عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-27-2007, 01:12 AM
 
Thumbs up حالمون في ليل الإنترنت

حالمون في ليل الإنترنت
كتبه أحمد عبد الحميد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
بينما يعتبر كثير من المتخصصين أحلام النوم الطبيعي نوعاً من الترتيب للذهن، وغسلاً للعقل من كافة المثيرات غير الهامة التي يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية؛ فإن أحلام اليقظة حيلة نفسية، وعبء جديد يضاف إلى الذهن المكدود أصلاً. وإلا فما الذي يجعل الإنسان يهرب من واقعه المعاش الصعب إلى عالم خيالي آخر إلا عدم قدرته على معالجة هذا الواقع والتغلب على صعوباته.
ومنذ اختراع هذه التقنية العجيبة -الإنترنت- لم يَكُفَّ البعض عن اعتبارها آلة لصنع الأحلام تشبه مثيلاتها في عوالم كرتون الأطفال. وأصبحت هذه الآلة هي الحل السحري لكافة المحبطين والمكتئبين والمضغوطين بواقع الحياة وتعقيداتها. فما على الإنسان إلا امتلاك حاسب آلي وطريقة للاتصال بالإنترنت، وارتداء سماعات الرأس، وليحلق بعدها في الفضاء الرحب -تماماً كصورة رواد الفضاء-، ويبقى له الحديث بصوت معدني مغاير لصوته الحقيقي، وهذا يمكن للبرامج ولاقط الصوت (الميكروفون) القيام به خير قيام!! وليتحول هذا المحبط إلى إنسان حكيم، ناجح، فعال، مؤثر، متواصل مع الناس، بل وموجه لهم، يفكر ويخطط ويقود ويحقق انجازات لم تعرف لها البشرية مثيلاً. ويلتقي على الشبكة مع الناجحين أمثاله، الكل متحرر من اسمه ونسبه، وواقعه، وشكله، وصوته، ويرتدي قناعاً يخفي معالمه الحقيقية مما يجعل الإنترنت أشبه بحفلة تنكرية كبيرة.
ولأن الواقع المعاش محكوم بالعديد من القيود والضوابط المختلفة؛ فيحاول الحالم العنكبوتي إيهام نفسه بأن الإنترنت حياة بلا قيود ولا رقابة من أي نوع؛ فيتكلم بما شاء من آراء مهما كانت شاذة أو صادمة.
ويساعد على هذا الوهم جهل الكثيرين بحقيقة الإنترنت، والإمكانيات الفنية التي تتيح لأصغر مستخدم للحاسب الوصول إلى أدق التفاصيل الحقيقية عن غيره من المستخدمين؛ حيث أنه من الشائع في دنيا الإنترنت وجود هواة الاختراق الذين لا متعة لهم إلا في اختراق أجهزة الآخرين، وما يظنونه وسائل حماية وتحصين منيعة، ناهيك عن محترفي ذلك.
وبينما ليل اليوم محدود؛ فليل الإنترنت طويل بطول الحياة. وبينما النائم الحقيقي مرفوع عنه القلم؛ فاليقظان النائم الحالم على الإنترنت وغيرها مكلف ومؤاخذ؛ لذا فغالباً ما يستخدم مصطلح (أحلام اليقظة) على سبيل الذم والتهكم. وغالباً ما تضاف إلى الأحلام كلمة (الوردية) للإشارة إلى البون الشاسع بين الحياة وصعوباتها، وبين أمنيات تريد الحياةَ ناعمةً نديةً كالورود.
وهذه الأحلام الوردية من طبع المراهقين والمراهقات؛ لكون الطموح مع الخفة والاضطراب النفسي هي طبيعة هذه المرحلة، ولكن من الناس من يبتلى باستمرار هذه العادة السيئة معه في كبره، وبعد أن كنا نسمع عن المراهقة المتأخرة التي تصيب البعض صرنا اليوم نسمع وبكثرة عن المراهقة المزمنة.
وهذا الأمر وإن كان مفهوماً في حالة من يعانون فشلاً دراسياً أو عملياً أو حتى كبتاً عاطفياً أو جنسياً، فإن من أشد ما يحزن هو تسلل حالة المراهقة الفكرية المزمنة تلك إلى شباب الصحوة الإسلامية الذين هم أمل الأمة وفجرها الآتي.
فبسبب الآلام المتواصلة التي تعيشها الأمة وحالة الإحباط المسيطرة على أكثر الشباب، تجد قوافل من شباب الصحوة قد دست رأسها في (ماكينة الأحلام) تلك؛ فلا حاجة إذاً لمجاهدة للنفس أو معالجة لعيوبها، ولا لمكابدة في طلب العلم وتعليمه، ولا لمعاناة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا حاجة للتواجد الحقيقي الفعال المؤثر على الأرض، ولماذا نصبر على تربية الأجيال؟ فهذا أمر شاق طويل الأجل. نحن بحاجة إلى نصر سريع قليل التكاليف فكفانا انتظاراً، وهيا بنا إلى ماكينة الأحلام!!
وفي أيام معدودات يتحول المتأخر في طلب العلم إلى الشيخ (فلان) الجليل الحبر البحر، بل وسيد من سادة العلم في جزيرة بحر الأوهام، ويصبح من حقه أن يفتي في كل كبيرة وصغيرة، ويُبَدِّع ويُضَلِّل أو يكفِّر كيفما شاء.
وليتحول الفاشل دعوياً، فاقد المشروع والهدف، ضئيل الإمكانيات إلى مفكر كبير، ومخطط عظيم، وموجه حكيم، يرسم الخطط والاستراتيجيات، ويحرك الجيوش يميناً ويساراً -بالمناسبة هل تعلم لماذا تلقى ألعاب الاستراتيجية الإلكترونية كل هذا الرواج-؟
وكون الإنسان يحلم لنفسه وهو يقظان فهذا عيب، وأقبح منه من يحلم لغيره بالنيابة؛ فتجده يرسم لغيره قصوراً في الهواء، ويضع له أولوياته وأهدافه في حين يُعْفِي نفسه من كل مسئولية، فدوره انتهى مع آخر حرف يضغطه على لوحة المفاتيح، ويبقى الآخرون -إن لم يستمعوا لنصيحته- قاصرو الرؤية، لا يعرفون مصلحتهم، ولا ينظرون أبعد من موطئ أقدامهم، أما هو فثاقب النظر، قدمه على الأرض، ورأسه تناطح السحاب.
الأمر الذي يضغط على نفسية البعض فيصاب هو الآخر بهذا الهوس، وتنتقل له العدوى بصورة أو بأخرى. ويبقى الناس بين خادع ومخدوع، وآخر ينتظر دوره إلا من رحم الله.
ويشترك الحالمون في ألم يصدع رؤوسهم عند اصطدامها بصخرة الواقع الصلبة، وهي مرحلة حتمية -على الأقل بعد الخروج من الإنترنت-؛ ليكون الحل الأسهل هو العودة السريعة إلى هذا الحلم قبل أن ينتهي، ولا ينتهي أبداً.
ونحن هنا نربت برفق على أكتاف إخواننا الحالمين، ونقول لهم بصوت رقيق حان -حتى لا ينزعجوا في نومهم-: "أفيقوا يرحمكم الله!!".

