عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 06-29-2016, 01:27 AM
 
كل عام وانتي بخير زنبق الجلاديلياس.....ولكي مني أجمل هدية...استمتعي

الفصل الخامس عشر
" حدث سعيد؟....أم حزين؟!"

تقرر لوسي الخروج في نزهة بمفردها....في الصباح الباكر...عل هواء الريف العليل يشفي قلبها ويذهب ضيق صدرها....فهي لم تذق طعم النوم أبداً ليلة الامس....ولم يكد يطلع النهار...حتى قفزت من سريرها....وبدلت ثيابها وخرجت تتمشى في الطرقات والمزارع الواسعة....
لفح النسيم وجهها وأطار بعض خصلات شعرها...فدمعت عينيها من السعاده....!!! كل هذا السكون...والجمال...يثير مشاعرها الى ابعد حد!! ويجعلها هشة...ضعيفة...سريعة العطب!!
مسحت عينيها..وهي تجبر نفسها على الابتسام...
" لابأس لوسي....سيكون كل شيء على مايرام! فقط..تمتعي باللحظة..وانسي أمر الغد!!فما من احد يعرف.ماهو مخبأ؟؟صحيح؟؟"
ابتسمت بسعاده وهي تقول بصوت مسموع هادئ:" صحيح!"
وبينما هي كذلك..
" مرحباً أيتها الجميلة!"
التفتت لوسي الى مصدر الصوت...لترى تيد يقف وهو يحمل بيده مجرفة.....بدا وكأنه يعمل منذ الصباح الباكر.....ومع أنه كان وسيماً جداً...وفراشات الاعجاب...تتطاير من عينيه....الا أنه لا يقارن بأندرو.....فذاك شخص آخر...بل عالم آخر!!!
" أهلاً تيد....كيف حالك؟؟"
" بخير!! ولكن ماذا تفعلين في هذا الوقت المبكر؟؟لم أكن أظن بأنكي من الفتيات اللاتي يصحون قبل الشمس!!"
ضحكت من ملاحظته:" ولماذا؟؟ ألأنني ابنة المدينة المستهترة؟؟"
بدا الارتباك على وجهه:" لم ..أقصد هذا لوسي!اعذريني ان بدت كلماتي .."
قاطعته وهي تبتسم ابتسامتها الرائعة:" لا عليك!! انني أمازحك فقط!!"
ابتسم هو الاخر براحة أكبر....واقترب منها..بينما اردفت هي:" أتعمل دائماً مبكراً هكذا؟"
" أجل! فالمزرعة كبيرة...وليس لدي الكثير من العمال!!"
" ولم لا؟" تساءلت بحيرة....
قال بسخرية:" لسنا جميعاً بمستوى السيد أندرو ماير.. لوسي!!"
ومع أن لوسي تضايقت من لهجة تيد وأسلوب حديثه عن اندرو..لكنها عادت لتبدل الموضوع وهي تقول باسمة
:" اذاً..ألن تأتي لزيارتنا تيد؟لقد استمتعنا حقاً بالامس!!"
عاد ليقول بحب:" أود ذلك كثيراً ....لكنني..لا أظن بأنه مرحب بي!!"
قالت وهي تلمس ذراعه:" لا تقل هذا! بل أنت أكثر من مرحب بك!!"
لمس وجنتها باصبعه :" أنتي لطيفة ورقيقة جداً لوسي...لهذا لا تشعرين بما يجري حولك!"
أجفلت من لمسة اصبعه..فأبعدت رأسها..لتصطدم عينيها بعينين حادتين كالرصاص....
لم تدر لم أحست بالذعر الى هذا الحد...؟ ليس لأنه طلب منها..بل أمرها أن تبتعد عن تيد....تكون بهذا مخطئة ان اقتربت منه!
بل هي لم تفعل شيئاً سوا أنها ردت عليه التحية....وهل عليها أن تكون قليلة التهذيب..لترضيه؟!
فليذهب الى الجحيم اذاً!!
" تيد! " قال اندرو بنبرة قاسية..وهو يلمس طرف قبعته...
ولم يكن تيد أفضل حالاً:" أندرو!" وهو يومئ برأسه مجبراً......
ثم التفت الى لوسي..ليصب نظراته النارية كلها عليها....وكانت قد صهرتها وصهرت دفاعاتها..والجليد الذي غلفت به ملامحها منذ قليل!!
" صباح الخير لوس!" قال بحنق...
" صباح الخير !" قالت بتوجس.....
لكنه عاد ليتابع:" أكره أن أقاطعكما حقاً...ولكنني مضطر لاصطحابكي للمستشفى!" ومع ان جملته لم تخل من سخرية...
الا أن ملامح وجهه تبدلت في الحال..حينما تعلقت لوسي بذراعه وهي تقول بعينين تلمعان فرحاً...
" أماندا؟؟هل؟؟؟"
لم يستطع منع نفسه من الابتسام وهو ينظر الى عينيها ملياً:" أجل...لقد جاءت الصغيرة أخيراً!!"
صرخت لوسي بتأثر وهي تقفز معانقة أندرو.....مما لم يعجب تيد.....ولاحظ اندرو ذلك....
لكن لوسي تقطع حربهما الباردة.....وهي لاتملك ادنى فكرة عن كل هذ!ا.....تشبثت بذراع اندرو..وهي تجذبه نحو السيارة قائلة:" وماذا تنتظر اذاً؟؟؟هيا بنا بسرعة.....!! "
" حسناً..حسناً!" وهو يضحك....ويسير معها....
" أراك لا حقاً تيد!!" قالت على عجلة.....
لكن تيد كان متضايقاً الى ابعد حد..ومع هذا قال بابتسامة عذبة..موجهه بالطبع الى لوسي..ولكنه رمى كلماته.. بدون شك...في وجه اندرو:" هذا مؤكد لوسي!"
نظر اليه اندرو بتحدي...وبدا واضحاً بأن رسالة تيد لم تعجبه....لكنه لم يعلق...بل اكتفى بايماءة بسيطة....
وهو يجذب لوسي بعيداً عن تيد باتجاه سيارته.....
وما ان ابتعدا.....
حتى القى تيد مجرفته على الارض بعصبية......وغادر على الفور..!

وفي السيارة......
كانت لوسي لا تستطيع الانتظار..وهي تفكر بالطفلة..وملامحها....وكيف تبدو؟؟؟ كانت تضم يديها الى صدرها..وهي سارحة بافكارها....وتخيلاتها.....
نظر اليها اندرو...الذي كان يغلي منذ قليل بسبب تيد!! لكن نظرة واحدة الى حبيبته...تنسيه كل الدنيا....
ابتسم وهو يلمح سعادة الاطفال تشع من عينيها الخلابتين...........
عاد لينظر امامه...وهو يقول:" لقد اقتربنا كثيراً.....!! ومع هذا أرى بأن الفضول سيقتلكي!!"
نظرت اليه ...وقالت بحماس لم يره فيها منذ وقت طويل....." لا أستطيع الانتظار حتى أرى الطفلة!! يا الهي اندرو....انه لشيء رائع.....!! (وهي تعود لتنظر الى السماء).. تخيل بأنها ستناديني بعد عدة أشهر بالعمة لوسي؟؟؟ آه يالهي....لا استطيع الانتظار.....!!"

ضحك اندرو من شدة حماسها........:" ربما ستكونين حينها العمة لوسي التي فقدت عقلها!! اهدأي قليلاً!!"
وضحك مجدداً..حينما قالت بحنق:" أندرو ماير ...أنت عديم الاحساس!!!"

