عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree498Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 06-25-2016, 10:52 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://d.top4top.net/p_145wzuq2.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

13
~ سوبارو ~
كنت في طريقي إلى المدرسة .. والجميع يحدق فيني بشفقة .. وأصوات همساتهم تصل إلى مسامعي .. رغم ذلك لم آبه بما يقولونه .. فقد اعتدت على هذا كثيرا ..

عندما وصلت إلى الصف .. جلست في مكاني .. وأخرجت الكتاب الذي لم أكمله .. بدأت أضيع وقتي بالقراءة ..
بعد قليل لاحظت جوليا التي جلست أمامي في مقعدها .. أقفلت الكتاب بهدوء فهناك تسلية أخرى هنا غير القراءة ..
قمت بندائها : جوليا ..
لم ترد علي ..لذا أعدت ندائي ظنا من أنها لم تسمع لكن لم يجدي هذا نفعا ..
مددت يدي لأمسك بكتفها .. لكنها وقفت فجأة وركضت خارج الفصل .. أدركت حينها أنها تجاهلتني عن قصد ..
لم أكلف نفسي عناء الركض خلفها .. فهي في نهاية المطاف ستعود حتما ..
بعد قليل سمعت روز تقول : أيها المومياء أين جوليا ؟؟
رفعت رأسي ببطء إليها .. قلت بهدوء: هل تتحدثين إلي ؟؟
ـ نعم ومن غيرك المومياء هنا؟؟
قلت بحدة : أنا إسمي سوبارو ..
قالت بغرور : أنا حرة في إختيار الإسم الذي سأطلقه عليك ، والآن أجبني أين هي جوليا ؟؟ أنا أرى حقيبتها لكني لا أراها ..
قلت ببرود وأنا أعاود القراءة : عندما تتحدثين بإحترام سأجيب عليك ..
سمعتها قالت غاضبة : أنا لا أحتاج مساعدتك في الأصل أيها المومياء ..
قلت لأستفزها : ولماذا سألتني إذا كنت لا تحتاجين إلى مساعدتي ؟؟ أو أنك تحاولين أن تجدي فرصة لتتحدثي معي ..
قالت بإستنكار : ماذا !! هل أنت جاد ؟؟
ثم أردفت غاضبة : ومن أنت حتى أتحرى الفرصة للحديث معك ؟؟
أجبت بثقة مفرطة : أنا سوبارو ..
صدرت منها ضحكة خافتة .. وهي تقول : أنت أحمق بالفعل ..
عندها قاطعنا ياماتو وهو يقول بمرح مخاطباً جميع من في الصف : مرحبا يا أصدقااء كيف حالكم جميعا ؟؟
نظرنا إليه بإستغراب .. يبدو نشيطا على غير العادة .. قلت بإستفسار : هل حصل شيء جيد لك ؟؟
قال مبتسما : ولماذا تسأل ؟؟
ـ لأنك تبدو غريبا ..
إبتسم بغموض دون أن يقول شيئا .. بعدها قال : أين جوليا ؟؟
أجابت روز : وما شأنك ؟؟ كفاك تطفلا ..
قلت لروز بملل : روز أنت تحبين إحداث الشجار ..
إلتفتت إلي قائلة بغضب : ماذا تقصد ؟؟
تأففت بضجر .. إنها مزعجة حقا ودائمة الغضب ..
حينها خطر في ذهني فكرة ماكرة فقلت بخبث حتى أحرجها : أتعلمين لم أكن لأتوقع مطلقاً أن تقفي أمامنا الآن بعد أن انفجرت باكية في الأمس ..
تغيرت ملامحها تماما .. يبدو أني قد ذكرتها بشيء حاولت نسيانه .. لاحظت إرتعاش يديها .. نظر إلي ياماتو معاتباً ..
ثم تقدم نحوها وقال بإبتسامة عريضة محاولاً إصلاح الوضع : لا بأس يا روز ، فجميعنا ينتابنا لحظة ضعف ، ثم أن البكاء ليس عيبا إطلاقا ..

دفعته روز جانبا وركضت خارج الصف .. قال ياماتو وهو ينظر إلي : أنظر ماذا فعلت ، أنت أحمق ..
قلت ببرود : هي دائما ما تجرح الآخرين بلا مبالاة ، حان الوقت لأن تتذوق من نفس الكأس ..
ـ لكنها فتاة أيها الأحمق ، والفتيات مهما تظاهرن بالقوة فسيبقين ضعيفات ..
زفرت بضيق .. إذا أنا مخطئ .. وقفت قائلا : إذا لنذهب للبحث عنها ..
تفرقنا عن بعضنا بحثا عن روز .. الحصة الأولى قارب على البدء .. لكني لا أستطيع العودة إلا عندما أجدها ..
سرت في الممرات باحثا عنها .. لكني لم أجد لها أثرا .. يا ترى أين يمكن أن تكون ؟؟
فكرت في مكان يمكن أن تبقى فيه .. ليخطر في بالي فجأة سطح المدرسة ..
سرت بسرعة نحو السطح .. لأجد الباب مفتوحا .. دخلت لأتفاجأ بها تتسلق السور الموجود حول الحافة ..
قلت بصراخ : أيتها الحمقاء ماذا تفعلين ..
إلتفتت ببطء وقالت بعدها بإبتسامة خبيثة : سألقي نفسي من أعلى المدرسة ، لأجعلك تتحمل خطأ موتي ..
قلت بسخرية : وهل تظنين أنني سأندم حقاً ؟؟ على العكس سأكون سعيدا جدا ، وأسأقيم حفلة صاخبة على شرف موتك ..
صرخت غاضبة : أيها المتبلد ..
قلت بجدية : روز لا تكوني غبية ، أنزلي حالا ..
هزت روز رأسها وقالت : لن أنزل ، لا أريد أن أعيش أكثر ..
ثم أردفت بصوت مهزوز وكأنها تُعلن عن بدء البكاء : أريد أن أموت لأرتاح ، هذه الحياة لا تسبب لي سوى الألم والبؤس ..
صرخت بغضب : لا تكوني حمقاء ، فكري بوالديك وعائلتك ، هل سيكونون سعداء إذا ما ألقيت بنفسك من هنا ؟؟
قالت ضاحكة وسط دموعها : أمي ستكون سعيدة بالتأكيد ، فعندما أموت ستتزوج قدر ما شاءت ، ولن يعارضها أحد ، وأخي سيسعد بالخبر كثيرا ، فهو لطالما تمنى موتي أصلا ..


تفاجأت مما سمعته .. هل حقا ما تقوله ؟؟ لم يكن هناك وقت لأفكر في مدى صحة كلامها .. أسرعت بالتوجه نحوها .. وبعدها أحطت بيداي خصرها الصغير وجذبتها ناحيتي لتسقط فوقي ..
قلت لها بملل : أنت فتاة غبية حقا ، تفكرين بالإنتحار في مثل هذا العمر ؟؟ لم تعيشي حياتك بعد لتفكري بالإنتحار ..
أبعدتها عني ووقفت قائلا وأنا أنفض التراب عن ملابسي : لقد تأخرنا كثيرا ، هيا لنعد إلى الصف ..
سرت متوجها نحو الباب لأسمعها تقول بصراخ : لماذا أنقذتني أيها المغفل ؟؟ نحن لا نعرف بعضنا ، ولا تربطنا أي علاقة ، وأنا دائما ما أناديك بالمومياء وأستفزك ، لماذا تنقذني إذا ؟؟

وقفت في مكاني لثواني .. بعدها أكملت طريقي وأنا أقول : لأن هناك من سيحزن لموتك ..
أخرجت هاتفي المحمول وأرسلت رسالة لياماتو أخبرته فيها عن مكان روز .. وأنني قد وجدتها ..
سرنا كلينا إلى الأسفل لنتقابل مع ياماتو في منتصف الطريق ..
قال ياماتو وهو يلهث : الحمد لله أننا وجدناك ، خشيت كثيرا من أن تقومي بشيء خطير ..
يبدو أنه كان يركض كثيرا .. وهذا واضح جدا .. قلت له : هيا لنعد إلى الصف فالحصة الأولى بدأت منذ ربع ساعة ..
سرنا ثلاثتنا إلى الصف .. قال ياماتو : يبدو أننا سنعاقب لا محالة ..
قالت روز بغضب : من طلب منكم البحث عني ؟؟ أنتما حقا سخيفان ..
قلت ببرود : أما يجب عليك شكرنا !! أنت فتاة ناكرة للجميل ..
تجاهلت روز ما قلته وسألت بإستغراب : وهل جوليا بحثت معكما ؟؟
قال ياماتو : نحن لم نرها حتى ، يبدو أنها في الصف الآن ..
تفاجأنا برؤية جوليا واقفة خلف باب الصف .. ويبدو أنها خائفة من الدخول ..
بدأ ياماتو بالحديث معها : جوليا ماذا تفعلين ؟؟ لماذا لم تدخلي ؟؟
قال جوليا بتوتر وهي مطأطئة رأسها : أخشى أن يطردني معلم اللغة الإنجليزية ..
أردفت روز : صحيح فذلك المعلم غير متفهم على الإطلاق ، لكن أين كنت أنت ؟؟
ـ أمم كنت كنت ...
صمتت جوليا ومن الواضح أنها لا تريد أن تخبرنا أين كانت .. أو بمعنى أصح لا تريد أن تخبرني أنا أين كانت .. ووجودي معهم يجعلها لا تشعر بالراحة أبدا ..
قال ياماتو : لندخل والنجرب حظنا ..
فتحنا الباب ودخلنا جميعا .. لينظر إلينا المعلم بإستحقار وهو يقول : أين كنتم جميعا ؟؟ لماذا التأخير ؟؟
قالت روز : لقد كنا في دورة المياه فجميعنا يعاني مشكلة مع معدته ..
قال المعلم ساخرا : إضحكي على شخص آخر بهذا العذر السخيف ، والآن فالتذهبوا جميعا إلى مكتب المدير ..
قالت روز بغضب : ماذا ستخسر إذا ما سمحت لنا بالدخول ؟؟ لأنك المعلم تظن أنه بإستطاعتك أن تتحكم فينا ؟؟ لا وألف لا ..
سحبتها من قميصها وأنا أقول : يكفي يا روز لا نريد مشاكل أخرى نحن في غنى عنها ..
توجهنا جميعا إلى مكتب المدير وروز تتمتم بالشتائم طوال الطريق بصوت خافت .. لأن المعلم كان خلفنا ..

وصلنا إلى مكتب المدير وطرقنا الباب .. عندما دخلنا إلى مكتب المدير كانت هذه أول مرة أراه فيها .. كان منظره مضحكا بنظارته الكبيرة الذي يضعها على وجهه ..
أخبره المعلم بتأخرنا وبعدها غادر المكتب وبقينا نحن الأربعة بإنتظار ما سيقوله لنا ..


***

~ جوليا ~
في الواقع أنا لا أشعر بالخوف إطلاقا .. ففي الماضي إعتدت كثيرا على زيارة مكتب المدير .. لذلك هذا لا يشكل أي فارق إطلاقا ..
لكن هذا المدير لا يبدو صارما حقا .. ويبدو كشخص أحمق خلف تلك النظارات والتسريحة الفوضوية ..
وقفنا نحن الأربعة بجانب بعضنا .. وكان ترتيبنا كالآتي .. كنت أقف وبجانبي ياماتو و روز وأخيرا سوبارو ..
وقف المدير وبدأ بالسير أمامنا ببطء وهو يتأمل في وجوهنا .. بدأ السير من الجهة الأخيرة .. وعندما وصل لناحيتي ..
قال بهدوء : لقد تقابلنا مجددا يا جوليا ..
تفاجأت من أنه يعرفني .. ثم مالذي يقصده بأننا تقابلنا من جديد ؟؟
سألني ياماتو بفضول : هل تعرفينه يا جوليا ؟؟
قلت وأنا أهز كتفاي : لا أعلم ..
قال المدير : يبدو أنك لم تعرفيني بسبب هذه النظارات ماذا إذا نزعتها ؟؟
وضع يده على تلك النظارات الكبيرة ونزعها ببطء ثم أعاد شعره إلى الوراش لتظهر معالم وجهه واضحة .. نعم .. إنه السيد كازوما نفسه .. والد الطفلين كيم وكين ..
تصنعت عدم التفاجؤ وقلت : والمطلوب ؟؟
إبتسم قائلا وهو يعيد إرتدائها : يالبرودتك توقعت ردة فعل أقوى من هذا ، لكن صارحيني القول لم تتوقعي أبدا أن أكون مديرا لمدرستك أليس كذلك ..
علمت الآن كيف علم بعمري .. ولماذا بدى واثقا من أنه سيقابلني مجددا .. يالخبثه !!
وعلمت أيضا كيف علم بشأن شخصيتي القديمة .. لكني لن أعترف بذلك .. فإن كان ماكراً فأنا أشد مكراً منه ..

قفزت روز ناحيتي قائلة بفضول : جوليا هل تعرفينه ؟؟ هل هو قريبك ؟؟
أبعدتها عني بهدوء وأنا أقول مبتسمة : لا إطلاقا لا أعرفه ، هذه هي المرة الأولى التي إلتقينا فيها ..
قال المدير ضاحكا : أنت قاسية حقا ، كيف تنكرين لقائنا ؟؟
نظرت إليه بإبتسامة أخفي خلفها الغضب : سيدي المدير أرجوك قم بالإجراءات اللازمة التي يجب أن تتبعها بسبب تأخرنا عن الصف ..
عاد المدير إلى مقعده الموجود خلف المكتبة وقال : لماذا تأخرتم جميعا في آن واحد ؟؟
ياماتو : لقد كنا جميعا نعاني من آلام في المعدة ..
أطلق المدير ضحكة خافتة بعدها قال : وماذا أكلتم جميعا ؟؟ يبدو أنه شيء فاسد ..
ياماتو : لقد تناولنا وجبة أعدته روز لنا ، كان منظره مقرفا لكنها أجبرتنا على تناوله ويبدو أنه السبب في ما حصل لنا ..
شهقت روز بصوت عالي وقالت بصراخ : أيها الكاااااااااااااااااااذب ، لا تؤلف قصصا من خيالك ..
ضحك ياماتو بصوت عالي .. بينما احتقن وجه روز من الغضب .. قلت لأهدئ الأجواء : سيدي المدير ما حصل هو أننا قررنا التأخر عمدا حتى نزور مكتبك ، ونطمئن عليك ، ولم نجد سوى هذه الطريقة ..
نظر الجميع إلي بصدمة .. وبعد ثواني دوت قهقهة المدير أرجاء مكتبه .. كانت قهقهة رجولية .. همست روز في أذني : أيتها الغبية وهل تظنين أن عذر غبي كهذا سينجينا من العقاب ؟؟
قلت بهدوء : لكنه أفضل من عذر ياماتو ..

