عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree91Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 02-24-2017, 01:47 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة المودة مشاهدة المشاركة
سلام عليكم


ماشاء الله

نقاط ضعفك لم ألاحظها الا بعد قراءة البارت ثلاث مرات!

ليس لانها معدومة بل اسلوبك يلفت لدرجة تتناسى بها نفسي و مداركي العقلية...

البارت كان روعة...

و الاروع بها ...

جملته الصادقة هاته

" بالنسبة لي .. السرور لا يحتاج إلى طريق مبهرج ليدخل إلى قلبي ، أحيانا أبسط الأمور تسعدنا عوضا عن انشغال أعيننا بالأمور الجميلة التي تفوق حدود المنطق ، إنني أبصر سعادتي ببصيرتي لا ببصري ! "

هي جملة أود تكرارها لنفسي كل صباح. ...

شكرا لك على طرحها..هي كنز للمتعقل !

فديت شعر البطل و عينه تخيله يخليني لسرقه قبل غيري..

خل القصة الرومانسية تختفي من اول...ههههه

تخليه الي و بس...

لكن لحظة..من اللي صار بالقطار فهمت...

إن بطلنا يغار على شارلوت...يولد يولد..توك في البداية...

مستعجل الراجل على المقدمات...

يلينا نبارك له حبه المفاجئ...!


معليش معليش...

ما فهمت العجوز ذاك..كيف عمل هيك...اسوء ما قد يحصل لشابين...

كل منهما لا يعلم اين يذهب.. يا للمعاناة...

شارلوت..هههه

كل همها بسمعتها في المشفى...

اثارت ضحكتي بجد...


العنوان...شيئ خرافي...

التصميم ، رائع..

إيصال الفكرة و المعلومات....روعة

لكن...

الوصف به نقص نوعا ما...

من ناحية وصف الشقة ..لونها ، طرازها و كذا اثاث الغرفة..و هكذا..

تفهمين المقصود دون الاسهاب فأنت محترفة مبدئيا..هههه

و الباقي كما...تعلمين..أسرارها معا..

شكرا لك على ابداعك...

أنتظر الآتي بفارغ الصبر...

اهنئك على شدي معك، منذ فترة أود الاستمتاع هكذا...بحق..

افتقدت أن أعيش في رواية...
أنت وفقت بجري لنطاقك...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
حسنا بصراحة اول مرة ينعقد لساني بسبب مديح كهذا هههههههه
لا يمكنني وصف سعادتي امام تعليقك هذا !
يسرني رأيك بشأن الأحداث والشخصيات ، وبالنسبة لنقاط الضعف فالحمدلله انها ليست ملفتة او
واضحة في كتابتي ! هذا يسعدني حقاً ..
بالنسبة لتعليقك على بعض الأحداث هذاا ما احتاجه فقط لأعرف رأي القارئ وقدرته على الإندماج معي في الكتابة
أو شعوره بالحماس للآتي .
بشأن العبارة التي اقتبستها فشكرا على هذا الإطراء العظيم
والحمدلله انه يوجد ولو القليل من الفائدة في ما أطرحه حتى لو كانت
في سياق رومانسي
جيد ان العنوان قد نال اعجابك وبالنسبة للوصف ساضعه في عين الاعتبار
لا تحرميني من تعليقاتك سأكون دائما في انتظارك
__________________


العالم كما أدركه أنا ، وليس كما هو موجود
  #7  
قديم 02-24-2017, 03:14 PM
 



الجزء الثاني ..

