فمعَ أنّ سحرهُ يرتدّ إليهِ لسببٍ ما إلا أنه متفوق من ناحية القوة الجسدية غيرَ أنّ لحظةَ شللٍ مجهولة السبب أودت بهِ إلى هاوية الخسارة غارقًا في ظلمةٍ من اللاوعي، غابت شمسُ الغسقِ ليخيمَ الليلُ أخيرًا، وذلكَ كانَ حينَ فتحت بياتريس عينيها ، جوليا بينَ يدي راين و الدماءُ تملأها، لوكي ممددٌ على الأرض الباردة، هاري كشخصٍ..
لا، هاري شخصٌ مختلفٌ تمامًا، يقاتلُ بدموية شديدة و يبدو عليه الاستمتاعُ على غير عادتهِ اللطيفة الهادئة و المسالمة المعتادة، و روبي تقفُ محدقة بالفراغِ بينما يهتفُ ماركوس بأحد أصحاب المعطف الأسود ليبتعدَ كما لو كانَ ليسَ هوَ غايته، و فعلًا تنحى صاحب المعطف الأسود متجهًا نحوَ بياتريس لتحاولَ ميرا النهوض أخيرًا لكن دونَ جدوى
مدت يدها في الهواء بصعوبة لتهمسَ بعناد : و كأنني سأسمحُ لكَ بالاقترابِ منها !
ساقُ زهرةٍ شائكةٍ دونَ زهرتهِ توجهَ نحو صاحبِ المعطف الأسودِ ذاكَ ليمزقَ معطفهُ أشلاءً كاشفًا عن شكلهِ، شعرٌ أبيض، عينان حمراوتان، كنبوءة بياتريس تمامًا، وقفَ خصمُ لوكي بعيدًا يحدقُ بمجريات الأحداثِ دونَ تدخلٍ و كأنهُ يستمتعُ بالفوضى أمامهُ بينما حاولت بياتريس التراجعَ إلى الخلف لكن إلى أينَ و ما خلفها سوى جدارٍ يمتدُ آلاف الأمتار، أمسكَ معصمها بعنفٍ و سحبها نحوهُ فمن متكأة على الجدار إلى جاثية على ركبتيها أمامهُ و بالطبعِ أطلقت صرخة خفيفة لتجذبَ اهتمامَ راين نحوها و من فورهِ اتسعت عيناهُ غيرَ مصدقٍ لما تريانهما
همسَ بهدوءٍ دونما وعي : لوكا..
صرّ أحدهم على أسنانهِ هامسًا : كما توقعت.. من ظهر في نبوءة بياتريس لم يكن عمي إنما لوكا !
صدمة شدت انتباه كُلَ من كانَ يحتفظُ بوعيهِ و حينَ مقارنته بنبوءة بياتريس تكونت لديهم فكرة عن أن هذا الشخص هوَ من كانَ يرهب راين غيرَ مدركينَ أن الواقعَ عكسُ ذلكَ تمامًا، التفتَ لوكا نحوَ راين لتتسع حدقتا عيني الأخير فقط حينَ رأى ذلكَ اللون الأحمر يصبغُ عيني من أمامهُ
قالَ لوكا مستفزًا : لقد مرّ وقتٌ طويلٌ حقًا.. أخي الأكبر الأحمق... لا أصدقُ أنكَ تصنعُ وجهًا كهذا من أجلِ مجردِ بشريٍ تافه... سيخيب- لا، لا بدّ أن أملَ روزماري قد خابَ بكَ بالفعل...
هتف راين بدهشة ممزوجة بالقلق : أنتَ !، ما الذي جرى لعينيك !!
فردّ الآخر ساخرًا : اووه !، لَم يخبركَ أحدٌ بالامرِ صحيح ؟، لا بدّ و أنكَ ظننتَ أن من رأتهُ تلكَ الطفلة في نبوئتها هوَ أبي ألم تفعل ؟.. ما رأيك ؟، هكذا يجب أن يكونَ لونُ عيني الشياطين أليس كذلكَ ؟
صاحَ بهِ راين مهتاجًا : لا تعبث معي !، أنى لكَ الشرب من دماء البشر !!
تجمدت روبي و بياتريس مكانيهما حينَ سمعتا هذا الكلام و تشتتَ تفكيرُ هاري و ماركوس تمامًا عما حولهما، كيف لا و ما يتحدثُ عنهُ قائدهم ليس سوى كلام عن أب، أخ، شياطين و دماء البشر، في تلك اللحظات القليلة كل ما شغلَ بالهم هوَ كيفَ لهذه الأمور أن تتصلَ ببعضها و من يكونُ ذلك الشخص الذي وثقوا به حقًا، و ليزدادَ الطين بلة تشوشت رؤية راين تمامًا فجأة و أمسى رأسه يطنُ بجنونٍ ليمسكَ بهِ ويضغطَ عليه بقوةٍ
في تلكَ الأثناء كانَ ماركوس قد لكمَ هايدن فعليًا كما قالَ تمامًا فهتف بغضب : استمع إليّ قليلًا أيها الأحمق المتهور حسنًا ؟!!
بقي هايدن يحدقُ بالفراغ مصدومًا بما حدثَ قبلَ قليلٍ ليردفَ الأول بنبرةٍ مغمومة : كيفَ لهُ بحقِ السماء أن يوهمنا بشيءٍ و أنا من قامَ بدفنِ جثتكَ بنفسي !، أي وهمٍ يستطيعُ القيامَ بذلك !
عقد لسان هايدن تمامًا ليأخذَ ماركوس نفسًا عميقًا استعدادًا للحديث مطولًا فقالَ بنبرةٍ شابها القليل من العلو : إليكَ ما حدث أيها العنيد الأحمق !، استيقظتُ لأجدَ نفسي في غابةٍ معتمةٍ معكَ وحدنا !، و بالمناسبة فأنتَ كُنتَ تحتضر بالفعل حينها !، لقد أوصيتني بروبي و هاري أثناء غيابك !، و.. حسنًا.. هذا محرج لكنني بكيت حقًا عندها..
أخفضَ نبرتهُ بشدةٍ حينَ قالَ آخر جملة ليعود إلى السابقةٍ مستكملًا : أنتَ متّ دونَ شكٍ بينَ يدي هاتين.. حينَ إجتمعتُ مع روبي كانَ هاري يحتضر بالفعل تمامًا مثلك، و احزر ماذا ؟، راين هوَ الشخص الذي أنقذَ حياته !، حينَ رأتكَ روبي بتلكَ الحال... أخذت تبكي و تنحب أكثرَ من يومِ انتشلها ذلكَ الوغد من قريتها المحترقة !، كما أنّ من تناديهِ بزعيمكَ هوَ الشخص الذي حاولَ قتلنا حرفيًا !
سكتَ ماركوس يلهثُ تعبًا تاركًا هايدن ينظر إليه بصدمة غير مصدقٍ لما سمعه، و كأن كُل ذلكَ لم يكن كافيًا فإذ بهم يسمعونَ حديثَ كُلٍ من راين و لوكا ليتملكَ الأول صداعٌ حاد فجأة و بلا سبب
لوكا : إذًا، هَل أعجبكَ سحري ؟، أخي الأكبر... أنا استطيعُ عرقلة وظائف الجسم كذلك !
رفعَ راين نظره نحو المتحدث ينظر إليه بحدة و تساؤل فقالَ مجددًا : كما أنني لن تحتاجكَ بعد الآن
أردفَ ساخرًا : هايدن ساما !
أكملَ بجدية : ريغلاس دي اينتيروبتوريس : كونسيلاسيون
*كاسر القواعد **إلغاء
في تلكَ اللحظة تدفقت صورٌ عدة داخلَ رأسِ هايدن الذي باتَ يصرخُ ألمًا ممسكًا برأسهِ جاثيًا على ركبتيهِ فإذ بماركوس يهتفُ بلوكا بغضبٍ عارم : أنتَ !، ماذا فعلتَ لهُ !
أجابهُ لوكا بعفوية : اوه، كُلُ ما فعلتهُ كانَ وضعهُ في حالةٍ من الموت الكاذب باستخدامِ سحري العزيز كاسر القواعد و من ثم العبث بذكرياتهِ قليلًا... لكن لاداعي للقلق !، هو يستعيدها حاليًا.
التفتَ نحوَ بياتريس ليستكمل قائلًا : لا أنصحكَ بالسير على خُطا أخي و التعلق بالبشر كثيرًا يا... حسنًا أنتَ تعرفُ نفسكَ...
مدّ يدهُ نحوَ بياتريس موجهًا حديثهُ نحوها : و الآن، كلافيَ، أتعرفين ما الذي يجري حولكِ ؟، أحدُ أصدقائكِ على شفير الموت، ثلاثة محطمون نفسيًا، جنية تحتضر، واحد فقد عقله و وحش سحري مصيره بيدي كما أن رأس أخي الأكبر على وشكِ الانفجارِ في أي لحظة.. أنهي معاناتهم و تعالي معي...
اتسعت حدقتا عينيها لتمدّ يدها نحوهُ بترددٍ شديد و تأخذَ نظرة أخيرة إلى وجوهِ من حولها.


- إكسينو. 08-13-2017 10:08 PM



الزهرة الحادية و الخمسون : فريغوس.
هاري أسودُ الشعر يشتبكُ مع فضي الشعر مستعملًا سيفَ هايدن الذي انتشلهُ منهُ توّا و الآخرُ قد أخرجَ سيفهُ النحيلُ من غمدهِ أخيرًا، حركاتهم كانت بالفعلِ سريعة و قوية فلا يُلمحُ منها سوى الشرار و لا يسمعُ سوى صليل السيوف
قالَ فضي الشعر : سريعٌ جدًا بالنسبة لمجردِ بشري.
ابتسامة عريضة شقت طريقها إلى شفتي هاري ليكشر عن أسنانهِ رافعًا سرعتهُ إلى أقصاها مما صدمَ خصمهُ كثيرًا مجبرًا إياهُ على التراجعِ مع جرحٍ عميق ينزف بغزارة
لاحظَ الشخص الذي كانَ يقاتلُ لوكي توًا مايحدثُ لرفيقه فضي الشعر
أزالَ قبعةَ معطفهِ عن رأسهِ ليبرزَ شعرهُ الذهبي تمامًا كعينه اليسرى أما اليمنى فقد صبغت بنفسجيًا فريدًا فقالَ ساخرًا : أتودُ بعض المساعدةِ سيلفر ؟
كشرَ المدعو سيلفر عن أسنانهِ بضحكة خبيثة امتلأت بالمتعة و الإثارة هاتفًا : إن تدخلتَ سأفصلُ رأسكَ عن جسدكَ زاك !، لقد بدأت أتحمس حقًا !
رفعَ زاك يديهِ في الهواء مستسلمًا فأجاب : اووه ارحمني !، لا تلمني إن أصبحتَ أشلاءً.. مع أني متأكدٌ أنكَ ستحبُ كونكَ كذلك على أي حال...
عاودَ سيلفر الاشتباكَ بهاري و قد تناسيا كونهما ساحران ليركزان على القوة الجسدية فقط، فسيلفر شخصية محبة للدموية و العنف و هاري الحالي لا يبدو مختلفًا عن خصمه أبدًا، كلاهما أصابَ الآخر بجروحٍ مميتة، و كلاهما جسداهما يشفيان بسرعةٍ خارقة نسبةً إلى البشر، وجهَ هاري ركلةً إلى سيلفر جاعلة الأخيرَ يسقط أرضًا فإذ بالأول يغرسُ يمينهُ في صدرِ الأخير رافعًا إياهُ في الهواء ليرميهُ بقوةٍ على زاك فيقعُ الاثنانِ أرضًا، أخذَ هاري يزمجرُ بكلماتٍ غير مفهومةٍ لتقترب منهُ روبي تمسكُ بإحدى وجنتيه
همست بهدوء : لا بأس عليكَ هاري.. اهدأ.. نحنُ ما نزالُ هُنا...
خبت زمجرتهُ تدريجيًا ليرجعَ شعرهُ إلى لونهِ البني و عيناهُ إلى لونهما العسلي المعتاد، كما و اكتسبت بشرتهُ سمرتها مجددًا ليترنحَ فيجثو خائر القوى يحدقُ في الفراغ فتركعُ روبي بدورها إلى مستواه تربت على شعره و الصمت سيد الموقف، كسرَ ذلك الهدوء المخيم بينهما صوتُ صرخاتِ هايدن يتملك الخوفُ قلبيهما منتشلًا إياهما من كُلِ فكرةٍ غيرَ الاطمئنانِ عليه فهرع الاثنانِ نحوهُ و ماركوس
هتفَ الأخير بلوكًا بغضبٍ عارم : أنتَ !، ما الذي فعلتهُ له !
أجابهُ لوكا بعفوية : اوه، كُلّ ما فعلتهُ كانَ وضعهُ في حالةٍ من الموت الكاذب باستخدامِ سحري العزيز كاسر القواعد و من ثم العبث بذكرياتهِ قليلًا... لكن لا داعي للقلق !، هو يستعيدها حاليًا.
التفتَ نحوَ بياتريس و مدّ يدهُ إليها قائلًا : و الآن.. تعالي معي... كلافيَ
اتسعت حدقتا عينيها لتمدّ يدها نحوهُ بترددٍ شديد و تأخذَ نظرة أخيرة إلى وجوهِ من حولها فاحتدت نظراتها لتصفعَ يدهُ بقوة
بقيَ لوكا يحدقُ بها بذهولٍ و صدمة لتهتفَ هيَ قائلة : راين !، تمالك نفسكَ رجاءً !، أنا لَن آخذ بيدهِ كما وعدتك !، لكن.. على هذه الحال فإنّ الجميع سيموت !، أرجوك.. أنقذنا..
صوتُ بياتريس اعادَ راين إلى الواقع فاخذ الاخير ينظر حوله، كانَ الوضعُ كما النبوءة تمامًا، جوليا ممددة على الارضِ تنزف، روبي تحتضن جسدَ هايدن باكيةٍ بحرقة، ماركوس مصابٌ بشدة وهاري يرفعُ راسهُ عاليًا علَ دموعهُ تتوقفُ عن الانهمار، بياتريس اوشكت تاخذُ بيدِ لوكا.. لكن الاهم، هوَ انهُ لم يحترق بنارِ التنين البيضاء بعد.
هتفَ راين فجأة : اي فريغوس يا تنين الجليد العظيم !، إبتغيتكَ في شيءٍ فدع قدمكَ تطأ هذه الارض التي شيدتها بنفسكَ !
إستغربَ راين محدثًا ذاته : هذا غريب... لما عسايَ اعرفُ إسمض ذلك التنين وانا لم ارى واحدًا قبلًا...
هلعَ لوكا إثر تصرفِ راين المرتجل فاخذَ يشدُ شعرها بقوةٍ رافعًا اياها عن الارض يجبرها على الوقوف محاولًا الانسحاب لكن الرياحَ الباردة قد عصفت بقعرِ البركان بالفعلِ ليرفرفَ تنينٌ هائل الحجم خلفَ راين الذي تحامل على نفسه وبالكادِ وقفَ، حطَ التنين خلفهُ محيطًا كل المخارجِ باجنحتهَ العملاقة، زفرَ في وجهش لوكا ليتجمدَ الهواءُ بنفسهِ فإذ به جدارٌ من الجليد الرقيق يحولُ بين بياتريس ولوكا، ومع إن سمكهُ لم يتجاوز شعرةٍ حتى إلا ان الاخيرض عجز عن تدميره بالسحر او بدونه
قالَ التنين : حظرتي تدعى فريغوس، الوالي على تنانين الشمال يومَ كانَ ملكنا دراكوريجيس حاكمًا، افتحُ آذانيَ مصغيًا لجلالتكَ.
حدثَ راين نفسهُ مجددًا : لماذا ياترى.. اشعرُ انَ هُناكَ ما هوَ ناقص ؟
هتفَ راين : مبتغايَ منكَ بسيط، أن تنفيَ الشياطين الثلاثة خارج الجزيرة، ان ترسلَ رفاقيَ إلى الشجرة العظيمة، وان تسلمني احدَ حراشفكَ الزرقاء.
قالَ محدثًا ذاته : لما... يناديني بجلالتكَ ؟.
فريغوس : سمعًا وطاعة !، لذا وبينما انا كذلكَ، إسمح لي بعلاجِ جراحِ جلالتكَ.
حدثَ راين ذاته بينما يومئ إيجابًا : لما.. اتصرفُ وكانهُ تحتَ إمرتي...
فرضَ فريغوس جناحيهِ مجددًا متسببًا بتيارات هوائية عاتية فنظرَ راين إلى رفاقه قائلًا : سالحق بكم فورًا.. اعتني بالجميع من اجلي... ليكس.
إتسعت حدقتا عيني ماركوس وادمعتا حتى أُغرقتا بدموعهِ تمامًا مقاومًا بشدةٍ لاجلِ كبحها عن الانهمار، عقدَ حاجبيه متمالكًا نفسهُ فأومأ بالايجابِ، وفي اللحظة ذاتها إرتفعت اجساد لوكا، زاك وسيلفر عن الارضِ لتندفعَ إلى جزيرة عائمة بعيدة كما وصفها فريغوس والجليد اخذَ يزحفُ حاملًا بياتريس والبقية نحوَ الباب الذي جائوا منه إلى الجزيرة، إلتهبَ جسدُ راين شلةً بيضاء كما نبوئتها تمامًا فأدمعت عيناها تنظرُ إليه بقلق
إبتسمَ مطمئنًا اياها : لابأس بياتريس، إنه يقومُ بعلاجِ جراحي..
مدت بياتريس يدها إلى راين بغيةَ التشبثِ بهِ غيرَ ان المسافة بالفعلِ لعبت دورها في حجب هيأة الاخير عن الاولى والعكس


