عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #66  
قديم 12-28-2015, 05:28 PM
oud
 
لقدّ مرّ يومينّ و هيّ علّى حالّتها تلكّ مسّتلقيةّ فيّ فراشهاّ غيرّ قّادرة علىّ تـّحريكّ جسدّها أخذتّ تجّول بّعينيهاّ فيّ غّرفتهاّ بّّهدوء
شديدّ لاّ تعلمّ متىّ ستّكون ضّربة ديميتريّ القاّضية لهاّ نـّزلت دّموعهاّ مجدداّ محاّولة أنّ تّؤنسّ نفسهاّ عندّما فجّأة فتحّ بابّ لكيّ
يظهرّ من خلفهّ أليكساندرّ علىّ شفتيهّ ابتسامةّ مرتبكةّ قدّ بدّا متردداّ لكنّ تّقدم نحوهاّ مسّرعاّ ابتسمتّ ماريّ لهّ بلطفّ فّقال بّفرحّ
ـ ماريّ لقدّ غـّادر ديميتريّ إلىّ أقربّ رحلّة للندّن تّركّ المنزلّ بّأكمله و رحلّ يمكنكّ الهربّ الآنّ ماريّ ..
نـظرتّ إليهّ ماريّ بّإرهاقّ ثمّ أومـّأتّ بالنفيّ لاّ تستطيعّ ، لمّ تّأكلّ منذ مدّة لذّلك جسمهاّ ضعيفّ نهيكّ عنّ قدميهاّ المتضررتينّ بشدّة
لذّا حتىّ لوّ سنحتّ لهاّ الفّرصة فهي لاّ تقدرّ أغلقتّ عينيهاّ محاولةّ النومّ قليلاّ عندّما ظهرتّ ملامحّ الحزنّ علىّ وجّه أليكساندرّ
الذيّ تّحدثّ مجدداّ بّإلحاحّ
ـ لكنّ ماريّ لقدّ أوقفتّ عـّمل الكّاميراّ منّ غرّفة المرّاقبةّ أيضّا لاّ يوجدّ سوىّ خادّمة و حارسّين يمكنكّ الاستنادّ عليّ هياّ يجبّ عليكّ
الـّرحيلّ قبلّ أنّ يعودّ ديميتريّ لأنهّ سّيقتلكّ لاّ محاّلة ..
ما الذيّ يتحدثّ عنهّ هذاّ الطفلّ ألاّ يدركّ أنّ تلكّ الكدماتّ البنفسجّية تغطيّ معظمّ جسدّه ؟ إنهّ بالكاد يّستطيعّ السيرّ هوّ فيّ مثل حالتهاّ
تماما كلاهماّ تعرضاّ لعّقابّ منّ طرفّ ديميتريّ لذلّك كيفّ له أنّ يتحدثّ عنّ الهربّ مجدداّ ؟ إنهّ أمرّ مستحيلّ ، قـّالت لهّ بنبرةّ هادّئة
ـ لا بأسّ ألكيس فّأنا لاّ أملكّ مكاناّ للعودةّ إليهّ ..
زمّ أليكساندرّ شّفتيهّ بّتعاسةّ بعدّ كلّ ذلكّ الجّهد الذيّ بّذله للوصولّ إلىّ غرفةّ المراقبة لتحريرّ نفسهّ من سجّنه و لّإلهاءّ الخاّدمةّ لكنّ
و بالنـظرّ إليهاّ كانتّ بالفّعل ضّعيفةّ للغاّية كادّ أنّ يخرجّ خاّئب الأملّ عندّما فتحّ بابّ الغـّرفة ظّهرت الخادّمة بّصينيةّ الأكلّ تّقدمتّ ناحيّتهمّ
قدّ شحبّ وجّه أليكساندرّ إذّ أنه منعّ عليهّ الاقتراب من مارّي ، فجّأة نزعتّ الخادّمة قّبعتهّا لكيّ تسدل خصّلات شعرهاّ الأشقرّ الطّويلّ
علىّ ظهرهّا رفعتّ وجّهها و نـظرات ّالعـّزم واضحّة عليهاّ عينينّ زرقاوتينّ بّشرةّ صّافيةّ هيّ بكل ّتأكيدّ ليستّ خادّمتهمّ ، تّقدمتّ مسرعة
لكيّ تجذبّ الكرسيّ المتحركّ المرميّ فيّ الزاويةّ ثمّ وضّعته بجانبّ السّريرّ لكيّ تّبتسمّ بّحماسّ متحدثّة
ـ ماري .. ماريّ دّعيناّ نخرجّك منّ هناّ
فتحتّّ ماريّ عينيهاّ بّتعبّ لكيّ تلمحّ كليرّ أمامهاّ ابتسمتّ بّلطفّ إذّ ظّنت أنهاّ تتوهّم وجودّ الناّس حولهاّ ثمّ عـّادت لنوم كيّ تّحملّها كليرّ
بّصعوبةّ نظرّا إلىّ أن كلتاهماّ ضّعيفتينّ فيّ البنيةّ ثمّ وضّعتهاّ علىّ الكرسيّ المتحركّ حدّث ذلكّ كلّه أمامّ أنـظارّ أليكساندرّ المندّهش
تّحدثّ بّصدمة
ـ كليرّ غلوري ماّ الذي تّفعلينهّ هنا ؟ لوّ علمّ ديميتريّ بخيانتكّ سّوف يستهدفّ أخيكّ بكلّ تّأكيدّ
استـّدارتّ كليرّ ناحيّته تّرمقهّ بدّهشةّ هلّ كان هـذا الفتىّ هناّ طوال الوقتّ لاّ و الأدّهى أنهّ يعلمّ هويتهاّ لكنّ ماّ الذيّ يقصدّه بكّلماتهّ هذّه ؟
كادّت أنّ تتحدثّ عندّما دّخل فرانسواّ إلىّ الغـّرفة نـظرّ إلىّ كليرّ بّإنزعاجّ إذّ أنهّا استغرقتّ وقّتا أطّول ممّا كانّ محدداّ لهاّ قّال بّعصبية
ـ تـّبا كليرّ ألاّ تجّيدين فعلّ شيءّ ؟
تلعثمتّ محاولةّ أنّ تجدّ إجاّبة لكنهّ تجاّهلهاّ و هوّ يتبعّ إشّارة ماّ فيّ هاتفهّ إلىّ حينّ أنّ وصلّ لخزانة ملابّس ماريّ فتحّها ثمّ أخذّ سّوراّ
ماّ أيضاّ قلاّدة و وضّعهماّ فيّ جّيبه عـّاد ناحيتهماّ لكيّ يحملّ ماريّ بينّ ذراّعيه بّسهولة تامّة استيقّظت الأخيرّة أخذتّ تنـظرّ إليهّ بّعدم
تصديّق هّل بدت تتّوهم ؟ فرانسواّ حيّ يرّزقّ أمامّها بدّأتّ دموعهاّ بالنزولّ عندّما تّحدثّ فرانسواّ بنبرةّ جادةّ
ـ أعتذرّ علىّ تـّأخريّ سيدتيّ سّوف نرحلّ الآنّ
أومـّأتّ بالإيجابّ غيرّ مصدّقة لكنهاّ سّعيدةّ لكونهّ بخيرّ حيّ لقدّ كانتّ تلومّ نفسهاّ على موتهّ لكنّ هاهوّ واقفّ أمامهاّ بنظراتّه الجادّة
المـرفقة بالّراحةّ أشـّارت ناّحية أليكساندرّ الذيّ لاّ يزالّ مصدّوماّ ثمّ قّالت بّرجاءّ
ـ لاّ تتركّه فرانسواّ ..
نـظرّ إلىّ أليكساندرّ بّقليلّ منّ الحيرّة ليستّ لديّه أيّ معلوماتّ عنّ وجودّ طفلّ لدّى ديميتريّ قد يكونّ خطراّ علىّ عّملية هروبهم لكنّ
سينفذّ أوامرّ سيدّته علىّ أيّ حالّ أشارّ بّعينيهّ لكليرّ فّأمسكّت بّيدّ أليكساندرّ الذيّ شّعتّ ملامحّ وجّههّ بّإبتسامةّ سّعيدةّ ، همستّ ماريّ
لفرانسواّ بّشيء ماّ لكنهّ لمّ يستطعّ سماعهاّ فّاقتربّ منهاّ أكثرّ بّعد لحظات وضعهاّ علىّ الكرسيّ المتحركّ لّكي يّتحدثّ بنبرةّ آمرة
ـ كليرّ خذّيهما إلىّ السيّارة و انتبهيّ منّ فضلكّ
رمقتّه كليّر بنظرّة متّرددةّ إذّ كونهاّ سّتأخذّهما لوحدّها أمرّ صعبّ عليهاّ قليلاّ خصوصّا و أنّ حالةّ ماريّ متدّهورة أيضاّ صحةّ ذلكّ الصبيّ
لكنّ و بالّرغم منّ ذلكّ سارعتّ بتنفيذّ طلّبه لقدّ تكفلّ فرانسواّ بّالحارسّ كذلكّ بالخادّمة لقدّ كانّ الأمرّ صّعباّ عليه أيضاّ لأنهّ لمّ يشفى كلياّ بعدّ ،
بّعد عبورّ تلكّ السّلالمّ بّصعوبةّ و بّمساعدةّ من الصبيّ استطاعّ الثّلاثة أنّ يصّلوا إلىّ السياّرة أسندتّ كليرّ ماريّ عليهاّ لتجّعلها
تجلسّ بالخلفّ رفقةّ أليكساندرّ ثمّ جلستّ خلفّ المقودّ منتـّظرة قّدوم فرانسواّ كانتّ تبدواّ خاّئفة جداّ حيّث أنّ ماّ همّ مقدّمون عليهّ
خطرّ للغّاية ضربت المقودّ بّتوترّ متحدثّة
ـ لقدّ تّأخرّ فرانسواّ ..
عندّ إنهائها لجّملتها فتحّ فرانسواّ البابّ نـظرّ إليهاّ للحظاتّ إذّ بدّا وجّهها شّاحبّا بشدّة مماّ جّعلهّ يّرمقهاّ بّإنزعاجّ تنهدّ و أشارّ علىّ
مكانّ المفتاحّ ليّقول بّضجرّ
ـ تبـاّ كليرّ شغليّ المحركّ هلاّ فعلت ؟
لّا تعّلم لماّ لكنّ و فيّ هـذّه اللحـّظة تّماماّ مجردّ النظرّ لفرانسوّا قدّ أصابهاّ بالغضبّ هيّ تبذلّ جّهدهاّ لكنهّ لاّ يقدرّ ما تفعله أبدا فكلّ
ماّ قالّه لهاّ منذّ أنّ فتحّ عينيهّ فيّ المستشفىّ هّو تبّا كليرّ سحقاّ كليرّ أسرعيّ كليرّ معطياّ إياهاّ مختلفّ الأوامرّ قطبتّ حاجبّيها و ّ
شغلتّ المحركّ بعدّ ذلكّ أدارتّ المقود بّسرعةّ كيّ تصدرّ السيارة صوتاّ مزعجاّ حاداّ قاّلت بّنبرةّ غاّضبة
ـ حسناّ ماريّ أليكس تّمسكاّ جيداّ ..
احتضّن أليكساندرّ جسدّ ماريّ لكيّ يمنعهاّ منّ التّأثرّ بّسرعةّ كليرّ أغلقّ عينيهّ محاّولاّ تّخفيفّ من رعبهّ لقدّ أقدّم علّى خطّوة قد تجّعل
ديميتريّ يّثور غضباّ هوّ حتماّ إنّ وجدّه سوفّ يجّعله يندّم لكنّ الأمرّ يستحقّ العناءّ ، الرحيلّ من ذلكّ المنزلّ إفلات منّ قبضة ديميتري
لطالّما كانتّ هذّه أمنيتهّ الوحيدةّ .

آنتهّى .
__________________
  #67  
قديم 12-28-2015, 05:29 PM
oud
 
جـّزء الثّامن و الثّلاثينّ

~ ثـّقـةّ المـّعدمة


قدّ غشا ضّبابّ مـّدينةّ لندّن مـّنذّرا بّجوّ معكرّ قّادم حينماّ حطتّ تّلك الطـّائرّة علىّ سطّح مبنىّ شركةّ لبيرّ بّعد لحظاتّ خـّرج فّرانسواّ
الذيّ تحملّ مسّؤوليةّ إيصّالهمّ يضعّ نـّظارتينّ تساعدّانه لرّؤية أفضلّ عبّر الـسحابّ لكونهّ هوّ الطّيار إتجّه للجّهة الأخرّى لكيّ يّساعدّ
كليرّ علىّ النزولّ ذلكّ بحمّلها منّ خصرهاّ وضعهاّ أرضّا فّأمسكّت كليرّ رأسهاّ لّأن صداعّ قدّ داّهمهاّ سّألهاّ بنبرتهّ العـّمليةّ الهـّادئة
ـ هلّ أنتّ بخيرّ ؟
أومـّأتّ بالإيجابّ لكيّ تبتسمّ بّكلّ حمـاسّ لقدّ عـّادتّ أخيراّ إلىّ لندّن تجّاهلت رحّلتها بّرفقة بروفيسور أيضاّ هيّ سوفّ ترسبّ لاّ محـّالة
لكنّ البّقاءّ بّرفقتهمّ بّكل تّأكيدّ أفضـّل منّ ألفّ نقطّة قدّ تحصّل عليهاّ اتجهت هيّ بّدّورها للجهة الخلّفيةّ رفـعتّ يدّها و سّاعدتّ أليكساندرّ
على النـّزول بينماّ حملّ فرانسواّ ماريّ بّحرصّ خوفاّ لتّدهور صّحتهاّ أكثّر ، كادّ أنّ يتقدّم الثـّلاثة عندّما تحدثّت ماريّ بنبرةّ ضّعيفة لكنهاّ
مليّئة بالإرادة
ـ دعّني أسيرّ فرانسواّ أنـّا لستّ عـاّجزة
كادّ أليكساندرّ أنّ يعترضّ لعّلمه بّمدى الألمّ الذيّ تعرضتّ إليهّ خصوصاّ و أنّ ديميتريّ استهدفّ قدميهاّ كيّ لاّ تكونّ قاّدرة علىّ السيرّ
بعدّ الآنّ غيرّ أنهّ إلتزمّ الصمتّ بخوفّ هوّ فيّ موقفّ لاّ يسمحّ لهّ أبداّ بالحديّث عندّما أنزلهاّ فرانسواّ بترددّ فّوقفتّ ماريّ على قدّميهاّ
يبدواّ عليهاّ الألمّ لكنّ تّجاهلت كلّ ذّلك و هيّ تسيرّ جاّنباّ إلىّ جنبّ معّهمّ ، تّحدثتّ كليرّ بّنبرةّ سّعيدةّ مشيّرة
ـ أنـّظروا هناكّ أليسّت تلكّ فلوراّ ؟ ياّ إلهيّ أيضاّ السيدّ دويلّ و السيدّ لبيرّ يبدّوا أنهمّ هناّ جّميعاّ لاستقبالكّمّا
مقّابلاّ لهمّ كانتّ فلوراّ تّروحّ و تّجيء بّتوترّ شديدّ غيرّ قادّرة علىّ التزامّ بمكانّ واحدّ بينماّ ويّليامّ يّؤنبهاّ لتصّرفهاّ فهيّ تّزيدّ منّ قلقهّ
أمـّا سوزيّ فكاّنتّ تّضمّ يدّيها إلىّ صدّرها تّدعوا أنّ يّصل الكلّ بّسلامة فيّ حينّ كانّ نايتّ يسندّ علىّ الجـّدارّ الذيّ خّلفه بدا مشتتّ الذّهن
الاضطراب باديّ عليه لحـّظة ما صّاحتّ فلوراّ بّحماسّ
ـ لقدّ حـّطتّ الطاّئرة دّعوناّ نـّذهب إليهمّ
استطاع الكلّ أنّ يسمعّ صوتّ نـّزول الطاّئرةّ لكنّ و لتفاديّ أيّ إصّابة فّضلّ ويليامّ بّقائهمّ فيّ هذّه البّقعةّ عندّما اقشعّ الضبابّ قليلاّ لكيّ
يظّهر الأربـّعة فرانسواّ الذيّ يّؤنبّ كليرّ عـّلى لفّ كلتاّ يدّيها حولّ ذراّعه قدّ كانتّ تّتحدثّ معّ أليكس بّنبرةّ حماسيةّ للغاّية بينماّ كانتّ ماريّ
تّبذلّ جّهدّها فيّ إكمالّ طرّيقهّا عندّما لمحتّ نايتّ توقفتّ فجّأة لمّ تردّ لدموعهاّ أنّ تبدّأ بالنـّزول أمامهمّ فّأخفضتّ رأسهاّ محاّولة تّمالكّ
أعصابهاّ إنهّا حّزينة لكونّ فلّورا تجّاهلت مكالماتهاّ كذلّك فّعل ويّليام ، غاضّبة لّأنهاّ رأتّ إليزابيثّ تٌّقـّبل نايتّ للمرةّ الثّانية دونّ أنّ يعيقهاّ
لتكونّ صاّدقة معّ نفسهاّ هيّ لمّ تّكن تـّريدّ العودّة ليسّ كماّ لوّ كّأنه يوجدّ مكان لهاّ بينهمّ ،
فجـّأة وجـّدت ذّراعيّن تحيطّان بهاّ لكيّ يضمانهاّ نّاحيّة صدّره بكلّ قّوة اتسعتّ عينيهاّ من الصـّدمة و نـظرتّ إلىّ نايتّ لمّ تستطعّ أنّ تّقرأ
ملامحّ وجّهه قدّ غطتّ خصّلات شعرهّ الأسودّ عينيه كتمتّ دّموعهاّ رافّضة أنّ تستسلمّ لّنبضاتّ قلبهاّ المجّنونةّ لكّّّّن قدّميها خانتاهاّ فّجلست
علىّ الأرضّ بّيأس زمتّ شفتيهاّ عندما استندّ نايتّ علىّ ركّبتيه مخفّيا ملامحّه خلفّ خصلاتّ شعرهّ عـادّ يضمهاّ منّ جديدّ همسّ
ـ أنـّا أسفّ
حالماّ سمعتّ كلماتهّ بدّأت دّموعهاّ بالنـّزول شاّقة طرّيقها علىّ خدّها ثمّ أخذتّ تـّبكيّ بصّوت عـّاليّ هيّ تّحاول أنّ تّبعدّه عنهاّ لاّ تـّريد الإستماعّ
إليهّ لاّ تـّريد رّؤيته لاّ تـّريدّ لنبضاتّ قلبهاّ أنّ تّخفقّ من أجّله لاّ تـّريد أنّ تكونّ ماريّ الضّعيفة بعدّ الآنّ .. حاولتّ التحدثّ لكيّ تـّجيبه بّنبرةّ
مبـّحوحةّ متـّألمة
ـ حبّك جّعلني أفـعلّ أشياءّ لاّ أريدّها، حبـّك يّغيرنيّ شيئاّ فشيئاّ حتىّ بّت لاّ أعرفّ نفسيّ بعدّ الآنّ بّت شخصاّ لاّ أريدّ أنّ أكون، هـّل هـذاّ ماّ
يعنيه أنّ أحبكّ ؟ أنّ أكونّ بجـّانبك ؟ لأننيّ لمّ أعدّ أحتـّمل ذلكّ .. أرجوكّ أتـّركنيّ
نـظرتّ فلـّورا بّصدّمة إلىّ ماريّ التّي بدتّ منهاّرة فّأخذتّ تّحاول ضربّ نايتّ بقّبضتهاّ لكنّه شّدّ الإحكامّ حولّها لمّ تصدقّ ماّ تـّراه علىّ الإطلاقّ
نايتّ يتصرفّ بّغّـرابةّ عينيهّ مخفيتين خلفّ خصلاتّ شعره الداّكنة بينماّ و لأولّ مرةّ تـّرى ماريّ تحاول الابتعّاد عنهّ لاّ بلّ عنهمّ جميعاّ ، كلّماتهاّ
كانتّ قاّسية لكنهاّ مليّئة بّألمهاّ حتىّ لوّ رفضتّ فّهيّ لا ّتـّزال تّحبه منّ أعماقّ كياّنّها ، أرادتّ أنّ تضمهّا هيّ أيضاّ إلىّ صدّرها غيرّ أنهاّ خاّئفة ماّ
إنّ كانّت ماريّ سترفضّها هيّ أيضاّ .. لقدّ رفضتّ الشخصّ الوحيدّ الذيّ كافحتّ من أجلّه إذّن ما ّألمانعّ لرفضهاّ هي ؟
احتـّضنتّ سوزيّ فـّرانسواّ بّسعادةّ ثمّ ضمتّ أليكساندرّ إلىّ صدرّها لقدّ ألمهاّ رؤيةّ طفلّ بّعمرّه مصاباّ بكلّ هـذّه الكدّماتّ الذيّ كانّ نـّظره مّوجّها
إلىّ ماريّ رامقاّ نايتّ بدّهشة كبيرّة بينماّ ألقى ويليامّ التحـّية عليهمّ جميّعا مبّتسماّ بّلطفّ عـّاد يّنظرّ بنصفّ عينهّ ناحيّة نايتّ الذيّ بدّا مرتبكاّ و
هوّ يحاّول جاّهدا أنّ يّقنعّ ماريّ بأن كلّ شيءّ على ماّ يرام بينماّ كانتّ هيّ تشيّح بّوجههاّ عنهّ رافّضة النظرّ إليهّ بلّ حتىّ أنهّا وضعتّ يديّها علىّ
أذنيهاّ لكيّ لا تستمعّ لكلماتهّ المبحوحةّ ذاتّ النـّغمة الموسيقيةّ التيّ لطاّلما أشفت قلبهاّ ابتسمّ ثمّ وضعّ ذراّعه حولّ كتفّ فلوراّ التيّ لاّ تزالّ قلقةّ ،
قـّال بّلطفّ
ـ هيّ لنّ تـّكرهكّ فلوراّ أنتّ أختهاّ الوحيدّة عـّائلتهاّ بأكملهاّ فكيّف لهاّ أنّ لاّ تحبكّ ؟
أومـّأت فلّورا بالإيجابّ راسمّة على شّفتيهاّ ابتسّامة راحـّة لقدّ استعادتّ أختهاّ أخيراّ بالّرغم منّ أنّ الأمّر بدّا مستحيلاّ إلاّ أنّ نايتّ نجّح بطريّقة
ماّ تـّقدمتّ ناحيّتهماّ محاّولة تشجيّع نفسهاّ عـّندّما سمعتّ صّوت ماريّ المتّألم المبحوحّ
ـ لاّ و لنّ أفعلّ ، لماذاّ قـّبلـتّ إليزابيثّ ؟ هاّ ؟ ألمّ أخبركّ أنّ تحذرّ منهاّ ؟ لماذاّ فّعلتّ ذلكّ ؟ لماذاّ تجاهلت اتصالاتي ؟ لماذاّ لمّ تّسأل أبداّ عنيّ ؟
شحبّ وجّه نايتّ كليّا متـذّكراّ أحداثّ مراسمّ دفّن جدّه لقدّ كانّ بالفّعل منّ أسوءّ أيامهّ قدّ استغلتّ إليزابيثّ تّشتت ذّهنه لكيّ تّرميّ بحّبالهاّ من
حولهّ نـظرّ إلىّ ويليامّ كّأنه يطلّب منه استغاّثة فتـّقدم صديّقه لنجّدته قـاّئلاّ بّمزاحّ
ـ ماريّ دّعيناّ منّ هـذّه الأشياّء التافهةّ فسّلامتكّ هيّ الأهمّ الآنّ أيضاّ تّعلمينّ أنّ إليـزابيثّ تـّحبّ نـّ
قبلّ أنّ يكملّ جّملته بلعّ ريقهّ خوفاّ منّ نـظرّاتهاّ التيّ تّلومه ألمّ تكنّ تبكيّ تواّ ؟ كيّف استجمعتّ قوتهاّ بّهذه السّرعة فحاّول رسمّ ابتسامتهّ
الجـذاّبة البسيطةّ التيّ تـّجعل الفتياتّ يذّعن لهّ لكنّ كلماتّ ماريّ المتّألمةّ شديدةّ الحزنّ جّعلتهّ يّنسحبّ للخلفّ
ـ أنتّ لستّ فيّ موقفّ يسمحّ لكّ بالتـّدخل ويليامّ فّأناّ لمّ أنسىّ أمركّ بّعد لذّلك لاّ تّظن و لاّ حتىّ لوهلةّ من الزمنّ أننيّ سامحتـّك كّذلكّ أنتّ فلوراّ
خصّوصاّ أنتّ نّأيت تّرسلنيّ بّعيداّ حتىّ يتسنىّ لكّ اللعبّ كماّ تشاءّ معّها
أشّاحتّ بّوجّهها بّعيداّ عنهمّ بينماّ ازدادت صدّمّة نايتّ عمقاّ منّ تصّرفهاّ الحاّد شحبّ وجـّه فلوراّ كلياّ ثمّ بدّأتّ بذّرف دموعّ الحسرة و هيّ تحتضنّ
ويليامّ الذيّ أخذّ يرتجفّ قلقاّ سّألته فلّورا بّنبرةّ باّكية
ـ أينّ ماريّ ؟ أيّن أختيّ ؟ ماّ الذيّ فعله ديميتريّ لأختيّ ؟
رفـّع نايتّ يدّه لكيّ يضّعها علىّ كتفهاّ لكنهاّ صّفعت يدّه بقّوة مماّ جّعله يّرمشّ مراراّ تـّكراراّ بالفّعل أيّن ماريّ ؟ محاّولاّ إيجادّ كلمّة مناّسبة غيرّ
أنهّ إلتزمّ الصمتّ إنّ لمّ تسامحّه فّهذاّ حقّها لقدّ تـّركهاّ لوحدّها فيّ فرنساّ دونّ أنّ يسّأل عنهاّ ثمّ أختطفّها ألدّ أعداّئه سّوءا لأولّ مّرة ظّهرت علىّ
وجّهه صّفة الألمّ لمّ يكنّ لّيفسرّ لأحدّ قبلاّ أفعالهّ إلاّ أنّ ماريّ تّلومه رافّضة مسّامحتّه كادّ أنّ يتحدثّ عندّما تّقدمتّ منه سوزيّ مسّرعة بعدّ أنّ
تلقتّ إتصالاّ ماّ
ـ سيديّ لقدّ وصلتنيّ تعليماتّ عنّ تواجدّه فيّ غـّرفة الانتظار أيضاّ يحاولّ اقتحامّ مـّكتبك عنوةّ بّرفقتهّ العـديدّ من الحرسّ ، يجدر بناّ الإسّراعّ..
حالّما انتقلّ إلىّ مسّامعه تّلك الأخبارّ احتدتّ نـظرّاته لكيّ تتغيرّ قدّ عـّاد نايتّ إلىّ نفسهّ القـّديمةّ الباّردة ابتسمّ بكلّ سخريّة أيظّن أنهّ و بجلّبه لّهذا ّ
الكمّ الهاّئلّ من الحرسّ سيستطيعّ منعهّ ؟ نـظرّ ويليامّ إلىّ نايتّ بقلقّ كذلّك فّعل فرانسواّ بينّما أخذّ أليكساندر يرتجفّ خوفاّ لعّلمه أنّ هويةّ هـذاّ الرجلّ
هيّ ديميتريّ لا ّغيرّ ، تغـّيرت ملامحّ ماريّ بّسرعة لتـّرمقّ نايتّ بقلقّ ماّ الذيّ فعلهّ ؟ بينماّ تـّحدثّ نايتّ بنبرتهّ البـّاردة
ـ ألاّ يّعلمّ أنهّ ضيفّ غيرّ مرغوبّ فيّه ؟ تـّبا .. فرّانسواّ خذّ الجّميع إلىّ القصرّ و احرصّ على أنّ لّا يراكّ أحدّ ، لا تنسىّ أن ديميتريّ يّظنكّ ميتاّ لذلّك
يجبّ عليناّ أنّ نحسنّ استغلالّ هذّا
نـظرّ إلىّ ماريّ ثمّ تنهدّ بّيّأس رفـعّ هاتفهّ ليّضغطّ علىّ عـّدة أزارّ أمامه كانتّ تسيرّ سوزيّ التيّ تحاولّ تّأمين الطريقّ له بينماّ و بجـّانبه كانّ ويليامّ
الذيّ يتـّحدثّ عبرّ الهاتفّ إلىّ وكيلّ أعـّماله كتّم فـّرانسواّ غيظه إذّ أنهّ ليسّ مشاركاّ فيّ هذّه العمليةّ حيثّ يّفضلّ حماّية سيدّه خلالّ هذّه الفترةّ
الزمنيةّ إتجـّه إلىّ ماريّ و أرادّ أنّ يحملهاّ لكنّ اعتراّضها جّعله يسندّها عليّه بينماّ تـّمسكّ أليكسّاندر بيدّ كليرّ قدّ أخذّ يرّتجفّ بّقوة لوّ عـّلم ديميتريّ
بمكانهّ لقّتله دونّ ترددّ فيّ حينّ تنهدّت فلّورا بّغيرّ رضى بالّرغم منّ أنهاّ كانتّ معهمّا طّوال الفّترة الماّضية إلاّ أنهاّ لاّ تـّعلم شيئاّ عنّ خطّتهماّ
، تّحدثّ فّجّأة أليكسّاندرّ مكلّما نايتّ
ـ سيدّ نايتّ أرجـّوك تّوخى الحـذرّ
استـّدارّ نايتّ ناّحيته لكيّ يّرمقهّ بقليلّ من الاستغّرابّ لكنهّ سّرعاّن ماّ تـّغيرتّ ملامحّه للبرودّ أومـّأ بالإيجابّ راسماّ علىّ شفتيه ابتسّامة سّاخـرة
متّهكمةّ قـّائلاّ بّضحكة مسّتهزئة
ـ لاّ داعيّ للقلقّ فّرجالّ ماكاروفّ لاّ يّهزمونّ بّسهولة ..
نـّظرّ إليهّ ويّليامّ بّصدمة كذلكّ فعلّ فرانسوّا أقاّل نايتّ تواّ ماّ قّاله ؟ هلّ بالفّعل نـّعت نفسهّ منّ عاّئلة ماكاروفّ ؟ يبدوّا أنه اتخذّ قّراره بالفـعّل
لاّ أحدّ يستطيعّ ثنيهّ عنّ رأيهّ حتىّ ديميتريّ بينماّ ظّهرت صّفة القلقّ علىّ ملامحّ ماريّ بالّرغمّ منّ أنهاّ رفضتّ أنّ تظهرّ ذلكّ لكنّها لمّ تستطعّ
إخفاءّ قّلقهاّ فيّ النهايةّ أليستّ عينيهاّ كالّمـّرآة تّعكسانّ مشّاعرهاّ دوماّ حّاولتّ الكلامّ غيرّ أنهاّ صمتتّ بّألمّ سماعّ إسمّ ديميتريّ فقطّ يجلبّ لهاّ
العديدّ منّ الذّكرياتّ الأليمةّ منهاّ فقطّ عندّما توقفّ نايتّ عنّ السيرّ التفتّ ناحيّة فراّنسوا ثمّ تـّقدم منهّ رمقّ ماريّ المستندّة عليهّ بّضعفّ رفّع
إصّبعه ليّضرب جّبينهاّ بخفة قـّائلاّ و على شّفتيه ابتساّمة باّردة صّغيرةّ
ـ كعّادتكّ لاّ تستطيعينّ التـّمثيلّ.. منّ الجيدّ استعادتكّ ماريّ
اتـّسعت عينيهاّ منّ الصدّمة بينماّ أكملّ هوّ طريقّه معطياّ إياهاّ ظهره بـّعد أنّ غابّ أنّ مرمّى نـّظرهاّ شّعرت بّثقلّ يّحط علىّ قلبهاّ إنهاّ سعيدّة للغـّاية
سّعادتهاّ لاّ توصفّ لكونهاّ قدّ عـّادتّ أغـّلقت جفّونهاّ بّقليلّ من الإرهاقّ لكيّ يغمىّ عليهاّ تدريجياّ بعدّ أنّ فقدتّ كلّ قدّرة لهاّ على المقاّومة لكيّ
يحملّها فرانسواّ بّإبتسامةّ لطيّفة قدّ لاّ يعلمّ نايتّ هـذاّ قّد لاّ يدركّ الجميعّ هـذاّ لكنّ ماريّ لمّ تتغيرّ أبداّ ، كلّ ماّ تـّفعله الآنّ هوّ ارتداء قناعّ القّوة
أمامّ أحباّئها لكيّ لاّ يّقلقواّ عليهاّ أيضاّ لكيّ تكونّ هيّ الأخرّى قادرّة علىّ حماّيتهمّ تّنهدّ بّقليلّ من اليّأسّ عـّاد يفكرّ فيّ نايتّ ياّ تّرى كيفّ سيتصرفّ الآن
؟