حدقت به بعدم فهم فأصدر صوتا ساخرا خافتا ولكنه سرعان ما انفجر ضاحكا !
متمتما من بين ضحكاته : هذا ممتع جدا .. يا الهي !
استوعبت الامر فقلت بنفاذ صبر وسخط : أنت سخيف ! أتظن نفسك مضحكا ! الأمر ليس مضحكا كما تعتقد .
أردفت ادفعه بعيدا : كاذب ..
_ هذا صحيح ، يخبرني الجميع بأنني أكذب كثيرا ..
_ يوما ما لن تجد من يصدقك ..
قلتها بإنزعاج شديد ولكنني سرعان ما توقفت عن الحديث محدقة بالهاتف الذي قد رن فجأة !
ركضت نحوه بسرعة لعله يكون إدوارد ولكنه لم يكن سوى .. إيثان !
لا أدري هل اشعر بالسرور أو بخيبة الأمل !
ابتسمت بهدوء وتحركت من مكاني مجيبة : مرحبا ..
أتى صوته المنزعج : أتمنى فقط أن تكوني قد تذكرت بأنني ما زلت على قيد الحياة !
انتابني سرور لمجرد سماع صوته ، من كان يتخيل أن اتصال منه سيكون كفيل بتغيير مزاجي تماما !!
صحيح أن سام اقرب إلي من إيثان بكثير ولكن إيثان غالبا ما يحترف انتشالي من ضيقي ولو بكلمة واحدة فقط !
ربما بسبب ما حدث لي خلال هذه الأيام ، لا .. بل منذ تلك الليلة المشؤومة التي رأيت فيها وجه كريس وأنا أعاني من تعكر مزاجي
طيلة الوقت في كل مكان وزمان ! سام لاحظ انزعاجي وفجرت به غيضي وغضبي ففضل ان يلتزم الصمت قليلا حتى ابوح بما
يزعجني بنفسي لو أردت ، ولكن .. كما هو الحال الآن فلقد غادرت مدينتي وأوقعت نفسي في شبكة عنكبوت تجبر المشاكل على
الالتصاق بي واحدة تلو الأخرى ! بالمناسبة العنكبوت هو مثال على وجه كريس الذي ..
انتفضت بذعر حين تعالى صراخ من الهاتف : هل أحدث نفسي أيتها الحمقاء !
تداركت الأمر بسرعة : أ .. أنا معك لا داعي لتصرخ هكذا !
_ ما الذي كنت شاردة الذهن بشأنه ؟ هل تفكرين بحزن كم اشتقت إلي ؟
_ ياللثقة ! انت أسوأ من سام في بعض الأحيان حين يتعلق الأمر بحب الذات ..
_ لا تشبهيني بذلك الأحمق ! اتصل بي قبل يومين وهو ويصرخ بأنك قد هربت من المنزل ، قال شيئا مثل انزعاجك طوال الأسبوع فلربما
هربت إلى مكان ما .. ظل خائفا ان يحمله أبي وأمي المسؤولية ..
انفجرت ضاحكة فأكمل : ولكنه تذكر فيما بعد انك انتقلت إلى المدينة المجاورة .. أي أحمق هذا !
اتجهت للأريكة لأجلس متجاهلة وجود كريس الذي يحدق إلي بصمت يجوبه ملل ، نظرت إلى يدي التي اعبث بها بطرف الأريكة وانا اقول من بين ضحكاتي : يا الهي .. إنه حقاً مجنون ! حسنا دعنا من سام وأخبرني عن آخر أخبارك ؟ كيف هو حالك !
أجاب متنهدا : لست بخير ولكنني ما زلت اتنفس على الأقل !
تساءلتُ باستغراب : لماذا ؟ هل حدث مكروه ما ؟
_ لا لم يحدث شيء ، الأمر فقط ..
ظل متردداً حتى تمتم باستسلام : إنها .. كاترين !
ارتفع حاجباي : ما خطبها !
أجاب بهدوء : لقد انفصلنا !
تنهدت الصعداء قائلة بفرح : حقا ؟ هذا أفضل يا إيثان صدقني .. لم تكن مناسبة لك أبدا ، ولابد وأنك اكتشفت ذلك أخيرا !
_ لن أنكر هذا ..
أكمل بهدوء : المهم الآن .. هل تحدثت إلى والداي ؟ كيف هما الآن ! إنني أحاول الاتصال ولكن يبدو انهما يتجاهلانني ..
_ بالطبع سيتجاهلا الجميع ولا سيما ثرثرتك انت وسام التي لا معنى لها ..
_ لا زلت لا أعلم إلى أين ذهبا ! عملي في مدينة بعيدة لا يعني اقصائي من العائلة ..
ابتسمت بسخرية : إنهما يقضيان الاجازة في الجزيرة المعتادة ، ماذا الآن هل غيرت معرفتك بالأمر شيئا ؟
_ فليكن ..
_ نسيت أن أخبرك ! لقد حصلت على تقييم امتياز !
_ لأجل التدريب ؟
_ نعم !
_ هذا جيد ، لم تذهب جهودك سُدى ..
_ اخبرني ألا تنوي العودة ؟
_ سأعود قريبا ولكنني لم أجد موعدا محددا بعد ، كما تعلمين أنا الآن أعمل في شركة مناسبة جدا ولا أظن بأنني سأعود قبل أربعة
أسابيع على الأقل!
_ تبدو مقتنعا بعملك !
_ كثيرا !
_ هذا جيد ، أعتقد بأنها ثالث شركة تعمل بها حتى الآن ! كف عن التنقل والترحال واستقر في مكان واحد ..
ضحك بهدوء : سأفعل ، أنا جاد هذه المرة ..
_ وأخيراً .
أطلنا الحديث معا حتى أغلقت الهاتف وودعته ثم تنهدت بارتياح مفكرة بشرود كيف من السهل لبعض الأشخاص جلب السعادة لمجرد أن يتهاوى على مسامعنا نبرة أصواتهم المريحة ، إيثان بعيد جدا عن المدينة ولكن مهما تكن المسافات بيننا فنحن في النهاية تحت سماء واحدة ، وقلوبنا اجتمعت على الحب دائما .. هذا ما كانت تردده أمي دائماً حين كنت أبكي لغياب شخص ما من المنزل ! ، وبشأن ما قاله عن كاترين فأنا لم أتقبل تلك الفتاة يوماً ! من الواضح انها لم تكن تحبه وانا واثقة انها مجرد عابثة وحسب ، إنني بالفعل سعيدة لانفصاله عنها ! فهو يستحق فتاة طيبة ومناسبة .. سيبلغ الثامنة والعشرون قريبا وعليه أن ..
بتر تفكيري صوت مستغرب : يبدو أنك غارقة بالتفكير به !
_ اهتم بشؤونك الخاصة من فضلك !
رفع كتفيه بملل ووقف متجها لغرفته وهو يدندن لحنا لأغنية ما ثم بدى وكأنه القى طرفة وضحك عليها بنفسه !
رمقته بلا حيلة محدثة نفسي : أعتقد بأنه يعاني من خطب ما في عقله !
مر الوقت سريعا وأصبحت الساعة تشير إلى الثامنة ليلا ، ولأنني جائعة اشتريت بعض الطعام فالمطبخ كان خاليا من كل شيء عدى الأشياء الأساسية فقط ..
وضعت الطعام على الطاولة واحترت في اخباره فربما يكون جائعا ولكن ..
تنهدت باستسلام واتجهت نحو غرفته وطرقت الباب فأتى صوته : من هناك ؟
همست : يا له من سخيف ! هل يعتقد نفسه ظريفا ؟
دخلت وتفاجأت بالغرفة مظلمة فأسرعت ارفع يدي باحثة عن زر الإضاءة حتى أنيرها ، وجدته يستلقي على السرير بوجه متململ ناعس !
اعتدل ليسند نفسه على مرفقيه محدقا إلي بترقب فقلت : لقد اشتريت طعاما و .. تساءلت إن كنت جائعا !
زم شفتيه ووقف مبتعدا عن السرير ثم فتح خزانة الملابس وتمتم مميلا برأسه : حسنا ..
قطبت جبيني وأنا الاحظ الأغراض الكثيرة الموجودة في الخزانة والصناديق والملابس وغيرها !
هو لم يخرج في هاذين اليومين !
وحين التقيته لم يكن معه سوى حقيبة صغيرة بحجم حقيبتي بل ربما اصغر ! فكيف امتلأت هذه الخزانة فجأة ؟!
خرجت من غرفته متجهة نحو غرفة الجلوس بحيرة واستنكار شديد !
تلك الأغراض كثيرة ليحملها في يومين دون أن الاحظه ..
جلس مقابلي فتناولنا العشاء بصمت ، كنت أمضغ الطعام ببطء وشرود ويبدو أنه لاحظ ذلك فقال بهدوء : أيزعجك وجودي ؟ يبدو أنك لا تشعرين بالراحة في تناول الطعام ..
تجاهلت سؤاله وقلت بحيرة : منذ متى .. منذ متى قمت بوضع الأغراض في خزانتك وفي بقية الغرفة ؟ أنت لم تخرج خلال هاذان اليومان صحيح ؟
