عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree166Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 03-06-2016, 09:35 PM
 

صباحٌ غريبْ ، لمْ أشعر بمثل هذا الهدوءِ من قبلْ ولا أظنُ بأني استغرقتُ في النومِ كذلك أيضا ، هذه الميزة الوحيدة في مزرعة عميْ " ويلبرت " حيثُ يكونُ المنبّه للاستيقاظِ هو صوتُ العصافير بدلا من صخبِ العاصمة ، في الحقيقة كنتُ قد استيقظتُ بعد بزوغ الشمسِ بساعاتِّ قليلة خلالها تنعَّمت بماءِ الصنبور المنعشْ . الحرارة هنا عاليَّة لذا لمْ أرتديْ الكثير من الملابسْ وطبعا لمْ أنسى قبعة كنتُ قد جلبتها معيْ ، على الأقل ستكونُ مفيدة فيْ مجابهة شمسِّ ساطعة !

نزلتُ إلى الطابقِ السفليْ حيثُ لمْ أكن أتوقعْ بأنْ يستيقظُ أحدٌّ قبلَ العاشرةْ إلا أننيْ أصبتُ بالدهشة عند رؤيتيْ ل " إيرما " تجلسُ على الطاولة قريبا من المطبخ تستمتع بتناول طعام الإفطار ، رفعتُ أحدَّ حاجبيْ ثمَّ تقدمتْ نحوها بخطواتٍ واسعة ، رفعتْ بصرها نحويْ فابتلعتْ لقمتها سريعا وألقت تحيَّة الصباحْ بسعادة لمْ تغادرها منذ البارحة ، تبسمت فيْ وجهها قبلَ أنْ أقف قريبا منها ، لم يكن إفطارها مبتذلا بل مثاليا لمثل حالتي ، مددت ذراعي بقصد تناول قطعة الخبز المحمَّصْ من طبقها لولا أنها ضربت ظاهر كفيْ بشوكتها ، نظرتُ إليها باستغرابْ قبلَ أنْ أهتفَ بتضجر : ماذا عنيْ !أنا أشعر بالجوعِ أيضا .. تمتمتْ بتحسُّر : لم آكلْ شيئا منذ البارحة ! ..
قامت بالتقاط ملعقة مليئة بالمربى لتدهنَّ بها الخبزْ قبلَ أنْ تجيبَ على تساؤليْ بطريقة مستفزَّة : لا تكونيْ مدللة ، كلُ شخصِّ هنا مسؤول عن طعامه ، تريدين الطعام البراد والمطبخُ موجودانْ دائما ! ..

أقسم بأنها لم تكن هكذا قبل سنوات ، أذكر بأنها كانت تقاسمني لعُبها وطعامهاْ ، زفرت بعمق وحاولت التغاضي عن تصرفاتها المثيرة للغضب ، استدرت متوجهة إلى المطبخ ، لا أذكر آخر مرة أمسكت بها خلاطا أو قدرا فكيف لها أن تطلب مني إعداد الفطور ! ، فتحت البراد الذي كان خاليا نسبيا إلا من فاكهة والقليل من بقايا لطعام ، التقطت تفاحة ثم خرجت عائدة إلى حيث تجلس هي حيث هتفت سريعا وبانفعال :لقد كان حفل البارحة جميلا ، أخبريني بصدقْ ألمْ تشعريْ بالسعادة ؟! ..
لوحت بكفيْ بلا مبالاة أيَّا يكنْ لقد كانَ حفلا صاخبَّا ،صحيح بأنه كان ناجحا وقد استمتعت بوقتي كثيرا إلا أنني شعرت بأني مثقلة نوعا ما ، ظهر الانزعاجُ جليَّا على ملامحها قبلَ أن تعودَ لتأكل ، قضمتْ القليل من التفاحة فيم بقيت أتذكر يوم الأمسِ الحافلْ ، المساعدة فيْ تجهيز الحفل كانَ ممتعا حقا وكذا الأشخاص الذين قابلتهم ، لم أستطع أن أخفي استغرابي حينما تذكرت أمر ذلك الشاب الذي قابلته في النهاية ، كان يقف منزويا عن الجميع ويخفي شيئا غريبا بين ثنايا ملابسه ، الغريب في الأمر بأنني لست أتذكر تفاصيل ما حدث بالكامل ، فقط أطياف أشياء غريبة كانت تنهال على مخيلتي ، رفعت بصري صوب " إيرما " لأسألها بفضول : " إيرما " كيفَ هوَّ عمي " ويلبرت " !
صمتت لثوان قبل أن تجيب باستغراب :ماذا ! .. أعقبت : لقد رأيتِه البارحة فقط ، أنتِ مجنونة !
عدتُ أسألها بسرعة : ماذا عنيْ ، أعنيْ هل لاحظتِ شيئا غريبا فيْ تصرفاتيْ ليلة البارحة ؟! ..

