عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-30-2016, 09:14 PM
 
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام 18!!

سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 18
سيرة
سيدّنا عليٍّ بن أبي طالبٍ عليهِ السَّلام
مِنْ دروسٍ
لفضيلةِ الدكتور : محمد راتب النابلسي
حفظه الله تعالى وبارك فيه وبارك في علمه وعمره آمين.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ , والصَّلاة والسَّلام على سيدِّنا مُحمَّدٍ الصَّادقِ الوعدِ الأمينِ , اللهمَّ لا علمَ لنا ، إلا ما علمتنا ، إنكَ أنتَ العليم الحكيم , اللهمَّ علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علماً , وأرنا الحقّ حقّاً , وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً , وارزقنا اجتنابه , واجعلنا مِمَنْ يستمعونَ القول فيتبعونَ أحسنهُ , وأدخلنا برحمتكَ في عبادكَ الصَّالحينَ .
يقول سيدّنا عليّ رضي الله عنه :
" قيمة المرء ما يحسنه ، أمَّا في آخرِ الزَّمان ـــــــ قيمة المرء متاعه ".
والإنسانُ : في زمنِ التخلّف ، يستمد مكانته ، مِنْ المظاهرِ الخارجيةِ .
وكانَ سيدُّنا عليّ رضي الله عنه ــ فَطِنًا ، فمرَّة : أثنى عليه أحدُهم ، وكانَ مُنافقًا , فقال له :
" أنا دون ما تقول ، وفوق ما في نفسك " .
نصيحته لأهلّ العلم :
قالرضي الله عنه :
" مَنْ تركَ : قول لا أدري ــــــ أصيبت مقاتله" .
اسمعوا هذا الكلام الدقيق, قلْ : لا أدري ، وأنتَ ، في أعلى درجات العلم ، قال : " مَنْ قال : لا أدري ـــ فقدْ أفتى " .
إذا سألتَ واحدًا ، وقال لك : واللهِ لا أدري ، فإنَّ هذا عالم ، لأنَّه مِنْ شدّة ورعه ، خافَ أنْ يتكلم بشيء ، مِنْ غيرِ علم ، فقال : " مَنْ تركَ ـــ لا أدري ، فقد أصيبت مقاتله " ، أي أنَّه انتهى ، فقد أَضاع علمه ومكانته ، والإمام مالك : جاءه ، وفدٌ مِنْ المغرب العربي ، سار إليه : ثلاثة أشهر ، ومعهم ثلاثون سؤالاً ، فأجابَ عَنْ سبعة عشر ، والباقي ، قال فيها : لا أدري ، معقولٌ وأنت إمام ؟ , قال لهم : " قولوا ، لِمَنْ في المغرب : الإمام مالك ـــ لا يدري " , بهذه البساطة .
إسمع أيها القلب :
وقال هذا الإمام الجليل :
" عجبتُ لِمَنْ يَقنط ومعه الاستغفار! " .
لماذا القنوط ؟ قلْ : أستغفر الله .
وقال رضي الله عنه :
" مَنْ أصلحَ ما بينهُ وبينَ الله ـــــــ أصلح اللهُ ما بينه وبين الناس ، ومَنْ أصلح أمر آخرته ــــــ أصلح الله له أمر دنياه ، ومَنْ كان له مِنْ نفسه واعظٌ ــــــ كان عليه مِنْ الله حافظ " .
واللهِ هذا الكلام يكتب بماء الذهب ، " مَنْ أصلحَ ، ما بينهُ وبينَ الله ــــ أصلح الله ما بينه وبين الناس " ، فإنْ يكون قلبك عامرًا مع اللهِ ، فالكلّ يحبونك ، " ومَنْ أصلح أمر آخرته ــــــ أصلح الله له أمر دنياه " ، أي تأتيه الدُّنيا وهي راغمة ، : " ومَنْ كان له من نفسه واعظٌ ــــ كان عليه مِنْ الله حافظ " .
وقال هذا الإمام الجليل :
" إنَّ هذه القلوب ، تمل ـ كما تمل الأبدان ـــ فابتغوا لها طرائف الحِكَم " .
أي : إنَّ للمُوَجه الرَّاقي الدَّاعي : أنْ يمرح ويمزح ، فالمرح أحياناً ، يكون مفيد جداً ، يلّين القلوب ، ويجدد النشاط ، وعلى الإنسان ، أنْ يكون بسَّامًا ضحَّاكًا ، وكانَ النَّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وباركَ وسلَّمَ : يمزح مع أصحابه ، ولا يمزح إلا حقَّاً .