أجاب بإستغراب : الأغراض في خزانتي ؟ منذ أسبوعين تقريباً !
اتسعت عيناي وشعرت بالغصة ، لابد وأنه يمزح !
إن كان قد حصل على الشقة منذ أسبوعين .. فكيف أعطاني المالك المفتاح ولما ؟ والاهم من هذا ..
لقد حصل على الشقة قبلي ، فلما لم يوضح الأمر لي ؟ كان عليه أن يخبرني بذلك مسبقا ، شخص غيره لقام بطردي منذ اول لقاء .. لماذا تركني اقتحم سكنه هكذا ؟
انزلقت الملعقة من بين اصابعي وعيناي متسمرة عليه بإنزعاج وتوتر : لماذا لم توضح الأمر منذ البداية وتخبرني بأنها شقتك ؟
أكملت بعدم فهم : لماذا ؟ مكانك لقمت بطرد أي دخيل مثلي !
ابتسم ابتسامة مرحة كعادته : أنا أقوم بطرد فتاة جميلة تبحث عن مكان للعيش فيه ؟؟
أكمل ضاحكا : كفاك سخفا لست وقحا لهذه الدرجة !
_ لم تجبني .. لماذا لم توضح لي الأمر ؟
_ هاه ! ما بالك يا فتاة ؟!
_ أجبني من فضلك فالأمر لا يبدو لي منطقيا حتى الآن !
لوى شفته وحدق بي بتمعن وقال رافعا كتفيه بلامبالاة : لقد أردتها بشدة ولم أعارضك على ذلك ، كما انك لم تعطني ولو فرصة واحدة أتذكرين ؟ قمت بتهديدي ولا زلت تقومين بهذا في كل حين ، ليس هذا وحسب فيبدو انك تكرهين سماع صوتي فكيف لي أن أشرح الأمر برمته ؟
توردت وجنتاي بإحراج وانزعاج ، ولكنني أشحت بوجهي قليلا قبل أن أتكتف بعناد : و .. ولكنني لا أفهمك ! لم يكن الأمر صعبا جدا ! فقط لو أخبرتني بأنك قمت بنقل أغراضك قبل أسبوعين لحُلت المشكلة وبحثتُ لي عن مكان آخر ! فلماذا إذا ؟
_ لأنني أردت ذلك ..
قالها ببساطة وهو يكمل تناول الطعام بلا اكتراث فتمتمت بعدم فهم : أردت ماذا تحديدا !
زفر واضعا قدمه اليسرى على اليمنى : لا أدري .. ربما لأنني لا أمانع وربما لأنني أردت معرفتك منذ أول لقاء لنا تلك الليلة ..
فغرت فاهي قليلا وقلت بعدم اقتناع : ماذا ؟ هل هذه مزحة أخرى ؟ لا بد وأنها إحدى دعاباتك ؟
بعثر شعره مبتسما : من يعلم !
ارتفع حاجباي بإستغراب وصمتنا للحظات حتى كسرت هذا الصمت بنفاذ صبر واستياء : اسمع .. مع انك لا تستحق الاعتذار ولكنني مخطئة لذا أعتذر عما فعلته وعلى اقتحامي لشقتك بطريقتي الفظة ، امهلني فقط مهلة يوم وسأنتقل من الشقة أتمانع ؟
اسرع يعتدل في جلسته باستغراب : أنا لا أمانع بمكوثك هنا يا آنسة ليس الأمر وكأنني منزعج كما تعتقدين فلا بأس لدي ولا مشكلة حتى !
أضاف بنبرة ملحة : يمكنك البقاء !
اسندت مرفقي على الأريكة بامتعاض : قلت لك هذا مستحيل ، أنا ممرضة وتهمني سمعتي كثيرا فهي ما سيمثلني أمام الناس ..
_ هل هذا كل ما يهمك !
احتدت عيناي : انصت إلي وقم بتنشيط مخيلتك ! لنفترض انك الآن قد تعرضت لحادث ، تعبر الطريق واصطدمت بدراجة هوائية فتم نقلك للمشفى ثم تـ..
_ لن أُنقل للمشفى بسبب دراجة هوائية !
_ افترض انها دراجة نارية إذاً .. حين تكون في حالة حرجة وتفتح عيناك لترى ممرضة سيئة السمعة تبتسم لك وتعاين حالتك فهل ستشعر بالراحة حقاً !
_ م .. ما الذي تقولينه ! ربطك للمواضيع أسوأ مما تخيلت !
_ هل حقا ستتقبل وجودها أمامك ؟
ظل ينظر إلي ببلاهة فزفرت : انسى الأمر .. شخص بأخلاق فاسدة مثلك لن يهتم بشيء كهذا ..
_ قد أكون بشوشا مرحا ولكنك في المقابل قاسية علي كثيرا !
ثم غير الموضوع وتمتم متسائلا : هل تملكين مالا كافيا لإيجاد شقة أخرى ؟
نفيت برأسي : لا .. لا أملك سوى القليل الذي سيكفيني لشهر أو أكثر تقريبا ..
ابتسم وهو يرشف من العصير : يمكنك ان تبقي هنا كما أخبرتك ، على الأقل حتى تجدي شقة مناسبة مع انني أشك بتوفر أي شقة الآن بأسعار معقولة كهذه .
لويت شفتي بامتعاض وأنا أفكر بكلامه .. إنه محق ! سيكون الأمر صعبا جدا ، كما أن نقودي لا تكفي ، ولا أريد إزعاج إيثان فهو بالكاد يصرف على نفسه وعلى نفقة العيش بالخارج ، وكذلك والداي اللذان يستمتعان بوقتهما معا ، وسام الذي لم يتعين في وظيفته بعد وبسببه سيصاب أبي بالجنون لاستهتارة بشأن العمل ..
ولكن ..
لا يمكنني الاحتمال أكثر ..
ليس مع هذا الكائن الذي لا يجيد سوى السخرية والدعابات .. !
همست بإحباط : أتساءل إن كان بإمكاني أن أثق بك !
رمقني بسخرية وقال باستنكار هازئ : لست مجرما أو منحرفا أخلاقيا !
تنفست الصعداء وقلت : لا تنظر إلي هكذا !
تساءل بحيرة : كيف ؟
أجبته بامتعاض : هكذا ! أنت .. ترمقني بنظرات ساخرة دائما كما لو كنت شيئا مضحكا ! ما مشكلتك معي ؟
اتسعت عينيه العسليتين بإستغراب : أنا لا أرمقك بهذه الطريقة ! أنا فقط أتعجب من أسلوبك العدائي تجاهي ! تبدين مستعدة لقتلي في أي لحظة !
زفرت باستياء : انت السبب في هذا ، لا يمكنك لومي !
يا الهي إنه محق تماما ، إنني أتصرف بطريقة عدائية وأسلوب حاد جدا ! أنا لست هكذا مع الناس وإنما معه هو فقط ! فأنا دائما ما أمزح وأثرثر مع الجميع !..
بل أن زملائي يدعونني بشارلوت اللطيفة ! متى بحق الإله تحولت هكذا !
لا شيء جيد أحصده بعد لقاء هذا الشاب !
أكملت الطعام مشيحه بوجهي بعيدا عنه ، إلا أنه قال بهدوء :ما زلت أتساءل ، كم عمرك ؟
نظرت إليه بصمت فتمتم مفكراً : في العشرون ؟
همست بتردد واضح : الحادية والعشرون
_ هكذا إذا !
_ ماذا عنك ؟
_ لما لا تخمني ؟
همهمت بتفكير : في الثالثة والعشرون ؟
نفي برأسه فقلت : الرابعة والعشرون إذا !
نفي مجددا فقلت : إما الخامسة والعشرون أو السادسة والعشرون !
قال مبتسما بمرح : أنا في الخامسة والثلاثون يا آنسة شارلوت !
فغرت فاهي بدهشة وعدم استيعاب : مستحيل انت تمزح !
ضحك بخفوت : هذا صحيح ..
عاود الضحك فرمقته بإنزعاج وحنق مزمجره : توقف عن هذا !
تساءل بعدم فهم : عن الضحك والسخرية ؟
_ بل عن الكذب !
أكملت بفضول وامتعاض : وكم يكون عمرك إذا أيها السيد الغامض ؟
تنهد : أيفاجئك إن قلت بأنني سأبلغ العشرون قريبا ؟
شهقت بدهشة : ماذا !
احتدت عيناي وزميت شفتي بغضب حين وضعه كفه على فمه وشرع بالضحك مجددا !
فصرخت بغضب : سحقا لك ، أنت سخيف ولا تتوقف عن الكذب !
قال بجدية مفاجئة وهو مهدئاً إياي : حسنا سأقول الحقيقة .. أنا في السابعة والعشرون !
رفعت كتفاي بلامبالاة معلقة : قل ما تشاء وكأنني سأصدقك ..
وقف متجها نحو الأريكة التي أجلس عليها وقال : إنها الحقيقة ! إنني في السابعة والعشرون !
حين لم تبذر مني ردة فعل وانا لا ازال اتجاهله أردف بتهكم : إنني جاد ! لقد بلغت السابعة والعشرون قبل شهرين تقريبا ..
