عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree47Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 04-21-2016, 07:09 AM
 
[cc=بخخ ^سابقا^]مكاني لحين قرأة البارت وارجع[/cc]
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كيف الحال حبيبتي؟؟ ان شاء الله تمام
اولا الاسم لفت انتباهي من مدة بس مقدرت ادخل لان التهيت بكم شغلة .. اعذريني حبيبتي
وبالنسبةة لقرأتي للبداية والبارت الاول مفهمت كل شي .. مفهمت عن شنو تهدذ الرواية مفهمت الحبكةة كلها
بس اكيد مع الايام ...المهم طريقة السرد والوصف شي جنااان جناان بجد
عجبتني طريقتك وموهبتك بالكتابةة .. وخاصةة انوا قصة الروياة شوي مختلفة عن الباقيات
ما عندي كلام طويل بس صراحة حبيت روايتك .. متحمسة اكملها واعرف قصة ايفا *غامضةة البنت ذي*
يلا نروح ع الاسئلة بلا ما اطول ازيد بالكلام

* من أكثر الشخصيات التي جذبت انتباهك في البارت ؟
ايفا طبعاا
* من يكون الظل الطويل بحسب رأيك ؟
امم ما لاحظت بس اكيد اللي شاف ايفا
* ماذا يحدث لإيفا ؟
مثل ما اعتقد انها من مصاصي الدماء او فيها مرض ثاني

* و أخيرا فسحة للتعبير عن آرائكم حول الأسلوب و الحبكة
قلت كل شي فوق ما يحتاج اعيد بالكلام وادوخك^^

شكرا حبيبتي ع الروايةة .. بانتظار البارت الثاني بس ملاحظة اخيرة لا تخلي البارتات طويلةة كتير وبدون حماس اقوى
ع العموم اتمنى ما زعجتك بردي
بالتوفيق بالكتابةة .. في امان الله
fαɪяy ℓαɒy likes this.
__________________

إلَهِــي لآ أَحَتَآجُ سِوَآكُ - فَكُنِ مَعِـيَ
~
And if they made me choose,I'd
choose to love you once more


..............................................................
Creativity is intelligence having fun.”



التعديل الأخير تم بواسطة . ˨ ☫ V҉eᴎυs ; 04-21-2016 الساعة 08:11 PM
  #22  
قديم 04-21-2016, 02:38 PM
 
وين البارت
fαɪяy ℓαɒy likes this.
  #23  
قديم 04-23-2016, 09:11 PM
 





كيف أحوالكم يا غاليين ؟
و بدون ثرثرة راح أحط الجزء الثاني من البارت الأول
و هاي المرة خليتو قصير لحتى ما تملوا منو أوكي ؟


رحلة طيبة
" class="inlineimg" />cute1



* ضيفة الإمبراطور *


الأرق لم يسمح لها أن تسدل جفونها المرتعبة و لو لفترة تلك الليلة ، و أرغمت على الإنتظار و الترقب و عينيها الزجاجيتين مسمرتين جهة النافذة التي كانت نتف الثلج تقذف نحوها بغزارة، أحست كأن دهرا قد مر عليها حتى أنها بدأت تشعر بتصلب شديد في جسدها الذي لا زالت عازمة على عدم تحريكه ، حتى لا تشعره بوجودها ..
و من يعلم ؟ لربما كان قادرا على سماع أفكارها و رؤيتها ترتعش تحت بطانيتها ، أمر سخيف بالفعل لكن من سيلومها الآن على هذه الهلاوس و الأفكار الجنونية..؟.



تطلع إلى فوق بعينين حادتان ، ثاقبتان يلمع فيهما لون عشبي منطفأ .. و قد اقترنت الظلمة حوله بضوء عكر لقمر مكتمل يظهر في السماء العاصفة كمرآة مصقولة.
هزت الريح ذيل معطفه جانبا و حلقت خصلات من شعره الأسود على مقربة منه .. ثم أفلت نفسا طويلا و التفت و قد ظهر فوق كتفه حيوان مزغب غريب ينط بظرافة و يصدر أصواتا كالنغمات ابتسم لأجلها الظل و اختفى ببساطة .. في دوامة من الثلج تلفها الظلمة.