بعد دقائق توقف المدير عن الضحك .. ونزع نظارته الكبيرة ومسح بها دموعه التي سالت من كثرة الضحك ..
قال بعد أن وضع نظارته جانبا وظهرت ملامحه الوسيمة : إسمعوني جميعا بما أنكم أضحكتموني سأسامحكم هذه المرة ، لكن لا تكرروا فعلتكم من جديد ..
قال سوبارو بسخرية : أنت مدير مستهتر حقا ، لا تستحق هذا المنصب ..
ضربه ياماتو وهو يقول : أصمت أيها الأحمق ولا تتفوه بكلمة ..


قال المدير : يبدو أنك تريد أن تُعاقب ، إذا لك ذلك ، ستقومون جميعا بتنظيف دورات المياه بعد إنتهاء الدوام ..
قالت روز مستنكرة : ماذا !! ننظف دورات المياه !! محااال ..
قال المدير ببرود : إذا فالتبحثوا عن مدرسة ستقبل بكم بعد أن أطردكم وأكتب في ملفاتكم عن أفعالكم الشنيعة ..
قال ياماتو معارضا : إذا أردت معاقبة أحد فالتعاقب سوبارو وحده ..
أمال المدير شفتيه بإبتسامة جانبية وقال : أنتم أصدقاء والصديق وقت الضيق ، والآن فالتخرجوا من هنا حالا ، وتذكرا ما قلته ..
خرجنا جميعا من مكتب المدير ونحن نرمق سوبارو بنظرات غاضبة .. لم أظن أبدا أنه سيتفوه بهذه الترهات ..

لكننا سمعنا المدير ينادينا من جديد .. دخلنا والغضب يشتعل في داخلنا ..
روز بحدة : ماذا تريد أيضا ؟؟ هل ستزيد عقوبتنا ؟؟
قال المدير : أدخلوا جميعا إذا لم ترغبوا في ذلك العقاب ..
دخلنا جميعا وطلب منا أن نغلق الباب .. وقفنا ننتظر ما سيقوله ..
المدير : إسمعوني جيدا إذا لم تريدوا تنظيف دورات المياه فهناك خيار آخر ..
الكل بإستثناء سوبارو : وما هو ؟؟
إبتسم المديرة إبتسامة غامضة وهو ينظر إلى روز قائلا : سأسامحكم إذا أخبرتني روز عن سبب الجروح التي في جسدها وقصة الحرق الموجود في ظهرها ..
توجهت أنظار الجميع إلى روز .. وكلنا في شوق لما ستقوله ..
لتقف روز وتقول : ستجد دورة المياه تلمع نظافة ..
شعرت بالإحباط الشديد .. ظننت أنها ستعترف .. لكن يبدو أنها عنيدة حقا ..
قال المدير وهو يحدق فيني : جوليا ألن تخبريني عن ما حصل لفتاة العدالة ؟؟
سؤاله صدمني جدا .. لكني لم أُظهر هذا على ملامحي كالعادة .. وإنما تظاهرت بالغباء قائلة : فتاة العدالة !! عن ماذا تتحدث ؟؟
إبتسم المدير وهو لازال يحدق في وجهي .. أشحت بوجهي قائلة : مهمة التنظيف بسيطة للغاية ..
سمعت ضحكته الخافتة .. بعدها قال وهو يوجه أنظاره إلى سوبارو : على الجواهر الثمينة أن تخفي نفسها أليس كذلك يا سوبارو ؟؟
رمقه سوبارو بنظرات حادة وقال بنبرة تهديد واضحة : هذا ليس من شأنك أيها المدير ..
إبتسم المدير ثم نظر إلى ياماتو وقال : وأنت ماذا ستفعل بعد أسبوع ؟؟
قال ياماتو بإبتسامة : لا تخبرهم بذلك ، فأنا لا أريد لأحد أن يعلم إلا بعد أن يحصل ..
زفر المدير قائلا : أنتم حقا مثيرون للإعجاب ، تستطيعون الذهاب سأعفوا عنكم هذه المرة لكن لا تكرروا فعلتكم ..

خرجنا جميعا من الصف ونحن صامتين .. كل منا يفكر في شيء مختلف عن الآخر .. يبدو أن هذا المدير يخفي الكثير .. شخص مرعب حقا .. يجب ألا أقابله مجددا ..
نظرت إلى الثلاثة الذين يسيرون أمامي .. يبدو أن الجميع يخفي شيئا .. حقا هذا غريب ..

مر اليوم بسلام دون أن يحدث شيء .. فالجميع كان يبدو شارد الذهن .. وكلٌ يفكر في أمر مختلف عن الآخر ..
في نهاية الدوام .. قالت روز أنها ستغادر أولا .. لم أمانع ذلك .. بعدما انتهيت من جمع أغراضي ..
سمعت سوبارو يناديني .. زفرت بضيق .. الهرب لن يجدي نفعا بعد الآن .. إلى متى سأظل أهرب ؟؟
إلتفت إليه ببطء وأنا أقول : ماذا تريد ؟؟
نظر إلي بإستغراب .. وكأنه أراد مني الهرب ..

قال بعد صمت دام لثواني : هل تذكرين ما قلته في الأمس ؟؟
قلت بتغابي : لقد قلت الكثير ، حدد أيا منها ؟؟
زفر قائلا : جوليا كفاك تغابيا ، لقد وافقت على أن تكوني حبيبتي أليس كذلك؟؟
بلعت ريقي بتوتر .. كيف له أن يقولها ببساطة .. هذا شيء مخجل حقا .. لكني سأفعل أي شيء حتى يسامحني ..
قلت ببرود ظاهري أخفي ضجيج عقلي : والمطلوب ..
وضح يده على كتفي قائلا : أنت من وافقت على هذا بملئ إرادتك لذا إياك وتجاهلي مجدداً ..
هززت رأسي دون أن أقول كلمة .. وكل ما أريده الآن هو أن أذهب بعيدا عنه .. وجوده معي لوحدنا في الصف يوترني .. ويده الموضوع على كتفي يرعبني أكثر ..
كسر هذا الصمت سوبارو وهو يقول مجدداً : جوليا هل من المهم حقا أن أسامحك ..
قلت بسرعة : نعم ، هذا يهمني كثيرا ..
لمحت إبتسامة طفيفة على شفتيه وهو يقول : أنت فتاة غريبة حقا ..
قلت في نفسي ( لكني لست أغرب منك ) ....