كانا قد وصلا المستشفى......وما ان وصلا غرفة اماندا......حتى كانت العائلة كلها تقف في الاستراحة.....
دخلت لوسي الى الغرفة برفقة اندرو بهدوء......رفعت اماندا رأسها..وما ان رأت شقيقها وصديقتها العزيزة.....حتى تهلل وجهها بالفرح.....قائلة:" لقد أتيتما أخيراً!"
اقتربا منها.........." تهانينا!!"
" أشكركما!"
نظرت لوسي الى الطفلة بعدم تصديق.....ولم تستطع منع دمعة من الانسياب.......
" لوسي؟ أرجوك لاتبكي....ستدفعين بي للبكاء كذلك....أتريدين هذا؟؟"
شعرت لوسي بيد اندرو تستريح على كتفها.....وصوته القوي الدافئ يهمس في اذنها:" اهدأي لوس!!"
مسحت عينيها بسرعة..وهي تبتسم.....وتحدق في الصغيرة....
" ألا تريدين حملها ؟؟" تساءلت اماندا بحنان.....
ارتبكت لوسي وهي تنقل نظراتها بين اماندا واندرو:" أنا؟؟ لا أعلم..ان كان بامكاني.....انها صغيرة..وأخاف أن أوقعها..."
" بل تستطيعين!! تعالي..لاتخافي!!"
" أوه..أماندا...لست واثقة حقاً!!"
وهنا تدخل اندرو:" ستكونين بخير لوس....هيا أيتها الجبانة!!"
نظرت اليه بتحدي....لكنها ما لبثت ان ابتسمت.....فقد فهمت ما يرمي اليه....انه ببساطة يتحداها ليدفعها لفعل ما يريده.....
حسناً...انها تريد ذلك ايضاً! بل انها تتوق للامساك بالصغيرة وحملها........
اقتربت أكثر....وأمسكت بالصغيرة من ذراعي اماندا.....وحملتها برفق....وهي تنظر الى ملامحها الصغيرة....غير مصدقة....وتبتسم بعذوبة.......
" آه أماندا....!! انها جميلة جداً.....وتشبهكي كثيراً!!!" قالت وهي لا تستطيع ازالة عينيها عنها.....
وبدأت تلاعبها......
كان اندرو ينظر اليها..وهو يكاد يلتهمها بعينيه......لقد كان منظرها مع الطفلة مؤثراً جداً...وأثر في نفسه كثيراً!! كم مرة حلم بهذا المنظر في يقظته..وفي منامه....ولكن الفرق الوحيد...بأن الطفل الذي كانت تلاعبه...كان طفله هو........منه هو!!!
شعرت أماندا بما يعتمل في صدر شقيقها....وهي تنقل بصرها بينه وبين لوسي........
وقطعت لوسي هذا السكون بضحكتها الرائعة المندهشة:" انها تضحك!! تضحك لي أماندا!! أرأيت ذلك أندرو؟؟؟؟؟ هذه الجميلة....قد تعرفت الي!!"
ضحكت اماندا..وهي تقول محاولة مساعدة شقيقها الذي بدا التجهم يغزو وجهه:" أرأيتي لوسي؟ انكي أم بالفطرة!! وواجبكي يحتم عليكي ضرورة الاسراع في تحقيق ذلك!! كما أنني لا اريد ان يكون هناك فرق في العمر بين طفلتي وطفلتك..أو طفلك!!! أريدهما ان يكونا اصدقاء....مثلنا تماماً!!"

ارتبكت لوسي من كلام اماندا..وبخاصة في وجود اندرو....الذي بدا وكأن شياطين العالم تحوم فوق رأسه....فاعتذر وغادر غاضباً........
أطرقت لوسي.....بينما تساءلت اماندا بحيرة:" وما الذي قلته؟؟؟"
ابتسمت لوسي وهي تهدأ أماندا:" لا عليكي حبيبتي.....سيهدأ بعد قليل....لقد اصبح عصبي المزاج مؤخراً...ربما لكثرة اشغاله في المزرعة الجنوبية!!"
وهي تعيد الطفلة الى جانب والدتها.....
لكن اماندا لم تترك الموضوع:" أو ربما بسبب حبيبته التي لا ترغب ان يجتمع شملهما اخيراً!!"
توترت لوسي.....ولكنها قالت" ربما هو لا يحبها بشكل كافي اذاً!!"
"صحيح بأنهما انقطعا لفترة من الزمن......لكنني اؤكد لكي بأنهما يعشقان بعضيهما الآن!!وأكثر من ذي قبل!!!!"
ارتبكت لوسي ولا أظنها فهمت ما قصدته اماندا... بالطريقة الصحيحة!!
تمالكت دموع اليأس...وأطرقت قائلة:" فهمت!"
وما الذي فهمته.....؟؟؟؟؟ أه أيتها الحمقاء لوسي.....كل هذه المدة وأنتي مغرمة بشخص لا يبادلكي الحب؟؟؟بشخص متعلق بغيرك؟؟؟ وماذا تريدين دليلاً أكثر من كلام أماندا؟؟؟ كان يحبها قديماً..ثم انقطعا....وعادا الآن لبعضيهما وبشغف أكبر؟؟؟؟؟

ولم تدر لم تذكرت الآن...قول جوزي....حينما سألتها عن اي اخبار سعيدة بخصوصها واندرو....فأجابت بأن لوسي تستبق الاحداث!!!
يالحمقها!! تستبق الاحداث؟؟؟لا أظنها تفعل ذلك الآن....بل انها لن تتعجب ان خرجت من الغرفة...ووجدت بأنهما أعلنا خطبتهما!!!! فعلى مايبدو بأن الاخبار السعيدة معدية!!!

استأذنت لوسي...لتترك اماندا ترتاح قليلاً.....وما ان خرجت من الغرفة....حتى رأت ما كانت تحاول جاهدة تجاهله!!!
كان أندرو في الممر....معطياً ظهره لها...بينما كانت جوزي تقترب منه لتهمس شيئاً في أذنه....وما ان رأت لوسي....حتى تعمدت عناقه... بل وأخذت تداعب خصلات شعره بيدها.......
التفتت لوسي مسرعة.. قبل أن تدرك رد فعل اندرو...الذي جذب جوزي بحدة عنه......وتمتم بكلمات.....ليتها سمعتها....لتمحو الشك من خيالها وعقلها......
لكنها كانت بكل بساطة قد غادرت!!!
  #17  
قديم 06-29-2016, 01:29 AM
 

الفصل السادس عشر
" وداعاً يا عذابي!"

وصلت الى البيت بسرعة..وبدأت تجهز حقائبها...ومضت برهة بسيطة..ثم مالبثت أن سمعت صوت بابا غرفتها يفتح ويطل منه وجه اندرو المحتار.........
نظرت اليه....وبدون اي كلمة أكملت ما كانت تفعله......
ولما لاحظ أنها تحزم حقائبها....قال مستنكراً:" ما الذي تفعلينه؟؟"
" أنني مغادرة! " قالت بهدوء ممزوج بالغضب....
" وأماندا؟؟"
" لقد اطمئننت عليها.....وسأعود لأراها لاحقاً!!"
" وما سبب قرارك المفاجئ؟"
" تعرف بأن العمل يتطلب وجود أحدنا!!"
وهنا أثارت جنونه....فتقدم وهو ينزع يديها من حقيبتها:" أعرف بأنكي كاذبه!"
" لست كاذبة!" قالت بحنق....
" اذاً أخبريني الحقيقة!!"
قالت بعصبية:" أخبرتك اياها!!"
" لم أصدق كلمة من هذا الهراء الذي تفوهت به!!" قال بغضب....
" هذا لا يخصك!! أتفهم؟؟؟ان رغبت في العودة..فهذا شأني وحدي!!"
" لا! بل شأني كذلك....! اننا شخص واحد لوس....حتى وان أنكرتي ذلك مئة مرة...!"
قالت بمزيج من القرف والغضب:" كيف تجرؤ على قول هذا؟؟؟يالك من منافق كبير!"
كان يجبر نفسه على الهدوء:" هاتي ما عندك!..ماسبب كل هذا؟؟"
" ألا تعلم؟؟؟تباً أندرو....لم لم تحاول احتراف التمثيل؟؟؟؟فأنت أبرع ممثل رأيته في حياتي...بل أن تمثيلك مؤثر...ويبدو صادقاً في بعض الاحيان!!!"
أمسكها من ذراعيها وهو يهزها بغضب:" اللعنة عليك يا امرأة...! توقفي عن هذا الجنون...وأخبريني في الحال...عن سبب هذه الهستيريا!! واياكي....والعودة للشتائم..فلن أحتمل أكثر!!"