نسيت أمر إفطارها لوهلة لتدير رأسها نحوي بحيرة بدت على وجهها ، يجبُ أن أعرفَ ماذا حدث حينها ! ، لماذا أشعر وكأن جزءَّا من ذاكرتيْ قد مُحيْ ، لماذا لا أستطيعُ تذكر ما حصل ليْ عند مقابلة ذلك الشابْ ! ، أشعر بالغرابة والقلق فيْ آن واحدْ ، ماذا حدثْ ! ، رفعتْ أحد حاجبيها باستغرابْ قبلَ أنْ تتحدثْ مندهشة : مالأمر معكِ " لوسيانا " ! ، أنتِ غريبة هذا الصباح .. نهضت من مكانها ثم حملتْ طبقها متوجهة إلى المطبخ خلفها ، القليل من الثواني فقط حتى سمعت إجابتها المُحيِّرَّة : لا أدريْ لقد قضيتِ معظمَ وقتكِ مع " إيرل " البارحة ، حتى أنكما قد غبتما لفترة من الوقت ! ..
" إيرل " ، هل يعرف شيئا ياترى ! ، يكاد رأسيْ ينفجرْ يا إلهيْ ،أعني إن كنت برفقته فلابد أن يكونَ قد رأى ذلكَ الشابً أيضا ! ، زفرتُ بتضجر بينما قمتْ بالضغطِ على التفاحة بين أًصابعي ، لا أحبُ هذا الوضع على الإطلاق ، أنا متوترة ، انتفضت من مكانيْ سريعا فور سماعي جلبة قريبا من الباب الرئيسي للمنزلْ ، أدرت رأسيْ للخلفْ أنظر إلى عميْ " ويلبرت " الذي بدأ يجفف جبينه بمنشفة تدلت من على كتفه ، تنبه على وجوديْ حينها ثم هتف باسما : صباح الخير عزيزتيْ .. أضاف بمزاح : أهل العاصمة يحبون النومَ كثيرا ، هل تستيقظانِ في وقتِ متأخر بالعادة ؟ ..
أمأتُ بأجل قبل أن أسأله باستغرابْ : ألم يستيقظ أبي ؟ ..
أجابَ بأجل فيمَ تحركَ سريعا نحو الطابقِ العلويْ في ذات الوقتِ الذي خرجت فيه " إيرما " من المطبخ متسائلة : هل عاد أبيْ ؟
أمأت برأسيْ بتململ بعد أن عدتُ آكل القليل من التفاحة بين أًصابعيْ ، كادتْ تلك اللقمة أن تتوقفُ في حلقيْ بعدَ أنْ جذبتنيْ " إيرما " من معصميْ إلى الخارج بسرعة بينما تهتفُ بنشاط زائد : لا وقتَ لدينا إذا ، هيا أسرعيْ ! ..


لا وقتْ لأيِّ شيءْ ! ، لستُ أدريْ ، هذه الفتاة تفاجئنيْ دوما بتصرفاتها ، لقد تغيرت عن الماضيْ كثيرا ، أكاد أجزمُ بذلك ، هل هو بسب وفاة والدتها ياترى ؟، التظاهر بالنشاطِ والسعادة هل تحاولُ الظهور بعكسِ ما تشعر به ، رغمَّ أن السيدة " فيوليت " توفيتْ منذ وقتّ ِطويلْ ، تنهدتُ بقليل من الانزعاجْ فيمَ رحت أنظر خلفَ زجاج الشاحنة ، أجبرتنيْ " إيرما " على ركوبِ شاحنة عمي " ويلبرت " ذاك الذي خرجَ بعد أنْ أخذ حماما سريعا ، صممت أذنيْ عن مزحاتِهما خاوية المعنى رغمَ أنهما يحاولانْ مشاركتيْ بالحديثْ ، من الواضح أنهما يفعلان ذلك لتمضية الوقتْ ، أخبرانيْ بأننا ذاهبانِ إلى أحد الملاجئ الآنْ لإعطائهمْ ما يحتاجونه من تبرعات ، أود الصراخَ بأننيْ لا أريد ذلكْ ، أظهرت الانزعاج على وجهي بقدر ما أستطيع حتى تعرف تلك المشاكسة فداحة تطفلها ! ..

توقفت عجلات الشاحنة أمام الملجأ ، لم يكن يبعد الكثير عن منزل عميْ " ويلبرت " إنه قريب نسبيا ، هالة غريبة من الظلام والبؤسِ تحومُ حوله عدا عن القليل من الأشجار والأعشابِ الشائكة ، وقريبا من المكان تقبعُ بركة متوسطة على أحد ضفافها سياجْ ، عقدتُ ساعديَّ بتململ فيمَ رحتُ أنظر إليهما وهما ينزلان من الشاحنة ثمَّ ينظران إلى الأغراضِ المحشورة في داخلها ، يتساءلان عن ما قد يضعانه هنا و ماقد يحتاجه أصحابُ الملاجئِ الآخرينْ !..
شعرت بشخص ما يقف خلفي وبحركته تلكْ قام بمنع النسيم من مداعبتي ، أزعجني ذلك إذ أنني ظننته أحد الأطفال المشاكسين ، أدرت عنقي للخلف لأفاجأ بشخص طويل هزيل يتوشح بالسواد حتى أن شعره مخبَّأ أسفلَ قطعة من القماشْ كالقبعة ممَ جعل رؤية ملامحه أمرا صعبا ، شعرت به ينظر نحويْ ثمَّ يمد كفه محاولا الإمساك بكتفيْ ، مالذي يفعله ! ، صرختُ بانفعال ثمَّ تراجعتْ للخلفِ سريعا ، صوتيْ جذب انتباه عميْ و " إيرما " أولئك الذَيْنِ أخذا يرمقاننيْ باستغرابْ ، بدأت ملامح " إيرما " تلينُ قليلا وحاولتْ كبت ضحكتها وبصعوبة ، أما عنْ عمي "ويلبرت " فقد أخذ ينظر إليَّ بتأنيبْ قبلَ أن يتقدمَ نحو ذلك الشخصْ ويهتف : آوه سيدة " ليونيل " صباح الخير !
استدرت سريعا أرقبُ من تُسمى ب " ليونيل " ، كيف يمكن لسيدة أن تكونَ هزيلة إلى هذه الدرجة ثمَّ لماذا تضع قماشا كالقبعة أعلى رأسها ، هل تعانيْ من شيءِّ ما ! ، أخيرا أزاحت تلك القطعة لتظهر خصلات شعرها المشيبة البيضاء ، ملامحها كانتْ شاحبة جدا و كأن الراحة غادرتها منذ وقتِ طويل ، حاولت تقوية بصرها الضعيف عن طريق ارتداءِ نظارة كرويَّة الشكلْ ، تبسمت بضعف قبلَ أن يظهر صوتها مهزوزا كحالتها : صباحُ الخير " ويلبرت " ، أنت تقومُ بالكثير لأجلنا ثانيَّة ! ..

