عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree145Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
  #36  
قديم 01-27-2017, 11:54 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-color:white;border:1px solid orange;"][cell="filter:;"][align=center]






كـ الضياء الذي إختلج قلبي


---


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك عزيزتي وردة ؟؟
عسى تكون كل أحوالك بخير

---

عليكم السلام و الرحمة غلا

أيوة بخير بعد مرورك اللي يرد الروح


استمتعت بعد أن توغلت في فصلك ثاني وثالث
وتشوقت أكثر لمعرفة خطط الحرب كل قطاع
لإسترجاع ولي العهد

الحرب راح تقوم ومينا وبرفيسيا
في عالم آخر من النقاش

سيتي هذا الفتى أعجبتني طريقته
في تعامل مع تاجر

لا أدري لكن عم أشعر أني ما اكتفيت من القراءة


هذه النقطة ابصم لك بالعشرة أنها صحيحة...البارت فارغ من المحتوى و من السطور ...هههه



لازم الفصل مقبل يكون طويل قليلا

أيوة لهيك بطول شوي، المهم أقر عيونكم بإذن الله

ولا تنسي تحركي أكثر عجلة سير الأحداث
حتى ما يمل القارىء بسرعة


اهم، هاذي نقطة واضحة كمان ...لزوم امشي الأحداث بسرعة...المتابعين القبة ملوا و تعبوا كمان



انتبهت لوجود بعض الأخطاء الإملائية في كلا الفصلين
حاولي تفاديها في مرة مقبلة
مثلا "
العبائة = الأصح = العباءة

عسى ما أكون ثقيلة عليك بملاحظتي
اعتبرها دائما من باب التشجيع

أي ثقل ببنت...

خفيفة ما شاء الله عليك
حظورك كافي للبهجة في النفس


أشكرك على ما منحتنا إياه من حروف ذات جمال

---


العفو


لا تحرمنا من فصول قادمة

بعون الله

بفضلك استمتعت

آسفة على التأخير رغم أني قرأت الفصل مسبق
حاولت كتابة الرد اكثر من مرة
لكن تعرفين شعور أنك لما تخلصي فجأة ينمسح

هذا اسوء شعور بالكون....

بعض الاحيان اترك الرد البارت اللي بعده من القهر



اقدر ردك هاذا اكثر من غيره اذا...

تقبلي فائق إحترامتي

لك مني الود غلا



في أمان الله


في دعة الله




[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
lazary likes this.
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس
  #37  
قديم 01-31-2017, 10:37 PM
 
سنباي

لا تتاخري مشان الله لأني أنتظر التكملة بفارغ الصبر

من فضلك....
__________________
مهما زاد عنائي
لا يمكن أن أنساك
حتى إن تنساني
باقية لي ذكراك
لأن الروح داخلي
لا زالتْ تهواك


نبع الأنوار ايناس نسمات عطر
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 01-31-2017, 10:43 PM
 
حاليا ..أنزل الصفحة لأكتب بها...الله يساعد و انهي البارت بسرعة
lazary likes this.
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس
  #39  
قديم 01-31-2017, 11:00 PM
 
أوكي..رح انتظر
__________________
مهما زاد عنائي
لا يمكن أن أنساك
حتى إن تنساني
باقية لي ذكراك
لأن الروح داخلي
لا زالتْ تهواك


نبع الأنوار ايناس نسمات عطر
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 02-15-2017, 11:30 AM
 



[TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/09_12_16148131447084042.png');"][CELL="filter:;"]




أحداث تعمقنا بها - فصاحة صُرح بها
وتنسيق شُهد به بريقاً
فلور



مقدمة

تلاحمت أعاصير الغضب لتفتح باعيها لرداء طالما كان الشؤم بإسوداده....

هوادة قد تخلت عنها العقول
و حكمة سلبتها الأحقاد تحت أعجاب الذهول...

ها هي الأيام تضم بين جناحي ساعاتها احتمالات بجحيم هل هلاله و لا مغيث منها إلا رحمة الرب...

تلك

أخطاء سجلتها الأيام حتى باتت بذاتها تتسائل..؟!
فهل حقا أن الحرب ستظلل على نطاقيهما ، أم أن نظرة الرب ستنزل نفحات بركاته...؟؟



*********



لا تغير أو تبدل في فرع المشاق

فالصعوبة تأبى أن تودع الأجساد العاملة

هي ذاتها...

