|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام 18!! سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 18 سيرة سيدّنا عليٍّ بن أبي طالبٍ عليهِ السَّلام مِنْ دروسٍ لفضيلةِ الدكتور : محمد راتب النابلسي حفظه الله تعالى وبارك فيه وبارك في علمه وعمره آمين. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ , والصَّلاة والسَّلام على سيدِّنا مُحمَّدٍ الصَّادقِ الوعدِ الأمينِ , اللهمَّ لا علمَ لنا ، إلا ما علمتنا ، إنكَ أنتَ العليم الحكيم , اللهمَّ علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علماً , وأرنا الحقّ حقّاً , وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً , وارزقنا اجتنابه , واجعلنا مِمَنْ يستمعونَ القول فيتبعونَ أحسنهُ , وأدخلنا برحمتكَ في عبادكَ الصَّالحينَ . يقول سيدّنا عليّ رضي الله عنه : " قيمة المرء ما يحسنه ، أمَّا في آخرِ الزَّمان ـــــــ قيمة المرء متاعه ". والإنسانُ : في زمنِ التخلّف ، يستمد مكانته ، مِنْ المظاهرِ الخارجيةِ . وكانَ سيدُّنا عليّ رضي الله عنه ــ فَطِنًا ، فمرَّة : أثنى عليه أحدُهم ، وكانَ مُنافقًا , فقال له : " أنا دون ما تقول ، وفوق ما في نفسك " . نصيحته لأهلّ العلم : قالرضي الله عنه : " مَنْ تركَ : قول لا أدري ــــــ أصيبت مقاتله" . اسمعوا هذا الكلام الدقيق, قلْ : لا أدري ، وأنتَ ، في أعلى درجات العلم ، قال : " مَنْ قال : لا أدري ـــ فقدْ أفتى " . إذا سألتَ واحدًا ، وقال لك : واللهِ لا أدري ، فإنَّ هذا عالم ، لأنَّه مِنْ شدّة ورعه ، خافَ أنْ يتكلم بشيء ، مِنْ غيرِ علم ، فقال : " مَنْ تركَ ـــ لا أدري ، فقد أصيبت مقاتله " ، أي أنَّه انتهى ، فقد أَضاع علمه ومكانته ، والإمام مالك : جاءه ، وفدٌ مِنْ المغرب العربي ، سار إليه : ثلاثة أشهر ، ومعهم ثلاثون سؤالاً ، فأجابَ عَنْ سبعة عشر ، والباقي ، قال فيها : لا أدري ، معقولٌ وأنت إمام ؟ , قال لهم : " قولوا ، لِمَنْ في المغرب : الإمام مالك ـــ لا يدري " , بهذه البساطة . إسمع أيها القلب : وقال هذا الإمام الجليل : " عجبتُ لِمَنْ يَقنط ومعه الاستغفار! " . لماذا القنوط ؟ قلْ : أستغفر الله . وقال رضي الله عنه : " مَنْ أصلحَ ما بينهُ وبينَ الله ـــــــ أصلح اللهُ ما بينه وبين الناس ، ومَنْ أصلح أمر آخرته ــــــ أصلح الله له أمر دنياه ، ومَنْ كان له مِنْ نفسه واعظٌ ــــــ كان عليه مِنْ الله حافظ " . واللهِ هذا الكلام يكتب بماء الذهب ، " مَنْ أصلحَ ، ما بينهُ وبينَ الله ــــ أصلح الله ما بينه وبين الناس " ، فإنْ يكون قلبك عامرًا مع اللهِ ، فالكلّ يحبونك ، " ومَنْ أصلح أمر آخرته ــــــ أصلح الله له أمر دنياه " ، أي تأتيه الدُّنيا وهي راغمة ، : " ومَنْ كان له من نفسه واعظٌ ــــ كان عليه مِنْ الله حافظ " . وقال هذا الإمام الجليل : " إنَّ هذه القلوب ، تمل ـ كما تمل الأبدان ـــ فابتغوا لها طرائف الحِكَم " . أي : إنَّ للمُوَجه الرَّاقي الدَّاعي : أنْ يمرح ويمزح ، فالمرح أحياناً ، يكون مفيد جداً ، يلّين القلوب ، ويجدد النشاط ، وعلى الإنسان ، أنْ يكون بسَّامًا ضحَّاكًا ، وكانَ النَّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وباركَ وسلَّمَ : يمزح مع أصحابه ، ولا يمزح إلا حقَّاً . المرتبة التي حازها سيدّنا عليّ مِنْ علمِ النُّبوة : أيها الأخوة الكرام, مع الدرس الخامس ، مِنْ سيرةِ الإمام الكبير : سيدّنا عليّ بن أبي طالب كرَّم الله تعالى وجهه ، ولقد تحدَّثنا في الدرس الماضي ، عَنْ طائفةٍ ، مِنْ أقوال هذا الإمام ، وقد قال عليهِ الصَّلاة والسَّلام : " أنا مدينةُ العلمِ وعليٌّ بابها " ( أخرجه الحاكم ، في المستدرك : عن ابن عباس ). وكلمَّا قرأنا ، مِنْ أقوالِ الإمامِ قولاً ، وجدنا في هذا القول ، مصداق قول النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام , فيقول هذا الإمام الجليل : " مَنْ كرُمتْ عليه نفسُه ـــــ هانتْ عليه شهواتُه " . أيْ : مَنْ عَرَفَ قدرَ نفسِه ، ومَنْ عرَفَ سرَّ وجوده ، ومَنْ عرفَ , لماذا خلقه الله عزَّ وجلَّ ؟ ومَنْ عرفَ عظمة الدار الآخرة ، وما فيها ، مِنْ نعيمٍ مُقيمٍ ، ومَنْ عرفَ : أنَّه المخلوق الأول ، والمُكرَّم والمُكلَّف ، يضع شهواته ـــ تحت قدمه ، وهذه هي البطولة ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ ، الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ " ( أخرجه البخاري : عن أبي هريرة ، في الصحيح ). بعضهم لخّصَ الحضارة الغربية بكلمتين , فقال : سيطرةٌ على الطبيعةِ ، وبعضهم لخص الحضارة الإسلامية بكلمتين , فقال : سيطرةٌ على الذاتِ ، غير المؤمن ـــ كالحيوان الجموح ، يتحرَّك بلا ضوابط ، بينما المؤمن ــــــ مقيدٌ بالأمر والنَّهي ، لذلك إذا دعته شهوته ، إلى معصيةِ اللهِ تعالى ، جعل شهوته تحت قدمه . والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا : بالمناسبة : ما كانَ الله ، لِيُعذّب قلباً بشهوةٍ ترَكها صاحُبها ، في سبيل اللهِ ، أيُّ إنسان ، إذا شعر بنزوعٍ ، نحو شهوةٍ ما ، وترك هذه الشَّهوةَ للهِ ، فما كان الله لِيُعذّب قلبه بهذه الشَّهوة ، بلْ إنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى ، يرزقه حلاوةً ، في قلبه إلى يوم يلقاه ، وهذا معنى ، قول النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام : " مَنْ غضَّ بصره ، عَنْ مَحارمِ اللهِ ، رزقهُ الله حلاوةً ، في قلبهِ ، إلى يوم يلقاه " ( ورد في الأثر ). أيُّ منظرٍ جميلٍ : تتوق له النفس ، فإذا قلت : إني أخاف الله رب العالمين ، أعطاك الله سعادةً تفوق هذه الشَّهوةَ ، التي حرمت نفسك منها ، بملايين المرَّات ، وهذا هو سرّ الدِّين ، فأنتَ إنسانٌ لك جسمٌ ، ولك نفسٌ ، جسمك له طباع ، ونفسك لها خصائص ، نفسك مفطورةٌ على معرفة الله ، وعلى طاعته ، وجسمك مفطورٌ على الراحة ، لذلك كلّ التكاليف ـــــ تتناقض مع طبيعة الإنسان ، وكلّ التكاليف ، تتوافق مع فطرةِ النفس ، فالفطرة متوافقةٌ مع الأمر والنَّهي ، الإنسان لا ترتاح نفسه ، إلا إذا أطاع اللهَ عزَّ وجلَّ ، لا ترتاح نفسه إلا بطاعة الله ، لكنَّ جسمه قد تتناقض حاجاته مع الأمر والنَّهي ، الصِّيام يتناقض مع حاجات الجسد ، غضَّ البصر يتناقض مع حاجات الجسد ، إنفاق المال يتناقض مع حاجات الجسد ، أداء الصلوات يتناقض مع حاجات الجسد ، إذًا : هذا معنى قول الله عزَّ وجلَّ : ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾ ( سورة الليل الآية : 5 - 7 ). ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ ( سورة النازعات الآية : 40 - 41 ). وهذهِ الشَّهوة ، كلمَّا عظَّمتها ، ورأيتها شيئاً مهمًّا ، كلمَّا ضعفت طاعتك للهِ عزَّ وجلَّ . الحكمة التي استنبطها الإمام عليّ مِنْ أحاديث الرَّسول : ويقول هذا الإمام الكبير: " زُهدك : في راغبٍ فيك ، نقصان حظ ، ورغبتك : في زاهدٍ فيك ، ذل نفسٍ " . عوِّد نفسك : أنَّ الذي يُقبل عليك ، أعطه روحك ، أعطه اهتمامك ، أعطه حبك ، أعطه كلّ ما تملك ، والذي يزْوَرُّ عنك : كنْ أنتَ ـــ أشدَّ ازورارًا عنه ، لأنَّ النَّبيَّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، فيما ورد عنه يقول : " لا تُصاحبْ ، مَنْ لا يرى لك ، مِنْ الفضل ، مثل ما ترى له " ( ورد في الأثر ). فإذا صاحبتَ ، مَنْ يعرفون قدر إيمانك ، وأنتَ مُؤمنٌ ، ودخلُك محدود ، فهؤلاء أنتَ عندهم مكرَّم ، إنْ صاحبتَ أهلّ الغنى ، مِمَنْ هُمْ ضعاف الإيمان ، لا يرون لك قيمةً عندهم ، أول سؤال ، يواجهونك به ، عَنْ دخلك ، فإذا كان دخلك قليلاً ازْوَرُّوا عنك ، هُمْ زاهدون ، فيما عندك ، مِنْ إيمان ، ومِنْ علم ، ومِنْ حكمة ، يقيمونك في ضوء مالك ، إذًا : لا تصحب مَن لا يرى لك مِنَ الفضل مثلَ ما ترى له ، مِنْ هنا ، فلتُصاحِب المؤمن ، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ : أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنًا ، وَلا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيٌّ " ( أخرجه الترمذي : عن أبي سعيد ، في سننه ). إنْ صاحبتَ مُؤمناً ، فإنِّه يعرف فيك الشَّيء الكثير، يعرف قيمة إيمانك ، وقيمة ورعك ، وقيمة علمك ، وقيمة حكمتك ، تشعر : أنَّك مُعززٌ مُكرمٌ مَحبوبٌ عنده ، أمَّا إذا صاحبتْ ، أهلّ الدُّنيا ، ازدروك ، وازدروا إيمانك . يتبع رجاءاً جمعها مع التنسيق عبد الله الراجي لعفوه ورضاه تعالى |
#2
| ||
| ||
هااااااااااااااااايل جداااااا شكرا
|
#3
| ||
| ||
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، شكرا لك علي طرح الموضوع الرائع هع5 جزاك الله خيرا ، ونفع بك الاسلام والمسلمين :33: استمر في مواضيعك المفيده تحياتي لك :1: |
#4
| ||
| ||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام 17!! | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 5 | 09-09-2016 08:59 AM |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 11 !! | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 6 | 04-07-2016 08:47 PM |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 8 !! | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 6 | 03-26-2016 07:35 PM |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -9 !! | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 7 | 03-23-2016 09:40 PM |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 1!! | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 2 | 03-23-2016 09:21 PM |