/

وضعها برفقّ على السريرّ بينما بدتّ ملامحّ وجّهها الناّعمة شّاحبة جسّمها بّأكمله ضعّيف للغّاية ، رفعّ الغطاّء إلىّ كتّفيهاّ ثمّ راقبهاّ بذنبّ و
ندّم لّأنه كانّ السبب فيّ اختطاّفها لوّ كانّ أكثرّ حذّرا لماّ حدثّ هذاّ لهاّ ، جلستّ فلوراّ بجاّنبهاّ ممسكّة بيدّها القلقّ باديّ عليهاّ كيفّ انهارت ماريّ
فجّأة لقدّ أخبرهمّ الطّبيبّ بّأنها تعانيّ من فقرّ دم و سّوء تغّذية أيضاّ بعضّ الكدّماتّ الخطيّرة و الجـّروح التيّ بحاجّة ماّسة إلىّ تّعقيم فورّي تّساءلتّ
فلوراّ بّألمّ إلىّ أيّ مدى قدّ يصلّ ديميتري من أجلّ تنفيذ انتقامه ؟ تّنهدتّ بأسىّ قدّ انسلت دمعةّ علىّ خدّها هذاّ ذّنبها أيضاّ لوّ أنهاّ ذهبت معهاّ إلىّ
فرنساّ لماّ حدثّ كلّ هذاّ ،
الكلّ يّلوم نفّسه ليسّ كماّ لوّ كّأن التمنيّ قدّ يفيدّ ليسّ كماّ لوّ كّأن الزمنّ سوفّ يعودّ للوراءّ لكنّ هذاّ كلّ ماّ استطاعّوا فّعله بالّرغم منّ أنّ لومّ
أنفسهمّ لمّ يكن يوماّ السببّ و لمّ يكنّ ليغيرّ مماّ حدثّ غيرّ أنّ قلبّ المّرء لاّ يتحملّ ..
فتح بابّ جناحّ نايتّ ببطّء شديدّ لكيّ يّظهر منّ خلف ّالبابّ أليكساندرّ بّوجّهه الطّفولي الخاّئف دّفعته كليرّ بّرفق للأمامّ و علىّ شّفتيها ابتسّامة لطيّفة
تّقدمتّ منهما و هيّ تمسكّ بّأليكساندر من يدّه قائّلة بّمرح
ـ لقدّ رفضّ أنّ يرتاحّ و أرادّ البقاءّ معّ ماري لذلكّ جلّبته إلىّ هناّ أرجواّ أنّ لا تمانعّ ذلكّ فرانسوا ؟
رمقّها فّرانسواّ بضجرّ ألاّ تنفذّ الأوامرّ أبداّ ؟ لقدّ طلبّ منهاّ بوضوحّ أنّ تّجعله يرتاحّ فّجسده صّغير جداّ لاّ يقدر احتمالّ تلكّ الكميةّ منّ الضّرباتّ و إنّ
لمّ يعالجّ بّقوة قدّ تّصبحّ تلكّ الكدماتّ داّئمة بالّرغم منّ أنه يّفكر بهذّه الطّريقة إلاّ أنهّ تركهاّ تفعلّ ماّ تشاءّ فاقترب أليكساندرّ بّخوف قدّ كان يرتجفّ
لكيّ يراقبّ ماريّ من بعدّ ،
بّالنسبة لأليكساندر كانتّ كليرّ لطيّفة للغّاية جيدّة فيّ التعاملّ معهّ لكنه لمّ يستطعّ أنّ يستسلمّ لهاّ لأنهّ يّعلم تماماّ من تكونّ فّلن يكون قادرا على وضعّ
ثقته بهاّ ضحكتّ كليرّ بّخفة و دّفعته أكثرّ للأمامّ لكيّ يجلسّ بجانبّ ماري ثمّ ابتسمتّ بّمرح بينماّ كانتّ فلوراّ تّراقبّها منّ بعدّ حينماّ وقفتّ بهدوءّ قّائلةّ
و البرودّ يلفّ كلماتهاّ
ـ كليرّ أيمكننيّ التحدثّ معكّ قليلاّ علىّ الإنفرادّ من فضلكّ ؟
نـظرتّ إليهاّ كليرّ بّقليلّ من الريبةّ لمّ يكنّ هناكّ أبداّ حديثّ مع فلوراّ ينتهيّ على خيرّ خصوصاّ إذاّ كان المتحدثّ الآخرّ من عاّئلة غـلوريّ لأنهاّ تّمقتهمّ
غيرّ أنهاّ نفتّ هذّه الفكرّة سّريعاّ من ذهنهّ لاّبد أنّ نظرةّ فلوراّ قدّ تغيرتّ عنهاّ خصوصاّ و أنهّ قدّ مرّ وقتّ طّويلّ منّذ أنّ تغيرتّ لذّلك أومّأت بالإيجابّ
متجّهة معهاّ إلّ الخارجّ ، رمقهما فرانسوا باستغراب لعلمه بتلك العلاقة المتوترة بينّ أسرتيهمّا قيّ حينّ نظرّ أليكساندرّ هوّ الآخر بقلقّ ناّحية كليرّ ..
بّعد لحظاّت كانّتا الاثنتين تقّفان بّهدوءّ فيّ غـّرفة ماّ بعيداّ عنّ جناحّ نايتّ ، كليرّ ممسكةّ بذّراعهاّ و يظهر علىّ ملامحّها تّساؤلّ بينماّ فلوراّ تفكرّ بّعمق
و علىّ غيرّ عّادتها المتسرعةّ فيّ رميّ الأحكامّ هذّه المرةّ أرداتّ أنّ تّنساب بّبطء معّ الأمرّ لأنهاّ لاّ ترغبّ فيّ أنّ تجدّ كليرّ خاّئنة مثّل أخيهاّ آرثرّ
تنهدتّ محاّولة استجماعّ أفكارهاّ العديدّة فيّ جملةّ مفيدّة تختصرّ كلّ الحديثّ غيرّ أنهاّ لمّ تستطعّ فقالتّ كليرّ بنبرةّ متسّائلة
ـ ماّ الأمرّ فلورا ؟ هلّ هناكّ شيءّ ماّ يّثير قلقكّ؟
تنهدتّ فلوراّ بترددّ لاّ تريدّ أنّ تسرعّ فيّ إصّدار الحكمّ لكنّها خاّئفة منّ أنّ بقاء كليرّ حولهمّ قدّ يجلبّ لهمّ العديدّ من المصائبّ الأخرى التيّ همّ بغنى
عنهاّ تماماّ كّآرثرّ الذيّ ضربّ بّقوة عندّما كانّ الكلّ غافلاّ تّحدثّت بّهدوء
ـ أنتّ ، هلاّ غاّدرت ؟ لاّ أريدّك أنّ تبقيّ بالقربّ من ماريّ بعد الآن
اتسعتّ عينايّ كليرّ منّ الصدّمة أفعلتّ شيئاّ يجّعلها مصدرّ شكوكّ ؟ لقدّ تركتّ بالفعلّ رغبتهاّ فيّ تهديدّ ماريّ لّجعلها تدفّع المالّ لأخيهاّ منذ زمنّ
كماّ أنهاّ ترغبّ فيّ تكوينّ صداّقة معّ جّميع هيّ تعلمّ جيداّ أنّ الثقةّ لنّ تكسبّ بتلكّ السّهولة لكنّهم لوّ أعطّوها فّرصة واحدّة فقطّ لّسوف تّكفر عنّ
أخطاّئهاّ ، رفعتّ خصّلات شعرهاّ الأشقرّ بقليلّ من التوترّ عنّ مرمى رّؤيتهاّ ثمّ أخفضتّ رأسهاّ للأسفلّ بّعد ذلكّ عاّدت تنظرّ ناحّية فلوراّ و الارتباكّ
باديّ عليهاّ ، تّحدثت بنبرةّ مترددةّ
ـ أعلمّ جيداّ أننيّ كنتّ مصدرّ تهديدّ لماريّ سابقاّ لكنّ أقسمّ لكّ أننيّ تغيرتّ ، لقدّ كنتّ أريدّ لمّ شتاتّ عائّلتيّ و لأفعلّ ذلكّ كانّ يجبّ عليّ أنّ أثبتّ
لّوالديّ أنّ آرثرّ قدّ نضجّ كيّ يسامحّه أظنكّ تعلمينّ هذاّ فّلوراّ ، أنتّ تّدركين أكثرّ منّ أيّ شخصّ ما مدىّ أهميةّ العاّئلة فلماذاّ تحاولينّ أبعاديّ و
أناّ أريدّ تصحيحّ أخطاّئي ؟ ألاّ أستحقّ فرصةّ ثاّنية ؟
نـظرتّ إليها فلوراّ بّهدوء أجلّ تعلمّ أكثرّ منّ أيّ شخص ّمدى أهمية العاّئلة فّقد كانت تحاولّ جاهدةّ إعادةّ لمّ والدّيها أيضاّ استعادة ماريّ إلىّ جانبهم
و البقاءّ معّ والدّها المريضّ إلىّ آخرّ رمق أجاّبتها بّبرود
ـ أعلمّ لكنّ لمّ أحاولّ قطّ أنّ أكسبّ سعادتيّ علىّ حسابّ الغيرّ كليرّ ، أفّهم أسبابّك و أدركّها لذلكّ لاّ أستطيعّ أن أمنحكّ فرصّة ثانيةّ ، تماماّ كماّ تّريدينّ
حماّية آرثرّ أنّا أحميّ ماريّ .. لاّ أقدرّ أنّ أمنحكّ الثقةّ فّأرجوا منكّ المغادرّة إذّ بالّرغم منّ أن فرّصتك معّنا معّدومة لكنّ يوجدّ غيرناّ حاوليّ أنّ تّعيدي
بناءّ حياتكّ من جديدّ بعيداّ معّ أناسّ آخرين
كتمتّ كليرّ شّهقتهاّ قدّ نزلتّ دموعهاّ علىّ خدّها بّانسيابّ شّاقة طّريقهاّ كلماتّ فلوراّ جّرحتهاّ كثيراّ فقدّ أظهرتّ مدّى فظاعةّ كليرّ سابقاّ هي تدركّ هذاّ
جيداّ لاّ تريدّ أنّ يتذّكرها الناسّ بّتلكّ الطّريقة ، كليرّ الأنانيةّ التيّ تفعلّ المستحيلّ من ّأجلّ الحصول علىّ ما تّرغبّ فيهّ ألاّ يقدرونّ أنّ يصبحواّ فّقد أصدقاءّ
لهاّ ؟ قّالت بنبرةّ باكّية
ـ لكنّني أبذلّ جهديّ ، أريدّ تصحيحّ أخطائيّ فلوراّ أعلمّ أنّ ماّ فعلتهّ كانّ لاّ يغتفرّ لكنّ جميعناّ بشرّ و نحنّ ليسّ معصومونّ عنّ الخطّأ أليسّ كذلك ؟
أدارتّ فلوراّ وجّهها للجّهة الأخرىّ لنّ تثقّ بهاّ فّأخيهاّ كسرّ ثقتهاّ المطّلقة نحوهّ جّعلها الآن تّجوب المحاكمّ منّ أجلّ شيءّ هيّ لمّ تفعله ، ذنبهاّ الوحيدّ
أنهاّ اعتبرتهّ صديقاّ لهاّ فّأجابتهاّ بنبرةّ جاّفة
ـ أرحليّ منّ فضلكّ قبلّ أن استدعيّ الحرسّ
فجّأة فتحّ بابّ الغـّرفة لكيّ يّظهر منّ خلفهّ فرانسواّ بّرفقتهّ حارسينّ نـظرتّ إليهماّ كليرّ بّصدمة قدّ شحبّ وجّهها كلياّ لقدّ ظنتّ أنّ فلوراّ سّتفهمّ أسبابهاّ
جيداّ ستسامحهاّ لقدّ ظنتّ أنهاّ صارتّ صدّيقة لفرانسواّ بعدّ كلّ الذيّ مرّوا بهّ هوّ لاّ يثقّ بهاّ أيضاّ ، صمتتّ و لمّ تجدّ الكلمات ّالمناّسبة لوصفّ ألمهاّ
فتحدثّت فلوراّ بّبرود
ـ لاّ تسيئّي الظنّ كليرّ أناّ لاّ أكرهكّ و لاّ أعتقدّ أنّ ماريّ ستوافق علىّ الذيّ أناّ علىّ وشكّ فعلهّ ، .. لكنّ هذاّ كلّه خطّأ أخيكّ ، لقدّ جّعلنّي أثقّ بهّ أضعّه
فيّ خاّنة الأصدقاءّ ثمّ سحبّ كلّ شيءّ فيّ رمشه عينّ لذلكّ إنّ كانّ هناكّ أحدّ بحاجّة لأنّ يصّحح خطّأه فهوّ آرثر لاّ أنتّ
مسحتّ كليرّ بطرفّ كمهاّ دموعهاّ أرادتّ بداّية جديدّة لكنّ يبدوا أنّ حلمهاّ أكبرّ منّ أنّ يحققّ حسناّ لاّ بّأسّ نـظرتّ إلّى فرانسواّ بعتاب بينماّ أشاّح هو
وجههّ بعيداّ عنهاّ لمّ يكنّ يثقّ بهاّ فيّ فرنساّ فقدّ كانّ بجاّنبهاّ مجّبرا ليسّ رغبةّ لكنّ ظنتّ أنهاّ استطاعتّ أنّ تمحيّ هذّه الفكرةّ و لوّ القليلّ منهاّ فقطّ ،
تـّقدمت بّخطّواتّ هادّئة ناّحية المخرجّ عندّما وصلتّ إلىّ مكانّ فرانسواّ توقفتّ ، قـّالت بضحكةّ
ـ أتعلمّ ؟ تناسبّك الملابسّ العـّادية أكثرّ منّ هذّه البذلّ المرفهةّ ، كنتّ تبدواّ جذباّ فّيها
شحبّ وجّهه و كادّ أنّ يصرخّ بهاّ كعادتّه لولاّ أنّه لمحّ دموعهاّ التيّ لاّ زلتّ تّذرفهاّ شّعر بالشفقةّ نحوهاّ بينماّ كتمّ رجاّله ضحكتّهم هلّ حاولتّ هذّه
الفتاةّ تواّ أنّ تغازلّ أمّ تّسخر منّ قاّئدهم ؟ ضّربتهّ بقوةّ علىّ كتفه ثمّ استداّرت ناّحية فلوراّ راسمةّ على شفتيهاّ ابتسامةّ
ـ أرجوكّ أبلغيّ سلاميّ لماريّ أخبريهاّ أننيّ سّعيدةّ فعلاّ لاستعادتّها منّ جديدّ ،
أومّأتّ فلوراّ بّهدوء فّغـادرتّ كليرّ بعدّها بخطّواتّ سريعةّ تّكادّ أنّ تكون راكضةّ ، زمتّ فلوراّ شفتيهاّ بندّم ربماّ فعلاّ تريدّ كليرّ أنّ تصححّ أخطاّئهاّ
لكنّ لاّ تقدرّ أنّ تّعطيهاّ فرصةّ أخرىّ ليسّ و آرثر يريد الانتقامّ منهمّ بشتىّ الطرقّ
__________________
  #68  
قديم 12-28-2015, 05:29 PM
oud
 
كانّ جالّسا علىّ أريكةّ واضعاّ كلتاّ قدّميه علىّ ماّئدة الزجاّجية يّقرأ باهتمام أخبارّ اليومّ نـظرّ إلىّ تلكّ الصّفحة التيّ احتلّ اسمّ عاّئلتهمّ
أولهاّ أيهمّ الأنسبّ لمنصبّ لبيرّ بيترّ ؟ قطبّ حاجبيهّ و شتمّ بّهدوء موجّها انتباههّ لأخبارّ أخرىّ ألاّ يملونّ ؟ عنّدما و فجّأة فتحتّ إليزابيثّ
البابّ بقوةّ وجّه عينيهّ ناحيّتهاّ بّبرودّ ثمّ عـّاد يّقرأ مقالّ ماّ يتحدثّ عنّ ارتفاع نسبة السّرقة فيّ لندنّ ، اتجّهت إليهّ بّسرعةّ متحدثّة
ـ كايلّ ، هناكّ ضجةّ عارمةّ فيّ أسفلّ القـاعةّ الكلّ يتحدثّ عنّ عودّة ماريّ بّرفقة أشخاصّ ماّ أتظنّ أنّ الأمرّ صحيح ؟
تّوقفّ عنّ القّراءةّ لوهلة من الزمنّ أحقاّ قدّ عادتّ ماريّ ؟ لكنّ ألمّ يقلّ نايتّ سابقاّ انهّ تخلى عنهاّ ؟ ماّ الذيّ يحدثّ ؟ بالّرغم منّ أنّ
الفّضول قدّ انتابهّ إلاّ أنه أبى أنّ يغادرّ مكانهّ إنّ كانتّ بالفعلّ ماريّ قدّ عادتّ للقصرّ فّهوّ سيعلمّ عاجلاّ أمّ أجلاّ فلاّ داعيّ لكلّ هذّه الضجّة ،
أجاّبهاّ بّهدوء
ـ بالطبعّ سّتفعلّ أليستّ هيّ زوجّة نايتّ ؟ لقدّ توفيّ جديّ منذّ مدةّ قصيرّة قدّ عّادتّ لمساندتّه بلاّ شكّ إذّن لماذاّ تفتعلينّ كلّ هذّه الضجّة ؟
قطبتّ إليزابيثّ بعصبيةّ هـذاّ الفتىّ يعلم ّتماماّ متىّ يستفزّ أعصابهاّ و يثيرّ غضبهّا اتجّهت نحوهّ و دفّعت قدّميه بّقوة بعيداّ عنّ المائدةّ لتجلسّ
عليهاّ قاّئلة و الحقدّ يلفّ كلماتهاّ
ـ ماذاّ ؟ أنسيتّ ماذاّ قالّ نايتّ للجدّ قبلّ أنّ تصيبهّ نوبةّ قلبية ؟ لقدّ قالّ بوضوحّ تامّ أنّه انفصل عنهاّ إذّن لماذاّ بحقّ السماءّ سوفّ تعودّ تلكّ
السّافلة إلىّ القصرّ ؟
رفعّ هاتفهّ النقالّ لكيّ يّرى جدّول أعمالهّ متظاهراّ بلاّ مبالاةّ يّعلم جيداّ لماذاّ هيّ غاضبةّ هذاّ يّؤلمه لكنّه قررّ تجاّهل مشّاعره حالياّ ، هـّدفه
هوّ الوصولّ إلىّ منصبّ جدّه و إعادّة حبهاّ لهّ و ليفعلّ ذلكّ يتوجّب عليهّ التخليّ عنّ غيرتهّ الشديدّة منّ نايتّ ، أجـّابهاّ بّنبرةّ ذاتّ مغزىّ عليها
تستوعبّ موقفهاّ
ـ لماذاّ ؟ هلّ سوفّ تقفّ فيّ طريقكّ ؟
رمقّتهّ بثقةّ مطّلقة ثمّ أومّأتّ بالنفيّ مستهّزئة منّذ متىّ طفّلة مثّلهاّ تقدرّ أن تجابههاّ فيّ القوةّ ؟ هيّ تملكّ كلّ شيءّ أنـّوثةّ التيّ لاّ تقاومّ جمالّ السّاحرّ
أيضاّ النبرةّ الرّقيقةّ وّ العقلّ الخبيثّ بينماّ ماريّ تخلوّا منّ ماّ سبقّ الشيءّ الوحيدّ التيّ تمتازّ بهّ ماريّ هوّ ملامحّها البّريئةّ ، لنّ تقفّ بطريقهاّ
أجاّبته بسخريةّ
ـ هلّ نحنّ نتحدثّ عنّ نفسّ الشخصّ كايلّ ؟
صمتّ لوهلةّ منّ الزمنّ ألاّ تزالّ إليزابيثّ مصممةّ علىّ كسبّ قلبّ نايتّ ؟ لقدّ ظنّ أنهاّ تخلتّ عّن الأمرّ إذّ أنهّا لمّ تعدّ تتبعهّ فيّ الآونة الأخيرةّ لكنّ
يبدواّ أنهّ كانّ مخطّئاّ ، معّطياّ إياهاّ ظهرهّ تحدثّ بنبرةّ غاّمضة
ـ ماّ الذيّ تّريدينه بالضّبط إليزابيثّ ؟ الشهرةّ تّملكينهاّ ، الجمالّ أنت هوّ بذاّته ، المالّ لدّيك ما ّيكفيّ لشراءّ ماّ تّرغبينّ فقطّ بّإشارةّ منّ أناملكّ ،
لديكّ كلّ شيءّ إليزابيثّ .. لدّيك أناّ أيضاّ فّما غايتكّ بالضبطّ ؟
أبعدتّ خصلاتّ شعرهاّ الأسودّ عنّ وجّهها بّضيق لاّ لّيس لديّها كلّ شيءّ ، هيّ لاّ تملكّ نايتّ إنهاّ تريدّه و لنّ يهنّئ بالهاّ قبلّ أنّ تحصلّ عليهّ لاّ تدريّ
ماّ هذاّ الشعورّ الغريبّ الذيّ يتملكهاّ كلماّ لمحتّ نايتّ لكنّ كلّ ماّ تعلمّه أنّ قلبهاّ يّريده لذلكّ ستّأخذّه ، قالتّ بّضجرّ
ـ تّبا كايلّ هلّ عدّنا إلىّ هذا ّالكلامّ الفارّغ منّ جديدّ ؟ إلىّ أيّ جانبّ أنّت ماريّ أمّ أناّ ؟
رمقّهاّ بنصفّ عينهّ بدتّ خالّية من المشاعرّ متحجرّة القلبّ و ذاتّ ملامحّ جامدّة بالكادّ صارّ يعرفهاّ الآنّ ، لمّ تعدّ إليزابيثّ التيّ وقعّ فيّ غرامهاّ تلكّ
المّرأة البّشوشةّ التيّ ساندتّه في أحلكّ الأوقاتّ تنهدّ و أجاّبهاّ بنبرةّ جاّفة
ـ كنتّ فيّ ما مضىّ لأقولّ أننيّ معكّ حتىّ لوّ انقلبّ العالمّ بأسرهّ عليناّ لكنّ الآنّ أناّ أفضلّ و أساندّ لاّ بلّ سّأساعدّ ماريّ فيّ تحّقيقّ هدّفهاّ،
قّبل أنّ يخـطّوا خـطّوة أخرّى نـّحو المخـّرج تّوقفّ مجدداّ بدتّ ملامحّه جاّفة جداّ قدّ خلى وجّهه منّ أيّ تعبيرّ سّوى الكـره و الحقدّ الذيّ أظهرتّه عينيهّ
الحاّدتينّ ، فّعادّ يتحدثّ مجدداّ هذّه المرةّ كانّ كلامهّ جادّا جداّ و صاّرماّ لاّ بّل أكثرّ منّ ذلكّ كانّ عباّرة عنّ تهديدّ لها ّقدّ بدتّ نبرتهّ شديدّة الحقدّ
ـ دّعينيّ أقولّ هذّا لكّ ، أناّ لستّ غبياّ أوّ بتلكّ الدرّجة منّ السذاّجةّ التيّ تجّعلنيّ لاّ أرى ماّ يحصلّ كلّ ما فيّ الأمرّ أننيّ أمررّ تلكّ التصرفاتّ بمزاجّية
تامةّ فّتعاملّ معّ بعضّ البشّر بمختلفّ عقلياتهمّ ، أطباعهم و أخلاقهمّ يحتاجّ إلّى صبر و أحياّنا غّباء متعمدّ لكننيّ أحذّرك إليزابيثّ فقدّ بدّأ صبريّ ينفذّ
نـظرتّ إليهّ بصّدمة ماذاّ أقالّ تواّ أنهّ سيساعدّ ماريّ فيّ تحقيقّ هدّفها ؟ هلّ قامّ بّتهديدّها تواّ ؟ كايلّ الذيّ يعشقهاّ ؟ كلاهماّ يعلمانّ بدونّ تفوهّ بأيّ
كلمةّ أنّ الهدف ّالذيّ تّسعى إليهّ كلتّاهماّ هوّ نايتّ و الآنّ هوّ يخبرها بطرّيقة غير مباّشرة أنهّ سيساعدّ ماريّ فيّ التقربّ أكثرّ من نايتّ ؟ تّعلم جيداّ
أنهّ يحبهاّ و يّشعرّ بالغيرةّ من نايتّ لكنّ أّن ينظمّ لّألدّ أعداّئهاّ هذاّ أمرّ لاّ يغتفرّ بالنسبةّ لهاّ فوقفتّ و أمسكتّ بذّراعه قاّئلة بّحدة
ـ كايلّ ماّ الذيّ ستفعله ؟ ألمّ تدركّ بعدّ أننيّ أساعدكّ ؟ إننيّ أحاولّ أنّ أوقعّ نايتّ فيّ حبيّ لكيّ يتسنىّ لكّ أنتّ الوقتّ فيّ الحصولّ علىّ منصبّ الجدّ بيترّ ،
هلّ أنتّ أبله ؟ ألمّ تدركّ ذلكّ بعدّ ؟ ألاّ تعلمّ بجّهلك هـذاّ سوفّ نخسرّ فرصتناّ فيّ تشتيتّ انتباههّ ؟
زفرّ بّعصبيةّ و أبعد يدّها الممسكةّ بهّ بكلّ قوةّ عنهّ استداّر ناحيّتها واضعاّ كلتاّ يديّه حولّ كتفيهاّ قدّ تغيرتّ ملامحّه ليحنقن وجّهه بالغضبّ قدّ ظهرّ عـّرقّ
جّبينه منّ شدّة إمساكّه لأعصّابه ، هزهاّ بقوةّ بينّ يدّيه قاّئلاّ و النارّ تّأكلّ قلبهّ شيئاّ فشيئاّ
ـ ماّ الذيّ يتوجبّ عليّ فعله لكّي أجعلكّ تّدركينّ ؟ ماّ الذيّ يتوجبّ عليّ قولهّ لأجّعلك تّعدّلين عنّ رأيكّ ؟ بحق السماءّ إليزابيثّ أنتّ تطّلبينّ منيّ منحكّ
الأذنّ لاّ بلّ مساعدّتك فيّ إغواءّ نايتّ ؟ ..
دّفعهاّ ناحّية الأريكةّ بقوةّ فّسقطّ كلتاهماّ عليهّا كانتّ ملامحّ كايلّ عنيفةّ شديدّة الغضبّ قدّ فضّ كّأس صبرّه فيّ حينّ أخذّت إليزابيثّ تحاولّ إبعادّه عنهاّ
لكنّ كلّ محاولاتهاّ باّءت بالفشلّ كيفّ لها أن تنجحّ و كايلّ بّمثلّ هـذاّ العنفّ ؟ صّاح بّقوة مجدداّ قدّ ترددّ صدّى كلماته فيّ الغـّرفة
ـ كمّ مرةّ يجبّ عليّ تجاّهل أفعالكّ ؟ تّقبلينه تّمسكينه تحضننه تّعترفينّ بّحبكّ له ؟ هلّ تّرغبينّ بالنومّ معهّ حتىّ ترضّين ؟ لاّ ..
اتسعتّ عينيهاّ بّصدمةّ لقدّ رّآهاّ إذنّ كانّ يجبّ عليهاّ أنّ تتوخّى الحذّر أكثرّ لذلكّ و بمحاّولة منهاّ كيّ تذّهب عنهّ كلّ هـذاّ الغضبّ ابتسمتّ بّصدقّ قاّئلة
ـ لكننيّ أحبكّ أنتّ، أنتّ و أنتّ فقطّ للأبدّ
حالّما قّالتّ ذلكّ تغيرتّ ملامحّ وجّهه نبرتهاّ بدتّ صاّدقة للغاّية بالرّغم منّ أنّ عقلهّ يدركّ أنهّا مجردّ كذبّة أخرىّ إلاّ أنّ قلبه يّأمرهاّ بّتصديّقهاّ فّابتعدّ
عنهاّ مسرعاّ رافضاّ الانصياّع لكلماتهاّ المتلاعبةّ ، وقفّ متماسكاّ قاّئلاّ بّنبرةّ باردةّ نهاّئية
ـ أناّ لستّ بذلكّ النبلّ لأسلمّ زوجّتي إلىّ شخصّ آخرّ إليزابيثّ ، لذّلك دّعينيّ أقولّ هـذاّ للمرةّ الأولى و الأخيرةّ إنّ أردتّ الحصولّ على نايتّ يستحسنّ
بكّ تّركيّ أولاّ لّأنكّ لاّ تستطّعين الحّصول عليناّ معاّ ، أجلّ أحبكّ وّ نعمّ أعشّقك لكنّ حبيّ لكّ لنّ يشفعّ خيانتكّ
بعدّ قولهّ ذلكّ رفعّ سترتهّ الجلديّة السوداءّ و ملفاته ثمّ غـّادرّ مسّرعا بخطّوات تّظهر مدىّ عصبيتهّ بينماّ بقيتّ إليزابيثّ فيّ مكانهاّ تنظرّ بّصدمة إلىّ
المكانّ الذيّ كانّ يّقفّ كايلّ فيهّ تواّ ،