التقطت مسامعها أخيرا صوتا تألفه ، و فورا بدأت دواركها تستيقظ وقد دغذغ عينيها ضوء الصبح الساطع .. الذي رسم لها أطيافا ملونة داخل عينيها المغمضتين. فتحتهما بتكاسل و ارتفعت رموشها الحريرية السوداء و راحت تتامل ببساطة صوفي المنكبة نحوها و حاجبيها منعقدان بانزعاج : هل عاودت السهر من جديد ؟ ماذا قلت لك عن ذلك .. ها ؟..
ثوان مرت .. اهتزت على اثرها إيفا شاهقة بفزع و قد استعاد عقلها الأحداث التي حصلت ، وكم كان شكلها هستيريا و هي تهذي مرارا و تكرارا بجملة " صاحب الظل " على مسامع صوفي التي أسرعت لهزها بقلق : إيفا .. ؟ مالذي حصل لك ؟ هل أنت بخير ؟.
تطلعت نحوها إيفا و أوشكت ان تصيح بأن هناك من يترصد بها .. لكنها كانت قد بلعت الكلمات نحو أعماقها و قد أدركت أنه ينبغي عليها ألا ترعب صوفي بما رأته ، يكفي أنها حامل و متعبة كثيرا ..
- لا عليك .. إنه محظ كابوس ، سأذهب لآخد حماما و أنزل . أضافت إيفا بارتباك واضح و هي تركض ناحية الحمام المرفق ، ثم اتكأت على الباب وهي تلهث .. عليها أن تتأكد أولا أن ذلك الشخص يريدها هي و ليس أي شخص آخر ، و لربما في النهاية تتفاجأ لكونها تتخيل الأمر فقط ، و أول سبب هو تأثرها الكبير بروايات أغاثا البوليسية .. و من يدري ؟.
أخدت حماما سريعا استعادت بسببه نشاطها ، و فور أن عادت إلى غرفتها ارتدت أول ما وقع في يدها و لم يكن سوى سروال جينز أسود مع قميص حليبي اللون تزينه كتابات عريضة سوداء و جاكيت رياضية بلون أزرق غامق.
مررت المشط بشعرها الطويل و أسقطت غرتها على جبينها الناعم ، ووضعت المشط جانبا لتحمل شالها البني و تلفه بحركة سريعة حول عنقها ، و في الأخير كانت قد ارتدت محفظة ظهرها و أسرعت بالنزول حيث صوفي تنتظرها مع الفطور .
استقبلتها صوفي بابتسامة هادئة و هي تسكب عصير البرتقال في الكوب الزجاجي ، انحنت إيفا نحوها و طبعت قبلة سريعة على خدها : صباح الخير . ردت عليها صوفي التحية في حين أنها اتجهت صوب الثلاجة لتخرج عبوة ماء معدنية و هي تقول : سأذهب الآن ، هل تودين ان أحضر لك شيئا فيما بعد ؟.
لوت صوفي عنقها نحوها و ردت عليها بسؤال : ألن تفطري ؟.
- ليست لدي شهية الآن ، سأتناول شيئا فيما بعد رفقة كايسي ..
وقفت صوفي من مكانها و اقتربت منها حتى تطبع قبلتها المميزة فوق غرتها و هي تهمس بدفء : عودي سريعا ، سأجهز لك مفاجأة ..
هتفت إيفا بتعجب : مفاجأة ؟ لأي سبب ؟.
ظهرت ابتسامة حزينة على وجه صوفي المشرق و همست ببساطة : مفاجأة فقط لإسعادك.
ابتسمت إيفا بغتة بفرح و هتفت بحماس : شكرا لك يا أحلى إنسانة في حياتي بأكملها .. ختمتها بضحكة بريئة طفولية و هي تركض صوب الباب حتى ترتدي حذائها و تنطلق نحو المدرسة أين ينتظرها يوم دراسي حافل ، تريثت في مشيتها و هي توشك على اجتياز السياج الريفي البسيط الأبيض ، و حدقت نحو البيت المجاور إلى النقطة التي كان الظل واقفا فيها و انتباتها رجفة قوية سرت في جسدها كصعقة كهرباء.
استأنفت المسير وهي تدس نصف فكها في شالها و يديها في دفء جيوبها و قد أحست بغتة كأنما الجو استفحل أكثر ، لكن المثير للإهتمام هي الإرادة القوية التي تدفع البشر للخروج من دفء منازلهم في هذا الطقس السيء حتى ينجزوا ما ينبغي عليهم فعله.
مشت باحتراس فوق طبقات الثلج و قدميها نصف غارقتان فيه و هي تسلك طريقا مختصرة نحو ثانويتها " هاريس فالكونوود " ، وصلت بعد تعب و شقاء و سارعت إلى الدخول وسط حشد من الطلاب المضطربين من الجو القارس .
وقفت في رواق سبه خالي تنفض عن رأسها نتف الثلج و توحوح في يدها المتجمدتين ريثما يدق الجرس ،.. و عينيها غارقتان في غطاء الثلج الذي ارتدت الساحة الأمامية حلته بأكملها ، حتى أشجار الصنوبر التي تفضل امضاء الوقت أسفلها .. قد تغطت بالكامل مما جعلها تبتسم بخفوت للمنظر المحبب لها ، فهي تعشق الثلج و كل ما يتعلق به حتى لو أبدت انزعاجها من الطقس أحيانا ، فهي تظل تفضل الشتاء على باقي الفصول.
أحست بيدين ناعمتان تسدل على عينيها و تحجب عنها الرؤية فضحكت بسرور : كايسي ، ألن تكفي عن هذه التصرفات الصبيانية ؟.
أطلقت ضحكتها المميزة من الخلف و سارعت إلى الوقوف إلى جانبها بحماس : كيف حالك ؟ أفضل الآن ؟.
هزت الأخرى رأسها مأيدة : نعم أنا كذلك .. إياك حتى أن تحاولي افساد يومي . حذرتها بخفوت و عينيها تلسعانها بنظرات ضائقة.
أطلقت كايسي ضحكتها بابتهاج و ردت : بالطبع سأحاول ، لكن أخبريني أولا هل أبدو جميلة ؟.
تمعنت إيفا النظر إليها فأعجبت بالنور الخافت بوجهها الطفولي ، و ضحكت بخفوت على محاولتها الفاشلة في الظهور بمظهر الطالبة الناضجة بوضع القليل من مساحيق التجميل ، التي لم تزدها سوى ظرافة.
و برغم الطقس البارد فقد فضلت أن ترتدي تنورة قصيرة فيروزية اللون مع سترة جميلة بلون الكرز الناضج . رسمت على وجهها ابتسامة خبيثة و هي تستفسر قائلة : لمن كل هذا التأنق .. ها ؟.
ردت كايسي محمرة الخدين : لقد طلب جايمس البارحة أن نتناول الغداء معا اليوم ..
- جيد ، خطوة موفقة .. هزت إيفا رأسها باعجاب.
- أبدو جيدة صح ؟ سألت كايسي من جديد بارتباك بدا واضحا الآن على وجهها.
تنهدت الاخرى بعمق و هتفت : تبدين جيدة دوما كايسي ، لا ترتبكي و لا تفزعي .. تصرفي معه بتلقائية و سيحبك من كل أعماق قلبه.
لبثت الأخرى تحدق إليها بتأثر و على شفتيها ابتسامة ممتنة ، سرعان ما رمت بنفسها تحتضنها بكل قوة و تشكرها بصدق ، بينما إيفا تطبطب على كتفها بحنو. ابتعدتا عن بعضهما وقد دوى صوت الجرس في المكان فجأة معلنا بداية الحصص المملة ذات الروتين الواحد . افترقتا عن بعضهما عند منتصف الرواق المزدحم و ذهبتا كلتاهما إلى صفها.
أمضت إيفا وقتها فيه تتأمل الأستاذ الأصلع الذي يشرح الدرس تارة و الثلج المتساقط تارة أخرى من النافذة بقربها .. حتى ملت الجلوس و أرادت بشدة أن تأخد جولة في المكان الساجي .