تمتمت بإنزعاج : على كل حال أنا أكره الكذب ! وأكرهك أنت أيضا !
رفع حاجبيه : نعم استطيع رؤية هذا دون ان تعترفي !
أضاف بحيرة : هل تعاملين الناس بهذه الطريقة عادة ؟
وضعت الكوب على الطاولة : معك أنت فقط .. صدقني سيد كريس !
ثم تجاهلت وجوده وأنا اعيد رأسي للخلف وأسنده على الأريكة أحدق بالسقف فقال بنبرة عميقة : إذا فلتعلمي بأنني هكذا معك أنت فقط ..
نظرت إليه دون أن أرفع رأسي ثم عاودت النظر للأمام بحيرة منه ، ولكنني سرعان ما وقفت وقلت حاملة الطعام للمطبخ : علي ان أخلد للنوم ..
ثم عدت لغرفة الجلوس لأخذ هاتفي فكان مازال يستلقي على الأريكة ، أخذت الهاتف فابتسم: ليلة سعيدة !
ترددت قليلا حتى قلت بصوت خافت : تصبح على خير ..
اتجهت للغرفة واسرعت استحم ثم القيت بجسدي على السرير وغطيت في نوم عميق ..
في اليوم التالي ..
القى نظرة على الساعة في معصم يده وقال : إذا لنذهب الآن ..
أملت برأسي إيجابا ، فلقد عرض علي أن نذهب لشراء بعض المنتجات والطعام لأن المطبخ فارغ تماما فلم أعارض فكرته ! فهذا أفضل من تبذير النقود على شراء الطعام من الخارج ..
دخلنا إلى المتجر ، واتجه ليأخذ سلة المشتريات ويدفعها ، كنت أشتري الخضار والفواكه واللحوم والدجاج وغيرها من معلبات وأمور أخرى كثيرة ، إلا أنني شعرت بالسخط وحاولت تمالك نفسي بصعوبة لأنني كلما اتجهت لأضع المشتريات في العربة أجد كريس يقف في ركن أخر بعيداً عني ! وليتها كانت أقسام مهمة بل إما قسم للتسالي أو المعجنات وما شابه !
رمقته بنفاذ صبر بينما تجاهل نظراتي وقال : أخبريني أيهما أفضل ؟ بنكهة البندق أم العسل ؟
_ هل قررت اصطحابي لتفقدني صوابي ؟
_ هاه !
_ لماذا لا تترك العربة هنا إن كنت ستواصل التحرك هنا وهناك ؟
أمال برأسه : حسنا إذا سأشتري النكهتان ، الم تنتهي بعد ؟
قلت محدقة بالعربة بتفكير: لا أدري إن كنت قد نسيت أمرا مهما ! ولكن أعتقد بأنني انتهيت !
احدثنا القليل من الضجة عندما أصر كلانا أن يدفع في المحاسبة ولكنه انتصر في النهاية بحجة أن كبرياءه كرجل لا يسمح له بترك امرأة تدفع المال عوضا عنه !
عدنا إلى المنزل حين أشارت الساعة للثالثة ظهرا فقلت له : لا بأس بغداء متأخر ؟؟
أجاب مشيرا لمعدته : أريد ملئها وإلا اختل عقلي ، أرجو فقط ان تكوني طباخة ماهرة ..
ابتسم ساخرا فقلت اضع يدي على خاصرتي : إن كنت ستبدأ بانتقاداتك من الان فقم بالطبخ بنفسك !
_ كنت فقط أقول بأنه عليك اعداد شيء قابل للاستهلاك البشري ..
_ أي ملاحظة أخرى سيد كريس ؟
_ نعم كنت سأقول بـ..
_ توقف عن الثرثرة والتطلب وكأنك أحد خبراء لجنة التحكيم ! يا الهي .. ماذا عن مساعدتي إذاً ؟
جلس أمام التلفاز وقال محدقا بي بطرف عينه : أنا ؟ أنت لا تريدين المبيت بالمشفى تعانين من التسمم صحيح ؟
أطلقت همهمة ساخرة ففوقفت انظر إليه لثوان قبل ان استسلم واضحك بخفوت ثم ذهبت أعد الطعام ، وبعد ان تناولنا الغداء شعرت بالرضى حين أبدى إعجابه بما طهيت !
مرر يده على معدته بينما قلت : لنتفق ..
_ على ماذا ؟
_ على أن أقوم أنا بالطهي بينما تقوم انت بغسل الصحون !
اتسعت عينيه قليلا وبعثر شعره ذو اللون العسلي البني وقال بحيرة : أنا .. حسنا ليس وكأنني أمانع ولكن .. !
قطبت حاجباي باستغراب : ماذا !
_ لا شيء ..
_ بدوت متردداً !
_ ربما عليك ان تريني كيفية غسل الأطباق بطريقة صحيحة على الأقل ..
_ هاه !! الست أعزباً ؟ الا تقوم بهذه الأمور بنفسك عادة ؟
ابتسم بهدوء : يبدو انني لم أعد عازباً الآن ..
وجدت نفسي ابتسم بعفوية رغما عني لتلميحه ذلك فابتسم وهو يحدق بي بتمعن شديد فرمقته بحيرة حتى قال : رائع أن أراك تبتسمين لي بهذه الابتسامة اللطيفة آنسة شارلوت !
قلت بهدوء : هذا وارد جدا فأنا لست حادة الطباع كما تعتقد سيد كريستوبال !
لوى شفتيه ثم اعتدل في جلسته وقال : لقد قلت لك نادني كريس ولا داعي لهذه الرسميات بيننا !
_ هذا إن توقفت عن قول آنسة شارلوت !
_ يبدو أن الرد جاهز لديك في جميع الأحول !
قالها ضاحكا ثم أردف : حسنا شارلوت سأغسل الصحون !
توترت قليلا وأنا أسمعه ينطق بإسمي بلفظ غريب قليلا و ازدردت ريقي قائلة : لقد قلت للتو بأنك تريدني أن أريك كيفية غسل الأطباق اليس كذلك ؟ لـــ..
ولكنني توقفت عن الحديث حين تجاهلني متجها للمطبخ !
تبعته إلى هناك وأول ما قاله هو : ماذا أفعل ؟
تنهدت ساخرة : انا لن أضيع وقتي في تعلميك لذا اترك الأمر لي واختر مهمة أخرى ، على أي حال أنا لن أبقى هنا طويلا كما تعلم ..
قلتها وانا اذهب إلى المغسلة ولكنني توقفت رغما عني عندما أمسك بذراعي يديرني نحوه ببطء !
حدقت به بحيرة وعدم فهم !
ظل ينظر إلي فطرفت بعيناي بارتباك إلا أنه أبدى عكس ذلك فلقد كان هادئا وواثقا بطريقة ما !
حدق بعيناي هامسا : إنها المرة الأولى التي أنظر إليك فيها عن قرب !
حبست أنفاسي بإحراج ودهشة ، وحاولت إبعاد يده قليلا إلا أنه قال : لقد قلت لك مسبقا .. بإمكانك البقاء هنا لأنني لا أمانع فلماذا تصرين على الذهاب ؟
كنت مرتبكة كثيرا ! اجتاحني التوتر بشدة ولكنني قلت محاولة التظاهر بالهدوء : هلا تركتني ؟!
ولكن عيناي قد اتسعتا عندما رفع يده ليرفع خصلة متمردة عن وجهي ويعيدها خلف اذني مستمرا بالنظر إلي !
ظل هكذا حتى أجفل كلانا على صوت جرس المنزل الذي تعالى بصوته فجأة !
ابعدته عني منتفضة واتجهت نحو الباب بسرعة ونبضات قلبي تتسارع أكثر فأكثر ! وكأن تلك الخفقات تعلن اضطرابها ورغبتها الملحة في الاستقرار وتطالبني بتهدئتها !
فتحت الباب بسرعة دون ان أسأل لشدة ارتباكي وإذا بي أرى امرأة بدينة بعض الشيء و تبدو في العقد الخامس من عمرها ، نظرت إلي بإستغراب وكذلك فعلت أنا ، اضطررت للابتسام لها وقلت بهدوء : م .. مرحبا ؟!
رمقتني بتفحص لوهلة ولكنها سرعان ما ابتسمت بلطف : مرحبا ، لم أرك من قبل يا عزيزتي ، أيعقل بأنك صديقة كريس أو زوجته !؟
قطبت حاجباي استغرابا من سؤالها ، لماذا ذكرت كلمة " زوجة " ! وحينها راودني السؤال ..
هل كريس متزوجا على عكس ما توقعت !
أردت إيضاح الأمر لها إلا أنني فوجئت بيده تطوقان كتفاي وقال بمرح مخاطبا السيدة : أوه ، مرحبا سيدة أماندا لم اتوقع وصولك قبل الغد ! كيف حالك ؟
حدقت بهما بحيرة واستغراب ، وكدت أزيح يده بعيدا مخفية اضطرابي وانزعاجي ولكن السيدة قالت بنبرة مشابهة لمرحه : أنا بخير عزيزي ، نعم لقد اتيت قبل موعد وصولي .. يبدوا أنها زوجتك إن لم يخب ظني !
