عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree498Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #61  
قديم 10-12-2016, 10:15 PM
 
Talking


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~لحظات صمت~ مشاهدة المشاركة
اقتباس:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كلنا تواجههنا ظروف تعيقنا الله يعين الجميع

تركيزك على هذه النقطتين غريب فعلا
أقصد إيش الدليل إلي يثبت تخمينك هذا ؟؟ أنا ما آخذ التخمينات العشوائية
لازم دليل وسبب مقنع

أخجلتيني فعلا بكلامك وأنا سعيدة جدا جدا جدا بتواجدك حب8
وجودك يغنيني عن ألف قارئ الله يسعدك

شكرا لتواجدك
وإن شاء الله ما أتأخر ورح ينزل دفعة من البارتات الجديدة ..
اهلا منوره حبيبتي ...
إم تريدين دليل ....
اوكي ...

اولا قال سويارو ان له اخ اكبر ، نقطه
ثانيا قال إنه يكره ياماتو و إنه عدوه الأزلي ، نقطه
ثالثا قالت روز لجوليا ان ياماتو تأخر عام إثر حادث ما ، كما ظهر في اول ظهور له امام جوليا في المستشفي ، نقطه
رابعا والد ياماتو لديه تاريخ مشرف مع النساء و زيجاته كثيره


اما كونه وسيم ...
اولا يخفي وجه خلف الظمادات ، نقطه
ثانيا يحوم حوله ملامحه الغموض ، نقطه
ثالثا قال سوبارو لمدير اعماله > نسيت اسمه < انه عاد للعمل من أجل المال ،نقطه
رابعا قالت روز ان المغني المشهور > نسيت إسمه بسبب الفاصل الوقت < عاد لإطلاق البوم جديد بعد إنقطاع ، و كذلك سوبارو عاد للعمل بعد انقطاع فتره ، نقطه
وكذالك الكثير من الحوارات بين سوبارو و مدير اعماله تثبت تخميني ..

اذا أرجو ان يعجبك تحليلي الصغير


+ اذا سأحسد نفسي لئنني القارئ الوحيد و المفضل لديك

+ انتظر التتمه بشغف يا عيوني

دمتي بود

~ANgEL SHiNA likes this.
رد مع اقتباس
  #62  
قديم 10-14-2016, 09:30 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة FREEAL



اهلا منوره حبيبتي ...
إم تريدين دليل ....
اوكي ...

اولا قال سويارو ان له اخ اكبر ، نقطه
ثانيا قال إنه يكره ياماتو و إنه عدوه الأزلي ، نقطه
ثالثا قالت روز لجوليا ان ياماتو تأخر عام إثر حادث ما ، كما ظهر في اول ظهور له امام جوليا في المستشفي ، نقطه
رابعا والد ياماتو لديه تاريخ مشرف مع النساء و زيجاته كثيره


اما كونه وسيم ...
اولا يخفي وجه خلف الظمادات ، نقطه
ثانيا يحوم حوله ملامحه الغموض ، نقطه
ثالثا قال سوبارو لمدير اعماله > نسيت اسمه < انه عاد للعمل من أجل المال ،نقطه
رابعا قالت روز ان المغني المشهور > نسيت إسمه بسبب الفاصل الوقت < عاد لإطلاق البوم جديد بعد إنقطاع ، و كذلك سوبارو عاد للعمل بعد انقطاع فتره ، نقطه
وكذالك الكثير من الحوارات بين سوبارو و مدير اعماله تثبت تخميني ..

اذا أرجو ان يعجبك تحليلي الصغير


+ اذا سأحسد نفسي لئنني القارئ الوحيد و المفضل لديك

+ انتظر التتمه بشغف يا عيوني

دمتي بود

جميل
ما شاء الله ربطت الأحداث ببعضها وهذا إلي طلع معاك

أهنيك صراحة على استنتاجاتك لكن هذا ما يثبت إن توقعاتك في محلها
مارح أحرق الأحداث خصوصا وإننا لازلنا في البداية لكن رح تكتشفي كل شيء بنفسك مع الفصول القادمة
الفصل الجديد حينزل بعد شويه كونوا بالقرب حب8
FREEAL and ~ANgEL SHiNA like this.
رد مع اقتباس
  #63  
قديم 10-14-2016, 10:04 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://d.top4top.net/p_145wzuq2.jpg');background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

.. 24 ..

~
ساي ~

قال السيد كازوما بملامح جامدة : إذاً أنت لاتزال غير واثق بي ..
قلت بهدوء : نعم ، فليس هناك سبب يجعلني أثق بك ..
عدل كازوما من وضعية جلوسه وقال وهو يضع عينيه في عيني وقال بثقة مطلقة : سأفعل ما تطلبه مني حتى أكسب ثقتك ..

إبتسمت بخبث و أنا أقول : هل أنت متأكد مما تقول ؟؟
أجاب بإبتسامة طفيفة : كل التأكيد ..
وقفت حينها وأنا أقول : جيد إذاً ، تعال معي لأخبرك ماستفعل ..

نطقت راي بفضول : هل أستطيع مرافقتكما ؟؟
أجبت مبتسماً : بالتأكيد ، فأنت أكثر من سيسعد في هذا الإختبار ..


سرت و راي قد ملأها الفضول ، وظلت تلح علي أن أخبرها بما يجول في خاطري ، لكنني كنت أجيبها بأنها ستعرف قريباً ، ولا داعي لكل هذه العجلة ..
توجهنا نحو القبو الذي يقودنا إلى الزنزانة التي تمكث فيها جوليا وتلك المرأة يومي ..
حينها تهلل وجه راي وهي تقول : هل ما أفكر فيه هو ذاته الذي ستطلب من كازوما فعله ..
إبتسمت قائلاً : نعم هو ذاته ، أنت ذكية وهذا ليس بغريب فأنت أختي وتوأمي ..


وصلنا إلى الزنزانة وقد كانت يومي تعتني بجوليا المريضة ، والتي لا تعي شيئاً ، وعينا يومي متورمتان من كثرة البكاء ..
بينما كان الحارس يفتح الزنزانة قلت ليومي : يمكن أن ترتاحي الآن ، سنعالج جوليا لذا لا تقلقي ..

إلتفتت إلينا يومي وقالت غير مصدقة : هل أنت جاد ؟؟
أجبت بمكر : كل الجدية ، لكن لكل شيء ثمن ..


أنهيت عبارتي في الوقت الذي فتح فيه الحارس الباب ، وسرت متوجهاً نحو يومي ، ونظراتي الماكرة لم تخفى عليها ، بدأت يومي بالتراجع كلما اقتربت منها ، ويبدو أنها قد فهمت الثمن المقابل للدواء ، كنت أستمتع كثيراً وأنا أرى نظراتها الخائفة والمتوسلة ، وجسدها المرتعش وعينيها اللتان ترقرقتا بالدموع ..

خوفها هذا يجعلني أرغب في التلاعب بها أكثر من قبل ، لذا من المستحيل أن أدعها ..
نطقت يومي بصوت مبحوح : أرجوك دعني وشأني ..
رفعت إحدى حاجباي بإستخفاف ، أدعها وشأنها !! هذا بالتأكيد لن يحصل ، رؤية الآخرين يتعذبون هي متعتي في الحياة ..


نظرت إلى راي التي ترسم على شفتيها إبتسامة خبيثة ، وخاطبتها قائلاً : أمسكيها يا راي ، ودعينا نأخذها خارجاً ..
فعلت راي ما أمرتها به وكأنها كانت تنتظر هذه المدة منذ زمن ، وأخذت تجر يومي التي تبكي وتتوسل بطريقة مثيرة للشفقة ..


خرج الجميع بينما وقفت أمام جوليا المستلقاة على الأرض وتتصبب عرقاً ، وجسدها ملموم على بعضه ويرجف بشدة ..

قلت ساخراً : هذه المرة لن تستطيعي مساعدتها ، القوة التي كنتي تتباهين بها قد تلاشت وها أنت ذا كالجثة أمامي ..

غادت المكان ليُقفل الحارس الباب من بعدي ، وسرنا نحن ثلاثة وقد تولى كازوما مهمة الإمساك بيومي التي تحاول الإفلات عبثاً ..

قلت مبتسماً : من كان ليظن أنني سأستفيد منك يوماً ، أنا ممتنة لراي لأنها أشارت إلي بإختطافك ..
قفزت راي أمامي وهي تقول بسعادة بالغة : هل رأيت يا أخي كم أنا مفيدة ..

إبتسمت لها دون أن أقول شيئاً ، في حين صاحت يومي وسط شهقاتها المتواصلة : لكن لماذا ؟؟ ما الذنب الذي اقترفته ؟؟ لا أتذكر أنه حصل بيننا أي تواصل ..
تقدمت راي نحوها وأدخلت يدها في شعرها البني وأخذت تجره بعنف قائلة بغضب : هل تسألين عن السبب ؟؟ حسناً سأجيبك ، هل تذكرين ما فعلتِ في اليوم الذي اختطفناك فيه ؟؟ لقد صفعت عزيزي ياماتو بيدك القذر ، وأنا لن أسامح أحداً يمس ياماتو بسوء ..