المساء
الساعة 20.32 دقيقة
في منزل إيفا


- إنها قضمتي أنا ، لماذا أنت لئيم هكذا ؟ صاحت إيفا بغنج يعلو نبرتها و هي تحاول أن تعترض طريق الملعقة إلى فمه التي تحمل قطعة من الكعكة المحضرة لها خصيصا من طرف صوفي .. كعكة باتنبرغ .
ضحكت صوفي تصفق بكلتا يديها و تصيح هي الأخرى : لقد خسرت النزال عزيزتي.
رجعت إيفا إلى مقعدها حو ل الطاولة و عقدت يديها على صدرها باعتراض معبرة عن تضايقها من فعلة ريتشارد الذي سرق منها لذة أول قظمة ، سرعان ما وجدت نفسها تلتهم قطعتها بنهم غير آبهة لضحكاتهما .
رفعت رأسها و صاحت بعتاب : لن آكل معكما من جديد ..
أخفض ريتشارد رأسه ضاحكا بخفوت ثم تنهد بأسى و رد هامسا كمن يحدث نفسه : أعلم ذلك ..
صاحت صوفي فجأة بحماس و هي تشد ذراع زوجها نحوها : قبل أن أنسى .. لقد اتخدنا قرارا عليك أن تعرفيه . نظرت إلى وجه زوجها و ابتسمت باشراقة فبادلها إياها و نظر كلاهما إلى إيفا المستغربة.
- لقد فكرنا في إسم للطفل القادم ، بما أن زوجي يريده أن يكون ولدا حتى يعلمه الصيد و السباحة فقد اقترح إسم " دانييل "... ما رأيك ؟.
ابتسمت إيفا فورا مؤيدة بابتهاج : رائع جدا ، أنا أحب هذا الإسم.. ماذا عنك أنت ؟ أخدت قضمة صغيرة و نظرت جهتها باهتمام. تنهد ريتشارد مبتسما بعمق و أخد يد زوجته الجميلة في يده قائلا : إن كان الطفل بنتا جميلة كأمها .. فسنعطيها إسم أمك الراحلة " كاثرين " العزيزة.
تطلعت نحوهما بعينين منددهشتين و تمتمت : أمي .. ؟
هزت صوفي رأسها بحزن و استأنف ريتشارد القول : إنها أختي الصغرى المفضلة ، بالرغم من أنني أملك العديد من الإخوة ، إلا أنها قد احتجزت دوما مكانة خاصة في قلبي ..
لطالما ركضنا كلينا في حقول القمح عند الغروب ، و خلف الضفادع النقاقة في المستنقعات بجانب منزلنا الريفي ، حتى أنها كانت تفضلني دوما على أمي و تطلب مني تسريح شعرها وتظفيره ، و حتى لو لم أكن ماهرا في ذلك فهي كانت تسعد كثيرا .
تنهد حزينا و همس و قد رفع عينيه الذابلتين نحو إيفا : لطالما رأيتها فيك يا عزيزتي .. في ضحكتك ، في شقاوتك ، في طموحاتك ، في ضجيجك ، أنت أشبه بانعكاسها في المرآة ، إنك هبة من عند الله حتى أملأ ذلك الفراغ في قلبي.
صمت متأثرا بكلامه و صوفي تطبطب على كتفه مواسية .. سرعان ما ركضت نحوه إيفا و رمت نفسها في حضنه و عينيها تدمعان على كتفه العالي ، أحاط جسدها بذراعيه القويتين و إلى جانبهما كانت صوفي تذرف الدموع متأثرة بالمشهد.
ابتعدت إيفا عن خالها تكفكف عن وجنتيها الدموع وقالت بصوت مبحوح : خالي ريتشارد ، أنت لا تعلم حجم الإمتنان الذي أحملك اتجاهك .. لن أنسى يوما حنانك و عطفك علي في حين أن لا أحد اكترث لأمر تربيتي و التكفل بي من بعد موتها .. حتى والدي لم يهتم بي البتة و اختفى عن الوجود .
تطلعت إلى صوفي بشجن خانق و أردفت و هي تبلع دموعها : صوفي ، أنت أمي . أختي . صديقتي . رفيقة دربي و لا أعلم حقا ما كنت أستطيع فعله بدونك.
خانها صوتها فأكنست رأسها و الغصة تؤلمها .. هبت نحوها صوفي و أغرقتها في دفئها السحري ماسحة على رأسها بحنان كما اعتادت أن تفعل . في حين أن ريتشارد وقف من مكانه و أتى بمنديلين ورقيين لكلتيهما.
مسحت صوفي لها دموعها ثم حدقت بابتسامة دافئة لعمق عينيها التي أطلت منهما الذكريات الخانقة ، طبعت قبلة رقيقة على جبينها و همست لها : مستحيل أن نبدلك بكنوز العالم ، أنت أفضل هدية كسبناها يوما .. و ستظل قيمتك غالية على قلبينا .
انفجرت إيفا بغتة تبكي بحرقة مما جعل صوفي تنخرط معها في البكاء مسندة جبينها إلى جبين الأخرى ، أسند ريتشارد رأسيهما إلى صدره الذي يكاد ينفجر شوقا لأخته الصغيرة و ألما على رؤية صغيرته إيفا .. تبكي بتلك الحرقة على يتمها.
لكنه لم يكن ليسمح لأي شيء أن يطفأ شمعتها ، أو يقتل ابتسامتها .. لن يسمح بذلك و لو على جثته ، فلأنه عرابها و ملاكها الحارس سيفعل المستحيل حتى يلبي احتياجها للحنان و العطف اللذان حرمت منهما وهي لا تزال في المهد .. رضيعة.
ساد جو كئيب المكان من حولهم ، و هم حول الطاولة يتابعون تناول التحلية .. في بطء شديد و بعقول شاردة تتضارب فيها الأفكار بشراسة. استأذنت إيفا منهما للصعود إلى غرفتها و تركت أنظارهما المتحسرة تتابع حركتها .
سطمت الباب خلفها و سارعت إلى فراشها أين غرقت تحت بطانيتها تبكي و قد أثخنت قلبها الجروح التي ظنتها قد اندملت مع الزمن .. كم كان صعبا عليها التعايش مع فكرة أن لا والد لها و لا أم.
كم كان صعبا عليها أن تنفي فكرة أنها تزيد هما إلى هم ريتشارد خالها و عرابها ، و لكن كل يوم يمر كانت تصبح أقوى .. أقوى لأجل نفسها حتى لا تترك لأي أحد المجال ليهدمها.
لم تكترث لنظرات الكثيرين و تجاهلتهم تماما .. و نار مشتعلة تحرق روحها ، حزنا على والدتها التي لم تتسنى لها سماع صوتها و هي تدندن بالتراتيل في أذنها ، و غضبا على والد لم يأنبه ضميره يوما عليها.
مسحت الدموع عن وجنتيها بعصبية و غمغمت مع نفسها و الغضب مشتعل في عينيها اللنان أصبح لونهما مائلا إلى الأخضر الداكن : أكرهك أيها الأب .. لأنك لم تكترث لأمري يوما و لا لأمر والدتي العزيزة ... أكرهك .
مسحت الدموع من جديد و حاولت فقط أن تطفئ هذه النار المشتعلة بها ، حجبت ضوء المصباح عن عينيها فور أن أبعدت البطانية عن رأسها و هبت صوب المكتب لتتمكن من نسيان ألمها بمراجعة بضعة دروس . إلى أن تسلل إلى عينيها النوم فعادت إلى السرير و غفت سريعا .



