عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   نور الإسلام - (https://www.3rbseyes.com/forum5/)
-   -   منة الرحمن في نصيحة الإخوان (https://www.3rbseyes.com/t50545.html)

أبو الفضل السلفى 01-05-2008 10:59 PM

منة الرحمن في نصيحة الإخوان (متجدد بإذن الله )
 
مِنَة ُ الرَّحْمَنِ


فِي نَصِيحَةِ الإِخْوَانِ


(نصيحة في العقيدة والعمل والسلوك)


تأليف فضيلة الشيخ الدكتور:

ياسِر بُرهامِيّ


غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين



أبو الفضل السلفى 01-05-2008 11:05 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
مقدمة

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ{[آل عمران:102].
}يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً{[النساء:1].
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً{[الأحزاب:70، 71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله , وأحسن الهدي هدي محمدe, وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة, وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار.
أما بعد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة", قلنا: لمن؟، قال : "لله ولكتابه, ولرسوله, ولأئمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم (55/2/48) الإيمان، وأبو داود (4944/3/213) الأدب، والنسائي (4211/3/133) البيعة، والإرواء (1/126)، والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (4555/7/41)، وأحمد (4/102).
والنصيحة في أمر الآخرة تشمل أنواع النصيحة كلها, فهي نصيحة لله ببيان توحيده, ومعرفته, ومحبته، وحقوقه على عباده. ونصيحة لكتابه: بتصديقه، وتعظيمه، والأمر بتحليل حلاله, وتحريم حرامه. ونصيحة لرسولهe بتوضيح معاني اتباعه ولوازمها, ونصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم ببيان أسباب سعادتهم في الدنيا والآخرة, فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بُعث بصلاح الدين وصلاح الدنيا, والتزام المنهج الإسلامي الصحيح هو طريق النجاة للفرد, وصلاح الأمة, وهو سبب التمكين في الأرض والنصر على الأعداء.
}وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً{ [النور: من الآية55].
كما أنه هو الطريق لوحدة الدعاة ومن ثم وحدة المسلمين التي ينشدها كل مخلص, فإنما اجتمع سلفنا الصالح من الصحابة فمن بعدهم عليه, ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
ولما كثر -بحمد الله- من ينتسب للإسلام ويرغب في الالتزام به, ولكن قل -ولا حول ولا قوة إلا بالله- من يعرف أصول المنهج الإسلامي الصافي النقي, منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة والعمل والسلوك والدعوة, فضلاً عمن يعمل به بعد معرفته - أحببت أن أنال نصيباً من هذا الأمر العظيم, أمر النصيحة, الذي جعله الرسولe هو الدين, بأن أجمع ما تفرق في كتب أهل العلم في صورة مختصرة مع الدليل من الكتاب والسنة والإجماع لتكون تذكرة لنفسي, ثم لإخواني الأحباء, لنبصر بذلك طريقنا وسط المتناقضات والتصورات المختلفة والحروب الشعواء ضد الالتزام بمنهج الإسلام ولنعرف ما يميز المسلم الصادق -في الالتزام بالإسلام الصحيح- عن أهل البدع والجهل في أمر التوحيد وأصول الإيمان الذي هو أصل كل الأمور , وفي اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم , وفي العمل الصالح وتزكية النفس والسلوك الحسن مع الناس.
وأرجو من الله أن يجعل ذلك خالصاً لوجهه الكريم نافعاً لعباده المسلمين, حجة لنا عند لقاء رب العالمين.
أولاً: التوحيد وأصول الإيمان:
وهو يشمل:
1. الإيمان بالأسماء والصفات.
2. توحيد الربوبية والألوهية.
3. توحيد الله بالحكم والتشريع.
4. الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين والبراء من الشرك وأهله.
5. الإيمان بالملائكة والكتب والرسل.
6. الإيمان باليوم الآخر.
7. الإيمان بالقضاء والقدر.
8. قضية الإيمان والكفر.
9. عقيدتنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفائه, ومسألة الإمامة والولاية.
ثانياً: في الاتباع ومناهج الاستدلال.
ثالثاً: التزكية والعمل الصالح.

ملحوظة : سأقوم بعون الله في وضع الكتيب على حلقات حتى يعم النفع به لما حواه من مختصر اعتقاد أهل السنة بعبارة سهلة
يتبع بإذن الله

fares alsunna 01-06-2008 01:31 AM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
http://vb.arabseyes.com/imgcache/11849.imgcache

وبارك الله فيكم على الموضوع والفائدة القيّمة

وندعوا الله الهداية للجميع
أخوكم في الله
فارس السنّة

امل مجروح 01-06-2008 01:54 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
جزيت الجنة اخي الفاضل

أبو الفضل السلفى 01-06-2008 11:56 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
أولاً: التوحيد وأصول الإيمان


1. الإيمان بالأسماء والصفات

(أ) أهمية الإيمان بالأسماء والصفات:
* معرفة الله أصل الدين, وركن التوحيد و أول الواجبات, لما بعث النبيe معاذاً إلى نحو أهل اليمن قال له: "فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات" الحديث صدر به البخاري كتاب التوحيد من صحيحه,
* وآيات الصفات لها فضل خاص كما في صحيح مسلم أن أعظم آية في كتاب الله آية الكرسي وكلها أسماء وصفات,
* وحب الآيات والسور المتضمنة لها سبب لدخول الجنة كما في حديث البخاري في الصحابي الذي كان في سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاة فيختم ب }قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{[الإخلاص:1فلما أتاهم النبيe أخبروه الخبر, فقال: "يا فلان، ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك, وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟"، فقال: أني أُحبها، فقال: "حُبُّك إياها أدخلك الجنة"
* ولقد أمرنا الله بدعائه بأسمائه وصفاته فقال: }وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{لأعراف:180].
وقال النبيe: "إن لله تسعةً وتسعين اسماً مائةً إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة"، (أحصاها: حفظها, أطاقها: تعبد لله بها).
رواه البخاري (6410/11/218) الدعوات، ومسلم (2677/17/8) الذكر والدعاء.