أبعدت راي عن يومي وأنا أقول : دعيها الآن يا راي ، فهناك عقاب أشد ينتظرها ..
دخلنا إلى غرفة موجودة في القبو ، أسميها بغرفة التعذيب ، فقد كانت تحتوي على مجموعة من الأسلحة من سيوف وخناجر وغيرها ..
يتوسط الغرفة سرير مصنوع من الحجر ، في كل زاوية منها سلاسل للتقييد..


نظرت إلى كازوما وقلت بنبرة آمرة : قم بتكبيلها على هذا السرير الحجري ، ولتكن مستلقية على بطنها ..
أومأ كازوما برأسه ، وأخذ ينفذ ما أمرته به ، وراي تنظر بترقب شديد ..

كان من الواضح أن كازوما يجد صعوبة في تثبيت يومي التي تتحرك كثيراً محاولة المقاومة ، لذا نظرت إلى راي وأشرت لها برأسي لتذهب لمساعدة كازوما ..

شعرت بالغيظ وأنا أحس بالعجز ، فكلتا يداي مصابتان ولا أستطيع تحريكهما ، والفضل كله يعود إلى تلك الفتاة جوليا ..
لا زلت غير مصدق أن تلك الفتاة تمتلك كل هذه القوة و الجرأة ، فعلاً هي فتاة عجيبة ، لكن هذا ليس بغريب فهي إبنة روك المحقق البارع والمشهور ..


ولو لم تكن هذه اليومي موجودة لما علمت كيف يمكن أن أروضها ، لذا من الجيد تواجد يومي هنا فهي تعتبر كنقطة ضعف أستطيع استغلالها .


وأخيراً استطاع كل من كازوما و راي تكبيل يومي وتثبيتها على بطنها ..
قلت وأنا أقترب منهم : أحسنتما العمل ، والآن يا كازوما هل أنت مستعد لإثبات ولائك ؟؟
أجاب بثقة : كل الإستعداد ..

إلتفت إلى راي و أنا أبتسم بخبث : هل أنت مستعدة لسماع آهات يومي المتألمة ؟؟
أجابت بحماس : نعم مستعدة يا أخي ..
قلت بشر : أمسك يا كازوما السوط الموجود هناك ، وقم بجلد هذه المرأة ، لنسمع صوت آهاتها التي ستكون كالموسيقى العذبة والتي ستطربنا ..
أبتسم كازوما ساخراً وهو يقول : طلب سهل ..


لم أكن لأظن أن كازوما سيفعلها ، لكنه أمسك بالسوط ورفعه عالياً ليستقر بعدها على ظهر يومي التي صرخت بأعلى ما لديها متألمة ، وأخذ كازوما يكمل جلدها غير مبالي ببكائها وتوسلاتها ..

لأكون صريحاً ، أنا متفاجئ بشدة ، ظننت أنه سيتردد في فعلها ، لكنه بدى غير مهتم ، كما لو أن الأمر عادي بالنسبة إليه ..

إلتفت إلى راي التي تشجع كازوما بحماس ، وصوت ضحكاتها المستمتعة تمتزج مع صرخات يومي المتألمة ، ليكونا معاً مزيجاً من اللحن العذب ، راي الأكثر سعادة هنا ، ويومي الأكثر تعاسة ..


استمر كازوما بجلدها لمرات عدة ، وشيئاً فشيئاً أخذ صوت يومي بالضياع ، لندرك في النهاية أنها قد غابت عن الوعي بعد أن تلاشى صوتها تماماً ..


إلتفت إلي كازوما متسائلاً : هل أستمر في هذا حتى بعد أن فقدت الوعي ؟؟
أجبت ببرود : نعم ، فلن تتوقف إلا بعد أن ينسلخ جلد ظهرها بأكمله ..

أنزل كازوما ببصره نحو ظهر يومي الذي تلوث بدمائها وقال : لقد انسلخ منذ مدة طويلة ، أم أن إصابتك أثرت في دماغك ..

لم يُخف علي نبرته الساخرة في نهاية عبارته ، لذا قلت بصرامة : إعرف مكانتك يا كازوما ، وإياك والتحدث معي بهذه النبرة ..
قال بهدوء : لم أقصد السخرية ، كل ما هنالك أنني كنت أتأكد من صحة عقلك ..

رمقته بنظرة حادة ، ردوده تذكرني بإنسانة مستفزة ، تمتلك الأسلوب ذاته ، ترد رداً ساخراً مغلف بالهدوء لتُفقد الطرف الآخر أعصابه بطريقة ذكية ، لابد أنكم قد عرفتموها إنها جوليا ..

لكن الفرق بينهما أن كازوما لا يرسم على شفتيه تلك الإبتسامة التي ترسمها جوليا دائما ..
قلت بغيظ : كازوما هل أنت متأكد أن جوليا ليست قريبتك لا من قريب ولا من بعيد ؟؟
رفع إحدى حاجبيه بإستفسار : ولماذا هذا السؤال المفاجئ ؟؟
-
أنت تشبهها في طريقة كلامها ، لذا ربما تكونان قريبين ..

حينها انفجر كازوما ضاحكاً لمدة ، وأنا أنظر إليه بإستغراب ، لا أظن أنني قلت نكتة أو ماشابه ..
بعد أن هدأ كازوما قال مبتسماً : لا تكن أحمقاً ، لو كنت قريبها لما رأيتني مكتوف اليدين عند تعذيبكم لها ..

لا أدري لماذا لا يمكنني تصديقه ، فعلى الرغم من كل ما يفعله لازالت لدي شكوك حوله ..
إلتفت إلى راي مغيراً الموضوع : ماذا تقترحين أن نفعل الآن بما أنها سجينتك ؟؟
فكرت راي قليلاً وقالت : ليس من الممتع ضربها في حين أنها لم تعد تحس بشيء ، لذا لنعدها إلى الزنزانة ولنكمل تعذيبها لاحقاً ..



***
~ روز ~

منذ أن عدت إلى المدرسة وأنا لم أخرج من غرفتي قط ، حتى أنني لم أتناول العشاء بعد ، لذا فأنا أتضور جوعاً الآن ..

نهضت من فراشي وأنا أقول بصوت عالي محاولة تشجيع نفسي : سأنزل وآكل ، ولن أهتم بذلك المتطفل ..
سرت بإتجاه الباب ، وأنا أتمنى من أعماقي ألا أقابل زوج والدتي أو أخي أو أمي ..


كنت أسير على أطراف أصابعي وأتسلل بخفة كاللصوص ، وبين حين وآخر أتلفت يميناً وشمالاً لأتكد من خلو المكان ..
وصلت إلى المطبخ بسلام لأتنفس الصعداء ، ودخلت إليه وأنا سعيدة أنني لم أصادف أحداً في طريقي ..
لكن ما إن وطأت قدمي أرض المطبخ حتى لمحت زوج والدتي ، وتتقابل أعيننا ببعض لأتصلب في مكاني لثواني دون حراك ..

بينما نطق السيد كيداي : أوه روز مرحباً بك ..
استطعت أخيراً أن أفيق من صدمتي لأصرخ بعدها بغضب : ماذا تفعل في مطبخنا ؟؟ ..
رد السيد كيداي مبتسماً بوقار : لقد كنت أفكر في إرسال بعض الطعام إليك بما أنك لم تكوني معنا على مائدة الطعام ، وخمنت أنك ستكونين جائعة جداً الآن ..

لا أدري إن كان صادقاً في كلامه ، أو أنه يسخر مني ، لذا أجبت ساخرة : ترسل لي الطعام ؟؟ لا تتظاهر بالطيبة يا هذا ..
تقدم نحوي بسرعة لأتراجع إلى الخلف بخوف ، لكنه أمسك بيدي بحنية وقادني نحو الطاولة الموضوعة في وسط المطبخ وحولها مجموعة من الكراسي ..
أجلسني على الكرسي قائلاً : ثوان وسيكون العشاء جاهزاً ..


لم أصدق ما تراه عيني ، كان يغرف الطعام في الصحن وأخذ يقدمه إلي ، وبعدها جلس في الكرسي المقابل ، ليقول بعدها مبتسما : هيا كلي يا روز أنا واثق من أنك جائعة ..


لم يكن هناك خيار سوى أن آكل أولاً وبعدها أسممه بكلامي، لكن لأملأ بطني أولاً ..
بدأت بالأكل بسرعة من شدة الجوع ، وتناسيت وجوده ، لكن ما ذكرني به هو صوته حين قال ضاحكاً : كلي بتمهل يا روز ، فستختنقين إذا استمريت على هذا ، وقد تصابين بعسر الهضم ..

رفعت عيني إليه بسخرية ، يتصنع القلق مع أن ما في داخله عكس ذلك ، أنا أعلم لأنني خضت تجربة سابقة ..
هو في البداية سيتصنع الطيبة واللطف وبعدها سيظهر على حقيقته قريباً ، تماماً كوالد ماركو ..
لازلت أتذكر حين تزوجت أمي بوالد ماركو ، كنت آن ذاك صغيرة لكنني لازلت أتذكر معاملته لي في السنوات الأولى من زواجه بوالدتي ، وكيف انقلب بعدها فجأة ، حتى أنه صار يضربني بسبب أو بدونه ..
استمر تعذيبه لي لسنوات عدة ، وحتى ماركو الصغير حين يرى والده يضربني صار يستمتع بذلك ، حتى أنه يكيد لي المكائد ويعاملني بكل حقارة ، وكأنني لست بأخته الكبرى ..