المرتبة التي حازها سيدّنا عليّ مِنْ علمِ النُّبوة :
أيها الأخوة الكرام, مع الدرس الخامس ، مِنْ سيرةِ الإمام الكبير : سيدّنا عليّ بن أبي طالب كرَّم الله تعالى وجهه ، ولقد تحدَّثنا في الدرس الماضي ، عَنْ طائفةٍ ، مِنْ أقوال هذا الإمام ، وقد قال عليهِ الصَّلاة والسَّلام :
" أنا مدينةُ العلمِ وعليٌّ بابها "
( أخرجه الحاكم ، في المستدرك : عن ابن عباس ).
وكلمَّا قرأنا ، مِنْ أقوالِ الإمامِ قولاً ، وجدنا في هذا القول ، مصداق قول النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام , فيقول هذا الإمام الجليل :
" مَنْ كرُمتْ عليه نفسُه ـــــ هانتْ عليه شهواتُه " .
أيْ : مَنْ عَرَفَ قدرَ نفسِه ، ومَنْ عرَفَ سرَّ وجوده ، ومَنْ عرفَ , لماذا خلقه الله عزَّ وجلَّ ؟ ومَنْ عرفَ عظمة الدار الآخرة ، وما فيها ، مِنْ نعيمٍ مُقيمٍ ، ومَنْ عرفَ : أنَّه المخلوق الأول ، والمُكرَّم والمُكلَّف ، يضع شهواته ـــ تحت قدمه ، وهذه هي البطولة ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ :
" لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ ، الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ " ( أخرجه البخاري : عن أبي هريرة ، في الصحيح ).
بعضهم لخّصَ الحضارة الغربية بكلمتين , فقال : سيطرةٌ على الطبيعةِ ، وبعضهم لخص الحضارة الإسلامية بكلمتين , فقال : سيطرةٌ على الذاتِ ، غير المؤمن ـــ كالحيوان الجموح ، يتحرَّك بلا ضوابط ، بينما المؤمن ــــــ مقيدٌ بالأمر والنَّهي ، لذلك إذا دعته شهوته ، إلى معصيةِ اللهِ تعالى ، جعل شهوته تحت قدمه .
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا :
بالمناسبة : ما كانَ الله ، لِيُعذّب قلباً بشهوةٍ ترَكها صاحُبها ، في سبيل اللهِ ، أيُّ إنسان ، إذا شعر بنزوعٍ ، نحو شهوةٍ ما ، وترك هذه الشَّهوةَ للهِ ، فما كان الله لِيُعذّب قلبه بهذه الشَّهوة ، بلْ إنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى ، يرزقه حلاوةً ، في قلبه إلى يوم يلقاه ، وهذا معنى ، قول النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام :
" مَنْ غضَّ بصره ، عَنْ مَحارمِ اللهِ ، رزقهُ الله حلاوةً ، في قلبهِ ، إلى يوم يلقاه " ( ورد في الأثر ).
أيُّ منظرٍ جميلٍ : تتوق له النفس ، فإذا قلت : إني أخاف الله رب العالمين ، أعطاك الله سعادةً تفوق هذه الشَّهوةَ ، التي حرمت نفسك منها ، بملايين المرَّات ، وهذا هو سرّ الدِّين ، فأنتَ إنسانٌ لك جسمٌ ، ولك نفسٌ ، جسمك له طباع ، ونفسك لها خصائص ، نفسك مفطورةٌ على معرفة الله ، وعلى طاعته ، وجسمك مفطورٌ على الراحة ، لذلك كلّ التكاليف ـــــ تتناقض مع طبيعة الإنسان ، وكلّ التكاليف ، تتوافق مع فطرةِ النفس ، فالفطرة متوافقةٌ مع الأمر والنَّهي ، الإنسان لا ترتاح نفسه ، إلا إذا أطاع اللهَ عزَّ وجلَّ ، لا ترتاح نفسه إلا بطاعة الله ، لكنَّ جسمه قد تتناقض حاجاته مع الأمر والنَّهي ، الصِّيام يتناقض مع حاجات الجسد ، غضَّ البصر يتناقض مع حاجات الجسد ، إنفاق المال يتناقض مع حاجات الجسد ، أداء الصلوات يتناقض مع حاجات الجسد ، إذًا : هذا معنى قول الله عزَّ وجلَّ :