- إكسينو. 08-13-2017 10:08 PM



الزهرة الثانية والخمسون : جوليا وَ كاترينا.
داخل الشجرة العظيمة.
فُتحت البوابة التوبازية سماوية اللون تتوهجُ نورًا امتزجَ بينَ لونها و الأبيض لينبثقَ الثمانيةُ من خلالها مصحوبينَ بأكوامٍ من الجليد
استقبلهم صوتُ كاترينا قائلة : لقد تأخرتم في العودةِ حقًا ألم تفعلوا ؟، إذًا ؟، أينَ حرشفتي ؟
دققت النظر إلى حالهم لتنتفضَ واقفةً من على كرسيها تهتفُ بقلق : ما الذي حدثَ معكم بحقِ خالق السماء !
هتفَ ماركوس يلهثُ و القلقُ يكتسي نبرتهُ مترجيًا : رجاءً !، أنقذي جوليا و ميرا على الأقل !
ثوانٍ احتكرها الصمتُ و هيمن عليها التوتر حتى همست كاترينا أخيرًا : لا أستطيع...
و معَ أنّ نبرتها كانت بالفعلِ مغمومة إلا أن ذلكَ لم يمنع ماركوس من الهتافِ مستنكرًا : ما الذي تعنينهُ بلا أستطيع ؟
تحولت نبرتهُ إلى الغضب مستكملًا : إنهما تموتان !
أجابت كاترينا دونَ تغييرِ نبرتها : لقد وضعت قاعدة... إن لم تستطيعوا جلبَ حرشفة التنين لا أنا أستطيع الخروج إلى القاعة الإمبراطورية و لا أنتم تستطيعون الدخول إلى قلب الشجرة...
ماركوس : ألستِ الملكة هنا ؟، افعلي شيئًا حيالَ الامر !
صرت على أسنانها بقوةٍ مكشرةً عنها فصرخت بهِ بغضب : أوتظنُ أنني بخير و أنا أراهما تحتضران أمامي دونَ أن أقدر على فعل شيء ؟، نحن الكيميائيون نكسر قواعد الصيغ و نبني قواعدًا جديدة لأنفسنا !، حتى أنا لا أستطيع كسرَ تلكَ القواعد التي بنيتها لنفسي !!
أمسكَ ماركوس معصمهُ اليسرى مسندًا رأسهُ على قبضتهِ ذاتها هامسًا : رجاءً أسرع... راين..
لم تمضِ مدةٌ طويلةٌ حتى توهجت البوابةُ و فتحت أبوابها على مصراعيها ليظهرَ راين أخيرًا و حرشفةٌ زرقاء تطفو بينَ يديهِ ينبثقُ منها وهجٌ سماوي باهت
هتفَ : كاترينا !، لقد أحضرتُ مطلبكِ !، اسمحي لنا بالدخول !
و أخيرًا تشكلَت أمامهم بوابةٌ سوداءٌ من النفطِ المرصعِ ألماسًا و ياقوت مزينٌ بإطارٍ من ذهب فقط كما التاج الذي يعتليهِ تتوسطهُ برسمةٌ رباعية الأوراقِ من الزمرد الأخضر و مقابضٌ من الألماس التفت حولها سلاسل ياقوتية شبه شفافة بقفلٍ يتوسطها، تحكمت السلاسلُ جنبًا إلى جنب مع القفل لفتح البوابة على مصراعيها فإذ بهم بغرفةٍ مختلفةٍ تمامًا كما وصفتها جوليا فإذ بسيدةٍ شقراء فاتنة الجمال تهرولُ نحوهم محتضنةً جسدَ جوليا الذي لم يتوقف عن النزيف
قالَت بصوتٍ مرتجف : جوليا !، لا بأس جوليا !، والدتكِ هنا !، ستكونينَ بخير !
مرّ وقتٌ ليسَ بطويلٍ حتى فتحت جوليا عينيها تحدقُ بسقفٍ أحمرَ أملس يعكسُ ضوءً خفيفًا عليهِ بينما تتخللُ مسامعها وشوشاتٌ صاخبةٌ استطاعت من خلالها تمييزَ أصوات رفاقها و أنهم قلقونَ جدًا، كانَ الجميعُ مستفيقًا بالفعلِ عدا هايدن الذي لا يزالُ تحتَ تأثير صدمةِ استعادته لذكرياتهِ دفعه واحدة، مجتمعونَ حولَ جسدِ ميرا الصغير و كاترينا تحاولُ إبعادهم عنها
قالت بياتريس بقلق : ميرا، اصمدي عزيزتي، ستتحسنينَ قريبًا...
مدّت كاترينا يدها تمسحُ على شعر ميرا و كادت تشرعُ في علاجها غيرَ أن راين قاطعها قائلًا : يستحيلُ عليكِ النجاح !، دعيني أتولى الأمر
كاترينا : ما الذي تتفوهُ بهِ حتى ؟، ألا--
قالت بقلقٍ مستغربة : لا يمكنني شفاؤها... و ما الذي يفعلهُ وشمُ متعاقدٍ على كتفها بحقِ الجحيم !!
حملها راين بين يديهَ قائلًا : لذلكَ أخبرتكِ أني من سيتولى الأمر
تمتمَ راين تعويذةً ما ليتوهجَ جسدُ ميرا لوهلة ثُمَ يعودُ إلى طبيعتهِ فكحت بضعَ مرةٍ لتهمسَ بخبوٍ
ميرا : ميرا تشعرُ بالسعادة لسببٍ ما..
نظرت كاترينا إلى راين سائلة : سمحتُ لكَ باستخدامِ السحر من أجلها لكن... لا أظن أن سحرة الرياح يختصون بالعلاج ؟
أجابها دونَ أن يلتفتَ إليها : دموع القمر، أحد التعويذات الخمس المحرمة...
كاترينا : و هل أنتَ بخيرٍ مع دفعِ ثمنها ؟
ابتسم راين ليقولَ ساخرًا : ماذا، لديّ العديدُ من السنواتِ لأعيشها حتى الآن.. لا بأس بذلكَ تمامًا.
اتضحَ سمعُ جوليا أخيرًا لتنهضَ بنية الجلوس معتدلةً فابتسمت هامسةً بإرهاق : الحمد لله.. الجميع بخير...
التفتَ إليها الجميعُ بلهفةٍ لتهمسَ بياتريس : جوليا..
قهقهت المعنية ثم قالت : أعلم أعلم، لقد ظننتُ أنني ميتةٌ بدوري.
ابتسمت روبي بلطفٍ لتبعثرَ شعرَ جوليا : لا تتهوري هكذا مجددًا !
بدت و كأنها تذكرت شيئًا ما أخيرًا لتهتف : هذا صحيح !، ماذا عن راي !
أجابَ ببرود : هُنا
زفرَ بقلةِ حيلةٍ ليردف : لا أعرف ما الذي بحق الجحيم كنتِ تفكرينَ بهِ حتى، كُنتُ أستطيعُ حمايةً نفسي بدرعٍ من الرياح
أكملَ محدثًا ذاته : و ليسَ و كأنهُ كانَ سيقتلني إن أصابني أصلًا...
ابتسمت لهُ لتجيبَ بفخر : لا تحاول أن تنكر كونكَ كُنتَ في خطر !، كما أنني سددتُ لكَ دين إنقاذكَ لي آنذاك !
مزحَ ماركوس بنبرةٍ درامية متأسفة : للأسف جوليا تشان !، لو لم يجلب القائدُ حرشفة التنين الزرقاء لما كُنتِ على قيد الحياة !
فزعت جوليا بطفولية لتهتف : مستحيل !، أتقولُ أنني ما زلتُ أدينُ لهُ بالفعل !!
أغمضَ راين عينيه قائلًا : أخبرتكِ أنكِ لستِ مدينةً لي بشيء منذ البداية...
جوليا : لكن--
قاطعتها كاترينا محتضنةً إياها : أنتِ بخير ؟، جوليا !
أخذت جوليا ترفُ بعينيها محاولةً استيعابَ الموقفِ لتهمسَ بتعجب : أمـ.. ي ؟
سألَ لوكي : أمي ؟، ما الذي فاتني ؟، بيارين..
هزت بياتريس رأسها يمينًا و شمالًا تحدقُ بالموقفِ أمامها بذهول فهمست : على الإطلاق..
أخذت عينا جوليا تذرفان الدموعَ دونَ وعيٍ منها فقالت : لم أعد أفهمُ شيئًا...
ابتعدت عنها كاترينا قائلة : هذا صحيح.. لا بدّ أن أشرحَ الأمر منذ البداية أنا أيضًا
جوليا : ما ؟، تشرحين ماذا ؟
أجابت كاترينا : قصتنا...
سكتت لتدرفَ : كُلُ شيئٍ بدأ قبلَ مائة و عشرونَ عامًا.. لا، مائة و تسعة و عشرونَ عامًا على وجهِ الدقة..
بدأ الجميعُ يحدقُ بها باهتمامٍ و بالأخصِ راين الذي أخذ يزدردُ ريقه مركزًا معها بكل حواسهِ
رفعت روبي يدها ببطء لتسأل : عفوًا، مما يعني كم عمركِ على أي حال ؟
كاترينا : لا وجود للوقتِ داخل الشجرة العظيمة، حياة الكائنات هنا تستمرُ حتى خمسمائة إلى ألفِ عام و أجسادنا لا تشيخ، لذا فيزيائيًا جسدي ما زالَ في الثالثة و العشرين.
قالَ راين غيرَ واعٍ : أكملي رجاءً.
نظرت نحوه كاترينا بتعجبٍ ثم زينت شفتاها ابتسامة قائلة : أنتَ بالذات أكثر المهتمين هاه.. حتى أنكَ قلتَ ما تفكرُ بهِ دونَ وعي.
سكت راين يعضّ على شفتهِ السفلية لتردفَ كاترينا : إذًا فلنكمل...
كاترينا : نحنُ الكيميائيونَ تقررَ أن نعيشَ على هذا الجانبِ من العالم.. بشرٌ غيرُ قادرون على إنتاجِ السحر إنما نُكسرُ قواعدَ و صيغَ العالم ثُمَ نعيدُ بنائها على أنها صيغنا الخاصة، أي بما يناسبنا، لنفعلَ ذلكَ نحنُ يجبُ أن نفهمَ تشكيلَ المادة التي نودُ إنتاجها و إنشاءُ معادلاتٍ حسابية متسلسلة لنستبدلَ الصيغ الأصلية بصيغنا الخاصة، أي، نكسرُ صيغَ الهواء في الجو مستبدلينَ الفراغ الناتجَ عنها في عالم الصيغ بصيغة الألماس مثلًا فيستبدلُ الهواء في العالم المادي بقطعةٍ من الألماس، نستبدلُ صيغة الخشبِ بالحديد لتحويلِ لوحِ الخشب إلى قالبٍ من الحديد الخ الخ
سأل راين : من الذي قررَ عيشكم على هذا الجانب ؟
نظرت إليهِ كاترينا بتعجب : أنتَ لم تدرك بعد ؟، أتعاني من خطبٍ ما ؟، في البداية أنا لم ألاحظ لكن حقًا، أنتَ هُنا معها و قد أخضعتَ تنينًا حتى، و معَ ذلكَ أنت غير مدركٍ لماهية هذا العالم أو حتى من أنت ؟
راين : ما الذي تحاولينَ قوله ؟
أغمضت كاترينا عينيها : لا أستطيع إخبارك، إن لم نتبع تسلسل القدر.. كُل المشقات التي تكبدتها هيَ ستذهبُ مهبَ الريح، و لأكونَ صريحة لم أتوقع يومًا أن تكونَ محقةً.
كاترينا : على أي حال، قبلَ مائة و تسعة و عشرون عامًا حدثَ تشوه زمكاني ربطَ الأبعاد ببعضها البعض بشكلٍ شبهِ كُلي لجزءٍ من الثانية، في تلكَ اللحظة، انتقلَ شعبُ أتلانتس إلى البعد المحايد، و نحنُ الكيميائيونَ إلى بعد البشر.. هُناكَ حيثُ قابلتُ والدكِ جوليا.
ازدردت جوليا ريقها تسال : أبي ؟
كاترينا : صحيح، عشتُ هُناكَ لعامين اثنين، في قرية صغيرة أقصى الغرب كما وصفها هوَ، و خلالَ تلكَ المدة لقد أنجبتكِ، لكن، التشوه الزمكاني حدثَ مجددًا، عادَ بعضُ الكيميائيين إلى البعد المحايد و البعض الآخر علق في الفراغ، أما انتِ يا من ولدتِ كهجينةٍ بينَ بشرية و كيميائية، سافرتِ عبرَ الزمن إلى هذه الحقبة، حينَ عُدنا إلى هُنا، كانت الجزر العائمة قد ظهرت لتوها لتقسمَ هذا البعد إلى اثنين و مملكتنا الألماسية التي شيدت من قبلِ إمبراطورة الكيميائيين العظيمة ميليان قد اختفت تمامًا، عندَئذٍ فقط أنا قمتُ بتشييدِ الشجرة العظيمة متطلبًا مني الأمر ثلاثَ سنوات، و الهدف منها كان أولًا العبور الى الجانب الآخر من البعد المحايد، و الثاني هوَ لرؤيتكِ.
سألت جوليا : رؤيتي ؟
كاترينا : نجحتُ في نقلِ وعيكِ إلى هُنا كُلَ مرةٍ ينامُ فيها جسدكِ المادي، حرصتُ على تعليمكِ الطريقة الصحيحة لاستخدام الكيمياء و أمورٍ أخرى عدة، لكن التماس بين الأبعاد كصدعٍ صغيرٍ في جدارٍ سميك، و نتيجة لذلكَ كنتِ تنسينَ أمري فورَ استيقاظكِ على الأرجح.. مع ذلكَ عقلكِ الباطن قد احتفظَ بكل المعلومات التي تحتاجينها للعيش، بالطبع، لم تكوني الكيميائية الوحيدة في بعد البشر، كُل ما في الأمر أن عددكم كانَ قليلًا جدًا
هتفت جوليا بانفعال : ماذا عن أخي ؟، ماذا عن إدوارد ؟
هزت كاترينا رأسها نافية : لم يكن لشخصٍ كهذا وجودٌ منذ البداية
جوليا : ماذا تقصدين ؟.
كاترينا : لقد كُنتِ تشعرينَ بالوحدة، لذا قامَ عقلكِ اللاواعي بإنشاء شخصيةٍ شبهَ وهميةٍ تلعبُ دورَ أخاكِ، في الأصل ما قمتِ بهِ كانَ مضاعفةَ بعض خلايا جسدكِ و الانقسام إلى جسدٍ شبه مادي بينَ الواقع و الوهم، إنها قدرة مشابهةٌ لذلكَ السحر الذي يستعملهُ الأتلانتسيون، ألم يكن جسدهُ ضعيفًا دومًا ؟، ألم يتدهور كلما تدهورتِ أنتِ ؟، و ألم تكن شخصيتهُ مطيعة لكِ و مشابهةً لشخصيتكِ بشكلٍ كبير ؟
أخفضت جوليا رأسها ترتجفُ محتضنةً نفسها فهمست : إذا كانَ كُل شيءٍ وهما... أهذا يعني أنه لم يعد لديّ سببٌ للاستمرار في رحلتي ؟... كانت غايتي الوحيدة هيَ إحضارُ ماءِ البحيرة السرمدية إلى أخي المريض.. لكن بالتفكير بأنهُ لم يكن لهُ وجودٌ منذ البداية..
ابتسمت كاترينا تمسكُ بكتفِ جوليا : هذا غير صحيح... قرية الزهور ليست مكانًا لتحقيقِ الأمنيات فقط، هيَ البداية و النهاية، هيَ فردوسٌ يحلمُ بهِ كُل كبير و صغير، هيَ الحقيقة المطلقة، إن رغبتِ بالذهاب فقط فهذا سببٌ كافٍ لذلكَ جوليا...