أمي كانت تتجاهل ما يحصل لي ، وحينما أشكو إليها ما يفعله بي والد ماركو تقول لي أن المال الذي يوفره لها أهم مني ، لذلك أصبحت أكره عائلتي كثيراً ..
لا أحد كان يعلم بالجحيم الذي كنت أعانيه في المنزل ، كان الشعور آن ذاك مؤلماً للغاية ، لم يحبني أحد ولم يهتم بي أحد حتى أمي نفسها ..


خارج إطار المنزل كنت أشعر بالراحة ، أتصرف بحرية مطلقة ، كنت دائماً أضحك مع من حولي ولم أفكر يوماً في الشكوى من حياتي ، فأنا أظن أن لا أحد سيقف في صفي ، فأمي التي ربتني لا يهمها أمري إذا فكيف بالناس الآخرين ؟؟ حتى صديقتي العزيزة والوحيدة جوليا لا تعلم بما يحصل لي في المنزل ..

استمر الجحيم لسنوات عدة ولم ينتهي إلا قبل سنتين من الآن ، عندما مات والد ماركو اللعين ، لا أخفي عليكم مشاعر السعادة التي غمرتني ، ولقد لاحظ كل من أخي وأمي السعادة في عيناي ، حينها تلقيت منهما ضرباً مبرحاً ..

عدت إلى أرض الواقع على صوت السيد كيداي وهو يقول بإستغراب : روز إلى أين ذهبت ؟؟
وقفت بعد أن امتلأت معدتي وقلت بنبرة حادة وأنا أبعد الأطباق بأناملي : لا تظن أنني سأُخدع بتصرفاتك ..
استدرت لأغادر المكان لكنه أمسك يدي قائلاً : ماذا تقصدين يا روز ؟؟

جذبت يدي بقوة وأنا أرد بذات النبرة الحادة : أعني أن طيبتك هذه لن تخدعني ، فسوف تظهر على حقيقتك قريباً ..
نظر إلي بعينين حانيتين قائلاً : أنا سأثبت لك أنك مخطأة يا روز ، وأنا أهتم بك حقاً كإبنتي ..
صرخت غاضبة : لا تكذب يا هذا ..
أنهيت عبارتي وركضت نحو غرفتي مسرعة ..


***


~
جودي ~

قبلت جبين والدتي النائمة على السرير الأبيض ، والتفت بعدها إلى أبي وأنا أقول بهدوء : هيا لنعد ..
خرجنا من الغرفة التي ترقد فيها أمي التي اضطرت إلى المكوث فيه..
خرجنا من المشفى وصعدنا إلى السيارة التي يقودها أبي عائدين إلى المنزل ، أصبحت الحياة الآن بلا ألوان ، السعادة قد مُحيت في قاموسنا ، ولم يعد هناك ما يسعدنا ..

الحال الذي نحن فيه لا يعجبني البتة ، ولكم أرغب في تغيير هذه الأجواء الكئيبة المحيطة بنا ..
إلتفت إلى النافذة وأخذت أتأمل شوارعها وأضوائها ، وأطلقت بعدها زفيراً عالياً وطويلاً ..
ليسألني أبي : جودي ما بك ؟؟
إلتفت إليه وأنا أبتسم بشحوب قائلة : لا ، لا شيء ..

بعدها عدت أنظر إلى الطريق وأنا في داخلي أضحك على سؤال أبي ، يسألني مابي وهو يعلم ، هذا مثير للسخرية حقاً ، فأنا وهو وأمي ومن حولنا مكتئبين من الشيء ذاته ..


كسرت هذا الصمت بسؤالي : أبي هل لدى جدتي أي أخبار جديدة ؟؟
اكتفى أبي بهز رأسه نافياً ، وعيناه مثبتتان نحو الأمام ، ليصدر مني زفير آخر ..

انتبهت إلى صوت أبي الذي قال : هناك قضية اختطاف آخر حصل في اليوم الذي يلي اختطاف جوليا ، والضحية كانت ممرضة في المدرسة التي تدرس فيها جوليا ، لذا أشعر أن الخاطف شخص واحد ..
إلتفت إلى أبي وبإستغراب قلت : ولماذا تظن ذلك ؟؟ ربما تكون صدفة لا غير ..
-
لا أظن ذلك ، فتلك المرأة التي تسمى يومي تعيش مع أحد أقاربها ولم تصل إليهم أي رسالة من الخاطف ، تماماً كجوليا ، لكن لا يزال هذا مجرد فرضية لم يثبت صحتها ..


رمقت أبي بنظرة ساخرة وأنا أقول : وماذا سنستفيد من هذه الفرضية ؟؟
أجاب أبي : إذا كان خاطف الممرضة هو ذاته الذي خطف جوليا فقد نصل إلى خيط يدلنا إلى الفاعل ..
قلت بإندفاع : وكيف ذلك ؟؟
-
بعد التحريات وجدنا أن يومي لم تعد إلى المنزل في يوم اختطافها ، وبعض المعلمين والطلبة قالوا أنهم لم يروها تخرج من المدرسة ، وعندما فتشنا غرفة التمريض كانت الإنارات مضاءة وعلى الطاولة قلادة ثمينة اعتادت الممرضة على ارتداءها ، ماذا تظنين أنه قد حصل برأيك ؟؟

فكرت قليلاً لكن لم يتبادر إلى ذهني أي فكرة لذا قلت بإحراج : لا أعلم ..
ضحك أبي ضحكة قصيرة وقال : أنت فعلاً لا تصلحين لأن تكوني محققة ، كل هذه الدلائل تشير إلى أنه قد تم إختطافها حينما كانت في غرفة التمريض ، إذاً قد يكون الخاطف أحد المتواجدين في المدرسة ، وإذا كان دخيلاً فلا بد أن أحداً قد رآه ..

حين قال أبي هذا شعرت بأن هناك شُعلة أمل قد أنارت الظلام الذي كان حولنا ، هل من الممكن أن نصل إلى الخاطف حقاً ؟؟ هل سنجد جوليا أخيراً ؟؟ هل ستعود الأمور إلى مجاريها أخيراً ؟؟

سمعت أبي يقول بهدوء : لا تتفاءلي كثيراً يا جوليا حتى لا تصابي بصدمة قوية إذا لم يكن خاطف الممرضة هو ذاته الذي خطف جوليا ، كما أننا لسنا متأكدين من أنها لا تزال على قيد الحياة ..

انتابني موجة من الغضب حينها ، شعلة الأمل لم تدم سوى لثانية وسرعان ما انطفأت بسبب الرياح الذي سببها أبي بكلامه ..
صحت غاضبة : أبي لماذا أنت متشائم هكذا ؟؟ هل تتمنى موتها أم ماذا ؟؟
أجابني برزانة : يجب علينا أن نضع جميع الإحتمالات نصب أعيننا حتى لا يفاجأنا الواقع ، هذا شيء تعلمته من مدرسة الحياة ..
أسندت ظهري إلى الوراء وأغمضت عيناي بألم ، ولا شيء يمكنني النطق به الآن ، وكل ما أتمناه أن تكون جوليا على قيد الحياة ..




***
~ جوليا ~

صوت يتردد صداها في أذني ، صوت مميز للغاية بالنسبة لي ، صوت يُريح النفس ويُغرقه بالحنان ، إنه بلا شك صوت أمي ..

فتحت عيني ببطء ولازال ذلك الصوت الحنون يناديني ، وتقع بصري مباشرة على وجه أمي الباسم ..
قالت أمي : صباح الخير يا جوليا ، لقد نمت طويلاً وآن الأوان لتستيقظي ..
جلست مسرعة وأنا ألتفت يمنة ويسرة ، هل ما أراه حقيقي ؟؟ أنا الآن في غرفتي المليئة بالكتب وعلى فراشي بالتحديد ..
قلت غير مصدقة : ما الذي يحصل هنا ؟؟
نظرت أمي إلي بإستغراب وهي تقول : مابك يا جوليا ؟؟ هل لازلت مريضة ..
أجبت وأنا أحرك يدي في الهواء بعشوائية : هناك شيء غير صحيح ، لا يجب أن أكون هنا ، أعني أنه قد تم إختطافي على ما أظن ..

إنفجرت حينها أمي بالضحك حتى أدمعت عيناها وقالت بعدها وهي تمسح دموعها بسبابتها : آه منك يا جوليا ، لا بد أن قصص والدك حول الجرائم التي يحقق فيها قد أثرت فيك ، هيا استيقظي فهناك ضيوف بإنتظارك ..
لم أجب على والدتي ، وعقلي لم يستوعب ماقالته أمي ، هل كل ماحصل لي مجرد حلم ؟؟ لا ، لا أظن ذلك ..