لم تدر ماذا تقول!! أتخبره كم كانت مغفلة وحمقاء وهي تصدق بأنه يهتم بها وحدها....ويهيم بها حباً؟؟انه يعرف ذلك...يعرفه جيداً..ولاحاجة بها لاخراج تلك المسرحية الهزلية الى العلن....
لمست جبهتها براحة يدها.......وهي تشعر بأنها على حافة الانهيار............
ثم رفعت رأسها لتنظر اليه ملياً......تتأمل ملامح وجهه المشدودة.......وتلك التقطيبة التي ظهرت بين عينيه......
ولم تجد الا كلمة واحدة لتقولها...:" تهانينا أندرو!"
" أهذا كل ما ستقولينه؟؟؟؟" وهو يصر بأسنانه......
" أجل...! آه...ولا تنسى أن تنقل ذلك أيضاً لجوزي!!" قالتها بلا مبالاة.....على النقيض من الغضب الذي يعصف داخلها......
" م..ماذا تقولين؟ وما شأن جوزي ب؟؟؟" وحينما بدأت الخيوط تتجمع في رأسه....حاول ان يكذب ذلك.....
فرأته ينظر اليها بعنين داميتين....وهو يهزها قائلاً:" ماذا تعنين بكلامك؟؟؟أجيبي!!!" صرخ بقوة...
لكنها حافظت على هدوئها....هذا صحيح....لقد عادت الحسناء الفولاذية الى المسرح........

" ألم تفهم بعد؟؟؟حسناً.....لقد عرفت كل شيء....عرفت اي لعبة كنت تمثلها باهتمامك الزائد بي......! بينما كنت في الواقع....تخطط لزواج سعيد مع حبيبة الطفولة!!"

كان يبدو كالمجنون....وقد اتسعت عينيه بعدم تصديق:" ماذا تقولين...؟؟ هل جننتي؟؟؟"
وهنا ثارت ثائرتها:" أجل جننت!!! فبينما كنت أتخيل وأحلم....وأتعذب!!(وهي تغص بكلماتها)..آه يالهي!!! كنت أنت مستمتعاً بكل مايجري.....! كنت تبني حياتك الخاصة........(قالت بألم)..وبعيداً عني!!!"
عاد يهزها بغضب:" من ملأ رأسك بهذه التفاهات أيتها الحمقاء؟؟؟؟ يا الهي....لا يمكنني أن اصدق ما تقولينه!!"
صرخت قائلة:" بل صدق...!! لقد تحدثت مع اماندا هذا الصباح.....وأخبرتني ما لم تستطع انت اخباري به ايها الجبان!!!"
" ستندمين ان لم تتوقفي عن كيل الاهانات لي!!"
قالت وقد بدت دموعها تترقرق في عينيها:" لقد ندمت....ندمت منذ زمن طويل أيها المغفل اللعين!!! تباً لك.....أكرهك ولا أريد رؤيتك مرة أخرى!!!"
حاول الامساك بها....لكنها صرخت قائلة:" ابتعد عني!! اياك ان تلمسني ايها الوغد....!"
عاد للوراء...وأعاد ذراعيه الى جانبه.....وقال بهدوء:" حسناً....ولكنك مخطئة!! لابد أنك أسأتي فهم أماندا!!"
فضحكت بدون مرح...ودموعها مازالت في عينيها:" أحقاً؟؟؟ وهل أساءت عيني الفهم أيضاً؟؟"
" لا أفهم!"
" لقد رأيتك وأنت تعانقها اندرو.....في رواق المستشفى....لقد كنت هناك!!"
" لا لوس....لم يكن الامر كما بدا لكي...بل انني"
قاطعته قائلة:" ألم تتعب من الكذب؟"
" أنا لا أكذب.......ولو أنكي تسمعين قليلاً بدلاً من القفز لاستنتاجات خاطئة..لوفرتي علينا كل هذا!!"
" لن أستمع اليك مجدداً..أندرو ماير....لقد اكتفيت منك هذه المرة حقاً!!"
تنهد ثم قال.." حتى وان أخبرتكي بأنك مخطئة.....وبأنني لم أعشق في حياتي..سواكي؟؟؟"
" لقد جعلتني حمقاء مرة......ولن أسمح لك بهذا ثانية!"
بدت ملامحه كأنها منحوته في الصخر....لكنه قال أخيراً بصوت بارد:" اذاً لن أعطلكي أكثر!"
وغادر على الفور................................
****************
"هاي لوسي...ألم تسمعي آخر الاخبار؟؟؟؟" هتفت سوزان بحماس....لكن لوسي كانت أبعد ما يكون عن الحماس هذه الفترة.....فوجدت نفسها تجيب بلا اكتراث....ودون أن ترفع عينيها عن الاوراق التي تقوم بمراجعتها.....
" ماذا هناك؟"
لكن هذا لم يعجب سوزان بالطبع.....فجلست على الكرسي المقابل لمكتب لوسي....وهي تقول بغموض...
" كم تدفعين؟؟؟"
رفعت لوسي رأسها..ونظرت الى سوزان بوجه لا أثر للانفعال أو حتى الحياة فيه.........
وقالت بصوت رتيب:" أليس لديكي عمل تنهينه؟؟"
نظرت اليها سوزان بدهشة وقالت:" واووو.....استرخي يا فتاة...ما هذه الكآبة التي انتي فيها؟؟"
أعادت لوسي نظرها الى الاوراق..وهي تردف بذات النبرة:" هذا ليس من شأنك سوزان! "
" أتعلمين؟؟ربما ان ذهبت الى أحد تلك المنتجعات التي توفر التدليك و...."
قاطعتها لوسي :" عودي الى مكتبك سوزان!"
ولكن سوزان كانت قد بدأت...فكيف السبيل الى اسكاتها الآن؟؟؟
" صدقيني لوسي.....تلك اليابانيات ماهرات حقاً في مايفعلن...فما ان يبدأن بالتدليك..حتى.."
رفعت لوسي رأسها ونظرت الى سوزان بحدة....مما أخرس الاخيرة......
" أحاول التركيز هنا!!!"
" حسناً..حسناً....يا الهي...كم أنتي عصبية!!!" وهي تنهض..وتمسك الباب لتخرج...لكنها عادت لتحشر رأسها من فتحة الباب وتقول بسرعة.....
" على كل أردت اخبارك بأن السيد اندرو ماير قد استقال اليوم....مما يعني بأن المنصب قد عاد اليكي على طبق من الذهب!!" وهي تبتسم وتخرج.....