الحر الشديد، و اليوم المديد

ها هي أمور اشتركت بها كل أصناف الأعمال


إنما
افترق الطريق في شيء واحد...


" الكرامة"


فذاك هو ما بقي لدى تلك الأعداد المتفانية ...
فباتوا أسارى بسمة ثغر ، نظرة رحيمة و يد سخية.. !


تفانت فأزهرت أرض قاحلة بحياة نُسِيت منذ عقود إن لم يزد، فقد تكفلت تلك الثغرات الخفية الي توصلت بإمتدادها من نهر النيل المجاور بري باطن البسيطة ، بينما هناك أيدٍ سرحتها لتكن النهاية نثر بذور تفاوتت بين قمح، شعير و زيتون


استقام القمحي من تنزله لإنحائة كانت بغية رمي ما بكفه من بذور ثم بسط كفه على جانبه الأيسر بينما الأخرى تحرك عروق عنقه المتصلة ، و ما فتئ أن قال لمجاوره : لا أظن أن تقوس الظهر يتناسب مع قامتي..ألست محقا؟

تكورت شفتيه الذابلتان من عطش لم يروه منذ الصباح عند سماعه إجابة مغيظة من ساعده الأيمن الذي ارتسم نظرة خبيثة و هو يمسح بإزاره قطرات عرقه البارزة : بل على العكس تماما، و بعصى جدي الخامس سيكون مظهرك مثاليا .

جعل من برودة كلماته غشاء يحيط بردة فعله المنفعلة بينما كفيه تضاربت متخلصة مما علق بها من بذور، قائلا ما أبدى شعوره بتلميح كما تلقى قبل أن يبتعد مستوطنا مقره بين الجموع: إحتفظ بها، قد يتوجب عليك إستخدامها في القريب العاجل.

تقبل سيتي ارتخاءً بجفنيه ناظرا بحنو نحو من دخل حلقة الجموع بادئا بمداعبة من حوله كما اعتاد منه ، آمرا لهم براحة تزيل ما زال عليهم بالإنهاك و التعب...


ذاك الذي تربع على عرش قلوبهم...


هو قد نجح صدقا بما تمتم به بخفوت لنفسه : دولتك عظيمة مولاي.


دولة رآها ببصيرة و حكمة ، قد فطنها بعدما عاشر حنوه، جديته، استفزازه، و لعب لسانه...
من مثله يرتقي بين الشعوب بتواضعٍ و كدٍ و اجتهاد ، ينقلب في آن لتجبر ،و تصدر، و قرار السداد..!


أجابه سيده الشاب بهمسة خفيفة قد لامست خاطره ، همسة مختلفة قد تجلت في
تقبيل قدم عجوز قد شققتها شقوق ما يخطوا فوقها...
تربيتة عطف على صبي قد التحف يأس الخلاص..



إن مينا لم يخطئ في ما أجاب، ففي نطاق البشرية...

هم حكامه

و هم من تجلببوا بالسلطة على مشاعره إن نظر لنفسه إنسانا...


***********

قد يتقاسم الناس أيامهم، ساعاتهم و حتى أوقاتهم، إلا أن للمشاعر حديث آخر..
فمنهم من هو مرتاح البال و منهم من هو في قمة ضجره ذو الخلاص المحال

خاصة من أبعدت كفيها عن كتلة الطين التي أمامها مستقرفة: فاليرحمني أتوم، ما هذا الوضع المقرف؟؟... اعفني هذه المرة يوشع.
كان الإستمتاع شريك يديه اللتان أدارتا ما شكله من كوزة خزفية برزت منها خطوط عريضة منحنية تجلت بها مظاهر ذوق و خبرة و تجربة : لا أفهم لم تكرهين صنع الخزف بريفيت، إنه مريح و لا يتطلب جهدا كبيرا.
أطلقت صرختها المحتجة في وجهه : كف عن تكرار أقاويل ذاك الأحمق .

تركت مكانها متجهة بحيث يمكنها غسل يديها ، و في حينها مدت شفتيها اللتان عكستا مقدار سوء ما رأت بالنسبة لها...
الماء في كوز خزفية أخرى...و الأسوؤ و الأجل رزءا ، أنه متسخ بطين سابق...!