أنزلت بصري نحو أصابعي أتأملها لأجد أنها طبيعية جداً ، كما لو أنه لم يتم إقتلاعها ..
أحسست بوالدتي التي وضعت يدها على كتفي وقالت بحنان فائق : عزيزتي لا تفكري كثيراً فما حصل معك كان مجرد كابوس ، وأسرعي في النزول فأصدقاءك بإنتظارك ..
قلت بإستغراب : أصدقائي !! أتقصدين روز ؟؟

وضعت أمي سبابتها اليمنى أسفل شفتيها وقالت بتفكير : ليست روز وحدها فهناك رجلان آخران معها ، أحدهما وسيم والآخر ملفوف بالضمادات ..

أدركت من وصفها أنهما سوبارو وياماتو ، لذا أزحت الفراش عن جسدي وقلت وأنا أستعد للوقوف : حسناً أمي أخبريهم أن ينتظروا عشر دقائق أخرى ، وبعدها سأكون عندهم ..
أومأت أمي برأسها واستدارت متوجهة نحو الباب ، ناديتها بتردد : أ.. أمي هل هذا هو الواقع حقاً ؟؟

إلفتت أمي برأسها وقالت مبتسمة : نعم يا عزيزتي إنه الواقع ، ولا تدعي الكابوس الذي راودك يزعجك ..
إبتسمت لها بإمتنان ، وتوجهت إلى دورة المياه ..

لازلت لا أصدق أن جميع ما حصل معي كان مجرد كابوس مزعج ، لكنني سعيدة أنه مجرد كابوس ، فلو كان حقيقة فلا أدري ماذا قد يحصل معي ..

بعد أن انتهيت من تجهيز نفسي نزلت من السلالم بخطوات رزينة، وعلى ثغري إبتسامة هادئة ، وعلى آخر عتبة لمحت أصدقائي جالسين على تلك الأرائك الزرقاء الممزوجة باللون الأبيض ، وأمي وجودي جالسَين معهم ..
قلت حتى ينتبهوا إلي : مرحباً جميعاً ..
حينها قفزت روز بإتجاهي وأسرعت بإحتضاني وهي تقول : جولي أيتها الحمقاء لماذا تركتيني وحيدة في المدرسة ليومين كاملين ؟؟ لقد كنت قلقة عليك كثيراً ..
رمشت بغباء وأنا أقول : ماذا تقصدين ؟؟
تكلم ياماتو بمرح : سمعت أنك أصبت بالحمة لا فاقدة في الذاكرة ..

نظرت إلى أمي مستنجدة فأنا لا أفهم شيئاً مما يقولونه ، حينها قالت أمي : لقد أصبت بالحمة ليومين كاملين وكنت قد غطيت حينها في نوم عميق واليوم أخيراً تحسن حالك..
حككت رأسي وأنا أقول بإحراج : هل حقاً حدث ذلك ؟؟ أنا لا أتذكر شيئاً البتة ..

ثم صمت لثواني لأردف بعدها : لكن ربما بسبب الحمى حلمت بكابوس مزعج ..
قالت روز بفضول : وما هو ؟؟ إروها لنا يا جوليا ..

أمسكت بيدها وقدتها نحو الأريكة المزدوجة وجلسنا بجانب بعضنا وقلت مبتسمة : حسناً سأرويها لكم ..

أخذت أسرد لهم حلمي والجميع كانوا متفاعلين كثيراً معي ، وروز أولهم ، وياماتو كان يكتفي بالضحك ، أما سوبارو فكان يعلق على كل مقطع بطريقة ساخرة ..
وحينما انتهيت قال سوبارو بنبرة باردة : يالخيالك الواسع يا جوليا ، هذه الأمور من المستحيل لها أن تحصل في أرض الواقع ، ثم أن تصرفك في الحلم كان أبعد من الخيال ، فمن المستحيل لفتاة أن تتحمل التعذيب وتضحي بنفسها من أجل إمرأة أخرى ..


نطق ياماتو مبتسماً : لكنك غدوت كالبطلة في الحلم ..
حينها قالت روز بسرعة : جوليا بطلة سواءً أكان في أرض الواقع أو في الخيال ..
ثم أردفت بحقد : من الجيد أن راي كانت شخصية سيئة في الحلم ..
ضحكت متسائلة : ولماذا تكرهينها إلى هذه الدرجة ؟؟
-
كل شيء فيها يثير أعصابي ، حقاً لا أطيقها ..

هنا سألت جودي بفضول : من راي هذه ؟؟
أخذت روز تصف لها المعلمة راي بأسلوب مضحك ومبالغ ، جعلت جودي تقول بحماس : أنا متشوقة لرؤيتها ، سأصيبها بالجنون حتماً ..

أكملنا الحديث في مواضيع عدة ، وأنا أنظر إليهم مبتسمة ، لا أعلم لماذا افتقدتهم كثيراً ، لربما كان الحلم طويلاً حتى شعرت بأنني لم أرهم لفترة طويلة ..
الغريب أن المعلمة راي والمدير كازوما والممرضة يومي اقتحموا الحلم وكانوا شخصيات رئيسية في الحلم ، هه هذا مضحك للغاية ..
انقضى اليوم سريعاً وكان هذا من أحلى الأيام ، فربما بسبب الكابوس الذي راودني أحسست بقيمة الحرية وبقيمة الأشخاص من حولي ..

بعد العشاء جلست مع عائلتي ، تبادنا فيها أطراف الأحاديث ، وأبي يروي لنا بعض المواقف التي حصلت معه في العمل ، لتقول أمي ضاحكة : عزيزي توقف عن سرد مثل هذه القصص ، فبسببك حلمت جوليا بكابوس مزعج ..

قلت مبتسمة : لا بأس يا أمي فقصص أبي ممتعة كثيراً ..
احتضنني أبي وهو يقول : هذه هي إبنتي الرائعة ..
قالت جودي بغيرة واضحة : أبي أنا الابنة الصغرى هنا ، لذا أنا من يجب أن تدللوني لا جوليا ..

انتهت الجلسة وعاد كل منا إلى غرفته بعد أن حان وقت النوم ، وأنا أتمنى أن تدوم حياتي الهادئة دائماً


~
نهاية الجزء ~
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
  #64  
قديم 10-14-2016, 10:30 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://d.top4top.net/p_145wzuq2.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
25

~
جوليا ~

كنت مقطبة جبيني أثناء نومي ، أشعر بالحر الشديد وأنا أتصبب عرقاً ..
استيقظت حينها بسرعة لأتفقد أجهزة التكييف ، لكنني تفاجأت حين رأيت نفسي في مكان غريب ، إنه المكان ذاته الذي حلمت به من قبل ، هل يا ترى عدت إلى الكابوس ذاته ؟؟ هذه هي المرة الأولى التي أعود فيها إلى الحلم ذاته مرتان ، لابد من أنها ظاهرة غريبة ..
نظرت إلى ملابسي الذي تبلل من كثرة العرق ، بعدها سمعت صوت أنين خافت ..

رفعت رأسي لأجد الآنسة يومي مستلقية على جنبها مديرة ظهرها إلي ، لكنها لم تكن بحالة طبيعية ، ملابسها من الخلف ممزق وغارق بالدماء ، وجسدها يرتعش بشكل متواصل ، ومن الواضح أنها تحاول كبت شهقاتها وآهاتها المتألمة ..

أجفلت في مكاني من الصدمة ، ما الذي حصل يا ترى ؟؟ هززت رأسي وأنا أتمتم : هذا حلم وسأستيقظ قريباً ..

على الرغم من أن هذا ما قلته إلا أنني لم أستطع منع نفسي من التوجه إلى يومي وأسألها بنبرة قلقة : آنسة يومي ما الذي حصل لك ؟؟ لم تجبني على سؤالي ، لكن صوت نحيبها قد أصبح أعلى من قبل ، لذا شعرت بالكثير من القلق ، لم أعد أستطيع أن أميز ما إذا كان هذا حلم أم واقع ..

ولأتأكد مما يحصل لي اقتربت من الجدار وضربت راسي به بقوة، لأشعر بالألم وأدرك أنه الواقع المر ، وما رأيته كان مجرد حلم حلمت به لأهرب من هذا الواقع ..

سمعت صوت رجل ساخر : ماذا بك ؟؟ هل جننت أم ماذا ؟؟ لابد أن الدواء الذي أعطيتك إياه قد أثر على دماغك ..


لم أعر سخريته أي إهتمام ، فهناك شيء أهم الآن ..
قلت بنبرة حادة : ماذا حصل معي بالضبط ؟؟ وماذا فعلتم بالآنسة يومي ؟؟ طرحت هذا السؤال على الحارس الأصلع الملفوف بالضمادات ، ليقول بنبرة باردة : لقد أصبت بالحمة وغفوت ليوم كامل ، ولنعطيك الدواء لابد من أن تدفع إحداكن الثمن ، وبما أنك كنت مريضة فقد دفعت هذه المرأة الثمن عوضاً عنك ..


انتابني حينها غضب عارم ، لدرجة أنني لا أعلم كيف يمكنني أن أتصرف ، وأين يمكن أن أفرغ كل مافي داخلي ..
لا جدوى من الصراخ في وجهه ، فقد حصل الأمر وانتهى ، ولا يمكنني حتى أن ألكمه لأفرغ غضبي ، لا يمكنني فعل شيء البتة ..