- إكسينو. 08-13-2017 10:09 PM



الزهرة الثالثة و الخمسون : الشياطين.
بعدَ حوارٍ دام ثلاث ساعاتٍ بينَ جوليا و كاترينا، غطت الأولى في نومٍ عميق أو هذا ما ابتغتهُ على الأقل، عاودت الاستلقاء على سريرها بتعب متمنية الراحة، فحتى و لو عالجتها الأخيرة لا تزالُ الأولى فقدت كمية لا يمكن تعويضها ببساطة من الدماء
و على السرير الآخرِ قربها فتحَ هايدن عينيه الخضراوتان اللتان اكتسبتا من الصفارِ شيئًا يجولُ بهما في المكان
همسَ بتعب : أينَ أنا ؟
و قبلَ أن يدركَ شيئًا احتضنتهُ روبي بقوةٍ سائلة : أنتَ بخيرٍ الآن ؟، أتشكو من شيء ؟
همسَ الأول : روبي..
اتسعت حدقتا عيناه فورَ تذكرهِ لما جرى بشكلٍ صحيح لينتفضَ معانقًا إياها بدورهِ
قالَ بصوتٍ مرتجف : أنا آسف !، أنا حقًا آسف !، لا أعلمُ كيفَ أمكنني فعلُ ما فعلت...
روبي : لا بأس، أنت لستَ مخطئًا !، لقد قاموا بتزييف ذكرياتك !، نحنُ الثلاثة خيرُ من يعلمُ كيفَ أنكَ من المستحيلِ أن تؤذيَ حشرة.
اجتمعَ حولهُ كُلٌ من ماركوس و هاري بدوريهما ليتمتم ماركوس : أحمق.
نظرَ هايدن إلى كليهما فقالَ معتذرًا : أنا حقًا آسف.. حتى أني تسببتُ في هيجانكَ هاري..
أومأ هاري نفيًا بسرعة هاتفًا : لستُ أهتم !، أنا لا أتذكرُ ما حدث على كُل حال !، ما يهمني هوَ كونكما بخيرٍ أنتَ و جوليا !
سألت بياتريس : بالحديث عن ذلكَ ما كان بحق السماء ؟، هاري سان كان كشخصٍ آخر...
ارتبكَ ماركوس : هـ هذا..
فأجابَ هاري : إنهُ سببي للذهابِ إلى قرية الزهور
لوكي : ماذا ؟
ماركوس : عندما يغضبُ هاري يتحولُ إلى ذلكَ الشكل، ليسَ مظهرهُ فقط إنما حتى شخصيتهُ تتغير، إنهُ فقط يهتاجُ لدرجةِ أنهُ قد يصبحُ عنيفًا لا يميز الصديق من العدو.. و بالمناسبة أنتَ لن تحب الوقوف في وجهه و هو بتلكَ الحالة
قالت جوليا بصوتٍ مرهق : إذًا فهي حالة تتعدى انفصامًا طبيعيًا في الشخصية
أومأ هاري : هكذا يبدو.. لذا أملتُ لَو أجدُ حلًا بواسطةِ البحيرة السرمدية.
ابتسمَ راين لا شعوريًا بينما يحدقُ بروبي و هايدن فسألت بياتريس مبتسمةً بلطف : لِمَ تبتسم ؟، راين.
ارتبكَ قليلًا فأخذَ يشتتُ نظراتهِ في الأرجاء ليجيبَ بتردد : لا.. الأمرُ فقط.. لقد ذكراني بأختي الصغرى لا أكثر..
همهمت بياتريس قائلة : إذًا راين لديهِ أختٌ صغرى بالإضافة إلى اخٍ اصغر.
عَمّ الصمتُ في المكانِ ليقولَ هاري : هيي جميعًا، فلنتوقف عن اللف و الدوران و نخبرَ بعضنا بالحقيقة.. الحقيقة التي دفعتنا للذهاب في هذهِ الرحلة.
سكتَ الجميع فقالَ لوكي : بيارين لأجل عينيها، روبي لأجلِ والديها، جوليا لأجلِ أخيها، هاري من أجلِ هيجانه...
قالَ ماركوس : و أنا لأبحثَ عن شخصٍ معين...
عَم الصمتُ للحظة ليقولَ راين أخيرًا : من أجلِ أن تتسنى لي الفرصة لأتحدثَ لأحدهم، أن آخذَ بثأريَ من أحدهم.
هايدن : من أجلِ رؤية القرية..
نظرَ هايدن نحوَ راين قائلًا : ألا تظنُ أنهُ عليكَ توضيحُ بعضِ الأمور لهم ؟، أنتَ قائدهم ألست ؟
سكتَ راين لوهلة ثُم قال : اسألوا و سأجيبكم، معَ ذلكَ لا أعدكم بإخباركم عن الماضي بعد...
باشرَ هايدن في طرح الأسئلة : قد تكونُ حقيقةً أنكَ لستَ جزءً من النيغرو فينوس، لكن هذا لا يعني أن لا علاقةَ لكَ بهم، ما علاقتكَ بأبيض الشعر ؟، و لِمَ فاجأكَ لون عينيه الحمراوتان ؟
أجابَ راين بهدوء : يدعى لوكا، شيطان، و هو شقيقي الأصغر، لقد شهدتُ أمرًا معينًا جعلني على علمٍ بسرٍ معين لهم، و والديّ على الأرجح هوَ زعيمهم.. علاقتنا هيَ أنهم يودونَ أسري لإسكاتي، و أن أعملَ على تدميرهم، هُم في الأصلِ جماعةٌ من الشياطين مبتغاهم الحياة الأبدية، و لأجلِ تحقيقِ ذلكَ عليهم بشربِ دماء البشر.. الشيطان الذي يتجرعُ دمًا بشريًا بكمياتٍ كبيرة، يكتسبُ خلودًا شبه أبدي.. و تتحول عينيه إلى اللون الأحمر.
سكتَ ليعم الصمت فأردف : وقتُ الشياطين يمر أبطأ من البشر عشرَ مرات، أي أن كُل عشرةِ أعوامٍ تمرّ على بشريٍ تساوي عامًا واحدًا بالنسبة إلى شيطان..
ازدردَ هاري ريقه ثم سأل بتردد : هَل لي بسؤال ؟
أومأ لهُ راين إيجابًا فأردف : ما هوَ لونُ عيني الشياطين الأصلي بالتحديد ؟
بعد ترددٍ شديد أجابهُ راين قائلًا : بنفسجي...
صمتٌ خيمَ عليهم، لم يجرؤ أحد على همسِ كلمة، هُم كانوا قد علموا الإجابة منذُ قدمَ لوكا نفسهُ على أنهُ شقيق راين، لكن ما زالَ سماعُ الأمر مباشرةً صادمًا فقد قتلَ كُلَ أملٍ كانوا يتشبثونَ بهِ علّ راين يكون مثلهم.
قالَ راين كاسرًا ذلكَ الجو الراكد : مع أنني قدمتُ نفسي على أنني في الثامنة عشر، فمن منظوركم أنا عشتُ مائة و ثمانونَ عامًا..
سألت روبي : الشياطين لابد لها من شربِ الدم لأجلِ الإستمرارِ بالحياة، إن كنتم لا تشربونَ دماء البشر بطبيعية فكيف...
أجاب : شرب دماء البشر ليس محرمًا، نحنُ فقط لا يمكننا الإتصالُ بعالمهم أي لا يمكننا شرب دمائهم، مع ذلك، في عالمنا توجدُ شجرةٌ مميزة وسطَ بحيرة شاسعة من الدماء، نحنُ نسميها شجرة الدم، هيَ تنتجُ دمًا لا نهائيًا شكلَ بحيرة... و هوَ أكثرُ من كافٍ بالنسبة لنا.
سألَ هاري : كيفَ أمكنكَ المجيء إلى بعدنا إذًا ؟، كيفَ لهم أن يعبروا الأبعادَ لشرب دماء البشر ؟
راين : التشوه الزمكاني الذي تحدثت عنهُ كاترينا.. سببهُ مجهول لكنه كان السبب في وصوليَ إلى بعد البشر، و ظهور النيغرو فينوس.
بياتريس : ألا يعني ذلكَ أنكَ لم تتذوق قطرة دم واحدة طوالَ مائة و تسعة و عشرونَ عامًا ؟، عيناكَ لا تزالان بنفسجيتان...
حاولَ راين الابتسام قائلًا : دميَ يفي بالغرض.
حلقت ميرا إلى كتفه لتتنهد قائلة : و هذا هوَ السر المزعوم الذي كانَ يخبأه كل تلك المدة.. أحمق أليسَ كذلك ؟
زفرت بياتريس لتقول : بالفعلِ هوَ كذلك.
هتفَ بها راين منزعجًا : لا أودُ سماع هذا منكِ أنتِ بالذات !
قهقهت جوليا قائلة : كلاكما أحمق !
فوافقها لوكي : كما تقولين !
التفتت روبي إلى ماركوس لتجفل هاتفة : مار لِمَ أنتَ تبكي !
كانَ ماركوس يذرف الدموع متأثرًا ليقول : أحبُ النهايات السعيدة..
- إرك الشجرة العظيمة : إنتهى -