أدارت وجهها لحيث المندمجة في عملها الجديد: سأفقد عقلي ، هذا الطين يلاحقني أينما ذهبت.

اكتفت المعنية بتلك النظرات بإبتسامة متفهمة لهذه الفتاة التي أغرقها الدلال سلفا لتكن غارقة في طين عمل يديها في هذا الآن...

اخترق السكون الذي صنعته بريفيت بنظراتها الحنونة رجل طويل القامة هزيل الجسد نقي البشرة ناطقا بإستفسار عام المتواجدين: هل انتهيتم ؟

أجابته برفيسيا بضجر واضح : خمس كوزات وضعناها لتجف تحت الشمس، بعد ساعة اذهب لبيعها...




*****************





في ماضٕ ليس ببعيد


أجابت عليه بحنق: يوما، سأفكر بإغتيالك أيها الثعلب الماكر.
لم تستطع فعليا أن تجعله يغتاظ بل هو من أكمل غيضها لتشتعل بها نيران السخط: ثنائك مفخرة لي بريفيت

قال سيتي بجدية أفهمت مينا عدم تقبله الأمر كما المتحدثة سابقا: كلما أقنعت نفسي أنني فهمتك ، تفعل شيئا يغاير ما توصلت إليه، ما حكاية هذا الفتى ، ما استفادتك منه؟

تنحنح مينا ثم أجاب: حسنا، أنا أفتقر لعين ترى ما لا أراه في نواحي السلطة و مجرياتها ، و لرسول لا يجلب لنفسه الشبهة ، و لبائع خزفيات ، صنعها لا يكلف شيئا سوى بعض الطين ...
رفع طرف بؤبؤيه السوداوان نحو الفتاتين الصامتين، كل منهما تظهر على ملامحها ردة فعلها الداخلية : و لكفين رقيقين يلفان الخزف على ذوقهما... تمضية وقت جيدة للآنسة الصغيرة، أليس كذلك؟


فهمت برفيت أنه يعني الأميرة فأجابت: في نظري ، لا بأس..لكن بريفيت تكره الطين، لذا اعفها..

نهض مبتعدا عن تلك الدار الخاوية مما سوى الحصيرة التي توسطها الأربعة الجالسين ، متوجها لحيث نسيم يدخل رئتيه مشيرا على سيتي للحلقه للمهمة التالية معلنا كلمته الجدية و القاطعة للجالسين: أتمنى أن تدركا وضعكما أيتها الآنستان، أنا أجهد أن أبعد عنكما كل شبهة و ريبة لأخفي حقائقكما..و بعدها تكون لكم ضربة ساحقة...

ترك ما خلفه عدى الملبي الدائم الذي بدأ بتهذيب أقاويله: أرتيميس، تكلم مع شخص آخر في بيع الخزف..أنت رأيتك كيف تحطمت كوزه ، هو ضعيف البنية و الكثير يستغل ذلك ...
أثاره صمت دقائق حتى أجيب بتأييد غامض: أنت على حق ، سنبحث عن بائع خزفيات أيضا.

شد سيتي على ما شده من المتقدم عنه خطوات: أيضا.. هل تبحث عن شيئ ؟!

انحنى نحو زاوية مفتوحة لم تحجب صخورها المتكدسة بالشيء الكثير رافعا قدمه اليمنى على إحداها، ناظرا نحو الأماكن و الشخصيات المتجولة..

تفحص الدكاكين المحلية التي لم تكن سوى حصير قد رفعته أربع أعمدة خشبية جعلت لمجلس صاحبه حدودا، و جاب المعبد الذي على ما حوله من بناء شكلته صخور طينية بتمعن مجهول ثم بدأ يتسشف شيئا ، أن هذا ليس المكان المقصود...

سأل بهدوء لم يألفه سيتي ، فعلى ما يبدوا أن مينا قد بدأ بعمله الحقيقي جديا : أين أجد مجموعة من الفقراء و المضطهدين ، ألا يوجد مكان يجتمعون به...

لم يفلح سيتي في قراءة أفكار الأمير بالتحديق في محجريه الواسعين، هناك شيئ لا يعرفه... غموض يلف مينا أينما يراه...