نفيت برأسي محاولة نفي ذلك ولكنه ضحك متمتما : لا بد وأنها نالت رضاك !
أسرعت أرفع رأسي نحوه وحدقت به بذهول واستغراب ، ما الذي يقوله هذا الأحمق ؟
أصدرت المرأة ضحكة خافتة مميلة برأسها : إنها جميلة جدا ! هل كنت تخفيها عنا !
بادلها المزاح وسط دهشتي وعندما أشار لها بالدخول نفيت : لا يا عزيزي فأنا مشغولة بعض الشيء كل ما أردته هو الاطمئنان عليك ..
ثم نظرت إلي فارتبكت قليلا ورمقتها بصمت حتى سألتني بلطف : أنا لم أعرف اسمك حتى الآن !
_ إسمي شارلوت ، وبالمناسبة أنا وكريس لسنا زو..
_ لسنا معتادين على هذه الشقة بعد لذا لم أعرفك بها مسبقا سيدة أماندا !
قالها بمرح بينما امالت برأسها : أفهم هذا ، حسنا يا بني علي أن أذهب الآن أراك فيما بعد ..
أردفت مبتسمة : اعتني بها جيدا وإن احتجتما لأي شيء فلا تترددا !
حين ذهبت ، أغلق الباب وما أن فعل ذلك حتى دفعت يده بعيدا ونظرت إليه بانفعال وقلت بحزم : هل جننت ؟ لابد وأنك بالفعل جننت !
قوس حاجبيه مستغربا وسأل بحيرة : ما الذي فعلته ؟
حبست أنفاسي بغضب ثم قلت منزعجة : لقد .. لقد قلت بأننا متزوجان ..
رفع كتفيه ببرود وقال : على الإطلاق ! أنا لم أقل ذلك ولا أذكر متى تفوهت بشيء كهذا !
لويت شفتي وكتمت غيضي : حسنا صحيح بأنك لم تقل ذلك ولكنك اوضحته بطريقة غير مباشرة وقاطعتني حين اردت ايضاح سوء الفهم لها ، لذا فأنت السبب في ظنها انني زوجتك !
بدى وكأنه غير مكترث لما أقوله ! ودفع جبيني بإصبعه بقوة وضحك ساخرا بخفوت ثم جلس على الأريكة ممسكا بجهاز التحكم بملل !
صرخت أمرر يدي على جبيني بألم : هيه أنت ، اذهب وأصلح الأمر حالا .. أخبرها بأنه سوء فهم حتى لا تعتقد بأنني ..
_ وماذا أقول لها ؟ بأنك تعيشين معي بصفتك من ؟!
قاطعني بجملته تلك فزميت شفتي لبرهة وتوقفت عن الحديث !
حين لم أجب ابتسم وعاود ينظر للتلفاز فاقتربت وقلت باندفاع : لا يهم ، قل لها أي شيء آخر ! انا لن اكون هنا في الغد او بعد غد لذا لا داعي لجعلها تسيء الظن ..
نظر إلي هذه المرة بتمعن وتمتم متسائلا : آنسة شارلوت هل والديك على قيد الحياة ؟
أملت برأسي بحيرة منه فأكمل : إذاَ .. إن كنت قد ..
توقف عن الحديث فجأة فتساءلت باستنكار : ما الأمر ؟
حدق بالتلفاز ثم قال ساخرا كعادته : أتساءل ما ردة فعلها عندما يعلمان بأنك تقطنين مع شاب وسيم أعزب في شقته تحت سقف واحد !
انتابني ارتباك من نبرته الماكرة تلك بينما أردف ضاحكا : سيقتلانني بلا شك ، وربما يتهمانني باستغلال ابنتهما الحسناء .. لماذا لا تـ..
قاطعته بهدوء : هذا لن يدوم طويلا .. توقف عن هذا رجاءً !
صمت لوهلة ثم قلت بهدوء أكثر وبتفكير : لا داعي لكل هذا فسوف أخرج من شقتك قريبا جدا ، أنت محق فمكوثي معك تحت سقف واحد سيغضب والداي بلا شك ، سأجد مكانا مناسبا بعيدا عنك تماما ..
جمدت ملامحه قليلا : حقا ؟ وأين هذا المكان !
أكمل بنبرة خافتة قليلا : لماذا لا تلجئي لصديقك المدعو .. ما كان اسمه ؟ آه صحيح .. إيثان !
أضاف متململا : لا بد وأنه سيسر بذلك مع فتاته ، التي يبدو أنها تعامل الجميع بلطف .
ثم همس يلوي شفته : باستثناء كريس ..
صديقي ؟! ابتسمت ساخرة وضحكت بخفوت رغما عني فنظر إلي باستنكار وحيرة ولكنه عاود يشيح بوجهه ينظر للتلفاز بهدوء ، هل يظنه صديقي ؟ وهل قلت أنا ذلك !
لا يهمني إن كان يعلم بالأمر حتى فأنا لن أمكث كثيرا ولا يحق له بمعرفة أي شيء !
قلت ببرود : من الواضح بأنك تحاول تغيير الموضوع والإفلات منه ! لقد أخبرتك بأنه عليك أن تصحح خطأك ! انت تخدعها .. هذه وقاحة !
رفع حاجبيه وكأنني قلت شيء غريبا ومضحكا بالنسبة له !
أصدر همهمة ولم أفهم ما يقوله إلا أنني فهمت بأنه يسخر مني ويهزأ بي كعادته ..
تقدمت منه قليلا ورمقته بحدة : اسمع ، انصحك بأن تتوقف عن التظاهر بالبراءة ! أنت ترتدي قناع ملامحك هذه وتخفي تحتها أخلاق فاسدة وشخص لا يحترم الآخرين أو يحسب له أي حساب على الأقل ! أخبرني فقط إن كنت مصابا بمرض ما فأنت لا تبدو طبيعيا لي !
ضحك بخفوت فاستشطت غضبا : اوه هذا صحيح هيا فلتضحك ، نعم اضحك واستمر أرجوك فأنت لا تجيد شيئا آخرا وهذا كل ما تفعله ، نعم تفضل واضحك كما تشاء !
قال من بين ضحكاته بصعوبة : يا الهي ! ولا زلت تنكرين حدة طباعك ؟ ، ولكن لا يمكنني أن أشعر بالملل أمامك !
رمقته باشمئزاز شديد فقال : ماذا ؟
أضاف بملل : هل ستستخدمين مخالبك للقضاء علي ؟
_ م .. مخالبي ؟!
_ النظر إليك يشعرني .. حسنا كيف أصف ذلك ؟ وكأنني أنظر إلى قطة صغيرة مستعدة لتنقض على فريستها !
همست بإحباط : آه انت محق هذه المرة ، مستعدة لأنقض على جرذ مثلك ..
انفجر ضاحكا فهمست : أنت مريض !
لا أدري هل تخيلت ذلك أم لا ولكن ملامحه قد تغيرت قليلا ، بدى منزعجا نوعا ما وسرعان ما وقف مشيحا بوجهه بعيدا فقطبت حاجباي باستغراب : ما الأمر ؟ ماذا !!
استدار بعيدا فلم أرى سوى ظهره !
ما الذي حدث له ؟ هل قلت ما يدعو للانزعاج ؟؟
همست بحيرة وتوتر : هل من خطب ما ..
همس بنبرة جافة : وهل يهمك الأمر ؟ فأنا لست سوى شخص مزعج بالنسبة لك !
ازدردت ريقي واستندت على طرف الأريكة مجيبة : ا .. الأمر عائد إليك ! لقد أردت معرفة ما جعلك تنقلب هكذا ! هل هو بشأن أمر ذكرته ؟ أيكون متعلقا بمرض ما كما قلت للتو ؟!
استدار نحوي بملامح مقتضبة وبدى وكأنه متردد قليلا إلا أنه قال بهدوء : ماذا إن قلت لك نوعه ؟
أكمل بنبرته السابقة : فما الذي قد تفعلينه لي ؟
_ لا أدري ! ولكن ربما يساعدك الحديث ، يبدو أن أمره يضايقك !
حدق بي بصمت لفترة طويلة فشعرت بالقلق حياله ! لمعت عينيه ببريق غريب ثم تمتم : إنه مرض وراثي ، لقد ورثت المرض من والدتي .. إنه مرض الوسامة المفرطة يا آنسة شارلوت و..
ولكنه لم يكمل حديثه بسبب الوسادة التي القيتها على وجهه بقوة وبغضب شديد ! ولكنه التقطها للأسف وابتسم ابتسامة عابثة فقلت بسخط : إياك وأن تتحدث معي مجددا ، اللوم كله يقع علي ما كان علي ان اقوم بإهدار وقتي بالاستماع إلى سخافاتك !
تجاهلته واتجهت للغرفة وصفقت الباب بإنزعاج وكم شعرت بالغضب عندما قال بصوت عالي : لا تنسي إعداد العشاء يا شارلوت ويفضل أن يكون مبكرا !
هل أضع له سما ؟ أو أحرقه بالزيت !