وفجأة...تداخلت الحروف في بعضها.....رفعت رأسها لتدرك ما قالت سوزان........
أندرو استقال؟؟؟ لن أراه بعد الان؟؟ ولكن؟؟ ولكن هذا لا يمكن!!!
وبسرعة التقطت سماعة الهاتف واتصلت بوالدها تسأله عن الامر....ولما أكد لها ذلك.....حاولت معرفة الاسباب.....ولم يجبها والدها الا بكلمة واحد.....
" أسباب شخصية"

حاولت تناسي الامر..والعودة الى ما كانت تفعله.....لكنها لم تستطع....بل انها أمسكت بتلك الاوراق المهمة وألقت بها في الهواء بعصبية........
" تباً!! تباً!"
نهضت لتقابل النافذة وتراقب المارة......
" وماذا كنت أتوقع؟؟؟؟ فأنا التي طلبت منه عدم رؤيته....! أجل..لا أريد أن أراه....فأنا أكرهه..أكرهه جداً!! أكرهه لأنني أحبه بشدة! أكرهه لأنني أراه ماثلاً أمام ناظري...في كل شيء!!
أكرهه لأنه يعيش في ذكرياتي كلها.......
أكرهه..لأنني أحببت كلماته....وحركاته......وخطوط وجهه!!!!!
أكرهك أندرو ماير...أكرهك ايها البائس اللئيم.......!!"
وهي تذرف الدموع بشكل هستيري.................................
  #18  
قديم 06-29-2016, 07:17 PM
 
الفصل السابع عشر
" العتمة......في كل مكان!"

واستمرت أحوال لوسي بالتدهور.....واختفت تلك الشعلة الرائعة التي كانت تنبعث من عينيها...وتشعر الناظر اليها بأنها تملك الدنيا......
لا حظ والداها ذلك........لكنهما لم يعرفا لذلك سبباً.............
" لوسي ما الامر؟؟"
رفعت رأسها عن طبقها الذي كانت تقلب محتوياته دون ان تتناول منه شيئاً......
" هل قلتي شيئاً أمي؟"
" ألا يعجبكي الطعام حبيبتي؟؟" تساءلت والدتها برقة...
" لا..لا..بل هو ممتاز....لكنني فقدت شهيتي!" قالت وهي تدفع بالطبق بعيداً..وتحاول النهوض...
" أرى بأنكي تفقدين شهيتك كثيراً هذه الايام!! ألم تلاحظي بأنكي فقدتي الكثير من الوزن مؤخراً؟؟"
قال والدها بلهجة حازمة.....
لم تكن بحاجة لسماع اي محاضرات او مواعظ الآن....فوجدت نفسها تقول بابتسامة
" انها حمية جديدة احاول اتباعها..ويبدو انها نجحت!!"
علقت والدتها:" حمية؟؟حبيبتي لقد كان جسمكي رشيقاً ورائعاً...لطالما كان كذلك....!"
" حسناً أمي.....هذا بالنسبة اليكي...لكنني كنت سمينة!"
" والآن....أنتي هزيلة كالمومياء....أهذا ما تريدينه؟" تساءل والدها.....
" آه...ما بالكما أنتما الاثنان؟؟ لم لا تتركاني وشأني؟؟؟" قالت بحنق....
" حبيبتي نحن قلقان عليكي.....تبدين متعبة دائماً وتعيسة....لا نستطيع ان نراكي هكذا..ونقف مكتوفي الايدي!!"
" يا الهي كم تضخمان المسألة!! أنا بخير وبصحة جيدة.....نهاية النقاش!" وهي تحاول وضع حد لهذا الحصار.....نهضت عن المائدة لكن صوت والدها استوقفها للحظة....حينما قال....
" أنتي ممنوعة من الذهاب الى الشركة....ابتداءاً من الغد!"
التفتت اليه غير مصدقة.....ثم ابتسمت باستنكار:" ماذا تقول؟"
قال وهو يرتشف الحساء ويعيد الملعقة الى الطبق...." سمعتني!"
" لابد أنك تمزح!"
نظر اليها..وقد بدا جاداً كل الجد...." أمزح؟" تساءل باستنكار.....
حينها فقدت اعصابها:" لايمكنك ذلك!!"
" آه يمكنني ويمكنني ايتها الشابة.....سألغي التوكيل الصادر باسمك...وينتهي كل شيء!!"
انسابت دمعة من عينها:" لم تفعلان هذا؟؟ لم لا يتركني الجميع وشأني!!"
" حبيبتي نحن نريد مصلحتك..كما أن قرار والدك هذا مؤقت....فقط كي تأخذي قسطاً من الراحة...أنتي تحتاجينها ولاشك!" علقت والدتها بحنان...وهي تتبادل مع زوجها النظرات....
" لا أحتاج راحة....لماذا تقررون عني؟؟أنا لم أعد صغيرة..متى تفهمان ذلك؟؟؟آه...أتعلمان؟؟لم أعد أهتم...افعلا ما تريدانه..وسأبحث عن عمل منذ الغد!!!"
قالت ذلك وخرجت كالاعصار.........
" ألا تظن بأننا قسونا عليها قليلاً عزيزي؟؟تبدو على حافة الانهيار...اه يا الهي ...لا استطيع رؤيتها بهذا الشكل!"
امتدت يده لتشد على يد زوجته...وهو يقول بعطف:" ستتحسن....أعدك بذلك!"
ابتسمت....وهي تربت على يده بتفهم......
*******************************
عادت حانقة......وهي تلقي بحقيبتها على الكرسي بانزعاج.......بينما رفعت والدتها رأسها عن القطعة التي تقوم بتطريزها....وقالت بصوت رقيق
:" مابكي حبيبتي؟؟لم تبدين منزعجة؟"
كانت تذرع أرض الغرفة كنمر غاضب...ثم مالبثت ان قالت بحنق:" آه..ألا تعرفين أمي؟؟ألستما شريكين في كل هذا؟؟"
" لا أفهم شيئاً مما تقولينه حبيبتي...!"
" آه يالهي!!كيف بامكانه فعل ذلك بي......؟؟ كيف بامكانه الطلب من جميع الشركات بعدم توظيفي؟؟؟"
" من فعل هذا؟" تساءلت الام بحيرة.....
" أبي أمي....ومن غيره؟؟؟ لقد أخبروني ذلك صراحة...وبأنهم لايستطيعون تحمل اي توتر بين شركاتهم وشركات والدي.....بل ان البعض تطاول وطلب مني استرضاء والدي...وطلب الصفح منه!!! لم يعرفوا بأنه هو من تخلى عني!!!"
وضعت والدها التطريز جانباً:" حبيبتي تعلمين أن والدكي لم يتخل عنك.....وبأن هدفنا في هذه الحياة هو اسعادك.....لكنك تقتلين نفسك....ولن تتوقعي ان نصمت على هذا!! حبيبتي...أياً كان سبب حزنك.....فاعلمي أنه لا يستحقك..ان كان كدركي بهذا الشكل!!"
شعرت بأنها ستنهار قريباً:" لم يهجرني أي أحد أمي..ان كان هذا ما تلمحين اليه.....بل في الحقيقة...أنا التي فعلت!!!"
وخرجت ...تاركة والدتها تعاني أثار صدمتها......

وفي المساء....................
تسمع طرقاً على باب غرفتها....فتصرخ قائلة...." لا أريد أن أرى أحداً!"

لكن الطارق تجاهلها على مايبدو لأن الباب فتح فجأة......رفعت رأسها بعصبية وهي تستعد لخوض مشاجرة حقيقية مع هذا الذي لا يحترم حتى خصوصيتها.....لكنها ما ان فعلت ذلك...حتى لم تصدق عينيها......وتبدلت ملامح السخط الى الفرح والسعادة.....والقليل من الحزن............
  #19  
قديم 06-29-2016, 07:18 PM
 


الفصل الثامن عشر
" يقتلني حنيني....وغيابه!"