* والفرق بين المسلمين وبين اليهود هو في الأسماء والصفات إذ نسبوا إليه الفقر والتعب وغل اليدين والعجز -نعوذ بالله من ذلك-.
* والفرق بين المسلمين وبين النصارى هو في الأسماء والصفات إذ نسبوا إليه الصاحبة والولد والموت والبكاء وسائر صفات المخلوقين حين قالوا: }إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ{ [المائدة: من الآية17].
* وظن الجاهلية في صفات الله مهلك والعياذ بالله, فقد قال فيمن شك في صفة السمع والعلم لله تعالى: }وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ، وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ{[فصلت:22، 23].
* ومعرفة الله بأسمائه وصفاته ومحبته ودعاؤه بها والتعبد له بمقتضاها هي جنة الدنيا التي من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة,
* وأجمع المسلمون على فضل هذا العلم وشرفه, فمن قلل من شأنه أو قال عنه: إنه (ترف عقلي) أو (إنه انشغال بما غيره أولى منه) فهو ضال مبتدع.
(ب) العقيدة الصحيحة – عقيدة السلف :
(نؤمن بكل ما وصف الله به نفسه, وبما وصفه به رسولهe, من غير تعطيل ولا تحريف، ومن غير تكييف ولا تمثيل).
التعطيل هو النفي، مثل نفي الجهمية لصفات الله كقولهم: "لم يستو على العرش"، "لم يكلم موسى تكليماً"، "لم يتخذ إبراهيم خليلاً".
أما التحريف فمنه:
أ. التحريف اللفظي: كقول بعض المعتزلة "وكلم اللهَ موسى تكليماً" لينفي صفة الكلام عن الله ويجعله من فعل موسىe، وإن كان يعجز عن ذلك في قوله: }وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ{ [ الأعراف: من الآية 143] بخاصة، فلا يحتمل ذلك.
ب. التحريف المعنوي: أي تحريف المعنى مع بقاء صورة النظركقول من قال: "الرحمن على العرش استوى: أي استولى"، ومن قال: "اليد: القدرة"، وكذا في قول النبيe: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" بقول أمره أو ملائكته لبعض صفات الرب سبحانه.
والتكييف: اعتقاد كيفية معينة لصفات الله سبحانه وقد قال تعالى: }ولا يحيطون به علماً{ [طه: من الآية 110]، والمنفي هنا هو إدراك الكيفية فالكيف مجهول، أي: هناك كيفية وحقيقة لصفات الله لكن نحن لا نعلمها، والتكييف أعم من التمثيل الذي هو التشبيه وهو أن يعتقد أن الله يشبه خلقه في صفاته، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

لم يختلف الصحابة ولا الذين يلونهم ولا الذين يلونهم في هذا الاعتقاد أبداً, وإجماعهم حجة على من بعدهم فيجب الإيمان (بكل) ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسولهe.
فليس هناك فرق بين بعض الصفات وبعضها, وليست صفات الله مقتصرة على سبع كما يعتقد الأشاعرة أو غيرها, بل كل ما ورد في الكتاب والسنة يجب الإيمان به, كالحياة, والسمع,والبصر, والقدرة, والإرادة, والعلم, والكلام, والرحمة, والمحبة, والرضا على المؤمنين, والسخط على الكافرين, والفرح بتوبة العبد حين يتوب إليه, والضحك لرجلين يقتل أحدهما الآخر فيدخلان الجنة, واليدين والقَدَم, كل ذلك على ما يليق بعظمة الله وجلاله.
والسنة أصل في ذلك, فالحديث الصحيح حجة بنفسه في العقائد, ومنها إثبات صفات الله تعالى.
ويدخل في التحريف: التأويل المذموم, الذي ابتدعه بعض الخلف لشبهات عقلية فاسدة كمن يؤول الاستواء بالاستيلاء, ومن يؤول اليدين بالقدرة، والحب والرضا والغضب بالإرادة مع نفي هذه الصفات واعتقاد أن ظاهرها لا يليق بالله, وقد أجمع السلف على الكف عن هذا التأويل, ولم يفسروا آيات القرآن ولا أحاديث الرسولe بهذه التأويلات البعيدة بل قالوا : (أمرُّوها كما جاءت) أي دالة على معانيها اللائقة بجلال الله, والإقرار بجهل الكيف, وعدم قدرة المخلوقين على الإحاطة به والحذر كل الحذر من التشبيه.
}قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ{ [الإخلاص:1-4].
}لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{ [الشورى: من الآية 11].
وكما قالت أم سلمة والإمام مالك : (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة).
ولذا فقد اتفق السلف على ذم الفلسفة وعلم الكلام, و أنه ليس مصدراً لمعرفة العقيدة ولذا كانت بدعة الجهمية في نفي الأسماء والصفات وتعطيلها وبدعة المعتزلة في نفي الصفات من شر البدع.
(ج) هل آيات الصفات وأحاديثها من المتشابه؟:
قال ابن عباس رضي الله عنهما لمن أنكر شيئاً من أحاديث الصفات: (ما فرق هؤلاء يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه)، فهي تشتبه على أهل الزيغ والضلال, وأما أهل العلم فهم الذين آمنوا بالكتاب كله, فردوا المتشابه إلى المحكم, فاتسق الكتاب كله, وعلموا الحق من الإيمان بصفات الله, بمعرفة معناها وجهل كيفيتها, فالتشابه الذي لا يعلمه إلا الله من ذلك هو حقيقة الصفات وكيفيتها, وأما المعنى فهو مما قال الله فيه: }كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ{[ص:29]،لم يستثن متشابهاً ولا غيره.
فتفويض السلف تفويض كيف لا تفويض معنى، ومن نسب إليه أنهم يعتقدون نفي معاني الصفات وأنها حروف لا تؤدي معنى كالكلام الأعجمي, أو الحروف المقطعة في أوائل السور فقد جمع بين التعطيل وبين الجهل بعقيدة السلف والكذب عليهم, (التفويض هنا معناه رد العلم إلى الله والإقرار بجهل العباد في هذا الأمر).
(د) التعبد بالأسماء والصفات حقيقة التوحيد:
وذلك بأن يمتلئ القلب بأجلِّ المعارف باستحضار معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى, ويتأثر القلب بآثارها ومقتضياتها ويدعو الله بها, فمثلاً:
أسماء (العظيم) و(الكبير) و(المتعال) و(المجيد) و(الجليل) تملأ القلب تعظيماً لله وإجلالاً له.
وأسماء (البر) و(الكريم) و(الجواد) و(المنان) و(الرحيم) و(الجميل) و(الودود) تملأ القلب حباً له وشوقاً إليه وحمداً له وشكراً.
وأسماء (العزيز) و(شديد العقاب) و(الجبار) و(القدير) تملأ القلب خضوعاً وانكساراً وذلاً وخوفاً ورهبةً منه سبحانه.
و أسماء (العليم) و(الخبير) و(السميع) و(البصير) و(الشهيد) و(الرقيب) و(الحسيب) تملأ القلب مراقبةً لله في الحركات والسكنات، وتؤدي بالعبد إلى أن يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه يراه.
وأسماء (الغني) و(الغفور) و(التواب) و(المجيب) و(اللطيف) تملأ القلب افتقاراً إلى فضله ورجاءً لرحمته ورغبةً في منته.
نسأل الله أن يفتح لنا وللمسلمين أبواب هذا الخير الذي لا يوصف والسعادة التي لا تقارن, فإن ذلك لا يُنال إلا بفضله ورحمته.