في اليوم التالي ، مضت إيفا إلى ثانويتها و على وجهها مسحة من الحزن الذي لم يفارقها منذ الأمس .. التقت بكايسي عند البوابة التي بدأت حديثها الحماسي عن حفلة عيد الميلاد المقامة غذا ، و عن رغبتها في رؤية إيفا بفستان جميل.
لكن إيفا لم تكن في مزاج جيد حتى ترد عليها باستهزاء كما اعتادت ان تفعل ، هي فقط كانت متعبة و حريصة حتى لا تفضح نفسها أمامها أو أمام أي أحد .. مرت ساعات الحصص ببطء و عندما حان موعد انتهاء اليوم الدراسي . أرغمتها كايسي للذهاب معها في زيارة سريعة لتفقد أحوال جوليا و لبثن عندها مدة قصيرة كانت كفيلة لانتباهها إلى الصمت و الحزن المخيم على إيفا.
و لا زالت إيفا شاكرة لها سرا و هي في طريق عودتها إلى المنزل على عدم فتح الموضوع معها قبل قليل ، فلربما قد تنهار و ينهار القناع البارد الذي ترتديه أمام الجميع ..
أغلقت الباب خلفها و هي تصيح بتعب : لقد عدت ..
نزعت حذائها المبلل و تركته في الردهة و عرجت إلى غرفة الجلوس أين قد أتت صوفي إليها من المطبخ و هي تمسح يديها المبللتين بمئزر مطبخها الأصفر المحاط بخصرها المرهف.
- كيف كان يومك .. ؟ سألت بحماس .
- مملا جدا .. جوليا تبلغ لك سلامها ، لقد مررنا عليها قبل قليل . جلبت وسادة مكتنزة ووضعتها فوق حجرها لتتكأ عليها . في حين أن صوفي قالت بابتهاج : أوه تلك الفتاة حقا لطيفة ، متى تخرج من المستشفى على أية حال ..؟
تثائبت إيفا و قالت : لن تطول كثيرا ، ربما بضعة أيام أخرى ..
هزت الأخرى رأسها متفهمة و عادت إلى المطبخ و هي تهتف : لقد طبخت باستا فيتوتشيني مع كبدة الغنم ، أسرعي و غيري ملابسك و تعالي لمساعدتي ..
صاحت إيفا من مكانها بأجل و همت للصعود إلى غرفتها ، مع رغبة ملحة في الانشغال بشيء يبعد عنها هذه الغمامة السوداء .. ارتدت لباس البارحة و ربطت شعرها باهمال و هي تنظم الثياب التي كانت ترتديها في خزانتها .
وضعت الحقيبة على الأدراج البيضاء في الأسفل و لبثت تفكر في أمر الحفلة بعد أن انتبهت إلى الاكياس المكدسة ، سطمت الباب بانزعاج و هي ترفع غرتها إلى أعلى.
حملت كريم ملطف البشرة من منضدة التزيين و فركت به يديها جيدا مستنشقة رائحته الجميلة باستمتاع .. و أسرعت بالنزول من جديد.
وجدت صوفي تحرك المرق مدندنة بابتهاج و همست : الرائحة شهية جدا..
ضحكت الاخرى و هي تضع الملعقة جانبا و تذهب صوب الثلاجة لتخرج منها سلة الفواكه : بالطبع ستكون شهية ..
وضعت السلة أمامها فوق الطاولة قائلة برقة : قطعي لي الفاكهة أرجوك ، أريد صنع سلطة فواكه للتحلية.
أطاعتها إيفا بصدر رحب و باشرت العمل عليها بعد غسلها جيدا و هي تلقي نظرها أحيانا عبر النافذة ... الثلج كان قد توقف عن السقوط بعد فترة طويلة ، حتى أن شمسا خجولة ترسل شعاعها من خلف السحاب الأبيض . لكن مع ذلك لا يزال الجو باردا و منعشا كثيرا ...
صوفي بمرح : غذا موعد الحفلة .. ألم تقرري بعد من سيأتي ليقلك ؟.
تنهدت الأخرى بتهكم : من قال أنني ذاهبة على كل حال .. لست في مزاج حسن البتة حتى أحتفل صوفي .
ظهرت تقطيبة حادة بين حاجبي الأخرى و هتفت : لن تذهبي ؟ .. حتى بعد أن تعبت في اختيار الثياب لك ، إيفا أنت حقا لا تصدقين .
- سيأتي العديد من الأشخاص و من شتى الأصناف .. و أنا لا أحبذ معظمهم .
- إن استمررت في الاختباء وسط بقعة الظلام تلك ، فلن تستطيعي التعايش بهذا الشكل إلى الأبد ، الأمر الجيد أن العديد يحاولون التقرب منك لكنك تتجاهلينهم بكل بساطة.
تنهدت إيفا بعمق وهي ترمي القطع الصغيرة بالإناء الزجاجي و استأنفت العمل على الأخرى و هي شاردة الذهن مع أفكارها و توقعاتها حول حفلة الغذ ، هي توقن أنها ستذهب و ستجلس في بقعة الظلام كما قالت صوفي و ستمضي معظم الوقت تتثاءب و تشاهد بصمت و تفكر في قصة جيدة لترويها لصوفي عند عودتها...
ابتسمت بسخرية من طرف فمها سرعان ما دلف ريتشارد بغتة المطبخ وعلى وجهه ابتسامة عريضة ، ركضت إيفا لاحتضانه وهو فتح ذراعيه لها مرحبا و صائحا : لماذا أحس أن طولك ازداد فجأة ؟.
نظرت له بتهكم و سخرت : ألست أنت من تهرم و ينحني ظهرك ؟. ضحك عاليا وهو يقطع المسافة نحو زوجته التي تقف بفستانها الأخضر القطني خلف المنضدة الرخامية الذي يملأ النور المنعكس عليها عينيها العشبيتين الحلوتين.
طبع قبلته و غازلها بعبارات خافتة في أذنها و هي راحت تبتسم بعذوبة و تضحك بحب بينما يديها لا تزال مشغولتين بالتنظيف و التقطيع ، وقفت إيفا هناك تسند ذقنها إلى يديها الملتفتان حول وجهها الناعم كزهرة اللوتس المتفتحة و شفتها العلوية المرهفة التي كانت تشبه قوس كيوبيد قد انطبقت على الأخرى بشكل متناغم ، و عينيها ذات اللون الرهيب الذي يبدو كبحر شديد الصفاء لا شاطئ له اقترنت بهما ظلمة بؤبؤيها الواسعان تارة و المتضايقان تارة أخرى تنفذ منهما طاقة مغناطيسية و جاذبية لا تقاوم .
تحركت صوب القدر تحت أضواء المطبخ الساطعة و حملت الملعقة لتحرك مابه شاردة الذهن عن كلام ريتشارد المتحمس مع زوجته ، استنشقت بروعة رائحة التوابل اللاذعة و اللحم الناضج و بلعت ما بريقها بتلذذ تنتظر وقت العشاء بنفاذ صبر.
انتشلها صوت ريتشارد حين صاح بها بمرح : سنذهب في نهاية الأسبوع للتزلج في ساحة سومرست ، الجو هناك ليلا جد ساحر و خلاب .. ما رأيكما؟.
و في بهجة طفلة هرعت نحوه تسأله بلهفة : هل صحيح ما تقوله ؟ سنذهب هذا الأسبوع ؟.
هز رأسه مجيبا و بعثر غرتها ضاحكا ما لبثت أن راحت تقفز بالقرب منهما و صوفي تقهقه عاليا : سأتزلج على الجليد .. أنا بارعة في ذلك كثيرا سأهزمكما في سباق إلى الجهة المقابلة من الساحة ،و أتكركما تلهثان خلفي بتعب.
انطلقت تتكلم كالأطفال و سط لهثاتها و رقصها الكارثي الذي أضحكهما أكثر من شيء آخر. مسحت صوفي يديها في مئزر مطبخها و علقت بسخرية : لا تكوني واثقة من نفسك و لاتستهيني بنا كثيرا ، كنت بطلة سباقات الركض منذ أن كنت في الخامسة عشر من عمري.
استأنفوا الحديث في دفئ المطبخ المتدرج ألوانه بين العشبي و الترابي ، و قد احتجزوا قسطا من الرائحة العبقة التي تلوح في الجو للأعشاب و التوابل و الزهور بالمزهريات التي تزين أركانه المضاءة.
تناولوا العشاء في وقت متأخر كادت أن تموت إيفا فيه من الجوع الشديد ، و قد اشتدت العاصفة من جديد في الخارج حتى بدا الخروج في هذا الوقت من المساء مستحيلا.
غرقت غرفة الجلوس بضحكاتهم و أصوات صحونهم و ملاعقهم و هم يسترجعون أجمل اللحظات التي قضوها .. و من بينها الذكريات المخلدة لرحلتهم إلى جزر المالديف في احدى العطل الصيفية التي يكاد يجزم ثلاثتهم أن رائحة ملح البحار الشفافة وعطر الأشجار البرية و أصوات الأدغال المتشابكة .. إلى ملمس الرمال و الأشعة الحارقة على جلودهم لا تزال تبدو واقعية كلما فكروا بها.
تناولوا التحلية ، ثم انشغل ريتشارد و إيفا في غسل الصحون و تجفيفها بينما ذهبت صوفي لتتمدد فوق الأريكة باسترخاء و تنسجم مع التلفاز ريثما يلحقانها لأجل اكمال السهرة الجميلة مع بعضهم.
مرت ساعات أخرى و الكل منغمس مع الفيلم الدرامي التي ذرفت لأجله صوفي الكثير من الدموع مستندة إلى صدر ريتشارد ، إلى أن اعتذرت إيفا للذهاب إلى النوم و هي تشعر بالخدر و التعب بكل أنحاء جسدها مع بعض الراحة التي تملكتها حين تذركت أن يوم غذ عطلة و لن يكون عليها أن تستيقظ مبكرا.
نزعت قميصها العلوي و رمته باهمال على المقعد الذي يشبه بيضة بها فجوة بالقرب من خزانتها ، وارتمت فوق السرير و ببساطة أغمضت عينيها و راحت تفكر في كل شيء مما حدث في الأسابيع الماضية إلى أن غفت و نامت بعمق كطفلة.