انا لم أقابل شخص مثله من قبل ، هل هو بكامل قواه العقلية حتى ؟ القيت بجسدي على السرير أحدق بالسقف بشرود .. إنه في السابعة والعشرون ، شخص مثله ينبغي أن يعمل ويتحمل مسؤولية أسرة .. اتساءل إن كان وحيدا أم لا ! وهل لديه مكان غير هذه الشقة !
كان الوقت يمر بسرعة وأنا على وضعيتي ذاتها كل ما أفعله هو التحديق بالسقف بشرود تام مفكرة بحيرة بما علي فعله في الأيام القادمة ..
فُتح الباب ببطء فاعتدلت جالسة ، لقد دخل دون ان يطرق الباب حتى !
كان ممسكا بهاتفي الذي يرن بين يديه وقال بهدوء : إيثان يتصل بك ..
أردف بملل : يبدو شخصا ثرثارا !
وقفت متجهة نحوه وانتزعت الهاتف من يده : أنت آخر من يتحدث عن الثرثرة !
توقف هاتفي عن الرنين قبل أن أجيب فبادلته النظرات بهدوء بينما وضع يديه في جيبه متمتما : سيزورني ضيفان ..
وضعت هاتفي على المنضدة واستقمت أنظر إليه بحيرة : اليوم ؟
أمال برأسه فقلت مبتسمة ابتسامة صغيرة بالكاد ترى : يمكنني أن أعد الطعام وأرتب الشقة ، لا تقلق سأخرج لتأخذ فرصة للاختلاء معهما ..
نفي برأسه : لا داعي لذلك .. ابقي !
تساءلت مستنكرة : بصفتي من ؟ سيتساءلون عن ذلك بلا شك !
ابتسم بهدوء وهو يجيب : زوجة مؤقتة ؟
قلت باندفاع سريع : أحمق ! أنت تحلم .. لا بد وأنك تستمتع مجددا بقول تفاهاتك ..
رفع حاجبيه بسخرية ثم تقدم قليلا : إذاً ؟ ماذا أقول لهم ؟
رصيت على شفتي أرمقه بإنزعاج شديد : لا يهم ..
_ لا يهم ؟
_ أخبرهم بأننا مجرد أصدقاء ، منذ القدم مثلا .. أو جارتك على سبيل المثال ؟! أو ..
_ إنسي هذا الاقتراح ..
قالها بتهكم ساخر .. فقلت : لماذا !!
_ إنهم على علم بكل أصدقائي تقريباً .. لن تنطلي عليهم هذه الكذبة الصغيرة !
_ أخبرهم أننا أصدقاء جدد إذاً !
_ لن ينفع هذا أيضاً ..
_ ماذا ؟ هل تواجه صعوبة في ابتكار كذبة مناسبة ؟ أنت محترف ومبدع في الكذب ، حسنا فليكن .. انسى الأمر برمته إذا !
لا أدري لما تغيرت نبرت صوته وهو يقول : ابقي ! سأقول لهم بأننا جيران إذا ..
ثم خرج من الغرفة بصمت ، ما هذا الانقلاب الغريب !
تنهدت بعمق إلا أنه دخل مجددا : ارتدي أجمل ما لديك ! رجاءً ، ولا تحاولي إغوائي بما ترتدينه ، قد أبدو منحرفاً ولكنني شاب منضبط سلوكياً وصعب المنال ..
خرج مجددا فحدقت بالفراغ بعدم استيعاب ، حتى وجدت نفسي اضع كفي على فمي و أضحك بخفوت !
لا مجال للشك .. إنه مختل ! ..
كنت أرتب الشقة بينما يساعدني في توضيب بعض الأغراض وإزالة الغبار ، تنهدت بتعب حين انتهيت ونظرت للمكان برضى وسرور !
بدى المكان أفضل ، راقيا ومريحا وجميل ..
لم يبقى سوى إعداد الطعام ..
سألته باهتمام : ما الذي تريده على العشاء ؟
جفف وجهه بالمنشفة بعد أن غسله ، ثم أجاب : لا أعلم ! أعدي ما يمكنك طهيه ..
وبذلك أعددت أصنافا لا بأس بها ، وبينما كنت منهمكة في آخر اللمسات رفعت قدماي لأخذ طبقا مميزاً في الأعلى ، لا يمكنني الوصول بعد .. هل أجلب شيئا لأصعد فوقه ؟
ولكنني سرعان ما تفاجأت بيده التي امتدت ليحضر لي الطبق !
استدرت انظر إليه بصمت وهدوء فهمهم قليلا قبل ان يقول بتفكير : يفترض أنه مشهد رومانسي اليس كذلك ؟
_ هاه !
_ الا تعرفين ما يحدث بعد هذه المواقف ؟ يقوم البطل بالتحديق في وجه البطلة ثم ..
رفع يده اليسرى وهو يشبكها بيده اليمنى : ثم يتبادلان عناقاً مطولاً .. أو قبلة سريعة حتى ! ولكن .. في حالتك هذه فحتى تبادل النظرات يبدو مستحيلاً ..
_ رائع .. خيالك واسع جداً من الجيد انك التمست الواقع في جملتك الأخيرة !
انتزعت الطبق منه بحزم ووضعته على الطاولة ، فتنهد بلا حيلة وخرج من المطبخ ، حينها ابتسمت بشرود وانا أنظر للطبق واعاود النظر إلى المكان الذي كان يقف به ..
عندما أشارت الساعة إلى الثامنة مساءا كنت قد انتهيت تماما ..
ابتسم بمرح : الرائحة شهية ! بالمناسبة ما رأيك ؟
رمقته باستفسار فوجدته يرتدي بدلة أنيقة رائعة ذات لون أسود !
لقد كانت تظهره بشكل مختلف تماما ! من مظهر الشاب العابث والمهمل إلى مظهر شاب أنيق جدا ..
تساءلت بحيرة : هل الضيوف أشخاص مهمين ؟
_ نوعا ما ..
_ هكذا إذا !
_ لا زلت أنتظر رأيك .
_ آه ! أمم .. أعتقد بانها مناسبة ..
بعثر شعره وتمتم بإحباط : مناسبة فقط ؟ على كل حال أعلم .. والآن الن ترتدي ملابسك ؟ لابد وأنهم على وشك الوصول ، ربما سيصلون خلال ..
قاطعه صوت جرس المنزل فقلت أتجه إلى الغرفة : لن أتأخر !
أغلقت الباب وبدأت بالبحث عن ملابس مناسبة في حقيبتي ، صحيح بانني لم أحظر معي ملابس كافية ولكن لحسن الحظ بأنني قد وضعت فيها ملابس ملائمة ، ثبت نظري على الفستان البسيط الذي ظهر أمامي ، إنه فستان ذهبي امتزجت الوانه باللون البني الداكن وفي نهايته يتدرج إلى اللون الأبيض ، كان قصيرا وبسيطا .. ارتديته بتمهل وحذر ولا أنكر بأنني شعرت بالرضى التام وأنا احدق بنفسي بالمرآة !
هذا الفستان معي منذ سنتان ، لقد أهداني إياه إيثان في يوم ميلادي التاسع عشر ، سرحت شعري لأتركه ينسدل على ظهري ولكنني في النهاية قد غيرت رأيي وقمت برفعه قليلا .. كما أنزلت غرتي على جبيني ووضعت ضلا للعيون وأحمر شفاه ..
نظرت إلى نفسي للمرة الأخيرة .. وهنا ..
استوعبت !
ما الذي فعلته في نفسي بحق الإله ؟ لما كل هذا ! لما أبالغ في مظهري ؟ ازدردت ريقي وتنهدت بعمق هامسة : لا بأس .. لا بأس !
ثم خرجت من الغرفة ببطء نحو غرفة الجلوس ، ولم أجد سوى شخصين !
امرأة تبدو في أوائل الأربعين من عمرها ورجل يبدو قريبا من عمرها كذلك !
قلت مبتسمة بلطف : مرحبا ..
حدقا بي بنظرات متمعنة جدا ومتفحصة أربكتني ! حتى شعرت بالقلق والارتباك ..
تقدمت لأصافح السيد الواقف بجانب كريس ، فامتدت يده ببطء وهو يحدق بي بطريقة جعلتني أنظر نحو كريس بحيرة وتوتر شديد !
إلا أنني تجاهلت الأمر قائلة : أ .. أنا شارلوت !
قال بهدوء لطيف : مرحبا يا شارلوت .. أنا جوشوا !
أضاف : نادني بجوش فقط ..
_ تشرفت بمعرفتك !
ثم اقتربت المرأة ذات الشعر البني الذي يميل الى اللون العسلي تماما كشعر كريس !
صافحتها بابتسامة هادئة حيث قالت : مرحبا آنسة شارلوت ، أنا كلوديا عمة كريس ، وهذا زوجي جوش
اكملت بحيرة : أنت رائعة يا عزيزتي لم أتوقع مقابلة شابة بمثل ملامحك !
م .. ملامحي ؟ ما الذي تقصده !؟
همست بإستغراب : ملامحي ؟ هـ..
_ عمتي ..
قالها كريس بهدوء فابتسمت عمته وجلست بعد أن جلس زوجها وقالت : سعيدة بلقائك عزيزتي ..
جلس كريس مقابلهما فجلست بجانبه مرددة : وأنا كذلك !
_ كم عمرك آنسة شارلوت ؟