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ( سورة الليل الآية : 5 - 7 ).
﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ( سورة النازعات الآية : 40 - 41 ).
وهذهِ الشَّهوة ، كلمَّا عظَّمتها ، ورأيتها شيئاً مهمًّا ، كلمَّا ضعفت طاعتك للهِ عزَّ وجلَّ .
الحكمة التي استنبطها الإمام عليّ مِنْ أحاديث الرَّسول :
ويقول هذا الإمام الكبير:
" زُهدك : في راغبٍ فيك ، نقصان حظ ، ورغبتك : في زاهدٍ فيك ، ذل نفسٍ " .
عوِّد نفسك : أنَّ الذي يُقبل عليك ، أعطه روحك ، أعطه اهتمامك ، أعطه حبك ، أعطه كلّ ما تملك ، والذي يزْوَرُّ عنك : كنْ أنتَ ـــ أشدَّ ازورارًا عنه ، لأنَّ النَّبيَّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، فيما ورد عنه يقول :
" لا تُصاحبْ ، مَنْ لا يرى لك ، مِنْ الفضل ، مثل ما ترى له " ( ورد في الأثر ).
فإذا صاحبتَ ، مَنْ يعرفون قدر إيمانك ، وأنتَ مُؤمنٌ ، ودخلُك محدود ، فهؤلاء أنتَ عندهم مكرَّم ، إنْ صاحبتَ أهلّ الغنى ، مِمَنْ هُمْ ضعاف الإيمان ، لا يرون لك قيمةً عندهم ، أول سؤال ، يواجهونك به ، عَنْ دخلك ، فإذا كان دخلك قليلاً ازْوَرُّوا عنك ، هُمْ زاهدون ، فيما عندك ، مِنْ إيمان ، ومِنْ علم ، ومِنْ حكمة ، يقيمونك في ضوء مالك ، إذًا :
لا تصحب مَن لا يرى لك مِنَ الفضل مثلَ ما ترى له ، مِنْ هنا ، فلتُصاحِب المؤمن ، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ : أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
" لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنًا ، وَلا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيٌّ " ( أخرجه الترمذي : عن أبي سعيد ، في سننه ).
إنْ صاحبتَ مُؤمناً ، فإنِّه يعرف فيك الشَّيء الكثير، يعرف قيمة إيمانك ، وقيمة ورعك ، وقيمة علمك ، وقيمة حكمتك ، تشعر : أنَّك مُعززٌ مُكرمٌ مَحبوبٌ عنده ، أمَّا إذا صاحبتْ ، أهلّ الدُّنيا ، ازدروك ، وازدروا إيمانك .
يتبع رجاءاً
جمعها مع التنسيق
عبد الله الراجي لعفوه ورضاه تعالى
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-06-2016, 04:45 PM
 
هااااااااااااااااايل جداااااا شكرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-09-2016, 01:15 AM
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،
شكرا لك علي طرح الموضوع الرائع هع5
جزاك الله خيرا ، ونفع بك الاسلام والمسلمين :33:
استمر في مواضيعك المفيده تحياتي لك :1:
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-09-2016, 09:12 AM
 
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام 17!! abdulsattar58 نور الإسلام - 5 09-09-2016 08:59 AM
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 11 !! abdulsattar58 نور الإسلام - 6 04-07-2016 08:47 PM
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 8 !! abdulsattar58 نور الإسلام - 6 03-26-2016 07:35 PM
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -9 !! abdulsattar58 نور الإسلام - 7 03-23-2016 09:40 PM
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 1!! abdulsattar58 نور الإسلام - 2 03-23-2016 09:21 PM


الساعة الآن 02:00 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011