لكنه أجاب بكل هوادة : القصر، إن القصر يقدم يوميا وجبة من حساء الشعير للفقراء ...

أردف بعد أن تنبه لخطيئته هذه بمقولته التي خرجت لصاحب التفكير الجهنمي: لكن الإقتراب من ذلك المكان يعد رمي نفسك في فك أسد ضار، لذا أخرج الفكرة من رأسك.

جر مينا خصلة من خصل سيتي الملتوية : بالطبع لن أفعل، سأستدعيهم للحظور لدي .

بزغت نور الحقيقة الآن ، فسيتي قد استشف من قرائن ساعاته الأخيرة، أن يوشع سيكون من يبلغ رسالته لعدد هائل في آن، ليكونوا يدا تحيي الأرض الذي اختصت ببرفيسا صباح اليوم...




*****************



حياة مثلوها بأشكال تعبر عنها بصور حيوانات قد ملأت حوالي هذه العمارة الضخمة ، زخارف من ذهب و فضة قد أحاطت جوانب القصر و حيطانه ...

علو سوره الجانبي قد حكى عن مدى سؤدد مالك عرشه ، فبعلوه على هيبة بين عزوته، إن بقيت له عزوة بعد ما بدأ يهل شؤما على من هم مثيله...

زم على شفتيه قهرا عند رؤيته التضادات البائنة، أناس يلبسون الحرير و الديباج قد وردوا بكل تجليل و احترام لقصر الفرعون تلبية لدعوة ضيافة خاصة ، بينما جمع غفير يقف في صفوف تخللها الذل و المهانة بركل أقدام الحراس و وكز عقب رماحهم بينما الأعين قد أطلقت شتائم تزيدهم خجلا و أسى من وضعهم، رجال..نساء ، أطفال...كلهم قد تحاملوا لأجل لقمة تسد رمقهم ...

فكر قليلا كيف يخبرهم بالتجمع و كل يذهب في سبيله بعد نيل مطلبه، و في النهاية طبّق ما التقطه برؤية مسير العودة...

التوتر رافق دقات قلبه المتسارعة رغم سكون في خطاه التي أوفقته عند وصوله لأسفل الدرج الصخري ، و كل من رآه قال له جملة واحدة: عند نهر النيل بعد محاق الليلة ستنتهي مصاعبك.

تلك دعوة قد يتجاهلها أي شخص، عدى من سيتشبث بسراب الأمل الواهم، فلمثل هؤلاء أصبح السراب مقصدا...هم عطاشى الأمل و الرحمة...

رأئى تساؤلات الأعين و لمعة الإبتعاد و الإستخفاف بما صرح، لكنه لم يكن موكلا بغير النطق بهذا ...لذا امتثل الصمت رافعا لثامه المقارب للون الرمال المحيطة بعد وقت ليس بيسير في إنجاز مهمته...


هو مثلهم ، لا يعرف سر كل ما واجهه بهذا اليوم...لقاء جنوني ربما

أن يسلم زمام أمور حياته لفتى لا يُرى به سوى التهاون بالجدية.. و الذي بين له خطورة بظهوره أمام الملأ و هو مرسوله... من قد يكون ذلك الشاب !

و هل طاعته سبيل نجاته..أم أنها خطة لاستغالهم أكثر..؟!

إن ما يطمئنه هو سكينة روح الفاحم بينهم..ذالك الشخص كثير الصمت.. بما أنه يعد عبدا في زوايا هذه الدولة، هو لن يضر شركائه في صعاب الحياة...

رفع ستار البوابة المكشوف ليدخل ناطقا لمرسله المندمج في السخرية من فاحمة الشعر المشتعلة غيضا : قد أبلغت دعوتك، أما حظورهم ليس قراري.

ترك لهول سلاحه لسانه مجيبا بنظرة استحسان كانت كفيلة أن تحيطه بالدفء و الشعور بالأمان: حسنا فعلت يوشع.

*****************

تسامر لم يرد عليه غير الإستفسار عن واقع تواجدهم في طي البرد هذا..

فكما للشمس دفء و حرارة فلليل نفحات باردة تضم الأجساد مكفرة عن ما مضى من ساعات ...