أحست بلمسات حانية و حريرية فوق كتفها العاري ، بطانيتها الدافئة تسحب ببطء شديد من فوقها ،بدأ وعيها يعمل فحاولت فتح عينيها مذعورة بشكل خافت من هذا الظلام المحتجزة فيه ، ولكنها ببساطة كان تعانق جفونها قويا و ثقيلا كفاية لدرجة لم تستطع تحريكهما قيد النملة .. و أرهفت سمعها لما يبدو كتكتات خافتة لصوص صغير على مقربة منها ، بدأت تنقص و تختنق تدريجيا إلى أن كادت تنعدم.
ثم عاد الغطاء إلى فوق كتفها بذلك الهدوء الذي أيقنت وقد لازمها رعب شديد أن هناك دخيل في الغرفة .. و من رائحته الغريبة التي تشبه عطر شجرة الزان أو القيقب تمددت لها أعصابها و لانت و انطفأ الرعب كشعلة جرفتها سيول متدفقة كالسحر من نهر براق كالبلور.
اعتدل تنفسها ، و رقت ملامحها و هي تشعر بطاقة عجيبة من الأمان و الراحة تتغمدها و تحتضنها كذراعي أم لابنها ،. و لم تحس بعدها إلا و الظلمات تلفها عائدة إلى نومها الهانئ.