_ أنا في الحادية والعشرون !
كان هذا سؤال جوش الذي سرعان ما سمع بإجابتي لتتسع عينيه بينما قالت زوجته : هاه !
ارتبكت لردة الفعل هذه ونظرت إلى كريس بصمت !
ثوان حتى وقفت عمته وسحبته من ذراعه فتبعها بعيدا عن الطاولة قليلا ، لا أدري ما الذي كانا يتهامسان بشأنه فجلست اشبك يداي بتوتر ..
رفعت رأسي قليلا أنظر إلى جوش الذي ابتسم بلطف فبادلته الابتسامة بهدوء ..
حسنا لن أنكر بداية شعوري بالارتباك ! لماذا تغيرت نظرات عمته فجأة ؟
نظرت إلى كريس الذي همس بغيض : فليكن .. سأشرح هذا لاحقاً ..
عادا مجددا إلى الطاولة ليجلسا فتساءلت عمته مبتسمة : شارلوت هل انت من هذه المدينة يا عزيزتي ؟
نفيت برأسي : لا سيدة كلوديا ، مدينتي تبعد ساعة تقريبا من هنا .
_ هكذا إذاً ! هل تعملين ؟
_ سأتخرج قريباً جداً ..
طرفت بعينها بعدم استيعاب ثم عاودت تقف وتسحب كريس من ذراعه وهو يتنهد بملل ..
م .. ما خطبهما !!
لحظات ثم عادت عمته وجلست متسائلة بسرعة : هل تعرفين كريس منذ وقت طويل ؟
أسرع كريس يقول بهدوء : عمتي .. لقد اعدت شارلوت العشاء ماذا عن تناوله ؟
_ كريس كنت أعتقد بأنك على وشك فقدان عقلك ولكنني لم أتخيل انك فقدته بالفعل !
_ عمتي .. لا يجب ان أشرح كل شيء الآن ! ثم أنني اتخذت قراري مسبقاً ..
_ يبدو انك لن تتعظ ! لماذا فكرت بالأمر كما يحلو لك ؟ ماذا عنا !
_ ليس وكأنني تجاهلتكم ! ولكنه قرار يخصني ..
_ أكره طريقتك في الحديث هذه ! أنت لا تعيش وحدك يا كريس .. لقد أخبرتك بأنك ..
تدخل جوش بحزم : هذا يكفي ..
صمت الاثنان وهما يشيحان بوجهيهما بعيدا ..
ما حوار الألغاز هذا !؟ تأملتهما بتمعن وتفحصت النظر اليهم !
أشعر بأن وجودي .. لا داعي له في هذه النقاشات الأسرية ..
وضعت كلوديا قدمها اليسرى على اليمنى ونظرت لكريس موبخه بعناد : كريس ، أنت تورط نفسك لا أكثر و ..
_ أنا أعلم ما الذي أقوم به ، لم أعد انتظر من أحد إعطائي الأوامر والتعليمات !
أكمل ممتعضا : سنتفاهم لاحقا !
_ بالطبع ستوضح لنا الأمور لاحقا ..
قالتها بحزم ثم اطبقت شفتيها بقوة بينما تمتم زوجها : على كل حل نحن لن نطيل الجلوس كثيرا فعلينا الذهاب إلى المشفى ، والدك متعب جدا اليوم وبحاجة إليك لـ..
تفاجأت به يقاطعه بمرح : الرائحة شهية للغاية .. لم أعد أطيق الانتظار ..
تنهدت السيدة كلوديا ونظرت لزوجها باستياء ! ما الأمر ؟
ما الذي يحدث أمامي ..؟ يبدو أنها أمور عائلية ولا أريد التدخل فيها ..، بعد ذلك اتجهت انا وكريس إلى المطبخ لإحضار الأطباق وكنت أنظر إليه بصمت وحيرة وهو يساعدني دون ان يتفوه بكلمة ..!
بعد انتهائنا من تناول الطعام لم تكف عمت كريس عن ابداء رأيها ومدح ما قمت بطهيه ، شعرت بالرضى والسرور لما قالته كثيرا !
بعد أن رشفت من العصير ، أجبت على سؤال السيد جوش حين قال متسائلا : هل والديك على قيد الحياة ؟
_ نعم إنهما كذلك ..
أصدر همهمة خافته وعاود يسأل : ماذا عن الأخوة ؟
أجبته بحيرة ولطف : لدي شقيقان أحدهما سافر منذ فترة طويلة نسبيا والآخر في مدينة أخرى مؤقتا ..
بدى الاهتمام جليا على وجهه وهو يقول : لقد قلت بأنك على وشك التخرج ، ماذا تدرسين تحديدا؟
_ لقد تم قبولي مؤخرا ولا أعلم متى سأعمل رسميا ، علي أولا أن أتلقى التدريب في المعهد الطبي ، أنا ممرضة سيد جوش .
تغيرت نظراتهما ونظرا لكريس بنظرة معاتبة ، هل قلت أمرا سيئا ؟! أطرقت برأسي بارتباك ، ثم نظرت إليهم وأنا أقوم بضم يدي تحت الطاولة بتوتر ، بينما الثلاثة يتبادلون النظرات بصمت تنهدت كلوديا وقالت بلطف : لقد استمتعت بالتحدث معك يا شارلوت وبالمناسبة أنت ماهرة في الطبخ ، الطعام بالفعل لذيذ جدا ..
ثم وجهت نظرها نحو كريس : أراك لاحقا .. لا أستطيع التأخر على والدك أكثر ، يمكنك مشاورة عقلك بالذهاب فكما تعلم المشفى مفتوح على مدار الأربع وعشرون ساعة ودقائق قليلة لن تؤثر او ..
ولكن كريس بعثر شعره هامسا : من الجيد أنك استمتعت إذا ..
وقفا فوقفنا نحن أيضا ، صافحتها بحرارة وقلت : سعيدة بلقائكما أرجو أن يكون لنا لقاءا آخر .
صافحني السيد بابتسامة هادئة : أرجو ذلك ..
اقتربت كلوديا من كريس وعانقته فانحنى وأحاطها مبتسما بهدوء ، وعندما ابتعدت تمتمت : إلى اللقاء !
ثم لا أعلم ما الذي تحدثا به إذ كانا يتهامسان معا ، وبعدها خرجا مودعين فأغلق الباب الا انه ظل واقفا أمامه دون أن يستدير ، وجدت نفسي أتساءل متنهدة : ما الامر ؟
_ هل يمكننا التحدث في أمر ما ؟
لم أجبه وإنما حدقت بظهره بترقب فاستدار يرمقني بصمت وهدوء ..
_ ما الأمر ؟ ما الذي تود التحدث عنه !
خلع سترته وفتح ازرار قميصه العليا وجلس على الأريكة بابتسامة مرحة فزفرت وجلست أمامه واخفيت فضولي وارتباكي ..
تنهد ببطء ونظر إلي مباشرة وارتخت ابتسامته قليلا : أخبريني يا شارلوت .. ماذا إن كنت الشخص الوحيد القادر على مساعدة شخص يحتاج مساعدتك بشدة وقد يخسر كل ما يملكه ؟
علقت باهتمام : وما هي هذه الممتلكات ؟
_ لأكن صريحا وواضحا معك ، الأمر باختصار هو ..
انتظرته لثوان معدودة حتى أكمل : تزوجيني !
قطبت جبيني واتسعت عيناي قليلا متمتمه بعدم استيعاب : عذرا ؟
زم شفتيه بحزم وتلاشت تلك الابتسامة تماما وتمتم بهدوء : تزوجيني ..
رمقته بعدم فهم ولكنني سرعان ما انفجرت ضاحكة في وجهه بشدة ..
ابتسم ساخرا : هل ما قلته مضحك لهذه الدرجة ؟
قلت ضاحكة : نعم فأنت لا زلت تواصل هذه الدعابات التي لا تحتمل ! توقف عنها وحسب ..
ضحك بخفوت : انت محقة في عدم تصديقي ، لك الحق في ذلك ..
اضاف مقطبا حاجبيه : ولكن .. انا جاد الآن تزوجيني !
واصلت الضحك بخفوت ثم تمتمت ساخرة : هل تظن نفسك مضحكا ؟
تنهد بملل : يبدو بأنني مضحك كما أرى ..
_ انت كذلك .. اتساءل لماذا تكذب كثيرا ..
قلتها بسخرية وتهكم ، ثم اضفت وانا اقف ببرود : تصبح على خير انا بالفعل منهكة وبحاجة إلى الراحة حتى أقرر ما علي فعله بالغد ..
اتجهت نحو الغرفة أتمتم كلمات خافتة بإنزعاج ، وفتحت الباب بغية الدخول ولكنني تفاجأت به يمسك بي ليديرني نحوه ويدفعني على الحائط بقوة متسببا في وقوع مشبك شعري على الأرض فانسدل على ظهري ! ، صرخت بغضب وألم شديد محدقة به : هل جننت ! كيف تجرؤ على ..
ولكنني ارغمت نفسي على التوقف حين لاحظت نظراته الجافة والجامدة ..
عيناه .. لا تمزحان !!
ظل يرمقني بطريقته تلك لأرص على اسناني وازدرت ريقي اخفي خوفي .. !!