- إكسينو. 08-13-2017 10:10 PM



الزهرة الرابعة و الخمسون : نراكم على الجانب الآخر - أرك غابة المحيط.
في قلب الشجرة العظيمة داخل غرفة كاترينا وقفت هيَ و جوليا من جهة و قابلهما راين بياتريس و البقية بمن فيهم هايدن
كاترينا : إذًا، بما أنكم ستة، و باحتسابِ لوكي و ميرا ثمانية، ستنقسمونَ إلى مجموعتان من أربعةِ أشخاصٍ نظرًا لكون نقلكم أنتم الثمانية كل تلك المسافة دفعة واحدة أمرٌ مستحيل، اختاروا من تودون الذهاب معه
هاري : ألن ينتهي بنا المطافُ في المكان ذاته ؟
كاترينا : خلفَ الجزر العائمة يقبعُ الجانب القريب و الجانب البعيد، الجانب القريب يبعد ضعفي المسافة التي يبعدها الجانب البعيد عن قرية الزهور، و بما أن نقل ثمانيتكم معًا مستحيل كما أسلفت سينتقل بعضكم إلى الجانب القريب والآخر إلى البعيد
سألت روبي : إذا كان الجانب القريب بعيد عن قرية الزهور و العكس لِمَ سميا هكذا ؟
أجابت كاترينا : ببساطة لأن الجانب القريب أقرب إلى الشجرة العظيمة منه للبعيد، على كل حال هبوطكم سيكون عشوائيًا أهذا جيد ؟
أومأوا إيجابًا فأردفت كاترينا : إذًا قرروا مجموعاتكم.
نظرت بياتريس إلى جوليا قائلة : أحقًا ستبقينَ هُنا ؟، جوليا.
ابتسمت جوليا لتومأ إيجابًا فقالت : سأبقى هُنا حاليًا.. سأحرص على اتقان الخيمياء تمامًا ثُم سألحقُ بكم، لذا.. نلتقي على الجانب الآخر...
ابتسمت بياتريس لتجيب : أجل.
روبي : إذًا، كيف سنقسم المجموعات ؟
هاري : إن كنا سننقسم فيفضل أن نكونَ كالآتي : بياتريس، لوكي، راين، ميرا بما أنهم متعاقدون، أنا، روبي، ماركوس و هاي ني بما أننا نعرفُ بعضنا لفترةٍ طويلة..
لوكي : معكَ حق، كما أنني أتفقُ جيدًا مع راي تشي على أي حال ~
هاري : أية اعتراضات ؟
سكتَ الجميع لوهلة لتبتسم ميرا فتهتف بمرح : إذًا لقد حسم الأمر !
فرقعت كاترينا أصابعها لتظهر بوابة عملاقة بابها الأيمنُ من الحجارة التي تتخللها الطحالبُ و التصدعات تفوح منها رائحة الرطوبة و الباب الآخر من الزجاج، قام كل من بياتريس و هاري بقرعة حجر ورقة مقص لتقرير الفريق الذي سيعبر أولًا و انتهى الأمر بفوز بياتريس فيها فوقفت أمام الباب بصحبة راين، لوكي و ميرا
التفتت خلفها قائلة : إذًا نحن سنذهبُ أولًا، نراكم على الجانب الآخر جميعًا..
دفعت البوابة بيدها بهدوء فانبثق منها النور كالعادة ليأخذ الأربعة نفسًا عميقًا استعدادًا للعبور، و بطريقة أو بأخرى قام ماركوس بحركة عفوية ليتعثر بقدم هايدن، ما إن كادت بياتريس تخطو داخل البوابة سقطَ ماركوس عليها و راين و لوكي دافعًا بالأربعة إلى الداخل دفعة واحدة، توهجَ المكانُ بالأبيضِ و ما إن انقشع النور حتى أدركَ البقية كونَ خمستهم قد اختفوا تمامًا، أما النتيجة فهي، بياتريس، لوكي، راين، ميرا و ماركوس إلى الجانب القريب و روبي، هاري و هايدن إلى الجانب البعيد، خرجَ الخمسة من البوابة سقوطًا على الأرض الحجرية المكتسية بالطحالب
فتحَ راين إحدى عينيه البنفسجيتين عاقدًا حاجبيه ليهتفَ بماركوس : ما مشكلتك بحق الجحيم !!
اعتذرَ ماركوس مرتبكًا : آسف آسف !، انزلقت قدمي بالخطأ و تعثرت بقدم هاي تشان بطريقة ما و لم أستطع ان..
أخذَ يعبث بشعره بقوة و بكلتا يديه هاتفًا : تبًا لِمَ على الأمر أن ينتهي هكذا !!!
فقالت ميرا مبتسمة بارتباك : مما يعني... أصبحنا خمسة ؟
كانَ كُلٌ من بياتريس راين لوكي وميرا يقابلونَ الحافة المطلة على الجزر العائمة والتي كانَ منظرها كالحلم تمامًا، كيفَ لا وهي تحجبُ القمر بينَ النجوم والسحبُ الداكنة اشدُ فتوحًا من السماء الحالكة، اما ماركوس فقد قابل الجهة الاخرى المطلة على الجانب القريب
إعتلت شفتاه إبتسامة مرتبكة مشيرًا بسبابته إلى الامام قائلًا : الاهم من ذلكَ.. هذا...
إلتفتض الاربعة إلى ناحيةَ يشير فإذ باعينهم تتسعُ وافواههم تفغرُ لما يبصورنه في هذه اللحظة، علَ هذا المنظر سيكونُ اغربض واعجبَ ما تراه اعينهم على الاطلاق.. لقد كانت غابة، اشجارُ صنوبرٍ عملاقة تتجمعُ بينَ بقعةٍ خاليةٍ وأخرى تنمو في هذه الارض الصخرية الفضية والرطبة، الطحالبُ تغطيها والتصدعات تملأها، ابراجٌ حجرية كما الارض فقط تتجمعُ هونا وهُناكَ بإرتفاعٍ شاهق بدورها والاعشاب البحرية المتموجة ذهابًا وايابًا تنمو بين صخرةٍ واخرى، والاهمث من هذا كله هوَ كُل تلكَ الاسماك الصغيرة منها والعملاقة تسبحُ في الهواء فهذا سربٌ من اسماك الدامسل المخططة وذاكَ حوتٌ رماديٌ عملاق، حبارٌ يدفعُ رأسهُ بمجساتهِ واخطبواتٌ يختبأ في حفرةٍ بين الصخور، نجوم البحر تنامُ على الارض تحت ضوء القمر واسماكُ النيون والقناديل تتوهجُ في اجواء الليلِ الكحليةِ شبهَ السوداء
أدركت ميرا نفسها اخيرًا بعدَ ان لمحت رسالةً بيضاء ملقاه على الارض لتلتقطها فتبدأ بالقراءة : اعزائي الذينَ حطوا في الجانب القريب، كيفَ حالكم ؟، هَل تستمتعونَ برؤية الاسماك تسبح في الهواء ؟، لقد تعمدتُ تحديدَ وقت هبوطكم هُنا ليلًا من اجل بياتريس تشان فلن يكونَ الامر عدلًا لها إن حدثَ وكانت هذهِ مجموعتها، بالمناسبة فعلتُ المثل مع فريق الجانب البعيد لذا لاداعٍ للقلق، كثل ما عليكم فعله هو التقدم إلى الامام حتى تجدوا بوابةً عملاقة من الحجر ستكونُ مدخلكم إلى الجانب البعيد، إستمتعوا، كاترينا.
قالت بياتريس تحارب دهشتها : هذا يعني ان..
اكمل راين عنها : هذا هوَ الجانب القريب.. كُنتُ اودُ لو هبطنا في الجانب البعيد حقًا..
إبتسمت بياتريس وفردت يداها في الهواء تقول بنبرة متفائلة : ولما العجلة ؟، سنصلُ إلى هُناكَ عاجلًا ام آجلًا !
وقفت امام راين تسحبهُ من يدهِ بضعَ خطوةٍ إلى الامامِ هاتفة : انظر راين !، اكنتَ حقًا تفضلُ لو لم ترى كُل هذا الجمال !، انا بعكسكَ خائبة الامال جدًا لعدم مقدرتي العبور من الجزر العائمة !، لذا.. فلنأخذ وقتنا ونستمتع فقط، حسنًا ؟
ختمت جملتها تشبكُ ذراعيها خلفض ظهرها وترسمُ إبتسامةً عذبة على وجهها فحدقَ بها راين قليلًا ليبتسمَ بدوره قائلًا : لديكِ وجهة نظر...
ثمَ اكمل محدثًا ذاته : ولما لا، إنها محقة بعد كل شيء.. ليسَ وكانَ ارجلًا ستنمو للقرية وتهرب.


- إكسينو. 08-13-2017 10:10 PM



الزهرة الخامسة و الخمسون : أرض المرايا، و أحادية الألوان سَي-لاه.
" روبي : صفعت البوابة نفسها بقوةٍ بعدَ أن ابتلعت بياتريس، لوكي، راين، ميرا و ماركوس بقينا نحدقُ إلى البوابةِ بشرودٍ تام محاولينَ استيعابَ ما يحدث، أنتَ تمزح !، ألم نصبح ثلاثة للتو ؟، ماذا إذا كانَ مكانًا خطرًا !، كيف سنواجهُ الوحوش السحرية إن قابلتنا فما بالكَ إن هاجمنا أتباع النغيرو فينوس !، استسلمنا للأمر الواقع دونَ إحداثِ ضجة و فقط أملنا أن يكونَ مكانًا آمنًا بمخلوقاتٍ مسالمة فما حدثَ حدثَ و لا فائدة من البكاء عليه، فُتحَ بابا البوابةِ مجددًا و جوليا أخذت تلوحُ لنا بيديها يمينًا و شمالًا مودعةً إيانا مع ابتسامة عريضة، ليسَ الأمر و كأننا لن نرى بعضنا البعض مجددًا، هيَ فقط فترة قصيرة و سنجتمعُ معًا مجددًا، لكن إن حدثَ ذلكَ سنكونُ قد أصبحنا تسعة.. ها نحنُ ذا نخطو باتجاهِ الجانب الآخرِ من البوابة غامرينَ أجسادنا بنورها الدافئ ناصع البياض لينقشعَ بعده بضعِ ثانيةٍ فنجدُ نفسنا في مكانٍ مختلفٍ تمامًا، مكان لم نحلم أن نجدَ أنفسنا فيهِ يومًا، أينَ هي الأرض ؟، أينَ هيَ السماء ؟، انعكاسُ صورنا يتجلى فوقنا و تحتَ قدمينا، كُلُ شيءٍ حولنا يلمعُ بجنون !، و أنا من ظنت أن الشجرة العظيمة لامعة بما يكفي !، المنظرُ حولنا بينَ أبيضٍ و شفاف، الأرضُ تحتنا شفافةٌ كالمرايا و السماء رماديةٌ ملبدةٌ بالغيومِ تعكسُ صورنا بدورها، كما لو كانَ جليدًا شفافًا أو زجاجًا غيرَ قابلٍ للانكسار، مكانٌ كهذا، أهوَ موجودٌ حقًا أم أني ما زلتُ أحلم ؟"
همست روبي دونَ وعي : مذهل.
وافقها هايدن قائلًا : محقة..
التفتت إليهِ روبي تحدقُ بهِ بضع ثانيةٍ حتى أدركَ فسأل : ما الأمر ؟
ابتسمت بلطفٍ لتومأ نافيةً : لا.. لا شيء، الأمرُ فقط أنني مازلتُ غيرَ مصدقةٌ كونَك هُنا قربي.. شكرًا لكونكَ على قيد الحياة، أخي هايدن.
طرفَ بعينهِ بضعَ مرة ليحاولَ كبتَ ضحكتهِ التي انفجرت في النهاية
عبست روبي لتقولَ معاتبة : لماذا تضحك !
أجاب بينَ ضحكاتهِ : لا.. لقد كُنتُ افكر كم أنني محظوظٌ بأختٍ لطيفة مثلكِ و أخٌ أصغر طيب كهاري و لو لم نكن نرتبط بالدم !، آسف ؟، أأغضبتك ؟
عاودت الابتسام لتجيب : لا !، لم أعد كذلكَ.
وقفَ هايدن بينهما محوطًا رقبتيهما بذراعيهِ متكئًا عليهما ليهتفَ بسعادة : إذًا !، أنبدأ بالسير ؟.
قالَ هاري متذمرًا : هاي ني أنتَ ثقيل !
فوافقتهُ روبي قائلة : هذا صحيح !، فلتنزل عنا !
بينما اكتفى هايدن بالقهقهة دونَ إجابة غيرَ ممتثلٍ لتذمرهما، و في تلكَ الأثناء كانت تلكَ العينان اللامعتان اللاتي اكتساها الرماديُ تحدقانِ بهؤلاء الثلاثة بعمقٍ نطقت بصوتٍ أنثوي لهُ القليلُ من الخشونة : ألوان ؟، أشخاصٌ من الخارج..
سكتت لتردف : أتسائل إن كانوا لطفاء كما يوحي مظهرهم..
تخللَ مسامعها صوتُ هايدن مناديًا : ألم يحن الوقتُ لخروجكِ ليشًا ؟ أيتها القطة الخائفة.
فزعت رمادية العينين لتخرجَ من خلفِ الأشجارِ الزجاجية شبه الشفافة تقفُ أمامهم مشتتةً نظراتها في كُل الاتجاهات
استجمعت شجاعتها لتسأل بصوتٍ خافت : كيفَ عرفتَ مكاني ؟
" هايدن : متناسيًا روعة المكان حولي، قُلتُ في نفسي كم أن هذهِ الفتاة جميلة، فبغضِ النظر عن كونِ المكان يعج بالرمادي بشكلٍ غريب حولنا، لكن هذه الفتاة هي فقط أحادية الألوان، شعرٌ رمادي غامق بأطرافٍ فضية، عينان رماديتان، بشرة بيضاء تمامًا كالثلج، قميصٌ أبيض و تنورة و حذاءٌ أسودان.. ما خطب هذا المكان بحق السماء ؟"
أجاب هايدن : بطريقة أو بأخرى.
سألت أحادية الألوان مجددًا : أ أنتم من سكان عالم ما قبلَ الجزر العائمة صحيح ؟
لمست إحدى خصلات شعره الشقراء واقفةً على أطراف أصابعها لتسأل : ماذا تسمونَ هذا اللون ؟
ردّ دونما وعي : أ أصفر...
كررت أحادية الألوان خلفه : أصفر.. جميل...
ابتسمت لها روبي لتقول : ليسَ ما قبلَ الجزر العائمة، بل بعد البشر..
التفتت أحادية الألوان نحوَ روبي سريعًا تحدقُ بها بدهشة لتردف الأخيرة : أدعى روبي.. ماذا عنكِ ؟
هتفت أحادية الألوان من فورها : سَي-لاه !، سررتُ بلقائكِ !
هايدن : سَيلاه هاه، أدعى هايدن، و هوَ هُنا هاري، سررتُ بلقائكِ ليشًا !
سألت سَيلاه مندفعة : كيفَ يبدو العالم الخارجي ؟، أهوَ يعجُ بالألوانِ كذلك !
أجابَ هايدن : أجل هوَ كذلك، ألا توجدُ ألوانٌ هُنا ؟
أخفضت سَيلاه رأسها مجيبة : قد يبدو المنظر رائعًا بالنسبة لكم كونكم أتيتم من الخارج، لكنَ العيشَ هُنا أمرٌ مختلف، لا وجودَ لأيِ لونٍ هُنا و كُلُّ شيءٍ يتدرجُ بينَ الأبيض و الأسود..قلةٌ هم من رأوا الألوانَ منا..
أدركت لتقولَ باندفاع : صحيح !، دعوني أقدمكم إلى أهلِ قريتي !، هُم سيرحبونَ بكم بكُلِ تأكيد !
" روبي : و هكذا.. نحنُ الثلاثة تبعنا سَيلاه متوجهين نحوَ قريتها أحادية الألوان ".