لم يمضِ الكثير من لحظات تسارع القلوب بخوف من المجهول و أمل قد يكون زائف الوصول إلا و قد ارتفعت الرمال مهلهلة لمقدم ذلك الشاب اليافع و على جانبيه ممتثلين متبعين خطاه ...
إنجلت الغبراء و تبينت لأنظارهم ملامحه ، بؤبؤين لمعا بالوثوق و السؤدد و شئ غامض لا يمكنهم مبادرته بالسؤال عنه لرهبة اجتاحت دواخلهم من خطاه الثابته...

اشتقت الصفوف دون تخطيط مسبق ليعبر مينا و تابعيه واقفا بين الصفين المتلازمين مصوبا نظراته بين الحاضرين بصمت ، وبعد كل ذلك نطق مخاطبا الفتى الذي أسدى خدمة له : عمل يثنى عليه يوشع، عدد لا بأس به.

أخذته نوبة خجل طفيف لهذا الثناء فأجاب ببسمة خفيفة : الشكر لك سيدي.

توجه مينا للخطاب الذي جمعهم لأجله بعدما تربع جالسا بشموخ : أنا أدعى أرتيميس، رأيت وضعكم و سمعت آهاتكم و بث شكواكم مما حل بكم من ظلم لا يغتفر، و قسوة لا تنجبر..لذا خططت لمساندتكم و مد يد المدد لتنتزعوا اليأس من قلوبكم متيقضين من سراب لا يوصل له متجهين نحو الأمل المنشود...الراحة و السلام تبعا لإزدهار مملكة هي أرضكم و موطنكم...

كان جليا ، و بازغا إستحسان النفوس لخطابه فحتى سيتي لم يسبق له سماع خطاب مسترسل بالسجع و الوقع المتجانس الذي أضفى لكل جملة جمالا يسرق المسامع لتكن مخدومتها..و عليه استقر الفضول بزاوية من زوايا العقل يود معرفة أثر هذا الخطاب..



انتبه سيتي من شروده ليتابع كلمات مينا التي بلغها: ...لست مختلفا عنكم ، فأنا أبحث عن أرض لا يكون قانطيها ذوو حاجة ، بل أريدهم أسياد الشعوب بتعاون و تكاتف قد أودى بالحقد و الظلم و التكبر في طيات هلاك لا يُردُّ اعتلائه عروش الظالمين، و ما أراه الآن من مجيئكم هو قبول أقوالي هاته، و مع كل هذا لن أكون سيدا يطلب عبيده بل أنتم من تحكمون... بغيتي إحياء أرض نقف عليها الآن ، و سأهبكم راحة من ضرائب رابوف الذي استغل منصبه في زلزلة القرار الذي يسود هذا النطاق، و للنساء سأشتري قشا لهم و خيوطا لمشاغل السلال و الخياطة و لكل راتب خمس قطع فضية كل سبعة ليال ... و هذا جم خطابي لكم، و هاهي آذانكم صاغية و عقولكم واعية ، فماذا تصنعون؟

أوقف كلماته التي اخترقت مكنونات أفكارهم، فهل من شخص يسعى للاشيء ..؟!
من المحال أن لا بغية أخرى خلف ستار الغموض الذي تستر به و احتجب به عن حقيقة شخصه...

تساؤلات طرحها الجميع بمشاورة عقول البعض و كل ينطق ما يجول بخاطره...

_ لا أصدق هذا الصبي، لا أحد يقدر على مساعدتنا ... هو يطلب منا خدمته لمنافعه.

_ ما هي منافعه يارجل؟... و حتى لو كان ينتفع، فلدينا عمل نكسب منه أجرا.

_ أنا سأتبعه ، ليس لدي أمل آخر ، و ليس لدي ما أخشى خسارته.

_ لست متأكدا أن هذا القرار سليم...

و هكذا تتابعت الأصوات حتى اختلقت ضجة بترها سيتي بشرح الناقص من حديث سيده: إسمعوا و عوا... مولاي لا يريد شيئا دون مقابل ، هو سيهبكم أرضا، قشا ، خيوطا و غيرها مما يعينكم على العمل ، و له نصف الأجر ..أي منفعة رسمها بتجارة دقيقة... ما قاله سليم أنه يريد ازدهارا بأرضكم ، لكن ذلك عائد لخياركم ، لا ضير له كما لكم برفضكم دعوته هذه ، فهي جركم من ضلال تعاسة أقاسمكم بها... مولاي ليس يفتقر لكم، بل أنتم من تفتقرون له... و منفعته التي تتحدثون عنها متحققة بمال وفير يختزنه إرثا من جبروت و سؤدد...