بدأتْ تتحدثُ مع عميْ قليلا من الوقتْ فيمَ حاولتُ إبعاد الإحراجَ عني عندما جذبت نفسا عميقا أحاول بذلك تهدئة نفسي ، نظرت صوب " إيرما " التي وقفت بالقربِ منيْ إلا أنها لم تكف عن الضحكْ بل إنه بدأ يزداد ، احتدتْ ملامحيْ بلؤمْ وحاولتُ تجاهلها فتبعتُ عميْ و السيدة إلى الداخلْ رغمَ سماعيْ إلى صوتَ ضحكها الذي بدأ يتعالى قصد إغاظتيْ !
cryaotic and Emaa Maad like this.
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag

التعديل الأخير تم بواسطة غسَقْ | ; 03-06-2016 الساعة 10:23 PM
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 03-06-2016, 09:49 PM
 

الملجأ ليس في حالة جيدة وليس سيئا أيضا ، فالأرضية والسلالم من الخشبْ ، كان خاليا بطريقة غريبة ، لا لوحات ولا زهريات ولا حتى سجاداتٍ تمنع برودة الأرضْ ، قادتنا تلك السيدة إلى باب منفرد كانَ على اليمين ، فتحتهْ ولمْ يكنْ سوى المكتبْ الخاصِ بها ، إنه بسيطْ جدا ، مجردُ طاولة أمام النافذة خلفه كرسيْ حيث تجلسً هيَّ وأمام مكان جلوسها كرسيين آخرين ، وقريبا من مكتبها تقبع منضدة على الجدار ، هتفت بنبرة صوتِ غريبة : لكنك تتأخر دائما بخطوة سيد " ويلبرت " ! ..
كانت تقصدُ ذلك الشخص الذي يقفُ قريبا من النافذة ينظر إلى الخارج إلا أنه قد استدار نحونا عند دخولنا ، أيُّ كلمة قد تصفه ! ، أيٌ انطباع قد تكونَ عنديْ لدى رؤيته ! ، ملابسه فاخرة وذلك واضحْ فهيَّ تبدو وكأنها من علامة معروفة عدا عنْ ملامح وجهه المائلة للحدة قليلا ، خصلاتُ شعره ماثلت لون العسلْ وذلكَ غريبْ ، من يكونُ هذا الشابْ يا ترى ؟! ، رغمَ أنه يبدو ارستقراطيَّا إلا أنه يتحدث مع عمي بكل بساطة حتى أنه صافحه ببشاشة ، ألقى التحية على " إيرما " ثم عاد ينخرط في الحديثِ مع عميْ والسيَّدة ، هل أنا خفيَّة ، لماذا لم يلقيْ التحيَّة عليْ ، عديم تهذيب ، أخبرت نفسيْ بأن فكرة المجيء إلى هنا خاطئة ، أتمنى أن ينتهيَّ هذا بسرعة ! ..

ما قطعَ هذه اللحظاتِ المليئة بالحفاوة والعبارات المنمَّقة أصواتُ خطواتِ غريبة كنتُ قد شعرت بها لقليل من الوقتْ إلا أن صوتها بدأ يتعالى بل يقتربْ نحوَ الغرفة ، التفتُ أرقبُ تلكَ الأجساد الصغيرة التي اقتحمت الغرفة بلا استئذان ، أحاط أولئك الصغار بعمي " ويلبرت " و " إيرما " ، بل إنهم تشبثوا بثياب الأول وطلبوا منه حملهم ، أما عن " إيرما " فقد بدأت تتبادل معهم أطراف حديث وتسألهم عن أحوالهم ،تبين لي بأنهم على علاقة مع هذا الملجأ ومع الصغار منذ زمن ، أعمار الأطفال متوسطة ما بين الخامسة والثانية عشرة ، ولكم شعرتُ بالسوء لرؤيتي لحال ثيابهم ، صحيح بأنها تبدو عادية إلا أنها مستعملة كثيرا ، ذلك واضح ! ..