- إكسينو. 08-13-2017 10:11 PM



الزهرة السادسة و الخمسون : يتصرفانِ بغرابة..
الهواء يلفحُ وجهها و خصلاتُ شعرها تتطايرُ بعشوائية لتهبطَ فجأة إلى الأرضِ بسرعة تهتفُ خوفًا، بياتريس حاليًا تمتطي سمكة المانتا سوداء الظهر بيضاء البطن برفقه كل من راين، لوكي، ميرا و ماركوس، هيَ تسرعُ بجسدها الذي يتموجُ كما لو كانت تسبحُ في الهواء، لأنها تفعلُ حقًا !، هبطت المانتا إلى الأرضِ سريعًا كما لو كانت تبتغي التدافعَ معها، و طبعًا كُلُّ عاقل و حتى المانتا بنفسها تدركُ الفائز في هذا التدافع مسبقًا، ارتفعت بجسدها إلى أعلى على آخرِ شعرةٍ متجنبةً توصيلَ نفسها و من فوقها أوصالًا مشوهة لتفتحَ بياتريس عيناها الزرقاوتانِ بعدَ أن وجدت كونها حية ترزق أمرًا غريبًا
استقبلها صوتُ راين متذمرًا : يا رجل هذا كانَ قريبًا !
وافقهُ ماركوس لاهثًا : لقد ظننتُ أن ساعتي قد حانت !
التفتَ راين يحدقُ بماركوس بنظراتٍ لم يستطع الأخير تفسيرها فاكتفى بالإشاحة بوجههِ إلى الجانب الآخر و تعابير الحزن ترتسمُ عليهِ بوضوحٍ تام
حدثَ راين ذاتهُ قائلًا : أتساءلُ إن كانَ بخير، بِمَ يفكر ؟.
أجابتهُ الرياحُ قائلة : خذ الأمور على مهلكَ فقط، هوَ سيفتحُ فمهُ عاجلًا أم آجلًا.
همهمَ راين بصوتٍ مسموعٍ لتسأل بياتريس : ما الأمر ؟، راين.
أومأ راين نافيًا : لا شيء.
هبطت السمكة أرضًا أخيرًا متوقفةً لينزلَ الخمسة من فوقها فأخذت تبحرُ مجددًا إلى وجهةٍ أخرى بينما تلوحُ لها بياتريس ذهابًا و.إيابًا مودعةً إياها
التفتت خلفها تسأل : إذًا ؟، ما الذي سنفعلهُ تاليًا ؟
لوكي : لا أظن أن راي تشي جعلنا ننزلُ من على ظهرها عبثًا و دونَ خطة ~
هتفت ميرا بفخر : هذا صحيح !، سيدي مذهلٌ بعدَ كُلِّ شيء !!
ابتسمَ لهم راين مجيبًا : سنخيمُ هُنا و نواصلُ سيرًا على الأقدام، لا يمكننا إجبارُ الأسماك على طاعتنا لوقتٍ طويلٍ و بالطبع لا يمكننا إشعالُ نارٍ فوقها !
ابتسمت بياتريس باتساعٍ قائلة : سأبحثُ عما يصلحُ كحطب !، لنذهب لوكي !
تحولَ لوكي إلى سنجابٍ فجأة قائلًا بتعبٍ مصطنع : أنا آسفٌ بيارين، لا يمكن لسنجابٍ صغير و ظريف مثلي أن يحملَ الحطب...
ردت عليهِ متذمرة : يا لكَ من مخادعٍ صغير.
ابتسمَ ماركوس ببلاهةٍ كعادتهِ قائلًا : لا أمانع الذهابَ معكِ حقًا، بياتريس تشان.
سارَ الاثنان مبتعدان عن المخيم لتقولَ بياتريس : شكرًا لكَ حقًا ماركوس سان !
أجابَ ماركوس بود : لا بأس بماركوس فقط ~
لوحت بياتريس بيديها في الهواء نفيًا : لا يمكنني فعلُ ذلكَ حقًا !
ماركوس : و لِمَ لا ؟، أنتِ تنادينَ القائد براين فعلًا.
ارتكبت قائلة : هـ هذا..
سألَ مازحًا : أهوَ استثناء ؟~
اكتست وجهها حمرة طفيفة لتقولَ بارتباكٍ نافية : إنهُ ليسَ كذلك !
ماركوس : أليسَ كذلك ~
أمسى يضحكُ بشيءٍ من العلوِ بينما تتخللُ أصواتُ ضحكاتهِ البعيدة مسامعَ راين، ميرا و لوكي فكانَ الأولُ يحدقُ بأثرِ ماركوس بشرودٍ تام
همسَ لوكي لميرا سائلًا : ما الأمر معه ؟
فأجابت الأخرى : من يعلم..
أما حيثُ بياتريس و ماركوس سألت الأولى قائلة : هيي ماركوس سان.
همهمَ الآخرُ متسائلًا لتردفَ هيَ : علاقتكَ و راين لا تبدو بخير.. أحصلَ أمرٌ ما..
ارتبكَ ماركوس و مع ذلكَ لم تختفي ابتسامته فقال : إذًا فالأمرُ واضح هاه.. إنه أمرٌ حدثَ منذُ وقتٍ طويل...
بياتريس : أتعرفانِ بعضكما منذُ مدة ؟
ماركوس : شيءٌ من هذا القبيل.
قالت متمنية : أتمنى أن تصلحَ الأمور بينكما.. كلاكما شخصٌ جيد..
ردّ عليها ماركوس بابتسامة لطيفة و صوتٌ حاني : أتمنى ذلكَ أيضًا..
انتفضت بسعادة لتهتف : إذًا--
قاطعها ماركوس بحزن : لكن هذا مستحيلٌ نوعًا ما.. لقد قمتُ بشيءٍ فظيع بحقه..
سادَ الصمتُ بينهما تمامًا بعد هذه المحادثة حتى عادا إلى حيثُ راين، ميرا و لوكي حيثُ كانت الأجواء متوترة و مشحونة بين كُلٍ من ماركوس و راين ليسأل الأولُ بهدوء
راين : لِمَ تتجنبني ليكس ؟
اتسعت حدقتا عينا ماركوس بذهولٍ لم يقلَ عن ذهولِ بياتريس و لوكي فمن هوَ ليكس ذاكَ ؟، فلا يوجدُ هُنا غيرَ خمستهم
نبرةُ الألمِ سيطرت على صوتِ ماركوس ليقولَ محدثًا ذاته : لا تلفظ هذا الاسم !، لا تقل أنكَ سامحتني !.. إكرهني كما يجب.. سول.
صوتُ راين الذي هتفّ فجأة قاطعَ حبلَ أفكارِ ماركوس و أجفلَ الجميع
راين : فيينتو مانا : باريد
*مانا الرياح **جدار
اصطدمت قطعة عملاقة من الصخورِ بالعدمِ متحطمةٌ إلى أشلاء و ما كانَ سوى الجدار الذي كونهُ راين بسحرهِ شبهَ الشفافِ ليلوحَ ظلٌ أسودٌ متوهجٌ بنورٍ ذهبيٍ متوجهًا نحوهم.


- إكسينو. 08-13-2017 10:12 PM



الزهرة السابعة و الخمسون : الصدام الأخير 1 : سبب.
راين : فيينتو مانا : باريد
*مانا الرياح **جدار
اصطدمت قطعة عملاقة من الصخورِ بالعدمِ متحطمة إلى أشلاء و ما كانَ سوى الجدار الذي كونهُ راين بسحرهِ شبهَ الشفافِ ليلوحَ ظلٌ أسودٌ متوهجٌ بنورٍ ذهبيٍ متوجهًا نحوهم
قالَ راين بانزعاج : أنتَ حقًا تحبُ الظهورَ من العدمِ ألستَ ؟، صاحب المطرقة..
فأجابَ المعني بسؤالٍ آخر : و أنتَ حقًا تحبُ اعتراضَ طريقيَ ألست ؟، يا أسودَ الشعر.
ابتسمَ لهُ راين و بنبرةٍ ساخرةٍ قالَ : ذكرني أن أضيفَ ذلكَ إلى قائمةِ هواياتي لاحقًا.
قهقه غوبر بعلو : ما أبرعكَ في الاستفزاز !
بدأ راين يتخذُ وضعية القتال ببطء شديدٍ قائلًا : لا يجب عليكَ مدحيَ إلى هذا الحد...
عبسَ غوبر ليقولَ بجديةٍ و برود : حقًا.. ما أبرعكَ في الاسفتزاز...
سحبَ راين سكيني صيده مبقيًا على سيفه الكبير في غمدهِ كالعادة و هجمَ على غوبر مندفعًا بسرعةٍ كبيرة ليدافعَ الأخيرُ بمطرقتهِ، إستمرا بالاشتباك الجسدي بضعَ وقتٍ حتى ابتسمَ غوبر بثقةٍ فارتفعَ الخمسة في الهواء نحوَ السماواتِ دونَ توقف
قالَ غوبر : إيل مارتيليو دي جوستيسيا : موندو إينفيرتيدو
*مطرقة العدالة **العالم المقلوب.
أردفَ : بالمختصر المفيد، ستحلقونَ هكذا حتى تتجاوزونَ الفضاء، إلى ما لا نهاية.
قطبت بياتريس حاجبيها هامسة : و كأنني سأسمحُ لكَ بفعل ما تشاء !
هتفت : سومبرا مانا : سومبراس سوليداس
*مانا الظلال **الظلال الصلبة.
حجبت ظلالُ بياتريس السماء مشكلةً وطأةَ قدمٍ لها، لماركوس، لوكي، ميرا و راين الذينَ أمسوا يقفونَ رأسًا على عقب
ابتسمَ الأخيرُ هاتفًا : رائع بياتريس !، أنتِ الأفضل !
انفجرَ رأسُ بياتريس حمرة و الأبخرة تتصاعد عندَ هامتها فحدثت ذاتها قائلة : قلبي سيتوقفُ قريبًا...
فجأة لمعت داخلَ راسها ذكرى سؤالِ ماركوس عن كونِ راين استثناءً فأخذت تومئ برأسها نفيًا تهتفُ داخليًا : لالالالالا !!، قطّعًا لا !، إنهُ ليسّ كذلكَ !
توقفت عن فعلِ ما تفعل لتمسكَ بخديها متسائلةً داخليًا : إنهُ ليس كذلك.. صحيح ؟.
أخذت تحدقُ براين الذي استأنفَ قتالهُ مع غوبر مجددًا رغمَ كونهِ كُلما قفزَ إلى الأرضِ يعودُ إلى الظلالِ إلا أنهُ يبلي بلاءً حسنًا، كانَ يبدو عليهِ محاولاتهُ استدراج غوبر يسارًا مهما كلّفَ الأمر و فعلًا نجحَ في ذلكَ بعد بضع محاولات
هتفَ راين : الآن ميرا !
هتفت ميرا بدورها : عُلم.
اهتزت الأرضُ تحتَ موطأ قدمي غوبر لتنبثقَ منها أعشاب و أغصانُ شجرٍ بأشكالَ غريبةٍ لتربطَ الأولَ مقيدةً حركتهُ بالكامل
ابتسمَ غوبر قائلًا : مأزق.
تجوّلَ ببصرهِ في المكانِ ليقعَ على ماركوس فهتفَ مردفًا : ساعدني في الخروجِ منه، أليكسي
التفتَ كُلّ من بياتريس، لوكي و ميرا نحوَ ماركوس بصدمةٍ لا تقلُ عن تلكَ التي اجتاحت الأخير و الذي سرعانَ ما أشاحَ بنظرهِ بعيدًا و تعابيرهُ قد امتزجت بينَ الحزن و الألم.
أردفَ غوبر مستغربًا : ما الأمر ؟، لا تقل لي أنكَ قد أصبحتَ حليفهم ؟، و أنا من تعجبَ كونكَ لم تقم بخطوةٍ واحدة حتى الآن... أولم يقتل ذلكَ الفتى والدك ؟
صاحَ بهِ ماركوس من فوره : أنتَ مخطئ !، هوَ لم يفعل !
بقي راين يحدقُ بماركوس بذهولٍ و لا أحد يستطيعُ تخيلَ السعادة التي اجتاحت قلبهُ فورَ سماعهِ لتلكَ الجملة و بتلكَ النبرة الواثقة سوى ميرا التي تشاركهُ المشاعر جزئيًا
ابتسمت ميرا لتحلقَ قريبًا من ماركوس فهمست له : شكرًا لك، كلماتكَ أشعرتهُ حقًا بالسعادة.
قالَ غوبر ساخرًا : هووه !، و تدافعُ عنهُ الآن !، يا أسودَ الشعر، دعني أخبركَ لِمَ هوَ هُنا.
سادَ الصمت ليردفَ : إنهُ هنا ليعيدكَ إلى جانبِ الشخص الذي سلبكَ كُلَ شيء.
كلمات غوبر سقطت كدلوٍ من الماء البارد على راين متسببةً لهُ بِمشاعرٍ متناقضة فقط كماركوس تمامًا
استجمعَ راين شتاتَ نفسهِ بالكاد ليشدد على قبضتهِ قائلًا : و ماذا إذًا ؟
دهشةٌ أكبر اجتاحت ماركوس و غوبر ليردفَ : حقيقة أنهُ لم يقدم على شيءٍ حتى الآن !، أنهُ قد دافعَ عني توًا !، هذا يعني أنهُ حليفي !
شعرَ ماركوس بغصةٍ في حلقه و الدموعُ تتجمعُ في عينيه على حينِ غرةٍ فأكمل راين : لا تحاول إنقاذَ نفسكَ بكلماتٍ عديمة الفائدة، لأنني أثقُ بهِ بالذات أكثرَ من نفسي !
سألَ غوبر بجدية : أواثقٌ أنتَ إلى هذهِ الدرجة من أنهُ لن يحاولَ قتلك ؟
أجابَ راين بثقة : كما أنني واثقٌ من كونيَ شيطانًا !
سكتَ ليردفَ : غوبر، لَو أنكَ فقط لم تقدم على ما أقدمت عليه توًا بمحاولتكَ استغلالَ من اعتبرتهُ نصفيَ الآخر.. لما كُنتُ سأقتلكَ ربما... لكنني الآن سأفعلُ بالتأكيد.