/

بخـّطواتّ سّريعـّة واّثقة بذّلته الـّرسميةّ الغيرّ مـّرتبةّ أيضاّ عـّينيهّ الحادتّين جـّاذّبيته فّاقتّ الحدّ ابتسامتهّ اللامبّالية زادتّ منّ وسامتّه خـّلفه تسيرّ
سوزيّ حاّرسته الشّخصية تّحملّ بينّ يدّيها هاتفها ّالمحّمول تعـّطيّ الأوامرّ بّصرامةّ تامةّ بجاّنبه كانّ يسيرّ ويليامّ يرفعّ خصلاتّ شعرهّ الأشقرّ من
الأمامّ بّربطةّ سوداءّ يحدّق فيّ زواياّ الشّركة بّقليلّ منّ الضجرّ قدّ بدت ملابّسه مناّسبة لإقامةّ حفلةّ لاّ إجتماعّ عملّ ،
بّعد فّترةّ فتحّ نايتّ بابّ المّؤديّ لمكتّبه بّبرودّ تامّ إتجـّه إلىّ كرسيهّ بكسلّ ليّجلسّ واضعاّ قدّما علىّ الأخرىّ لقدّ بدتّ حركتّه استفزازية بالفّعل كانتّ
كـذلّك لديميتريّ الواقفّ و الغضبّ باديّ عليهّ بّرفقتهّ جونسونّ أيضاّ أوسكارّ ابتسمّ نايتّ بتهكمّ بينماّ باّدره ديميتريّ بنظرّة خطّرة تّحدث ويليامّ بّبرود
هوّ يتـّقدم ناحيّتهم
ـ أيهاّ السّادة لماّ لاّ نـتخذّ الأمورّ بّروية ؟ لديّنا الكثيرّ لنناقّشه ..
رمّقه أوسكارّ بّحدّة فّابتسمّ ويليامّ بلباّقة بّينماّ كلّ أحد ّفيهمّ يتمنىّ موتّ الآخرّ إلاّ أنهمّ تمكنوا بطّريقة ماّ البقاءّ فيّ نفسّ الـّغرفة استمرّ الصمتّ
لوهلةّ من الزمنّ قبلّ أنّ ينفجّر ديميتريّ صارخاّ بعصبيةّ
ـ سّحقاّ لكّ نايتّ ماّ الذيّ تحاولّ فّعله ؟
لمّ يستغرقّ انفجاّره وقتاّ طّويلاّ بعدّ كلّ شيءّ نـظرّاته الغّاضبةّ صّراخـّه العاليّ أيضاّ ملامحـّه يدلّ علىّ أنهّ فقدّ السيطّرة علىّ نفسهّ و هـذاّ أولّ
خطّأ يّفعله بّحضور نايتّ فنايتّ فيّ النهاّيةّ رجـّل يتمتعّ باستفزاز أعصاّب أعداّئه و تّلاعبّ بّهم لكيّ يبتسمّ بّتهكمّ متّحدثاّ بنبرتهّ الباّردة المبحوحّة
ـ ماّ الذيّ تـّقصدهّ عّزيزي ؟ أخشىّ أننيّ لاّ أفهمّ ماّ الذيّ ترميّ إليهّ
صاّح ديميتريّ بّعصبيةّ شديدّة لكيّ يتخطىّ المكتبّ فيّ غمضةّ عينّ جاّعلا نايتّ يقفّ داّفعاّ إياهّ للخلفّ بّقوة فّارتطمّ جسدّه بالجدارّ لمّ يظهرّ أيّ تعبيرّ
للألمّ بلّ اكتفى بّابتسامةّ باردّة مستفزةّ بينماّ نـظرّ إليهّ ويليامّ بقلقّ حينماّ تّحدثّ ديميتريّ مجدداّ بّجنون
ـ أيهاّ السـّافلّ المنـحطّّ لاّ تظنّ و لوّ لوهلةّ من الزمنّ أنّ ألاعيبّك الصبيانيةّ هذّه قدّ تنـطليّ عليّ أناّ أعـّرفك جيداّ ، ياّ إبنّ العـّأهـ ..
قبلّ أنّ يكملّ كلامهّ سددّ نايتّ ضّربةّ قويةّ لّذقّن ديميتريّ جّعلته يرتدّ للخلفّ لمّ يكنّ هناكّ نفعّ للحرسّ على الإطلاقّ فّقد حاولّ الكلّ الابتعادّ عنهمّا
بقدرّ المستطاّع لعّلمهمّ بمدىّ حساسيةّ الأمرّ بينهماّ فيّ حينّ عـّدل نايتّ ياّقة قّميصه قّائلاّ بّحدة
ـ أحقاّ ألاعيبيّ صّبيانيةّ ؟ لأننيّ أراكّ قدّ بللتّ سّروالكّ خوفاّ منّها
كتّم ويليامّ ضحكتّه هاّ قدّ ظهرّت شخصيّة الاستبداّدية لنايتّ لاّ أحدّ يهينّ والدتّه فيّ حـّضورهّ و بّمحاولةّ ديميتريّ اهانةّ السيدّة سكارّليت فقدّ أخرّ
فّرصة لّهدّنة ، نـظرّ ديميتريّ إلىّ نايتّ بّكرهّ شديدّ ثمّ قّالّ من بينّ أسنانهّ
ـ إذّن ماّ الذيّ تـّرميّ إليهّ فعلاّ نايتّ ؟ هلّ حقاّ سّوف تّقومّ بّتّأكيدّ و كشفّ هويتكّ أمامّ الإعـّلام ؟ لاّ بل حتىّ أنكّ ستستعينّ بّإسمّ ماكاروفّ و ألستّ
أنتّ مّن قالّ أنهّ لنّ يّلفظّ لسانهّ مجدداّ بهذاّ اللقبّ ؟ أيهاّ الخاّئن الوغدّ
رمـّقه نايتّ بنظرّة باّردة حديثّه هذاّ لمّ يكنّ منّ شأن علىّ الإطلاقّ و بكلّ تّأكيدّ لمّ يكنّ السببّ الذيّ جّعله يّركضّ إلىّ هناّ فّعّاد لكيّ يجلسّ على كرّسيه
التـّزم الصمتّ ثمّ تحدثّ بّنبرةّ هادئّة
ـ أرىّ أنكّ تستعملّ لقباّ مزوراّ روزفلت أليّس كذلّك ؟ هـذاّ يعنيّ أنكّ حتىّ الآنّ لمّ تبطلّ الأخبارّ التيّ تفيدّ بموتكّ أيضاّ لاّ أنتّ هوّ الشخصّ الذيّ
زورّ وفاتكّ .. أتـّريد منيّ أنّ أكشفّ خبرّ وجودّك علىّ قيدّ الحيّاة ؟
بدأتّ دمائّه فيّ الغليانّ بّعـّروقهّ قدّ احتدّت نظـّراتهّ بّشدةّ أخذّ يرتجفّ بّقوةّ لكيّ يمسكّه أوسكاّر من كتفيهّ مانعاّ إياهّ من مهاجّمة نايتّ ففيّ حالتهّ
هذّه لنّ يباليّ بّقتله ردّ عليهّ بنبرةّ غاضّبة
ـ لنّ تستطيّع حتىّ لوّ كنتّ تّريدّ ذلكّ
نـظرّ إليهّ نايتّ بّهدوءّ رافعاّ حاجبّيه قدّ ظهرتّ على ملامحّه ابتسامةّ صغيرةّ كتمّ ديميتريّ غيظّه لاّ يجبّ عليهّ أنّ يدّع نايتّ يّستفزهّ أكثرّ من هـذاّ
فيّ حينّ أجـّابه الأخيرّ بّضحكةّ متهكمةّ
ـ حقاّ ؟ أتـّريد أنّ تتحدانيّ ياّ هـذاّ ؟ لدّي الآنّ بّعض منّ دماّئك معّ خصلةّ منّ شعرم علىّ قميصيّ كشّف هويتكّ أمرّ لاّ يذّكر أنـّا مثّلك
لاّ أريدّ فّعل هذاّ لكنّ لمّ تتركّ ليّ خياراّ أخرّ
اتسعتّ عينايّ ديميتريّ من الصّدمة لاّ يمكنّ أنّ يدّع هذاّ يحدثّ كلّ شيءّ فعلهّ حتىّ الآنّ سيذّهب أدراجّ الرياحّ ، زمّ شفتيهّ ضاغطاّ عليهماّ بّقوةّ
أخفضّ رأسهّ بعدّ ذلكّ رفّعه ليتحدثّ بنبرةّ حادّة
ـ أنـّا أملكّ ماريّ لوّ تجّرأّت بنشرّ هويتي فّأناّ سّوف أقومّ بإعداّمهاّ فوراّ ..
ابتسمّ نايتّ ليهزّ رأسهّ نفياّ قدّ عبسّ قليلاّ إنّ ديميتريّ لاّ يفكرّ بّشكلّ صحيحّ علىّ الإطلاقّ هـذاّ خطّأ لمّ يكنّ يتوجبّ عليه الوقوعّ فيهّ خاّصة و أنّ
هـذّه اللعـّبة هـذاّ الاجتماع هـذّه البّقعة تّخص نايتّ ، تّنهدّ لكيّ يحركّ أوراقّ ملفّ ماّ بلاّ مبالاةّ قدّ بدّا عليهّ الضجرّ لكيّ يجيّبه ويلّيام بّنبرةّ لطيّفة لبّقة
ـ ألمّ تّعلم بّعد ؟ ماريّ قدّ عـّادتّ إليناّ منذّ قليلّ أيضاّ هيّ محاّطة بنّخبة الحرسّ لذلكّ سيكونّ رؤيتهاّ فقطّ صّعباّ لّذا لاّ تحاولّ أنّ تجعلّ من نفسكّ غبياّ
بّاستهداّفها مّرة آخرى ،
اتسعتّ عينايّ دّيميتريّ منّ الدّهشة كيفّ حدثّ كلّ هذاّ ؟ إنهّم لاّ يعلمونّ أيّ بلدّ هو فيهاّ إذّن كيفّ استطاعّوا مّعرفةّ مكانّ تواجدّ ماريّ لاّ بلّ حتىّ
إنقاذّها ؟ زمّ شفتيهّ بّقليلّ من التوترّ إذّ يبدواّ أنهّ تعدىّ مرحّلة الخطرّ بّأميالّ و الآنّ هوّ علىّ وشكّ أنّ يدمرّ من قبلّ نايتّ كانّ يجبّ عليه التخطيطّ
بشيءّ ماّ قبلّ أنّ يأتيّ لكنّ ، تـحدثّ بّنبرةّ حاولّ فيّها أنّ يظهرّ تماّسكه
ـ لكنّ .. لقدّ ظننتّ أنّ ماريّ لاّ تعنيّ لكّ شيئاّ أوّ ليستّ مجردّ ممثّلة منّ أجلّ تفاديّ تّساؤلاتّ العّامة حولّ علاقتكّ الساّبقة بإليزابيثّ ؟ لقدّ دفّعتّ لهاّ
500 ملّيونّ دولارّ أناّ رأيتّ الوثائقّ بنفسيّ لاّ بلّ أناّ أمتلكّهاّ
نـظرّ ويليامّ بّتوتر ناّحية نايتّ ماّذا لوّ قررّ كشفّ تلكّ الأوراقّ ؟ لنّ يستطيعّ ويليامّ منعهّ بعدّ الآنّ حاّول أنّ يهدّأ نفسهّ يجبّ عليهّ عدّم توترّ حالياّ
لأنّ كلّ شيءّ بصالحهمّ بينماّ رفعّ نايتّ حاجّبه بغيرّ رضى حكّ ذّقنه ثمّ تّحدثّ بنبرتهّ المبحّوحةّ البّاردة
ـ أنتّ فيّ موقفّ لا يسمحّ لكّ بطرّح الأسّئلة أوّ حتىّ الكلاّم أظنّ أنّ الصدّمة قدّ أنستك هذاّ لذّا دعّني أعيدّ ماّ قلتهّ ، ديميتري أنـاّ أعطيكّ مدّة يومينّ
للانسحابّ قبلّ أنّ أقومّ بكشفّ كلّ شيءّ للإعلام
رمقّه ديميتريّ بّدهشةّ يومينّ للانسحابّ ؟ لنّ يفعلّ ذلكّ حتىّ لوّ تطلبّ الأمرّ موتهّ ليسّ بّعد كلّ ذلكّ العناّء الذيّ بذّله هوّ بكلّ تّأكيدّ لنّ يّنسحبّ قطبّ
حاجّبيه بّبرودّ قدّ تغـّيرت ملامحّه هوّ الآخرّ قدّ ظهرتّ عينيهّ الحادّتينّ نزعّ قبّعتهّ كذّلك وشاحّه ليّضعهماّ علىّ المكتبّ أشارّ بّيدّه لحرسّه فّخرجّ الكلّ
عـدىّ أوسكارّ كذلّك فّعل نايتّ و لمّ يبقّى بجاّنبه سوىّ ويليامّ ، جلسّ ديميتريّ بّهدوء علىّ الأريكّة قّائلاّ بّنبرة لا مبّالية
ـ إنّ فلورا مطاّلبة بّدعوة قَّضائيةّ بإسمّ النصبّ و التزويرّ لنّ يطّول الأمرّ قبلّ أنّ تزجّ فيّ السجنّ أيضاّ حبيبكّ ويليامّ سوفّ يتوجبّ عليهّ دفعّ تعويضّ
ماليّ لاّ يقدرّ بثمنّ و ذلكّ لأنهّ أخلّ بالعقدّ لكيّ يتركّ أوسكارّ وحدّه فيّ الحفلّ منّ أجلّ أنّ يسارعّ لأحضانكّ أقركّ بّأننيّ فعلاّ تّأثرتّ بمدىّ عمقّ صدّقاتكماّ
لكنهّ غبيّ علىّ عكسّ ماّ يوحيّ به مظهرهّ ، حسّنا إذنّ .. مّا رأيكّ أنّ نقومّ بصّفقة ؟ دعّ شأنّ هويتيّ جانباّ و أناّ سأتغاضىّ عنّ قضاياّ أصدقائكّ ،
مّا رأيكّ نايت ؟
نـظرّ نايتّ بنصّف عينهّ ناحيّة ويليامّ الذيّ ارتبكّ فّتنحنحّ بقليلّ منّ التوترّ هـذاّ هوّ الشيءّ الوحيدّ الذيّ يرفضّ بّأن يعلمّ صديّقه بّشأنهّ لأنهّ لمّ يسامحّه
بّجّعل نفسهّ ضحيّة بكلّ تّأكيدّ لذّلك و تفاّدياّ لشتاّئم نايتّ القّادمة تّحدثّ بّنبرةّ هادّئة
ـ أيّ كانّ مبّلغ الذيّ تّريدّه فّأناّ أستطيعّ دفّع أضعاّفه بلاّ شكّ أيضاّ أنّأ لنّ أسمحّ لّك بّمسّ فلوراّ لتنسىّ أمرّ زجّها بالسجنّ لأنهّ لنّ يحدثّ ..
تّنهدّ أوسكارّ بّغيضّ منهّ ماّ هذاّ الغّرور الذيّ يملكهّ ؟ أيّ كان المبّلغ الذي تّريده فّأنا استطيعّ دفعّ أضعاّفه كلماتّه المتهكمةّ هذّه جّعلته يّرغبّ في
لكمهّ فقطّ لأنهّ الابن الوحيدّ فيّ عـّائلته يتفاخرّ بكميةّ الأموالّ التيّ يمتلكهاّ ، بينماّ قطبّ نايتّ حاجّبيه هوّ الآخرّ تحدثّ بنبرةّ باّردة راداّ على
كلماتّ ديميتريّ
ـ وعودكّ لاّ قيمةّ لهاّ ، أو تظننيّ فعلاّ أحمقاّ لأصدّقك ؟ أيّ نكتةّ هذّه ؟ أعلمّ جيداّ أنكّ و الآنّ قمتّ بّإعطاءّ إشّارة لجونسونّ كيّ تٌّقوم المحكّمة بّتقديمّ
موعدّ قضّية فلوراّ كماّ أننيّ أدركّ بّأنكّ لمّ تخرجّ حرسكّ منّ أجلّ لاّ شيءّ بلّ لتّاكدّ من صحّة كلاميّ عنّ إنقاذّ ماريّ لذّلك لاّ لنّ تنطليّ عليّ حيلّ
بالّية مثلّ هذّه
بعدّ قولّه ذلّك بدّأ الوضعّ يتّأزمّ أكثرّ فّأكثرّ فنايتّ لنّ يّحاّول أبداّ القيامّ بهدّنة معهّ فيّ حينّ أنّ ديميتريّ فيّ الجّهة الأخرىّ لنّ يقبلّ بّشروطّه إنهّ
لأمرّ مستحيلّ أن يتراجّع الآنّ بعدّ قطّعه كلّ تلكّ المسّافة لقدّ عادّ منّ أجلّ الانتقامّ من نايتّ و لنّ يرحلّ قبلّ أنّ يفعلّ ، نّظر إليهّ بهدوءّ واضعاّ قدّما
علىّ الأخرّى ابتـّسم فجّأة ثمّ تحدثّ بنبرة مـّرحة
ـ نايتّ عّزيزي لقدّ بدّأتّ تّثير غضبيّ أتّريد فّعلا أنّ أسحبّ مسدسيّ ؟
قطبّ نايتّ حاجّبيه ليسّ كماّ لوّ كّأن كلامّ ديميتريّ أخاّفه بلّ لقدّ سّئم منّ محاّولاته المستمرّة لمجاّراة عـّدوهّ فّرفعّ يدّه بّضجرّ لكيّ يّظهرّ الحرسّ
من كلّ مكانّ منتشريّن بكلّ زاويةّ و ركنّ قّال لهّ بّبرود
ـ قبلّ أن تسحّبه سّأنهيّ حيّاتكّ لكنّ كلاناّ نعـّلم جيداّ أنّ هذّه ليستّ طريقتناّ فيّ الانتقامّ فلوّ أردتّ أنتّ موتيّ لكنتّ قدّ فعلتّ بّحفلة فلاديمير و لّو أردتّ
أناّ قتلكّ لكنتّ قدّ فعلتّ ذلكّ منذّ زمنّ تماماّ
زمّ شّفتيه بّعبوسّ واضحّ لكيّ يشيرّ نايتّ لحرّسه مجدداّ فّيخرجّ الكلّ بينماّ تنهدّ ويليامّ بّضجرّ منّ هذاّ الوضّع فّديميتريّ يّرفضّ الخضوعّ لّرغبّة نايتّ
مماّ يجّعل الأمرّ يطّول أكثرّ فّأكثرٍّ فبّدا كماّ لوّ كّأنه لاّ يوجدّ مخرجّ لّهذه المشكّلة فيّ الجّهة الأخرّى نفذّ صبرّ أوسكارّ لتظهرّ العصّبية علىّ ملامحّه
لقدّ طالّ الوقتّ أكثرّ مماّ يجبّ مماّ جّعله يتوترّ يّعلم جيداّ أنّ صديّقه لنّ يقبلّ أبداّ بّشروطّ نايتّ أيضاّ لن يقبلّ الأخيرّ بّهدنة معهّ ، الثقّة منعدّمة بينهماّ
بالطبّع أوليسّ كلّ واحدّ منهماّ يكن البغضّ لاّ الأحسنّ قولاّ هوّ الحقدّ و الّرغبة الشديدّة فيّ قتلّ الآخرّ فجّأة بعدّ طّول الصمتّ تّقدم ويليامّ بخطّواتّ
هادّئة إلىّ الأمامّ لكيّ يّقفّ فيّ المنتصفّ تحدثّ بّنبرة جدّية
ـ سّوف أقنعّ نايتّ بّتأجيلّ فضحّ هويتكّ قليلاّ فقطّ لنقّل أسبوعاّ أوّ أكثرّ و أريدّ منكّ خلالّ تّلك المدّة الزمنيةّ المحددّة أنّ تّترك فلورا و شأنهاّ ،
لتجّعل آرثرّ يسحبّ دعوةّ القضاّئية من فّضلك
ابتسمّ ديميتريّ بّقليلّ من التهّكم بينّما عينيهّ مثبتتينّ على نايتّ الذيّ احتلّ الوجومّ و العبوسّ وجّهه الشّاحب لمّ يكنّ يبدواّ عليه الاقتناعّ بّفكرة ويليامّ
أيضاّ فّمدةّ أسبوعّّ طّويلة يسّتطيّع أيّ منهماّ خلالهاّ قلبّ الموازينّ إلىّ صّالحه أيضاّ هوّ ليسّ أحمقاّ لنّ يّثقّ بّكلماتّ ذلكّ المغنيّ بكلّ تّأكيدّ
فّأومّأ بالنفيّ قّائلاّ بّسخرية
ـ لاّ ، بّكلماتكّ هذاّ فّأنتّ سوفّ تكشفّ عنّ هويتيّ عاّجلا أمّ أجلاّ و أناّ ياّ عزيزيّ لاّ أحبذ البقاءّ علىّ أعصابيّ ذلكّ دّعنا منّ الهدّنة أوّ منّ أيّ هراءّ آخرّ ..
وقفّ مرتبّا بذّلته التيّ أفسدّت قليلاّ منّ قتالهّ معّ نايتّ قبلّ نصفّ سّاعة رفعّ ياّقته لكيّ ينزعّ ربطّة عنّقه وّ يرميهاّ أرضاّ حركّ شعرهّ الأسودّ
بّعشوائّية قدّ ابتسمّ بّقليلّ من النشّوة مرّفقة بّسعادة غـّريبة تـّقدم ناّحية نايتّ لكيّ يّضع ذّراعه محيطّ كتفيهّ همسّ بالقّرب منّ أذنهّ بنبرةّ بّاردة
ـ سّعيد أنّ تّدريباتّ نيكولاسّ قدّ أخذتّ مفعولهاّ لكنّ عزيزيّ احذر .. فّأنتّ شيئاّ فشيئاّ تصبحّ شبيهاّ جداّ بّه
نـظرّ إليهّ نايتّ بحدّة قدّ كادّ أنّ يلكمهّ بّقوة على فمهّ فيخرسهّ للأبدّ لولاّ أنه ابتعدّ عنهّ رافعاّ يديّه للأعلىّ ضاحكاّ علىّ ردّة فعلّ نايتّ العنيفةّ ناحيتهّ
بالرّغم إلىّ كلّ ماّ وصلّ إليهّ بالّرغم منّ مرورّ كلّ تلكّ السنينّ إلاّ أنّ اسمّ نيكولاسّ لاّ يزالّ يُّثير أعصّابه هزّ كتفيهّ بّقليلّ منّ اليّأسّ اتجّه إلىّ أوسكارّ
و وضعّ يدّه علىّ كتفهّ قائلاّ لنايتّ بنبرةّ باردّة
ـ كلّ هذّه النقاّشات عدّيمة الفاّئدة فكلانا نعلمّ أنّ أخذّ بكلّمة الآخرّ غباءّ أناّ لنّ أقبلّ أبدّا بّالاستسلامّ و أنت لنّ تقبلّ بّشروطيّ ذلّك واضحّ لذّا
دعّنا نتّرك هذّه التفاهةّ جانباّ ، البقاّء للأقوّى أوّ يجدرّ بيّ القـّول للأكثرّ مكراّ
كان يّعلم نايتّ أنّ ديميتريّ لنّ يرضخّ لّشروطهّ إذّ أنه يّفضل الموتّ علىّ ذلكّ لكنّ اعتّقد و بّوضحّ كشفّ هويتهّ على محكّ قدّ يّخضعّ له قّليلاّ أومـّأ
بّالإيجابّ دونّ أنّ ينظرّ ناّحية ديميتريّ بينماّ شعرّ ويليامّ بالقلقّ مّا الذيّ ينويّ ديميتريّ فعلهّ الآنّ ؟ لابدّ أّن لديّه خطةّ و إلاّ لماّ تركّ نايتّ يفعلّ ماّ يشاءّ
فيّ حينّ رمقّ أوسكارّ ويليامّ بّحقدّ ، عّاد ديميتريّ يتحدثّ مجدداّ بّنبرتهّ البّاردة حادّة
ـ هذّه المرةّ سوفّ أحرصّ علىّ أخذّ أغلىّ ماّ تملكّ نايتّ ، ثقّ بّكلاميّ
ابتسمّ نايتّ بّكلّ سخريةّ مستهّزئاّ بكلّامه ألمّ يدركّ بّعد أنهّ لنّ يستطيعّ أبّدا تّدميره ؟ قدّ يجّعل الخدّم حولهّ يخوننه قدّ يّحاولّ تّحطيمّ كلّ شّخص منّ
حولهّ لكنهّ أبدا لمّ و لنّ أبداّ يّدمره ،

/

فتـّحت عينيهاّ بّصعوبةّ بالّغة لذّلك الإرهاقّ الذيّ يحتل جسدّها بّأكملهّ كانتّ يديّها مضّمدّتين كذلكّ قدّميهاّ أيضاّ وجّهها قدّ حاولّ الطّبيبّ معالجّة تلكّ
الكدّماتّ البنفسجيةّ التيّ احتلتّ جسمهاّ ، عينيهاّ العسليتينّ تّجوبانّ الغـّرفة بّعدم تصدّيق عندّما بدّأت دّموعهاّ بالسّقوطّ مجدداّ لمّ تكنّ لتتوقعّ حتىّ
فيّ أكثرّ حلّمهاّ جمالاّ أنّ تعودّ إلىّ هناّ حيثّ تنتميّ ، زمتّ شفتيهاّ محاّولة أنّ تّكتمّ شهقاتهاّ فـّرفعتّ غطاءّ لتختّبّئ تحتّه بالّرغمّ منّ أنهاّ عـّادت إلاّ
أنهاّ و حالماّ استيقظت رّأتّ نفسّ المنظرّ .. الظّلامّ فقطّ لاّ أحدّ بانتظارها ، أجلّ هيّ غـّاضبة منّ نايتّ لأنهّ تجاّهلهاّ تّركهاّ تغدقّ فيّ وحدتّها لكنّ ألمّ
يدركّ بّعد أنهاّ تّشتاقّ إليهّ ؟ لكنّ و بصمتّ مّؤلمّ ،
أسفلّ السريرّ علىّ الأرضّ كانّ أليكساندرّ يجلسّ حاّضناّ ركبتيهّ لصّدره ناّئماّ عندّما انتقلّ إلىّ مسامعهّ صوتّ بكاءّ ماريّ الخاّفت وقفّ مسرعاّ ثمّ
نـظرّ إليهاّ ، مختّبئة خلفّ غطاءّها تّئن بّألمّ لوحدتّها كتمّ هوّ الآخرّ دموعهّ تـّقدم منهاّ بخطّواتّ مترددةّ ، وضعّ يدّه الصّغيرة علىّ خصلاتّ شعرهاّ
البنيّ الطّويلّ فّتوقفتّ عنّ البكاءّ ابتسمّ بّلطفّ شديدّ متحدثّا بنبرةّ ضّاحكة
ـ ألاّ ينتهيّ بحرّ دّموعكّ يوماّ ؟
أبعدت ماريّ الغطاّء عنّ وجّهها بّعد أنّ مسحتّ دموعهاّ المتـّراكمة و نـظرتّ إليهّ فّابتسمّ أليكساندرّ لهاّ محاّولاّ التخفيفّ منّ ألمهّا بينماّ اتسعتّ
عينيهاّ منّ الصدّمة هـذّه الكلماتّ تتذّكرهاّ جيدّا عندّما كانّ نايتّ مصاباّ بّشدةّ بعدّ أنّ حاولّ أنّ يحميهاّ منّ اصطداّم السياّرتينّ ، لماّ كانّ مغشياّ عليهّ
غيرّ قادرّ علىّ الاستمرارّ أكثرّ ، لماّ أمسكتّ بيدّه معتـّرفة لأولّ مرةّ بّحبها له قـّال نفسّ هذّه الكلماتّ رمشتّ مراراّ و تكراراّ بّغيرّ تصدّيق بينماّ
اكتفى أليكساندرّ بّإبتسامة فتنهدتّ بّقلة حيّلة و رسمتّ على شّفتيهاّ بسمةّ بسيطةّ سرعانّ ماّ صارتّ ضحكّة رنانةّ شاّركهاّ فيّها أليكساندرّ ، بالفّعل
قدّ حانّ أوانّ إنهائها لبّحر دموعهاّ المتراكمّ ، أجـّابته بّنبرةّ هاّدئة مبحوحّة
ـ أنتّ محّق يجبّ عليّ أنّ أصبحّ أكثرّ قوةّ أكثرّ تماسكاّ و أكثرّ صّلابة أليسّ كذلّك أليكساندرّ ؟
أومّأ بالإيجابّ فاكتفتّ هيّ بّإبتسامةّ خفيفةّ صّادقة هيّ مـّدركة أنّ سببّ كلّ ماّ يحدثّ لهاّ هوّ ضعف شّخصيتهاّ و اعتمادها الأعمىّ علىّ الغيّر ماّ
جّعلها تّسقطّ بينّ براثّن ديميتريّ ، تّنهدتّ و أبعدتّ الغطاءّ عنهّا بّمحاولاتّ عديدّة منهاّ استطاعتّ أخيراّ أنّ تلاّمس قدّميهاّ سجاّدة السوداء وقفتّ قدّ
ظهرّ تعبيرّ الألمّ علىّ ملامحّها ثمّ اتجّهتّ ناحيةّ الشـّرفة بّخطّواتّ ثقيلّة تكادّ تكونّ معدومّة لكنهاّ تستمرّ فيّ التقدّم إلىّ غاّية وصولهاّ ، الشيءّ الوحيدّ
الذّي استفادتّ منّ خلالّ اختطافهاّ كانّ جعّلها تّدرك أنّ لاّ أحدّ سينقذّها لاّ أحدّ سيلتفتّ إليهاّ ماّ لمّ تقمّ هيّ بالخطّوة الأولىّ ماّ لمّ تّقم بالمباّدرة نحوّ هدفّها
، الآنّ هدفّها هوّ .. ضحكتّ بخّفة و هيّ تّتحدثّ بنبرةّ لطيّفة
ـ أليكساندرّ ألاّ تـّبدوا سماءّ لندّن أجملّ ؟
__________________
  #69  
قديم 12-28-2015, 05:31 PM
oud
 