أرغمت السيدة " ليونيل " عمي " ويلبرت " على الجلوسْ واحتساء الشايْ لبعضٍ من الوقت رغم تذرعه بمشاغل أخرى ، تبرعت " إيرما" لتحضيره ثم أشارت إلي لأتبعها بهدوء ، نظرت إلى عمي الذي جلس أمام ذلك الشاب يتشارك الحديث مع السيدة التي جلست لتوها على كرسيها ،فكرت بأنه لا معنى لوجودي هنا ، ضغطت على شفتي وقصدت الخروج من الغرفة ، ربما سأشعر بالقليل من المتعة لو قضيت هذا الوقت برفقة والدي ، توجهت حيث ينبعث النور من غرفة قريبة من المكتب دلفت إليها بتعجل فرأيتُ " إيرما " تقف أمام طاولة توسطت المطبخ تقوم بترتيب الفناجين على صينية عادية ، حولت بصري إلى الفرن حيث يوجد عليه إبريق الماء يغلي ، لم يكن المطبخ واسعا وهو يحتوي على القليل من الأرفف بالإضافة إلى براد صغير ، لا أعتقد بأن هذا المكان يمكنه تحمل ذلك العدد من الأطفال ، تساءلت باستغراب واضح : ألا يزال هذا الملجأ يستقبل أطفالا ؟ ..
أخرجت " إيرما " أوراق الشاي من علبة ما لتحشرها داخل إبريق التقديم ، أجابت قائلة : لا ، فكما ترين هذا الملجأ لا يستطيع تحمل أكثر من عشرة أطفال .. صمتت لثوان معدودة لتضيف بعدها : السيدة " ليونيل " رقيقة القلب وحنونة كثيرا ،وهي تبذل جهدها في مساعدة الآخرين ، إلا أنها تقابل بالصَّد فلا أحد يتبرع للملجأ بل إنهم يطالبونَ بهدمه لإقامة أحد المنتجعاتِ بدلا منه ! ..

يالهمْ من قساة ! ، لماذا يقومون بطلبِّ شيءِ كهذا ! ، أعني لو أغلق هذا الملجأ إلى أين ستذهب السيدة مع الأطفالْ ؟ ، لقد اعتاد أولئك المساكين على العيشِ في هذا المكانِ حتى ، أخيرا أَصبح الشايُّ معدَّا حملت " إيرما " الإبريق والفناجين متوجهة رأسا إلى المكتبْ ، تبعتها بينما أفكر بأن السيدة قويَّة فعلا فبالرغم من أن ذلك الرجلَ يستطيع وبفرقعة إصبع واحدة أنْ يخفي هذا الملجأ إلا أنها لا تزال صامدة في وجهه دون مساعدة من أحد ! ..


عدت أدخل الغرفة أستمع إلى الحديث ِ الدائر بينهم هم الثلاثة حيثَ زاد الشحوبُ على وجه السيدة التيْ أردفت ببؤس واضح : بعد ذلك أخبرته بأننيْ لا أستطيع مقابلته بسبب انشغاليْ ببعض الأمور الطارئة ! ..
عقَّب عميْ على قولها سريعا وباهتمام : ولكنك لا تستطيعين الاستمرار في الهربِ منه ، لابد أن يكونَ هنالك حلُ لهذه المشكلة سيدة " ليونيل " !
نقلت بصرها نحوه ثمَّ استطردت بقليل من الحسرة : لا أستطيع الوقوف في وجهه أكثر من ذلك ، إنه يستخدم الكثير من الحيَّل حتى أنه حاولَ رشوتيْ بالمالْ لأعدل عن رأيي ، ذلك الرجلُ سيء الطباع ولا يفكر سوى في مصلحته .. أضافت : هنالك الكثير ممن يحتاجون يد المساعدة وأنا لا أستطيع التخلي عنهم ! ..

زفرتْ بعمق قبلَ أنْ تتناول فنجانَ الشايْ الساخنْ لتبلل ريقها ببعض قطرات يسيرة منه ، شعرت بأن الوضع بدأ يزداد توترا للحظة رغم أنني لست طرفا مشاركا في الحديث ، جعل الصمت الجميع في حالة من الذهولِ المريب ، بدأت أشعر وكأن تلك السيدة ستنهار في أية لحظة ! ، يجبُ أن يكون هذا حالها وهي تشعر بأنها ستفقد الشيءَ الوحيد الذيْ يُمكنها من العيشْ ، قطع ذلك الصمت المزعج صوت عمي الذي بدى وكأنه قد سئم التفكير بذلك الموضوع أكثر ، إذ أنه هتف معارضا : يجب أن يكون هناك شخص واحد على الأقل يخبره بضرورة العدول عن رأيه .. نقل بصره إلى الشابِ الجالس أمامه وتساءل : ألا تعرفُ ذلك الرجلْ ؟! ..