- إكسينو. 08-13-2017 10:12 PM



الزهرة الثامنة و الخمسون : الصدام الأخير 2 : أليكسي و راين.
- قبل مائة و تسعة و عشرونَ عامًا، بعدَ ليلةِ الحريق بشهرٍ و نصف الشهر.
سماءٌ ملبدةٌ بالغيومِ كالعادة تحجبُ أشعةُ الشمسِ قدرَ المستطاعِ فينجح منها القليلُ بالتسلل، القليلُ بما يكفي لانقشاعِ جزءٍ صغيرٍ من عتمةِ الليل ، ذلكَ هوَ المشهد الذي تراهُ من خلالِ نافذةِ تلكَ الغرفةِ ذات التصميم الملون بالذهبيِ و الأسود، هُناكَ حيثُ طفلٌ أشقر الشعرِ بدا عليه كونه بينَ الثامنة أو التاسعة من العمرِ فقط يجلسُ مقابلًا لسريرٍ فخمٍ متمسكًا بتلكَ اليد النحيلة التي لم تحرك ساكنًا منذُ ما يقاربُ شهرًا و نصف الشهر و اليأسُ قد قتلَ آخرَ ذرةِ سعادةٍ في قلبهِ الذي اعتادَ الشعورَ بها منذُ فترةٍ وجيزة فقط و عيناهُ تبرقانِ ألمًا و شوقًا على حالِ أسود الشعر المستلقي على السرير أمامهُ و الذي اعتادَ أن يكونَ نصفهُ الآخر دومًا، أخيرًا أجفلت سبابة أسود الشعر التي يطوقها كفي أشقرهِ كعلامة على افاقتهِ أخيرًا
هتفَ الأخير بلهفةٍ و سعادة اجتاحت كُلّ ذرةٍ من جسده : سول !
همسَ أسود الشعر بهدوءٍ و شرود : هيي ليكس.. لقد حلمتُ حُلمًا فظيعًا بحق.. أتذكرُ تلكَ القرية التي حكيتُ لكَ عنها ؟، لقد كانت تحترقُ بالكامل.. أبي قتلَ إدغار و سارا سحقت بأحد الأشجار.. أتسائلُ لِمَ حلمتُ بشيءٍ كهذا...
واجه الأشقر صعوبةً في بدأ الحديث معه إلا أنه نطقَ بشيءٍ من التردد : سول...
قاطعهُ أسودُ الشعرِ متذمرًا : بحقكَ ليكس !، توقف عن مناداتي بسول !، إنهُ لا يمتّ لراين بأي صلة بل هما العكس تمامًا !
قالَ أليكسي بنبرةٍ حاولَ جعلها باردةً قدرَ الإمكانِ إلا أن الألمَ قد بان فيها : ذلكَ لم يكن حلمًا... ذلكَ بالضبط ما حدثَ قبلَ ستةِ أسابيع...
صدمةٌ اجتاحت راين لينتفضَ بقوةٍ متمسكًا بكفي أليكسي فيهتفُ بهِ بقلقٍ مستنكرًا : ما الذي تعنيهِ بكلامكَ ليكس !، ماذا عن سارا و إدغار !!
ظلّ أليكسي صامتًا مكتفيًا بإشاحةِ بصرهِ بعيدًا عن راين
قالَ الأخيرُ بصوتٍ هادئ بعد أن جلسَ مكانهُ متشبثًا بخصلاتِ غرتهِ السوداء : هذا خاطئ بكل تأكيد.. لا يمكن أن يحصلَ ذلك.. لأن.. هذان الاثنان كانا دومًا.. مبتهجانِ و مشرقان.. هُما لم يتشاجرا فعليًا و لو لمرةٍ واحدة.. كيفَ لشيءٍ كهذا أن يحصلَ لهما.. إنهُ خطأي !، إنهُ كذلكَ بكُلِ تأكيد !!
عادَ يتمسكَ بأليكسي مجددًا لكن هذهِ المرة هوَ فقط أمسكَ كتفيهِ بقوة هاتفًا : كيف عثروا على المكان !، نحنُ وحدنا من نعرفُ بشأنِ المدخل !!، وحدنا من عرف عن الخلود !، أجبني ليكس !
تساقطت دموعُ أليكسي فجأة ليحدقَ بهِ راين بهدشةٍ و فاهٍ مفغورٍ فهمسَ الأخير بصوتٍ مبحوح : آسف... أنا آسف !.. أقسمُ أنني لم أقصد !، لقد هددوني بقتلِ أبي !، لم يكن بيدي شيءٌ سوى قولِ الحقيقة !.. أنا أخبرتهم كُلّ شيء رغمَ معارضةِ والديَ الأمر !.. و في النهاية.. هُم فقد قتلوهُ على أي حالٍ لأنهُ كانَ معارضًا لفكرةِ شربِ دماء البشر !، أنا أحمق.. أنا مجرد أحمق.. سامحني.. سامحني سول..
عُقدَ لسانُ مقابلهِ بصدمةٍ شديدةٍ و تجمدَ تمامًا ليهمسَ دونَ وعي : إنهُ خطأي..
ما إن لفظ جملتهُ تلكَ وبدونِ أن يتركَ مجالًا للآخرِ بالحديث راين فقط فقدَ وعيهُ مجددًا.
- بعدَ مرورِ خمسةِ أيامٍ أخرى -
فتحَ أسودُ الشعرِ عينيهِ البنفسجيتينِ يحدقُ بسقفِ الغرفة الذهبي، بقيَ على هذه الحالِ بضعَ ثانيةٍ لينهضَ بصمتٍ و يجولُ بنظرهِ أرجاءَ الغرفةِ بعينينِ ميتتينِ خاليتينِ من الحياة فقررَ تركَ سريرهِ متوجهًا نحوَ مكتبهِ فاتحًا أحدَ أدراجهِ و الذي احتوى سكينًا فضية فخمة
انتشل السكين يحدقُ بها متلمسًا إياها فهمس : انتظراني.. سارا، إدغار.. ليسَ عدلًا أن أكونَ الوحيد الذي بقي في هذا العالم...
قلبَ نصلها نحوهُ هاويًا بها إلى قلبهِ لولا تلكَ اليد التي حالت بينهُ و بينَ ذلكَ فإذ بالسكينِ تخترقُ ذلكَ الكف الصغير
هتفَ صاحبُ ذلكَ الكفِ بقلق : توقف !، سول !
همسَ حاملُ السكينِ مستنكرًا : سول ؟..
أردفَ هاتفًا بألم : في أي جزءٍ أشبهُ الشمس بالضبط !، أنا فقط كارثة !، فقط من بحقِ الجحيم أطلقَ عليّ اسمَ راين !، هذهِ إهانةٌ بحقِ المطر !!!
احتضنهُ أليكسي بدون أن يقولَ أي كلمة بينما أجهشَ راين بالبكاء و منذُ ذلكَ الوقتِ و الأخير يحبسُ نفسهُ في غرفتهِ مقفلا بابها، لا والدتهُ و لا اخوتهُ قد أُذنَ لهم بالدخول من قبلهِ يرتعبُ بمجردِ أن يمرَ اسمُ والدهِ في ذكرياته فما بالكَ بسماعِ صوتهِ أو رؤية وجهه، لم يغفو لهُ جفنٌ بسببٍ تلكَ الكوابيس التي طاردتهُ كُل ليلة و تلكَ الصور التي تشكلت في عقلهِ كُل مرةٍ يغمضُ فيها عينيه، و في النهاية مرّ عليهِ أسبوعٌ على ذلكَ الحالِ فإذ بهِ راين واقفًا أمامَ تلكَ الشجرة ذات الجذع الأسود و الأوراق الحمراء بيدهِ قارورةُ محلولٍ أزرقَ قامَ بسكبها داخلَ ثغرٍ بحجمِ شيطانٍ في ساقِ الشجرة
حدقَ راين بتلكَ الهاوية الدمساء أمامهُ هامسًا : لنرى إلى أينَ ستأخذينني هذهِ المرة...
التفتَ خلفهُ محدقًا بعالمهِ لآخر مرة و بتلكَ القلعة الوحيدة التي أطلت على تلكَ البحيرة حمراء اللونِ
أردفَ مجددًا : الوداع، لو، ماري، ليكس، أمي... سأشتاقُ إليكم.
التفتتَ نحوَ الشجرةِ مجددًا ليخطو داخلَ ثغرها دونَ أن ينطقَ أي كلمةٍ أخرى رغم معرفتهِ بالمخاطر المترتبة على ذلك، لكنهُ هذهِ المرة أقسمَ على أن يبذلَ كل ما بوسعهِ حفاظًا على الحياة التي أنقذها نصفهُ الآخر.
- في مكانٍ و زمانٍ مجهولين -
فتحَ الفتى عينيهِ ليجدَ نفسهُ محدقًا بسقفِ منزلٍ متهالكٍ من الخشب.. نهضَ من سريرهِ باحثًا عن بابِ الخروجِ فوجدهُ دون عناءٍ نظرًا لصغر البيت المكون من صالة حمام و غرفة واحدة
خطا خطوةً واحدةً إلى الخارجِ لتطأ قدمهُ العشب الأخضر فحجبَ الشمسَ عن عينيه بساعدهِ اليسرى متذمرًا : ساطع !
ليتخللَ مسامعهُ صوتٌ خشنٌ قائلًا : أفقتَ أخيرًا ؟
التفتَ الفتى نحوَ مصدر الصوتِ إذ بهِ رجلٌ بشعرٍ بنيٍ تخللهُ بعضُ الشيب و لحية مماثلة، بالإضافة إلى عيناه الحادتان الزرقاوتان كزرقة المحيط
سألَ الفتى : من أنتَ ؟، ماذا أفعلُ هُنا ؟
أجابَ الرجل : لستُ سوى رجلٍ متواضع يعيشُ في منزلٍ متواضع.
سكتَ الرجلُ ثم أردف : يا فتى.. في الواقع أنا أحدُ أواخرِ سحرة الرياح في هذا العالم.. و صادفَ أنني أبحثُ عن تلميذ يمتلكُ المؤهلاتِ ليصبحَ واحدًا.. أرى أنكَ تملكُ ما يؤهلكَ و أكثر لذا.. ما رأيكَ أن تصبحَ تلميذي ؟
أجابَ الفتى : إن كانَ ذلكَ يعني أن أكتسب القوة لحماية من حولي.. لا أهتمُ حتى لو بعتُ روحي للشيطان !
ابتسمَ لهُ الرجل : أحسنتَ قولًا.. ما هو اسمك ؟
الفتى : راين.. إنهُ راين فقط.. ماذا عنكَ ؟، سيكونُ صعبًا إن لم أعرف اسمك..
أخذَ الرجلُ نفسًا عميقًا ليجيبَ بحيرة : هذا صحيح.. دعني أرى.. أدعى إدموند دومينيك.. يمكنكَ مناداتي دومي.