نهاية الجزء الثاني ..

رأيكم وتعليقكم

__________________


العالم كما أدركه أنا ، وليس كما هو موجود

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 02-26-2017 الساعة 11:54 AM
  #8  
قديم 02-24-2017, 04:45 PM
 
الفصل في قمة الروعة ماشاءالله
اعتقد ان كريس من عائله غنية جدا و حصل شجار بينه و بين والده فهرب من عند والده و بدأ يلهو في الملاهي و مع البنات ليتناسى امر والده...
و على ما يبدوا ان والده يحتاجه الان فهو مريض جدا هذا الذي استنتجته.
و يبدوا ان عمته تريده ان يتزوج من شارلوت و في نفس الوقت اشعر بانها تكره شارلوت
حقيقتا شعرت بانهما متزوجان خصيصا عندما نظفت المنزل و سالته ماذا تعد في العشاء ليجيبها دون اكتراث
الافضل ان توافق على الزواج منه فكما اعتقد هو ليس منحرفة و اخلاقه منحطة، و ايضا والدته على ما يبدوا متوفاة بمرض خطير ربما...
اشعر انه مريض لكن لا يريد ان يخبرها...
شارلوت مسكينه جدا كل مرة يكذب عليها و هي تصدقه هههههه...
اعتقد ان سام الاكبر و يبدوا ان سام سيكشف انها تعيش مع كريس.
ايفان اشعر بانه الاقرب الى تشارلوت و يبدوا بانه سيغضب عندما يعلم بامر شاربوت و انها تعيش مع فتى
والديها يبدوا انهما مستمتعان بوقتهما رغم انهما عجوزان هههههه
و من هي السيدة العجوز التي زارتهما ارجو ان توضحي من هي و ما علاقتها ب كريس...
لا تنسيني من رابط البارت القادم ^^
  #9  
قديم 02-24-2017, 04:58 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yupiña مشاهدة المشاركة
الفصل في قمة الروعة ماشاءالله
اعتقد ان كريس من عائله غنية جدا و حصل شجار بينه و بين والده فهرب من عند والده و بدأ يلهو في الملاهي و مع البنات ليتناسى امر والده...
و على ما يبدوا ان والده يحتاجه الان فهو مريض جدا هذا الذي استنتجته.
و يبدوا ان عمته تريده ان يتزوج من شارلوت و في نفس الوقت اشعر بانها تكره شارلوت
حقيقتا شعرت بانهما متزوجان خصيصا عندما نظفت المنزل و سالته ماذا تعد في العشاء ليجيبها دون اكتراث
الافضل ان توافق على الزواج منه فكما اعتقد هو ليس منحرفة و اخلاقه منحطة، و ايضا والدته على ما يبدوا متوفاة بمرض خطير ربما...
اشعر انه مريض لكن لا يريد ان يخبرها...
شارلوت مسكينه جدا كل مرة يكذب عليها و هي تصدقه هههههه...
اعتقد ان سام الاكبر و يبدوا ان سام سيكشف انها تعيش مع كريس.
ايفان اشعر بانه الاقرب الى تشارلوت و يبدوا بانه سيغضب عندما يعلم بامر شاربوت و انها تعيش مع فتى
والديها يبدوا انهما مستمتعان بوقتهما رغم انهما عجوزان هههههه
و من هي السيدة العجوز التي زارتهما ارجو ان توضحي من هي و ما علاقتها ب كريس...
لا تنسيني من رابط البارت القادم ^^
س1 <<< لا أستطيع التوقف عن التبسم ..
اعجبني حماسك في التخمين يا فتاة ههههههه
ما شاء الله لديكي خيال نشط أي3
هذا النوع من الردود يسعدني

ليس تماما هناك بعض الاستناجات الغير صحيحة حواجب4 ولكن حماسك يعجبني
" و من هي السيدة العجوز التي زارتهما ارجو ان توضحي من هي و ما علاقتها ب كريس "
ستتضح هذه الأشياء فيما بعد بالتدريج ان شاء الله

اسعدني تواجدك ولا تحرميني من تعليقك في المرات القادمة عزيزتي
دمتي بود
__________________


العالم كما أدركه أنا ، وليس كما هو موجود
  #10  
قديم 02-24-2017, 05:15 PM
X
 
حجز
سأعود اليم إن شاء الله
D I S H and Anestazia like this.
__________________

-

-
لا تَبُح بما في داخِلكَ لنَفسِكَ فهي لا تَحْفظ الأسْرار.

نُقطَةة إِنتَهىٰ •
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عـذراً لمـن لآ أعجـبهـم ف مهـآرة ذو الوجـهين لـآ أتقنـها .. =) أُنثَى لا يكررها القدر مواضيع عامة 0 08-30-2012 12:19 AM


الساعة الآن 06:15 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011