مر اليوم التالي سريعا ، كانت إيفا كل الوقت فيه تتوسل من قلبها أن تنسى صوفي أمر الحفلة و تتركها و شأنها .. لكن هيهات .
أقطبت حاجبيها بقلق و هي تحدق إلى صوفي التي داهمت الغرفة بدون استأذان و على وجهها ابتسامة شقية ، بلعت الأخرى ما بريقها بصعوبة و اعتدلت جالسة فوق السرير و هي تضع سماعات الأذن و هاتفها جانبا.
همست : ماذا هنالك ؟.
فركت الأخرى يديها باستمتاع و هتفت : حان وقت التأنق .. و أعقبتها ضحكات خبيثة عالية أقلقت إيفا ، حاولت المراوغة و الهروب منها لكنها لم تستطع و باتت الآن بين رحمة يديها .
ابتدأت العمل على شعرها ، فموجت خصلات طويلة منه بشكل جميل و تركت الآخر ينسدل على ظهرها كشلال من اللون الشفقي المبهر . وضعت القليل من مساحيق التجميل بين صياح الأخرى و عتاباتها اللامتناهية .
و تركتها تستشيظ غضبا في غرفتها بعد أن أمرتها بارتداء ملابسها ، كانت تهم بمسح الظلال من فوق عينيها الذي جعل لونهما العجيب يبرز أكثر ، سرعان ما أوقفها رنين الهاتف في الجهة الأخرى من الغرفة . سارعت له و هي تكور المنديل بعصبية في كفها.
- أهلا إيفا . ضحكت جوليا بخفة.
- جوليا ، أنا في حالة سيئة الآن .. أشعر كأن ركبتاي مصنوعتان من الهلام و معدتي في دوامة ، هل أنا مريضة ؟. سألت بقلق و هي تسند كفها إلى جبينها .
ضحكت الأخرى و أجابت : لا تتوتري إيفا ، كايسي ستكون هناك .. إن لم تعجبك الحفلة فاتصلي بريتشارد ليعيدك . الأمر في منتهى البساطة.
تنهدت إيفا بعمق و جلست عند حافة السرير و قد انسدلت الخصلات المتموجة حول وجهها المطأطأ ، زفرت نفسا طويلة ورفعت رأسها فجأة و قد اكتست الجرأة ملامح وجهها الحسن.
- تمني لي الحظ .. هتفت بها فابتسمت جوليا لذلك و قالت ساخرة : تتحدثين كأنك مقبلة على حرب أهلية ، ليلة سعيدة لك و لكايسي .. و أتركاني أنا للحكة و للتململ.
ضحكت إيفا على ذلك و همست : حظا طيبا في ذلك .
ضحكت جوليا على ذلك مطولا و أغلقت الإتصال لتترك المجال لإيفا لإكمال تأنقها الذي طال كثيرا على صوفي و هي تنتظرها في غرفة الجلوس حتى تضع عليها لمساتها الأخيرة .
ارتدت الفستان الأحمر و ناسب جسدها المتناسق بشكل أظهرها كأميرة صغيرة ، ارتدت الحذاء و رمت بشعرها إلى خلف ظهرها بتضايق و عينيها تتفحصانها في مرآة الخزانة . كان لا بد لها أن تشهق بخجل و تعجبا من هذا التغير الذي طرأ بها فجأة ، أحست كأن بياض بشرتها قد أصبح وضاءا أكثر و أصبحت ما يشبه حسناء قصص الخيال .
وضعت أقراطا ذهبية متدلية إلى نصف عنقها و اكتفت من كل شيء . و لم يعد عليها سوى حمل الهدية المغلفة .
نزلت إلى حيث تنتظر صوفي بفارغ الصبر سرعان ما علت شهقتها و هرولت نحوها تتمعن النظر إلى هذا الملاك النازل بترو فوق الدرج بعينين مذهولتين . أشاحت الأخرى بنظرها عنها بضيق و صاحت : إن سقطت بهذا الحذاء في الخارج ، فلن ألوم غيرك..
صعدت إليها بسرعة و أمسكت يدها لتحثها على النزول و هي لا تزال مفرغة الفاه : أنت تبدين جميلة جدا ، أنت تشبهين أمك كثيرا إيفا .. يا إلاهي. اهتزت عينيها بتأثر و أخفضت رأسها بحياء و هي تمرر يديها على فستانها الحريري .
وقفت صوفي بقربها و رفعت ذقنها بلمسة حنونة لتتفقد عينيها الألماسيتان : هل أعجبك مظهرك ؟. ألحت بفضول.
ردت الأخرى بارتباك : قليلا ، نعم..
ابتسمت صوفي برضا و أحضرت شالا أسود من فوق الأريكة و أتت به لتضعه على كتفيها العاريين : لفي به نفسك إن لم تشعري بالراحة .
هزت الأخرى رأسها ايجابا و ضغطت على الشال بكفيها فوق صدرها و قد بدأ التوتر يعلو تعابيرها و نبرتها . طمأنتها صوفي و هي تنظر في عينيها اللتان تظللهما رموش كثيفة و طويلة .
دلف ريتشارد و هو يفرك يديه من البرد الذي لا يزال مهيمنا في الخارج ، سرعان ما جفل مكانه حين رأى إيفا واقفة و كانت قد علت حمرة طفيفة وجنتيها ، هتف بتفاجأ : هل أنت إيفا حقا ؟ مظهرك متغير كثيرا ..
- شكرا لك خالي .. همست بخجل و أسرعت لركوب السيارة الرابضة بجوار المنزل بعد أن حملت معطفها من خلف الباب .
انطلقت السيارة بعد دقائق تقطع الطرقات وسط عدد لا بأس به من السيارات ، تطلعت إيفا عبر النافذة إلى السماء الشديدة الظلمة و انتبهت أن الثلج توقف عن الهطول أخيرا.
كانت المدينة تزخر بالألوان الوضاءة و اللافتات الكثيرة و البنايات التي تتسابق إلى عنان السماء ، حتى أن المتاجر كانت مضاءة كلها و تغمر الطرقات بنورها .
وصلوا إلى وجهتهما فنزلت إيفا و شكرت خالها على التوصيلة منبهة إياه أن يرجع بعد نصف ساعة ، و التفتت تحدق إلى المنزل الغارق في ضوضاء عالية من الموسيقى و الألوان الملونة التي تظهر جليا من نافذة غرفة الجلوس في الطابق السفلي .
سمعت صوت محرك السيارة خلفها يشتغل و تبتعد عنها ، فتنهدت بعمق و تحركت داخلة المكان وسط عدد قليل من الوفود المتحمسين للحفلة الرائعة و الجامحة. أخرجت هاتفها من جيب معطفها الذي علقته في حمالة المعاطف فور أن دخلت إلى الردهة و حاولت الإتصال بكايسي لكنها لم تكن تجيب.
صكت على أسنانها بحنق و لبثت هناك تراقب المكان الضاج بكل أنواع الفتيان و الفتيات و البالونات تعلو السقف و أواني المأكولات الخفيفة تشغل كل ناحية من المنزل ، لاننسى صوت الموسيقى الذي يكاد يكون لا يطاق بالنسبة إليها ، فهي لم تتأكد بعد إن كانت تستطيع سماع نفسها تفكر.
تحركت من الردهة بعد دفعة غير مقصودة من أحد الفتيان الهمجيين ، فحاولت أن تجد لنفسها ركنا هادئا تلبث فيه لبقية الوقت و سرعان ما انتبهت لكايسي تقف أمام جايمس تضحك و تتحدث باستمتاع و في يدها كوب عصير .
بلعت إيفا ما بريقها بتوتر و اقتربت ببطء و صعوبة بين هذا الحشد و حين وصلت قرصت كايسي من ذراعها ، فصاحت الأخرى بها باندهاش : إيفا ، يا إلاهي تبدين خلابة كثيرا .
احمر وجه الأخرى احراجا من نظرات جايمس نحوها و ألقت التحية على كلاهما بهمس . مدت الهدية جهته و قالت بابتسامة صغيرة : عيد ميلاد سعيد.
أخذها عنها بسعادة قائلا : أوه لطف منك ، شكرا لك كثيرا ، سأضعها في المكان المخصص للهدايا و أعود ، حاولا أن تستمعا قدر المستطاع.
غمز لكايسي فابتسمت الأخرى باعجاب و اتبعته بعينيها الحالمتان إلى حين اختفاءه ، ثم التفتت إلى إيفا و همست : ألا يبدو وسيما جدا في تلك السترة البنفسجية ؟. أخدت إيفا الكوب منها و شربت العصير دفعة واحدة لشعورها بالعطش فجأة ثم قالت و هي تراقب المكان المزدحم بعينيها : مالتالي ؟ مالذي علي فعله الآن ؟.
ضحكت فجأة كايسي و هي تجرها من يديها صائحة بحماس : لنرقص .
نفضت إيفا عنها يديها و تجهم وجهها و هي ترد : هل أبدو لك أنني جاهزة للرقص بهذا الحذاء ، سأذهب لأجلس. دفعت الكوب الفارغ لها و تركتها بالفعل تنظر إليها بحيرة اعترض طريقها شاب بدين يرقص بجنون و كوب شرابه قد انسكب نصفه و لوث قميصه الأبيض الضيق ، تأففت بانزعاج لمظهره السمج و غيرت طريقها نحو الغرفة المجاورة . فأسرعت و هي تتنهد بأريحية لتجلس فوق أريكة مشمشية اللون متعربدة أسفل النافذة المغلقة التي تطل على الشارع الأمامي.
و لبثت هناك تحملق في كل شيء ابتداءا من البالونات المعلقة ، وصولا للحضور الراقص التي كانت من بينهم كايسي ترقص مع أميرها بسعادة طفلة ، ضحكت هازة رأسها بلا حيلة و أشاحت بوجهها عنهما .
مرت مدة طويلة ، أحست كأنها دهر منصرم .. تفادت فيها أي نظرات عابثة تسقط عليها ، أو أي ابتسامات مغرية يوزعونها لأجلها . و قد بدا عليها الملل و الإكتئاب و هي تدس يدها في شعرها الحريري و تتكأ بها على ذراع الأريكة.
إلا أن قرر أحدهم أخيرا الإقتراب منها و التحدث إليها . عاينته إيفا بوجه عابس و أخدت انطباعا سيئا عنه فقد بدا لها فتا لعوبا بتلك الإبتسامة و الملابس الفوضوية التي تنتمي إلى أسلوب الروك .
- يا آنسة ، من أعطاك الحق لتفعلي ما فعلته ؟. أدرات عينيها جهته بحدة و بدت كأنها على وشك الإنفجار ، في حين أن ابتسامته انفرجت و أضاف بنبرة رومنسية : لقد سرقتي نظراتي ، ولم تأبى أن تكون لغيرك.
رمشت بخمول لثوان ، و أبعدت عينيها المبهرتين عنه بتهكم و هي توقن أن هذه الأمسية لن تكتمل على خير إن أكمل هذا الشاب اللعوب مغازلتها. تهالك بقربها على الأريكة الطويلة و ضحك مطولا : لماذا هذه الجميلة عابسة بهذا الشكل ؟ هل تنتظرين حبيبك ؟.
داهمها الضيق و الإنزعاج ، و كانت مستعدة أن تسقط قبضتها على وجهه بكل قوة تملكها .. لكنها فضلت أن تهدأ و تمضي بقية الوقت بسلام قدر المستطاع.
انحنى إلى الأمام و أطل على وجهها المشرق وابتسم بروعة. نظرت إيفا جهته بحدة و هتفت : ألا ترى أنني لست مهتمة كليا بك ؟ لذا دعني و شأني لو سمحت.
رفع حاجبيه مندهشا و بدا كأنه لم يسمع ما قالته للتو بسبب الموسيقى الصاخبة ، لهذا ابتسم و هو يعدل من جلسته صائحا : لنقل أنني مهتم بك ، وأحب الأحمر عليك . ماذا ستقولين ؟.
- فلتذهب إلى الجحيم . أجابته بكل بساطة.
انفجر ضاحكا و قد تلألأت الأساور الفضية في يده ، ثم أظهر تعبيرا طفوليا على وجهه : هل حقا تريدين ذلك ؟ هل أبدو لك سيئا لهذه الدرجة ؟.
تأففت بانزعاج و أدارت وجهها عنه ، تطلعت إلى الساعة الملتصفة بالجدار المقابل . و فكرت أنه بقيت سوى ربع ساعة على قدوم ريتشارد ليقلها .. لهذا صبرت.
- هل أنت جديدة في المدينة ؟ تبدين لي كذلك .
لم تعره إيفا أي اهتمام و أشغلت نفسها بمراقبة الفتيات اللواتي تهامسن عليها و قد بدت عليهن الغيرة و هن يشزرن فستانها الجميل بنظرات حانقة . مررت كفها على وجهها بضيق و اتخدت قرارا أن تترك المكان بالفعل .. فهي لن تتحمل هذا الببغاء و تلك البومات أكثر من هذا .
همت بالوقوف و هي تحمل شالها فهب الشاب واقفا هو كذلك و أمسك ذراعها الناعمة بقوة هاتفا باستغراب : إلى أين تذهبين يا جميلة ؟. ارتعشت للمسته الجريئة و أدارت جسدها نحوه فجأة بسخط و هي تسقط صفعة قوية على وجهه الذي أشاحه للجهة الأخرى بذهول و علت الشهقات المصدومة من أفواه الموجودين و توقفت الحركة فجأة في المكان الذي تقف فيه.
بالرغم من أنها قد أهانته بتلك الصفعة أمام جماعة من الفتيات ، لكنها لم تنل كفايتها منه بعد .. فلا أحد تجرأ من قبل ووضع يده عليها أو حاول التقرب منها كما فعل . لهذا دفع الثمن غاليا .
- حقير سافل . تمتمت بها بسخط من بين أسنانها و تركته يدلك أثر الصفعة على خده بين الكثير من الهمسات و التمتمات . دفعت كل من يعترض طريقها قاصدة الباب حتى تحمل معطفها و تغادر هذا الجحيم الذي بعثت له.
انتبهت لها كايسي فصاحت بها بحماس سرعان ما خمد و هي ترى تلك الشعلة الغاضبة تنفذ من بحر عينيها . تركت جايمس جالسا فوق الأريكة و سارعت للحاق بها.
غادرت إيفا بغيض تطأ الأرض أسفلها بخطوات ساخطة و كادت أن تعبر البوابة لولا أن صوت كايسي القلق أوقفها .
التفتت اتجاهها و أخدت خصلة من شعرها لتحجزها خلف أذنها ريثما تصل لها : ماذا حصل ؟ ماذا هنالك ؟. سألت كايسي بعينين قلقتين.
- لقد تجرأ أحدهم و أمسك ذراعي ، وتعرفين تماما كم أكره ذلك . أجابت إيفا و نبرتها تهتز بغضب .
دنت منها الاخرى أكثر و كلتاهما يتصاعد البخار من أفواههما وسط هذا المساء البارد ، عقدت إيفا يديها على صدرها و أشاحت بوجهها بعيدا تحاول تهدأت نفسها .. تاركة كايسي تشعر بالذنب و الندم لتركها وحدها .
- أنا آسفة إيفا ، لقد وعدتك أن أكون إلى جانبك لكنني لم أفعل ذلك .. أنا أسفة . علت نبرة الحزن صوتها و هي تحاول النظر إلى أعماق عينيها .
- إنه خطأك منذ البداية كايسي ، أنظري ماذا حدث.. لو لم أوقفه عن حده لتمادى أكثر . أخدت نفسا عميقا بعد كل هذا الهتاف الغاضب و أضافت بغضب أكبر : لو كانت جوليا هنا ، لما تركتني لمهلة وحدي و هي تعرف أنني لا أشعر بالراحة بين الغرباء.
تراكمت الدموع بعيني كايسي بعد هذا العتاب الأليم الذي صرحت به و تهادت في وقفتها و هي تهمس : جوليا ؟ .
حجزت خصلات من شعرها خلف أذنها و قالت بحزن : إنه خطأك لأنك قارنتني للتو بجوليا ، جوليا أفضل صديقة و أفضل انسانة بالنسبة لك .. هي دوما أذكى مني و أمرح مني و تدخل السعادة إلى قلبك أكثر مما أفعل . و أنا بماذا أشتهر ؟. أزيد حياتك سوءا .. هذا فقط ما أبرع فيه.
تحررت دمعة من عينها و تركت المكان راكضة بسرعة نحو المنزل تاركة إيفا تعض شفتها السفلية ندما على ما قالته لها ، تعرف أنها لم تقصد ما قالته لكن غضبها أعماها تماما و جرفها معه كليا.
رفعت رأسها المحمل بالهموم و حملقت إلى الباب الذي انغلق لتوه بقوة و تنهدت بأسى . لن تسمح لها كايسي برؤيتها الآن و لربما لن تغفر لها ما قالته أبدا .
دست يديها في جيب معطفها و التفتت لتغادر هذا المكان و تعود إلى المنزل حتى تنام فقط ، لأنها متعبة و واهنة بعد كل هذا الغصب و الضيق المنفجران بها . كان المكان حولها ساكنا مع وجود بضع مارة يقطعون الأرصفة بخطوات حثيثة .
أخرجت الهاتف و نظرت إلى الساعة ، الوقت المحدد لقدوم خالها لم ينتهي بعد لهذا ستسير إلى المنزل وحيدة و لن يهمها شيء .
قطعت مسافة لا بأس بها و كلما تعبر شارعا يزداد الظلام حلاكة و اضطراب قلبها أكثر ، و في لمح البصر راوغتها صورة لذلك الظل الطويل مما جعل قدميها يتصلبان و تقف مذعورة و قد انحبس الهواء عنها .
تذكرت فجأة أن هناك من يتجسس عليها ويترصد بها ، فأي جنون هذا جعلها تمشي في هذا الوقت من الليل وحيدة ؟ .
عادت أدراجها مهرولة لكنها توقفت عندما سمعت صوت جماعة من الفتيان تعلو من الزقاق المطل على الشارع ، فتجمدت مكانها من جديد و راحت تلهث بصمت و عينيها متسعتان و تجسان برعب المكان حولها .
أخفضت رأسها و تابعت المشيء و جسدها بأكمله تعلوه رجفة قوية . انحرفت يمينا و ارتاحت لوجود ضوء مصباح العمود الشاحب الذي ينير مقدمة الشارع . و قبل أن تدرك ما عليها ادراكه . هزتها ريح عاتية مرت إلى جانبها . أغمضت عينيها بسببها و عاودت فتحها بعد احتكاك حذاء قادم من أمامها .
هزت الشارع الخالي بصرختها المدوية و سقطت على الأرض و هي تنظر يعينين متسعتين إلى الرجل المتشح بالسواد و الواقف أمامها كالطود الشامخ ، جرت نفسها إلى الخلف و هي تصيح بوعيد مهتز : إن اقتربت سأقتلك ..
أخفض كفيه المغطتان بقفازين أبيضين بعد أن كان يجمعهما فوق بطنه بأريحية و ابتسم بهدوء قائلا بنبرة محترمة أشعرتها بالذهول : عمت مساءا يا آنستي ، آسف لإرعابك كل تلك المدة .
حاولت أن تقف لكنها لم تكن قادرة على محاربة كل ذلك التشنج بقدميها ، لهثت برعب و صاحت بتوسل : ساعدوني أرجوكم ، إنه يود قتلي ..
تنهد الرجل و أخفض رأسه مفكرا و هو يلتزم الصمت ، عاينته إيفا و أنفاسها تهرب منها و كل ما استطاعت تمييزه بين ملامح وجهه المظللة بقلنسوته كان سوى لون عينيه العشبي اللامع .
قال فجأة بجدية : يا آنستي ، أنا هنا لمساعدتك و لا أنوي قتلك أبدا ، أنت مهمة كثيرا للإمبراطور . استغرقت وقتا و هي تحملق إليه بغباء و لم تشعر بنفسها إلا وهي تعيره جل انتباهها .. لماذا يبدو نبيلا بهذا الشكل ؟ هل أصبح المنحرفون يعتمدون هذا الأسلوب المعاصر هذه الأيام ؟.
تساءلت و هي تتحامل على نفسها و تقف بصعوبة و قد بات العرق البارد واضحا على جبينها ، بلعت ما بريقها و هتفت : أيقي مسافة طويلة بيننا و لا تقترب مني ، أنا بارعة في التايكواندو كثيرا و لا تريد حقا أن ينتهي أمر وجهك محطما.
جفلت لضحكته العالية التي انفجرت بين هذا الجو المشحون الغاص و قال مازحا من بين ضحكاته : لست تحبذين الرياضة كثيرا يا آنستي ..
سقط عليها تصريحه كالصاعقة و جفلت مكانها و هي تنظر إلى أنيابه الطويلة التي تكشف عنها ابتسامة طويلة ، أخرجت هاتفها خلسة من معطفها و حاولت أن تتصل بالشرطة و دوي قلبها يكاد يفجر مسامعها .
شد انتباهها صوته الشجي من جديد و هو يقول بغموض : أنت ضيفة الإمبراطور و لن أحاول إيذاءك كما قلت ، أنا هنا لمساعدتك في إيجاد شيء يخصك .
أحطاتها الغرابة و شعرت بأنها تكاد تجن فجأة و بسخط صاحت فيه سريعا : لا تكلمني بالترهات ، توقف ..
أسرع بالقول و قد اندهشت في السر من نبرة التوسل التي تعلو صوته : يا آنستي ، عليك أن ..
- هاي أنت .
بترت كلامه صيحة قادمة من خلف إيفا فعصفت بجسدها السعادة و أحست بالأمان فجأة يطوقها من كل جانب . بدا التوتر على الرجل و هو يلقي بنظره الثاقب إلى الهيئتين الواقفتان في ظلام الشارع .
لهثت متعبة و هي تخطو إلى الخلف خطوتين وكلا الشابان يتقدمان إلى أن غمرهما نور المصباح و ظهرت ملامحهما المتجهمة ، كان يبدو على صاحب الشعر الأزرق الغامق و الغريب الترقب و الذكاء و هو يتقدم الشاب الآخر صاحب الشعر البني الفاتح الذي ظهرت على وجهه امارات التعب و الحزن.
أخدت نظرة أخيرة إلى الرجل الذي كانا يصوب عينيه نحو الدخيلين و انطلقت تعدو بكل ما تملكه من قوة و قد سقطت منها فردة حذائها ، تخطتهما ببساطة وهي تكاد تموت بسكتة قلبية من كل هذا الرعب الذي اختبرته الليلة . و لم تتوقف عن الركض بالرغم من أنها توشك على الإنهيار حتى وصلت إلى الحي الذي تقطن فيه .