- إكسينو. 08-13-2017 10:13 PM



الزهرة التاسعة و الخمسون : الصدام الأخير 3 : معركة.
الأرضُ الحجرية تفرقت لتمسيَ مصدعةً محطمةً أكثرَ من ذي قبل، كُلّ المخلوقاتِ البحرية أخلت المكانَ فلم يتبقى فيهِ سوى سحاباتِ الغبارِ و قبةٌ سوداءٌ حجبت السماء بالإضافة إلى تلكَ السوداءُ تجلسُ بالمقلوبِ جاثيةً فوقها و ماركوس أما لوكي فقد تحولَ إلى سنجابٍ ليعومَ في الهواءِ كميرا تمامًا، أما بالنسبة لراين فقد ألقى على نفسهِ تعويذةً تقلبهُ رأسًا على عقب، و حينَ نقولُ رأسًا على عقبِ فهذا يعني أنها كانت كفيلةً بإرجاعهِ إلى وضعيتهِ الطبيعية واقفًا أمامَ غوبر المقيدِ بأغصانِ ميرا ليشهرَ بسكينهِ مهملًا سيفهُ الكبير لسببٍ ما، هوَ نظرَ نحوَ غوبر مقطبًا حاجبيهِ ببرودٍ
قالَ راين : هذهِ هيَ النهاية.
ابتسمَ غوبر مكشرًا فقالَ بثقة : موندو إينفيرتيدو : كونسيلاسيون
*العالم المقولب **إلغاء.
ما إن نطقَ جملتهُ حتى هوت بياتريس و من معها إلى الأرضِ و قُلبَ راين رأسًا على عقب يرتفعُ إلى السماءِ فاستغلَ غوبر الفرصة ليخلصَ نفسهُ من قيودِ ميرا
هتفت بياتريس : ريسبلاندور سومبرا
*الظل المتوهج.
فاستقرَ مكعبٌ أسودَ امتزجَ بالأبيضِ يغليانِ ممتزجينِ مع بعضهما بعضًا لتسقطَ بياتريس، لوكي، ماركوس و ميرا على المكعب الذي غطسَ إلى الأسفل ثُمَ ارتدَ إلى الأعلى كالهلامِ تمامًا
وجهَ غوبر ضربةً بمطرقتهِ نحوَ راين الذي تفاداها بصعوبةٍ ثُم استعادَ توازنهُ بالكادِ لتحطَ قدماهُ أرضًا.
غوبر : كما توقعت، أنتَ لم تقم بشيء سوى توجيه تياراتٍ من الرياحِ نحوَ اتجاهاتٍ و أماكنٍ محددة لتوازنكَ عكسَ جاذبيتي المقلوبة، و بما أنني ألغيتُ سحريَ فجأة أنتَ انقلبتَ رأسًا على عقب بسببِ قوةِ الدفع الغير ضرورية، يا رجل سحر الرياح حقًا مزعج.
ردّ راين : ليسَ مزعجًا بقدركَ صدقني !
ابتسمَ غوبر قائلًا : كلانا يسببُ إزعاجًا للآخر
فبادلهُ راين ابتسامةَ سخرية : و لأولِ مرةٍ أتفق !.
اشتبكَ الاثنان جسديًا مجددًا فالأولُ يهاجمُ بسكينهِ و الثاني يدافعُ بمطرقتهِ، أو الثاني ينهالُ بالضرباتِ على الأول و الأولُ يبذلُ جمّ تركيزهُ و سرعتهِ في سبيلِ تفادي أكبرِ عددٍ منها، إنفكا عن القتالِ أخيرًا ليلتقطَ كل منهما أنفاسهُ الهاربة فانتقلت المعركة إلى عينيهما كلٌ يرمقُ الآخرَ بنظراتٍ أكثرَ حدةٍ من الآخر، تصادمَ سلاحيهما بقوةٍ و تلاحما تمامًا فعجزا عن دفعِ أحدهما للأحدَ الآخرِ
راين : تقاتلُ بثقةٍ متناسيًا ما حدثَ في آخرِ لقاءٍ لنا... لا تبدو قلقًا و لو قليلًا بشأنِ استعماليَ لتعويذتيَ تلكَ مرةً أخرى.
ابتسمَ غوبر ليردَ بثقة : هذا لأنَ مصدرًا موثوقًا أخبرني انكَ لا تستطيعُ استعمالها كثيرًا.
ابتسمَ راين بدوره مؤيدًا : أنتَ محق، لا أستطيعُ التفريط باستخدامها، لكن عليك ؟، لا أظن أنهُ إفراطٌ أبدًا !.
غوبر : أحقًا ؟، أعني هيَ تسلبكَ سنواتٍ من عمركَ كما تعلم ؟
راين : و انا لديّ ألفُ عامٍ لأعيشها كما تعلم !
ضحكَ غوبر ساخرًا : أكادُ أقسمُ إنكَ لستَ ابنًا لذلكَ المدعوِ بلويدغير !، إني حقًا الابنُ يقللُ من سنواتِ حياتهِ من أجلِ الآخرين و الآخرُ يزيدها على حسابِ الآخرين !
راين : حسنًا ذلكَ كانَ إطراءً دسمًا !، إذًا بشأنِ تلكَ المصادر الموثوقة، أهيَ إيلينا ريس أو أيًا كانَ اسمها ؟.
حلّ محلُ ابتسامةٍ غوبر عبوسٌ شديدٌ و جديةٌ تامة لبعثُ خوفًا بحتًا إلى الأنفسِ فسألَ بهدوء : يا فتى، أنى لكَ معرفةُ ذاكَ الاسمِ !
فأجابَ راين بلا مبالاة : ليسَ حقًا، هيَ من جائت و عرفت عن نفسها بنفسها.. واو !، لا تقل لي أنها لم تخبرك !، مستحيل ألم تفعل ؟، ألا تثقُ بكَ ؟، موضوعٌ حساس ؟.
زفرّ غوبر متمتمًا : كما توقعت، نحنُ حقًا لم نتفق و لو لمرةٍ واحدةٍ منذُ أن التقينا لأولِ مرة !.
أردفَ سائلًا : إذًا فقط لنضعَ النقاطَ على الحروف، ما مدى مقدارِ معرفتكَ عن النيغرو فينوس ؟
أجابَ راين بثقة : ما يكفي لمعرفةِ مصدرِ اسمِ هذهِ المنظمة.
همسَ غوبر : كما توقعت.
فكا سلاحيهما عن الالتحامِ ليقفزا إلى الخلفِ تاركينِ مسافةً بينَ بعضيهما فابتسمَ غوبر قائلًا : انتهى وقت اللعب، حانَ وقتُ الجد.
هجمَ غوبر متخطيًا راين فإذ بهِ يستهدفُ بياتريس و من معها هاتفًا : إل مارتيلو دي جُستيسيا : أبلاتستانتي جالاكسياس
*مطرقة العدالة **ساحق المجرات.
فوجئ راين بالكامل من تصرفِ غوبر الغيرِ متوقعِ ذاكَ مما أدى بهِ إلى الارتجالِ مكونًا حاجزًا من الرياحِ حولَ بياتريس و من معها متجاهلًا سلامتهُ الشخصية غيرَ أنّ مطرقةَ غوبر التفت ناحيةَ راين، تعابيرُ الخوفِ و الفزعِ سيطرت على الأربعةِ خلفَ حاجزِ الرياحِ. وتوقف الزمنُ لحظةً لتسيلَ الدماءُ شلالاتٍ منبثقةٌ من فاهِ راين و معدتهِ غيرَ تلكَ الجراح التي غطت سارَ جسدهِ فإذ بسحرهِ يختفي و بجسدهِ يهوي مرتطمًا بالأرض.


- إكسينو. 08-13-2017 10:14 PM



الزهرة الستون : الصدام الأخير 4 : لقاء.
" راين : ما الذي حدثَ توًا ؟، هذا غريب... أشعرُ بالبرد يتسللُ إلى جوفي، كَما لو أنّ شيئًا ما هُناكَ.. لَم يعد في مكانهِ... دم ؟، دمي أنا ؟، آه.. الهواءُ يضغطُ على هامة رأسي و ذقني.. أنا أهوي إلى الأسفل، أشعرُ و كأنني كذلكَ منذُ دهرٍ منَ الزمن، آه، و الآن أشعرُ بصواعقٍ لا متناهية تضربُ جسدي دونَ توقف.. لا مهلًا.. أنا توقفتُ عَن الشعور، إنهُ يقترب.. ذلكَ الظلُ العريض الذي يتوسطُ الضوء الساطع حولهُ يقتربُ بخطى ثابتة... ماذا عن بياتريس ؟، أهيَ بخير ؟، ليكس، لوكي، ميرا... ما الذي حلّ بهم، كيفَ لهُ أن يفعلَ كُلَ ذلكَ بهم !، و بروبي و البقية.. لقد وثقوا به !، هُم اعتبروهُ شيئًا !، لكنهُ خانهم ببساطة تمامًا كما فعلَ بي.. ظننتُ أنني لَن أثقَ بأحدٍ بعد الآن.. لا، كُنتُ أتظاهرُ بذلكَ، لكنني كُنتُ كالأحمقِ أثقُ بالجميع... كُنت ؟، ما الذي أتفوهُ بهِ ؟، أنا لم أمت بعد !، لِمَ عساي أتكلمُ بصيغة الماضي ؟، كَم مِنَ الوقتِ مرّ على لقائنا ببعضنا ؟، عامانِ ربما ؟، إنهُ عامٌ و نصفٌ تقريبًا... أجل.. في ذلكَ الوقتِ على ذلكَ الجرف.. بدأ كُلّ شيءٍ مجددًا."
سماءٌ زرقاءٌ صافيةٌ تشعُ بينما تتخللها بضعُ غيمة، البحرُ الأزرقُ يعكسُ لونَ المساءِ بدرجةٍ أعمقَ أو اثنتين، صوتُ هزيز الرياحِ و خجخجة أمواج البحرِ العاتية امتزجا مع هدوءٍ صاخبٍ هيمنَ على المكان، ضربَ النسيمُ ذلكَ الجسد الواقف على حافةِ الجرفِ بعتاءٍ فإذ بها خصلاتُ شعرهِ الدمساءُ تتحركُ بعشوائيةٍ و عنفٍ تلسعُ جبينهُ كما الحالُ معَ ملابسه المتخبطة، لكنَ ذلكَ لَم يمنعهُ منَ التحديق بالحميط بعينيهِ البنفسجيتينِ فقد كانت نظراتهُ تحترقُ شوقًا لبلوغِ ذلكَ الأفقِ المرسومِ بعيدًا بعيدًا حيثُ تنطبقُ السماء على المحيط، هوَ تاقَ لذلكَ الأفقِ و الأفقِ الذي يليهِ ثُمّ إلى الأرضِ ما بعدهما، يحترقُ شوقًا لتطأها قدمهُ مرةً أخرى مجددًا، كما لو كانَ يبحثُ عن روحِ جسدهِ المدفونةِ أعماقَ المحيط.
همسَ يحدثُ نفسهُ بنبرةٍ غُمرت بالحنين : و أخيرًا وجدتك.. الطريق إليكِ.. السبيلُ للقائكِ مجددًا.. سارا...
تلكَ الكلماتُ لَم تكسر صمتَ المكانِ إنما هوَ فقط اشتدّ أكثرَ كما لو كانَ يبتلعُ كُلَ شيءٍ بعدها
لكنَ ذلكَ الصوتَ الأجشَ كسرهُ بجدارةٍ قائلًا : ما بالُ هاتان العينان اللتان تقولانِ أُقتُلني ؟.
التفتَ أسودُ الشعرِ ينظرُ إلى الغريبِ ببرود فأردف : أفقدتَ عزيزًا في البحر ؟.
التفتَ أسودُ الشعرِ يحدقُ بالبحرِ مجددًا فأجابَ بهدوء : أبدًا...
سألَ الغريب : إذًا ما بالُكَ و كُلّ هذا الحزن ؟
أجابَ أسودُ الشعر : هذا ليسَ حزنًا.. إني أتوق.. أتوقُ إلى ما وراءَ هذا المحيط لا أكثر.
تقدمَ الغريبُ إلى حافةِ الجرفِ بدوره يتأملُ المحيطَ قائلًا : القرية الأسطورة التي أُنعمَ عليها ببحيرةِ خلودٍ سرمدية... قريةُ الزهورِ.. صحيح ؟.
التفتَ إليهِ الشابُ متعجبًا : كيفَ عرفتَ عنها ؟.
أجابَ الغريبُ متذمرًا : يا رجل إن كانَ هُناكَ مَن لم يسمع عنها فإما أنهُ يعيشُ في كهفٍ أو في كهف !، الشائعاتُ حولها كالذباب !، القرية الأسطورة ما وراءَ بحارِ الشرق.
هَمهَمَ الشابُ متفهمًا دونَ إجابةٍ واضحة و أمسى يحدقُ بالمحيطِ مجددًا فأردفَ الغريب : دانتيليوس... غوبر دانتيليوس... إن وددتَ الذهابَ إلى هُناكَ حقًا قابلني هُنا بعدَ عامٍ بالضبط !، ثلاثُ مائة و أربعٌ و ستونَ يومًا !
التفَ غوبر مغادرًا فاستوقفهُ أسودُ الشعرِ بعدَ أن خطا بضعَ خطوةٍ بسؤالهِ : مهلًا !، لِمَ تخبرني بشأنِ أمرٍ كهذا ؟.
ردّ غوبر دونَ أن يلتفت : الأطفالُ الذينَ يخصونني يحلمونَ بالوصولِ إليها بشدة، و أيضًا.. على الساحرِ أن يكونَ مغامرًا، و المغامرُ يحلم، و يحققُ أحلامَ المغامرينَ حولهُ، فما الضيرُ من تحقيقِ حُلمِ أكبرُ عددٍ منَ المغامرينَ طالما يمتلكونَ الحلمَ ذاته ؟
غادرَ غوبر المكان بينما تبعتهُ أنظارُ الشابِ الباردة على عكسِ داخلهِ الذي يتأججُ نارًا
رفعَ أسودُ الشعرِ كفهُ يحدقُ بها منبسطة فقبضها بهدوءٍ هامسًا : إن أردتَ تحويلَ الحلمِ إلى حقيقة... هاه..
- عودة إلى الحاضر -
" راين : أحمق !، كيفَ نسيتُ كُلّ ذلكَ !، انتظرني أيها العنيد المسبب للإزعاج !، و كأنني سأموت هُنا دونَ أن أضعَ النقاطَ على الحروف و على يديكَ أنتَ من بينِ كُلِّ الناس !!، هذا صحيح.. ما زالت هُناكَ طريقةٌ !، أشكركَ أيها الشريط الذي صورَ حياتي أمامَ عيني !، بفضلكَ استعدتُ شعوريَ بالرغبة في الحياة !."
تصنمَت بياتريس و من معها ينظرونَ إلى ذلكَ الجسد المستقر على الأرضِ دونَ حركةٍ و الدماءُ تزدادُ كميةً حولهُ، ثانيةٌ أو أكثر كانت كفيلةً بإعادةِ بياتريس إلى واقعها فنهضت بهدوءٍ تتقدمُ من جسدِ راين بخطواتٍ غيرَ ثابتةٍ
هيَ همست بصوتٍ مهزوزٍ ونبرة مستنكرة تسأل : را.. ين ؟.
وقفت تنتظرُ ردًا لبضعِ وقتٍ و أنظارها تتركزُ عليهِ لكن دونما فائدةٍ فجثت على ركبتيها تردف : راين... أنتَ تمزحُ صحيح ؟، قُل لي أنكَ تمزح !
مدت يدها المرتجفة تحملُ رأسهُ مريحةً إياهُ على فخذها فأخذت تتأملُ وجههُ الشاحب بينما تمررُ يدها على خده بهدوءٍ لتستقرَ عليهِ بضعَ دمعةٍ
قالت بصوتٍ مرتجفٍ من بينِ شهقاتها : لا تفعل هذا بي !، إنهُ مؤلم !، راين !!
نظرَ اليها غوبر ببرودٍ فقالَ بهدوء : هل أنهيتي نحيبكِ آنستي الصغيرة ؟
رفعت بياتريس نظرها نحوهُ تقطبُ حاجبيها ترمقه بنظراتٍ عدائية و الشرار يتطاير من عينيها بينما توهج جسدها نورًا أسودَ امتزج بالأبيض فارتفع شعرها متطايرًا إلى الأعلى
حذرته بصوتٍ مبحوحٍ امتلأ بجرعاتٍ من الحقد : لا تقترب !!، خطوة واحدة و سأفصلُ رأسكَ عن سائرِ جسدكَ أتفهم !!.
تجمدَ غوبر مكانهُ و البردُ يعصفُ داخلَ جسدهِ متسببًا بانتزاع قلبهِ من مكانهِ فحدثَ ذاتهُ مستنكرًا : ما هذا الشعور ؟، لا يمكنني إزاحة عيني عنها... هذا هوَ الخوف !، تبًا أنا أيقظت وحشًا من سباتهِ توًا !.
استمرت بياتريس تحدقُ بهِ بينما جاهدَ هوَ لجمعِ شتات نفسهِ حتى نطقَ أخيرًا : مـ.. مهلكِ !، هوَ لا يزالُ ينزف.. هذهِ إشارةٌ على أنهُ لا يزالُ على قيد الحياة.
صرخت بهِ بصوتها المبحوح : من أذن لكَ بالحديث !، ألم أقل أني سأفصلُ رأسكَ عن جسدكَ إن فعلتَ !!
حدثَ ذاتهُ مرعوبًا : اوي اوي اوي اوي !، إنها تعاني من خطبٍ ما بكلِ تأكيد !، هذا سيء !، سيء بحق !، هذا آخرُ ما توقعتهُ!.