fares alsunna 01-07-2008 12:10 AM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل مُتابعة
وفي إنتظار البقية
اخوكم في الله
فارس السنّة

أبو الفضل السلفى 01-07-2008 01:31 AM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fares alsunna (المشاركة 744551)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسجيل مُتابعة
وفي إنتظار البقية
اخوكم في الله

فارس السنّة

بارك الله فيكم شيخنا الكريم
نسأل الله الإعانة والسداد

أبو الفضل السلفى 01-07-2008 02:00 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
(3)
توحيد الربوبية
الإيمان بالله رباً يعني اعتقاد انفراده سبحانه:
) بالخلق، والرزق، والتدبير، والإحياء، والإماتة، والضر، والنفع
قال تعالى:
}قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ، فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ{ [يونس:31، 32].
(ب) وبالمِلك والمُلك التام:
}قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ{[المؤمنون:88، 89].
}تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{[الملك:1].
}ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ{ [فاطر: من الآية13].
(الملك :بالكسر من التملك فهو سبحانه مالك كل شيء مالك ذوات الأشياء
الملك :بالضم بمعنى الحكم والأمر والنهي)
(ج)وبالأمر، والنهي، والتشريع، والسيادة:
}أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ{لأعراف: من الآية54].
}اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ{ [التوبة: من الآية31]
}أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ{ [الشورى: من الآية21].
ومن مظاهر الشرك في الربوبية أن يعتقد مع الله أو من دونه سبحانه رازقاً أو ضاراً نافعاً كالاعتقاد في أصحاب القبور أنهم يقضون الحاجات ويسمعون الدعوات.
ومن مظاهره كذلك اعتقاد أن الإنسان يملك نفسه فهو حر مع أوامر ربه إن شاء قبلها وإن شاء ردها حتى جعلوا حرية الكفر والطعن في الدين من أساسيات حقوق الإنسان بزعمهم.

أبو آدم 01-07-2008 08:29 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
ماشاء الله
بارك الله فيك وجزاك جُلَّ الخير

سيف السنة 01-07-2008 10:48 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
بارك الله فيك أخي في الله

أبو الفضل السلفى

على هذا الطرح المبارك القيم


فلك كل الشكر والتقدير

أبو الفضل السلفى 01-08-2008 01:15 AM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو آدم (المشاركة 745349)
ماشاء الله


بارك الله فيك وجزاك جُلَّ الخير

وفيكم أخي الحبيب أسعدني مروركم الكريم

أبو الفضل السلفى 01-08-2008 01:19 AM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيف السنة (المشاركة 745446)
بارك الله فيك أخي في الله

أبو الفضل السلفى

على هذا الطرح المبارك القيم


فلك كل الشكر والتقدير

وفيكم أخي الحبيب أسعدني مروركم الكريم

أبو الفضل السلفى 01-08-2008 11:59 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
(4)
توحيد الألوهية
والإيمان بالله إلهاً لا إله إلا هو لا شريك له في ألوهيته:
يعني توجه العبد بكل عبادته وأفعاله الظاهرة والباطنة لله وحده, والكفر بكل ما يُعبد من دونه من الطواغيت, فالإله هو المعبود والمطاع, والذي تميل إليه القلوب وتشتاق إليه: }فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى{ [البقرة: من الآية256].
}قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ{[الأنعام:162، 163].
والشرك الأكبرالذي لا يغفره الله هو:
صرف أي عبادة من العبادات لغير الله: سواء كان ملكاً أو رسولاً أو ولياً فضلاً عما دون ذلك من الأحجار والأشجار والقبور حتى ولو على سبيل التوسل.
ومن ذلك الدعاء والاستغاثة وطلب المدد من الأموات والغائبين:
}وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ، وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ{[الأحقاف:6].
}وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ، وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ{ [يونس:106، 107]
ومن ذلك الذبح لغير الله، قال تعالى: }فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{ [الكوثر:2].
وقال النبيe: "لعن الله من ذبح لغير الله" رواه مسلم (1978/13/206) الأضاحي، وأحمد (1/108، 118، 152)، والحاكم (4/153) عن علي بن أبي طالب.