وشعوري بالعجز يزيد الوضع سوءً ، ويفقدني أعصابي أكثر فأكثر ، ومن شدة غيظي أصبحت أجد صعوبة في التنفس والهواء من حولي أصبح ثقيلاً للغاية ..
لأول مرة أصاب بمثل هذه الحالة ، وأصل إلى هذه الدرجة من الغضب ، لكنني أدرك أن غضبي لن يغير شيئاً ، وفقط سيزيد وضعي سوءً ..



أخذت آخذ نفساً عمييقاً وبعد أن يمتلئ رئتاي أقوم بنفثها قليلاً قليلاً ..
وبعد عدة محاولات أخذت أسيطر على نفسي وأعود إلى طبيعتي ..


رجعت أقترب من الآنسة يومي وهمست بهدوء : شكراً لك يا آنسة يومي، وأنا أعتذر حقاً ..
حينها جلست الآنسة يومي والتفتت إلي لأتفاجأ من وجهها الغارق بالدموع وصوتها الغاضب الممزوج بالإرتعاش : لا تقتربي مني أيتها الكاذبة ، وعدتيني أن تحميني لكنني جُلدت بسببك ، أنت لست سوى كاذبة ..
أنهت عبارتها لتتأوه بألم وتقطب جبينها بإنزعاج ، ودموعها لم يتوقف عن السيلان حتى الآن ..

لم أعر لكلماتها أي إهتمام ، فلا بد أنها لا تعي ما تقوله ..
قلت وأنا أمسكها من كتفيها : إهدئي يا آنسة يومي ، فإذا إستمريت في الحراك ستتألمين أكثر ..

انصاعت الآنسة لما قلته ، واستلقت على جنبها الأيمن ، وأنا أنظر إلى ظهرها بشفقة ، لقد لقيت عقاباً أشد مني ، آه كم أرغب في تمزيقهم ..
نظرت إلى الحارس وقلت بهدوء : أحضر لنا بعض المعقم والشاش فقد يلتهب جروحها إذا لم نعقمه بسرعة ..


نظر إلي ساخراً ، ليقول بعدها : أنتما حقاً مضحكتان ، أنتما سجينتين لدينا ولستما ضيفتين ، تذكري هذا ..
حينها صرخت بغضب : لكنكم من تسببتم بجراحها أيها المجرمون..
زفر الحارس بملل وهو يقول : كفي عن إزعاجي يا جوليا ، ودعيني وشأني ..


أدركت أنه لا فائدة من التحدث معه ، ففي النهاية هو يعمل تحت إمرة ذلك اللعين ساي ..
قلت وأنا أضيق بصري : ائتني برئيسك وسأتناقش معه ..
-
أنا لا أعمل تحت إمرتك >> قالها الحارس ببرود ..

ركزت على أسناني بقهر وقلت من بين أسناني : لماذا تحب إغضابي يا هذا ؟؟ ألا تستطيع أن تفعل ما أطلبه منك دون نقاش ؟؟ قاطع حوارنا صوت صرير الباب ، لأقفز مباشرة نحو القضبان وأنا أنظر إلى الباب بلهفة ، فإذا بالشخص الذي أرغب في رؤيته يدخل من الباب وخلفه الخائن كازوما ..


فتح ثغره ليتفوه بشيء ما ، لكنني سبقته قائلة : أحضر لي عدة الإسعافات الأولية فلابد لي من تعقيم جروح الآنسة يومي ..
إبتسم ساي قائلاً : هل تعلمين أنا نادم لأني أعطيتك الدواء رؤيتك ضعيفة وعاجزة كان أمرا جيدا..

قطبت حاجباي بقهر ، لماذا يتجاهل ما أقوله ؟؟ أعدت ما قلته علّه يشفق على حالنا قليلاً ، لكن أملي قد خاب حين قال : هل تذكرين قبل عدة أيام لقد سألتني عن سبب إختطافي لك ، وأجبت أنك ستعلمين لاحقاً ما يحصل خارج هذه الزنزانة ، وها قد آن الوقت لتعلمي ..
قلت بحذر : ولماذا جاء هذا الوقت أخيراً ؟؟ أتنوي إنهاء حياتي قريباً ؟؟علت ضحكته المكان ، وبعد أن تمالك نفسه قال : أنت فعلاً تعجبينني بسرعة بديهتك ، أنت محقة تماماً ، وجودك لم يعد ذا فائدة كبيرة ، وما أسعى إليه سيصير واقعاً ..

قرب الحارس الأصلع الكرسي من ساي ، ليجلس عليها بالقرب من الزنزانة ويقول : أنا أتيت بك إلى هنا لأنتقم من روز وسوبارو ..
علت الدهشة ملامحي ، لم أكن لأظن أنهما السبب ، كنت أظن أن أبي الذي تسبب في كشف العديد من المجرمين هو السبب ، والإحتمال الآخر هو أنهم قد اخذوني للضغط على جدتي الثرية ..

لكن أن يكون سوبارو وروز هما السبب فأنا لم أخمن ذلك إطلاقاً ، قلت بهدوء : هل تمزح معي ؟؟ قال ببرود وهو يرفع أحد حاجبيه : وهل تظنين أنني أرغب في تسليتك ؟؟ قلت وأنا أحرك كلتا يداي بعشوائية : لكن هذا غير منطقي البتة ، ما العلاقة بين روز وسوبارو وبينك ؟؟ لا أظن أن هناك شيء يربطكم ببعض ..

نظر ساي إلى كازوما بنظرات غريبة ، ليجثو الخائن كازوما أمامه على ركبتيه ، وأخذ يثني بنطال ساي في الجهة اليسرى ..

كُشف ساق ساي ، لألاحظ أنها ليست طبيعية إطلاقاً، وبعد التدقيق اكتشفت أنها قدم صناعية ..
قال حينها ساي بعد أن ابتعد الخائن كازوما : هل ترين قدمي هذا ؟؟ روز هي السبب في هذا
..
ثم صمت قليلاً وهو يغلق جفونه وكأنه يسترجع الأحداث ، وأكمل بعد أن تغيرت نبرته إلى نبرة مليئة بالحقد والكراهية : لازلت أتذكرها حين ضربتني بقطعة الخشب المثبت فيها ذلك المسمار الصدئ الذي غُرس في ساقي ، وبسبب تلك الضربة اضطر الأطباء إلى بتر قدمي ووضع قدم صناعي عوضاً عنه ..
بعدها عاود فتح عينيه التي كانتا محمرتان بشكل مرعب ، وأردف صارخاً : لا تعلمين مقدار الصدمة الذي شعرت به حينها ، وما زاد الأمر سوءً هو أن زوجتي قد تركتني بعد الحادث بأسبوع ، قائلة أنها لا تريد العيش مع شخص مثلي ، وانهالت علي المصائب متتالية ، فقد استغل صديقي المقرب والذي كان شريكي في الصفقات وضعي المزري ، وأخذ ينهب مالي من دون لا أدري ، مرت علي تلك السنة ثقيلة للغاية ، لم أنسى طعم المرارة التي ذقتها تلك السنة ، وآن الأوان لتتذوقها روز ..


صمت بعد الإنفجار الذي حصل للتو ، وأخذ يلتقط أنفاسه بتعب ، يبدو أنه أرهق نفسه كثيراً ، لكنني لا زلت غير مصدقة لهذه القصة حتى لو كانت تعابيره صادقة مئة بالمئة ..
قلت بهدوء وبإيقاع بطيء : إذا كان شريكك قد نهب مالك حينما كنت منشغلاً بصدمتك ، لماذا أرى وضعك الآن مناقضاً لما ذكرته ..



علت شفتيه إبتسامة خبيثة مملوءة بالشر ، وقال بعد أن قرب وجهه من القضبان الحديدية : وهل تظنين أنني كنت لأتركه ينجو بفعلته ؟؟ لا وألف لا ..
ضيقت عيناي بتساؤل ممزوج بالقلق : وماذا فعلت به ؟؟أسند ظهره إلى الخلف مجيباً بعد أن ضم ساعديه على صدره ، ولازالت إبتسامته المرعبة مرسومة على ثغره : كنت لأنتقم منه بطريقة عادية ، لكن ما اكتشفته لاحقاً جعلني أغير تفكيري ، هو لم يكتفي فقط بسرقة نقودي وإنما سرق زوجتي كذلك ، حينها لم أكن لأسامحهما أبداً ............


قاطعته قائلة : هل تقصد بهما صديقك وزوجتك ؟؟ أومأ رأسه بنعم وأكمل : أول خطوة للإنتقام هو أن أستعيد كل الأموال التي سرقها مني وآخذ جميع أمواله ، وقد أفلحت في هذه الخطوة بعد أن رسمت خطة محكمة ولا أنسى راي التي ساعدتني كثيراً بإغرائها للموظفين ، والخطوة الثانية للإنتقام هو أن أُذيق صديقي الخائن طعم الفقر والذل ، وهذا ما حصل بالفعل ، فقد أصبح كالكلاب المشردة التي لا مأوى لها ، أبقيته على هذا الحال لعدة أسابيع ، بعدها تطرقت للخطوة الثالثة والتي كانت أكثر الخطوات إمتاعاً ..