رفعت بصريْ إليْه أرمقُه يجلسُ في هدوءْ بينما يرتشفُ القليل من الشايِّ ، لستُ أدريْ لم بدأت أشعر بالقليل من الانزعاجِ منه ، فهو يتصرف أكبر من عمره حتى أنه لا يوليْ للأشخاص الجالسين حوله اهتماما ولكن الغريبَ في الأمر بأن عمي والسيدة يعاملانه بكل طيبة متجاهلينَ تصرفاته المتعجرفة ، مالمشكلة مع هذا الثريْ المغرور يا ترى ! ، ترك فنجانه جانبا على سطح الطاولة قبلَ أن يجيبَ بلا مبالاة فيمَ ينظر مباشرة صوبَ عمي : لست أحضر المناسباتِ مؤخرا ، لكننيْ أعرفُ بأن " كلارك ما كبريد " استطاع الحصولَ على منصبه الرفيع هذا بطرائق ملتوية غير شرعيَّة .. أردفَ بشيءِّ من الضجر : لمْ أقم بالتعاملِ معه قبل ذلكْ أعني تعلمُ بأن السيدة ترفضُ أنْ أتصرفُ بدونِ إذنها ! ..
لا أدريْ إن صدَّق عمِّيْ قوله السابق أمْ لا ولكنه ظلَّ يحدق فيه لفترة جعلتني أنظر إليه بشيءٍ من الغرابة ، أظن بأن الشابَ سينزعج فهو يبدو وكأنَّه يُكذبه إنما بطريقة غير مباشرة ، إن كلامه مثير للريبة فعلا ، حتى أنه ختمَّ إجابته بطريقة سريعة وكأنه لا يرغبُ منهما الإكثار في طرح الأسئلة ، أعني من سيصدق شابا مثله ! ، لم أفكر بالأمر أكثر من ذلك إذ أن هنالك أمر آخر يشغل تفكيريِ ، أشعر بالجوعِ ، أنقذنيْ يا والديْ ، ظللتْ أرمقُ الجميع حيثُ عاد الصمت يفرضُ سيطرته عليهم مرة أخرى ، هذا غير مجديْ ، سيطولُ الأمر بلا فائدة ، زفرتُ بتضجر قبلَ أن ينتبه جميعنا إلى تلك الخطواتِ الراكضة القادمة نحوَ الغرفة ، استقامتْ تلك الصغيرة حال دخولها للغرفة لتهتفَ بصوتِ عال من بين نفسها المتقطِّع : ماما "ليونيل " ، " كلينت " سقط في البركة ! ..

هبَّت تلك السيدة واقفة من مكانها وقد غادرت الراحة ملامح وجهها ، تركت مكانها سريعا ثمَّ سارعت باللحاق بتلك الطفلة ليتبعها عمي و "إيرما " ، الرحمَّة .. كنتُ أعلمُ بأن اليومَ سيكونُ سيئا ، حدسيْ لا يخيبُ على الإطلاقْ ، ارتددت على عقبي أقصد اللحاق بهم لولا رؤيتي لذلك الشاب الذي ظل جالسا في مكانه والغريب في الأمر بأنه يحتسي الشاي في هدوء ظاهر ، أظن بأن مرض جنون العظمة لديه قد فاق تصوراتي ، ابتلعت ريقي بصعوبة عندما أدار عنقه صوبي مستفسرًا عن سبب تحديقي الطويل ، تركت المكان بسرعة وفضلت الهروب من أمامه ، لستُ أرغبُ في خوضِ جدال عقيمِ مع أمثاله ! ..
بمسافة تبعد حواليْ مترين عن الملجأ قطعناها جريًا إلى حيثُ يتجمع أولئك الأطفال الذين بدأوا يستنجدونَ بأصواتهم المرتفعة علَّ أحدًا يسمعهم ، في منتصف البركة يُصارع ذلك الصغير الماءْ بذراعيه ، ينثرهُ هنا وهناك فيغيبُ صوته عن الحضور فور أن يغمر الماء رأسه ، بقيَّ الجميع مذهولا لوهلة حتى أن السيدة بقيت واقفة في مكانها تناديْ باسمه وتخبره بأن ينتظر لا أكثر ، الأطفال حولَ البركة معظمهم كان مشغول بالنظر إلى زميلهم المسكين بينما ترسم ملامحهم ذعرا لا حدَّ له ، لم يدمْ ذلكَ الوضعُ طويلا فسرعانَ ما تناثرت المياه بقوَّة إثر عمي " ويلبرت " حيث قفز بسرعة إلى هناكْ لينقذ ذلك الطفلَ المدعوَّ ب " كلينت " ، ليست سوى دقائق قليلة حتى ظهر من تحتَ الماءْ محيطا ذلك الطفلْ بذراعيهْ جاذبا إيَّاه إلى الضفَّة ، ظهرت الراحة جليَّا على ملامح السيدة حيثُ التقطت ذلك الصغير بين ذراعيها وقد بدأ يسعل بطريقة خشنة ، بعد ذلك استقامَ عميْ واقفا بعد أن خرجْ لتسارع إليه " إيرما " ممسكة بذراعه وتسأله إن كان بخيْر ! ..
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag

التعديل الأخير تم بواسطة غسَقْ | ; 03-06-2016 الساعة 10:21 PM
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 03-06-2016, 10:05 PM
 