بدا أن المكان أصبح موحشا أكثر بغيابها ، و الأنظار المحتدمة تتصادم وسط الظلام . اقترب صاحب العينين المعدنيتين بحزم و سأل : من أنت حتى تحاول أن تتحرش بفتاة في هذه الساعة من الليل ؟ ألا تملك أية أخلاق ؟.
- حتى و إن تصرفت بكل هذه الشجاعة و النبل فلن تجد من يربت على كتفك ممتنا ، لهذا عليك أن تتعلم ألا تتدخل بشؤون غيرك فنحن لسنا سوى زوار غير مرغوب فيهم في هذا العالم ، أليس كذلك ؟ .
أعقب كلامه المبهم ابتسامة ساخرة كانت قد رسمت تعابير الإندهاش على وجهيهما.
دفع تلابيب معطفه بكفه و التفت ملقيا آخر نظرات باردة على كلاهما ، و ترك المكان بخطوات متثاقلة . هب الآخر خلفه مستفسرا فأمسكه صديقه من ذراعه و همس بقلق : هناك شيء غامض فيه ، ألم ترى تلك الشارة على قميصه الداخلي ؟.
ردد الآخر بحيرة : شارة ؟ ماذا تعني ؟.
أعادا أنظارهما نحو النقطة التي تلاشى بها الشخص الغامض في الظلام مختفيا . و استأنف القول برتابة : إنه من الحرس الملكي .
شرد صاحب الشعر الأزرق الطويل مع الأفق بعينين ضائقتان و عبس وجهه فجأة وهو يتساءل : مالذي أحضره إلى هنا إذا ؟.
تركه الشاب الأخر و انحنى ليحمل فردة الحذاء المرمية على مقربة منه. ضحك فجأة و هو يقول مازحا : ألا تشبه هذه قصة سندريلا التي سقط منها الحذاء ، و حاول الأمير إيجادها .
شزره الأخر بحدة من طرف عينه و همس : صرت تقرأ قصص الفتيات الآن ؟ هل يبدو لك الموقف عاديا حتى تمزح ؟.
حك الآخر رأسه و أجاب و هو يضحك بارتباك : لا أنا لم أقصد ، كنت فقط أود أن أوضح أن الفتاة قد نست حذائها .. مسكينة . رمى الحذاء بإهمال من جديد و تبع صديقه المتجهم إلى وجهتهما التالية.