سكت بعدها لثواني ، ويبدو أنه قد سرح بعيداً ، متناسياً أنه كان يروي لي خطواته الخبيثة للإنتقام ، قلت لأوقظه : هي أنت إلى أين ذهبت ؟؟ أكمل مافعلته لأرى لأي درجة من الدناءة وصلت إليها ؟؟
إبتسم بعد أن عاد إلى الواقع وقال : المعذرة لقد شردت قليلاً ، فأنا كنت أتذكر آهاته المتعذبة هو وزوجتي ، ولازلت أتذكر منظرهما المثير للشفقة والممتع..


كلماته زادتني تشويقاً لمعرفة ما فعله ، فعقله المليء بالأفكار السوداء ماذا يمكنه أن ينتج من طرق للتعذيب ؟؟ساي : لقد اختطفتهما كما فعلت معك ، وحبستهما في غرفة واحدة ، لكنهما لم يكونا مثلك ، لقد قيدتهما بالسلاسل في غرفة سميتها غرفة التعذيب ، فقد جمعتها فيها كل الأسلحة الممكنة للتعذيب ، بدأت أولاً بزوجتي ، كنت أتلاعب بأعصابها بجعلها هدفاً لسهامي ، وكنت تارة أصيب يدها وتارة بطنها ، وهي كانت تصرخ بأعلى مالديها، وتعمدت عدم إصابتها في مناطقة مميتة لتذوق أكبر كمية من العذاب قبل الموت ، أما الخائن فقد كان يراقب الوضع بخوف وترقب منتظراً دوره ، أكملت تعذيبها وبعد أن أصبتها في مناطق عدة من جسدها أصبح الأمر مملاً ، ولأزيد من التشويق صوبت على عينها اليسرى وحين أصبتها فتحت فاها عالياً بالصراخ ليستقر آخر سهم في فمها ، وتصعد روحها إلى السماء أخيراً ..



الصدمة ألجمتني تماماً ، أي زوج قد يفعل هذا بزوجته ؟؟ أي إنسان قد يفعل هذا بإمرأة ؟؟ كنت أعلم أنه شخص لا يعرف معنى الرحمة ، لكن مع هذا لم أكن لأتصور أن يفعل شيئاً كهذا !!
كان جسدي يقشعر بمجرد تخيلي العذاب الذي قاسته زوجته على يد هذا السفاح ، وأنا أتمتم في نفسي أن ما رأيته كان جزء من قسوته ووحشيته ..
أكمل ساي المبتسم بإستمتاع : أما صديقي الخائن ، فلم أكن لأعذبه لعدة ساعات كما فعلت مع زوجتي ، لكنني أحببت أن يطول ألمه أكثر من هذا ، وأدعه يموت ببطء شديد ، لذا كنت في كل يوم أقوم بغرس خمسة مسامير في جسده ، ورؤيته ينتفض في مكانه كان يسعدني كثيراً ، ولأزيد من عذابه كنت قد قطعت رأس زوجتي ووضعته بجانبه فكلما فتح عينيه يرى وجهها المثير للشفقة ، وحينما يعطش كان لا يشرب إلا الماء الممزوج بالزجاج والمكسورإلى قطع صغيرة يُسهل إبتلاعها، استمر هذا الوضع لمدة اسبوعين كاملين وكلما امتلأ جسده بالمسامير انتزعته من مكانه لأعيد غرسها ، لازلت أتذكر وجهه الباكي والبائس وهو يرجوني أن أقتله بسرعة ، فقد سئم هذا التعذيب الذي كان يرهقه كثيراً ، ووجه زوجتي الموضوع أمامه يعذبه نفسياً ، لذا قررت أن أحقق أمنيته ، فأنا كان يجب أن أتخلص منه لأتفرغ لروز وسوبارو ، لكن موته لن يكون سهلاً ، فأنا لن أكتفي بإطلاق النار على قلبه ، ولا بطعنة في صدره ، وإنما بدأت بتقطيع أصابعه الواحدة تلو الأخرى في كلتا يديه وقدميه ، وبترت بعدها أطرافه التي بدأت تنزف بغزارة ، ليموت بعدها أخييراً ..



سفاح .. قاتل .. مجرم .. وحش ..
كل هذه الكلمات لا تكفي لوصفه ، هو قد وصل إلى مرحلة تفوق الوصف ، لأول مرة في حياتي أقابل رجلاً مثله ، الكلمات عجزت عن الخروج ، ولساني قد أُلجم تماماً ..

سأل ساي : والآن مارأيكما بما سمعتما ؟؟ لم أفهم لماذا سأل بصيغة المثنى ، مع أنه يخاطبني وحدي ، لكنني خمنت أنه يخاطب يومي كذلك ، لذا أجبته وأنا أرمقه بنظرة إستحقار : تسألني عن رأيي ؟؟ رأيي فيك أنك شخص عديم الإنسانية ، وفقدانك لساقك وما فعله صديقك وزوجتك لم يكن سبباً كافياً لتفعل بهما كل هذا وتحاول الإنتقام من روز ..
رد ساي بنبرة مستفزة : لا تلوميني على شخصيتي الجديدة فروز من حولتني إلى هذا الوحش ..
أجبت بغضب : لا تحمل روز ذنوبك ، فأنا متأكدة أن هناك حلقة ناقصة في قصتك ، أقصد كيف تقابلتما وماذا حصل قبل أن تهجم عليك بالقطعة الخشبية ، أنا موقنة أنك من بدأ أولاً ..


أمال فمه قليلاً وهو يقول : هذا صحيح لم أخبرك كيف تقابلنا ، حسناً كل ما هنالك أنني كنت أدور في الشوارع دون هدف ، لمحت ظل أحدهم في زقاقة ضيقة ولأكون صريحاً كنت حينها ثملاً ، وعندما دخلت الزقاقة رأيت روز المتكورة على نفسها وكانت فاتنة بجسدها الهزيل ، اقتربت منها وثبتها على الجدار بقوة بعد أن أوقفتها رغماً عنها ، كان وجهها المحتقن بالأحمر وشعرها الملتصق على وجهها جذاباً للغاية ........

قاطعته بسرعة : لا تقل أنك حاولت أن ......
أجابني من دون أن أكمل سؤالي : نعم ..
ثم تغيرت نبرته إلى الحقد مجدداً : لكن تلك اللعينة استطاعت الفرار مني وأمسكت بالقطعة الخشبية التي كانت ملقاة على الأرض وبعد أن ضربتني فرت هاربة ..

قلت بهدوء : متى حصل هذا ؟؟
-
قبل سنتين من الآن ..

ما سمعته كشف لي العديد من الأمور المبهمة ، علمت الآن السر الذي كانت تخفيه روز عني ، إذاً هو كان السبب خلف تغير روز وخوفها من الفتيان ، وحالات الإغماء الذي يصيبها كلما اقترب منها أحد الفتيان ..
فهمت الآن ماتقصده روز بتلك الجمل الغامضة التي كانت تذكرها بين حين وآخر ..

قلت وأنا قطب جبيني : هل تعلم أنه بفعلك ذاك أصبحت روز تخاف من الذكور ؟؟ أنت من غيرتها لا هي أيها الشرير..
توجه نحو القضبان وقال بإنفعال أفزعني : لماذا كانت هناك في وقت متأخر إذا كانت لا ترغب في التعرض للمضايقات ؟؟ هي من جلبت هذا لنفسها ..


النقاش معه لن يكون ذا فائدة أبداً ، لذا فضلت الصمت ، وعدت أنظر إلى يومي التي هدأت فجأة ، ويبدو أنها قد غطت في النوم ، لابد أنها مرهقة كثيراً ..
قلت بهدوء لأخفف الأجواء المشحونة بيننا لأستطيع الطلب منه بسهولة : إذا كنت تريد الإنتقام من روز فالآنسة يومي لا شأن لها ، لذا احضر معقم أعقم به جراحها ..


تجاهلني مجدداً وهو يقول : أليس لديك فضول لمعرفة سبب كراهيتي لسوبارو ؟؟ صحيح أنني فضولية بشأن هذا ، لكن هناك أمور أهم يجب علي الإهتمام بها عوضاً عن سماع ثرثرته ..
صحت بغضب : لا أريد ذلك ، كل ما أريده هو علاج جراح الآنسة يومي ، لذا لا تتجاهلني ..

أدخل إصبعه السبابة في إذنه قائلاً : أنت مزعجة جداً ، أنا أتجاهلك عمداً لأنني لا أهتم بما تطلبينه ، لكنك غبية جداً ولا تفهمين ..
نطق كازوما : أخبرنا بقصتك مع سوبارو ، ولأكون صريحاً أنا فضولي بهذا الشأن ..

نظرت إلى السيد كازوما بتفاجؤ ، وأقول بعدها ساخرة : شريكان ولا تعرف إلى ماذا يهدف شريكك ؟؟أجاب السيد كازوما ببرود : أنا أساعده في إنتقامه مع أنني أجهل السبب ، لا أظن أن هناك مشكلة في هذا ..

أشحت بوجهي بعيداً عنه ، رؤيتي له واقف مع ساي يغضبني ، فأنا لم أظنه شخص حقير أبداً ..

سمعت حينها ساي يقول : سأغادر الآن بما أنك لا تريدين سماع قصتي .. ثم إلتفت إلى السيد كازوما قائلاً : سأروي لك ما حصل بيننا خارجاً لذا تعال ..
ناديته بسرعة لكنه لم يعرني إنتباهاً وخرج بعدها لألكم الأرض بقوة وأنا أتمتم بقهر : اللعنة ..