جـّزء التـّاسع و الثـّلاثينّ

1 ~ كونّي أنيقّة فيّ كلّ شيءّ حـتىّ الألمّ

سّاعة يدّه كانتّ تّشيرّ إلّى ثّالثة صّباحا حيثّ أنّ سماءّ لندنّ مليّئة بالغيّوم منّبئة بّعاصفةّ ثلجيةّ أخرىّ مماّ جّعله يتساّءل بّضجرّ
متىّ يتوقّف هذاّ الثلجّ عنّ الهطّول ؟ نـّزع ربطّة عنـّقه ثمّ وضعّ يده حولّ المقبضّ لكيّ يفتحّ بابّ الغـّرفة ببّطء جالّ بعينيهّ
الداّكنتين فيّ كلّ زاويةّ ليلاحظّ ذلكّ الجسدّ المستلقيّ بّراحة علىّ سريرهّ هوّ فّإتجه بخطّوات بالكادّ تكادّ أنّ تكونّ مسموعةّ كـّسولة
لاّ صوتّ لهاّ ناحّيتهاّ ، وقفّ ملاحظاّ ملامحّها الشاّحبة لقدّ فقدتّ الكثيرّ منّ وزنهاّ أيضاّ هناكّ ضماداتّ عديدةّ علىّ كلّ جزءّ من
جسدّها قدميهاّ مّضمدتين كلياّ اقتربّ أكثرّ منهاّ ثمّ أمسكّ بيدّها بدتّ ضّعيفة للغّاية ..
عبسّ مقطباّ حاجّبيه بغيرّ رضاّ عندّما فجّأة فتحتّ ماريّ عينيهاّ علىّ وسعهماّ أمسكتّ بّوسادةّ التيّ خلفهاّ بحركةّ غريزيةّ ثمّ
ضّربت بهاّ نايتّ بّقوة الذيّ و لدهشتهّ منّ حركتهاّ المباّغتة أهملّ دفاعّ عنّ نفسهّ فسقطّ علىّ السريرّ بينماّ وقفتّ ماريّ بّسرعة
كيّ تّرفع الوسادةّ مجدداّ غيرّ أن غطاءّ سرير قدّ عرقلّهاّ لكيّ تهويّ هيّ الأخرىّ فوقهّ بّجسدهاّ صّارخة بّرعب ، تّأوهّ نايتّ بّألم إذّ
أنهاّ ضربّت جبينهّ بّكوع ذراّعها فصاحّ بّعصبية
ـ يّا إلهيّ ماري ما الذي تحاولين فعله ؟
علىّ أثرّ هذه الضجّة فتحّ حارسينّ بابّ الجناحّ راكضّين ناحيّتها و همّ ينادونّها بينماّ كتمتّ ماريّ ألمهاّ لمّ تستطعّ أنّ تميزّ صوتّ
نايتّ شغلّ حارسّ الإنارّة قّائلاّ بّقلق
ـ سيدتي هل أنتّ بخير ؟
عندّما أنيرّ المكانّ شحبّ وجّه ماريّ كلياّ و تـّركتّ الوسادةّ تّسقطّ جانباّ شّاهقة بّرعب فّقد بدا جبينّ نايتّ متورماّ أيضاّ عـّبوسه
الخطيرّ فيّ حينّ تنحنحّ الحارسّ بّإحراجّ و عـّاد يغلقّ البابّ خلفه بإحكامّ ، ضحكتّ ماري بّتوتر محاّولة إضفاءّ قليلّ منّ المرحّ علىّ
الجوّ غيرّ أنّ ملامحّ نايتّ الباردّة لمّ تساعدّها علىّ الإطلاقّ قـّالت برعب
ـ أناّ فّعلا آسفةّ لقدّ ظننتّك.. ياّ إلهيّ جبينكّ متورم بّشدةّ، لاّ أدرّي ماّ الذيّ انتابنيّ ؟ نايتّ هلّ أنتّ بخيرّ ؟ كنتّ أعتقدّ أننيّ قدّ أهاجمّ فيّ
أيّ لحظةّ لذلكّ لاّ أعلمّ .. أعنيّ كيفّ أنّ جسديّ استجاّب للأمرّ بّحركة غـّريزية .. آآآ ، لحظةّ أناّ لمّ أعنيّ تلكّ الأشياءّ فّأناّ لنّ أتجرؤ
علىّ فعلهاّ أبداّ معكّ .. آ إنتـظرّ أنتّ بالفعلّ وسيمّ و جذابّ فّكل نساءّ يسعونّ خلفّك و سّأكونّ سعيدّة بالفعلّ لكنّ أناّ لنّ أقبلّ بّفعل أشياءّ
مخللةّ بالحياءّ ليسّ قبلّ الزواجّ .. لحظةّ نحنّ متزوجيّن لكنّ ، كيفّ أشرحّ ذلكّ؟
قطبتّ حاجبّيها محاولةّ استيعابّ ماّ قلته كلّ ذلكّ الهراءّ الذيّ تفوهّ بهّ فمهاّ تواّ إحمرتّ وجّنتيهاّ منّ الإحراجّ وّ الرعبّ فيّ نفسّ الوقتّ
كيفّ قالتّ هـذاّ لنايتّ ؟ أنتّ وسيمّ و جذابّ ؟ هلّ كانتّ تحاولّ مغاّزلته أمّ ماذاّ ؟ عـدم رّؤيتهاّ له لمدةّ جّعلها تفقدّ أعصاّبها و هـّاهو نتيجةّ
شوقهاّ لهّ أنّ تدفّعه نحوّ السريرّ محاولةّ خنقهّ بوسادة بينماّ هيّ بّحركة معّدمة الحّياء فّوقه كانّ الموقفّ أكثرّ مماّ يقدرّ عقلهاّ أنّ يحتملهّ
فّوضعتّ يدّها علىّ جبينهاّ رافعهّ شعرهّا البنيّ علىّ وجّهها المحمرّ بشدةّ ثمّ وقفتّ بّسرعة لكيّ تبتعدّ عنهّ حينماّ جلسّ نايتّ بّخفة لكيّ
يمسكها منّ معصمهاّ جاذبّا إياهاّ ناحيتهّ راسماّ علىّ شفتيهّ ابتسامةّ مـّاكرة خبيثة
كادت أنّ تّصطدم بّصدره لولاّ أنهاّ وضعتّ يديّها علىّ كتفيه مانعةّ الارتطام من الحدوّث مجددّا فيّ حينّ أحاطّ نايتّ خصرّ ماريّ بّذراعه
جاذباّ إياهاّ شهقتّ بّرعب وّ أخذتّ تّحاول الـهروب لكنّ قبّضة نايتّ كانتّ بالفعلّ قويةّ ، تـّحدث بّنبرة ماكرّة
ـ أفعالّ مّخللة بالحيّاء أليسّ كذلكّ ؟
حالماّ قالّ ذلكّ وضعتّ ماريّ يدها علىّ جبينهاّ ثمّ أغلقت عينيهاّ لكيّ يغمىّ عليهاّ رمّق نايتّ بّبرود ماريّ لمّ تكنّ يوماّ ممثّلة باّرعة
إذّ يبدوا الأمر واضحاّ أنهاّ تدعيّ الإغماءّ ابتسمّ بّهدوء لقدّ مرتّ فترةّ طّويلة منذّ أنّ استمتعّ بّلعبّ معهاّ قليلاّ إثارةّ خوفهاّ أيضاّ ردة
فعلهاّ المجنونةّ فّوضع جسدهاّ علىّ السريرّ ثمّ وقفّ مغادراّ عندّما غّير رّأيه فيّ آخرّ لحظّة ، إتجـّه إليهاّ مستنداّ بّذراعه انحنى نحوهاّ
كاتماّ ضحكتهّ
بينماّ فيّ الناحيةّ الأخرىّ شعرتّ ماريّ بّأنفاسهّ الداّفئة تـّلفح وجنتيهاّ ببّطءّ و هوّ يقتربّ أكثرّ فّأكثرّ منّها ، بلعتّ ريقهاّ بتوتر مستمرةّ
فيّ التظاهرّ بالنومّ عندّما لمّ تستطعّ احتمالّ الأمرّ فّفتحّت عينيهاّ بّبطءّ لكيّ تّرى وجّه نايتّ أمامهاّ لاّ يفصلّ بينهماّ الكثيرّ لاحظتّ لّأول
مرّة أنّ عينيهّ كانتّا تلمعانّ بشيءّ مخّتلف قدّ اختّفى البرودّ الذيّ يحيطّ بهماّ لأولّ مرةّ رمشتّ مراراّ و تـّكراراّ قبلّ أنّ يبتسمّ نايتّ
تـّحدث بّنبرة مرحّة
ـ لطالّما كنتّ ممثّلة فاّشلة ماريّ
احـّمرت وجّنتيهاّ خـّجلا لتعّبيره المـّرح الذيّ اعتلىّ وجّهه كانّ يبدواّ مختلفاّ للغاّية وسيماّ أكثرّ وّ هاّهو قلبهاّ ينبّض بّقوة منّ أجلّه
ضحكتّ بّإحراجّ فّحرك خصلاتّ شعرهاّ بّعـّشوائية و هوّ يّقف سارّ مبتعداّ قـّائلاّ بنبرةّ هـّادئة
ـ مـّرحباّ بعودتكّ ماريّ
كانّت كلماّته بمّثابة نوبةّ قلّبية أصّابتهاّ لفرطّ تلكّ السّعادة التيّ شعرتّ بهاّ إنّ نايتّ يتقبلّ تّواجدّها شيئاّ فّشيئاّ فيّ حياتهّ لاّ بلّ حتىّ
أنهّ رحبّ بهاّ ألاّ يستحقّ الأمرّ إقّامة حّفلة ؟ خصوصاّ بعدّ كلّ تلكّ المشّاكل وّ الرفضّ المستمرّ ، اعتـّدلتّ جالّسة راسمةّ علىّ شفتيهاّ
ابتسامةّ لاّ تصفّ قدرّ سّعادتهاّ محاّولة تحليّ بّقليلّ منّ الاحتشام وّ الحكمةّ لكنهاّ لمّ تستطعّ أنّ تخفيّ فرّحتهاّ فقفّزت منّ السريرّ راكضّة
نحوهّ حالماّ سمعّ نايتّ ضجةّ التفتّ للخلفّ كيّ تّرميّ ماريّ ذراعيهاّ حولّ رقبتهّ محتّضنة إياّه بكلّ قوةّ لمّ يّكن قاّدرا علىّ التنفسّ
منّ ضغطهاّ الشديدّ عليهّ فّحاول التحدثّ بّنبرتهّ المبحوحةّ المنزعّجة
ـ لقدّ كنتّ أمزّح فقطّ لاّ داعيّ لحركةّ مصّارعة عنيفةّ أخرى منّ فضلكّ ..
ضحكتّ بّقوة وّ هيّ لاّ تزالّ تّضمه بينماّ استسلمّ نايتّ فيّ الأخيرّ لكيّ يربت علىّ رأسهاّ بّقلة حيّلة ، اعتّقد أنّها سّتظل غاّضبة منهّ
لّتقبيله لإليزابيثّ لكنّ غضبهاّ لمّ يدمّ أكثرّ منّ يومّ واحدّ ابتسمّ بّهدوء جيدّ أنّ الأمور قدّ عاّدت لمجراهاّ الطبّيعيّ مجدداّ ،
بينماّ و فيّ الجـّهة الأخرىّ كانتّ ماريّ تحتّضنه بقوةّ عندّما لمحتّ عينيهاّ السماءّ ذاتّ الغّيوم المتّراكمة اختفتّ ضحكاتهاّ لوهلةّ منّ
الزمنّ قدّ حلّ تعّبير لمّ يسبقّ له أنّ ارتداه وجّهها كانّ جاّدا ملّيئا بالهدوءّ، تماماّ كذلكّ الهدوءّ الذيّ يّسبقّ عّاصفة لندنّ ،

/

لسّانهاّ أطلقّ سيلاّ منّ الشتائمّ كعاّدتهاّ الصّبيانيةّ الفظة و هيّ تتجهّ ناحيّة الباب بقلةّ صبرّ مّوضحةّ غضبهاّ لأيّ ضيفّ كانّ أمسكتّ المقّبض
و فتحتّ البابّ بّسرعةّ مقطبّة حاجبيّها بّعصبية شديدةّ حالماّ رأتّ أنّ القادّم لمّ يكنّ أحدّ سوىّ ويليامّ المبتسمّ بّبلاهة شتمتهّ بّحدة و كادّت
أنّ تغلقّ البابّ لولاّ أنهّ دخلّ مسرعاّ حاملاّ صحنّ حلوياتّ بينّ يديّه تـّحدث بّمرح
ـ مرحباّ فلوراّ أتمانعينّ مشّاهدتيّ لمباراة الهوكيّ هنا ؟ لقدّ تمّ فّصل الكهرباءّ لديّ و كلّ شيء عاطلّ عنّ العمـّل ..
ثمّ سارّ بخطّوات سريعةّ تّكاد أنّ تكونّ راكضةّ ناحيةّ غرفة المعيّشة شغلّ التلفازّ بعدّ ذلكّ عادّ للمطبّخ كيّ يحضّر أيّ طعامّ وجـدّه كيّ
يعودّ مجدداّ راكضاّ ليشّاهد مباراّته طّوال تلكّ الفترةّ رمّقته فلورا ّبنظراتهّا الناّرية الحادّة الخطيّرة همستّ منّ بينّ أسنانهاّ
ـ أجلّ أمانعّ و بشدةّ ..
تجّاهلت أنهّ اقتحمّ منزلهاّ وّ إتجّهت إلىّ غرفتهاّ كيّ تحظىّ بقسطّ منّ النومّ فّهناكّ أعمالّ لا متناهيةّ فيّ انتظارهاّ بالغدّ و يجبّ عليهاّ
فعلاّ أنّ تّتجهز نفسياّ أيضاّ جسدّيا لهاّ فّركتّ عينيهاّ بقليلّ منّ الإرهاقّ و تثاءبتّ بتعبّ لكيّ تّرمي بجسدّها علىّ السريرّ فكرتّ لّوهلةّ
منّ الزمنّ آرثرّ يكنّ الحقدّ الشديدّ لهاّ فّلن يباليّ أبداّ لماّ قدّ يسببهّ من ضررّ لهمّ تنهدتّ بّأسىّ لمّ يكنّ عليهاّ أنّ تثقّ به منذّ البداّية
الآنّ بّسببّ جهلهاّ و غّبائهاّ صارتّ مطالّبة بّدعوة قضاّئية لاّ صحّة لهاّ لوّ أنهاّ فقطّ تمهلتّ ، لوّ أنهّا نظرتّ إلىّ تلكّ محتوىّ تلكّ الأوراقّ
قبلّ أنّ توقعهاّ لماّ حدثّ كلّ ذلكّ تباّ لمّ يكنّ يجدرّ بهاّ أنّ ترخيّ دفاعهاّ بكلّ تلكّ السّهولة ذلكّ ليسّ من عاداتهاّ على الإطلاقّ ..
تنهدتّ بّأسىّ هناكّ نايتّ الذيّ سيبذلّ وسعهّ لإخراجّها منّ هذّه الورطةّ بكلّ تّأكيدّ فقدّ أرسلّ رسّالة لهاّ منذّ مدةّ قصيرةّ يخبرهاّ فيهاّ أنهّ
قدّ عينّ محامياّ متمكناّ لقّضيتهاّ و قدّ أرسلّ العـّديد منّ الحرسّ تّقودّهم سوزي لتحقيقّ فيّ صحّة تلكّ الأوراقّ و ماّ إنّ كانتّ مزورةّ أيضا
ّالحصّول علىّ بعضّ الشهودّ لصالحهمّ وّ محاّولة كسبّ حلفاءّ ديميتريّ الذيّ أهملهم إلىّ جانبه ، إنهّ يحـّاول أنّ يخرجهاّ منّ هذّه الورطّة
دونّ لفتّ انتباه الصحافةّ منّ أجل ّالمحافّظة علىّ مهنتهاّ لكنّ حتىّ لوّ فعلّ فلاّ يمكنهاّ أنّ تعتمدّ عليهّ لاّ يمكنهاّ أنّ ترميّ أخطاّئها علىّ الغيرّ
لكيّ يّقومواّ بتصحيحهاّ منّ أجلهاّ هيّ بالفعلّ ممتنّة له و هـذاّ يكفيّ ..
تّدرك جيداّ أنّ نايتّ ليسّ متفرغاّ تماماّ فّهوّ يطاردّ ديميتريّ محاّولا إيجاّد أيّ غفوةّ لهّ أيضاّ يّريد إعادةّ ماريّ لطبيعتهاّ و الحرصّ علىّ
سلامتهاّ كذلّك سّلامة يدهّ اليمنىّ فرانسواّ الذيّ لاّ يزالّ غيرّ قادّر علىّ التحركّ ، الاستيلاء علىّ منصبّ الجدّ بيترّ و إبعادّ كايلّ عنّ مركزّ
المنافّسة أيضاّ توخيّ الحذّر من تّصرفاتّ إليزابيثّ فحسبّ ما ّقالته سوزي لهاّ خلاّل مراسمّ الدفنّ أنّ إليزابيثّ هيّ منّ قتلتّ الجدّ بيترّ ،
تّبا يجدر بهاّ فعلاّ أنّ تعتمدّ علّى نفسهاّ أكثرّ ، بّعد فّترة فتحّ ويليامّ البابّ بّبطءّ لكيّ يّطل راسماّ علىّ شفتيه ابتسامةّ هـّادئة كانتّ هذّه المرةّ
ملامحّه خالّية منّ أيّ مرحّ أوّ مزاحّ منبّئة بمدىّ جديّة الأمرّ حينهاّ رمقّته فلوراّ بّبرودّ ثمّ تنهدتّ لتزمّ شفتيهاّ بعّبوسّ قاّئلة
و الضجرّ يلفّ كلماتهاّ
ـ ألا تّعلم أنكّ تتسللّ إلىّ غـّرفة فتاةّ فيّ منزلهاّ بعدّ منتصفّ الليلّ أيهاّ الأحمقّ ؟
تّقدم ناّحيتهاّ و هوّ ينظرّ إلىّ مضربّ البيسبول الذيّ وضّع بجانب ّسريرها بّنصفّ عينّ أيّ فتاةّ تتحدّث
عنهاّ ؟ بالفعلّ هوّ أحمقّ لكيّ يتسللّ إلىّ غـّرفة شخصّ مجّنون مثّلهاّ ، جلسّ بّهدوء محاّولا أنّ يضفيّ القليلّ منّ الحزمّ علىّ ملامحّه قاّئلاّ
ـ فلوراّ أناّ أعلمّ أنهّ لاّ يحقّ ليّ أنّ أسألك لكنّ أناّ قّلق لذلّك أرجواّ أنّ تعذريّ تطفليّ الغيرّ لاّئق ..
استدارتّ ناحيتهّ وّ لاّ تزالّ مسّتلقيةّ عينيهاّ تراّقبانهّ بهدوءّ ارتبكّ قدّ احمرت وجّنتيه منّ الإحراجّ هذاّ ليسّ منّ شّأنه وّ لعلمه بتصرفّ فلوراّ
العصبيّ هذاّ يجّعله يترددّ قليلاّ فّأنّ يّسألهاّ لذلكّ تنحنحّ محاولاّ كسبّ القليلّ منّ الجّراءة عندّما تنهدتّ فلوراّ قاّئلة بّبرود
ـ إنّ لمّ يكنّ منّ شّأنكّ فلاّ تّسأل ويليامّ هـذاّ ماّ أريدّ قولهّ لكّ لكنّ .. لاّ بّأس يمكنكّ أنّ تّسأل ماّ تريدّ فنحنّ أصدقاّء أليسّ كذلكّ ؟
نـّظر إليهاّ بّإحراجّ متمتماّ بكلماتّ ماّ ثمّ أطلقّ آهة مستسلمّة و هوّ يّرمقهاّ بنظراتّ جادّة للغّاية كيّ تجلسّ فلوراّ بجاّنبه منتـظرّة أيّ
كانّ سّؤاله لاّبد أنّه يخصّ حالةّ ماريّ بكلّ تّأكيدّ ربماّ شعرّ بالخجلّ منّ أنّ يقتربّ منهاّ بعدّ أنّ رفضتّ أنّ تتحدثّ معّهمّ لذلكّ هوّ يتساّءل
ماّ إنّ تحسنتّ حالتهاّ أوّ ربماّ يّسألهاّ عّن ماّ حدثّ لنايتّ خلالّ غيابهّ و كيفّ وصلتّ الأمورّ إلىّ هذاّ الحدّ ؟ إذّ أنهّ لمّ يكن علىّ تواصّل
معهمّ طّوال فترةّ غياّبه ، تّحدث ويليامّ أخيراّ بّتوتر
ـ أثناءّ لقاّءنا بالأمس ّمعّ ديميتريّ سّمعته يّتحدثّ عنّ شيءّ مثيرّ للاهتمام وّ غـّريب أيضاّ كونيّ لاّ أعرفّ شيئاّ عنهّ لذلكّ حاولتّ أنّ
أسّأل نايتّ بّعد إنهائناّ للاجتماعّ عنّ هذاّ الشيءّ لكنهّ قاّل أنهّ لاّ يجدرّ بيّ التدّخل فيّما لا ّيعنينيّ لذلّك أناّ أريدّ أنّ أسّألكّ فلوراّ ..
قطبّت حاجّبيها بّقليلّ منّ الإستغرابّ ماّ الذيّ يّعقل أنّ يكونّ ديميتريّ قدّ تحدثّ عنه و هيّ تعلمّ عنه ؟ أيضاّ لماّذا رفضّ نايت أنّ يخبره
؟ زمتّ شفتيهاّ بّعبوس حسناّ هذاّ نايتّ الذيّ يتحدّثان عنهّ لنّ يخبرّ أحداّ ماذا ّيجولّ فيّ رأسهّ إلاّ إذاّ اقتضى الأمرّ عليه بذلكّ أومـّأت
بالإيجابّ قاّئلة
ـ لاّ أعلمّ كيفّ أستطيعّ أنّ أساعدكّ فّلا علمّ ليّ بماّ يدور فيّ بالّ نايتّ لكنّ سّأبذلّ وسعيّ لذلكّ يمكنكّ أنّ تّسّأل ما ّتشاءّ ..
تنهدّ بّحيرةّ إذّ لاّ يبدوا أنهاّ تفهمّ فعلاّ ماّ يّحاول قولّه كتمّ أنفاّسه للحظّة بينماّ ظلتّ فلوراّ تراقّبه بّإستغرابّ طولّ فترىّ صمتهّ بّعد ذلكّ
بمدّة استطاعّ ويليامّ أخيراّ أنّ يتحدثّ قّائلا ّبنبرةّ جادّة
ـ فلوراّ ماّ قّضية تّزوير الوثائّق ؟ كيفّ استطاعّ آرثرّ الحصولّ علىّ توقيعكّ ؟
نـظرتّ إليهّ بدّهشة أكانّ السّؤال الذيّ يّثقلّ كاهلهّ هوّ عنهاّ هيّ ؟ أهـذاّ ماّ كانّ يّسعى جاّهداّ لّقوله منذّ مدّة ؟ تنهدّت فاّركة جبيّنها بّتوترّ
بالفّعل لمّ تّرد لويليامّ أنّ يعلمّ عنّ الأمرّ خوفاّ منّ أنّ تتشوهّ سمعتهاّ فيّ نظرهّ أكثرّ مماّ هيّ مشوهةّ لكنّ كيّف علمّ نايتّ أنهاّ لاّ تريدّ أنّ
تخبر ويليامّ ؟ قطبتّ حاجبّيها ثمّ وقفتّ متجّهة إلىّ الشـّرفة بينماّ وقفّ ويليامّ مسرعاّ مبتعداّ ناحيةّ البابّ إذّ ظنّ أنهاّ ذاّهبةّ لجلبّ مضرب
البيسبول لّضربه ربماّ تّنهدتّ فلوراّ و نـظرتّ للخلفّ كيّ تلاحظّ أنّ ويليامّ يضّع يدّه حولّ المقبضّ استعداداّ للهربّ رمّقته بّضجرّ و قّالت بّتهكم
ـ ماّ الأمرّ معكّ ؟ أناّ لنّ أقومّ بّقتلكّ فيّ الحّقيقة سّوف أجيبّ عنّ سّؤالكّ..
نـظر إليهاّ بدّهشة ماّ الأمرّ معّها هيّ ؟ إنهاّ تبدواّ هادّئة و مسّالمةّ مماّ يجّعله يتوترّ أكثرّ فّأكثرّ إذّ أنّ ذلكّ ليسّ منّ عاداتّها بلعّ ريقهّ مجدداّ
ثم ّتّقدم ببطءّ ناحيةّ السريرّ ليجلسّ عليهّ حينماّ بدّأت فلوراّ بالتحدثّ كانتّ ملامحّها غيرّ اعتّيادية غـّريبة لهّ متّألمةّ لأنّ أحدّ وثقتّ به قدّ خانهاّ
وّ غـّاضبة علىّ نفسهاّ لأنهاّ وضعتّ ثقتهاّ فيّ شخصّ مثلّه ،
ـ اليومّ الذيّ غاّدرت فيّه ماريّ لندن منّ أجلّ العلاجّ فقدتّ أعصابيّ لأننيّ كنتّ مضّطرة للاعتمادّ على نايتّ أيضاّ تسليمّ أختيّ له مرّة أخرىّ
دونّ أنّ يكونّ ليّ أيّ خيارّ ، كنتّ قدّ سمعتّ قبلاّ أنّ آرثرّ يبحثّ عنّ منزلّ ليشتريهّ وّ دارّ فيّ بالي ّحينهاّ أنّ منزلّ والديّ .. إنّ بعتهّ له بالّرغم
مّن أننيّ لمّ أكنّ أبداّ أرغبّ فيّ ذلكّ إلاّ أننيّ كنتّ سّأحصلّ علىّ المالّ ، ذلكّ المالّ الذيّ سيجعلنيّ قاّدرة علىّ أخذّ ماريّ للأبدّ ..أظنكّ تذّكر كلّ
هـذّه التفاصيلّ أليسّ كذلّك ؟ لأنكّ أنتّ بنفسكّ جّزء منهاّ
استدارتّ ناحيتهّ مبّتسمةّ بينماّ أومّأ ويليامّ بالإيجابّ و كيفّ ينسىّ ذلك ّاليومّ ؟ لقدّ فقدتّ فيه فلوراّ أعصابهاّ كلياّ و أخذتّ تتصرفّ بكلّ جنونّ
لقدّ طلبّت منّ نايتّ أنّ يوقفّ الطاّئرة و المطارّ بّأكملهّ كيّ يعيدّ ماريّ إليهاّ إذّ لمّ يوقفهاّ فيّ الوقتّ المناسب ّلكانتّ فّعلتّ أكثرّ منّ ذلكّ بكثيرّ ،
تنهدّ ويليامّ وقاّل بهدوء
ـ لقدّ قمتّ بتوقيعّ العـّقد وّ كلّ تلكّ الوثائقّ التيّ كانتّ برّفقة آرثرّ ، أفهمّ مّن ذلكّ أنهّ فيّ ذلكّ الوقتّ هوّ منّ أوقعّ بكّ ؟ يّا لهاّ منّ حيلةّ قذرّة
زمتّ فلوراّ ّشفتيهاّ بتعاّسة ثمّ رمتّ بجسدّها علىّ السريرّ حملتّ مضربّ البيسبولّ بينّ يدّيهاّ لتّلوح بهّ بكلّ إحتـّراف بعدّ ذلكّ اعتدلتّ فيّ
جلستهاّ ضاّحكة
ـ أتعلمّ أننيّ اشتريتّ هذاّ الشيءّ فقطّ لكيّ ألقنّ آرثرّ درساّ ؟ أردتّ فعلاّ أنّ أستعملهّ لكنّ ذلكّ لنّ يزيدّ الأمورّ إلاّ سوءاّ ..
رمش بّعدم تصدّيق و هوّ يراقّبها فقدّ وقفتّ و أخذتّ تّضرب بكلّ قوتهاّ بينماّ ضحكاتهاّ تترددّ فيّ الأرجاءّ ابتسمّ بّلطفّ ماّ الذيّ كانّ قلقّا عليهّ ؟
فلّورا تستطيعّ أنّ تعتنيّ بنفسهاّ جيداّ فبالرّغم منّ كلّ تلكّ المشاكلّ التيّ تواجّهها لاّ تزالّ واقفّة بّقوة أمامهاّ ، بالفّعل كبرياءّ هذّه المّرأةّ لاّ
مثيلّ له فّهيّ لا ّتحتاجّ لبطلّ يّنقذّها إنهّا بطّلة نفسهاّ .. قالّ بّبسمة
ـ أنتّ بالفّعل مدّهشة فّلورا
غـّمزت لهّ بّخفة مرّسلة إليهّ قبلةّ فيّ الهواءّ وّ هيّ تكملّ القيامّ بحركاتهاّ العّشوائيةّ تنهدّ ويليامّ مسنداّ ذقّنه علىّ يدّه لاّ يبدواّ أنّ الأمورّ
ستتحسنّ قريباّ خصوصاّ و أنّ شـّعلة الانتقامّ فيّ قلبّ نايتّ قدّ عادتّ للمعانّ هـذّه المرةّ ديميتريّ آثارّ أعصابهّ كلياّ قدّ لاّ يبالّي بماّ يحدثّ له
بعدّ الآنّ إنّ الأمورّ تّخرجّ عنّ السيطّرة بالفّعلّ زمّ شفتيهّ محاولاّ تمالكّ أعصاّبه قّليلاّ فلاّ فائدةّ منّ القلقّ ، يجبّ عليهّ إيجاّ طريقةّ ناجحةّ
تخولّه مسّاعدة نايتّ دونّ علمّ ذلكّ الأحمقّ ..
وضعتّ فلوراّ يدّها علىّ كتفه فّجّأة فّرفعّ نظرّه ناحيّتهاّ كانتّ تبتسمّ بكلّ حماسّ وّ بقوةّ أيضاّ ، لاّ أحدّ يحبطّ من عـّزيمتهاّ علىّ ماّ يبدواّ أومّأ
بالإيجابّ فّتحدثّت بّكل صبيّانية
ـ لاّ تقلقّ أناّ هناّ لّدعمكّ يـا رجلّ بلّ لدّعمكم جميعاّ
ضحكّ بّخفة ثمّ هـّز رأسّه ذاتّ اليمينّ ثمّ الشمالّ بّقلة حيّلة علىّ تصرفاتهاّ الصبيانيةّ ألاّ يجدرّ بهّ أن ّيكونّ هوّ منّ يقولّ هذّه الجّملة ؟
وضعّ ذراّعه حولّ كتّفيهاّ ساحبّا إياهاّ نحوهّ كيّ يربت علىّ رأسهاّ قائلاّ
ـ شكراّ لكنّ لاّ منّ سيدّعمك منّ الآنّ فصاعداّ أتركيّ الأمورّ ليّ ..
قطبّت حاجبّيها بانزعاج وّ حاولتّ أنّ تلكمهّ لولاّ أنهّ ابتعدّ فيّ اللحظّة المناّسبة بالّرغم منّ أنهّ قصدّ أن ّيخففّ عنهاّ عبّء تلكّ المصّائبّ
التيّ تحملهاّ علىّ كاهلهاّ هيّ تعلمّ ذلّك جيداّ لكنّ كبرياّءهاّ الشديد ّلنّ يسمحّ لّشابّ الذيّ تحبّه أن يرى نقاط ضّعفها ، هوّ لاّ يراهاّ كفتاةّ وّ
يعاملهاّ كماّ لوّ كّأنهاّ مجردّ صبيّ صغيرّ نـظرتّ لتصرفاتهّ يّأتيّ فيّ منتصفّ الليلّ يجلسّ فيّ غـّرفة نومهاّ يّربتّ علىّ شعرهاّ وّ يبتسمّ بّكل
خفةّ كماّ لوّ كّأنه ليسّ مدركاّ لمشّاعرهاّ مجردّ هذّه الأفكارّ قلبتّ حالهاّ كلياّ فمنّ تلكّ الفتاةّ الواّثقة القّوية صّارت مجردّ إمرّأة واّقعة فيّ
الحبّ تّخشى أنّ تّرى بّوجّهة نظّر خاطّئة ، حاولتّ جاّهدة أنّ تتحدثّ بنبرةّ هادّئة محـذّرة
ـ لاّ شكراّ يمكننيّ توليّ أمرّ آرثرّ لوحديّ دونّ مساعدةّ لذلكّ منّ فضلكّ ويليامّ أناّ جادةّ لاّ تحاول التدّخل ،
زفرّ ويليامّ مدرّكا أنهاّ بدّأت بالفّعل تفقدّ أعصابهاّ هـذاّ فقطّ منّ جّملة واحدّة قالهاّ تباّ لوّ أنهاّ تعلمّ أنهّ لمّ يّأتيّ إلىّ هنا إلا ّراغباّ فيّ توليّ
القضيةّ بنفسهّ وّ إخراجّها منّ الأمرّ برمتّه ، يّعلم أنّه لدّيها درّجة عاليةّ من الكبرياءّ و الـّكرامة لذلكّ حاول بّخفة أنّ يمهدّ لمسّاعدتهّ كيّ
لاّ تشعرّ بالإهانةّ لكنّ هاهيّ تفهمّ بّشكل خاطئّ مجدداّ ، تحدثّ بّبرود
ـ أظنّ أنّه كانّ يجبّ عليّ الدّخول فيّ صلبّ الموضوعّ منّ الأولّ بالرّغم منّ أننيّ أعلمّ أنهّ لاّ يوجّد داعيّ للقلقّ عـّليك و أناّ واثقّ أنكّ سوفّ
تتخطّين الأمرّ بسّهولة لكنّ فلوراّ ، إنّ آرثرّ يتعاملّ الآنّ معّ ديميتريّ أخطرّ رجّل قدّ تعـّرفينه فيّ حياتكّ حتىّ أنّ نايتّ لمّ يستطّع أنّ يجّعله
يّقف فيّ حدهّ لذلكّ أنّا أسّألك فلوراّ ماّ الذيّ أنتّ قادرّة علىّ فعله ؟
لماذاّ يجعلّ الأمرّ صعبّا عليهاّ ؟ هيّ تحاولّ جاهدةّ الوقوفّ مجدداّ علىّ قدّميها و الحرصّ علىّ جعلّ آرثرّ يدّفع ثمنّ أفّعاله لكنّ ويّليام يطلبّ
منهاّ التراجعّ بكل ّبرودة أعصابّ لاّ هيّ بكل تّأكيدّ لنّ تفعل ذلكّ ، تّحدثتّ بنبرةّ عصبيةّ
ـ سوفّ أبذلّ وسعيّ ، آرثرّ خصميّ أناّ و لنّ أدّعه يفلتّ بكلّ تّلك السّهولة .. هوّ قدّ عبثّ معّ عاّئلة روبرتّ و لاّ أحدّ .. لاّ أحدّ يهينّ شرف
عاّئلتي بحضوري
كاّن جسمهاّ بّأكمله يّرتجفّ غاضباّ متـذّكرة كلّماتّ آرثرّ السّاخرة عنّ والدّها ناعتاّ إياهّ بالسافلّ عنّ أختهاّ ماريّ ناعتاّ إياهّا بالجروّ الـوديعّ
و عنّ عّائلتها كلياّ ، كلماّته لاّ تزالّ محفورّة فيّ قلبهاّ مفعمةّ بالحقدّ و الرّغبة فيّ الانتقامّ لذلكّ لاّ من المستحيلّ أنّ تدعّ ويليامّ ينالّ منه ،
رمقّها ويليامّ بّحدة هوّ الآخرّ إنها لاّ تفهم خطّورة الـوضعّ لقدّ اختطف ديميتريّ ماريّ من أجل الانتقام منّ نايتّ أيضاّ كان السببّ خلفّ حريقّ
حفلة فلادمير و أيضاّ يريدّ أنّ يجعله يّقع فيّ ديونّ بينماّ يحاول إيذاء فلورا انتقاماّ منّ ماريّ و إبعادها عنّ الحلبة ، تحدثّ بّحدة
ـ أنتّ لاّ تفهمين أناّ أحاولّ حمايتكّ أيتهاّ الغبيةّ ألا ّتدركين أنّ ديميتريّ قادرّ علىّ كلّ شيءّ ؟ الاغتياّل الخطفّ وّ كلّ شيءّ لاّ يستوعبهّ عقلكّ
الصغيرّ ذلكّ ، لذلّك منّ فضلكّ ابتعديّ دعينيّ أتولىّ آرثرّ
وّ هاّ هوّ يّضغطّ علىّ أعصابهاّ مجدداّ بينماّ هيّ تريدّ أنّ تّحتـّرمه و ألاّ تغضبّ ، صمتّ لوهلةّ منّ الزمنّ ثمّ وقفتّ عينيهاّ مليّئتين بالحقّد
و الغـّضب بّنيرانّ مسّعـورةّ لاّ يطفّئها سوى الانتقامّ صّاحتّ به ضّاغطة علىّ قبضتهاّ
ـ هناكّ شيءّ واحدّ لا يمكننيّ أنّ أتغاضّى عنهّ ويليامّ شيءّ واحدّ فقطّ ، عاّئلتيّ وّ أناّ لنّ أسامحهّ أبداّ لإهانتهّ والديّ ماريّ أيضاّ استغلالّ ثقتيّ
نحوهّ ، لذاّ منّ فضلكّ لاّ تتدّخل أناّ أرجوك
صمتّ لوهلةّ منّ الزمنّ لاّ يستطيعّ أن يوافقّ علىّ أسبابهاّ فحمايتهاّ أمرّ لاّ يستحقّ إعادة النظرّ فيه مهماّ كانتّ كلماتهاّ فلنّ يسمحّ لهاّ
بتّعريضّ حياتهاّ للخطرّ لاّ يمكنّه فعلّ ذلكّ ، يكفيّ أنّ ماريّ فقدتّ قدرتهاّ علىّ السيرّ بسببّ إهمالهم لحجمّ العدوّ رفعّ نظرّه ناحيتهاّ مـّراقباّ
تعبير وجّهها الجادّ حّاول الحفاّظ علىّ هدوءّه لكنّ نظراّتها تلكّ تصّرفاتهاّ المتهورةّ جعّلته يفقدّ أعصابهّ و لأولّ مرةّ أمسكّ بكتفيهاّ بكلّ قوةّ
أجفلتّ فلوراّ علىّ آثرهاّ ملامحهّ غاّضبة للغاّية و نـّبرتهّ أكثرّ غضباّ ..
ـ لماذاّ تتصّرفين بهذّه البلادّة ؟ هلّ أنتّ حمقاّء ؟ ألمّ تدركيّ بعدّ أنناّ نحاولّ حمايتكّ ؟ ألمّ تدركيّ بعدّ أنّ هذاّ يفوقّك أميالاّ و أميالاّ ؟ حتىّ بالنسبةّ
لكّ المرّأة الحديدّية التي لاّ تعرفّ الاستسلامّ هذاّ مستحيلّ لكّ، كفيّ عّن عنادكّ فقدّ سّئمت منكّ فعلاّ
نـظرتّ إليهّ بيّأس شديدّ كلّ ماّ قالتهّ كلّ ماّ فعلتهّ حتىّ الآنّ لمّ يّأخذّه بّجدية أخفضتّ رأسهاّ للأسفلّ قدّ أخذتّ دموعهاّ بالنـّزولّ شّاقة طرّيقهاّ عدمّ
ثقته بهاّ يّؤلمهاّ لماّ لمّ يفهمّ بعدّ ؟ إنهاّ الأختّ الكبرىّ يتوجبّ عليهاّ حمايةّ أسرتهاّ مهماّ كلفّ الأمرّ يتوجبّ عليهاّ دوماّ البقاءّ متماسكةّ
صامتةّ قويةّ لأجلّ عاّئلتهاّ ، و هذاّ خـطّئهاّ .. همستّ لهّ بّنبرةّ باكيةّ
ـ أناّ لاّ أحتاجّ أحدّ لكي يصححّ ليّ أخطاّئي، أناّ.. أريدّ حمايةّ ماّهو عّزيز علىّ قلبيّ فلماّ تمنعنيّ ؟
تنهدّ قدّ لامّ نفسهّ لّتسرعه فّاحتضنهاّ بخفة محاولاّ أنّ يعتذرّ علىّ علوّ نبرتهّ إذّ أنهّ لمّ يقصدّ أبداّ أنّ يجّعلها تبكيّ فيّ حينّ ابتعدتّ عنهّ فلوراّ
بسّرعة لّن تسمحّ له بّتأثيرّ عليهاّ أكثرّ منّ ذلكّ مسحتّ دموعهاّ بّقسوةّ ثمّ استدارتّ ناحيتهّ ، قّالت بنبرةّ لاّ مجالّ لنقاشّ فيهاّ
ـ هذّه مشّكلتيّ خطّئيّ أناّ لذلكّ ابقى خارجّ الموضوّع حيثّ أننيّ فّعلا لاّ أريدّ أنّ أتشاجرّ معكّ لذّا منّ فضلكّ غادرّ منزليّ قبلّ أنّ تصلّ الأمورّ
إلّى ماّلا يحمد عـّقباه
زمّ شّفتيه بّغير رضا لماذا هيّ بهذاّ العنادّ ؟ وقفّ ثمّ و بخطّوات سريـعّة غادرّ شقتهاّ مغلقاّ الباّب خلفه بكلّ قوةّ تلّك المرّأة تجّعله يّفقد أعصّابه
بأكملهاّ بالّرغم منّ هدوء شّخصيته إلاّ أنهاّ دومّا بطريّقة ماّ تتمكنّ منّ جّعله يّشتم كلّ شيءّ حولهّ ،