***

~ ياماتو ~
على طاولة الطعام .. كنت مع أبي وزوجته ا نتناول العشاء معا .. وجل تفكيري هو كيف سأقول للأصدقاء عن خبر تنقلي ؟؟
رفعت ببصري إلى حيث يجلس والدي ويتناول الطعام بهدوء .. كل هذا بسبب أنني ابن هذا الرجل .. كثير من الناس يرغبون في أن يصبحوا من عائلة راقية مثل عائلتي .. لكني أرغب وبشدة أن أكون شخصا عاديا .. فلو علموا أن هذه الحياة مليئة بالقيود لما رغبوا بها ..

بعد أن انتهيت من تناول العشاء جميعا .. توجهت إلى غرفتي بخطى ثقيلة .. أشعر بالملل الشديد في هذا المنزل .. ولا أشعر بالمتعة إلا في المدرسة ..
التقيت في طريقي بالخادم آلبرت .. قلت مناديا : آلبرت ..
إلتفتت إلي آلبرت بهدوء كالعادة .. وقال : ماذا تريد يا سيدي الصغير ؟؟
زفرت بضيق .. كم أكره أن يناديني بـ( سيدي الصغير ) .. قلت له : أرجوك يا آلبرت نادني ياماتو فقط .
أجاب ببرود : كما تريد يا سيدي الصغير ..
شعرت أنه لا أمل منه .. فقلت مغيرا لمجرى الموضوع : أريد مشورتك في موضوع ما ، إذا كنت ستودع أصدقائك فما هي الطريقة الأنسب لتوديعهم ؟؟
ـ أولا أنا لا أمتلك أي صديق ، ثانيا إذا كنت سأودعهم فلا داعي لإخبراهم ، فلا فائدة من ذلك ..
ضحكت بخفة قائلا : أحيانا أشعر بأنك رجل آلي ولست بشرا ..
لم يجب علي آلبرت واكتفى بالإبتعاد عني بهدوء ..
عندها خطرت في بالي فكرة عظيمة .. وسأقوم بتنفيذها بدءا من الغد ..

في صباح اليوم التالي ..
استيقظت من النوم وأنا أشعر بالحماسة .. الفكرة التي خطرت في ذهني أعجبني كثيرا .. واليوم يجب أن أخطط له جيدا ..
بعد أن انتهيت من تناول الإفطار وارتداء ملابسي .. نزلت من على السلالم بخطوات واسعة .. ليصطف الخدم عن يميني وشمالي
منحين بكل إحترام .. سرت من بينهم وخرجت من القصر .. لأجد السيارة السوداء الفاخرة بإنتظاري ..
فتح لي السائق الباب لأركبه .. وما إن ركبته حتى انطلقنا إلى المدرسة ..
عندما وصلت .. لم أنتظر من السائق أن يفتح الباب لي كما تجري العادة .. وإنما خرجت مسرعا من تلقاء نفسي .. وأنا أهدف إلى الوصول لمكتب المدير ..
بينما كنت أسير بسرعة اصطدمت بأحد ما وأسقطته أرضا .. نظرت إلى الفتاة التي وقعت وقلت بإعتذار : آسف جدا فقد كنت مستعجلا ولم أرك ..
مددت لها يدي لأساعدها على النهوض .. أمسكت بيدي ونهضت من على الأرض .. لتبدأ بنفض الغبار عن ملابسها ..
كنت سأتجاوزها وأكمل طريقي لكني سمعت إحدى الفتيات اللواتي يلاحقنني دائما تقول : ياماتو هل تظن أن الإعتذار وحده سيفيد ؟؟
قلت وأنا أنظر إليها ببرود : وما شأنك أنت ؟؟ هي سقطت ولم تقل شيئا لذا لا تتدخلي ..
ـ أنت وقح دائما حتى مع هانا ، يجب أن تعوضها ..
رفعت حاجبي الأيمن علامة عدم الرضى .. لأسمع الفتاة التي تدعى هانا تقول بصوت عذب : لا بأس يكفي أنه اعتذر لي ..
نظرت إليها بإمعان .. لقد رأيتها قبلا .. لكن من تكون يا ترى ؟؟
قلت بعد أن عرفت : أنت هانا أشهر طالبة في المدرسة !!
توهجت وجنتاها بالحمرة علامة الخجل وقالت : أنت تبالغ كثيرا ، فأنا لست بتلك الشهرة أنا فتاة عادية ..
قلت مبتسما : يسرني أننا تحدثنا مجددا ، والآن وداعا فأنا مستعجل للغاية ..
إستدرت لأكمل طريقي .. لكنها أمسكت بيدي وقالت بسرعة : انتظر أرجوك ..
إلتفت نحوها بإستغراب .. لتجذب يدها إلى حضنها وتقول بخجل : آسفة ، لكن لدي ما أخبرك به ، لذلك هل تستطيع أن تذهب إلى الفناء الخلفي للمدرسة في الإستراحة ؟؟
قلت مستغراب : ولم ؟؟ إذا كان لديك شيء فقوليه الآن ..


قالت بسرعة : لا لا هذا ليس المكان الملائم ، لذا أرجوك كن هناك ..
ألقت بعبارتها هذه ثم ركضت مبتعدة .. وأنا لازلت متسمرا في مكاني أنظر إليها بإستغراب .. لم أعر الأمر إهتماما كبيرا .. فأنا لدي مهمة يجب أن أنجزها الآن ..
وصلت إلى مكتب المدير وطرقت الباب .. لأسمع صوتا من الداخل يقول : فالتتفضل .
دخلت لأراه جالسا في مكتبه .. ينظر إلي من خلف نظارته الكبيرة تلك .. جلست على الكرسي الموجود أمام مكتبه وقلت بجدية : سيدي المدير لدي طلب وأرجو منك الموافقة ..
ـ وماذا تريد يا ياماتو ؟؟
ـ أنت وكما تعلم أنني سأنتقل من هذه المدرسة في الأسبوع المقبل ، لذلك أرغب في إنشاء رحلة إلى مدينة الألعاب لطلاب صفنا فقط ..
ـ ومتى سيكون الموعد ؟؟
ـ أفكر في أن أجعله نهاية هذا الأسبوع ، أي في آخر يوم لي ..
وضع يده على ذقنه بتفكير وهو يقول : لكن الرحلة الميدانية التي نقيمها سنويا قد انقضى ..
ـ أرجوك يا حضرة المدير ، رحلة واحدة إضافية لن تضر ، ثم أن الرحلة ستكون مخصصة لطلاب صفي فقط بالإضافة إلى المعلمين الذين يقومون بتدريسنا ..
ـ لكني أخشى أن بقية الصفوف الأخرى قد يرغبون بذلك أيضا ..
ـ أعني من قولك هذا أنك رافض للفكرة ؟؟
أمال شفته إلى الأسفل قليلا وقال : حتى لو رفضته فسوف تستخدم مكانة أبيك وتجبرني على الموافقة أليس كذلك ..
قلت بسرعة : لا يا حضرة المدير ، لن أُدخل أبي في الموضوع إطلاقا ..
ـ وكيف ستقنعني إذا رفضت ؟؟
ـ سأقوم بالإلحاح عليك حتى توافق ، أنا بارع جدا في هذا ..