ومن ذلك النذر للقبور والصالحين: }وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ{[البقرة:270فالنذر عبادة و صرفها لغير الله شرك.
ومن ذلك نسبة علم مفاتح الغيب إلي الأنبياء أو الأولياء أو الكهان أو العرافين أو المنجمين، واعتقاد أنهم يُصَرِّفون الكون, قال تعالى: }وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ{ [الأنعام: من الآية59].
}إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ{[لقمان:34].
وهذا شرك في الربوبية, وإذا أضاف إليه اللجوء إليهم ودعاءهم ليضروا أو ينفعوا فقد زاد فيه شركاً في الألوهية, كمن يأتي السحرة والكهان ليسحروا له ويخبروه عن مستقبله, قال تعالى: }وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ{، إلي قوله تعالى: }فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ{ [البقرة: من الآية102].
وسبب البلاء: الغلو في الصالحين, وبناء المشاهد والقباب والمساجد على قبورهم, والتمسح بها, والطواف حولها, وقد سد النبيe هذا الباب بقوله:"قد كان لي فيكم أخوة وأصدقاء وإني أبرأ إلى الله أن يكون لي فيكم خليل، وإن الله عز وجل قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك".
رواه مسلم (2/67، 68)، وأبو عوانة (1/401) والسياق له، والطبراني في الكبير (1/84/2)، ورواه ابن سعد (2/241) مختصراً دون ذكر الآخرة واتخاذ الخليل، وله عنده (2/241) شاهد من حديث أبي أمامة وله شاهد ثان أخرجه الطبراني عن كعب بن مالك بسند لا بأس به كما قال ابن حجر الهيثمي في الزواجر (1/120)، وضعفه الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد (9/45).

، وقال: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما صنعوا,رواه الطيالسي في مسنده (2/113 من ترتيبه)، وأحمد (5/204)، والطبراني في الكبير (ج1 ق22/1)، وسنده حسن في الشواهد، وقال شوكاني في نيل الأوطار (2/114): وسنده جيد، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/27): ورجاله موثقون، وصحيح النسائي (702/1/233) المساجد، والإحسان بترتيب ابن حبان (6585/8/212) التاريخ.

وأمر بهدم كل قبر مشرف (مرتفع)
، فالمسلم الحريص على التوحيد يتجنب الصلاة في المساجد التي بنيت على القبور سداً لذريعة الشرك.



والشرك الأصغر هو:
كل ذريعة وسبب يؤدي إلي الشرك الأكبر: كتعليق الخيوط، والحلق، وحدوة الحصان، والخرز، والودع، والتمائم، والأحجبة علي أنها أسباب لدفع العين والحسد والشر, أما لو اعتقد أنها بذاتها تنفع أو تضر فهذا شرك أكبر في الربوبية.
قال النبيe: "ومن تعلَّق تميمة فلا أتم له، ومن تعلق ودعة فلا ودع له الله".
وحديث: "من تعلَّق تميمة فقد أشرك.رواه أبو داود (3883/2/467) الطب، والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (6058/7/630) الرقاء والتمائم، والصحيحة (492/1/889).


ومن ذلك التطير (التشاؤم والتفاؤل بالطيور أو غيرها) لقول النبيe: "الطيرة شرك. رواه أبو داود (3910/2/474) الطب، والترمذي (1614/2/216) السير، وابن ماجه (3064/3/152) الطب، والإحسان بترتيب ابن حبان (6089/7/642) العدوى والطيرة والفأل، والبخاري في صحيح الأدب المفرد (909/337)، والصحيحة (429/1/790).
ومنه التوسل البدعي: بأن يقول للميت: (ادع الله لي) أو (استغفر لي)، أما لو قال له: (أغثني) أو غفر لي) فهو شرك أكبر وهو توسل شركي.

fares alsunna 01-09-2008 12:11 AM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل مُتابعة
وفي إنتظار البقية
تابع بارك الله فيك وجزاك الله خير
اخوكم في الله
فارس السنّة

أبو الفضل السلفى 01-09-2008 12:27 AM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fares alsunna (المشاركة 746242)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تسجيل مُتابعة
وفي إنتظار البقية
تابع بارك الله فيك وجزاك الله خير
اخوكم في الله

فارس السنّة

جزاكم الله خيرا أخانا الحبيب على المتابعة الطيبة
وبارك الله فيكم على التشجيع المبارك فهو والله بعد ابتغاء وجه الله تعالى وقود يدفعني للإستمرار
نسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل

عبدالله قصي 01-09-2008 10:09 AM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
جزاك الله خيرا اخي

أبو الفضل السلفى 01-09-2008 01:01 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله قصي (المشاركة 746427)
جزاك الله خيرا اخي

وجزاكم أخي الحبيب
مشكور على المتابعة

أبو الفضل السلفى 01-12-2008 04:15 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
* الحكم بما أنزل الله