وجدت قطعة قماش على الأرض تعود إلى ملابس الآنسة يومي ، وقمت بإلتقاطها من على الأرض وغسلته جيداً بالماء ، وبدأت بمسح ظهر الآنسة يومي ..
لا يزال الحلم الذي راودني يتكرر في ذهني ، حياة هادئة !!
هه هذا مستحيل ، لابد أن ما يحصل معي الآن هو عقاب لما فعلته سابقاً لشيبا ، هذا هو عقابي الذي أستحقه ، لكن ما شأن يومي بهذا ؟؟ لماذا هي هنا معي ؟؟ أنا الحقيرة الوحيدة التي يجب أن تعاقب وتعذب ، الأبرياء من أمثال الآنسة يومي لا يجب أن يكونوا في موقف كهذا ..


***
~ ياماتو ~

خرجت من منزل آلبرت متوجهاً إلى مدرستي ، وبما أن المسافة بعيدة فقد استقليت سيارة أجرة كما أفعل عادة منذ أن طردني أبي ..
كنت أنظر إلى الطريق بشرود ، حياتي المدرسية الجديدة مملة للغاية ، وأنتظر اللحظة التي أغادر فيها متوجهاً إلى مدرستي القديمة لأقابل روز وسوبارو ، وعلى الرغم من أنني سعيد لرؤيتهما إلا أنني أكون قلقاً وخائفاً في الوقت ذاته ، آه كم أتمنى أن ينتهي كل هذا ..

انتبهت على صوت السائق الذي قال : أيها الفتى لقد وصلنا ..
نزلت من السيارة بعد أن دفعت الأجرة ، وسرت متوجهاً نحو الصف ، وكل من حولي يتهامسون فيما بينهم وأعينهم تتبعني ..


الجميع يعلم أن أبي قد طردني من المنزل ، لذ أصبح الجميع يتحدثون بشأن هذا الأمر ، جلست في مقعدي المجاور للنافذة ، وأخذت أتأمل السماء متجاهلاً الجميع ..


مر الوقت ببطء وملل شديدين ، وانتهى هذا اليوم المدرسي الممل أخيراً ، خرجت من المدرسة مسرعاً متوجهاً نحو المدرسة القديمة ..
لكن عند خروجي تفاجأت بسيارة سائقي الخاص ينتظرني أمام بوابة المدرسة ..

ما إن رآني السائق حتى انحنى بإحترام وهو يفتح باب السيارة قائلاً : سيدي الصغير تفضل أرجوك ..
قلت بإستغراب : ماذا تفعل هنا ؟؟ أجابني : لقد طلب مني السيد أن أصطحبك إلى المنزل ، فهو يريد التحدث معك ..

لم أرد أن أصعد إلى السيارة ، لأنني يجب أن أقابل صديقاي الآن ، لكنني على يقين أنني إذا رفضت فسيقع هذاا لمسكين في مشكلة ، ولن يرحمه أبي ..
لذا دخلت إلى السيارة ليغلق السائق الباب ويتوجه إلى مقعده وينطلق نحو المنزل ..


سمعت السائق يقول : سيدي الصغير لقد اشتقت إليك كثيراً ، من الجيد أن السيد قد غير رأيه وقرر أن يعيدك ..
إبتسمت بحنان له وقلت : وأنا قد اشتقت إليكم أكثر ..
قال السائق حينها : كفاك مزاحاً يا سيدي الصغير لا أحد يشتاق للخدم ..
قطبت حاجباي بإنزعاج مما قاله ، وهتفت بنبرة ممزوجة ببعض الغضب : لا تقلل من شأنك أنت والبقية ،فأنا أعتبر كل من في منزلي من خدم عائلة لي ، فأنتم تهتمون بي وترعونني مذ أن كنت صغيراً ، لذا إياك وأن تعتبر نفسك مجرد خادم لا أهمية له عندي ..


مسح السائق دموعه التي دلت على تأثره ، وقال بنبرة ملأته السعادة : سيدي الصغير أنت فعلاً شاب عظيم ، ولن نجد من هو أفضل منك ، نحن فخورين جداً بالعمل عندك ..
ابتسمت له دون أن أنطق بشيء ، وبالي مشغول بالتفكير في أوامر الخاطف وبما فعلاه روز وسوبارو ..
هل يا ترى قد تلقوا أمراً جديداً ؟؟ وإذا كان نعم فماذا أُمروا بأن يفعلوا ؟؟ وهل نفذوا ذلك أم لا يا ترى ؟؟ إيقظني من سلسلة أفكاري صوت السائق الذي قال : سيدي الصغير لقد وصلنا ..
نزلت من السيارة بعد أن فتح أحد الخدم الباب لي ، وتفاجأت حين رأيت الخادمات واقفات أمام باب المنزل وعلى شفتيهن إبتسامة عريضة ، والبعض قد تأثروا برؤيتي حتى بكوا ..

قلت ضاحكاً : لماذا تتصرفون كما لو أنني قد غبت مدة سنة كاملة ؟؟ إنه مجرد أسبوع واحد فقط ..
تحدثت إحدى الخادمات وهي تسمح دموعها بالمنديل الذي في يدها : بدى الأسبوع وكأنه قرن بالنسبة لنا ..

بعدها تحلقن حولي وأخذوا يسألونني عن أحوالي وعن ما فعلته ، ويروون لي ما حصل معهن بعد غيابي من ملل وألم ..
فجأة سمعنا صوت حازم يقول بصوت عالي : ماذا تفعلن جميعاً ؟؟ ليعد الجميع إلى العمل ، وأنت أيها السيد الصغير تعال بسرعة فوالدك بإنتظارك ..

علمت صاحب الصوت دون أن أنظر إليه حتى ، إنه آلبرت بلا شك ..
إبتعدن الخادمات وهن يتذمرن بصوت خافت ، وعدن جميعاً إلى عملهن ، بينما نظرت أنا إلى آلبرت الذي كان يقف على آخر عتبة من السلم الحلزوني ، ثم ابتسمت في وجهه إبتسامة عريضة ، ليدير ظهره نحوي ويصعد السلالم بخطوات ثابتة ..


ركضت نحوه وحين وصلت إليه ضربت ظهره بقبضتي قائلاً : أيها الأحمق لا تتصرف بجمود هكذا ، أظهر بعض السعادة لعودتي ولو كانت سعادة زائفة ..
توقفت مكانه والتفت نحوي ، وأخذ يتأمل وجهي بملامحه الجامدة ، ومن ثم عاود الصعود بهدوء ..
لم أفهم لماذا توقف ونظر إلي ، ظننت أنه سيقول شيئاً لكن ربما كان ظني ليس في محله ..

أثناء طريقي إلى مكتب أبي كنت أروح عن نفسي بالتحدث مع آلبرت الذي لا يعيرني أي اهتمام ، وكنت أتعمد فعل ذلك لأطرد التوتر الذي ينتابني دائماً عند مقابلة أبي ..


عندما وصلنا أمام باب مكتب أبي ، إلتفت إلي آلبرت وعلى شفتيه إبتسامة ساخرة وهو يقول : أرجو أن تخرج من ساحة الحرب سالماً ..
أدركت أنه يعلم أني خائف من مواجهة أبي،. وها هو يسخر مني الآن متجاهلاً أنني سيده ..
رمقته بنظرة حادة وقلت بصرامة : هي أنت لا تسخر من سيدك ..
أصدر آلبرت ضحكة ساخرة وهو يتمتم : قال سيدي قال ..

إبتسمت رغماً عني ، فتصرفاته هذه تدل على أننا إصبحنا مقربين جداً ، وهذا يسعدني كثيراً ..
لكمته على كتفه مازحاً وقلت وأنا أمسك مقبض الباب : أدعي لي يا آلبرت بأن أخرج سالماً من هذا المكان المملوء بالألغام ..
-
حسناً يا سيدي الصغير أرجو أن تخرج سالماً بعد أن تخلع كلتا عينيك وينفصل رأسك عن جسدك ..

لم أستطع إلا أن أنفجر ضاحكاً على كلامه ، هذا الأحمق لم أكن أظن أنه يمتلك روح دعابة أبداً ..
فجأة فُتح باب المكتب ليظهر خلفها وجه أبي الغاضب ، توقفت عن الضحك مجبراً حين صرخ أبي عالياً : أنتظرك منذ مدة في المكتب وأنت تقف خارجاً وتضحك كالمجنون وحيداً ..

قلت بسرعة وأنا أشير إلى حيث آلبرت وعيناي مثبتتان على وجه أبي الغاضب : لا لم أكن أضحك وحيداً ، لقد كنت أتحدث معه ..
رفع أبي أحد حاجبيه ونظر حيث أشرت قليلاً وبعدها يُعاود النظر إلى وجهي قائلاً بإستخفاف : لا بد أنك قد جُننت في الفترة التي غبت فيها عن المنزل ..
لم أفهم ما يقصده ، لكن حين إلفت إلى حيث يقف آلبرت لم أجده ، تباً له لقد استطاع الهرب وتركني وحيداً ، وها أنا الآن أبدو كالمجنون أمام أبي ..