قال المدير بعد صمت دام لدقائق : حسنا أنا موافق ..
قفزت بسعادة ثم توجهت إليه وأخذت أقبل رأسه بسعادة .. ليبعدني بكلتا يديه قائلا : إذا لم تتوقف سأغير رأيي ..
إبتعدت عنه ضاحكا وأنا أقول بسعادة غامرة : أنا سعيد حقا يا حضرة المدير ، لن أجد من هو أفضل منك في حياتي ..

أشار بيده لأخرج غير مبالي بما قلته .. لكني أردفت قائلا : هل تعلم يا حضرة المدير أنك لو نزعت هذه النظارات الكبيرة فسوف تغدو وسيما وجميع الفتيات سيتحلقن حولك ..
ـ ومن شكا لك عن حالي ؟؟ يعجبني ما أنا عليه الآن ..
ـ لكنك بهذه النظارات تبدو شخصا كبيرا وأحمق ، لكنك عندما نزعت النظارة في الأمس تفاجأت حقا من ملامحك ، فقد بدوت شابا وسيما ..
ـ شكرا لك على إطرائك والآن غادر فالحصة الأولى على وشك البدء ..
ـ إذا إلى اللقاء سأتحدث مع الصف عن موضوع الرحلة ..


خرجت من مكتبه متوجها إلى الصف .. وعندما دخلت وجدت الجميع متواجدون .. جلست في مكاني بجوار سوبارو الذي يقرأ كتابا ..
قلت مخاطبا إياه : سوبارو من علينا الآن ؟
أجابني دون أن ينظر إلي ولازالت عيناه مثبتتان على الكتاب : إنها المعلمة راي ..
أصابني إكتئاب من إسمها .. فأنا أبغضها كثيرا .. ماهي إلا ثواني حتى دخلت وبدأت بشرح الدرس وهي كما العادة تتمايل بدلال أمامنا يجعلني أصاب بالغثيان ..
عند إنتهاء الحصة قالت المعلمة راي وهي تنظر إلي : ياماتو قم بجمع دفاتر زملائك وأرسله لي في موعد الإستراحة ، سأنتظرك في معمل الكيمياء ..
قلت رافضا : آنسة راي فالتطلبِ من أحد آخر ..
قالت راي بدلال : قلت أنت يعني أنت ..
سمعت همسات الطلاب الغاضبة .. فهم يرغبون بعمل ذلك .. فهي فرصة مناسبة للتحدث مع المعلمة راي بإنفراد .. خصوصا أنها تجلس في معمل الكيمياء معظم الوقت بمفردها ..
مرت بقية الحصص بشكل عادي .. ولم يحدث أي شيء مثير .. وعندما حان موعد الإستراحة .. أدركت أنه الوقت المثالي لأتحدث به عن الرحلة ..
قبل أن يخرج أحد من الصف .. وقفت خلف طاولة المعلمين وقلت مخاطبا الجميع : فلتعيروني إنتباهكم جميعا لدقائق ، لدي شيء مهم أقوله ..
إلتفت الجميع إلي مترقبين ما سأقوله .. فأردفت قائلا : لدي مفاجئة سارة لكم ، في آخر يوم لهذا الأسبوع سوف نذهب جميعا إلى مدينة الألعاب ، وهذه الرحلة مخصصة فقط لطلاب صفنا ، لذا فلتستشيروا عائلتكم ، وأرجو من الجميع الحضور ، لأنه سيكون ممتعا إذا ذهب الجميع ، كما أننا في ذلك اليوم سنرتدي ما يحلو لنا ، وسننطلق مباشرة بعد أن يكتمل عددنا ..

تعالت الهتافات بسعادة بالغة .. يبدو أن الفكرة قد راقت لهم جدا .. وهذا يسعدني كثيرا .. وجهت ببصري نحو جوليا وروز وسوبارو لأرى ردة أفعالهم .. فهم أساس الرحلة ..
وجدت روز تتحدث مع جوليا بسعادة وهذا بادٍ على ملامحها .. أما جوليا فقد كانت تبتسم تلك الإبتسامة الهادئة كالعادة ولا يبدو على ملامحها الحماسة .. أما سوبارو فلم أستطع تحديد مشاعره بدقة بسبب الضمادات التي يلفها على وجهه ..

توجهت نحوهم وأنا أقول بإبتسامة عريضة : مارأيكم يا أصحاب بهذه الرحلة ؟؟ هل أنتم متحمسون لها ؟؟
قالت روز بفظاظتها المعتادة : متحمسون !! ومن سيتحمس لرحلة غبية كهذه ؟؟ هه لو أنها كانت لدولة أجنبية لكان أفضل ..
أجبت عليها مبتسما : حسنا سأفكر بشأنها في المرة المقبلة ..
ثم إلتفت إلى سوبارو قائلا : ها يا سوبارو هل أنت متشوق لنهاية الأسبوع ؟؟
أجابني سوبارو : هل أنت من نظم هذه الرحلة ؟؟
ـ نعم أنا من قررت ذلك وتحدثت مع المدير بشأنها وهو قد وافق على ذلك ..
ـ هكذا إذا ..
ـ لم تجبني بعد على سؤالي يا سوبارو هل أنت متشوق ؟؟
ـ لأكون صريحا معك أنا لا أرغب في الذهاب إطلاقا >> قالها بهدوء ..
ـ ولماذا !! ..
ـ أنا لا أحب الذهاب إلى مثل تلك الأماكن ..
ـ ولكن ..............
قاطعتني روز قائلة : دعك منه يا ياماتو ، فهو يرفض الذهاب لأن مدينة الألعاب مليئة بالأطفال ، وإذا ما ذهب إلى هناك فسيخيفهم بمنظره هذا ..
إلتفت إليها وقلت بضيق : روز ألا تستطيعين إغلاف فمك الكريه هذا قليلا ؟؟
ثم أردفت وأنا أنظر إلى سوبارو : سوبارو أرجوك إنه يوم واحد فقط ، ثم أنك ستستمتع كثيرا لا تحرم نفسك من هذه الرحلة الممتعة ..
نقل سوبارو ببصره إلى جوليا وقال مخاطبا إياها : جوليا ما رأيك ؟؟ هل ستذهبين معهم ؟؟
قالت جوليا التي كانت منصتة لنا منذ البداية : في الواقع لا مشكلة لدي إطلاقا ..
لمحت شبح إبتسامة على شفتي سوبارو وهو يقول : حسنا أنا سأذهب معكم ..