أوقف كلماته ضحكة خفيفة من مينا ليقل له: خيرا، ما الذي يجر مولاي الشاب للضحك؟!

توقف عن الضحك إلا أن عينه لازالت تحتفظ بضحكة مكبوتة: ما بالك سيتي، شعرت بآلامهم فبدأت بالإسهاب في حديثك، لاعجب أن لا يقبلوا مني معونة ...

رمقهم بنظرة استصغارا فهم هو مغزاها ليبتسم أسفا على الممتثلين حول هذا الأمير متلبد المشاعر أحيانا ..!


مشى مينا خطوات استوسط بها الجمع رافعا صوته بينهم بجهورية : أنا لا أكترث بتبذير الأموال، تلك تسلية عن الملل الذي أكابده في حياتي لا غير، الخطأ مني أن فكرت أنكم أهل عمل ، للتو أثبتم جدارتكم في الآمال الواهمة فقط... أناس مثلكم لا عجب أن يُستهضمون...

قاطعه كهل مضى من عمره من القرون أربع قد توالت نصفها بمصاعب لا تنصاع لها ما يهدمه هذا الفتى ..فالعقول تأبى الإنصياع لتجبر خاو النتيجة: أنت، كيف لنا أن تنصاع لك و نحن لا نعرفك و لا نعرف عنك شيئا سوى ما تدعيه الآن... نحن لسنا حمقى كما تظن.

ارتعش جسد المتكلم بتحديقة غامضة من مينا و هو يجيبه بهدوء غريب : لم أقل لكم كونوا حمقى، بل لا يجب عليكم أن تثقوا بغير أنفسكم..أنا أقصد عزيمة العمل و التجربة، مادمتم في الحضيض..حاولوا الخروج منه ..هذا ما أعنيه، لكن على ما أرى أنتم راضون بما أنتم فيه ...لذا ، فرصتكم للغد حين آتي هنا لبدئ تهيئة هذه الأرض للزراعة..إن شئتم فمرحبٌ بكم حتى ذلك الوقت..

استقام مبتعدا عنهم معلنا أن هذا ختام المجلس ، و أن هذا كل ما لديه...
بينما سيتي يتذكر غضبه الجامح الذي يختلج قلوب المتواجدين...يوما ما ، سينقض عليه أحد ليأخذ انتقام هذه اللحظات...



**************

رمى ذلك الرداء من على جسده بجلسة أبدت منه فزعا مما أرق نومه طيلة الأمسية الفائتة ، مسح العرق المجتمع أسفل عنقه مطلقا تنهيدة راحة تؤكد أن ما شهده ليس سوى حلم عابر في خيال باطن...

أخذ يرفع صدره مستنشقا بعض الهواء مبعدا عنه سوداوية الفكر ، لكن ما زالت كلمات يوشع الذي أسرع نحوه يلهث تدور بأذنه...
" لقد انتشرت الفوضى أرتيميس، يبدوا أن حربا ستشب بين النطاقين..ذلك مهول..تحرك جيش من القصر متجه النطاق الشمالي ، بينما انتشرت أقوال بظهور جيش من ناحيته..أي سيلتقي الجيشان لدى الحدود.."

تفكر و تفكر ، ثم نظر و أدبر... حقا، أ غيابه سبب حرب طاحنة لا ترحم أحدا...


بالطبع، هو السبب في مخطط يقتل شعبا بأسره ، فها هي شهور تمضي حتى اكتملت جمعا يقال له ثلاثة أشهر ..فكيف تبقى الملوك صامته.. و الأسوء أنه ضم معه الأميرة لتختبئ عن أنياب رابوف ...


هو لن يتوقف قبل إيصالها بمعبر آمن ، و ذلك لن يحصل بينما رابوف من بدير السلطة و يدبر المكائد لظهورها .. يجب أن يرفعها عزة حتى تبلغ مكانتها و تعود أدراجها...