قاطعنا ظهور زوجة أبي من خلفه ، وهي تقول مبتسمة : مرحباً بك ياماتو ..
عبست في وجهها وتجاهلت وجودها وأنا أخاطب أبي : ماذا تريد مني يا أبي ؟؟ قال وهو يدير ظهره بإتجاهي ويتوجه إلى داخل مكتبه : تعال إلى الداخل لنتحدث جيداً ..

بلعت ريقي بتوتر وتعبته إلى الداخل ، لكنني تفاجأت عند دخولي وجود رجل جالس على الأريكة البنية أمام مكتب أبي ، بعدها إلتفت إلى الوراء حيث تقف الآنسة راي ..
قلت وأنا أشير إليهما : أنتما توأم أليس كذلك ؟؟ إبتسمت الآنسة راي مجيبة : نعم إنه أخي التوأم ساي ..
اقتربت منه وصافحته بهدوء ، لا أعلم لماذا خالجني شعور سيء حين رأيته ، ربما لأنه توأم اللعينة راي ..
جلس أبي خلف مكتبه وقال وهو يشبك أصابعه ببعضها : إسمعني يا ياماتو بقي على تخرجك سنة إذا لم نحتسب هذه السنة أليس كذلك ..
أومأت رأسي بإيجابية ليكمل أبي : أنا أريد أن يكون لديك خلفية عن العمل قبل تخرجك ، وها قد أتت الفرصة المناسبة لتجرب العمل ..

قلت متسائلاً : وماذا تريد مني أن أفعل ؟؟ أجاب أبي : راي اقترحت علي فكرة أعجبني كثيراً ، بما أن شركتنا شهيرة جداً ولن تقبل بأي خطأ بسيط ، ولا أستطيع أن أوظف شخصاً مبتدئاً مثلك حتى ولو كنت أنت ، لذا قررت أن تجرب العمل في الشركة التي يديرها ساي ، ما رأيك ؟؟ ليس لدي أي مشكلة إطلاقاً في تجربة العمل سواءً أكان في شركة أبي أو غيره ، لكن بما أنه اقتراح الآنسة راي فأنا أشعر ببعض التردد والقلق ..

قال ساي مبتسماً : العمل سيكون سهلاً يا ياماتو ، وأنا سأكون سعيداً إذا وافقت على التدرب بشكل مؤقت في شركتنا ..
قالت الآنسة يومي الواقفة خلف ساي : وافق يا ياماتو ولن تندم أبداً ، أخي سيعلمك كل ما يعرفه لتغدو رجل أعمال بارع كوالدك ..
كم أرغب في أن أقول لها بألا تتدخل فيما لا يعنيها ، لكن أبي لن يدعني حياً إذا قلتها ..
قلت مجاملاً : شكراً لك ولأخاك على اهتمامكما بمستقبلي ، لكنني أفضل إكتساب الخبرة من أبي ..
ثم إلتفت إلى أبي قائلاً : ما رأيك يا أبي ؟؟ أجاب أبي بجدية : أنا لا أمتلك الوقت الكافي لتدريبك ، لذا لتتعلم من ساي فهو على الرغم من أن شركته ليست بثراء شركتنا إلا أن لديه خبرة كبيرة في العمل ولو رغبت في إختيار مساعد لي لاخترته ..

نظرت إلى أبي بقهر ، لا يمتلك وقتاً لي ، أكره هذا النوع من الآباء كثيراً ، لم يفضي نفسه من أجلي ولو لمرة في حياته ، حياته تدور بين الصفقات والشركة ، وهذا كل ما يهمه في الحياة ..
قلت بهدوء وأنا أشعر بالضيق الشديد من إنشغال أبي عني : حسناً كما تريدون ..
ثم هممت بالوقوف لأسمع أبي يقول : إلى أين أنت ذاهب ؟؟ لم ينتهي الحديث بعد ..

إلتفت إليه وأنا مقطب الجبين وقلت : ماذا أيضاً ؟؟ قال أبي وهو يحرك نظارته : ألا زلت تذهب لمقابلة أولئك الأشخاص الذين تسميهم أصدقاءك ؟؟ أجبت بإنزعاج : نعم وماذا في ذلك ؟؟ قال أبي بهدوء : هل أولئك سيفيدونك بشيء في المستقبل ؟؟ لم أفهم ما يصبو إليه أبي بسؤاله هذا، لذا قلت متسائلاً : ماذا تقصد ؟؟
-
أقصد أن لا أحد منهم ينتمي لعائلة ثرية قد يفيدوك مستقبلاً ، وجميعهم من أسر عادية ، لهذا صداقتك معهم ليس إلا حماقة ..

أغضبني تفكيره كثيراً ، إنه يظن أن الأصدقاء يجب أن يكونوا ذا منصب ومال ، تفكير أبي ضيق حقاً ، وهذا شيء يفقدني أعصابي كثيراً ..
قلت بنبرة حادة حاولت قدر الإمكان تغليفها بالهدوء : هل تظن أن المصالح هي كل شيء ؟؟ صداقتنا مبنية على الحب والتعاون يا أبي ، والصداقات التي تكونها من أجل مصلحة مالية لا تُسمى بصداقة أبداً ..

ضرب أبي طاولته الخشبية بمقبض يده ، وقال صارخاً : هل أنت أحمق أم ماذا ؟؟ ليس هناك صداقة خالية من المصالح ، أنا على يقين أن أولئك لم يصادقوك إلا لأنك إبن كودو ، ولو كنت شخصاً عادياً لما رأيتهم حولك أيها الغبي ..
قلت مدافعاً عن أصدقائي : هم ليسوا مثل الأشخاص الكاذبين المتواجدين حولك يا أبي ، كما أنك لن تفهمني أبداً ..
ثم أردفت بعد أن وقفت من مكاني : والآن أعذرني يا أبي فأنا ذاهب لرؤية أصدقائي ..

تعمدت التشديد على كلمة ( أصدقائي ) فأنا أريده أن يفهم أن علاقتنا متينة ولا يتخللها أي مصالح ، ولن يفرقنا أي أحد أبداً ..

خرجت من المنزل لأجد السيارة أمامي مباشرة ، والسائق ينظر إلي مبتسماً ، إبتسمت له بإمتنان وشكرته بعد أن صعدت إلى السيارة ، ثم توجهنا بعدها إلى مدرستي القديمة ..
عندما وصلت كنت قد تأخرت كثيراً ، فقد غادر الجميع المدرسة ، ولا يوجد أحد هنا ، لذا دللت السائق إلى الحي الذي يسكن فيه سوبارو ، وثم أمرته بإيقاف السيارة بعيداً قليلاً عن الحي ، فليس من الجيد أن يراني أهل الحي المتواضع أخرج من سيارة فاخرة ..

نزلت من السيارة وطلبت من السائق أن ينتظرني قليلاً ، وسرت وحدي نحو منزل سوبارو ..
لمحته يسير بعد أن خرج من المنزل متوجهاً نحو الشارع العام ، هرولت لألحق به فهو لم يلحظ وجودي ، لكنني تجمدت في مكاني حين رأيت السيارة الفارهة التي توقفت أمامه ، ويصعد سوبارو على متنها ..

لمحت شخص داخل السيارة يجلس في الخلف ، ويبدو أنه قد رآني ، ووكز سوبارو ثم أشار بإصبعه نحوي ، لينظر سوبارو إلي ويتسع بؤبؤة عينيه بتفاجؤ ..
حينها راودني الآلاف من التساؤلات حول سوبارو ..

(
نهاية الجزء )
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
  #65  
قديم 10-17-2016, 12:52 AM
 
Talking


اهلا بي
كيف حالي
اشتقت لنفسي

احم احم
هااااي !!!! كيف حالك ؟؟؟
اشتقت اليكي كثيرا

كان بارتان رائعان ليس لهما نظير !!
ابداع x ابداع

ما اروع الأحداث الأخيره !!
فلحقيقه لاعيب في ان يحلم المرء بلأمور الجميله وقت المصاعب !!
ارجو ان يكون ياماتو بخير مع اللعين ، ساي ،
سوبارو !!!!!
ياعيني عليك اخيرا سيكشف حولك الأمور المخبئه !!
توقعت شيء مشابه بلنسبة لروز !!
لاكني لو اصرح بتوقعي !!

فصل روووووعه و ابداع ....
اشعر اني لا اجد الكلمات المناسبه للوصف !!
نفضت مني علي ما أعتقد



انا اريد ان اقول لكي شيء !!

























آسفه علي قصر ردي


و











حفضكي الله تعالي علي عرشه اختاه
دمتي بود
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قولي انك مو حاقد على هذا الشخص avine مواضيع عامة 10 10-16-2016 01:57 PM
حاقد المحشش لموره احلى اموره نكت و ضحك و خنبقة 5 05-09-2013 10:52 AM
حاقد جُ ـنۉכּ أنْثىَ~}- ● نكت و ضحك و خنبقة 20 01-13-2013 12:45 PM
..:>>&* ولد حاقد *&<<.. *مودا* نكت و ضحك و خنبقة 10 05-03-2010 08:10 PM
مين حاقد ومقهور من بوووووش ؟ م. أبونجم™ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 01-25-2008 09:21 PM


الساعة الآن 05:15 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011