" سندخل رغماً عنكي!" قالت اليانور ..وقد بدت كيتي من خلفها......
" أنا..أنا لا أصدق!! آه أيتها العزيزات!!" وهي تهرع بسرعة لتلقي بنفسها في احضانهن.....بينما عانقنها هن بكل حب.....
وبعد تبادل الاخبار والتحايا....عمدت اليانور الى البدء بماقدمن من أجله.............
" أتعلمين بأننا كنا بالامس فقط في مزرعة السيد ماير؟"
توترت لوسي:" حقاً؟ أرأيتما طفلة أماندا؟؟؟ألا تشبهها ؟؟ أظنها نسخة عنها!" وهي تحاول ابداء المرح....
لكن كيتي سارعت تقول:" انها رائعة....وقد فرحت اماندا كثيراً لرؤيتنا...مع انها كانت تأمل.ان تراكي معنا!"
" سأحاول الاتصال بها قريباً!"
" أتعلمين من رأينا أيضاً....؟؟؟" تساءلت اليانور بخبث......
أجل....كانت تعرف من رأين..ولكم تتمنى ان تتوقف اليانور الآن عن رمي السهام....هي للحق قد تحولت الى صديقة وفية في السنوات الماضية....لكن يبدو أنها لم تعد تنوي ذلك الآن....
ولما لم تجب.....
أردفت اليانور" أندرو! آه لوسي..لم اعرفه في البداية....لقد تغير كثيراً!"
نظرت لوسي الى اليانور..ورددت خلفها:" تغير؟"
وهنا تدخلت كيتي:" أجل..وياللأسف! لم يعد ذلك الشاب الجذاب الذي فتنتي به لوس منذ سنوات....لقد أصبح هزيلاً كالخيال....منعزلاً....لم نلمحه سوا مرة!! ولم يجلس معنا او يرحب بنا كعادته!!!"
شعرت لوسي بقلبها ينقبض.....كل هذا يحصل لحبيبها؟؟؟؟لكن..ماذا بيدها لتفعل؟؟
" ولا أرى بأنكي أحسن حالاً منه!" علقت اليانور.....
وهنا نهضت لوسي من مكانها قائلة:" وماذا تعنين الآن اليانور؟"
نهضت اليانور كذلك:" أعني أننا نعرف كل شيء لوسي...لقد أخبرتنا أماندا.....لقد ظلمتي أندرو!!"
نظرت لوسي غير مصدقة:" هل أتيتما الى هنا...لتقنعاني بمسامحة ذلك الكاذب.."
لكن كيتي قاطعتها وهي تقف مربته على كتفها:" لم يكذب عليكي ابداً لوسي...بل أنتي التي لم تتركي له فرصة ليوضح!!"
" لقد جننتما حقاً!" وهي تتجه الى النافذة.....

نظرت كل من اليانور وكيتي الى بعضهما.....ثم اردفت اليانور
" كانت اماندا ستقوم بالتوضيح اللازم..لكن اندرو جعلها تقسم..أن لا تكلمك في هذا ابداً! أظن بأنكي جرحتي كبريائه كثيراً!"
ابتلعت لوسي غصتها وهي تقول:" لم أفعل شيئاً لم يستحقه!"

" حقاً؟؟ فبينما كان يحاول اخبارك كم يحبكي....كنت تطلقين عليه أقسى الالقاب وأبشع الاتهامات!"
قالت بيأس:" الى صف من أنتما؟؟يفترض بأنكما صديقتاي!!"
وهي تنهار على سريرها..وتضع رأسها بين راحتي يديها......
جلست كيتي الى جانبها وهي تسحب يدها وترفع رأسها..لتلتقي عينيها بعيني لوسي الدامعتين....
" لقد أخبرتنا أماندا....عن حديثكما ذلك النهار....!"
" أجل!..لقد قالت لي صراحة بأن اندرو وحبيبته التي كان يحبها في الماضي....قد عادا الى بعضيهما من جديد!! ماذا تريدان اكثر من هذا؟!"
عقدت اليانور ذراعيها أمام صدرها وقالت بسخرية:" هل أنتي حمقاء الى هذا الحد؟"
رفعت لوسي رأسها لتنظر الى اليانور.....لكن تلك ثارت ولم يعد بامكانها السكوت أكثر....
" لقد كانت تقصدك ايتها البلهاء!! أه لوسي....أهكذا تفعل الغيرة بالشخص؟؟؟ تجعله بلا رأس!!!"
وهي تقول بلوم.....
" هذا لا يمكن!! لقد...لقد كانت تتحدث عن جوزي!"
" بل عنك!....ولهذا هي مندهشة من تصرفك!!.."
" ولكن؟...لقد كانا هناك....يتعانقان أمامي!!!" قالت بوهن....
" آه تباً!" قالت اليانور ذلك..ثم جلست الى الجانب الاخر من لوسي....واردفت وهي تلمس كتفها
" ألم تتعرفي الى تلك الثعبان بعد لوسي؟؟؟ لا أستغرب الان...لم اندرو واقع فيكي حتى الجنون...فلم أر من هي اكثر سذاجة وطيبة منك!!آه...بالطبع باستثناء كيتي!!" وهي تغمز لها بعينيها....
فضحكت كيتي وهي تقول:" لا! بل هي أكثر سذاجة مني....لأنني كنت أخذت حذري من تلك الثعبان منذ اللحظة الاولى!!!"
لم تعد تستطيع التصديق:" ولكنه....كان يعانقها أيضاً!"
" لا...لم يفعل ذلك....كانا يتحدثان معاً....وأظنها حين رأتكي أحكمت الخطة جيداً....فألقت بنفسها عليه...ومثلت دور العاشقين.....وأنتي صدقت ذلك ببساطة! حسناً....أنتي لم تسمعي ولم تري ما حدث بعد ذلك؟؟"
" ما حدث بعد ذلك؟؟؟؟"
قالت كيتي:" أجل لوسي....لقد دفعها اندرو وقال لها بالحرف الواحد....انه يحبكي...ولن يؤذيكي ابداً...وبأن عليها ان تحترم ذلك ان رغبت في ان تكون صديقة!"

اتسعت عينيها دهشة:" أندرو.....قال هذا؟"

" لقد أخبرتنا أماندا بهذا....وبحسب ما سمعته ايضاً...بأنها منذ ذلك الحين... لم تعد لزيارة آل ماير!" قالت اليانور..بينما علقت كيتي
" أظنها شعرت أخيراً بأنها شخص غير مرغوب فيه!!"
لكن صوت نحيب لوسي قطع عليهما حديثهما....." لوسي؟؟"
قالت من بين الدموع:" أتعرفان ما فعلته؟؟؟؟أتعرفان اي حمقاء غبية كنت...حتى القيت بحب كبير كهذا وأضعته من بين يدي؟؟؟؟ لقد حاول ان يشرح لي.....حاول ان يتكلم.....ولكن لا؟؟كانت كبريائي تنزف....وأعتقدت انني هكذا أثأر لها.....
وحينما أخبرني بأنه لم يحب في حياته كلها غيري......نعتته بالكاذب!!!! آه يا الهي...أندرو!!"

وانخرطت في بكاء مرير.....
" حبيبتي اهدأي....هناك حل دوماً!" قالت كيتي بحزن....
" هذا صحيح سنفكر في حل...فلا تيأسي!" أكدت اليانور.....
" كيف سيسامحني.؟؟؟ لم كنت كالصماء....التي ترفض سماع اي كلمة منه؟؟؟لم أتركه يوضح اي شيء....!!آه....ماذا سأفعل الآن؟؟؟ أنا لا استطيع العيش بدونه!! أنا أحبه....أحبه كثيراً! ولا يمكنني تخيل حياتي خالية منه! لقد كنت اقتل نفسي حينما انسحبت غاضبة.....وحينما ترك العمل.....ذبلت وأظلم العالم بأجمعه...والآن؟؟؟وبعد ان أكتشف بأنني أنا المخطئة في حقه..وبأن كل ما حصل...هو بسبب غبائي؟؟؟كيف سأعيش بعد؟؟؟آه..يا الهي ساعدني!!"

