عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-14-2008, 10:02 AM
 
قصة العودة

- سقطت على الأرض مغشيا عليها. .
ليست المرة الأولى. . فهى تعانى من ارهاق نفسى متواصل منذ أن تزوجت قبل سنتين. .
لقد اخبروها أنه رجل طيب. . وفيه خير. .
تستطيعين التأثير عليه لكى يتدارك أمور دينه. . ويحافظ على الصلاة مع الجماعة. .
وانت يابنيتى. . قد تزوجت أختك الصغرى قبلك. . وأعتقد أن هذا هو الأصلح لك. .
وأصرت أمى على هذا الخاطب. . فهو ميسور الحال. . ومن عائلة معروفة. . ومركزه الوظيفى جيد. .
_مظاهر براقة لا تهمنى_ . .
فقد سألت عن الدين. . هذا ما يهمنى. . أريد رجلاً صالحاً يعيننى على الخير وعلى الطاعة. . إن أحبنى أكرمنى وإن كرهنى سرحنى سراحا جميلا. . فما أكثر ما نسمع من تلك القصص المبكية من ظلم الأزواج ومشاكلهم مع زوجاتهم من قلة الخلق والدين.
كنت أحلم بمن يوقظنى للصلاة فى جوف اليل. .
كنت أدعو الله فى ظلام اليل ودموعى تتساقط أن يرزقنى الرجل الذى يعينى على الطاعة وأعيش معه على مرضاة الله. .
نسير سوياً متجهين إلى الله. . نقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الطيبين. .
كنت أحلم بالرجل الذى يربى أبنائى تربية اسلامية صحيحية. .
كأننى أقف بالباب أرمقه هو وابنى وهما ذاهبان إلى المسجد. .
دعوت الله أن يتردد على مسامعى. . قول زوجى..
كم حفظت اليوم من القرآن. .؟؟
وكم جزءاً قرأت. .؟؟
أحلم أنى أقف بطفلى أمام الكعبة وأدعو له. . سأنجب أكبر عدد من الأبناء طالما أن فى ذلك أجر. . .
وأننى سأخرج للدنيا من يوحد الله. . طالما حلمت الأحلام الكثيرة ولطالما متعت نفسى بتلك الأحلام. . الحمد لله على كل حال. .
__________________
اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم

فلو أن ما بى بالحصى فلق الحصى...وبالصخرة الصماء لانصدع الصخر
  #2  
قديم 01-14-2008, 10:18 AM
 
رد: العوووووووووووووووووودة

احتسبت الأجر وصبرت على زوجى. . فى البداية كان ينهض للصلاة. . مع مرور الأيام بدأ يتثاقل. .
ماذا تريدين. . الله غفور رحيم. .
سأصلى. .
الوقت مبكر. .
هذا هو الرد السريع عندما أحثه على صلاة الجماعة حتى لا تفوته. . أحس أنه يتغير مع إلحاحى إلى الأفضل. . على الأقل هذا ما أتفائل به. .
كنت أخشى رفقاء السوء فقد حدثنى عن بعضهم. . أصبحت أخشى عليه من تأثيرهم. . فكرت فى طريقة قد تكون مجدية أكثر من نصحى له.
لماذا لا أعرفه على الشباب الصالح فقد يتأثر بهم. .
زوج صديقتى شاب طبيب وملتزم وصالح إن شاء الله. .
أسرعت للهاتف. .رحبت صديقتى بالفكرة وشجعت زوجها . . أخبرته أن صديقتى ستأتى ومعها زوجها. . زارتنى صديقتى هى وزوجها. .
قلبى يرجف من الفرح. . عسى الله أن يلقى فى قلبه حبه.
كلما طال وقت الزيارة كلما زادت دقات قلبى. .
ودعت زميلتى عند الباب. .
رجعت إليه بسرعة . .
جلست أضغط أصابعى بقوة. . انتظره يقول شيئا. .
نظرت فى عينيه. .
فقال:" لقد كان لطيفا وذو خلق عال. . ولكنه لم يبد حماسا للقائهم والذهاب إليهم كما وعدهم برد الزيارة. . حاولت بشتى الوسائل والسبل أن أعينه على المحافظة على الصلاة فى المسجد. .
الآن إلحاحى زاد بعد أن أنجبت منه ابنا. . أسهر اليالى الطويلة لوحدى. .
هو يقهقه مع زملائه وأنا أبكى مع طفلى. .
أكثرت من الدعاء له بالهداية. .
قررت أن أصلى صلاة اليل فى غرفتنا بجواره عسى أن يستيقظ قلبه. . أحيانا يستيقظ ويرانى أصلى. . وفى النهار ألاحظ عليه أنه يتأثر من صلاتى وطولها. .
__________________
اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم

فلو أن ما بى بالحصى فلق الحصى...وبالصخرة الصماء لانصدع الصخر
  #3  
قديم 01-14-2008, 10:30 AM
 
رد: العوووووووووووووووووودة

مساء ذلك اليوم أخبرنى أن أجهز له ثيابه. . سيسافر. . إلى المدينة الفلانية فى رحلة عمل. .
لا أعرف صدقه من غيره. . غالبا يسافر ولا يتصل بنا. . أحيانا أخرى يتصل ويترك رقم غرفته وهاتفه. .
إذا اتصل عرفت أين هو. . لكن أحيانا كثيرة لا أعلم أين يذهب. . ولكنى أحسن الظن بالمسلم إن شاء الله.
فى مدة سفرته سأخصه بالدعاء. . فى اليوم التالى لسفره. .
اتصل بنا. . هذا رقم هاتفى. . الحمد لله. . اطمأننت أنه فى المملكة.
انقطع صوته ثلاثة أيام. . وفى اليوم الرابع. .
أتى صوته.. لم أكد أعرفه. . صوت حزين. . ما بك. . سأعود اليلة إن شاء الله. .
فى تلك الليلة لم أنم من كثرة بكائه. .
ماذا جرى لك. . أخذ فى البكاء كالطفل. . ثم تبعته فى البكاء وأنا لا أعلم ماذا به. .
وبعد فترة سادها الصمت الطويل. . أخذ ينظر إلىَّ. . والدموع تتساقط من عينيه. .
مسح آخر دمعة ثم قال : سبحان الله زميلى فى العمل. .
__________________
اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم

فلو أن ما بى بالحصى فلق الحصى...وبالصخرة الصماء لانصدع الصخر
  #4  
قديم 01-14-2008, 10:50 AM
 
رد: العوووووووووووووووووودة

سافرنا سوياً لانجاز بعض الأعمال.. ننام فى غرفتين متجاورتين
لا يفصلنا سوى جدار واحد.. تعشينا ذلك المساء.. وعلى المائدة.. تجاذبنا أطراف الحديث.. ضحكنا كثيرا.. لم يكن بنا حاجة للنوم.. تمشينا فى أسواق المدينة.. لمدة ساعتين أرجلنا لم تقف عن المشى.. وأعيننا لم نغضها عن المحرمات.
ثم عدنا وافترقنا على أمل العودة فى الصباح للعمل لانهائه.
نمت نوما جيدا.. صليت الفجر عند الساعة السابعة والنصف..
اتصلت عليه بالهاتف لأوقظه.. لم يرد.. كررت المحاولة.. لعله فى دورة المياه.. شربت كوباً من الحليب كان قد وصل فى الحال.. اتصلت مرة أخرى.. لا مجيب..
الساعة الآن الثامنة وقد تأخرنا عن موعد الدوام.. طرقت الباب.. لا مجيب.. اتصلت باستعلامات الفندق لعله خرج.. ولكنهم أجابوا أنه موجود فى غرفته..
لابد أن نفتح لنرى..
أصبح الموقف يدعو للخوف.. أحضروا مفتاحا احتياطيا للغرفة.. دلفنا الغرفة..
إنه نائم..

ياصالح..

ناديته مرة أخرى..

رفعت صوتى أكثر وأنا أقترب منه..

نائم ولكنه عاض لسانه..

ومتغير اللون..

ناديته..