انشغلت السيدة " ليونيل " في تجفيف وجه الصغير والتربيت على ظهره برفق ، إنَّ الأطفالَ مثيرون للجلبة كثيرا ، فكرت بأن السيدة لنْ تكونَ قادرة على تحملِ إزعاجاتهم المستمرة بينما تواجه مشكلة كبيرة ، استدرتُ نحوَّ عميْ المبتلُّ بالماء فتوجهتُ إليه بخطواتِّ واسعة قدَّمتُ إليه القليل من المناديلِ التيْ كنت قد وضعتها سابقا في جيبيْ لأراه يرفعُ حاجبيه في استغرابْ بينما يرمقنيْ بابتسامة ، تقلصتْ ملامحيْ لوهلة ، لا أدريْ لم يظن الجميع بأنيْ لا أملكَ مشاعر ! ، كلُ مافي الأمر بأننيْ لا أحبُ إعطاءَ الأمور أكثر ممَ تستحقْ ، تناولها من بين أًصابعيْ برفقْ فشكرنيْ قبلَ أن يربت على كتفيْ ، التفتُ نحوَّ السيدة التيْ استطردت بتساؤل نحو ذلك الصغير المبتل : هل كنتَ تعبث ثانية " كلينت " ! ..
لمْ يكن ليقدر على الإجابة تحتَ وطأة رجفة سريعة استولت على جسده ، لن يقدر أحد على لومه ، أجابتْ فتاة شقراءَ عوضا عنه : لقد تشاجر مع " ديكان " ثانيَّة ! ..
زفرت تلك السيدة بعمقْ فظهرت عقدة حاجبيها معبرة عن استيائها الذي بدأ بالتفاقم ، استدارت نحوَّ صبيْ بدى ليْ وكأنه يبلغ الثانيَّة عشرة ، ملامحهُ الطفوليَّة توحيْ على العناد كثيرا وبرؤية ثيابه المتسخة بالطين والترابْ بدى وَ كأنه قد دخلَ في عراكْ مع أحدهمْ ، انتفضَ ذلك الصغير المدعوُ ب " ديكان " من مكانه لينظر نحوَ السيدة هاتفا بعناد : لم أكن لأفعل ذلك لو لم يتهمنيْ بسرقة النقود التيْ مُنح إيَّاها ليلة البارحة ! ..
احتدت ملامح السيدة أكثر وهتفت بتساؤل : أحقا لم تفعل ذلك ! ..
تقلصَّت ملامح وجهه بقوة وبدى غير قادر على الرد ، موقفه يبدو ضعيفا أمام نظراتِ الأطفال وعدم تصديق السيدة له ، ارتدَّ على عقبيه وركضَ مهرولا عائدًا إلى الملجأ رغمَ أنه كاد يتعثر لمرتين ، نهضت السيدة " ليونيل " من مكانها وهتفت بالأطفال بصرامة بألا يعبثوا معه و يتركوه إلى حينِ تحادثه هيَّ ، استدارت نحوَ عميْ ليظهر الأسف جليَّا على ملامحها ونبرة صوتها المعتذرة : أنا سفه " ويلبرت " ، لقد فعلت الكثير ! ..


وأخيرًا ، قرر عميْ العودة بنا إلى المنزلْ قائلا بأن عليه تبديل ملابسه ومن ثمَّ يعود هو لاستكمال توزيع بقيَّة التبرعاتْ ولكم شعرتُ بالراحة حينها ، أظن بأننيْ لن أفكر بالخروجَ من ثانيَّة ، حال دخولْيْ للمنزلْ رأيتُ والديْ جالسًا على أحد الأرائكِ بهدوءْ ، من الغريبِ أن يبقى هادئا بلا حراك فطباعه لا تتغير بسهولة ، تقدمت أكثر نحوه مستفسرة لولا أننيْ فوجئت بوجود سيدة أخرى تجلسُ مقابلة له ، ترتسم الجديَّة على ملامح وجهها وكم أعطتها خصلات شعرها المشدودة للخلفِ مظهرا مرتبا مع معطفها الذيْ يحتويْ على الكثير من الفرو ، تسمرت في مكانيْ عندما رأيتُ حدقتيها تستقرانِ عليْ ، ما بال هذه النظرات ! ، هذا سيءْ لم أحبَّها البتَّة ، أدار والديْ عنقه نحويْ ثمَّ هتفَ قائلا : عزيزتيْ ، تعاليْ وألقِ التحية على السيدة " لورينز " ! ..
امتثلتُ لأمره أخيرا بعد أن تحررت من عينيها الحادتين حيثُ شعرت بأن نظراتها تلك قد تحدثُ ثقبا في جمجمتيْ ، تقدمت نحوهما أكثر لأقف قريبا من الأريكة التيْ يجلسُ عليها أبي ، جذبت نفسا عميقا بعدها هتفت بينما أحاول ُ جاهدة إظهار بسمة على ملامحيْ : صباح الخير ، سعيدة بلقائك ! ..
لاحظتُ ملامح وجهها التيْ لا نتْ فجأة وكم شعرت بالسعادة لأنها لمْ تعد تنظر إليْ كما السابقْ ، تبسمت في وجهيْ يتملقْ قبلَ أن تدير بصرها صوب والديْ وتتحدثَ بطريقة اعتبرتها مجاملة نوعا ما ، هتفت قائلة : ربما تكونُ محظوظا لأنك تملك ابنة مثلَ " لوسيانا " سيد " هارولد " ! ..