" حبيبتي اهدأي من فضلك!!" قالت كيتي بحزن...وقد انسابت دمعة او اثنيتين على وجنتها...
لكن اليانور نهضت...وهي تفكر....ثم التفتت فجأة الى لوسي قائلة بحزم....
" لوسي؟ هناك أمر واحد بعد..يمكنك فعله!"

رفعت لوسي رأسها الى اليانور....وهي ما زالت تذرف الدموع........
فأردفت اليانور:" لا يمحي الاخطاء....الا اعتذار صادق من القلب.....عليكي مقابلة اندرو...والاعتذار منه!"
هزت لوسي رأسها بيأس رافضة..:" وماذا لدي لأقوله اليانور؟؟؟كل اسبابي سخيفة..غبية...كبريائي...وغيرتي...!!سأكون محظوظة ان لم يقم بطردي!!"
" لا تكوني سخيفة! انه يحبكي كما تحبينه وأكثر!" علقت كيتي محاولة بث الامل في نفسها....
ركعت اليانور الى جانبها وأمسكت يديها..قائلة بصدق:" لوسي! هذه هي الفرصة الاخيرة....وأنتي لن تخسري شيئاً.....أتعلمين ماذا؟؟ أخبريه ما قلته للتو.....أخبريه كم تحبينه لوسي!! واثقة بأن ذلك سينسيه كل ما كان بينكما!! صدقيني!!"

تسرب خيط أمل صغير الى قلب لوسي لدى سماعها كلام اليانور.........ظهرت ابتسامة صغيرة على ثغرها الحزين......فانقضت عليها الصديقتان تعانقانها في حب....حتى وقعن كلهن عن السرير...وتكومن على الارض......

كانت السيدة ماكغواير قد احضرت القهوة وبعضاً من بسكويت الزبدة لهن.....لكنها ما ان أمسكت مقبض الباب...حتى سمعت صوت ضحكاتهن.....فابتسمت بفرح...وهي تضع يدها على صدرها..ولم تستطع منع دمعة دافئة من الانسياب!!!


  #20  
قديم 06-29-2016, 07:20 PM
 
الفصل الأخير
" لآخر مرة!"

بالطبع تهاتف لوسي أماندا...وتخبرها بكل شيء...وبالرغم من كل الدموع..الا أنهما كانتا تشعران بفرح شديد....فهذه اول مرة تتوتر علاقتهما منذ عهد طويل......!!!
وحينما تطلع لوسي اماندا على رغبتها في الحديث مع اندرو على انفراد......وبعيداً عن العائلة, تخبرها أماندا عن دعوة ال آدمز لعائلتها....مساء يوم الاحد....وتؤكد لها بأن الجميع سيذهب..باستثناء اندرو بالطبع...فهو لم يعد يذهب الى اي مكان....منذ ما حدث بينهما!
ولما صمتت لوسي على الطرف المقابل من الهاتف......استدركت اماندا ما تفكر به صديقتها..فعادت لتؤكد بأنها ستقوم بالاتصال بها قبل مغادرتهم للمنزل.....

و هذا ما حدث....
تصل لوسي الى المنزل...المعتم...والذي يبدو لا أثر لحياة فيه....بعدما قامت أماندا بمهاتفتها..." تمني لي الحظ!"
" انه يحبكي..وسوف يسامحكي....انا واثقة من هذا!!"

بحسب ما قالته اماندا..فإن أندرو يتعب نفسه في العمل بالمزرعة...حتى لا يفكر كثيراً...وبعد العشاء..يقضي معظم وقته اما في غرفته او المكتبة....
كانت لوسي ترتدي فستاناً صيفياً أخضر اللون...ومع انه كان بسيطاً..الا أنها بدت رائعة الجمال فيه..وبريئة الى أبعد حد.....كانت تصطحب غيتارها معها.....
طرقت الباب...لم يجبها أحد...طرقت ثانية..أيضاً لا أحد!! حاولت فتح الباب...ولحسن حظها...كان مفتوحاً....فدخلت...وأغلقته خلفها....نظرت الى جميع الانحناء...لم تلحظ أحداً.....
نادت بصوت خافت:" أندرو!!!" لكن أيضاً لا جواب....
اتجهت ناحية المكتبة....تبين لها بان النور مطفأ...فعرفت بانه قد يكون اذاً في غرفته....صعدت الدرج...وقلبها يرتجف قلقاً ورعباً.....
وما ان وصلت باب غرفته...وهمت بطرق الباب...حتى فتح الباب فجأة..ورأته أمامها يهم بالخروج....
ولم تكن صدمتها بأكبر من صدمته....." لوس؟؟؟؟ ماذا تفعلين هنا؟؟؟"
" أنا؟؟...امم...كن...كنت..." هاهي تتلعثم في كلماتها كالبلهاء....ولكن؟من يمكنه لومها؟؟؟؟فها هو يقف أمامها...عاري الصدر...ولا يرتدي الا بنطاله الجينز القديم.....لم تعد تستطيع التركيز...
قالت أخيراً وهي تنظر الى صدره..وعضلاته المفتولة......وتبتلع ريقها بصعوبة...:" كنت...أريد التحدث معك!!"
نظر اليها بسخريته المعهودة وهو على علم بتأثيره عليها...فملامح وجهها فضحتها....مما جعله يبتسم بسخرية ويقول:"لقد سبق وتحدثنا بكل ما تريدينه....وقلت أروع ما يمكن أن يقال...."
حاول تجاوزها وهو يقول بقساوة:" لا أظن بأن هناك أي حديث بيننا!!"
لكنها تشبثت بذراعه العارية ودموعها تترقرق في عينيها....قائلة برجاء:" أندرو!! أرجوك!!"
نظر اليها....تحركت عضلة في جانب وجهه...عاد فالتفت اليها وهو يشيرلها بذراعه بصمت...باتجاه الغرفة...لتدخل...
تمالكت نفسها.....حتى لا تنزل دموعها...فهي لا تريد ان تكون ضعيفة الآن....عليها فقط أن تثبت له كم تحبه....وهو يجب أن يصدقها...يجب!!!
دخلت الغرفة...وجلست على سريره.... لحق بها هو.......ثم دخل واتكئ على طرف مقعد وعقد ذراعيه أمام صدره...ونظر اليها بتكاسل....
" اذاً؟؟"
لم تعرف كيف تبدأ.....لكنها قالت برجاء:" أندرو!! أعلم أنك غاضب مني...وربما تكرهني!!"
قاطعها قائلاً:" أنا لا أكره أحداً!!!"
نظرت اليه بحيرة..فأسرع يقول بعصبية:" تابعي!"
مع أنها فرحت لمعرفتها بأنه لا يكرهها..لكنها تابعت بقلق:" أنا....؟؟أعرف بانني أخطأت...ولكن ليس بحقك فقط!!بل بحقي أولاً!! أووه اندرو...لقد كانت الغيرة هي من أعمتني!! لقد ظننت أنك و جوزي..."
قاطعها:" أخبرتكي أنه لا شيء بيننا!!ولكن..هل كنتي تثقين بي؟؟؟لا..بالطبع لا...وثقتي بجوزي..وأنتي تعرفين ماهي أهدافها....وهدمت كل شيء....ولم تكتفي عند هذا الحد!!بل أيضاً هاجمتني...واتهمتني بأمور....؟؟؟"
وبدا أنه لم يستطع الاكمال....وهو ينهض ويلتفت الى النافذة....." لقد دمرت كل ما بيننا لوس....!!لقد كان حبي لكي عظيماً!!"
بدأت الدموع تتجمع في مقلتيها من جديد...:" كان؟؟؟أتعني..أنك لم تعد...تحبني أندرو؟؟؟"