تم .


__________________



  #24  
قديم 04-23-2016, 09:21 PM
 




البارت مبين طويل صح ؟. ههههه ما أعرف كيف أقصرو .
المهم أتمنى استمتعوا بيه .
الواضح أنو قد بانت القليل من المعالم المحجوبة .. و خليت الستار مسدول على البقية ز2
من الآن فصاعدا تحضروا للقنابل ههههه و المفاجآت " class="inlineimg" />






* هل تعتقد أن الرواية ستكون ناجحة ؟
* ما الذي أعجبك في بطلتنا ' إيفا ' ؟
* و الآن ، من تعتقد صاحب الظل يكون ؟





__________________



  #25  
قديم 04-23-2016, 09:47 PM
 
اخييييييرا....
قريبا سيقرأ
fαɪяy ℓαɒy likes this.
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لـِـــــــتْـ ـرُُ ~ مِنَ ~السَعَــــــــاْدَة MAIRU مدونات الأعضاء 76 10-12-2015 07:02 PM
أَوَراق مِنَ شجَرةةَ روگ!يا ღŘ u Қ i a مدونات الأعضاء 1 02-07-2014 11:02 PM
- .............. وَآخَرََهُ عِتْقْ مِنَ الَنَآرْ ؛ شِيرْينْ أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 1 08-11-2012 06:48 PM
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُم حمزه عمر نور الإسلام - 0 11-10-2009 04:14 PM


الساعة الآن 11:55 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011