فيّ إحدىّ الطاّولاتّ المنتّشرة بّكثرة كانتّ كليرّ تجلسّ علىّ إحداهاّ تحملّ بينّ يديّها كتابّ لشكسبيرّ قررتّ أنّ تعيدّ قراءة كلّ أعماله
استعدادّا لبحثّها الجديدّ عنّدما توقفتّ فجّأة عنّ القّراءة تنهدتّ مغّلقة عينيهاّ بّإرهاقّ محاولةّ أنّ تستعيدّ ثقتهاّ بنفسهاّ مجدداّ فكلّ شيءّ
من حولهاّ يثيرّ إحباطّها رفـعّت هاتفهاّ و ضغطّت علىّ رقمّ أخيهاّ منتـظرّة منه أنّ يرفعّ السماعةّ لكنّ كعادتّه هاهوّ يتجاّهل اتصالها
للمرةّ الماّئة ممّا جّعلها تتساءّل عنّ ماّ الشيء ّالذيّ فعله آرثرّ حتىّ تّحقد فلوراّ عليهماّ بتلكّ الدرّجة ؟
خصّلات شعرهاّ الأشقرّ تناثرتّ علىّ ظهرهاّ بكلّ عشّوائية بّشرتهاّ الصّافية و عينيهاّ الزرقاوتينّ كانتّ بالفعلّ تجذبّ نظراتّ الإعجابّ
ناحيتهاّ و بالرّغم منّ كلّ تلكّ الأنظارّ المنصبّة نحوهاّ إلاّ أنّ لاّ أحدّ يتجّرأ علىّ القّدوم إليهاّ كّأنهاّ فوقّ منالّ أيادّيهم زمتّ كليرّ شفتيهاّ
بّضجرّ وّ كادتّ أنّ تقفّ مغاّدرة عندّما أمسكّ أحدّهم بذّراعها مرغماّ إياهّا علىّ الجلّوس مجدداّ تّحدثت بّحدة
ـ مـّا الأمـّ ..
تّوقفتّ عنّ الكلامّ عندّما رأتّ القادّم كاّن ديميتريّ بشّحمه و لحمّه يّجلس أمامهاّ نـظراّته الحادّة الخطيرّة تّنهش جسدّها بّأكملهّ كّأنه علىّ
استعدادّ لقتلهاّ بلعتّ ريقهاّ بّتوترّ و أخذتّ تنظرّ منّ حولهاّ لعلهّا تجدّ شخصاّ تستنجدّ به غيرّ أنّ كلماتّ ديميتريّ الغاَّضبة
ـ اتبعيني أيضاّ إياكّ و القيامّ بّأيّ حركةّ فّأناّ لستّ بمزاجّ جيدّ كماّ ترينّ ..
شحبّ وجّهها بأكملهّ رعباّ و خوفاّ متـذّكرة أنهاّ ساعدتّ فرانسواّ علىّ استعادةّ ماريّ لاّبد أنّ ديميتريّ قدّ علمّ بّتحركاتهاّ و إلاّ فلاّ يوجدّ
سببّ يستدّعي مجيّئه إليهاّ حاولتّ أنّ تسرعّ مبتعدّة عنهّ لكن ارتعاش قدّميها منعها منّ الوقوفّ حتىّ عاّد يتحدثّ مجدداّ بنبرةّ حادةّ
ـ هناكّ بعضّ الشّكوك المّريبة التيّ تدورّ حولكّ كليرّ و منّ أفضلّ أنّ لاّ تّكون صّحيحةّ لسّلامتكّ الخاصّة ، لقدّ أخبرنيّ أتباعيّ أنكّ قد ّ
عدتّ منّ فرنساّ متـّزامنةّ معّ فترةّ عودّة ماريّ لبيرّ هلّ هذاّ صحيحّ ؟
يجبّ عليهاّ أنّ تّبتعدّ فوراّ هذّا الرجلّ قادرّ علىّ كلّ شيءّ وّ يبدواّ أنهّ أتىّ مصمماّ علّى سماعّ أقاويلهاّ فقطّ لاّ تصديقهاّ بلّ أنّ تأكدّ له
صحتهّا فّأخذتّ تنظرّ بّقليلّ من الإرتباكّ من حولهاّ لكيّ تلاحظّ وجودّ رجالّ مختلفينّ يحيطونّ بكلّ مخرجّ أوّ مدّخل للكليّة بلعتّ ريقهاّ محاولةّ
أن تكتسبّ القليلّ من الشجاعةّ ثم ّتحدثتّ بنبرةّ مرتبكةّ
ـ أناّ لاّ أعلمّ عنّ ماذاّ تتحدثّ ، فّماريّ كماّ ترى لمّ تعدّ صديقتيّ منذّ زمّن بعيدّ و أناّ لمّ أعلمّ أبداّ أنهاّ فيّ فرنساّ حتىّ سمعتّ هذاّ منكّ ..
احتدّت عينيهّ بّشكلّ خطيرّ للغاّية وّ فيّ ظرفّ ثّانيةّ كانّ يلويّ ذرّاعهاّ خلفّ ظهرهاّ فّأطلقّت كليرّ صّرخة متّألمة و هيّ تجثواّ علىّ ركبتيهاّ
سوفّ يكسرّ ذرّاعها إنّ استمرّ بالضغطّ عليهاّ هكذاّ بينماّ تحدثّ ديميتريّ بّحدة
ـ لاّ تدعيّ الغباءّ أناّ أعلمّ جيداّ أن ويليامّ دويل قدّ أخبركّ بمكانّ ماريّ قبلّ إقلاعّ طاّئرةّ حتّى لذلكّ وّ أكررّ لسلامتكّ الخاّصة تكلميّ ..
شحبّ وجّهها مّن شدّة الرعبّ كيفّ علمّ بّهذاّ التفصيلّ الصّغيرّ ؟ حتىّ أنهاّ هيّ قدّ نستّ ذلكّ فكيفّ يعلمّ بّأنّ ويليامّ منّ أخبرهاّ ؟ هلّ كانّ
يراقبهاّ طوالّ هذّه المدّة ؟ أغلقتّ عينيهاّ بّألمّ لاّ يبدواّ أنّ ديميتريّ يباليّ حرسه يملئون المكانّ بأكمله يّعيقونّ الغيرّ من التقدّم أكثرّ ناحيةّ
الحدّيقة ، كّأنهّ فقدّ عقله تماماّ قالتّ بّألم
ـ لاّ أعلمّ عنّ ماذاّ تتحدثّ ..
زادّ منّ شدّة قبضّته حولهاّ بّعد ذلّك دفّعها لكيّ تسقطّ علىّ الأرضّ بّقوة وضعّ يدّه علىّ فمه محاولاّ تهدّئة أعصاّبه المتّلفة ثمّ أخذّ يّسيرّ وّ
يجيءّ يّبدوا أنّ الغضبّ قدّ ابتلعهّ كلياّ و بالّرغم منّ محاولته تهّدئة أعصاّبه إلاّ أنه لمّ يستطعّ فهاهوّ يتجّه نحوهاّ جاّذباّ إياهاّ بّقسوةّ لكيّ
تجلّس علىّ ركبتيهاّ
ـ دعّيني أخبركّ شيئاّ أيتهاّ السّافلة ، إنّ كنتّ تّحاولينّ حمايةّ ماريّ فّأنتّ بكلّ تّأكيدّ غـّبية لأنّ نايتّ لنّ يساعدكّ أبداّ .. لنّ يّساعدّك أحدّ
فما دّام آرثرّ بجانبيّ كذلّك أسرتكّ فّأنتّ لا تستطيعينّ عصيانّ أوامريّ ، لذلكّ أخبرينيّ بّحق السماءّ فالكذبّ لنّ ينجيكّ
اتسعتّ عينيهاّ منّ الصدمةّ ماّ الذي يقصدّه بّقوله أنّ أسرتهّ كذّا آرثر بجانبهّ فّهيّ لاّ تعلمّ شيئاّ عنّ هذاّ كتمتّ أنفاسها خوفاّ منهّ ثمّ نـظرّت
للأسفلّ بعدّ ذلكّ وقفتّ داّفعة إياهّ بكلّ ماّ تملك منّ قوةّ للخلفّ رغمّ أن استعملت كل قوتها إلاّ أنه لمّ يبتعد سوىّ خطّوتين عنهاّ ، تحدثّت
كليرّ بّإرتباك هيّ الآخرى
ـ أنـّا .. لاّ أعلمّ شيئاّ أرجوكّ دعّني و شّأنيّ
نـظرّ إليهاّ ببرودّ لا يّفهم لماّ تصرّ علىّ حمايةّ ماريّ أمّ لاّ توجدّ بالفعلّ علاقةّ بينهماّ ؟ هزّ رأسهّ نفياّ ليستّ هناكّ صدفّة أبداّ معّ تحركاتّ
نايتّ لابدّ أنهّ استعانّ بكليرّ بطريّقة أوّ بّأخرىّ و إلاّ لما ّعادتّ فيّ نفسّ اليومّ مجيءّ ماريّ إلىّ لندنّ أيضاّ و بّعد استفسارهّ تمّ إخبارهّ أنّ
كليرّ لمّ تحضرّ كلّ الرحلةّ الميدّانيةّ بلّ اعتذّرت للكّلية وّ أخبرتهمّ أنهاّ قد ّعادتّ للندنّ حيثّ أنهاّ و فعلاّ كانتّ لاّ تزالّ فيّ ضواحيّ باريسّ
هذاّ يبدواّ مريبّا إليهّ و غيرّ معقولّ إذّ لماذاّ تساعدّ كليرّ ماريّ بعدّ كلّ ما ّفعله آرثرّ لنيلّ منّ عاّئلة روبرت ؟ اتجّه إليهّا و وضعّ يدّه علىّ
ذّقنها كيّ يّرفع رأسهّ ناحيتهاّ ، قالّ بّبرود
ـ حّركة بّؤبؤ عينيكّ المستمرةّ أيضاّ عقدّ يديكّ لصدّرك يدّل علىّ أنكّ تتخذّين أسلوبّ الدّفاعّ منّ أجلّ إخفاءّ شيءّ ماّ أنتّ لاّ ترغبينّ
بّأن أعّرفه ، أعذّري وقاحتيّ ياّ آنستيّ لكنكّ كاذّبة مرّيعة .. الآنّ أخبرينيّ، هلّ أنتّ منّ عطلّ كاميراتّ المراقبةّ فيّ منزليّ ؟ هلّ أخذتّ
العنوانّ منّ آرثرّ ؟ وّ أينّ هوّ بحقّ السماءّ أليكساندرّ ؟
كانّ واثقاّ منّ أنهاّ تكذبّ بالّفعل وّ لمّ يكنّ يسعىّ منذّ البداّية إلاّ لمعّرفة الحقّيقة و تّأكيدّها مماّ جّعل كليرّ ترتعشّ خوفاّ لم ّترغبّ فيّ أنّ
تخبرهّ بأنّ فرانسواّ علىّ قيدّ الحياةّ و أنهّ منّ ساعدّ ماريّ بينماّ هيّ لمّ تكنّ سوىّ تابعةّ لهّ إذّ نايتّ حريصّ جداّ علىّ عدمّ معـّرفة ديميتريّ
لوجودّ فرانسواّ أيضاّ لاّ يمكنهاّ الكذبّ حتّى لوّ أرادتّ ذلكّ ، نـظرّت للأسفلّ ثمّ قالتّ بّتوتر
ـ بالرغّم منّ أنناّ أعداءّ إلاّ أنهاّ فيّ مرحلّة ماّ كانتّ أعزّ صديّقة ليّ لذلكّ لمّ أستطعّ أنّ أراهاّ تتّألمّ بتلكّ الطرّيقة ، أناّ أسفةّ لكننيّ أناّ هوّ
الشخصّ الذيّ أوقفّ عملّ الكاميراتّ بّأكملهاّ أيضاّ أناّ منّ أخذّت عنوانّ المنزلّ منّ آخيّ دونّ أنّ عّلمه وّ أناّ منّ ساعدّ أليكس علىّ الفّرارّ ..
ابتسمّ ديميتريّ ببرودّ ثمّ تّقدم منهاّ أكثرّ جذّبها منّ ذراعهاّ و بحركّة سريعةّ قامّ بكّسرهاّ كيّ تسقطّ كليرّ آرضّا و هيّ تصيحّ منّ شدّة
الألمّ لاّ يصدقّ ذلكّ لأيّ درّجة ذلكّ المدعوّ بّآرثرّ يمكنّ أنّ يصلّ إهماله ؟ كيّ أعطاهاّ عنوان منّزله ؟ ذلّك السافلّ سينالّ نصّيبه منّ العقابّ
بلاّ شكّ ، رمقّ كليرّ التيّ تمسكّ ذراعهاّ ثمّ قالّ بنبرةّ سّاخرة متـّهكمة
ـ حسناّ بماّ أن نايتّ قررّ أنّ يّعطيكّ دور ّالبطلّ سابقاّ سّوف أعطيّك أناّ دوراّ أكثرّ أهميةّ وّ جمالاّ ..
جذبّ ذقنهاّ بّقوة كبّيرة جّعلتهاّ تذرفّ دموعاّ أكثرّ أناّمله باّردة قاّسيةّ كّأنّه لاّ أكثرّ للحياّة بهّا عينيهّ تلتهمانّ روحّها بّأكملهاّ و ابتسامتهّ السّاخرة
المستمتعّة بّألمهاّ ألاّ يملكّ هذا ّالرجلّ قلباّ ؟ ألاّ شّفقة فيه ؟ أكملّ ديميتريّ كلامه بّصرامة
ـ سوفّ تجلبينّ ليّ أليكساندرّ تماماّ كماّ أخذّته سّتعيدينهّ أيضاّ أريدّ منكّ تّقربّ منّ ماريّ .. و يستحسنّ منكّ أنّ تنفذيّ كلّ أوامريّ بحوافرهاّ
حرصّا علىّ ذّراعكّ الآخرىّ أوّ لنقلّ بقيةّ أعضاءّ جسدّك
نـظرتّ إليهّ كليرّ بعدم تصديقّ كيفّ لهاّ أن تعـّيد أليكساندرّ لهّ فتىّ بمثلّ تلّك البراّءة لاّ يمكنّ أبداّ ان يعيشّ مع شّخص بمثلّ هـذا ّالجنونّ ،
أخفضتّ رأسهاّ للأسفلّ ثمّ تحدثّت بّنبرة مـّرتعشةّ خاّئفةّ
ـ لكنهمّ لاّ يثقون بّي ، لنّ يدعّوننيّ أقتربّ من ماريّ لذاّ ليسّ بيديّ حيلةّ فّأرجوكّ دعنيّ خارجّ الأمرّ
رمقّها ديميتريّ بّبرودّ بالّرغم منّ أنهماّ أخوينّ يمتلكانّ نفسّ دم غلوري إلاّ أنّ آرثرّ أقوىّ منهاّ يفعلّ المستحيلّ لإرضاّءه علىّ عكسّ هذّه
الطفّلة تفعلّ المستحيلّ منّ أجلّ إثارةّ أعصابهّ ، زمّ شّفتيهّ ثمّ ابتعدّ عنهاّ قائلاّ بّنبرةّ لاّ مباليةّ
ـ إنهاّ مشكّلتكّ أنتّ .. كلّ ماّ أريدّه أناّ هوّ أن تجلبيّ ليّ أليكساندرّ و لاّ يهم أيّ طريقةّ تستعملينّ ، إلىّ لقاءّ أخرّ كليرّ