من خصائص الربوبية اعتقاد انفراد الله بحق الحكم والتشريع:
}أَلا لَهُ الْحُكْمُ{ [الأنعام: من الآية62].
}إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ{ [يوسف: من الآية4].
وقال: }وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً{ [الكهف: من الآية26].
* ومن العبادة التي يجب صرفها لله دون من سواه: التحاكم إلي شرعه, وقبول حكمه, والرضا به:}إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا{ [النور: من الآية51].
}فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً{[النساء:65].
ومن مظاهر الشرك التحاكم إلى الطاغوت:
و هو كل من يحكم بغير ما أنزل الله }أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً{[النساء:60].
والحكم بغير ما أنزل الله من أصول الكفر :
قال تعالى: }وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ{ [المائدة: من الآية44].
و هو ينقسم إلى كفر أكبر وكفر أصغر:
والكفر الأكبر أنواع:
1. أن يجحد شريعة الله المعلومة من الدين بالضرورة، كمن يقول: "أنه لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين ويعتقد أن الدين شعائر فقط، وينكر أحكام الله في الحدود، والمعاملات، والأموال، والدماء وغيرها، مثل إنكار قطع يد السارق، وجلد الزاني، وحرمة الربا،والقول بأن هذه الأمور ليست من الدين، وهذا كله كفر بالإجماع.
قال تعالى: }وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ{ [الأنعام: من الآية21].
فإنكار المعلوم من الدين بالضرورة تكذيب للهU، وتكذيب لرسله وكتبه.
2. أن يعتقد ثبوت الشرع في ذلك لكنه يقول: إن القوانين الوضعية أفضل وأكثر مناسبة لزماننا من شرائع مضى عليها أربعة عشر قرناً ونحو ذلك، وهذا بالإجماع كفر أكبر؛ إذ يفضل حكم المخلوق على الخالق:}أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ{[المائدة:50].
3. أن يعتقد أن القوانين الوضعية مساوية لحكم الله: فهو ممن يصرخ في النار يوم القيامة:}تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ، إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ{[الشعراء:97، 98].
4. أن يعتقد أن شريعة الله أفضل ولكنها غير واجبة, بل ويجوز مخالفتها وتركها إلى ما يراه هو عدلاً ومصلحة, نقل الإجماع على كفره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره؛ إذ من المعلوم من الدين بالضرورة وجوب تنفيذ أحكام الله.
5. وهذا من أعظمها وأشملها وأظهرها معاندة للشرع ومكابرة لأحكامه ومشاقة لله ولرسوله, وذلك بإلزام الناس في التشريع العام بأحكام وقوانين تخالف الشرع وذلك بمضاهاة القوانين الوضعية بالمحاكم الشرعية, فكما أن للمحاكم الشرعية مراجع ومستندات مرجعها كلها إلى كتاب الله وسنة رسولهe, فلهذه المحاكم مراجع هي القانون الملفق من شرائع شتى وقوانين كثيرة كالفرنسي والأمريكي والروماني وغيرها, مع تأصيل أن الحكم ليس بالشرع وإنما بهذه القوانين وإلزام الناس بذلك وتحتيمه عليهم
ا.ه بتصرف من فتوى الشيخ محمد بن إبراهيم [تحكيم القوانين],
وانظر تعليق الشيخ أحمد شاكر على نقل ابن كثير الإجماع على كفر من تحاكم إلى الياسق من التتار في [عمدة التفاسير] (الياسق: هو كتاب أحكام صار شريعة ملزمة عند التتار.)
, وكلام الشيخ الشنقيطي في [أضواء البيان] عن قوله: }وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً{ [الكهف: من الآية26وغير ذلك كثير.
6. ما يحكم به كثير من رؤساء العشائر والقبائل من البوادي, وغيرهم من حكايات تلقوها عن آبائهم وأجدادهم يعلمون مخالفتها للشرع ويقدمونها في الحكم على شرع الله إعراضاً عن حكم الله (والفرق بين هذا والذي قبله: أن هذه أعراف محفوظة وتلك قوانين مكتوبة والحقيقة في الحكم واحدة.)
ملاحظة: هذا بالنسبة للحكم العام، وأما الفتوى بكفر شخص معين أو ردته فإنه اجتهاد لأهل العلم تبعاً لثبوت شرائط التكفير أو انتفائها.
وشروط التكفير منها: العقل والبلوغ وبلوغ الحجة التي يكفر منكرها والقصد المنافي للخطأ والتذكر المنافي للنسيان والاختيار وعدم الإكراه وعدم التأويل المحتمل، ومن موانع التكفير: الجنون والصغر وعدم بلوغ الحجة والخطأ والنسيان والإكراه والتأويل.

وأما القسم الثاني وهو الكفر الأصغر:
وهو الذي لا يخرج من الملة, وهو الذي وصف ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من التابعين حال حكم حكام زمانهم به، وذلك أن تحمله شهوته أو هواه أو الرشوة أو غيرها على الحكم في قضية، أو قضايا ولو كثرت، بغير ما أنزل الله مع إقراره واعتقاده أن حكم الله ورسوله هو الحق، وأنه الأصل الذي يحكم به، ويعترف على نفسه بالخطأ والظلم، فهذا كفر دون كفر
وللتمثيل للفرق بين هذا النوع وبين الكفر الأكبر نقول:
مثال الكفر الأصغر:

قاضي يقول: "إن الأمر الملزم له في الحكم أن الزنا حرام وأن الزاني يجلد إذا كان غير محصن ويرجم إذا كان محصناً وكذا الزانية"، ولكن يأتيه من يدفع له رشوة أو يكون قريباً له أو صديقاً فيحكم عليه بخلاف الشرع زاعماً مثلاً كذب الشهود وهو يعلم صدقهم، فيحكم عليه بخلاف الشرع أو عدم اكتمال البينة وهو يعلم اكتمالها، ونحو ذلك.
أما الكفر الأكبر:
فهو الذي يؤصل أن القانون الملزم به في الحكم أن الزنا حرية شخصية طالما كان برضا الأطراف المعتبرة، أو أنه إذا ثبت يلزم قيده بعقوبة تخالف الشرع كالحبس شهوراً ويجعله موقوفاً على طلب الزوج ونحو ذلك.

والواجب على كل مسلم:
في أي نزاع أن يطلب من خصمه التحاكم إلى من يحكم بينهما بالشرع من أهل العلم، ولا يحل له أبداً أن يطلب التحاكم إلى المحاكم الوضعية التي تحكم بالقوانين التي وضعها الرجال بآرائهم، وإن اضطر إلى الوقوف أمامها لنيل الحق، فلا يطال إلا بما يعطيه له الشرع، ويأمرهم بأن يعطوه حقه بشرع الله حتى لو كان شرعهم يُعطيه أكثر أو أقل، وهذا عند الاضطرار، وحسبنا الله ونعم الوكيل.