شعرت بسعادة غامرة عندما علمت أن الجميع سيذهب ..
سألني أحدهم : متى سننطلق تحديدا ؟؟
ـ سنجتمع أولا في الصف وبعد إكتمال العدد سنذهب معا بالحافلة ..
ثم أردفت قائلا : قبل خروجكم من الصف أرجوكم ضعوا دفتر الكيمياء على طاولتي حتى أعطيها للآنسة راي ..
بعد أن اكتمل عدد الدفاتر .. حملتها متوجها إلى معمل الكيمياء وأنا أشعر بالملل ..
عندما وصلت طرقت باب المعمل بهدوء .. ودخلت بعدها لأجدها جالسة على المكتب .. وضعت الدفاتر أمامها وقلت : ها هي ذي دفاتر الصف ...
إبتسمت لي بطريقة تثير الإشمئزاز وقالت : شكرا لك يا ياماتو أرجو ألا أكون قد أتعبتك ..
ـ في المرة المقبلة لا تطلبي مني شيئا هل فهمت ؟؟
وقفت من على الكرسي وتوجهت ناحيتي .. لا أعلم لم ارتبكت لكني شعرت أنه من الأفضل لي أن أهرب .. أدرت ظهري ناحيتها وسارعت في الخروج .. لكنها أمسكت بيدي الذي على المقبض قائلة بنعومة : علام العجلة يا عزيزي ياماتو ؟
جذبت يدي ناحيتي بسرعة .. عندما تلامسنا أشعر كما لو أن شرارة كهربائية سرت على جسدي ..
تراجعت للخلف قائلا بحدة : إبتعدي عني ودعيني أخرج حالا ..
أسندت بظهرها على الباب قائلة بإبتسامة ساحرة : ياماتو سمعت أنك قد قمت بتنظيم رحلة لطلاب صفك ، أريد أن أذهب معكم كذلك ..
قطبت حاجباي وقلت : بصفتك ماذا ؟؟
ـ بصفتي معلمتكم ..
أصدرت ضحكة ساخرة وقلت : الرحلة مخصصة للطلاب صفنا وأنت لست طالبة ..
ـ لا بأس فمعلمة واحدة لن تضر أليس كذلك ..
تمتم بصوت خافت : عنيدة تبا لك ..
ثم قال وهو يعيد صوته إلى طبيعته : سأفكر في الأمر ..
ـ لن تفكر وإنما ستتخذ القرار الآن ..
ـ حسنا حسنا ..
وافقت على مضض لتتركني وشأني .. وبالفعل عندما سمعت بموافقتي تركتني أخرج ..
عدت إلى الصف وجلست في مكاني وقلت مخاطبا جوليا : جوليا أين علبة غدائي ؟؟
أعطتني علبة الغداء وشرعت في تناولها .. لفت نظري شيء ما بينما كنت آكل .. إلتفت إلى سوبارو ببطء لأجده يتناول الغداء أيضا ..
ـ سوبارو يتناول الغداء !! ياللمفاجئة !!>> قلتها بإندهاش ..
قال ببرود : وهل أنت الوحيد الذي يشعر بالجوع ؟؟ أولست ببشر مثلك ..
ـ لكنك دائما في مثل هذا الوقت تقوم بقراءة كتاب ما ، وتقول لي أنك لست بجائع ، مالذي حصل اليوم ؟؟
لم يجبني سوبارو وتجاهلني تماما .. لكن روز إلتفتت إلي قائلة : لقد حضرت جوليا ...........
لم تستطع إكمال عبارتها لأن جوليا سارعت في إغلاق فمها وهي تقول بإبتسامة : تناول الغداء بسرعة ولا تضيع الوقت في الثرثرة ..

قارنت بين علبة غدائي وعلبة غداء سوبارو .. لأجد أن المكونات هي نفسها .. والمختلف فقط هو طريقة الترتيب ..
قلت وأنا أنظر لجوليا : هل أنت من أعد الغداء له ؟؟
أجابت دون النظر إلي : نعم ولكن لم تسأل ؟؟
ضحكت قائلا : لا شيء لكن يسعدني حقا أنك لم تعودي تخافينه أو تتجنبيه كما في السابق ، يسعدني أننا أصبحنا جميعا أصدقاء ..
قالت روز بسخرية : ماذا قلت ؟؟ أصدقاء !! هل تمازحنا ؟؟ نحن لا نتصادق مع الذكور الحمقى ..
قلت بمرح وأنا أشير إلى نفسي : وهل أبدو لك كأحمق ؟؟
ـ كل الذكور حمقى وأنت أولهم ..
اكتفيت بضحكة خافتة وعدت لتناول غدائي .. وهي فعلت المثل ..


مرت الأيام سريعا .. وأتى اليوم الأخير لي في هذه المدرسة .. استيقظت باكرا جدا وارتديت قميصا باللون الأزرق القاتم عليه رسومات باللون البني .. وارتديت أعلاه معطف بني اللون وبنطالا بني .. ولففت حول عنقي شالا مخططا بالأزرق والبني ..
ألقيت نظرة سريعة للمرآه .. وبعدها توجهت إلى المدرسة بالسيارة وأنا متحمس للغاية لهذه الرحلة ..

***

~ روز ~
كنت قد إرتديت ملابس مخطط بالعرض باللون الأبيض والأسود بأكمام طويلة يصل حتى نصف الفخذ .. وأسفله ارتديت بنطالا أسود ضيق وطويل .. وعليه بعض النقوش على الطرفين ..
وها أنا الآن متوجهة للمدرسة .. كنت في غاية التلهف لهذه الرحلة منذ أن طرح ياماتو الفكرة ..
عندما وصلت كنا قد اتفقنا على الإنتظار في الصف .. حتى نرى ما إذا قد اكتمل العدد ..
عندما دخلت الصف رأيت الجميع يرتدون ملابس جميلة وأنيقة .. وأنا واحدة منهم .. والكل يبدو سعيدا ومتحمسا ..
جلت ببصري بحثا عن جوليا .. ولكني لم أجدها .. ظننت أنها لم تأتي بعد .. وستكون هنا قريبا ..
لفت نظري سوبارو الجالس في مكانه كالعادة وفي يده كتاب علمي كما يبدو من العنوان ..

قلت وأنا أقف بجانبه : سوبارو مالمتعة التي تجدها في قراءة الكتب ..
رفع بصره إلي لثواني ثم عاد يقرأ كتابه دون أن يعطيني جوابا .
. شعرت بالغيظ لأنه تجاهلني ، وقررت أن أفعل به كما أفعل لجوليا في الماضي ، سحبت الكتاب من يده خلسة ، وخبأتها خلفي قائلة : لن تأخذ الكتاب إلا بعد أن تعدني بعدم قراءتها أمامي ..

أسند بمرفقه الأيمن على الطاولة ووضع ذقنه على راحة يده وهو ينظر إلي ببرود ، مر الوقت ببطء وهو لازال يحدق فيني بالنظرات ذاتها..
زفرت بملل وأعدت الكتاب إليه قائلة : أنت شخص ممل حقا ..