- إكسينو. 08-13-2017 10:15 PM



الزهرة الحادية و الستون : الصدامُ الأخير 5 : الوداع.. غوبر.
" راين : صوت ؟... أحدهم ينادي باسمي... مَن ؟، إمرأة ؟... هذا الصوت اللطيف.. هذهِ النبرة.. بياتريس ؟... لماذا تبكين ؟... سأكونُ بخير.. سأكونُ بخيرٍ لذا رجاءً ابتسمي.. بياتريس."
توهج جسد بياتريس نورًا أسودَ امتزج بالأبيض فارتفع شعرها متطايرًا إلى الأعلى، أخذت الأرضُ تحتها تتصدعُ و ضغطٌ هائل هيمنَ على المكان، الهواءُ حولها عصفَ بقوةٍ و صدوعُ الأرضِ تشرخت أكثرَ و أكثرَ حتى أمسى حطامها يتصاعدُ إلى الأعلى، هيَ فقدت احساسها بكُلِّ ما حولها و فقط توجهُ نظرها نحوَ غوبر و تزمجرُ في وجههِ، و منَ العدمِ ظلالٌ انبثقت لتلفُ حولَ جسدِ الأخيرِ ليجثو على ركبتيهِ مجبرًا، و كيفَ لا
و هيِ الظلالُ التي قيدت المحيطَ مرة، شفراتٌ منَ الضوءِ تعومُ في الهواءِ و سياطٌ منَ الظلِ تلوحُ لاسعةً الأرض، غُرست بعضها في جسدِ غوبر لتتركهُ نازفًا بينما أجفلت سبابةُ راين ليشعَ جسدهُ بالأزرقِ السماويِ لبضعِ وقتٍ ثُمّ تجمعَ فوقَ جراحهِ التي بدأت تشفى
فتحَ عينيهِ بوهنٍ و ابتسمَ متعبًا فأمسكَ وجنتها اليسرى قائلًا : لا بأسَ عليكِ... اهدئي بياتريس...
هيَ أجفلت مستعيدةً جزءً من وعيها فحدقت بهِ بصدمةٍ لم تقلَ عن تلكَ التي تملكت غوبر
همست : راين...
بدأت دموعها تنهمرُ بغزارةٍ لتهتفَ : راين !، راين !، راين !!.
راين : هيا بياتريس.. اهدئي.. أرجوكِ.
بياتريس : لقد ظننتُ أنني لَن اراكَ ثانية... لَن أسمعَ صوتكَ ينادي باسمي...
مسحَ بإبهامهِ على جفنها السفليِ فطمأنها قائلًا : لا تقلقي.. مهما حدث.. سأبقى أنادي باسمك.
التمعت عيناها تتوهجُ أكثرَ منَ السابقِ بينما اختفى الضوءُ الذي غلفَ جراحَ راين فإذ بها و كأنها لَم تكن جنبًا إلى جنبٍ معَ النورِ الذي غلفَ بياتريس فنهضَ الأخيرُ جالسًا لتتمسكَ بهِ الأولى مجهشةً في البكاء بينما يمسحُ هوَ على شعرها، التفتَ إلى ميرا التي تجمعت الدموعُ في عينيها بينما يبعدُ بياتريس بهدوءِ
قالَ بينما يقفُ على قدميهِ : أحسنتِ في عدمِ البكاءِ ميرا...
أنكرت ميرا بصوتٍ مرتجف : و من ذا الذي قد يبكي عليكَ !.. أحمق !.
اتسعت ابتسامتهُ ليقهقهَ قائلًا : هاها.. هذا قاسٍ !.
التفتَ راين نحوَ غوبر ثُمَ تقدمَ منهُ لتعجلَ ميرا بدعمِ ظلِ بياتريس بسحرِ النباتاتِ خاصتها
سألَ غوبر بهدوء : كيفَ شُفيت جراحُكَ ؟.
فأجابَ راين بنفسِ نبرةِ الأول : أحدُ التعاويذ الخمسة... دموعُ القمر.
هَمهَمَ غوبر متفهمًا ليقول : أنتَ فعلًا لا تترددُ في استعمالها.
راين : و ما الفائدة من ادخارِ قوةِ حياتي إن كُنتُ سأموتُ على كُلِّ حال ؟.
غوبر : وجهةُ نظرٍ.
التفتَ راين نحوَ مطرقةِ غوبر المرمية أرضًا ليحولها حُطامًا بسحرهِ فأشارَ نحوَ بياتريس و ميرا بفكِ أغلالِ صاحبها و الذي لم يحرك ساكنًا.
أخذَ راين نفسًا عميقًا و قال : على الساحرِ أن يكونَ مغامرًا... و على المغامرِ أن يحلم.. تلكَ كانت كلماتكَ قبلَ عام.. ألديكَ حُلمٌ أيضًا ؟.
غوبر : وجهةُ نظر.
سألَ غوبر : حلم ؟.
ابتسمَ باستهزاءٍ ليقهقهَ بعلوٍ قائلًا : ليسَ لديّ شيءٌ كهذا !، أنا فقط أتوقُ إلى شخصٍ معينٍ كما تفعلُ أنتَ !، في الواقعِ نحنُ متشابهانِ أكثرَ مِما تتصور !... كلانا ساحرانِ فارغانِ دونما أحلام...
راين : أنتَ مخطئ... أنا لديّ حلم...
همهمَ غوبر مستفهمًا ليردفَ راين : أودُ استرجاعَ بصرِ بياتريس.. هذا سببٌ آخرُ يدفعني إلى العودة إلى قرية الزهور.
ضحكَ غوبر مستهزئًا ليقول : و هَل أصبحتَ حليفَ العدالة ؟!
راين : إسخر كما تشاء.. فهذا من أجلي أنا لا من أجلها...
سكتَ ثُمَ أردفَ : دعني أسألكَ مرةً أخرى : الأطفالُ الذينَ ذكرتهم هُم روبي و البقية... أزيارتكَ إلى قريةِ الزهورِ لَم تَكُن لأجلهم حقًا ؟، أكلامكَ عن كونكَ مغامرًا كُلهُ كذبة ؟، أَلم تقُل الحقيقة يومًا ؟، ألم تحمل لَهُم و لو القليلَ من المشاعر ؟.
أجابَ غوبر : الإجابة على كُلِّ تلكَ الأسئلة هي... لا.. البتة !.. كُلُّ شيءٍ زائف !.. لا أحدَ تمكنَ من رؤيةِ حقيقتي حتى جلالتها !.
راين : حقًا.. لقد خابَ أملي بنفسي لثقتيَ بك.
اكتفى غوبر بالابتسامِ مستفزًا ليردفَ راين : لَن أسألكَ اُمنيتكَ الأخيرة.. أنتَ لا تستحق لذا...
سكتَ ثُمَ أردف : الوداعُ.. غوبر... هذهِ هيَ النهاية.
هوى راين بسكينهِ نحوَ عُنُقِ غوبر لتتناثرَ الدماءُ في كُلِّ مكانٍ


القطة الثاقبة 08-15-2017 10:22 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبارك
اشكرك على البارتات الرائعة

وأخيرا افتكينا من غوبر هههه والله جتني سعادة يوم مات على يدين راين
ولكن هل بياتريس لديها قوة ولا تعلم عنها هل تسعى ورائها زعيمت غوبر؟
ماضي راين مؤلم جداً
لقد تحمست جداً لمعرفة الأحداث القادمة

ننتظر التكملة
بالتوفيقق1

X 08-15-2017 04:03 PM


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0853603472.gif








كان يا مكان في قريب الزمان
كان هناك فتاة تدعى شينا تقرأ البارتات بإنسجام
حتى هوى راين بسكنه نحوى عنق غوبر لتتناثر الدماء
وتنتهي الفصول الي سكبها إكسينو علينا
وبخيال شينا تظن ان الجميع سيتفاجئ من جراءة راين

ظن ظن
المهم
الحمد لله على السلامة
كيف الأحوال
أهم شيء بما أنك الكاتب

ندخل في الصلب
بالفعل ما دخلت لعقلي أنه ماركوس رح يكون بالمجموعة الثانية
وأظن حركته تلك كانت متعمدة

ترى الطعنه الي دخلت بإيده بدل راين معلمة لسا

نرجع لورا شوي
لوكا أخوه الصغير
ليكسي او الي تشان مو أخوه يعني !؟!

لوكا هذا شرير جدا
بالمناسبة مو ظاهر على والد راين انه شرير

ما كان مفاجئة خبر انه راين شيطان
لأني عرفت من الاحداث السابقة
بس ماضيه رائع مع أني حاسة أنه ما كل شي أنكشف

جوليا الباكا كيف بتحط حالها بذاك الموقف لو صار لها شي ما كان رح يتوقف عن لوم نفسه
بسقت قال لها ليكسي أنها بقت مدينة له بسبب حرشفة التنين
متت ضحك

تحول هاري فيه سر
وبياترس كمان حسيتها صارت شرسة بأخر بارت نزل
جميعهم معهم إنفصامات ضحك1

بس معها حق ما افكر بنفسي لو اكون محلها
يمكن الكوكب كله يصير غبار بمن فيهم الفاعل

عرفت انه كاترين والدتها لجوليا
زعلت لانها إفترقت عنهم بس يلله افضل مشان اتعلم افرق بين جوليا وروبي
بالمناسبة نسيت اعمارهن

هاري هذا نسيانه كل شي عنه وقصته إذا إنذكرت
بس اعرفه من يوم دخلوا الشجرة
حبيت هالشخصية جدا
هادئ والاكثر من الاإنفصام الي معه بضيف هيبة لشخصيته
بس ما عرفت شو علاقته ب حوليا ليش كل هذا صار
الموضوف بالمشاعر إلا بغيره
أليكسي بيعرف بس مدري إذا انت ذكرت وأنا نسيانه ^^"

هايدن شخصية لطيفه كثير
الي صار بسبب لوكا ومو ذنبه سامحته<<< إش دخلك بالموضوع سامحي ما تسامحي مشكلتك أي3
أول ما عبروا البوابه هو وأخته وهاري كان سوبر روعة

أحادية الالون تلك حبيتها كثير
حاسة في شي بقريتها رح يصير
الله يستر هم بالفعل 3

الفصول جمجميللة
مشكور على تعبك عليهم

بس أخطاء ما بقول عنها إملائية ولا نحوية
الكلمة مكتوبة تمام بس بدخلها حرف من عالم أخر

مثلا عالم = عارلم
شكلها كاترين سان إذا ما مخربطة بلإسم ما عادت تدقق الفصول

وغيره مافي كله روعة الوصف السرد المشاعر القصة وكل ما إحتوته الرواية رائع ألماسي

بالنسبة لتوقعاتي
أتقوقع أنه شي رح يحصل بخصوص قتل راين لغوبر وقلبه القوي لفعلها

مجرد توقع وعلى الاغلب مو معتمد

بإنتظار الفصول القادمة
جانا و2






الساعة الآن 05:53 AM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011