أبو الفضل السلفى 01-12-2008 11:41 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
أليس هناك متابع ؟؟؟!!!
الموضوع هام

غرور انثى 01-13-2008 02:53 AM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
مشكور اخوي

وجزاك الله خير

fares alsunna 01-13-2008 09:26 AM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل مُتابعة
وفي إنتظار البقية
تابع بارك الله فيك وجزاك الله خير
اخوكم في الله
فارس السنّة

أبو الفضل السلفى 01-13-2008 02:02 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
جزاكم الله خيرا أخانا الكريم وبارك فيكم وجزيتم الجنة على جهودكم وشكرا لتثبيت الموضوع

أبو الفضل السلفى 01-13-2008 02:15 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
(6)
الولاء والبراء

قال تعالى:}إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ{[المائدة:55، 56].
وقال:}قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ{ [الممتحنة: من الآية4].
(أ) معاني الولاء:
الحب, والرضا, والنصرة, والطاعة, والمتابعة, والمعاونة والقيام بالأمر, والصداقة, ولوازم هذه الأمور كالتشبه والركون إليهم وإظهار مودتهم.
وهذه المعاني يجب صرفها لله ولرسوله وللمؤمنين, فيحب الله ورسولهe والمؤمنين, ويرضى بطريقتهم, وينصر دين الله بكل ممكن ومستطاع، وينصر السنة، وينصر كل مؤمن ظالم -بأن يمنعه من الظلم- أو مظلوم, ويطيع الله ورسوله وأولي الأمر من المؤمنين (العلماء والأمراء الذين يقودون الناس بكتاب الله)، ويتابع طريقة المؤمنين، ويتشبه بهم، ويهتم بشأنهم، ويعاونهم على البر والتقوى, ويتخذ منهم دون غيرهم الأصدقاء والأخلاء.
(ب) أما من أحب الكافرين:
على ما هم عليه من الكفر, ورضي بملتهم وطريقتهم, ورأى أنها حق كما أن الإسلام حق وكله سواء فهو كافر مثلهم:}لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ{ [المجادلة: من الآية22].
(ج) ومن نصر الكفار:
بأن خرج في صفوفهم ضد المسلمين مع الكفار فهو مثلهم، قال الله تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً{[النساء:97].
نزلت فيمن خرج مع المشركين ببدر إرضاءً لآبائهم, ومثلها قول الله: }فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا{ [النساء: من الآية88].
(د) ومن أطاع الكافرين في كفرهم:
واتبعهم عليه ودخل في طاعتهم فهو مثلهم:}فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً{[الإنسان:24].
}وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً{[النساء:115].
}ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ{ [محمد: من الآية26].
وأما من أطاعهم في المعاصي وهو يقر بمعصيته، أو تشبه بهم مع علمه بخطئه فله نصيب من الشرك الأصغر، إذ قال النبيe: "من تشبه بقوم فهو منهم"
رواه أبو داود (4031/3/503) اللباس، والإرواء (1269).
(ه) ومن اتخذهم أصدقاء وأخلاء:
فهو يقول يوم القيامة: }يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً{[الفرقان:28، 29].
وكذا من نصح لهم وعاونهم على باطلهم ومنكرهم قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{[المائدة:51].
ومن هذا مشاركتهم في أعيادهم وتهنئتهم بها أو بمظاهر الشرك التي يفعلونها, ولقد ثبت نهي النبيe للأنصار عن اللعب في يومين من أعياد الجاهلية, وقال: "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما, الأضحى ويوم الفطر"
رواه أبو داود (1134/1/311) الصلاة، وأحمد (3/245) من حديث أنس، وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (4381).
(و) وليس من الموالاة:
البيع والشراء والإجارة مع الكفار فيما يحل مثله بين المسلمين, من غير مهانة للمسلم, وكذلك البر والإقساط لمن لم يقاتلنا في الدين, وهناك فرق بين البر والصلة والعدل معهم بشرع الله وبين المحبة والموالاة التي هي من أعمال القلب أصلاً, ومن هذا أيضاً قبول الهبة منهم وإهداؤهم تأليفاً لهم أو دفعاً لمفسدتهم أو لمصلحة أخرى راجحة, ومثله عيادة مريضهم لدعوته إلى الإسلام وزواج الكتابية مع بغضها على دينها, وكذا الاستعانة بهم في مصالح المسلمين دون أن يكون لهم سلطان على المسلمين, فكل ذلك قد فعله النبيe وصحابتهy.



أبو الفضل السلفى 01-14-2008 02:06 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
هل من متابع ؟؟؟؟!!!

.رشا. 01-14-2008 02:19 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
جزاك الله خيرا

أبو الفضل السلفى 01-14-2008 07:30 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة .رشا. (المشاركة 750770)
جزاك الله خيرا

وجزاكم اختي الكريمة
مشكورة على المرور

أبو الفضل السلفى 01-15-2008 01:17 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
(7)
الإيمان بالملائكة والكتب والرسل



(1) الملائكة عباد لله مخلوقون ليسوا آلهة:
كما يعتقد النصارى في الروح القدس,ولا بنات الله كما كان يعتقد مشركو العرب,
قال تعالى: }وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ، لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ{ [الأنبياء:26- 28].
(2) قد خلقهم الله من نور:
قال النبيصلى الله عليه وسلم : "خُلقت الملائكة من نور،وخلق الجان من مارج من نار، وخُلق آدم مما وصف لكم.رواه مسلم (2996/18/167) الزهد والرقائق، والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (6122/8/9) التاريخ
(3) وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون:
منهم: جبريل الموكل بالوحي, وميكائيل الموكل بالقطر, وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور, ومنهم ملك الموت وأعوانه, ومنكر نكير الموكلين بسؤال القبر وعذابه,ومالك خازن النار, ورضوان خازن الجنة, والكرام الكاتبين الذين يحصون على العباد أعمالهم وغيرهم كثير: }وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ{ [المدثر: من الآية31].
(4) والرسل بشر من البشر:
جعلهم الله واسطة بينه وبين خلقه في إبلاغ شرعه, عباد الله لا يُعبدون, وهم معصومون من ارتكاب المعاصي, قال النبي صلى الله عليه وسلم : "فمن يطع الله إن عصيتُه" رواه البخاري (3344/6/433) أحاديث الأنبياء، ومسلم (1064/7/226) الزكاة.
،
ولذا جعلهم الله قدوة لعباده: }أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ{ [الأنعام: من الآية90].