تقلصت ملامحيْ رويدا وبقيتُ أحملق فيها بشكل مريبْ إنها بالفعلِ غريبة ، هذه السيدة أعجز عن تفسير تصرفاتها ، فملامح وجهها تظهر عكسَ ما تقوله ، بخلافِ والديْ الذي صدَّق ما قالته نوعا ما إذ أنه تبسم مجاملا وشكرها بطريقة لائقة ، طلبَ منيْ الجلوسْ لأفعل في ذات الوقتِ الذي دخل فيه عميْ " ويلبرت " بعد أن ركن الشاحنة قريبا من مدخلِ المنزل فهو سيخرج ثانيَّة على أيَّة حال ، بدت ملامحه متفاجئة حال رؤيته لتلك السيدة إذ أنه وسريعا نفض كفيه من الترابْ العالق بهما ثم تقدم نحوها بخطواتِ واسعة ، أمسك كفها برفقْ ليحنيْ ظهره قليلا مُرحبا بها بتلك الطريقة الغريبة ، حينها فقط علمت بأنها مختلفة عنا ،هي ليست كأيِّ سيدة عادية ما دام عميْ يعاملها بتلك الطريقة وهو الذي لا يفرق بين أيِّ من كان ، بعدها عاد يجلسُ على أريكة قريبة من مكان جلوسها ، استطردت بقليل من الهدوء : وصلنيْ بأن حفل البارحة كان مثاليَّا .. أردفت : كنتَ خير عون لهم بالفعل ! ..
ظهرت ملامح الامتنان جليَّة على وجه عميْ الذي هتف بطريقة تختلف كليَّا عن طريقة حديثه العاديَّة : ممتنٌ لكِ سيدة " لورينز " .. عاد يضيف باستغراب واضح : كنتُ أظن بأننيْ سأجدكِ من الحضور في الحفل البارحة ! ..

لماذا لا أزال مدهوشة بها ! ، أظنُ بأني لأول مرة أرى شخصا يتصرف كالنبلاء فعلا ، هل هم هكذا دائما ! ، متحفظون ، وتتسم تصرفاتهم بكثير من الكبرياء ، هذه السيدة تبدو أكثر من ذلك ، أتساءل كيف تعيشُ براحة إن كانت تتصرف بمثل هذه الطريقة دائما ، شعرتُ بأنها أحسَّت بنظراتي المطوَّلة نحوها لذلك فكرت بالنهوضِ سريعا ، أخبرت والديْ بأني ذاهبَة لاستنشاق الهواءْ وقال ليْ بأن أعود سريعا ، لا أدريْ لمَ ولكننيْ شعرتُ بأن ملامحه كانت تنقبض فجأة عندما ينظر نحويْ هل لذلك الأمر علاقة بذهابيْ للملجأ يا ترى ! ، لست أدريْ ! ..

على كلِّ خرجتُ من المنزلِ سريعا وفور أن فعلت ذلك حتى ملأتُ رئتايَّ بالهواء ، لقد انقطع نفسيْ لوهلة تلك السيدة مزعجة فعلا ، لمْ أعتقد بأننيْ سأضطر إلى تجربة الكثير من الأشياء المختلفة هنا ، بالفعل الحياة في المزرعة تختلفُ كثيرا عن حياة العاصمة ، حيثُ الثانيَّة مليئة بالمشاغلْ عديمة أوقات الفراغْ ، مع أننيْ لست أدريْ كيف يحتملُ عمي و " إيرما " العيشَ في مكانِ منعزلْ كهذا ، لا أتخيل نفسيْ أعيشُ هنا بلا تلفازْ ، بلا هاتف محمول بدون حتى سماع أصواتِ السيارات المزعجة ، لا أظن بأني سأحتمل مكانا بهذا الهدوءْ ! ..

دسست كفي بجيبي سترتي وفكرت بالعودة وقضاء بقية اليوم برفقة " إيرما " لولا سماعي لصوت حركة قريبة من الأشجار على يميني ، ظللت أحدق في ذلك المكان لفترة من الوقت إلا أن شيئا لم يحدث فكرت بأنني كنت أتوهم ، شجاعة غريبة استولتْ على كياني وجعلتنيْ أتقدم بخطواتِ بطيئة إلى هناك ، وقفت بمسافة متوسطة تقريبا عن جذع شجرة قريب ، اكتشفت حينها وبوقت متأخر بأن تلك الحركة كانت لشخصِّ ما ، إذ أننيْ استطعتُ رؤيةَ ظلِّه ممتدا على الأرضية لقد فضحه وانتهى الأمر ، شيءٌ غريبْ ، بلْ هاجسٌ مخيفْ جعلنيْ أعتقد بأن ذلك الشابْ قد يكون ذاته شابُ البارحة ، الشابُ الغريبْ ، لماذا لا يزال هنا ؟ يحومُ حول منزلِ عمي ! ، ليتني فقط أذكر ما حصل معي ليلة البارحة ، قبضت على أصابعيْ بقوة واستلهمتنيْ قوَّة غريبة جعلتنيْ أطيل النظر في ذلك الظل الغريبْ ، ابتلعت ريقي بصعوبة في محاولة صعبة لترتيبِ الكلماتِ في ذهنيْ ، هتفت قائلة بصعوبة : من هناك ؟ .. أعلم بذلك ثمَّة شخص هناك ..