التفت اليها..وحينما رأى حالها...رق قلبه...وتحرك حبها في قلبه.....فقال مداعباً...:" وماذا جئتي تفعلين بهذا؟؟؟هل كنتي ستعزفين لي تحت نافذتي؟؟؟؟"
ابتسمت رغماً عنه..مع انها تحس بقلبها ينزف....:" لقد...فكرت..بأن نقوم بتحدي أخير....!!"
راقت له الفكرة.....فقال بجمود:" ولم لا؟ لكن....ان أنتي هزمتني....فسأعطيكي فرصة....وان أنا هزمتكي؟؟؟!"
أكملت عنه بمرار...:" سأخرج من حياتك...وللأبد!"
وهي؟؟هل تريد أن يعطيها فرصة..لأنها تغلبت عليه في التحدي؟؟؟لا...!هي لا تريد ذلك...!ان كان سيعطيها فرصة...فمن أجل حبه لها...وليس لأي سبب آخر....لذا؟ كانت قد قررت أن تخرج من حياته الى الابد.....ولكن؟بعد نزال أخير بينهما...فهي تريد توديعه...وحفر ملامحه في ذاكرتها جيداً.......
" اتفقنا!" قالها ببرود..وهو يمسك غيتاره الآخر....ويعود للاتكاء على الحائط بظهره.....
قائلاً..:" ابدأي!"
نظرت اليه بحزن....وبدأت تعزف مقطوعة جديدة..ظنت بأنه لن يتعرف اليها..ولكن هيهات!! فما ان بدأت حتى أكملها أندرو بكل مهارة.....
قال ساخراً:" اختيار موفق!! والآن دوري!!"
تحفزت جميع حواسها...أنها لا تريد أن تخسر بالرغم من أي شيء....ولم تعرف لماذا؟؟لكنها لا تريد ان تخسر تحديها الاخير مع حبيبها.....يكفيها انها خسرته هو...وخسرت حبه الكبير...!!
صحت على عزفه الشجي....وأحست بالغثيان والتوتر....فهي لم تتعرف على مقطوعته أبداً....
توقف....وهو ينظر اليها وابتسامة السخرية لا تفارقه....:" لم تعرفيها؟ حسناً...اليك محاولة أخرى..فانتبهي!!"
هل يريدها ان تهزمه؟؟لم يعطيها فرصة اخرى؟؟أيعقل بأنه يريدها ان ترجع اليه؟؟ولكن ان كان يريد ذلك...فلم لم يتركها تكمل مقطوعتها وبالتالي تربح التحدي؟؟؟آه...انه لايريد ان يكون فوزها سهلاً....
شعرت بالفرح..وأطرقت منصتة فربما نجحت هذه المرة.....!!
لكن ما ان عاد للدق على اوتار غيتاره....حتى عاد قلبها للانقباض من جديد....لماذا يصعب عليها الأمر؟؟؟
يا الهي...لقد خسرت...خسرت التحدي الاخير مع اندرو!! وعليها الآن..أن تغادره..للأبد..وليس هذا فقط..بل و مصحوباً بالذل والمرارة!!
وحينما توقف....لاحظ شحوب وجهها..وامارات الحزن والاسى تكسو ملامحها الرقيقة....
رفعت رأسها وبدت عينيها مغرورقتين بالدموع...حاولت رسم ابتسامة على وجهها...وفعلت ذلك بصعوبة وهي تقول...
" اذاً؟ أظن أنه الوداع!!"
وهي تنهض....لكن اندرو بادر قائلاً:" ليس بعد!! فالتحدي من ثلاث جولات..ألم أذكر لكي ذلك؟؟"
قالت بدهشة:" لا لم تذكر ذلك!! ولكن الامر ماعاد مهماً أندرو...فقد"
قاطعها قائلاً:" التحدي هو التحدي.....وعليكي اتمام ثلاث جولات....كما أن الرابح هو من يربح الجولة الاخيرة!!!"
ابتسمت بسخرية....انه يضع الشروط والقوانين للعبة بحسب رغباته....لم تستطع ان تمنع نفسها من مجاراته لترى الى اي حد بعد..يريد اذلالها!!
" أندرو!"
" اجلسي!" قال بتصميم....
بدا التوتر على ملامح وجهها المشدودة...لكنها انصاعت لطلبه وعادت للجلوس على السرير...وهي تطرق صامتة وتحدق في الأرض.....
وما ان عاد للعزف...حتى بدأت تتعرف على هذه الألحان....لايمكن أن يكون هذا صحيحاً!! انها..!انها مقطوعتها التي تغلبت عليه فيها في اخر تحدي بينهما....حينما أثارته بصوتها وغنائها...
ولكن؟؟كيف استطاع عزفها؟؟هل...؟هل كان يتدرب عليها بعد أن سمعها منها؟؟؟لكن لماذا؟؟؟

وسطع الجواب فوراً أمام ناظريها....." لأنه يحبكي أيتها الحمقاء!! "
...آه..أندرو!!
رفعت رأسها لتنظر اليه...وهي تبتسم..وحينها انسابت دمعة دافئة على وجنتها....كان يحدق بها بتأثر كبير...وأخبرتها نظراته العميقة...ما كانت بحاجة الى معرفته.....
لكنه قال مداعباً..:" لقد تعبت من العزف..ألن تكملي عني؟؟"
ابتسمت وهي تهز رأسها....وأكملت عنه العزف..فتوقف يتأملها بملأ عينيه....
" غنها لي لوس!!"
نظرت اليه....لمحت اللهفة والشوق في نظراته لها.....فبدأت تقول بصوت مرتجف...
" أنا كتابتك.....وأنت؟؟؟" ثم توقفت فجأة..ورفعت يدها الى فمها لتمنع شهقة من الخروج.....
وضع اندرو غيتاره جانباً..واقترب منها وهو ينزع عنها الاخرى غيتارها..ويمسكها من ذراعيها لتقف مواجهة له...
تحاول هي التماسك...فتبدأ بالاعتذار...من بين الدموع:" أعتذر...! لم أق..." وعادت دموعها لتسكتها من جديد....
قربها منه وهو ينظر في عينيها...ويمسح دموعها بيديه..." اهدأي حبيبتي....لم أقصد أن أسبب بكائك!"
نظرت اليه بدهشة...بوجه مليئ بالدموع!!" هل...؟ هل ناديتني..حبيبتي؟؟"
ابتسم بحنان وهويعود لمسح دموعها العالقة:" وهل لي حبيبة سواكي أيتها الحمقاء؟؟"
لم تستطع التصديق..." أتعني أندرو....بأنك ما زلت..."
قاطعها قائلاً:" أحبكي؟آه أيتها العنيدة....لم أتوقف عن ذلك...منذ أن رأيت الدجاجات تطاردكي!!"
ابتسمت ابتسامة واسعة....ثم قفزت معانقة اياه ....مما أدهشه ولكن أعجبه للغاية.....فضمها هو الآخر اليه بشوق...ولهفة...
" يا الهي لوس.....كم اشتقت اليكي!! لقد كدت أجن بدونك!!"
أرخت ذراعيها قليلاً ونظرت اليه..." لقد ظننت بأنك لا تريدني..حينما لم تترك لي فرصة للفوز في التحدي!!"
ابتسم بسعادة وقال مداعباً وجنتها:" اعذريني حبيبتي..كان علي أن القنك درساً على ما فعلته بي..لكنني لم اكن لأدعك تخرجين من هذا الباب قبل اخباركي بكل شيء..!! لم أكن لأدعكي تخرجين من حياتي....أبداً لوس! "
" آه..أندرو!! أتحبني الى هذا الحد؟؟"
قال وهو يضمها اليه أكثر:" ألم تعرفي بعد يا حبيبتي الغالية!!؟؟ لقد كنت على حافة الانهيار بعيداً عنكي!!"
تلمست وجنتيه بأصابعها الناعمة :" أنا لا أستحق كل هذا!!لقد آذيتك...و"
" اش!!(وهو يضع اصبعه على فمها)... لا أريد سماع هذا الكلام مرة أخرى..!لن أسمح لأي كان باهانة حبيبتي....حتى لو كانت هي نفسها!!"
ابتسمت لوسي بسعادة...وعادت للبكاء.....:" والآن لم كل هذه الدموع حبيبتي؟؟أم تراها دموع الفرح؟؟"
هزت رأسها مؤكدة ...ثم قالت:" لا أصدق بأن هذا الكابوس انتهى!! وبأننا الآن معاً!! "
قال بمكر:" هل يعني هذا..بأنكي أيضاً كنتي تتعذبين لأجلي؟؟"
نظرت اليه وقالت بصدق...والابتسامة لاتفارق وجهها:" لن تعرف أبداً مقدار الالم واليأس اللذين احتوياني طوال هذه الفترة.....أووه أندرو...لم أعرف أنني أحبك الى هذا الحد!!بل انني مريضة بحبك....ولا أريد أن أشفى منك أبداَ!!"
اتسعت عينا اندرو وهو يعود ليقربها منه أكثر...:" هل قلتي للتو بأنكي تحبينني؟؟؟"
ألقت ذراعيها حول عنقه وهي تبتسم برضى بينما انسابت دمعة كانت معلقة بجفنها.....
" ألم أخبرك بذلك بعد؟؟؟أجل أندرو ماير....أنت حبي الاول والاخير....أنت حبي الوحيد...أتفهم الان؟؟؟أحبك أيها الكاوبوي المزعج الجذاب!..أحبك ولا أرغب في الابتعاد عنك للحظة!!"