~ آنتهـّى

__________________
  #70  
قديم 12-28-2015, 05:33 PM
oud
 
جزءّ الـ40

~ منّ أجلّ رفاهيتكّ ~


بداّية جديدّة هذا ماّ كانتّ تسعىّ ماري جاّهدة للحصولّ عليه تتّوق بشدّة لهذّه الأمنيةّ بّرنينّ المنبه بعد أن أشارت xxxxبّه إلى السـاعة
السادسة و النصف صباحاّ فتحتّ عينيهاّ العسليتينّ مدركّة أنهّ مجردّ يوم أخرّ لهاّ بين جدرانّ هذه الغـّرفة ابعدتّ الغطاءّ عن جسدّها
بّهدوء ثمّ وقفتّ متجّهة إلىّ دولاب ملابسهاّ فتحتّه و أخرجتّ سّروال جينزّ معّ قميصّ قطنيّ أبيضّ مائلّ أيضاّ حذاّء بّكعب عاليّ بقيتّ
تّنظر إليهمّ لوهلةّ من الزمنّ ..
يديّها ترتجفّان فبعدّ أنّ تقومّ بهذّه الخطّوة لاّ مجالّ لرجوعّ كتمتّ دموعهاّ محاولةّ التماسكّ لاّ يمكنهاّ أنّ تصبحّ ماريّ الضّعيفة بعدّ الآنّ ،
لقدّ وعدتّ منّ قبلّ أنهاّ ستكونّ بطلّة حيّاتهاّ و بالّرغم منّ أنّ ذلكّ الوعدّ كانّ بينّها و بينّ كيانهاّ فقطّ إلّا ستلتزمّ بهّ ، راقبتّ سماءّ لندنّ
الغاّئمة كالعادّة منبئة بسقوطّ الثلجّ كيّ تبتسمّ بّقليلّ منّ الألمّ مغّلقة عينيهاّ استلقت علىّ الأرضّ ثمّ رفعتّ يدهاّ للأعلىّ هذّه الحركةّ دوماّ
ماّ تقوم بفعلهاّ عندّما تكونّ بحاجةّ لدفّعة قويةّ إلىّ الأمامّ
فرانسيسّ نبعّ الحنانّ بالنسبةّ لهاّ ، فرانسواّ الرجلّ الذيّ ضحى بحياتهّ منّ أجلهاّ وّ سوزيّ دائمةّ القلقّ عليهاّ ، سابقاّ قامتّ فلوراّ بإمساكّ
يدّها تّخبرها أنهاّ بجانبهاّ مهماّ طالّ الزمنّ ، ويليامّ أخرجهاّ منّ قوقعتهاّ المثيرةّ لشفقةّ جّعلها تّرى العّالم بّوجهة نظر إيجابية بينماّ نايتّ
كانّ مصدرّ قوتهاّ تعلمّ تماماّ أنهاّ إن وقعتّ سيمسكهاّ و إنّ كانتّ فيّ مأزقّ سيسارعّ لإنقاذّها كماّ فعلّ عند حادثة السيارةّ ، فرانسيسّ نبعّ
الحنانّ بالنسبةّ لهاّ ، فرانسواّ الرجلّ الذيّ ضحى بحياتهّ منّ أجلهاّ وّ سوزيّ دائمةّ القلقّ عليهاّ هيّ محاطةّ بّأناس كثرّ يّحرصون علىّ جّعلها
تمضّي قدماّ فيّ حياتهاّ لكنّ لمّ تسببّ لهمّ سوىّ القلقّ لذلكّ الآن يجبّ عليهاّ أنّ تصبحّ بطلّة نفسهاّ تقفّ علىّ قدميها لوحدّها وّ تكفّ عنّ البكاءّ
اعتدلتّ فيّ جلستهاّ راسمةّ علىّ شفتيهاّ ابتسامةّ هادّئة الآنّ سوفّ تفعلّ المستحيلّ لتردّ جميلّ هؤلاءّ الأشخاصّ كتمتّ أنفاسهاّ للحظاتّ
قبلّ أنّ تقفّ و بـعدّ فترةّ كانتّ تقفّ أمامّ المّرآة تضع يدها عليهاّ غيرّ مصدّقة.. بالفعلّ كانت تستعدّ من أجلّ هذّه اللحظةّ لكنّ لمّ تكنّ لتتخيلّ
أبداّ أنهاّ سوفّ تتغيرّ إلىّ هذّه الدرّجة،
شـّعرها البنيّ الطّويل مموجّ بّطريقة جّميلة للغايةّ و ملابسهاّ تدّل علىّ مسايرتهاّ للموضة أيضاّ أحمرّ شفاههاّ اللامعّ بّشرتهاّ التيّ عـّادت
لطبّيعتهاّ المشّرقة تنهدتّ ثمّ أغلقّت عينيهاّ متذّكرة للمرّة الأخيرةّ ماّ قالتهّ لهاّ سوزيّ خلالّ زيارتهاّ الآخيرةّ كانّ ذلكّ عندّما طلبتّ ماريّ منهاّ
أن تساعدّها فيّ اختيار ملابسّ أكثرّ جّرأة تساعدهاّ لكيّ تبدواّ واثقةّ من نفسهاّ
استدارتّ ناحيّتها سوزيّ بّدهشة ثمّ سرعانّ ماّ شهقتّ منّ الصدّمة لكيّ تنالّ نفسّ ردةّ فعل منّ قبلّ الحرسّ وّ الخدمّ بالفعل كانتّ مختّلفة
للغاّية إذّ ماّ أنّ وقعت أنظارهمّ عليهاّ حتى بقيتّ تراقبهاّ ، إنهاّ تبدواّ واّثقة أكثرّ منّ نفسهاّ ملابسهاّ قدّ تغيرتّ فّلطالما ارتدتّ ماريّ فساتين
جّميلة لكنّ توحيّ بتلكّ الأنوثةّ البريئةّ أماّ الآنّ فّهاهي تقفّ أمامهّا ليسّ كّماريّ ذاتّ الابتسامةّ اللطيّفة بلّ كماريّ التي تستعدّ لّلمحاربةّ منّ
أجلّ ماّ تريدّ ، أكثرّ جرأة أكثرّ ثّقة وّ أكثرّ قّوة تحدثّت سوزيّ بّدهشة
ـ سيدتيّ أناّ أسفة لمّ .. أنتّ تبدينّ .. مختـّلفة
زمتّ ماريّ شفتيهاّ بغيرّ رضا ثمّ استدارتّ مـراّقبة منّ شرفتهاّ الخدمّ الذيّن بعدّ أن لمحواّ مراقبتها لهمّ عّادوا يعملونّ بّإتقانّ أكثرّ فحتىّ لو
كانتّ ماريّ لطيفّة إلاّ أنهاّ لاّ تزال تبقى زوجـّة نايتّ الشيطانّ حاولتّ ماريّ أنّ تفكرّ بّعملية فبلاّ شك الوضعّ خطيرّ هناّ إذّ انقسام الخدمّ لاّ يعلن
عن ولائهم أبداّ لّسيدهم الأول السيدّ بيتر أيضاّ كيفّ استطاعّ ديميتريّ الدّخول إلىّ القصرّ و نشرّ جواسيسه هناّ و هناكّ ؟ بلّ كيفّ استطاعّ أن
يقنعّ معظمّ الخدمّ بّتأييدّ كايلّ ؟ قطبتّ حاجبّيها مفكرةّ يجبّ عليهاّ أنّ تتدّخل سريعاّ لكيّ تحلّ هذّه المشـّكلة علىّ الأقلّ قبلّ تصويتّ المجلسّ
بينماّ وقفتّ بجانبهاّ سوزيّ أخبرتهاّ خلالّ تلكّ المدةّ بكلّ ماّ يحدثّ فيّ القصرّ من همّ المؤيدونّ و منّ همّ المعارضونّ أيضاّ أولائكّ الذيّن يّشكون
بخيانتهمّ لهمّ أيضاّ إليزابيثّ و آخر تحركاتهاّ ، كايلّ وّ تصرفـّاته المريبةّ أخيراّ كلّ ماّ واجههّ نايتّ فيّ الفترةّ الأخيرةّ قضيةّ فلوراّ تمرد الخدّم كايلّ
الذيّ كادّ أنّ يقتل من قبلّ زوجتهّ و تعيينه لهاّ كحارسةّ شخصية لهّ ،
نـظرتّ ماري حولها قد أصابها الدوار ما هذه المشاكل ؟ آرثر خائن أوقع فلورا في قضية تزوير و سرقة الأهم أنه تابعّ لديمتري بينماّ إليزابيثّ
هيّ السببّ لاّ بلّ هيّ من قتلتّ السيدّ بيترّ و حاولت إخضاعّ كايلّ لهاّ ، ويليامّ وّ العقد الذيّ أخل به سيجّعله يدفّع الملايين و الملايين منّ الأموالّ ؟
يبدواّ أن ديميتري لم يستهدفها هيّ فقط بلّ كل شخصّ بجانب نايتّ .. شعرتّ سوزي بّالتوتر ثمّ طأطّأت رأسهاّ للأسفلّ بالّرغم من أنها وعدت ماريّ
بّإخبارها كل شيءّ يحدث فيّ القصرّ إلاّ أنها أخلفت ذلكّ الوعد الوحيد الذيّ قطّعته لهاّ انحنتّ بهدوءّ قاّئلة
ـ أناّ أسفةّ سيدتيّ فبالرّغم منّ أننيّ أردتّ فعلاّ أنّ أراسلكّ لكنّ أوامرّ السيدّ نايتّ كانتّ بّأن لاّ تتلقيّ أنّ خبرّ حرصاّ لّعدم كشفّ مكانكّ أيضّا لكيّ
لا تّؤثر حالتكّ النفسيةّ علىّ علاجكّ
تنهدتّ ماريّ بغيضّ كمّ تكرهّ اتخاذّ نايتّ للقراراتّ بنفسهّ دونّ أيّ مبالاة لآراء الغيرّ لكنّ هذاّ ليسّ مهماّ الآنّ حافظتّ علىّ ابتسامتهاّ و
هيّ تربتّ علىّ كتفّ سوزيّ التيّ بدتّ فعلاّ غاّضبة من نفسهاّ لعدم حفاظهاّ علىّ الوعدّ ، قالتّ بّلطف
ـ لاّ عليكّ كلناّ نخضعّ لأوامرّ ذلكّ الأبله بطّريقة ماّ ..
هذاّ ماّ قالته ماّريّ قبلّ أن تستعيدّ تركيزهاّ يجبّ عليهاّ أن تساعدّ بأيّ طريقةّ كانتّ لاّ أن تقفّ هناّ وسطّ أحضانّ هذّه الغرفةّ خوفّا منّ استهدافّ
ديميتريّ لها مرّة أخرىّ ، فتحتّ البابّ لكيّ تصبحّ فيّ حدودّ نايت الآنّ الذيّ يبدواّ أنهّ قدّ غادرّ الجناحّ قبلهاّ تنهدتّ بّقليلّ من الغيضّ أرادّت أنّ
تغادرّ برفقتهّ لكن لاّ بأسّ على كلّ حال ..
بعدّ أنّ خرجتّ متجّهة لقّاعة الرئيسيةّ برفقتهاّ حارسينّ يبدواّ أنّ نايتّ جّعلهمّ يتبعونهاّ من أجلّ سلامتهاّ ، أخذتّ تسيرّ بخطّوات واثقةّ محاولةّ
التوازنّ بّهذاّ الكعب العاليّ فجّأة لمحتهاّ سوزيّ لكيّ تسرعّ ناحيتهاّ قائلةّ بقلقّ
ـ سيدتيّ هلّ ستبدئين الآن ؟ ألاّ يجدرّ بك الانتظارّ حتىّ تشفىّ جروحك كلياّ؟
نفتّ ماريّ قلقّ سوزيّ فورياّ إذّ لم يكن هناكّ داعيّ له فّلا رجوعّ بعّد الآن مماّ جعل الشّابة تقلقّ أكثرّ و أكثرّ على سيدتهاّ هيّ بالكادّ قد شفيت
منّ إصاباتها كما أنهّ لم تمضي مدة طّويلة لكي تشفى من صدمة إختطافهاّ و بالّرغم من أن سوزي تفهمّ كلياّ حاجة ماريّ الماسة لفعل هذاّ
لكنهاّ ليست قادرّة علىّ الموافقةّ ، زمتّ شفتيهاّ بعبوس واضحّ و استمرتّ بالسيرّ بجانبهاّ لاّ يهمّ ما هو رأيها حول الأمرّ فّهي ستساند ماريّ
أي كان ما ستفعله ..
فتحتّ بابّ غـّرفة التيّ اجتمعّ فيهاّ كل أفرادّ عاّئلة لبيرّ لفطورّ الصباحّ بينماّ دقاتّ قلبها لا تفنك بالتسارعّ رسمتّ على شفتيهاّ ابتسامةّ هادّئة
وّ تقدمتّ بخطّوات واّثقة نحوّ الأمامّ عندّما وقعتّ نظراّتها علىّ إليزابيثّ التيّ ترمقهاّ بكلّ صدمةّ من تغيرهاّ المفاجئّ احتدتّ عينيّ ماريّ بشكلّ
خطيرّ وّ غـّريبّ كونّها من النوعّ الوديعّ ، تحدثتّ ماريّ بنبرةّ مـّرحة
ـ ماّ هـذاّ ألم تستطيعّوا انتظاري قليلاّ بالّرغم منّ مرورّ فترة طّويلة لمّ نرىّ فيهاّ بعضّنا بعضّا ؟ كمّ هذاّ مخيبّ للآمال و أناّ التيّ كنتّ أتتوقّ
لحفلةّ لمّ شملّ
سّقطتّ ملّعقة كايلّ مدهوشاّ لمظّهر ماري المتغيرّ بشدةّ أيضاّ تصرفها رغم أن نبرتهاّ كانتّ مليّئة بالمرحّ و العـّفوية إلاّ أنّ خلفّ جملتهاّ
الكثيرّ من المعانيّ يّعلم جيداّ أن هـذّا التحـذيرّ ( الحـّفلة ) لمّ تكن موجّهة لهّ على الإطلاقّ و إنماّ لزوجـتّه الجالسةّ بجانبهّ بينماّ شحبّ وجـّه
نايتّ كلياّ ملاحظاّ تغيرّ طريقتهاّ فيّ ارتداء ملابسهاّ أيضاّ أحمرّ شفاههاّ وّ عينيهاّ الحادّتين بدتّ كماّ لو كأنهاّ نسخة مـطّورة من ماريّ ،
فرمقّ سوزيّ بنظرّة حادّة يّسألهاّ فيها عنّ سببّ هذاّ التغيرّ كي تّهز سوزي رأسهاّ يمينا و شمالا بقلة حيلةّ لكيّ يتنهد نايت بّغيض ،
كتمتّ إليزابيّث غضبهاّ من ذلكّ التهديدّ وّ أخذتّ تراقبّ ماريّ بّكلّ عصبيةّ التيّ بادرتهاّ بإبتسامةّ متهكمةّ و هيّ تتخذّ كرسيّ الذيّ بجانبّ
نايتّ مقعداّ لهاّ ، كانّ يبدوا علىّ فتاتينّ جيداّ أنهماّ لاّ يستطيعانّ الجلوسّ فيّ غرفةّ واحدةّ دونّ قضاء فتاة علىّ الأخرىّ لكنهماّ يلعبانّ
الآن لعبةّ الكلمات بينماّ و حالماّ وقعت نظراتّ ماريّ على نايتّ ابتسمتّ بّسعادةّ قاّئلة بضحكّة
ـ صباحّ الخيرّ عزيزيّ ..
رمقهاّ بنظرّة بّاردة ثمّ أكملّ ارتشافّ قهوتهّ بكلّ هدوّء تصرف ماريّ يثيرّ قلقهّ خصوصاّ و أنهاّ صارتّ هدفاّ مستهدفاّ لكلّ شخصّ يريدّ
النيلّ منهّ لكنّ وّ لأنهاّ كانتّ تبذلّ جّهدهاّ فيّ الابتسامّ أومـّأ بالإيجابّ قاّئلاّ بنبرةّ هـّادئة
ـ ماريّ تناوليّ إفطاركّ بسرعةّ كيّ نستطيعّ الذهابّ ،
أخذتّ خبزّه المحمصّ الذيّ قامّ تواّ بدّهنه بقليلّ منّ زبده وّ قضمتّ منهّ القليلّ باستمتاع بينماّ جذبّ نايتّ كّأس عصيرّ ناحيتهاّ مشيراّ لهاّ
بأن تشربهّ بأكملهّ بينماّ لم يبدوا أن كايل استطاعّ أن يتجاوز صدّمتهّ فماريّ قدّ عادتّ للقصرّ بعدّ أنّ أعلنّ نايت انفصالهماّ لكن هذاّ لاّ بأسّ
لكنّ أن تّأتي ماريّ وّ هيّ على قدّميهاّ قادرة علىّ السيرّ و الضحكّ أيضاّ ، أيعقلّ أنهاّ كانتّ تعالج عدم مقدرتها علّى السيرّ ؟ لماذاّ كذبّ نايت
عليهمّ إذن ؟ لطاّلما كان يلومّ نفسهّ لكونّها قدّ دفعتّه فيّ حفلة فلادمير من أجلّ حمايتهّ مماّ جعلهاّ تصابّ فيّ قدميهاّ رؤيتهاّ هكذاّ جعلّ ضميرهّ
يرتاحّ قليلاّ ، ابتسمّ كايلّ رغماّ عنه قائلاّ بنبرةّ لم يستطعّ أن يخفيّ فيهاّ سعادته
ـ ماريّ أهنئكّ فعلاّ علىّ شفائكّ ،
نـظرتّ إليهّ ماريّ بّعدم استيعابّ ثمّ سرعانّ ماّ ابتسمتّ بخّفة لمّ تشفىّ كلياّ بعدّ لكنهاّ تستطيعّ السيرّ و هـذاّ إنجازّ عظيمّ بالنسّبة لهاّ فّردتّ
عليهّ قاّئلة بّمرح
ـ لقدّ كانّت رحلّة صعبةّ لكنهاّ تستحقّ العناءّ ، شكـراّ لك كايلّ
تنهدّ نايتّ بّكل ضجرّ إذّ أنّ جوّ المحيطّ بهمّ يجعله يشعرّ بالاختناق كلماّ طالّ الزمنّ فّهاهي تّرمقّ إليزابيثّ ماريّ كما لو كّأنها علىّ وشكّ
الانقضاضّ عليهاّ تكزّ أسنانهاّ بقوةّ بينماّ كايلّ ينظرّ ناحيةّ ماريّ بّإعجابّ ربماّ لشخصيتهاّ الجديدّة كذلّك كونهاّ قدّ غيرتّ نمطّ ملابسهاّ المعتادّة
بينماّ ماريّ تّبادره بابتسامةّ لطّيفة ، كادّ أنّ يتحدثّ عندّما طّرأ فيّ بالهّ شخصّ ماّ لولاّ أن إليزابيثّ كانّت أسرعّ منهّ ،
ـ لقد أخبرناّ نايتّ سابقاّ أنه انفصلّ عنكّ وّ لاّ نية لهّ فيّ إعادتكّ هلّ لهذاّ السببّ قمتّ بتغييرّ نفسكّ ؟ لنيلّ رضّاه ؟ عـزيزتيّ كانّ يجدرّ بكّ أن
تفعليّ ذلكّ من قبلّ فّماذا لوّ قامتّ إحدى النساء بأخذّه منكّ خلالّ فترة رحيلكّ ؟
تّوقفتّ ماري عنّ الأكلّ و رفعتّ رأسهاّ بّهدوء ناّحية إليزابيثّ منذّ متىّ هماّ صديقتين عّزيزتين لكيّ يتبادلاّ أحاديثّ مغاّمراتهماّ العاطّفية
وسطّ طـّاولة الغذاّء ؟ كلماتّها أثارتّ أعصابهاّ فعلاّ لكنهاّ حافّظت على ابتسامتهاّ اللطّيفة و هيّ تّجيبّ بّرقة
ـ إحدى النساءّ ؟ أتّتحدثينّ عن نفسكّ بصفةّ الغائّب ؟
كّح كايلّ بقوةّ بينماّ شحبّ وجـّه نايتّ كلياّ رامقاّ ماريّ بّصدمة فيّ حينّ ابتسمتّ إليزابيثّ بّقليلّ منّ السخريةّ يبدواّ أنهاّ لمّ تعدّ تعديلّ ذوقهاّ
الريفيّ فقطّ بلّ شخصيتهاّ صارتّ شرسةّ أيضاّ هـذاّ بالفعلّ أمرّ غـّريبّ ، ماريّ الوديّعة تتحولّ إلىّ قطّة شرسةّ تحدثتّ مجدداّ بّتهكمّ
ـ مـّا هذاّ ماريّ ؟ لمّ تحسنيّ منّ ذوقكّ فقطّ بلّ تصرفاتكّ أيضاّ ، يبدواّ أنّ انفصالك عن نايتّ تركّ أثرّ كبيراّ عليكّ ، عـّزيزتيّ منّ إمرأة
لـ .. حسناّ ، لاّ يجبّ عليكّ أبداّ أن تغيريّ نفسكّ من أجلّ رجلّ ماّ فلاّ أحدّ يعلم متىّ يتركّك هـذاّ الـرجلّ لإمرّأة أخرى
لمّ تكنّ ماريّ لتحتملّ أبداّ نبرةّ إليزابيثّ السّاخرة أوّ نظراتهاّ المنتصرة فكلتاهما تعلمانّ جيداّ أنّ ماريّ رأتّها و هيّ تقبلّ نايتّ أثناءّ
مراسمّ الدفّن نهيكّ عن محاولاتّ تقربهاّ المستمرةّ منهّ بظلّ غيابهاّ أو حتىّ حضورهاّ لمّ تحترمهاّ علىّ الإطلاقّ أحكمتّ الشدّ علىّ
قبضتهاّ هاهيّ الآن تّتعرضّ لسخريةّ مجدداّ مستمتعةّ إليزابيثّ بإغضابها عندّما تحدثّ كايلّ بنبرةّ حادة
ـ إليزابيثّ أغلقيّ فمكّ فلاّ أريد أن أفقدّ شهيتيّ
نـظرتّ إليهّ بدهشةّ قدّ توردتّ وجنتيهاّ إحراجاّ بّعد ذلكّ تظاهرتّ كماّ لو كّأن كلّ شيّء على ماّ يرامّ لتكملّ شربّ قهوتهاّ بّهدوء شديدّ
بينماّ تنهدتّ سوزيّ باستياء و هيّ تهز رأسهاّ بقلةّ حيلةّ لهذاّ لمّ تردّ لماريّ أنّ تخرجّ للعالمّ بعدّ فهيّ ليستّ مستعدةّ أبداّ لمواجّهة أحدّ و
ماذاّ إذاّ كانّ ذلكّ الشخصّ إمرّأة ذاتّ نفوذّ خبثّ و مـكرّ إغراءّ وّ أنوثةّ ماريّ لنّ تكونّ نداّ لهاّ تبّا كم هذاّ مثيرّ للإحباطّ ..
زمتّ ماريّ شفتيهاّ محاولةّ بكلّ جهدّ أنّ لاّ تفقدّ أعصاّبها عندّما نـظرّ نايتّ ناحيتهاّ باستياء إنهاّ هشةّ للغايةّ ليستّ بتلكّ القوةّ لتدافّع
عنّ نفسهاّ لذلكّ يفضلّ لوّ أنهاّ تلتزمّ بّأوامرهّ منّ أجلّ سلامتهاّ الخاصةّ فّذلك أفضلّ للجميعّ ، وقفّ مغادرّا الغـّرفة بخطّوات كسّولة
للغاّية حالماّ وصلّ لمكان سوزيّ تحدثّ بنبرةّ هادئّة
ـ سوزيّ أريدّ منكّ عثّور علىّ مدارسّ عـّامة أوّ خاصّة يكونّ برنامجهاّ ممتازّ أيضاّ اعتنيّ بذلكّ الفتىّ ضعيّ أربـعةّ حرسّ مّوثقّ بهمّ
لحمايتهّ وّ أحرصيّ بنفسكّ على سلامتهّ
أومـّأت سوزيّ بالإيجابّ أليكساندر منّ مسّؤولياتهاّ الأولىّ فّحمايته و حمايةّ ماريّ واجبهاّ فجّأة وقفّ كايلّ بسّرعة متـذّكرا شيئاّ ماّ
ليسرعّ خلفّ نايتّ منادياّ إياهّ كيّ يتحدثّ حولّ مشروعّ ماّ قد بدتّ عليهّ الجديّة كماّ أنهّ مدّ ملفاّ أحمرّ اللونّ إليهّ يسّأله فيهّ عنّ رأيهّ
حالماّ اختفى الاثنينّ عنّ أنظارّ الفتاتينّ توقفتّ ماريّ عنّ الأكلّ وّ نـظرت ناحيةّ إليزابيثّ بكلّ حدةّ بينماّ بادرتها الأخرى بّنظراتّ آكثرّ
حدةّ حينها ابتسمت ماريّ بّكل سخرية و هيّ تتحدثّ
ـ عّزيزتيّ إن كنتّ تظنينّ أن كلماتّ مثل تلكّ تحبطنيّ أرجوكّ لقدّ سمعتّ أسوءّ منهاّ بكثيرّ لذلكّ هاتيّ أفضلّ ماّ لديكّ أوّ أغلقيّ فمكّ،
رمقتهاّ إليزابيثّ بّسخرية أكانتّ تنتظرّ رحيلّ نايتّ لكيّ تتحدثّ بكلّ حريةّ ؟ زمتّ شفتيهاّ بعبوسّ محاولةّ استهزاء بماري قاّئلة بّنبرةّ
صوتّ تهكميةّ
ـ أجلّ يبدوا أنّ كلماتي لمّ تّؤثر بكّ على الإطلاقّ و لهذاّ أنتّ تردين قتلي الآنّ .. كمّ هذاّ فيّ منتهى النضجّ
تنهدتّ ماريّ و أبعدّت خصلاتّ أعاقتّ مرمىّ رؤيتهاّ مدتّ يدّها ناحيةّ كأسّ العصيرّ ثمّ رفعتهّ لّشفتيهاّ لكنّ و فجّأة سكبتـّه على إليزابيثّ
المصدومةّ بعدّ ذلكّ وقفتّ ماريّ قدّ ضربت بقّبضتها الطاّولة بكلّ قوةّ جعّلت إليزابيثّ تجفّل لوهلة من الزمنّ رعباّ ، تمالكتّ ماريّ
أعصابهاّ فيّ آخرّ لحظّة لكيّ تتحدثّ بنبرةّ هادّئة مّهددةّ و خـطيّرة للغاّية
ـ أجلّ أناّ أريدّ قتلكّ ألمّ يكن ذلكّ واضحاّ كفاية؟ أنـّا بالكادّ أستطيعّ أنّ أكونّ فيّ نفسّ الغرفة معكّ أن أتظاّهر بّإبتسامةّ أوّ أن أكون على
وفاقّ معكّ كل هذّه الأمور تثيرّ اشمئزازي ، أنّ أبتسم لمرآة التيّ قبلتّ زوجيّ لاّ مرة واحدةّ بلّ مرتين أمامّ أنظاريّ ، المـّرأة التيّ خانتّ
سـّرقت قتـلتّ آذت أعزّ الناسّ لقلبيّ لذاّ أرجوكّ أعذريّ وقاحتيّ أرجوكّ أعذريّ عدم نضجيّ
مسحتّ إليزابيث وجهها بالمنديل قد بدت عليها علامات السخطّ و الغضبّ الشديدّ هل سكبت ماريّ تواّ عصيراّ عليهاّ ؟ تباّ إنهاّ بلاّ شك تسعىّ
لموتهاّ وقفتّ إليزابيثّ هيّ الأخرى أيضاّ ثمّ صاحتّ بّعصبية
ـ أيتهاّ السافلةّ ماّ الذي تعتقدين نفسكّ فاعلة ؟ تّحاولين بدّأ قتال معي ؟ عاجزّة مثلك ؟ عاجزة مثلك لن تستطيع الصمودّ أماميّ على الإطلاقّ
لذلكّ تمالكيّ نفسكّ أيتهاّ المجنونة فأنتّ لست نداّ لي
بلعتّ سوزي ريقهاّ بتوترّ قّلقة علىّ صحةّ سيدتهاّ إذّ أنهاّ تـّريد التدّخل لحلّ هذاّ النزاعّ لكنّ هـذاّ الكلامّ تلكّ النـظراتّ هيّ ما كانتّ ماريّ
بحاجتهّ للمضيّ قدماّ فيّ حياتهاّ لذلكّ أخفضتّ سوزيّ رأسهاّ لمّ تستطعّ منعّ ابتسامةّ فـّخورة علتّ شفتيهاّ بعدّ ذلكّ أشارتّ للحرسّ الذّين يّقفونّ
خلفهاّ بعدمّ التدّخل ، فّي حين قطبتّ ماريّ حاجبيهاّ بغيرّ رضى هلّ نعتتهاّ تواّ بالعـّاجزة ؟ كانّ يجبّ عليهاّ رميّ إبريقّ الشايّ الساخنّ عليهاّ لاّ
عصير البرتقالّ الطاّزجّ فّابتسمت ببرودّ قاّئلة
ـ عّزيزتيّ إليزابيثّ إنّ كنتّ لاّ تزالينّ مصرةّ على رؤيتيّ كامرأة عاجزةّ فّلا مانعّ لديّ إذنّ بّركلكّ لكيّ تتأكديّ منّ صحةّ عجزيّ لكنّ دعيناّ منّ
اللعبّ الآنّ و لننتقلّ إلىّ الأهمّ أيتهاّ الـّجميلة هذاّ آخرّ تحذيرّ لّك إنّ سمعتّ بّأنكّ فعلتّ شيءّ ماّ لعرقلةّ مراسمّ انتخاب رئيسّ الشـّركة أوّ بأنكّ
اقتربت من نايتّ فّأنا لنّ أضمن لكّ سلامتكّ لذلكّ إليزابيثّ كونيّ مطيّعة .. هل تسلم الجّرة مرتينّ ،
رفعتّ إليزابيثّ حاجبهاّ دلالّة علىّ استنكارهاّ الشديدّ ماريّ تهددّها ؟ تلكّ الفتاةّ لاّ تستطيعّ أن تخطّوا خطّوة دونّ أنّ يهبّ الكلّ لمساعدتهاّ تّريدّ
النيلّ منهاّ هي ؟ و كأنهاّ قدّ قالتّ نكتةّ أخذتّ إليزابيث تضحكّ بكلّ قوةّ هـذاّ جميلّ للغايةّ تّهددّها ؟ وقفتّ إليزابيثّ مبعدةّ خصلات شعرهاّ الأسودّ
بطريقةّ ساخرةّ ثمّ قاّلت بنبرةّ مغـّرورة واثقةّ
ـ ماريّ إلىّ أينّ حربّ تسعينّ و أنتّ بالفعلّ خاّسرة ؟ أنـّا أملكّ حبّ شغفّ و عـشقّ الإثنينّ أناّ بكلّ بساطةّ أملكهماّ هماّ من ممتلكاتيّ الخاصّة
و نـّايت قريباّ جداّ سيصبحّ عـّشيقيّ أعنيّ منّ هـذاّ الرجلّ الذيّ يستطيعّ أن يقاومّ إغـّراء إمرأة مثليّ ؟ لذلكّ حبيبتيّ استسلميّ
فجّأة مر منّ أمامّ عينيهاّ ذكرى تقبيلّ إليزابيثّ لّنايتّ الذيّ لم يبديّ أي مقاومة على الإطلاقّ زمتّ ماريّ شفتيهاّ بّعصبيةّ كيفّ لهاّ التحدثّ هكذاّ
أملاكهاّ الخاصةّ ؟ مـّجرد سّماع كلماتهاّ أثيرتّ القشعريرةّ فيّ ساّئر جسدّها مشّمئزة منّ تواجدّ قربّ إمرّأة مختلةّ مثلهاّ إنهـّا ليستّ تّجيدّ المراوغةّ
فقطّّ و إنماّ الخيانة أيضاّ إنهاّ حقاّ لاّ تعلمّ كيفّ وقعّ شبابّ عّائلة لبيرّ فيّ حب إمرأة سطحيةّ مثلهاّ ، اتجـّهت إليزابيثّ نحوهاّ بّسخريةّ مدرّكة مدىّ
تّأثيرّ كلماتها علىّ وقعّ قلبّ ماريّ ثمّ وضعتّ يدّها علىّ خدّ ماريّ لتقولّ بتهكمّ
ـ لذلّك قلتّ لكّ .. أنتّ لاّ تملكينّ فرصةّ أماميّ
ضحكتّ بقوةّ مبتعدّة بينماّ بدّأ جسدّ ماريّ بالارتجافّ غضباّ سخطاّ وّ ألماّ أجلّ هي تريدّ إنقاذّ نايتّ و تّريد مساعدتّه لكنّ ماذاّ إذّ كانّ لاّ يزالّ واقعاّ
تحتّ غـّرام إليزابيثّ ؟ كيفّ سوفّ تجّعله يتوقفّ عنّ حبهاّ ؟ حالماّ خرجتّ إليزابيثّ من الغـّرفة تحدثتّ ماريّ بّهدوء
ـ سوزيّ .. ليخرجّ الجميعّ
انصياعاّ لأوامرهاّ غـادرّ الكـّل كيّ تنظرّ ناحيةّ قدميهاّ اللتانّ ترتعشانّ بقوةّ و لمّ تعدّ قاّدرة علىّ الوقوفّ أكثرّ منّ ذلكّ لكيّ تسقطّ علىّ ركبتيهاّ كتمتّ
ألمهاّ مدرّكة إنهاّ ضغطتّ كثيراّ علىّ نفسهاّ أغلقت عينيهاّ تـّبا كيفّ ستهزمّ إليزابيثّ و هيّ بالكادّ تستطيعّ سيرّ لوحدّها ؟ كيفّ تستعيدّ نايت و هوّ
لمّ يكن أبداّ لهاّ فيّ بادئّ الأمر ؟ صّاحت بّنبرةّ مبـحوحة و هيّ تلكمّ قدميهاّ قدّ فقدتّ أعصابهاّ
ـ تباّ ، تـّبا .... تـّبا
بقيتّ لوهلة منّ الزمن على تلكّ الوضعيةّ غيرّ قادرة استعادة توازنهّا تنهدتّ بّاستياء ثمّ حاولتّ الوقوفّ بّإسنادّ جسدها علىّ الطاولةّ بعدّ أن
تمكنت من الارتكاز على قدميهاّ أخيراّ لنّ يكونّ الطريقّ سهلاّ بكلّ تأكيدّ لذلكّ يجّب عليهاّ تمالكّ نفسهاّ أكثرّ العـّمل علىّ السيرّ وّ الوقوفّ أكثرّ
أيضاّ أنّ لاّ تجعلّ كلماتّ إليزابيثّ تّؤثر بها بكلّ تلكّ السهولة ، اتجـّهت بخـطّوات هادّئة بطّيئة ناحيةّ المـّخرج هناكّ خلفّ البوابةّ كانّ يقفّ فرانسواّ
بانتظارهاّ يضع وشاحاّ حول فمهّ و أنفهّ قبعة أيضاّ يغطيّ فيهاّ معظم ملامحـّه حالماّ لمحّها اتجّه إليهاّ قائلاّ بهدوء
ـ سيدتيّ لقدّ قمتّ بّتجهيز كلّ ماّ أمرتّ بهّ ، ماّ الذيّ تـّريدين فّعله أولاّ ؟ الكـّلية أمّ تّقديم الـ
توقفّ عنّ الكلامّ لماّ لاحـظّ نايتّ القاّدم فّأخفضّ بّصره للأسفلّ بينماّ تقدمتّ منه ماريّ أكثرّ لكيّ تضع يدّها علىّ كتفّ فرانسواّ قدّ بدّا عليهاّ الإستياءّ
الشديدّ استدارتّ ناحيتهّ ثمّ همستّ بّتعاسة
ـ هـذاّ لاّ يصدقّ كلماتّ إليزابيثّ كسهمّ راميّ محترفّ تصيبّ القلبّ دوما
كتمّ ضحكتّه قدّ علمّ سببّ تقطيبهاّ لحاجبيها إذّ يبدوا أنهاّ قدّ خسرت جولتهاّ الأولىّ أمامّ إليزابيثّ ذلكّ كانّ متوقعاّ بالنسبةّ له لكونـّه يعلمّ شخصيةّ
ماريّ فهيّ لا تملكّ ردوداّ سريعةّ جارحّة إنهاّ قطّة وديعةّ حتىّ لو أرادتّ أن تكونّ شرسةّ فلن تنجحّ ، تحدثّ بّخفة
ـ سيدتيّ أخبرتكّ أنّ الوقتّ لا ّيزالّ مبكراّ علىّ خروجكّ من غرفتّك فّلاّ تنسيّ أن جروحكّ لم تشفىّ بعدّ أيضاّ سيدّ نايتّ لن يوافقّ أبداّ على تعريضكّ
للخطرّ مجدداّ قدّ يكونّ هوّ الشخصّ الأولّ الذيّ يتوجبّ عليكّ الـ ..
قبلّ إكماله لجّملته استدارّ كيّ يرىّ المسافةّ التيّ يبعدها نايت عنهمّا حرصاّ علىّ عدمّ سماعّ سيدّه لماّ سيقولهّ لكنه وجدّه يقفّ خلفهّ يّومئ بكلّ
برودّ لكيّ يجفلّ فرانسواّ كلياّ و هوّ يّبتعدّ ببطّء منّ جانبّ ماريّ التيّ أكملتّ كلامهاّ بغيضّ شديدّ
ـ بالطبعّ لنّ يوافقّ علىّ خروجيّ فّلن يتسنىّ له اللعبّ بّرفقة إليزابيثّ ، تبـّا فرانسواّ لماذاّ جميعّ الرجالّ يّركضونّ حولهاّ ؟ لاّ بأسّ إنّ وقعّ كايلّ
فحبهاّ فهي زوجـّته بالنهايةّ لكن نايت ؟ لقدّ ظننتّه أذّكى من ذلكّ .. تلكّ الـ
تّوقفتّ عنّ الكلامّ لماّ وجدتّ نايتّ يقفّ بجانبهاّ يومئ بّالموافقةّ فّشحبّ وجّهها بّأكملهّ ما الذيّ قالته تواّ ؟ نعـتتهّ بالغباءّ وّ ماذاّ أيضاّ ؟ ابتسمتّ
ببلاهةّ رافعةّ يدّها للأعلىّ دلالّة علىّ أنهّ لاّ حيلةّ لهاّ فّتقدم نايتّ منهاّ قاطّعا تلكّ المسافةّ الصغيرةّ لينظرّ إلىّ عينيهاّ الواسعتينّ بهدوءّ قدّ كانتّ
ملامحـّه باردةّ خاليةّ من أي تعبيرّ بعدّ ذلك ابتسمّ بّسخريةّ قاّئلاّ
ـ ألمّ تعلميّ سببّ وقوعّ الجميعّ فيّ غرامّها بعد ؟ .. حسناّ إذن دعينيّ أخبركّ ربماّ لأنهاّ لن ترتكّب حماقاتّ مثلكّ أوّ ربماّ لأنّها تملكّ من الذكاءّ
ما ّيكفيّ كيّ تعلمّ جيداّ أنّ الحديثّ خلفّ بوابةّ القصرّ ليسّ بالأمر ّالممتازّ
رمقّها بنّصف عينهّ ثمّ بّطرف إصبعهّ ضربّ جبينهاّ بخفةّ بعدّ ذلكّ تنهدّ بّضجرّ يبدوا أنّ فرانسواّ قد صار يتوقّع تصرفاتهّ قبلّ حدوثهاّ حتىّ فيّ
النهايةّ همّ معاّ منذّ ماّ يقاربّ عشرّ سنينّ ، تقدمّ للأمامّ ناحيةّ سيارتهّ لكيّ تتبّعه ماريّ قاّئلة بقلقّ
ـ لحظةّ نايتّ أنـّا أريدّ التحدثّ معكّ قليلاّ ..
رفعّ يدّه مودعاّ إياهاّ بّحركةّ كسولةّ ثمّ شغلّ المحركّ بعدّ أن جلسّ خلفّ المقودّ هوّ ليسّ لدّيه الكثيرّ من الوقتّ يكفيّ أن كايلّ قدّ أخرهّ بّمناقشتهّ
حولّ تّجديدّ عقدّ عملّهم معّ شركةّ ماّ ألمّ يكن يستطيعّ أنّ يأتيّ إليه فيّ الشرّكة ؟ لماذاّ جّعله يتّأخر و هوّ يعلم مدىّ كره نايت الشديدّ لخرقّ المواعيدّ
؟ كادّ أنّ يّغادر لولّا أنهّ سمعّ صوتهّا الذيّ لا ينفكّ منادياّ باسمه حينهاّ استدارّ ناحيتهاّ ثمّ تحدثّ بنبرةّ منزعجّة قليلاّ
ـ ماريّ عوديّ إلىّ الداخلّ أنتّ لم تشفيّ بعدّ
وقفتّ ماريّ أمامّ السياّرة تنـظرّ ناحيتهّ بّاستياءّ هيّ بالفعلّ لديهاّ موضوع مهمّ كيّ تناقّشه معهّ يجبّ عليه علىّ الأقلّ الاستماعّ إليهاّ رأتّه يعودّ
للخلفّ مستعداّ لرحيلّ كيّ تصيحّ ماريّ بّعصبيةّ قدّ نفذّ صبرّها
ـ نايتّ بحقّ السماءّ إنتـظرّ ..
لمّ ينتظرّ نايت علىّ الإطلاقّ بلّ غاّدر بّأقصىّ سرعةّ تاركاّ خلفه آثارّ العجلاتّ فّزمت ماريّ شفتيهاّ بغيضّ أيظّن ربماّ أن موضوعهاّ لاّ يستحقّ
الاستماعّ إليهّ ؟ زفرتّ بّحدةّ ثمّ استّدارت ناحيةّ فرانسواّ رمقتّه بأسىّ مستاّءة منّ معاملةّ نايتّ لهاّ إذّ أنهّ يبالغّ بّحمايتهاّ يعتبرهاّ مجردّ فتاةّ
خرقاءّ لا تنفكّ إيقاعّ نفسهاّ فيّ المشاكلّ تنهدتّ يجبّ عليهاّ أنّ تغيرّ نـظرتّه إليهاّ و لكيّ تفعلّ ذلكّ عليهاّ أن تغير من نفسهاّ أولاّ ، تقدمّ منهاّ
فرانسواّ ثمّ قالّ بهدوءّ
ـ سيدتيّ إنّ كنتّ لاّ تزالينّ مصرةّ فيجبّ عليناّ الذهابّ الآنّ..
أومّأت ماريّ بالإيجابّ كيّ يضعّ فرانسواّ معـطفّه حولّ كتفيهاّ مرشداّ إياهاّ لّسيارتهّ برفقتـّه حارسينّ ، فتحّ البابّ الخلفيّ لهاّ لكيّ تجلسّ بّهدوء
بعدّ ذلكّ نـظرتّ ناحيةّ ذلكّ الصبيّ الذيّ يبتسم لهاّ بّحماس لمّ يكن سوىّ أليكساندرّ همسّ لهاّ بّخفة
ـ لاّ تقلقيّ ماريّ نحنّ معكّ..
ضحكتّ وّ حركتّ خصلاتّ شعرهّ بّكلّ عشواّئية جاّعلةّ ابتسامته تتسعّ أكثرّ فيّ حينّ جلسّ فرانسواّ خلفّ المقودّ تنهدّ بّقلة حيّلة ثمّ
قالّ لهماّ بّنبرة هادّئة
ـ تّشبثواّ جيدّا ..