لم يجب علي وعاد إلى قراءة كتابه ، بعد دقائق سمعت صوت الباب وهو يفتح ، واندفع الجميع متحلقين حول من قدم لتوه

.. إلتفت بفضول لأرى الشخص الذي جذب معظم الصف إليه عند قدومه ، فإذا بي أرى ياماتو ، لم أستغرب الأمر فهو مشهور دائما ، ثم أن الجميع ممتنين لياماتو صاحب الفكرة ومنظم الرحلة ..


- ألا تعتقدين أن جوليا قد تأخرت ؟؟
أدرت بوجهي إلى مصدر الصوت لأدرك أن المتحدث هو سوبارو ..

نعم سوبارو نفسه !! والسؤال موجه لي أنا ، أدركت هذا عندما رأيته يحدق في وجهي منتظرا الجواب مني ..

قلت وأنا أرمش بغباء وأشير بسبابتي على نفسي : هل تتحدث معي ؟؟
قال بهدوء : وهل لأحد أن يعرف عنها أكثر منك ؟؟
ابتسمت ساخرة ، قال أنني أكثر شخص أعرفها ، وأنا لا أعرف عنها إلا القليل ، هذا إذا كان ما علمته صحيحا ، فجوليا إنسانة غامضة حتى لو لم يبد ذلك عليها ، ولا يمكن لأي كائن التنبؤ بأفعالها
.. قلت له : قد تأتي قريبا ..

حضر الجميع واكتمل عددنا بإستثناء جوليا ، حتى ياماتو سألني عنها فما كان جوابي إلا : لا أعلم ..

بدأ الجميع بالشعور بالضجر ، فقد تأخرنا عن الإنطلاق خمس دقائق ، وجوليا لم تظهر بعد ، بدؤوا جميعا بالتشكي وطلبوا منا الإنطلاق وعدم إنتظارها أكثر ، لكن ياماتو رفض ذلك وقال أننا لن ننطلق إلا بعد أن تأتي جوليا ..
بدت ملامح عدم الرضى تظهر على وجوههم ، قال لي ياماتو : روز فلتتصلي بها ونرى لم تأخرت..


لم أعرف كيف سأخبره أني لا أمتلك هاتفا محمولا ، سيسخر مني بلا شك ، لذلك قلت كاذبة : لقد نسيت هاتفي في المنزل أعذرني ..
صمت ياماتو لثواني معدودة ليقول بعدها : حسنا لدي فكرة ، إنطلقوا جميعا بالحافلة بينما أنا سأبقى أنتظرها هنا إلى أن تأت ، وسنلحق بكم بسيارتي الخاصة ..

قالت إحدى الفتيات معارضة : تذهبان سويا !! أنا غير موافقة على ذلك ..
قالت الأخرى مؤيدة : وأنا كذلك ، فأنا لن أسمح لها بالصعود في سيارتك مجددا ..
قال ببرود : إذا سننتظرها جميعا ، والويل لمن يشتكي أو يتضجر ..
علت الهتافات الغاضبة والمنزعجة ، ليقول ضاحكا : إذا فالتذهبوا و أنا سأنتظر جوليا ..
رغم أن الفتيات معارضات على هذا إلا أن الفتيان استطاعوا اقناعهن بأنه لن يحصل شيء بينهما ، وفي النهاية اقتنعت الفتيات وتوجهوا للحافلة ..
نظر ياماتو إلى كل مني أنا وسوبارو اللذان بقينا في الصف ولم نذهب معهم ..

ياماتو : لماذا لم تذهبا مع البقية ..
أجبت ببرود : أنا صديقتها ومن الواجب علي إنتظارها ، كما أنني أرغب في حمايتها منك ..
رفع ياماتو حاجبه الأيمن قائلا : وهل أنا وحش لتحميها مني
.
قلت وأنا أنظر إلى كل من ياماتو وسوبارو : لست وحشا ولكن الذكور هم حيوانات قذرة ومفترسة .

خرج سوبارو من صمته قائلا : ولم تظنين ذلك ؟؟ ثم لماذا تقولين هذا عن جميع اللذكور بصفة شاملة ؟؟ لسنا جميعا مثل ما تقولين ..

تجاهلت ما قاله لأقترح عليهم إقتراحا : ما رأيكم أن نذهب إلى منزلها ، قد تكون غارقة في النوم حتى هذه اللحظة ..
ـ حسنا هيا لنذهب >> قالها ياماتو مؤيدا

.. صعدنا جميعا في سيارة ياماتو الفاخرة والتي كان قد اتصل بها ياماتو سابقا ، ويعدها توجهنا إلى منزل جوليا ..
ضغطت بسبابتي جرس الباب وياماتو وسوبارو واقفان خلفي ، بعد ثواني فُتح الباب لتظهر خلفها السيدة كينور _ والدة جوليا _ لتهتف بتعجب : أووه روز !! ألم تذهبي مع طلاب صفك إلى مدينة الألعاب ؟؟ أم أنك كإبنتي جوليا التي لم تتحمس للفكرة ..
كنت لأجيب عليها إلا أن ياماتو قاطعني قائلا بإحترام : سيدتي هل جوليا في الداخل ؟؟
رفعت السيدة كينور بصرها إلى وجه ياماتو وقالت مجيبة : نعم هي في غرفتها الآن ..
ثم ابتعدت عن الباب قليلا وقالت وهي تشير بيدها للدخول : إذا أردتم مقابلتها فالتتفضلوا ..
إندفعت للداخل مباشرة ً متوجهة إلى السلالم ونسيت حتى شكر السيدة كينور ..

***

~ سوبارو ~

اندفعت روز الحمقاء إلى الداخل ، ليدخل بعدها ياماتو وهو ينحني بإحترام للسيدة التي أمامنا ويقول : شكرا على إستضافتك لنا
..
دخلت بعده وأنا أقول بهدوء : نتمنى ألا نكون قد أزعجناك..
ثم ركضنا إلى الداخل متتبعين روز ، والتي يبدو أنها تعرف مكان غرفتها ..
توقفت روز خلف باب بني اللون معلق فيها لوحة مكتوب عليها ( غير مسموح للحمقى بالدخول ) إبتسمت عند قراءتي لها ، مالذي تقصده بملاحظتها هذه!!
طرقت روز الباب بعنف ، وما هي إلا ثواني معدودة فُتح الباب قليلا لتخرج جوليا جزء من رأسها ، وما إن رأتنا حتى يظهر علامات التعجب على وجهها..

خرجت بسرعة وأغلقت الباب فور خروجها ، كما لو أنها لا ترغب في أن ترينا غرفتها ..
وقفت أمامنا قائلة بإستغراب : ماذا تفعلون جميعا في منزلي ؟؟ ألا يجب عليكم أن تكونوا الآن في مدينة الألعاب ؟؟

إحتدت ملامح ياماتو وقال بحدة : يبدو أنك لم تكوني نائمة ، وأنت تعلمين أن اليوم رحلة ، إذا لماذا لم تذهبي إلى المدرسة ..
قالت بإبتسامة هادئة : لكني لا أرغب في الذهاب ..
قلت عندها : لكنك قلت في بداية الأسبوع أنك ذاهبة ..
أجابتني بدهاء : لم أقل أني موافقة على الذهاب معكم ، كل ما قلته أنه لا مانع لدي ، وأنا صدقت في قولي ولم أكذب ،لذا لا تزوروا موافقتي.