يجب الإيمان بهم جميعاً، ومن كفر بواحد منهم فقد كفر بهم جميعاً وكفر بالذي أرسلهم:}إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً{ [النساء:150، 151].
ومعنى عدم التفريق بين أحد من رسله هو الإيمان بهم جميعاً وإن كان بعضهم أفضل من بعض:
}تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ{ [البقرة: من الآية253].
وأفضلهم على الإطلاق محمد صلى الله عليه وسلم ثم إبراهيم صلى الله عليه وسلم , قال النبي صلى الله عليه وسلم :"أنا سيد ولد آدم يوم القيامة" رواه مسلم (2278/15/54) الفضائل، وابن ماجه (4384/3/102) الزهد، والترمذي (3148/3/272) تفسير القرآن، والصحيحة (1571/4/99)، والإحسان بترتيب ابن حبان (6431/8/129) التاريخ.،
وقال عن إبراهيم عليه السلام : "إنه خير البرية.رواه مسلم (2369/15/177) الفضائل.
(5) ويجب الإيمان بالخمسة وعشرين نبياً المذكورين بأسمائهم في القرآن:
أولهم آدم, ونوح, وإبراهيم, وموسى, وعيسى (وهؤلاء الأربعة مع محمدe هم أولو العزم من الرسل), وإسحاق, ويعقوب, وداود, وسليمان, وأيوب, ويوسف, وهارون, وزكريا, ويحيى, وإلياس, وإسماعيل, واليسع, ويونس, ولوط, وهود, وصالح, وشعيب, وذو الكفل, وإدريس صلى الله عليهم وسلم أجمعين, وهناك رسل غيرهم لم يذكرهم القرآن بأسمائهم:}وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ{ [النساء: من الآية164].
(6) واتباع محمد صلى الله عليه وسلم فرض:
على كل مكلف من الإنس والجن إلى يوم القيامة إذا بلغته رسالته، لا يقبل الله من أحد صرفاً ولا عدلاً إلا بالإيمان به قال تعالى: }قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً{ [الأعراف: من الآية158].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني, ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار.رواه مسلم (153/2/245) الإيمان، وأحمد (2/117،350) من حديث أبي هريرة.

(7) والمسلمون هم أتباع كل الأنبياء:
لأن دين الأنبياء واحدوهو الإسلام والدعوة إلى التوحيد }إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ{ [آل عمران: من الآية19]، }وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ{ [النحل: من الآية36].
(8) ومن اعتقد أنه يسوغ لأحد أن يكون مع محمد صلى الله عليه وسلم:
كما كان الخضر مع موسى لا يلتزم بشريعته لأن له شريعة أخرى فهو كافر بالإجماع, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لو كان موسى بن عمران حياً لما وسعه إلا اتباعي.
حسن، رواه أحمد (3/387)، والدارمي (441)، والبزار في كشف الأستار (124)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ص295) وحسنه الألباني في الإرواء (1589).
(9) وكل من ادعى النبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر ومن صدقه فهو كافر:
لقوله تعالى:}مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ{ [الأحزاب: من الآية40].
وقالصلى الله عليه وسلم : "لا نبي بعدي رواه ابن أبي عاصم في السنة (1061)، وقال الألباني: إسناده صحيح.،
فطوائف البابية والبهائية والقاديانيةوما شابهها كلها خارجة عن ملة الإسلام تجري عليهم أحكام المرتدين.
(10) والله قد أنزل كتباً على رسله ضمنها كلامه:
ذكر منها في القرآن : التوراة على موسى عليه السلام، والإنجيل على عيسى عليه السلام، والقرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ، والزبور على داود, وصحف إبراهيم وموسى عليهم السلام, وهذه الكتب التي أنزلها الله هي كلامه, وفيها شرعه, حفظ الله منها القرآن:}إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ{ [الحجر:9]، وجعله مهيمناً على ما قبله مصدقاً لما فيها من الحق شاهداً على ما زاده أهل الملل السابقة عليها مما ليس منها, وعلى ما نقصوه وبدلوه وحرفوه.
(11) وما بأيدي أهل الكتاب اليوم من كتب هي مما وقع فيه التحريف بنص القرآن، وهو أنواع:
أ. تحريف كتاب:
قال تعالى:}فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ{ [البقرة:79].
ب. وتحريف لسان:
}وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{ [آل عمران:78].
ج. تحريف معاني:
}يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ{ [المائدة: من الآية41].
(12) وما في هذه الكتب من الشرائع مما يخالف شريعة القرآن فهو منسوخ , لا يجوز العمل به.
(13) والقرآن كلام الله حقيقة حروفه ومعانيه, غير مخلوق, منه بدأ وإليه يعود قبل يوم القيامة.




هانية 01-16-2008 12:57 AM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
http://img164.imageshack.us/img164/3856/49422452ci5.gif
وبارك الله فيكم أخي أبا الفضل على هذا المجهود الرائع، والله نسأل أن يجزي كاتبها وناقلها وقارئها والعامل بمقتضاها.شكرا لكم مرة أخرى وننتظر المزيد.

أبو الفضل السلفى 01-16-2008 08:46 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هانية (المشاركة 752014)
http://img164.imageshack.us/img164/3856/49422452ci5.gif


وبارك الله فيكم أخي أبا الفضل على هذا المجهود الرائع، والله نسأل أن يجزي كاتبها وناقلها وقارئها والعامل بمقتضاها.شكرا لكم مرة أخرى وننتظر المزيد.