اقتربت أكثر..

لا حراك..

التقرير الطبى يقول :إنه مات البارحة بسكتة قلبية مفاجئة..
أين الصحة.. و العافية.. والشباب.. البارحة كنا نسير سويا.. ليس به مرض ولم يشتكِ من مرض أبداً..
أعدت حساباتى..
هذا موت الفجأة لا نعرف متى سيأتى.. بل بدون مقدمات..
سألت نفسى لماذا لا أكون أنا صالح.. ماذا سأواجه الله به..
أين عملى.. ماذا قدمت.. لا شئ مطلقا..
عرفت أنى مقصر فى حق الله..
سكت زوجى.. بكى وأبكانى.. وبكينا سويا..
حمدت الله على هذه الهداية.. عشنا بعدها كما كنت أحلم أو أكثر..
فى الأسبوع التالى..
شكر لى جهدى وحرصى معه على هدايته..
وأخبرنى أننا سوف نذهب لأداء العمرة والمكوث فى مكة نهاية الأسبوع.. لنبدأ صفحة جديدة مع الإستقامة..
أكاد أطير من الفرح.. فأنا لم أذهب إلى مكة منذ أن تزوجت..
ضُحى ذلك اليوم ذهبت إلى الحرم.. الأعداد قليلة.. فترة صيف وليس هناك زحام..
حقق الله ما كنت أحلم به..
وقفت بابنى أمام الكعبة.. لكنى لم أستطع الدعاء له لأننى بكيت وبكيت.. حتى تقطع قلبى..
فى الغد..
إن شاء الله اليوم سنطوف طواف الوداع وسنغادر هذه الأرض الطاهرة..
بعد طواف الوداع.. عدنا من الحرم لنستعد للسفر ما هذا الذى معك..
هذا كتاب ابن رجب جامع العلوم والحكم..
هذا كتاب ابن القيم زاد المعاد فى هدى خير العباد..
هذا كتاب الوابل الصيب لابن القيّم..
هذا كتاب الجواب الكافى لمن سأل عن الدواء الشافى..
وهذا القرآن الكريم بحجم صغير.. لن يفارق جيبى..
أيتها الحبيبة..
هذه معالم فى طريقنا إلى الدار الآخرة..
ثم أخذ يردد وهو يحمل الحقائب
(( رب اجعلني مقيم الصلاَة ومن ذريتي ربنا وتقَبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب)).
منقول للفائدة من كتاب" الزمن القادم" للشيخ عبد الملك القاسم

__________________
اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم

فلو أن ما بى بالحصى فلق الحصى...وبالصخرة الصماء لانصدع الصخر
  #5  
قديم 01-14-2008, 11:30 AM
 
رد: العوووووووووووووووووودة

لا حول ولا قوة الى بالله العلي العظيم.
رحمتك ورضاك يا الله.
جزاك الله خيرا اخي.
__________________
إني لأقسم بالآله قسماً تخر له الجباه اني لن اتنازل عن ذرة رمل من تراب فلسطين الحبيبة واني لاخلص لفلسطين ما حييت.
بيدا احمل كلاشنكوف وبيدا احمل سكين وفي قلبي حب فلسطين
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري
وأصبر حتى يأذن الله في أمري
وأصبر حتى يعلم الصبر أني صابر
على شىء أمر من الصبر.
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما .. رقصت على جثث الأسود كلابا

لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها.. تبقى الأسود أسودا وتبقى الكلاب كلابا
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(انشودة حق العودة) احد حقوقنا المقدسة التي دفع ابو عمار حياته ثمن لها عبدالله قصي خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 8 12-01-2007 05:43 PM
كتاب افعل ولا حرج للشيخ سلمان العودة بــو راكـــــان تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 3 10-02-2007 10:51 PM
مجموعة كتب للشيخ سلمان العودة.. بــو راكـــــان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 01-23-2007 09:22 AM
بمناسبة العودة للمدارس.... قصيدة بــو راكـــــان شعر و قصائد 2 09-06-2006 04:51 PM


الساعة الآن 03:14 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011