إذا ما يفعل، و كيف يحل زمام هذه المعضلة...أيعود و يتركها ، ذلك غير مقدور... إن سمع أحد بإجتماعها ثم انفصالهما هكذا ستشب نيران سخط هذا النطاق و سيحكمون عليه بمحاولة استغلال الوضع ليسيطر على النطاق الجنوبي...؟!

و أيضا، هو لن يتركها فريسة ذلك الفهد المشوم...

بقاؤه يعني الحرب ، و رحيلة فساد كل ما بذل..فأيهما سيختار...!


حتى لو عاد ستشب الحرب بتهمة كل نطاق لبعضهم بينما الغضب يعمي و الطمع يقود الساحة...


فوالده...
لا يحتاجه إلا الوراثة العرش، و لولا ذلك لكان مصيره مصير أمه التي حبسها و قتلها تعذيبا بعد حرمانها من كل زاد...

و رابوف...
الذي خان ملكه بخفية لينال ذلك العرش اللعين..

فمن منهما سيوقف حربا يطمحان لها ...لأجل هدف واحد...



و بينما هو حائر في طرق الحلول ، شعر بحركة سيتي المستيقظ توا و المتيقظ لأسباب هذا الأرق الذي أتعب مينا...
شد عروقه بحركة خفيفة قبل أن يجلس سائلا سؤالا يريد به فتح أبواب الحوار : ما الذي يشغل تفكير سيدي؟

أجابه معنفا: ألم أقل لا تنادني سيدي، نحن لوحدنا و لا داعي لهذا التصنع.

قال سيتي متغاضيا: هل ترى في نفسك اللحظة صديق سيتي ..لا أظن، أنت بالذات تدرك أنك تفكر في عمق مسؤولياتك التي تركتها خالية .

" أخبرني ، كيف أمنع شن هذه الحرب؟!..هل أعد ؟!.."

أهبط سيتي رأسه بتفكير ،غاضا طرفه عن ثوبه القطني ذو الحواف الذهبية رغم ثبات أنظاره نحوه...

ثم قال: أخبرني أنت، هل مولاي أخناتوس يأتمن أقوالك ؟..إن أبلغته حقيقة خروجك بملئ إرادتك ، هل سيصدق؟!

لم يأخذ مينا وقتا ليجيب بما يجزم: إن كنت تسأل عن ثقته، فهو لا يراني ثقة له، بل يرى أني من مخالفي النطاق الجنوبي..لذا لن يصدق شيئا .

ثبت سيتي بؤبؤيه الفاحمتين نحو جليسه مبعثر الشعر مشتت الفكر: إذا ، لا شئ يجري بشكل سيئ على كل...جيشك جاهز و ما عليك إلا استقباله...
أشار لحيث الطرف الآخر: و طبعا بمعونة من جلالتها.



***********



لأول مرة ترتفع نبرتها خارجة عن نطاق الهدوء ، حزم واضح بعينيها و صبر نافذ جلى بصرختها: مستحيل... لن أذهب لأي مكان.
و ساندتها الرأي أميرتها : لن أدع مولاتي تذهب معك لأي مكان، ماذا لو أحالت بها مصيبة ما..؟!

هدأ سيتي روعها مبينا لها أن سر مكنونهما سيكون بأمان: لا بأس عليها...سأكون معهما.

مدت كفيها يتشابك أوضحت سره في فرقعة أناملها : أفضل أن أذهب بنفسي، ففي الحقيقة.. من يصدر الأوامر ليس بأحد سواي.



**********



قراءة ممتعة,,,,,













[/CELL][/TABLETEXT]
Crystãl, Florisa, lazary and 1 others like this.
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-16-2017 الساعة 12:25 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طغى الطغاة ليطغى بروية وردة المـودة روايات الأنيمي المكتملة 83 12-19-2016 12:39 PM
مولان الجزء الاول و الجزء الثاني مدبلج (مصري) 00 fafa11 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 31 05-15-2012 04:50 PM
رنتك باسم حضرتك - الجزء الأول & الجزء الثاني ! الجوكر ! أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 05-16-2008 08:49 PM
شاعر المليون الجزء الثاني 2 الحلقة الاولى مرحلة 48 الموسم الثاني script أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 12-26-2007 08:23 PM
اول حلقات شاعر المليون الجزء الثاني مرحلة 48 الموسم الثاني script أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 12-26-2007 05:55 AM


الساعة الآن 08:44 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011