ابتسم ابتسامة رائعة..أظهرت غمازة ذقنه الجذابة..." ومن قال بأنني سأسمح لكي بالابتعاد حبيبتي!!" وهو يعانقها بحب." لقد تركتك مرة...رغماً عني!! منذ عدة سنين....كنت أظن بأنني أسدي اليكي معروفاً..حينما اترككي تكبرين وتخططين لحياتك..! كنت اريدك ان تعيشي جميع مراحل حياتك..وأقنعت نفسي...بأنكي ان كت تحبينني حقاً..فستعودين الي اخر المطاف!! ولما التقيتك في عرس اماندا وستيف..عرفت بأنني لم أفعل شيئاً..سوا زيادة المسافات بيننا! لا يمكنك ادراك شعوري في تلك اللحظة....أه لوس! لم اكن لأدعكي تخرجين من هذا المنزل...الا عروساً!!"

قالت وهي تحدق به بلوم:" لقد تسائلت كثيراً عن سبب هجرك لي كل هذه السنين....!! حتى بدأت أقنع نفسي بأنني لم أكن سوا دمية بين يديك!! لذا حاربتك وحاربت مشاعري تجاهك..بكل ما أملك!! لكنني لم استطع اخيراً!! ليتك اخبرتني كل هذا اندرو!! ليتك منحتني حرية الاختيار...!! لن تعرف كم تعذبت..وأنا أظن بأنك ..لم تحبني يوماً!!!"

قربها منه بحنان وهو يقول:" لكن الاوان لم يفت بعد! أليس كذلك؟" وهو يقبل انفها...فتضحك هي بسعادة وهي تدس رأسها في صدره.....
....لكنه تذكر فجأة...:" هذا يذكرني...بأنه لا عزف ولا غناء ولا عمل خارج منزلي!!أريدكي لي وحدي لوس...!!"
" ولكن أندرو؟"
" آه لوس....لن أتراجع في كلامي...حتى وان رجوتني!....لن أسمح لأي كان بالتمتع بجمالك وفتنتك....فأنتي لي!!ملكي أنا!!"
" هل هذا يعني بأنك ستحبسني في بيتك؟؟؟"
" بيتنا حبيبتي....ثم لا! لن أحبسكي في بيتنا..وانما في غرفة النوم أيضاً!!"
شهقت لوسي وهي تضحك...." أندرو...يا عديم التهذيب!!"
وهي تفتح الباب وتحاول الفرار.....لكنه يلحق بها سريعاً ويمسكها في أعلى السلم ويجذبها اليه في تملك....:" ألم تعجبكي الفكرة؟؟"
" أندرو!!" وقد تضجرت وجنتاها بالحمرة....
" حبيبتي الصغيرة...أعشق خجلكي!!"

" وأنا أيضاً!!!" علا صوت من أسفل السلم....فنظرا بدهشة ...لم تكن الا أماندا....والى خلفها والديها...وجميعهم ينظرون بفرح وسعادة اليهما....اذاً فقد حلت مشكلة هذين العنيدين....وحان وقت السعادة.....
جذبت لوسي نفسها من اندرو..فقد شعرت بالحرج من عائلته ووقوفهما بهذا الشكل أمامهم...ماذا سيظنون الآن....لكن اندرو رفض ذلك بشدة...فقالت بصوت اقرب للهمس..وقد اصطبغ وجهها بالحمرة....
" أندرو أرجوك....!!اتركني الآن!!"
" كلا..لن أفعل!!" بل ضمها اليه أكثر...وهو يخاطب عائلته:" حسناً كما هو واضح...وكما تعلمون جميعاً بأنني أعشق هذه الفتاة....أبي أمي...أماندا؟؟صحيح...أين زوجك..وطفلتك؟؟"
نظرت اليه أماندا بعصبية....
"حسناً..حسناً...سنتزوج أنا ولوس....وخلال أسبوع فقط...."
رفعت لوسي رأسها معترضة:" أنت لست جاداً!! ..فهذا لا يكفي!!"
قال بهيام..:" أتعلمين أنكي محقة...فلنتزوج غداً!!"
قالت بدلال:" أندرو!!"....
" اذاً أسبوعاً واحداً!....وكلمة أخرى...ستجدين نفسك عروساً خلال ساعات!!"
ابتسمت بفرح..وتعالت أصوات ضحكات الجميع....بينما اندفعت أماندا..والسيدة ماير....لمعانقة لوسي...وتهنئتها.....ومن بعدهما السيد ماير.....كانوا يحيطون جميعاً بها بسعادة وحنان..شعرت بالدفء بينهم....وكم فرحت بأنها ستكون فرداً من هذه العائلة الرائعة.... بل والاهم من كل هذا...هو ذاك الاسمر الجذاب...الذي يقف محدقاً فيها وهو يبتسم بصمت......
انه يعشقها..ويحبها كثيراً......وهي أيضاً تحبه....ولن يهمها تسلطه وعناده....فلربما كان هذا هو سبب حبها له.......
مع ان الجميع منشغل يتحدثون اليها تارة والى بعضهم عن تجهيزات الزفاف...وضرورة تنسيق ذلك مع عائلتها...كانوا يتكلمون بأشياء كثيرة...لكنها كانت تنظر اليه فقط...وكأنها تشاهد فيلماً صامتاً..هما فقط بطلاه.....
حرك فمه من بعيد بدون صوت....قائلاً:" أحبكي!"
ابتسمت بسعادة...وقالت في سرها...:" ليس أكثر مني!"

انتهى
Night Breeze
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة غلطة للكاتبة إبتسام بن عتش. ابتسآآآم نآصر قصص قصيرة 0 12-13-2011 07:13 AM


الساعة الآن 09:50 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011