جزاكم الله خيرا أختي الكريمة على المرور المبارك
والتعليق القيم والدعاء
بارك الله فيك

fares alsunna 01-23-2008 12:47 AM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل مُتابعة
وفي إنتظار البقية
تابع بارك الله فيك وجزاك الله خير
اخوكم في الله
فارس السنّة

متيّم الحور 01-23-2008 10:08 AM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 

أبو الفضل السلفى 01-24-2008 01:15 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
(8)


الإيمان باليوم الآخر


(1) يجب الإيمان بوجود الجنة والنار:
وأنهما مخلوقتان الآن, وأنهما لا تفنيان أبداً، والدليل قوله تعالى عن الجنة: }أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ{ [آل عمران: من الآية133].
وعن النار: }أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ{ [البقرة: من الآية24].
وقال عن النار: }كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً{ [الإسراء: من الآية97].
وقال عن أهلها: }إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً، خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً{ [الأحزاب: 64، 65].
وقال عن الجنة وأهلها: }وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً{[النساء:57].
(القول بفناء النار التي أعدت للكافرين الذي ذكره ابن القيم في حادي الأرواح زلة من الزلات وقول باطل مخالف لإجماع أهل السنة.)


(2) ومن الإيمان بالجنة والنار:
الإيمان بأنواع النعيم في الجنة: الحسي والمعنوي, وبأنواع العذاب في النار: الحسي والمعنوي, قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: "أما النصارى فكفروا بالجنة، فقالوا ليس فيها طعام ولا شرابوقد أخبر الله بتفاصيل كل ذلك في كتابه: }وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً{ [النساء: من الآية122].
وإن كانت كيفية النعيم والعذاب من الغيب الذي لا تقدر عقول البشر على علمه والإحاطة به.
وأعظم نعيم أهل الجنة النظر بأبصارهم إلى وجه الله الكريم:}وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ{[القيامة:22، 23].
(3) ويجب الإيمان بالحوض, والصراط, والميزان, والكتب, والشفاعة مما استفاضت به الأحاديث.
(4) ومن الإيمان باليوم الآخر:
الإيمان بعذاب القبر ونعيمه بعد سؤال الملكين, وقد استفاضت الأحاديث بذلك, ومنها أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه: "تعوذوا بالله من عذاب القبر،
رواه مسلم (2867/17/294) الجنة وصفة نعيمها، وأحمد (5/190)، وابن حبان (موارد 785).
ومن شك في ذلك، أو جعله مما لا فائدة فيه، أو أن الكلام فيه لا ينبغي فهو ضال.
(5) ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بأشراط الساعة ومنها:
ظهور المهدي, وظهور المسيح الدجال, ونزول عيسى بن مريم عليه السلام ليقتله, ويكسر الصليب, ويقتل الخنزير, ويضع الجزية (أي: لا يقبلها، بل لا يقبل إلا الإسلام)، وخروج يأجوج ومأجوج, والخسف, والدخان, والدابة, وطلوع الشمس من مغربها, وغيرها وكل هذا قد تواترت به الأحاديث.
والتكذيب بشيء منها ضلال وبدعة, ولا خلاف عند أهل السنة في ذلك.
(6) ولا يعلم وقت الساعة ملك مقرب ولا نبي مرسل:
لا يعلمها إلا الله وحده }إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ{ [لقمان: من الآية34].

fares alsunna 01-24-2008 06:00 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل مُتابعة
وفي إنتظار البقية
تابع بارك الله فيك وجزاك الله خير
اخوكم في الله
فارس السنّة

أبو الفضل السلفى 01-24-2008 07:13 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fares alsunna (المشاركة 760052)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسجيل مُتابعة
وفي إنتظار البقية
تابع بارك الله فيك وجزاك الله خير
اخوكم في الله

فارس السنّة

جزاكم الله خيرا أخي الحبيب على المتابعة
جعل الله ذلك في ميزان حسناتك

هانية 01-24-2008 07:16 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
بارك الله فيك أخي أبا الفضل وجزاك الله عنا جميعا خير الجزاء، وجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة، وشكرا لك.

أبو الفضل السلفى 01-24-2008 07:39 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هانية (المشاركة 760119)
بارك الله فيك أخي أبا الفضل وجزاك الله عنا جميعا خير الجزاء، وجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة، وشكرا لك.

جزاكم الله خير الجزاء أختي الكريمة
على المرور الطيب والتشجيع القيم

أم معاذ السلفية 01-25-2008 05:40 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
جزاكم الله خيرا علي مجهوداتكم الرائعه وجعلها في ميزان حسناتكم

أبو الفضل السلفى 01-26-2008 01:07 AM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم معاذ السلفية (المشاركة 760939)
جزاكم الله خيرا علي مجهوداتكم الرائعه وجعلها في ميزان حسناتكم

بارك الله فيكِ ونفع بكِ مشكورة على المرور

خديجه 01-27-2008 10:41 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
ما شاء الله هذا الكتيب لفضيلة الدكتور ياسر برهامى
يتضمن نواحى عديدة جدا فى الدين
جزاه الله خيرا ونفعنا بعلمه وبارك لنا فى عمره
وجزاك الله خيرا أخى الفاضل على نقلك لهذة النصيحة
جعل الله جهدك فى ميزان حسناتك

أبو الفضل السلفى 01-28-2008 10:14 PM

رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خديجه (المشاركة 762753)
ما شاء الله هذا الكتيب لفضيلة الدكتور ياسر برهامى
يتضمن نواحى عديدة جدا فى الدين
جزاه الله خيرا ونفعنا بعلمه وبارك لنا فى عمره
وجزاك الله خيرا أخى الفاضل على نقلك لهذة النصيحة
جعل الله جهدك فى ميزان حسناتك

جزاكم الله خيرا أختي الكريمة على المرور الطيب والإضافة القيمة


الساعة الآن 01:36 AM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011