www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
__________________
كل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-27-2007, 08:29 AM
 
رد: حالمون في ليل الإنترنت

الله المستعان
اظن اخي رحمك الله اننا وصلنا الى مرحلة متقدمة مما كنا في السابق نعتبره من الاحلام التي اصبحت من الواقع لقد كانت في السابق المعصية تتطلب جهدا اما الان كل شىء سلس وسهل كذلك الخير كان بحاجة الى جهد مضاعف والان اصبح سهل وسلس .
يعني عند الامتحان يكرم المرأ او يهان ونحن الان في امتحان صعب جدا امام هذه المغريات التي اقتحمت حياتنا عنوة وقهرا فمن صبر واحتسب فهو من احباب حبيبنا المصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم الذين بشر بهم حبيبنا رسول الله .
واما من انجرف خلف هذا التيار فليبكي دما يوم لاينفع مالا ولا بنون الى من آتى الله بقلب سليم.
اللهم ثبتنا على الدين والايمان .
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
جزاك الله خيرا اخي في الله.
__________________
إني لأقسم بالآله قسماً تخر له الجباه اني لن اتنازل عن ذرة رمل من تراب فلسطين الحبيبة واني لاخلص لفلسطين ما حييت.
بيدا احمل كلاشنكوف وبيدا احمل سكين وفي قلبي حب فلسطين
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري
وأصبر حتى يأذن الله في أمري
وأصبر حتى يعلم الصبر أني صابر
على شىء أمر من الصبر.
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما .. رقصت على جثث الأسود كلابا

لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها.. تبقى الأسود أسودا وتبقى الكلاب كلابا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-27-2007, 01:10 PM
 
رد: حالمون في ليل الإنترنت



وبارك الله فيكم على الموضوع والنصيحة والتوجيه والفائدة القيّمة
أخوكم في الله
فارس السنّة
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-27-2007, 09:12 PM
 
رد: حالمون في ليل الإنترنت

اللهم ثبتنا على الدين والايمان .
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

جزاك الله خيرا اخي في الله.
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-28-2007, 11:03 PM
 
رد: حالمون في ليل الإنترنت

جزاكم الله خيرا على مروركم الكريم وردودكم المباركة
__________________
كل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ضحايا الإنترنت........يكشف الكثير مما يجري في دهاليز الشبكة العنكبوتية!!(1) قطرية كيووت أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 07-13-2007 03:49 PM
اخواني يمكنكم تصفح الإنترنت بدون دفع فاتورة الحساب الحزين5 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 03-06-2007 04:04 PM
لعنة الإنترنت!! MAMDOUH أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 07-24-2006 11:04 AM


الساعة الآن 07:55 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011