صبّاح اليومّ المواليّ بعد حديثهاّ معّ ويليامّ كانتّ تّقف أمامّ بابّ شقةّ آرثرّ مكتفةّ ذراعيها ّعـّاقدة حاجّبيهاّ بكلّ عصبية لم تستطعّ
أن تسيطرّ على أعصابهاّ خصوصاّ و أنّ الكلّ يعتبرهاّ ضعيفة أيضاّ غبيةّ لكونهاّ وقعتّ فيّ فخّ مثلّ هذاّ رافعةّ خصلات شعرهاّ
الأصهبّ للأعلىّ على شكلّ ذيلّ حصانّ و مرتدّية سروالّ جينزّ مع قميصّ قطنيّ يساعدانهاّ على التحركّ بخفةّ ما إنّ وجدتّ ضرورة ،
و هاهيّ ترنّ الجرسّ للمرةّ العشرينّ دونّ أن يجيبهاّ آرثرّ مماّ جعّل وجههاّ يحنقن بالغضبّ لاّ أحدّ يهينهاّ لكيّ ينجواّ بعدّ ذلكّ عادتّ
تطرقّ البابّ بّقوة كيّ تخرجّ فرانسيسّ من شقتهاّ قدّ شعرتّ بالدّهشة تنسابّ لقلبهاّ حالماّ رأتّ حالة فلوراّ الغيرّ طبيعيةّ ، سارعتّ
إليهاّ كيّ تمسكهاّ من ذراعهاّ محاولة أن تجعلها تكف عن طرقّ البابّ
ـ يا إلهيّ فلورا ّهل فقدت عقلك ؟ ماّ الذيّ تفعلينه ؟ لاّ يمكنكّ فعلّ هذاّ
تجاهلتّ فلوراّ فرانسيسّ لأنهّا بالفعلّ فقدتّ عقلهاّ و فجّأة دونّ أنّ تدركّ كيفّ تحركتّ قدمهاّ من تلقاءّ نفسهاّ كيّ تضربّ بابّ آرثرّ بقوةّ
غيرّ طبيعيةّ فعلاّ لقدّ أهانها آرثرّ تلاعبّ بهاّ و استغلّ ثقتهاّ به شتمّ والدّها وّ نعتّ ماريّ بأسوأ الصفاتّ لاّ هيّ لن تسامحّه ، عـّادت تّركل
البابّ بقوةّ و فرانسيسّ تقفّ فيّ خلفّ واضعةّ يدها على فمهاّ قدّ منعتهاّ الصدمةّ منّ تهدّئة فلورا ّالثائرةّ التيّ أخذتّ تّشتمّ بّعصبية و قدّ
عاد لسانهاّ السليطّ للعملّ
ـ أيهّا السافلّ الـ .. تعالّ لأتحدّث معكّ .. آرثرّ يا عـّديم الرجولةّ ، أيهاّ الحقيرّ الوغدّ إنّ كنتّ تعدّ نفسكّ رجلاّ أخرجّ و قابلنيّ دعنيّ أريكّ
كيّف .. لسوفّ ألكمكّ حتىّ تتعبّ يدايّ لسوفّ أحرصّ علىّ عدم مقدرتكّ على إنجابّ أطفالّ بعدّ أنّ ..
كادّ فرانسيسّ أنّ يغمىّ عليهاّ فكيفّ تحولّ الأمرّ من مجردّ تعالّ لأتحدثّ معكّ إلىّ عدم مقدرتكّ على الإنجابّ ؟ لاّبد أنهاّ فقدتّ أعصابهاّ
فعلا ؟ لكنّ لماّ ؟ و فلوراّ التيّ عهدتّ لهاّ أنّها ستتصرفّ بكلّ هدوءّ ؟ ماّ الذيّ حدثّ لهاّ لتفقدّ أعصابهاّ بهذّه الطريقةّ العنيفةّ ؟ عّادت فلوراّ
للخلفّ ثمّ سددت ّركلةّ سريعةّ للبابّ كيّ يكسرّ القفلّ وّ يكادّ أنّ يسقطّ البابّ حينهاّ تقدمتّ للداّخل مصممّة علىّ [ التحدثّ ] بينماّ سارعتّ
فرانسيسّ للاستنجادّ بّزوجهاّ ،
بينماّ و حالماّ دّخلت فلوراّ خرجّ آرثّر منّ غرفتهّ منزعجاّ يرتديّ قميصهّ باستعجال شديدّ خلفهّ كانتّ امرأة تبدواّ ذاتّ جنسيةّ إسبانيةّ منّ سمرتهاّ
التيّ لا تشوبهاّ شائبةّ إلىّ شفتيهاّ المّليئتينّ كساهماّ أحمرّ شفاهّ لامعّ تقفّ بّصدمة تنـظرّ إلىّ فلوراّ قدّ قادرةّ على تحليلّ الموقفّ ، قبلّ أن
يتحدثّ آرثرّ قاطّعه تصفيقّ فلوراّ الساّخر و هيّ تتكلمّ بّتهكم
ـ ممتازّ آرثرّ ممتازّ فعلا ، لاّ أدريّ إلىّ كمّ قدّ يصل رأسكّ منّ درجةّ الغباءّ ؟ أعنيّ فعلاّ عّزيزي فعلاّ ؟ نحنّ وسطّ حربّ شاملةّ لسلطةّ و
أنتّ هناّ تّلعب ؟ بحقّ السماءّ أينّ هو مضربّ البيسبول ؟
بينماّ احتدتّ ملامحّ آرثرّ بّعصبية منّ إهاناتها المستمرةّ لهّ تباّ لهاّ لاّ ينفكّ الشتمّ الخروجّ من لسانهاّ و كّأنهّ الكلامّ الوحيدّ الذيّ تعرفهّ
تقدمّ ناحيتهاّ بخطواتّ سريعةّ و أمسكّ معصمهاّ كيّ يقودّها إلىّ الخارجّ فيّ حيُّن نظراتّ فلوراّ تزدادّ تّأججاّ و نيراناّ ،
ـ أيتهاّ الحقيرةّ أخرجيّ فوراّ..
توقفّت فلوراّ عنّ السيرّ وّ دّفعتهّ بعيداّ عنهاّ فيّ لمحّة عينّ لعدمّ توقعهّ ذلكّ ارتدّ جسدّ آرثرّ علىّ الجدارّ الذيّ خلفهّ بقوةّ جـّعلته يتّأوه ألماّ
لمّ تكنّ فلوراّ بتلكّ القوةّ لكنّ غضبهاّ كانّ مصدرّهاّ الذيّ تستمدّ منه كلّ هذاّ ، رمقتّه بّحدة ثمّ صاحتّ بعصبيةّ
ـ ألتزم حدودك آرثرّ لستّ كفتياتكّ لكيّ تّسحبنيّ خارجاّ هكذاّ ،
اتسعتّ عينيّ آرثرّ بدّهشةّ لمّ يتجاوز بعدّ صدمة كونّ فتاةّ لم تدّفعه و إنماّ رمتهّ لكيّ يرتطم بالجدارّ ، تنهدّ محاولاّ الحفاظّ على أعصابهّ ثم
وقفّ باستقامة بعدّ أن عدلّ قميصهّ أخذّ ينظرّ ناحيةّ فلوراّ المجنونةّ بقليلّ منّ الغيضّ ثمّ تحدث قائلاّ بكلّ سخريةّ
ـ عنّ أيّ حدود تتحدّثين عنهاّ فلورا ؟ لقدّ كسرتّ بابّ شقتي تواّ و دفعتنيّ للجدارّ أيضاّ نعتنيّ بالغبيّ لكن ألاّ تدركين حجمّ الأخطاّء التيّ ترتكبينهاّ
واحدةّ تلو الأخرى ؟ أنتّ تعطيننيّ المزيدّ و المزيدّ من الأدلّة التيّ كافيةّ بزجكّ فيّ السجنّ ، الآنّ أخبرينيّ فلوراّ من هوّ الغبيّ بيننّا ؟
بالفعلّ يبدواّ أنهاّ ترتكبّ خطّأ تلوّ الآخرّ لكنّ زمتّ شفتيهاّ بعصبيةّ كيّ يسيلّ خيطّ رقيقّ من الدماءّ أسفلّ شفتهاّ هيّ تدركّ جيداّ أنّ الكرةّ
فيّ يدّ آرثرّ الآنّ و ليسّ بإمكانهاّ فعلّ شيءّ غيرّ أنهاّ لا تستطيعّ الوقوفّ مكتوفةّ اليدّين و الكلّ يبذلّ جهدّه ، يجبّ عليهاّ هيّ أيضاّ الحصول
على انتقامها من ديميتريّ منّ أجلّ أختهاّ الصغرى من أجلهاّ و منّ أجلّ كلّ شخصّ أحبـّته ، نـظرتّ ناحيةّ آرثرّ مدركةّ أنّ لاّ شيءّ قدّ يغيرّ
رأيهّ لكنهاّ و علىّ كل حالّ حاولتّ التحدثّ بّهدوءّ مختلطّ بنبرةّ رجاءّ
ـ أسمع آرثرّ أعتقدّ أنّ ما تفعلهّ لكسبّ رضى العمّ رويّ ، لتّثبت نفسكّ أمامّه أليسّ كذلكّ ؟ ماّ رأيكّ أن تتنازلّ عنّ القضيةّ و حينهاّ سّأقنعّ
العم رويّ بّإعادتكّ إلى ّالمنزلّ ؟ لنّ تضطرّ إلىّ الإنصاتّ لأوامرّ أحدّ هيّا كلاناّ نعلمّ أنّ التزويرّ لاّ وجودّ له لذلكّ من فضلكّ تنازلّ عن القضيةّ
ألاّ يمكنكّ فعلّ هذاّ على الأقلّ ؟
رمقهاّ آرثرّ بعدم تّصديق كيفّ لهاّ أن تغيرّ فيّ تصرفاتهاّ بين ثّانية و أخرىّ لقدّ كانّت منذّ لحظةّ مستعدةّ لقتلهّ و الآن هيّ تتحدثّ بكلّ هدوءّ
حولّ تنازله عنّ القضيةّ ، ابتسمّ بّخفةّ سرعانّ ماّ تحولتّ هذّه الابتسامةّ إلىّ ضحكةّ طّويلة سعيدةّ مماّ جعلّ فلوراّ تجفّل من الصدّمة ما ّالأمرّ
الذيّ يستدعيّ كلّ هذا ّالضحك ؟ اقتّرب منهاّ آرثرّ ثمّ وضع ذراّعه حولّ كتفهاّ قائلاّ بّاستمتاع
ـ لمّ أكنّ لأتخيلّ أبداّ أنّ فلوراّ روبرتّ بّكبريائهاّ اللا محدودّ سوفّ تترجانيّ فيّ يومّ ماّ كّم تبدواّ ملامحكّ الياّئسة شديدّة الجمالّ ليتكّ كنتّ
تظهرينّ هذاّ الجانبّ منكّ أكثرّ لربماّ كنتّ لأقعّ فيّ حبكّ .. فيّ الحقيقةّ لاّ حتىّ لوّ ظللتّ المرّأة الوحيدّة بالعالمّ هـذاّ إن كان يصحّ أن أطلّق
لقبّ إمرأة علىّ شخصّ مثلكّ لمّ أحببتكّ أبداّ ..
لقدّ ألمهاّ كلامهّ مـّدركةّ أنّ فيّ قولهّ هذاّ جزّء من الحّقيقةّ فّهيّ لاّ تتصرفّ كالنساءّ مطلقاّ أيضاّ لقدّ أهانها بشدةّ حاولتّ أنّ تبقيّ على ملامحـّها
الهادّئة الباردّة مماّ جعل آرثرّ يقطبّ حاجبيهّ و هوّ يبتعدّ عنهاّ مكملاّ حديثهّ بّإنزعاجّ
ـ أرأيت ؟ حتىّ بعدّ أنّ قلتّ كل هذاّ لاّ زلتّ لاّ تهتمينّ ؟ أحياناّ أتساءل إن كنتّ فعلاّ إمرأةّ و أبيّ الذيّ كان يّريد أنّ نتزوجّ .. على كلّ حالّ غادرّي
فّأنت تخيفين صديقتيّ أيضاّ لاّ تنسيّ ترك المالّ لإصلاحّ البابّ
نظّرت إليهّ فلوراّ بّبرود ثمّ و بخطّوات هادّئة استدارتّ مغادرّة لكيّ ترىّ فرانسيسّ التيّ تقفّ خارجاّ عينيهاّ مليئتينّ بالدّموع بينماّ السيدّ بولّ
بجاّنبهاّ لاّ يعلمّ ماّ العملّ مّعهماّ لاّ يدريّ إن كانّ تدّخله بينهماّ مناسباّ بينماّ و حالماّ وصلتّ فلوراّ للبابّ تّراجعتّ بّهدوء بعدّ ذلكّ أسرعتّ نحوهّ
و ركـّلته بكلّ قوةّ جّعلته يسقطّ أرضاّ ثمّ ركلتّ القفلّ بعدّ ذلكّ نـظرتّ للخلفّ حيثّ يقفّ آرثرّ مبهوتاّ ابتسمتّ بّشرّ متحدثّة
ـ ستّدفعّ ثمن هـذاّ غالياّ آرثرّ .. ستدفعّ الثمنّ غالياّ
بعدّ ذلكّ وضعتّ ذراعهاّ حولّ كتفّ فرانسيسّ وّ ذراعهاّ الأخرى حولّ بولّ و هيّ تضحكّ بقوةّ بينماّ رمقّها آرثرّ بّحدةّ قدّ إزدادّ كرههّ لهاّ أميالاّ
تلكّ الفتـّاة لاّ تعلمّ أبداّ كيفّ تبكيّ ؟ كيفّ تستسلمّ ؟ سوفّ يحرّص علىّ أن يجّعلها تتقنّ هاتينّ الصفتينّ لاّ بلّ سيجعلهّا تمارسهماّ طوالّ
حياتهاّ ، همسّ بّنبرة حاقدةّ
ـ فلوراّ روبرتّ أنتّ لمّ تريّ شيئاّ بعدّ ..

/

فيّ إحدىّ المكاتبّ المنتشرةّ بكثّرة فيّ تلكّ شركّة استوديوهات التسجيلّ حيثّ يقضيّ ويليامّ دويلّ معظمّ وقتـّه كانّ يحملّ بينّ يدّيه العقدّ
الذيّ يشاركه معّ أوسكارّ يعيدّ قراءة كلّ بندّ بّتدقيقّ وّ تمعنّ شديدّ كذلكّ كانّ يفعلّ مديرّ أعمالهّ فبعدّ أنّ صرحّ ويليامّ عنّ عدمّ رغبتهّ فيّ
الاستمرارّ بّهذّه الجولة معّ أوسكارّ و هماّ يبحثانّ عنّ خللّ أوّ أيّ خطّأ فيّ العقدّ يستطيعانّ استغلالهّ لصالحهماّ ، بالّرغم منّ أنّ المالّ لمّ
يكن مشكلّة أبداّ لويليامّ لكنّ لمّ يكنّ ليرغبّ أبداّ فيّ أنّ يحصلّ أوسكارّ علىّ مالهّ ليسّ بعدّ ماّ فـعّله هوّ و ديميتريّ لنايتّ ، تنهدّ بعدّ فترةّ
تاركاّ العقدّ جانباّ و هوّ يّسند رأسهّ على المكتبّ قاّئلاّ بضجرّ
ـ سباستيان أريدّ فعلاّ الذهابّ إلىّ حانةّ
تجاّهله مديرّ أعمالهّ كعادتّه عندّما يتفوّه ويليامّ بّأيّ هراءّ وّ هوّ يقرّأ البندّ بتمعنّ ، لقدّ كان العقدّ عادياّ فيّ الوهلةّ الأولىّ إذّ كلّ شيءّ
يبدواّ عادياّ إلىّ أنّ يصلواّ إلىّ بندّ عدمّ الالتزامّ بالعقدّ حيثّ يكلفّ أيّ كان الشخصّ الذيّ يخرقّ هذّا العقدّ بمبلغّ ماليّ ضخمّ كافيّ بتغطيةّ
جميعّ أضراّر الجولةّ التيّ ألغيتّ هـذاّ بالفعلّ مشكلةّ عويصةّ خصوصاّ و أن لاّ رغبةّ لويليامّ في دفعّ هـذاّ المبلغّ ، تنهدّ و عقدّ يديّه معاّ
قاّئلاّ بنبرةّ هادّئة عـّملية
ـ أرىّ أنّ تكملّ الجّولة هـكذّا نستطيعّ أن نتجنبّ دفعّ هذا ّالكمّ الطائلّ من المالّ و إنّ سألتّ الصحافة أنّ إلغاءّ الجولةّ فّسوفّ نّخبرهمّ بأيّ
كذبّة قاّبلة لتصديقّ بعدّ ذلكّ استرسلّ عملكّ كالمعتادّ ، أناّ أعلمّ أنكّ لاّ تريدّ العملّ مع أوسكارّ لكنّ إن ألغيت العقد فّنحن المتضرران الوحيدانّ ..
زمّ ويليامّ شفتيهّ باستياء لاّ يستطيعّ الاسترسالّ فيّ هذاّ العملّّ أوّ بهّذه الشراكة من البداّية ، إنّ أوسكارّ يّنوي شيئاّ لكنهّ غيرّ قادرّ على
مسه بّسوء لأن ويليامّ يشكّل دعاّية جيدّة لشركةّ أيضاّ شهرتهّ و أموالهّ كفيلةّ بإبعاده عنهّ ، لكنّ ماذاّ عنّ فلوراّ و ماريّ ؟ كلتاهماّ لا حيلة
لهماّ فّقدّ أوقعهماّ ديميتريّ فيّ شركه منذّ أول محاولةّ الأولىّ متهمةّ بقضية تزوير و الثانيةّ اختطفت لمدةّ شهرينّ و عندما عادتّ كانّـت
مصابةّ بكدماتّ علىّ مستوىّ جسدهاّ بأكملهّ ، همسّ بّنبرة مستاءة للغاية
ـ لكن سباستيان أنتّ لاّ أريدّ الذهابّ ، نايتّ بحاجتيّ خصوصاّ و أنّ موعدّ تحديدّ رئيسّ شركّة لبيرّ قريبّ جداّ .. ألاّ يمكنناّ تّأجيلّ هذّه
الجولة قليلا ؟ تحدثّ معّ المديرّ
رمقـّه سباستيان بّقليلّ منّ الضجرّ ثمّ تنهدّ مجدداّ ليسّ بإمكانه فعلّ شيءّ المديرّ هو أكثرّ من يرغبّ بّهذّه الجّولة وّ أوسكارّ لنّ يقبلّ بالتّأجيلّ
أيضاّ ويليامّ لن يقبلّ بالرحيلّ فوراّ ، راقبهّ سباستيان لوهلة من الزمنّ ثمّ تحدثّ بهدوء
ـ تستطيعّ أنّ تقنعّ المديرّ بّأن تّؤجل الجولّة لكّن علىّ شروطّ ، يجبّ عليكّ أن تّقبلّ بّأي دعايةّ يطلّب منكّ أن تّفعلهاّ و بأيّ عملّ آخرّ أظنّ ذلكّ
كفيلّ بإرضائه قليلاّ هذاّ إن كنتّ أن تريدّ فعلّ ذلك بالتّأكيدّ ؟
شحبّ وجّه ويليام كلياّ من الرعبّ إذ أنه إذ أقدم على هذّه الخطوة سيندم بكلّ تأكيدّ فّمدير الشركة يراه كوجـّه وسيمّ يستحقّ الإعلامّ رؤيته
أكثرّ لذلكّ لن يتوانى أبداّ علىّ جعله يعمل بدعاياتّ مختلفة أيضاّ ربماّ يّخطط لمقابلات لهّ و هذاّ أسوء شيءّ بالنسبة لويليام فّهو يفضلّ البقاءّ
بعيدا عن أعين الصحافة قدّر الإمكان بينماّ يريد المديرّ استغلال ملامحّه و نغّمة صوتهّ للحصولّ على شهرة أكثرّ ، قطبّ ويليام باستياء
ثمّ تحدثّ بّتعاسة
ـ لكنّ ذلكّ المديرّ مجنون تماماّ قدّ يجعلني أديرّ عرضاّ للملابسّ الدّاخلية أو ربماّ أسوءّ من ذلك بّكثيرّ قدّ يجعلنيّ .. يا رباه هذاّ ، سباستيان
ألا توجد طريقة أخرى ؟
ضحكّ سباستيان لوهلة من الزمنّ على تخيلاتّ ويليامّ لمّ تكن مجرد تخيلات في الحقيقة بل بها ما يكفي ليكون واقعا مراّ له إذ أن مدير
شركتهم يسعى بكل طريقة لجلبّ الشهرة أيضاّ أوجه جديدة لرعايتهاّ و ويليامّ الشابّ الذيّ يتحلىّ بكل صفاتّ فهو مغنطيسّ لنساءّ لبقّ فيّ
الكلامّ ذو ابتسامة لطيفةّ دوما ما تغزوا وجـّهه الوسيمّ يستطيعّ جعلّ هذّه الشهرة تتحقق له ، تحدثّ سباستيان بابتسامة
ـ ليس إن أردتّ البدء فيّ الجولة ؟
زفرّ ويليام بغيضّ و هوّ يّستلقي على الأريكةّ مغلقاّ عينيهّ ليسّ هناكّ طريقة أخرىّ فلو كانتّ لما تّجرأ أحدهما على تركّ جدول أعمالّهم
بين يديّ المديرّ لكنّه لاّ يملك حلاّ أخرّ ، يجبّ عليه البقاّء بجانبّ نايتّ فيّ هذه الفترة الحرجة حتى لوّ تطلبّ الأمرّ قيامهّ بجلسة تصويريةّ
لّلملابسّ الداخليةّ عادّ ويليام يقطبّ حاجبيه بغيرّ رضى ثمّ هز كتفيه مستسلماّ قائلاّ
ـ حسناّ لا بأس لتذهب كي تتحدث معّ المديرّ ..
أومأ سباستيان بالإيجاب و هوّ يقفّ جامعاّ ملفاتهّ جدول أعمالّ ويليام و العقدّ المشترك بينه و بين أوسكارّ بعدّ ذلكّ وقفّ أمام ويليام
قاّئلاّ بتساؤل
ـ ألن تذهب معي ؟
شحبّ وجـّه ويليامّ كلياّ قدّ اعتلتّ حمرةّ خفيفةّ خديّه لكيّ يستديرّ إلىّ الجهة الأخرى مانعاّ سباستيان من رؤيةّ ملامحـّه المحرجةّ وّ تحدثّ
بنبرةّ مرعـّوبة مصاحبةّ بقليلّ من الإحراجّ
ـ لاّ أريدّ ذلكّ فّنـظراتّ المديرّ تصيبنيّ بّالتـوترّ .. اذهب لوحدكّ
ضحكّ سباستيان مدركاّ تماماّ أنّ فيّ كلامّ ويليام شيءّ من الصحةّ إذ فّعلا نظراتّ المديرّ ناحية ويليام غير طبيعية علىّ الإطلاقّ و لو لمّ يكن
للمديرّ زوجـّة جميلة التيّ هي سكرتيرته الخاصّة ترافقهّ فيّ كلّ مكانّ لقاّل أن هذا المديرّ ليسّ مستقيماّ علىّ الإطلاقّ لكنّ قدّ يعودّ السببّ
أيضاّ لنظراتّ زوجتهّ ناحيةّ ويليامّ فّحالما يعبرّ المكتب كيّ يجلسّ حتىّ يستلمه الاثنان بدون رحمةّ يراقبانهّ طوال الاجتماعّ مماّ يربكّ الآخيرّ
كثيراّ ، تحدثّ سباستيان بّضحكة
ـ فيّ الحقيقة حتىّ أناّ نظراتهّما تصيبني بالتوترّ يبدواّ أن كلاهماّ وقعّ فيّ غرامكّ
إزدادّ شحوبّ ويليامّ قدّ سرتّ رجّفة مخيفةّ فيّ أنحاءّ جسدّه لكيّ يرميّ الوسادةّ على سباستيان الذيّ غادر المكتبّ مسرعاّ بينماّ وضعّ ويليام
يدّه مكان قّلبه وّ تحدثّ بّنبرة مرعوبةّ
ـ بحقّ السماءّ لاّ أحتاج إلىّ المزيد من الكوابيسّ ..