الثوانيْ الصامتة التي مرت عليَّ بعدها جعلتنيْ أشعر بقليل من الخوف والرهبة ، لأول مرة أشعر بمثل هذا التوتر فيْ حياتيْ ، كيف استطعتُ سؤاله ! كيف تمكنت تلك الكلمات من الخروج ! ، لا أدريْ أِشعر بأننيْ أتصرف بغرابة أحيانا حينما أكونُ مضطربة ، ارتددت على عقبيَّ بسرعة في ذات الوقت الذيْ خرجَ فيه من وراء الجذع ينظر إليَّ بملامح هادئة إلا أنها بثت الرعبَ في داخليْ وجعلتنيْ غير قادرة على الحركة ، عدمُ القدرة على الحركة ! ، أشعر وكأنَّني أحسست بهذا الشعور من قبل ، الخوف والرهبة مع الانتظار ، الحفل التنكري ليلة البارحة مع ذكرى مسدس مريب ، تذكرت ! ، لقد تذكرته إنه الشاب الذي رأيته مختبئا البارحة ، هذا مخيف ليتني لم أتجرأ على القدوم إلى هنا ! ، لم أعتقد بأنه سيستجيبُ لندائيْ وَ يخرج فعلا !..

تراجعتُ خطوتين إلى الخلفْ بينما لم يفارق جسده ناظري ، خشيتُ بأن يفعل شيئا مخيفا ، لا تزال زبرجديتيه المخيفتين تجبرانني على الوقوف أمامه بدون أن أتراجع ، لماذا يمتلك هذه النظرات المرعبة المخضِعَّة ؟ ، ذلك سيء ، شعرتُ برأسي ينبض بقوة فور أن التقطت مسامعي صوتا غريبا ينادي باسمي ، اعتقدت لوهلة بأن ذلك الشاب قد نادى علي إلا أنه بدى متفاجئا بذلك الصوت مثلي فهو قد هرب سريعا ، استدرت للخلف أبحث عمن نادى باسمي ، ويا للمفاجأة ، الثري من الملجأ ! ، كيف تبعنا إلى هنا ؟ ، الأهم من ذلك كيف له أن يعرف بأمر اسمي ، ظلَّ يحدقُ بي بهدوء منتظرا إجابة مني ولكن لا أظن بأني قادرة على فعل أي شيءِّ الآن ، عدت أستدير للخلف أرمق ذلك الشاب المختبئ ولكن لا أثر لأي أحد هناكْ ، لا بد وبأنه هرب فعلا ! ، عدت أنظر صوب ذلك الثري الذي اقترب من مكان وقوفي هاتفا بملامح باسمة : صباح الخير ! ..

هل فقد عقله يا ترى ! ، أقسم بأن من أراه أماميْ الآن يختلف تماما عن ذلك الشخصٍ الذي رأيته في الملجأ ، هل هو ذلك المتعجرف عديم التهذيب حقا ! ، لست متأكدة ، جذبت الكثير من الأنفاس وباضطراب رددت التحية عليه ، مالذي يمكنني فعله ! ، لا أستطيع التصرف بشكل صحيح الآن ، عدت أنظر إليه مرة أخرى بعد أن نادى باسمي ثانية ، حينها فقط شعرت بشيء غريب ، أحسست بأن هذا الصوت ليس غريبا عني ، أجزم بأنني سمعته قبل الآن ، عقدت حاجبي لفترة من الوقت قبل أن أرفع بصري نحوه بتردد لأتساءل باستغراب واضح : أنت .. " إيرل " ؟! ..


تمَّ البارت الثاني ..
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 03-06-2016, 10:17 PM
 
هي...لن أسمح برد قبلي و لو سطحي...
فروايتك فاقت تصوراتي، و بأقرب فرصة سأقدم لك طبقا يزيح تعب أناملك البارعة..
غسَقْ | likes this.
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 03-07-2016, 05:34 PM
 

بارت خارق....
أعجبتني شخصية ليونيل التي أوقفت حياتها لسعادة الأطفال... و كم سرني أن أرى تفاعل العم ويلبرت معهم ، و للخير بصمة على كل حال...
و من المؤسف وجود بعض القساة الذين لا يهتمون سوى بمنافعهم ... قال منتجعات!
بالنسبة لي تلك وقاحة...
مابها بطلتنا لوسيانا...لا بأس بإظهار مشاعرها بشكل أوضح بدلا من هذا الغموض... لكنها تعجبني... لها أسلوبها....
و المفاجأة... لم أتصور أبدا أن يكون إيرل هو ذات الشاب في الميتم!...شخصيتان متفاوتتان...شخص ذو كبرياء و آخر لطيف التعامل...

حقا بارت رائع... لا أعرف بم أعلق أكثر فكل لحظة،منها تحتاج لتعليق و ثناء...
تقبلي إختصاري ...

التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 03-15-2016 الساعة 07:48 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنصت لترانيم الأمل و انسجم مع صيحات الألم ترانيم الأمل | Corsica مدونات الأعضاء 48 12-04-2015 12:04 PM
سيبقى الأمل .. لننسى الألم رنا حسن نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 0 06-14-2012 05:16 PM
قبل أن تيأس ..الأمل الأخير حمزه عمر نور الإسلام - 1 12-02-2007 10:52 PM


الساعة الآن 01:18 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011