تبا لهذه الفتاة ، إنها ماكرة بحق ، من كان ليصدق أن هذه الضعيفة بهذا الدهاء ..
قالت روز غاضبة : لكن عبارتك هذا تدل على أنك موافقة ، لذلك كفاك مراوغة ..
أجابت جوليا بهدوء ولا تزال تلك الإبتسامة الهادئة على شفتيها : عزيزتي روز إن العبارتين ليست لهما المعنى نفسه ، فأنا أستطيع الذهاب ولا شيء يمنعني ، لكني بذاتي لا أرغب في هذا مع أن الفرصة متاحة لي..

قال ياماتو بغيظ : ولماذا ؟؟
وضعت يدها الأيسر على ذقنها علامة التفكير لتقول بعدها بثواني : أممم لأنني وبكل بساطة لا أحبها ..
سحبت روز شعرها بخفة قائلة : آه منك يا جوليا ، أنت تغضبينني حقا ..
قال ياماتو : جوليا غيري ملابسك حالا سنذهب نحن الأربعة معا الآن ..
جوليا : شكرا لكم جميعا لأنكم قطعت كل هذه المسافة من أجلي ، أنا متأثرة حقاً ، لكنني آسفة لأنني لن أرافقكم ..

- ولماذا ؟؟ >> هتف بها ياماتو غاضبا ..

- لأنني لا أرغب بذلك >> قالتها جوليا ببرود ..

قاطعتهما قائلا : إذا أنا لن أذهب أيضا .

توجهت الأنظار إلي وعلامات الإستغراب بادية على وجوههم ، وتقول جوليا متسائلة : ولم ؟؟

أجبت ببرود : لأنكِ لن تذهبي ..
روز : ولماذا تربط قرارك بقرار جوليا ؟؟ أنت حقا إمعة ..

أتانا صوت ياماتو الغاضب وهو يهتف : لقد طفح الكيل ..

تعلقت أبصارنا جميعا بوجه ياماتو الذي احتقن إحمرارا ، من شدة غضبه ..
ثم أردف قائلا : لن أستمع إلى آرائكم بعد الآن ، والجميع سيجبر على الذهاب ..

لم أحبذ فكرة أن يجبرني ياماتو على الذهاب ، لكنني لم أقل شيئا ، مترقبا ما ستقوله جوليا ..
جوليا بإبتسامة : ياماتو محق يجب عليكم جميعا الذهاب ، فالجميع قد إستعد جيدا وارتدى أفضل ما لديه ، لذا من السيء أن تغيروا رأيكم في النهاية ..

أدركت أنها تعنيني بقولها هذا ، قلت بهدوء : أنت محقة ومن السيء أيضا أن يقوم شخص بطرد أصدقائه من المنزل بعد أن قطعوا مسافة طويلة للوصول إليه ودعوته للمرح ..
- لكن الأسوء أن يجبروا شخصا على شيء لا يرغب به ..
- الأسوء من الأسوء هو أن .................

لم أكمل ما كنت سأقوله لأن روز قاطعتنا بإستياء : توقفا أنتما حالا ، ياللإزعاج ..
وأكمل عليها ياماتو بنبرة آمرة وهو ينظر إلى جوليا : لديك عشر دقائق فقط لتغيري ملابسك وتستعدي ، وإن رفضت سيكون لي معك تعامل آخر ..
قالت جوليا بهدوء : إنه لمن الفظاعة أن تجبرني على شيء لا إرغب به ..
لانت ملامح ياماتو قليلا وقال بنبرة حانية : أنا لم أشأ أن أستخدم هذا الأسلوب ، لكن ...
تغيرت نبرته قليلا وقال بتوسل : لكن أرجوك أن تذهبي معنا ..
أطلقت جوليا صوت زفيراً عالياً ليتبعه صوتها قائلة : حسنا سأذهب ..

تهلل وجه ياماتو فرحا ، وأخبرها أننا سننتظرها في السيارة ، ثم عدنا جميعا إلى السيارة منتظرين قدوم جوليا ..

في السيارة وبينما كنا ننتظر جوليا ، كنت أحدق في وجه ياماتو ، لينتبه إلي ويقول ضاحكا : لم تنظر إلي هكذا ؟؟
قلت بهدوء : ياماتو أجبني بصراحة لماذا أصريت عليها بالقدوم ؟؟
نظر إلي بعينيه اللامعتين وقال : برأيك أنت لماذا ؟؟
قلت بهمس خافت لكن مسموع : لأنك .... تحبها ..

لم يجبني إلا بإبتسامة ساحرة لم أفهم مغزاه ، لتقاطعنا روز بغضب : ماذا قلت يا سوبارو ؟؟ ياماتو يحب جوليا ؟؟ منذ متى وكيف ولم ؟؟
ثم أردفت وهي ترمق ياماتو بنظرات غاضبة : هل تحبها حقا !! تحدث بسرعة ..
أجابها ياماتو : وماذا إذا كان هذا صحيحا ؟؟ هل لديك أي مانع ؟؟
روز بشراسة : لدي ألف مانع ، مادمت صديقتها فأنا لن أسمح لها بمواعدة الشبان ، ولن أسامح أي شخص يواعدها ..

إبتسمت بسخرية ، لا أحد يعلم ما بيني أنا وجوليا ، فهي لم ترغب لأحد بمعرفة ذلك ، والآن علمت لم أرادت إخفاء الأمر ، فلو علمت روز بهذا لما كنت الآن معها في السيارة ذاتها ..

قال ياماتو : فالنؤجل هذا النقاش فيما بعد ، فجوليا قادمة ، وأنا لا أريدها أن تعلم بأي شيء ..
إلتزمت روز الصمت عندما رأيناها مقبلة نحو السيارة ، وهي ترتدي معطفا ليموني اللون وطويل يصل حتى أسفل ركبتها بقليل ، ومن عند الرقبة فرو باللون ذاته ، وقامت بلف وشاح باللون الأزرق الفاتح حول عنقها ، وشعرها قد رفعته برباط شعر بلون الوشاح ..
دخلت السيارة وانطلقنا جميعا نحن الأربعة والصمت خامسنا ..

نهاية الجزء ..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قولي انك مو حاقد على هذا الشخص avine مواضيع عامة 10 10-16-2016 01:57 PM
حاقد المحشش لموره احلى اموره نكت و ضحك و خنبقة 5 05-09-2013 10:52 AM
حاقد جُ ـنۉכּ أنْثىَ~}- ● نكت و ضحك و خنبقة 20 01-13-2013 12:45 PM
..:>>&* ولد حاقد *&<<.. *مودا* نكت و ضحك و خنبقة 10 05-03-2010 08:10 PM
مين حاقد ومقهور من بوووووش ؟ م. أبونجم™ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 01-25-2008 09:21 PM


الساعة الآن 09:30 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011