/كانتّ جالّسة فيّ إحدى القاّعات مستعدةّ للمحاضرةّ التاليةّ توجدّ بينّ يدّيها العديدّ من الأوراقّ و دفتراّ سجلت بهّ ملاحظاتّ الأستاذّ أيضاّ هاتفهاّ
الذيّ لمّ يكنّ ليرنّ حتىّ لو أرادتّ ذلكّ ، رفعتّ شعرهاّ الأشقرّ للأعلىّ على شكلّ وردّة بسيطةّ للغايةّ و تـّركت بضعة خصلاتّ تحتلّ جبينهاّ تضعّ
نظارتينّ وّ قد كانتّ تزم شفتيها بّعبوسّ لعدم فهمها على كلماتّ الشعرّ القديمّ إذ لم تّحضر معجمها
غطّ ظلّ شخصّ ما نورّ أشعةّ الشمسّ التيّ شقت طريقهاّ عبرّ النافذةّ أجفلتّ كليرّ رعباّ قدّ انتابتها القشعريرةّ لتسريّ في كاملّ أنحاّء جسدهاّ
وّ بسرعةّ وقفتّ مبتعدةّ بطريقةّ دفاعيةّ حينماّ رأتّ ماريّ المبتسمّة بـّخفة خلفهاّ يقفّ فرانسواّ المتململّ و الممسكّ بيدّ أليكساندرّ ، شهقتّ بّصدمة
عندّما لاحظتّ منـظر ماريّ المتغيرّ لقدّ بدتّ أكثرّ جمالاّ لمّ يتخلى وجههاّ عنّ لمحةّ البراّءة و اللطفّ لكنهّ كان مليئاّ بالـّرقة و الأنوثةّ فيّ نفسّ
الوقتّ تّقدمت كليرّ ناحيتهاّ و احتضنتهاّ بّقوةّ بعدّ ذلكّ تركتهاّ لكيّ تتحدثّ بّصدمة و هيّ لاّ تزالّ تّروح و تجيء بعينيهاّ علىّ ماريّ
ـ لكنّ هل أنتّ ماري ؟ ماّ الذيّ تفعلينه هناّ ؟ ماري ؟ ماّ الذيّ ترتدنه ؟ هل أنت ماري ؟
نـظرتّ ماريّ بدورهاّ إلىّ ذراعّ كليرّ الملتفّة بقماشّ أبيضّ قدّ كانتّ على ما تبدواّ مكسورةّ ثمّ عادتّ تنظرّ ناحيةّ وجـّه كليرّ المصدومّ بعدّ ذلكّ
ابتسمتّ بخفةّ تدركّ خطورّة تّصرفاتهاّ خصوصا فيّ هذّه الفترةّ الحرجةّ لكنّ لا مجالّ لتراجعّ ، غمزتّ لكليرّ بّمشاكسةّ و هيّ تتحدثّ بّحماس
ـ سوفّ أعودّ لمقاعدّ الدراسةّ كليرّ ، أليس هذاّ رائعاّ ؟
أومّأت كليرّ بالإيجابّ دون أن تستوعبّ كلماّت ماريّ بينماّ استمرتّ الأخيرةّ بالثرثرةّ حولّ كيفيةّ عودتهاّ و كيفّ استقبلهاّ المديرّ غيرّ مترددّ إذّ
أنّ استعادةّ زوجـّة نايتّ لبيرّ إلىّ الجامعةّ و الجامعةّ التيّ يديرها هوّ خاصةّ سوفّ يعيدّ له بمنافعّ عدةّ لذّا فّكان أمرّ عودتهاّ مفروغاّ منه تماماّ
كماّ أخبرهاّ فرانسواّ لتذكرّ إسمّ زوجهاّ وّ لستجدّ كلّ شيءّ أمامّها بالرغم من شعور ماريّ بالذنب فيّ البدايةّ كونهاّ استغلت منصبّ نايتّ لكنهاّ
استسلمتّ لروعـّة هـذّه الأحاسيسّ التيّ تنتابهاّ ، فجّأة هزتّ كليرّ رأسهاّ بقوةّ و هيّ تمسكّ بّكتفيّ ماريّ تّرددتّ لوهلة من الزمنّ و هي تنـظرّ
ناحية أليكساندرّ بعدّ ذلك تحدثّت بتوتر
ـ لاّ يمكنكّ ماريّ ، الوضعّ خطيرّ جداّ قدّ يقوم ديميتريّ بخطّوة أخرّى يستهدفّ حياتكّ فيهاّ و مجيئك للكليةّ سوفّ يّرفع نسبةّ استهدافكّ ماريّ
لصالحكّ يجبّ عليكّ العودّة للقصر أناّ متّأكدة أنّ نايتّ سوفّ يحميكّ هناكّ ..
قطبتّ ماريّ حاجبيهاّ بإستغرابّ إذّ أنّ كليرّ كانتّ تبدوا مرعوبةّ للغايةّ وّ قدّ شحبتّ ملامحهاّ كلياّ فتنهدتّ بّقلة حيلةّ لماّ يعتقدّ الكلّ أنهاّ تحتاجّ
إلىّ حمايةّ ؟ هزّتّ رأسهاّ نفياّ ثمّ تحدثتّ بنبرةّ هادّئة
ـ لاّ يمكننيّ الاختباءّ للأبدّ كليرّ و لاّ يمكننيّ أنّ أجعلّ نايت يعتنيّ بيّ أكثرّ يجبّ عليّ أنّ أقفّ على قدمايّ أناّ أيضاّ كليرّ ،
زمتّ كليرّ شفتيهاّ و تراجعتّ للخلفّ لاّ يمكنهاّ أن تخبرهاّ بّأن ديميتريّ لا ّيزالّ يسعى للانتقامّ منهاّ أيضاّ هوّ يريدّ استعادّة أليكساندرّ بّأيّ طريقة
وّ أنهّ استخدمّها هيّ من أجلّ جلبه لهّ بالرّغم من أنّ ماريّ محقةّ إلاّ أنهاّ لا تستطيعّ مساندتهاّ ليسّ و ديميتريّ يستعملّ خدماتهاّ للقضاءّ عليهاّ ،
نـظرتّ خلفّ صديقتهاّ لكيّ تلاحظّ تواجدّ فرانسواّ قدّ كان يخفيّ معظم ملامحهّ بقبعةّ و وشاحّ أيضاّ معطفّ رماديّ يراقبّ الموقفّ بّسكون تامّ لمّ يكن
هناكّ أحدّ ليعلم بهويةّ فرانسواّ غيرّ أن كليرّ حالةّ خاصةّ فّقد قضتّ معظمّ عطلتهاّ ربماّ إن كانتّ تلكّ عطلةّ برفقتهّ ، تنهدّت كليرّ و أخذتّ تّلم
أشيائهاّ بهدوءّ وسطّ استغرابّ ماريّ بعدّ أنّ ارتدتّ معطفهاّ الأسودّ تّحدثتّ بّلطف
ـ أناّ أسفةّ ماريّ لديّ بـّعض البحوثّ لأهتمّ بهاّ ، أراكّ لاحقاّ .. إلىّ لقاءّ أليكس
تقدمتّ منه و قبلتهّ بخفة علىّ خدهّ ثمّ شدتّ الإحكام علىّ ذراعهّ لكيّ ينـظرّ إليهاّ أليكساندرّ بنوعّ من البرودّ بعدّ ذلكّ ابتسمّ بـّبرود شديدّ و كمّ بدّت
ابتسامتهّ شبيهةّ لديميتريّ رمقّته كليرّ بإستغرابّ و قدّ بثّ لهاّ تواجدّه نوعاّ منّ ذلكّ الإحساسّ المخيفّ بالّرعبّ استدارتّ للخلفّ و قدّ بدّا صوتهاّ
مرتبكاّ للغايةّ
ـ توخيّ الحذرّ ماريّ .. إلىّ اللقاءّ فرانسواّ
كادتّ أن تصطدم بّالكرسيّ الذيّ أمامها لولا أنها تماسكتّ فيّ آخر لحـّظة لكنّ سقطتّ أشياءهاّ أرضاّ و تناثرتّ أوراقها فيّ كل مكانّ توترتّ كليرّ
أكثرّ و هيّ تحاول أن تجمعّ الأوراقّ بيدّ واحدة لاّبد لهاّ ان تبتعد من هنا قدر المستطاعّ فلاّ رغبةّ لهاّ فيّ الخوص بهذا الصراعّ عندّما جلستّ
ماريّ بجانبها تجمعّ الأوراقّ هيّ الآخرى بهدوءّ تامّ حالماّ وقعتّ يديّ الاثنتين على نفسّ الدفترّ حينهاّ نظرتّ كليرّ لماريّ بإرباك شديدّ بعدّ ذلكّ
أخفضتّ رأسهاّ و هي تجذبّ الدفترّ لحضنهاّ عندّها تحدثتّ ماريّ بنبرةّ جادةّ
ـ كليرّ ماّ الذيّ حدث ؟ لماذاّ تتجنبينني ؟
أومّأت كليرّ بالنفيّ و هيّ ترسمّ على شفتيهاّ ابتسامةّ بسيطةّ بعدّ أن تبادلتّ النظراتّ معّ فرانسواّ ، الكلّ يحاولّ حمايتهاّ و على كليرّ أيضاّ أن
تنظّم إلى المجـّموعة فماريّ أضعفّ منّ أنّ تصابّ بّجروح أخرىّ لذلكّ قررتّ و لمصلحتهاّ الخاصةّ و لمصلحةّ ماريّ أيضاّ سوفّ تبتعدّ عنهمّ
جميعاّ ، قالتّ بّخفة
ـ لّست أتجنبكّ ماريّ و إنماّ أناّ فقطّ متوترةّ فلديّ الكثيرّ من البحوثّ للقيامّ بهاّ تعويضّا على فترةّ غيابيّ أيضاّ لاّ أعتقدّ بصراحةّ أنهّ من المناسبّ
لناّ أنّ نصبحّ صديقتينّ ،
رمقتهاّ ماريّ بإستغرابّ وّ لمّ تستطعّ استيعابّ كلماتّ كليرّ فماّ الذيّ يمنعهماّ من أن يكوناّ صديقتينّ ؟ ألمّ تنقذّ كليرّ حياتهاّ سابقاّ ؟ ألمّ تكن ترغبّ
فيّ فرصةّ آخرى ؟ إذّن لاّ مانعّ و كادتّ أن تتفوه بّهذّه الأسبابّ عاليّا عندّما عادتّ كليرّ لتحدثّ
ـ أعنيّ أنتّ من عاّئلة روبرتّ و أناّ غلوريّ نحنّ لاّ يمكنناّ أبداّ أنّ نصبحّ صديقتينّ .. فالعداوةّ التيّ بينناّ لاّ يمكن أنّ تمحى أبداّ بينّ لحظةّ و أخرىّ
لذلكّ ماريّ أرجوّا المعذرةّ فقدّ أخذتّ من وقتيّ ماّ يكفيّ ، إلىّ اللقاءّ
علتّ الصدّمة ملامحّ ماريّ قدّ اتسعتّ عينيهاّ بدّهشة واضحةّ ماّ الذيّ تعنيهّ كليرّ بلا يمكنّ أن يكوناّ صديقتينّ ؟ لقدّ أنقذتهاّ و اعتنتّ بفرانسواّ فّما
الشيء الذيّ يمنعهماّ من تكوين صداّقة ؟ نـظرتّ إليهاّ ماريّ بعدّ ذلك تّحدثت بنبرةّ بلهاء نوعاّ ماّ
ـ إن كان الأمرّ يتعلقّ بّعائلتيناّ فقطّ فهذاّ ليسّ مهماّ أعنيّ أننيّ الآن لستّ روبرتّ بل لبيرّ و أعتبرّ رسمياّ زوجّة نايتّ لذلكّ أمرّ كالعاّئلة لنّ
مهماّ فيّ نظريّ ،
كتمّت كليرّ ضحكتهاّ وّ رفعتّ يدّها عالياّ مودعةّ ماريّ بالفعلّ ليسّ مهماّ اللقبّ و إنماّ سلامةّ من حولهماّ و سّلامة أنفسهماّ أيضاّ هيّ لن
تستطيعّ خيانةّ هذّه الثّقة التيّ منحتهاّ ماريّ لهاّ لنّ تقبلّ بتخييبّ ظنّ أحدّ لذلكّ فضلتّ البقاءّ لوحدّها ، غـّمزتّ لماريّ قاّئلةّ بّخفة و هي تبتعدّ أكثرّ
ـ قدّ يتغيرّ الزمانّ وّ العالمّ بّأكملهّ لكنّ أنتّ ياّ ماريّ .. منّ المستحيلّ لكّ التغيرّ مهماّ حاولتّ
بعدّ أن ابتعدتّ كليرّ عن أنظارّ الثّلاثة جلستّ ماريّ علّى الكرسيّ قدّ ظهرتّ خيبةّ أملّ مرفقةّ بالصدّمة عليهاّ لقدّ أرادتّ فعلاّ أنّ تبدأ بداّية جديدّة
و أنّ تتغيرّ لتصبحّ أفضلّ أكثرّ قوةّ لتساعدّ نايتّ و فلوراّ قليلاّ لكنّ يبدواّ أنّ الجميعّ يعتبرهاّ مـّجرد عـّالة يتوجبّ عليهمّ حمايتهاّ و إنّ لمّ يكن
الأمرّ متعلقاّ بحمايتهاّ فّهناك شيءّ أخرّ يمنعهمّ من التقدمّ نحوهاّ كـّعذر كليرّ مثلاّ ، تنهدتّ ماريّ و قدّ زمتّ شفتيهاّ بعبوسّ واضحّ بعدّ ذلكّ استدارتّ
ناحيةّ فرانسواّ كيّ تنـظرّ إليهّ بعينينّ واسعتينّ بريّئتينّ ، قطبّ فرانسواّ حاجبيه و تراجعّ للخلفّ بحذرّ طلباتهاّ في الآونة الآخيرةّ تزدادّ غـّرابة
و عـّزما لذلكّ يجب عليهّ الفرارّ بطريقةّ ماّ فكادّ أن يتحدثّ عندّما قاطّعته ماريّ و هي تّمسكّ بيدّيه
ـ فرانسواّ أنتّ قدّ قضيتّ معهاّ فترةّ فيّ باريسّ أليسّ كذلك ؟ لماّ لا تحاول إقناعهاّ من أجليّ ؟ أرجوكّ أعنيّ لوّ أنّك فقطّ تتحدثّ معهاّ و ربماّ
لتستعملّ جاذبّيتك قليلا أنتّ وسيمّ إن كنتّ تريدّ ذلكّ ، ابتسمّ لهاّ و أطلبّ منهاّ ذلكّ فرانسواّ أرجوكّ ..
احمرتّ وجـّنتيهّ إحراجاّ وّ فكرّ بّرعبّ كيفّ استطاعتّ ماريّ أن تعبرّ تلكّ المسافةّ فيّ ظرفّ دقيقةّ كيّ تمسكّ يدّيه تنحنحّ محاولاّ أنّ يفكّ قبضتهاّ
لكنهاّ ازدادتّ تمسكاّ بهّ عينيهّا تزدادانّ بريقاّ فّتنهدّ و نظرّ ناحيةّ أليكساندرّ الذيّ يراقبّ الموقفّ بضحّكة بعدّ ذلكّ حاولّ فرانسواّ التخلصّ من
إلحاحهاّ بإطلاعها علىّ الحقائقّ التيّ تدفعّ كليرّ لّابتعادّ عنهاّ فعلا
ـ لكن سيدتيّ قدّ لاّ تعلمينّ ذلكّ لكنّ كليرّ تشكلّ خطراّ عليكّ هيّ أختّ آرثرّ غلوري الذيّ أوقعّ آنسة فلورّا بّقضية التـّزويرّ المزيفّ و بّاقترابكّ
منهّا فّأنتّ تّعطين فرصّ أكثرّ لديميتريّ لذلكّ من فضلكّ تخليّ عنّ هذّه الفكرةّ ..
تنهدتّ ماريّ بأسىّ و أخفضتّ رأسهاّ بّخيبة أملّ كبيرةّ يبدواّ أن فرانسوّا يرفضّ الأمرّ رفضاّ قاطعاّ نـظرتّ إلىّ النافذّة كيّ تّرى كليرّ تّسيرّ
ناحيةّ المحاّضرة التاليةّ حاملةّ كتبهاّ عـّادت تتنهدّ بّقلة حيّلة ثمّ نـظرتّ بنصفّ عينهاّ لفرانسواّ الذيّ بدا جامـداّ كالجليدّ حاولتّ أنّ تذرفّ دموعاّ
لكنّ لم تستطعّ فّتبادلتّ النظراتّ معّ أليكساندر بعدّ ذلكّ أخذتّ ماريّ تركضّ بّسرعةّ مغادرّة القاعةّ و خلفهّا أليكساندرّ الذيّ يضحكّ بقوةّ على
تصرفاتهاّ بينماّ بقيّ فرانسواّ لفترةّ محاولاّ استيعابّ الأمرّ لكيّ يركضّ خلفهماّ و هوّ يصيحّ بّحدة ناسياّ أمرّ كونهاّ سيدتهّ
ـ سيدّة مـاري عوديّ إلىّ هناّ ، لاّ تستطيعينّ الركضّ فيّ الأرجاءّ و أنتّ لم تشفيّ بعدّ تباّ .. هلّ صرتّ جليسّ أطفالّ الآن ؟
أخذتّ تّضحك ماريّ بّقوة علىّ ملامحّ فرانسواّ المستاّءة وّ أمسكتّ بيدّ أليكساندرّ ليسرعّ الإثنينّ بالركضّ تاركينّ فرانسواّ فيّ الخلفّ الذيّ
فـضلّ أنّ يدعهماّ يفعلانّ ماّ يشاءان هذّه المرةّ فقطّ ، بّعد فترةّ كانتّ ماريّ تقفّ أمامّ البـّوابةّ حولهاّ الحارسينّ الذيّ اتصلّ بهماّ فرانسواّ
لملاقاتهاّ خارجاّ قدّ كانتّ تجلسّ مستندةّ على السيارةّ التيّ خلفهاّ محاولةّ التقاطّ أنفاسهاّ بجانبهاّ أليكساندرّ الذيّ بعدّ هذّه الجولةّ غادر برفقةّ
أحدّ الحراسّ لشراءّ المثلجاتّ وّ بجانبهاّ كان يقفّ فرانسواّ مقطبّ الحاجبينّ بّغيرّ رضى و ينظرّ ناحيّة هاتفهّ ، قّال بنبرةّ باردةّ
ـ سيدّتيّ أنّ الجوّ باردّ و قدّ تصابينّ بنزلة بردّ لذلكّ من فضلكّ هلاّ دخلت إلىّ السيارةّ ؟ يمكنكّ انتظار الآنسة كليرّ بالدّاخل
تنهدتّ ماريّ هازة رأسهاّ نفياّ فّنزعّ فرانسواّ معـّطفه و وضعهّ حولّ كتفيهاّ ثمّ أخذّ ينظرّ إليهاّ بكلّ صرامةّ كانتّ تحاولّ بشدة أنّ تتجاهلّ نظـّراتهّ
الحادةّ لكنهّ بقيّ ينظرّ إليهاّ إلىّ أن استسلمتّ و هيّ تتحدثّ
ـ لكنّ حينهاّ لن تراناّ كليرّ وّ سوفّ تغادرّ ..
نـظرّ إليهاّ لوهلة من الزمنّ ألمّ تدركّ بعدّ أنّ كليرّ لنّ تخرجّ أبداّ ليسّ و ماريّ فيّ انتظارهاّ ؟ كليرّ لنّ تخرقّ أوامرّ فلوراّ التيّ طلبتّ منهاّ بلهجةّ
حادةّ شديدّة التهديدّ أنّ تتركّ ماريّ و شّأنهاّ ؟ أنّ تبدّأ حياة أخرى بّرفقة أشخاصّ آخرين ؟ كليرّ لنّ تخرجّ بكلّ تأكيدّ تنهدّ وّ وقفّ قائلاّ بّهدوء
ـ حسناّ إذن .. أرجوكّ أدخليّ السيارةّ سوفّ أتحدثّ أناّ معّ آنسة كليرّ و سّوف أحاولّ إقناعهاّ بّالذهابّ معكّ هـذاّ ما تريدينه سيدتي ، أليس كذلك ؟
أومّأت ماريّ بحماسّ شديدّ و كادتّ ان تذهبّ معه لولاّ أنه أشارّ على السيارةّ بّهدوء مريبّ لكيّ تتوقفّ عنّ تتبعهّ و تتجـّه إلىّ السيارةّ بّخـّيبة
فقدّ كانتّ فعلاّ تريدّ رؤيةّ كليرّ و هي توافقّ علىّ الذهابّ معهاّ ، بينماّ أكملّ فرانسواّ طريقهّ بحيرةّ غيرّ مدرّك كيفّ يستطيعّ أن يّغيرّ رأيّ كليرّ
تماماّ ؟ لاّ خبرةّ له بالتعاملّ معّ النساءّ و كماّ لطالماّ أخبرتهّ سوزيّ فّهوّ إن تعلقّ الأمرّّ بامرأة فّهو أبلهّ لذلكّ لاّ يدركّ كيفّ أن ابتسامتهّ سيكون
لهاّ دوراّ في التأثيرّ على قرارّ كليرّ ، عّاد يتنهدّ وّ اتجه إلىّ القاعةّ التي كان من المفترض لكلير أن تدرس بهاّ ثمّ استند على الجدارّ منتظراّ
خروجّها
حاولّ الابتسامّ كماّ طلبّت منه ماريّ لكنهّ لم ينجحّ فعلاّ بذلكّ و قدّ شعرّ بمدىّ غرابةّ ملامحّ وجّهه لذلكّ أبقىّ الوشاحّ حولّه متمسكاّ بهّ منتـظراّ
خروجّها بعدّ فترةّ ليستّ بطويلةّ خـّرج الطلابّ من القّاعة و أعينهمّ تتجّه نحوهّ فقدّ كان ّملفتاّ لنظرّ بطريقةّ أوّ بأخرىّ منّ خلالّ إخفاّءه لوجّهه
أيضاّ جسدّه العضليّ وّ وقفتهّ العـّملية ملابسهّ السوداءّ و خصلاتّ شعرهّ التي تسللتّ من القبعةّ حالماّ لمحهاّ ناداهاّ بصوتّ هادّئ جداّ
ـ آنسة كليرّ .. هلّ تسمحينّ بلحظّة ؟
تـّوقفتّ كلير ّعن السيرّ و هي تنـظرّ إلىّ فرانسواّ بإستغرابّ بينماّ أكملّت الفتياتّ اللواتيّ كن معها سيرهنّ و هنّ يدركنّ أنّ هذاّ ما هوّ إلاّ
محض اعترافّ أخرّ لكليرّ قدّ أخذّن يتراهن ماّ إن كانتّ ستوافقّ أمّ لاّ خصوصاّ و أنّ الشابّ هذّه المرةّ يبدوا مختلفّا بطريقة ماّ من طريقةّ
حديثةّ اللبقةّ إلىّ لكنتهّ الفّـرنسية البحـّتة أيضاّ جسدّه العـّضليّ ،نـظرتّ إليه كليرّ بّهدوء ثمّ قالتّ بإرتباك و هي تشيحّ نظرهاّ بعيداّ عنهّ
ـ لقدّ فعلت ماّ طلبتمّ منيّ لذلكّ لاّ أرى أن هناكّ داعياّ للحديثّ سيدّ فرانسواّ ، منّ فضلكّ أعذرنيّ
ازدادّ توترهّ لكنهّ أغلقّ عينيهّ ماّ الذيّ أصابهّ ؟ هلّ يمكن أن كلماتّ ماريّ العابثةّ أثرت بهّ فعلاّ ؟ أيعقلّ أنّ كلامّ سوزيّ عنّ كونهّ ما إن
يتعلقّ الأمرّ بامرأة حتىّ يصبحّ جاهلاّ صحيحاّ ؟ هـّز رأسهّ نفياّ محاولاّ أن يطردّ هذّه الأفكارّ من رأسهّ و هوّ يـّعود إلىّ جديتهّ بعدّ ذلكّ
اقتربّ منهاّ أكثرّ و تحدثّ بّهدوء
ـ كليرّ إن سمحتيّ ليّ .. إنّ السيدةّ ماريّ ترغبّ فعلاّ بّأن تكونيّ معهاّ خلالّ هذّه الفترةّ الزمنيةّ فهيّ تحتاجّ لأكبرّ مساندةّ تتحصلّ عليهاّ أيضاّ
أرجوكّ لاّ تّأخذيّ فلوراّ علىّ نحو شخصيّ فّكل ماّ نريدّه جميعاّ هوّ حمايةّ السيدةّ ماريّ لذلكّ من فضّلك و لليومّ فقطّ هلاّ أتيتّ معناّ ؟ سّأقدرّ ذلكّ
و بالمقاّبل يمكنكّ الحصول علىّ ما تريدينّ
رمقتّه كليرّ بّأسىّ شديدّ ثمّ هـّزت رأسهاّ نفياّ و هيّ تكملّ طريقهاّ بخطواتّ تنمّ عن غضبهاّ ماّ الذيّ يقصده بالحصول على ما ترّيدين ؟ أهي رّشوة
؟ عـّادت تنـظرّ ناحيتهّ وّ صاحتّ بّحدة جّعلت الكلّ يستديرّ نحوهاّ
ـ فـّرانسواّ أيهـّا الأحمقّ .. أناّ لن أسامحكّ أبدّا
رمشّ بّعدم استيعابّ ماّ الخطّأ الذيّ ارتكبهّ ؟ كلّ ما فعله هوّ التعاملّ معهاّ بّجديةّ أيضاّ و كّأيّ زبونّ فقدّ عرضّ عليهاّ فائدّة ، زمّ شفتيهّ بّعبوس
ثمّ تقدمّ منهاّ لكيّ يمسكّ ذراعهاّ قائلاّ بّاستغرابّ
ـ لكنّ ماّ الذيّ فعلته أناّ ؟ لقدّ طلبتّ منكّ و بكلّ وضوحّ أنّ تّأتي معناّ اليومّ فقطّ و بالمقابلّ ستحصلين علىّ مكافّأة هلّ هذاّ غيرّ كافيّ ؟ لقدّ قلتّ لك
أنه يمكنكّ طلبّ ما تشائينّ
نـظرتّ إليه بعصبيةّ تامةّ أيضاّ و خلالّ فترةّ علاجه كان يعاملها بهذّه الطريقةّ يتحدث دوما عن مكافأة وّ المالّ أيضاّ العمـّل هـذاّ ما يجّعلها تفقدّ
أعصابهاّ كلماّ كانتّ برفقته و لهذاّ أيضاّ تريد الابتعاد عنهّ لذلكّ صاحتّ بّحدة
ـ نعمّ سّأذهبّ لذلكّ اخرسّ..
شحبّ وجـّه فرانسواّ منّ صرختهاّ الحادةّ بينماّ شهقتّ كليرّ بصدمةّ مماّ قد تفوهتّ به تواّ هل أعلنت موافقتهاّ و هيّ التيّ كانتّ تريدّ الرفضّ ؟
أيّ حماقة ارتكبتهاّ ؟ أيضاّ هل طلبت منه أن يخرسّ ؟ تباّ كمّ هـذاّ سيءّ جداّ ، حاولتّ أن تعتذرّ لكنهاّ و حالماّ رأتّ ملامحّ وجههّ المستغربةّ
عاّدت تّكشرّ بعصبيةّ و هيّ تقولّ بكلّ حدةّ
ـ أناّ لاّ أريدّ مكافئتكّ السخيفةّ و لاّ نقوداّ لذلكّ احتفظ بهاّ لنفسكّ أيضاّ ليكن فيّ علمك أن موافقتيّ ليستّ لأنك طلبتّ منيّ ذلكّ بلّ لأنّني أناّ بنفسيّ
أريدّ رؤيةّ ماريّ وّ لا ّتعتقدّ أنكّ تؤثر عليّ أو أيّ شيءّ من هذاّ القبيلّ لذلك انزع هذه الأفكارّ من رأسكّ أيضاّ .. حسناّ أين هيّ ماريّ لماّ ليست معكّ ؟
كانّ يبدواّ للعيانّ كشّجار الأحبةّ خصوصاّ و أنّ كليرّ من تقفّ صارخة بوجهّ فرانسواّ الذيّ يّحاول تّهدّئتها و هوّ يشيرّ إلىّ المخرجّ حيثّ السيارةّ
بينماّ الأخرى تشيرّ بوجهها بعيداّ عنهّ بغيرّ رضى و هيّ لّا تزالّ غاضبةّ ، تنهدّ فرانسواّ وّ تقدمّ كيّ يفتحّ البابّ لهاّ لكنهاّ و بخطّوات سريعةّ سبقتهّ
كيّ تفتحّ الباّب بنفسهاّ و أغلقتهّ بقوةّ حالماّ رأتّ ملامحّ ماريّ المستغـّربة تلاشىّ غضبّها أدراجّ الرياحّ و هي ترسمّ على شفتيهاّ ابتسامّة
جميلةّ قاّئلة بّمرح
ـ أسـّفة علىّ ماّ طّرا منيّ منذّ قليلّ ،
هـزتّ ماريّ رأسهاّ نفياّ بّهدوءّ و قدّ ابتسمتّ بكلّ لطفّ فّنـظرتّ إليهاّ كليرّ بأسىّ محاولةّ أنّ تبقيّ علىّ ملامحـّها المرحـةّ لكنهاّ لم تستطعّ فسرعانّ
ماّ ذبلتّ ابتسامتهاّ و هيّ تّنظر من خلالّ النافذّة قاّئلة باعتذار حقيقيّ
ـ أسّفة ماريّ .. لكنّ حتىّ لوّ أردتّ أناّ بشدةّ أن أبدّأ صفحةّ جديدّة معكّ فلنّ استطيعّ ذلكّ ، نحنّ الآن فيّ عالمينّ مخـّتلفينّ تماماّ
تنهدّت ماريّ وّ وضعتّ يدّها علىّ كتفّ كليرّ لكيّ تنظرّ إليهاّ الأخرىّ بحزنّ فّعادتّ ماريّ تهز رأسهاّ نفياّ كّأنها تطلبّ منهاّ دون أن تلجّأ للكلماّت
بّأن تنسى كلّ شيءّ ، لاّ تعلمّ ماريّ لماّ هيّ تحاول استعادةّ كليرّ و لماّ هي مصرةّ جداّ لّكي تكون صديقتهاّ مجدداّ تماماّ كما كاناّ صديقتين عندّما
كانّا فيّ طفولتهماّ لكنها لاّ ترغبّ لكليرّ بّأن تسقطّ كماّ فعل آخيهاّ و لسوفّ تحرصّ علىّ أن تبتعدّ كليرّ عّن هذّه الأحداثّ المجنونةّ ، تحدثتّ
ماريّ بّمرحّ و هيّ تضربّ ظهرّ فرانسواّ الذيّ يجلسّ خلفّ المقودّ بكّل خفةّ قاّئلة
ـ الآن ّفرانسواّ إلىّ مهمتناّ التـّالية ..
نظرتّ كليرّ إلىّ الثّلاثةّ بقليلّ من الّريبة قدّ بدتّ أنّ السعادةّ تغمرّ ملامحّ ماريّ بّأكملهاّ مماّ جعلها تساءلّ عنّ السببّ الذيّ يدّفعهّم لأخذّها
معهمّ لذلكّ تحدثّت بقليلّ من الفضولّ يعتريه القلقّ
ـ مـاريّ عزيزتيّ أدركّ أنكّ أمضيتّ فترةّ طويلة لمّ تخرجيّ فيهاّ لكنّ لاّ يجبّ عليكّ التصرفّ بتهورّ حسناّ ؟ أخبرينيّ إلىّ أينّ نحن ذاهبونّ ؟
ابتسمت الأخـيرةّ بسعادةّ بالّغة و هي تحتضنّ ذراعّ كليرّ وّ ذراعّ أليكساندرّ قدّ ابتسمتّ بّمرحّ فيّ حينّ قطبّ فرانسواّ حاجبيهّ بّبرودّ لكيّ
نصيحّ ماريّ بنبرةّ عاليةّ
ـ إلىّ مديـنة الملاهيّ .





آنتهـىّ
~
.
__________________
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:02 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011