عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 10-08-2015, 09:22 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144284194452311.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



















[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144284194455272.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

~ الفصل الثامن ~
[/ALIGN]
[ALIGN=center]
بوقت جوليان الذي لم يكن قد شعر به ،، استدار ورآه وأجاب :
-
آه. طاب مساءك يا سيد ستارك..
-
كيف تسير الامور ؟ هل آل شيء جميل ومبهج؟
ثم ابتسم ابتسامة ذات مغزى وتابع آلامه :
-
أظن اني اتيت في وقت غير مناسب وما كان ينبغي ان ادخل من هذا الباب ، الشخص المهذب
يذهب عادة إلى الباب الرئيسي ويدق الجرس ، ولكني لست شخصا مهذبا ..
خفت اليه لورا وهي تقول :
-
كل ابوابنا مفتوحة لك يا سيد ستارك
قال وهو يخطو إلى الداخل:
-
الواقع اني اتيت لسببين.. الاول لكي اودعكم فقد وردت برقية من السلطات العليا في (عبدان)
تزيل كل شك في امري ، وتقول اني رجل مستقيم وعلى خلق عظيم وعلى ذلك فليس ثمة ما
يمنعني من الرحيل ..
قالت لورا بشعور صادق :
-
يؤسفني ان ترحل بهذه السرعة يا سيد واريك
قال بشيء من المرارة:
-
لكرم منك ان يكون هذا شعورك بعد ان اقحمت نفسي اقحاما في جريمتكم العائلية..
ونظر اليها طويلا.. ثم استطرد :
-
ولكني جئت من باب الحديقة لسبب اخر ذلك اني حضرت مع رجال الشرطة في سيارتهم ،
ولاحظت من حرصهم على الصمت والكتمان ان في الامر شيئا..
قالت في هلع:
-
هل جاءوا مرة اخرى؟
قال ستارك :
-
نعم ..
-
ولكني ظننتهم قد انهوا مهمتهم صباح اليوم..
-
هذا ما جعلني اعتقد ان وراء الاكمة ما وراءها..
تحولت لورا إلى جوليان .. والتقت عيونهما ..
وفتح الباب في هذه اللحظة ودخلت الآنسة واريك .. كانت منتصبة القامة ، مرتفعة الرأس ..
متمالكة نفسها تماما ، قائلة :
-
أهذه انتِ يا عزيزتي؟ كنا نبحث عنك
خف اليها جوليان ليرافقها إلى احد المقاعد ، قالت :
-
ما اكرمك يا جوليان .. اتيت مرة اخرى رغم مسؤوليات ومشاغلك الكثيرة..
أجاب وهو يساعدها على الجلوس:
-
كنت اريد القدوم قبل الان.. غير انه كان يوما عصيبا بالنسبة لي ..
ولم يكد يكمل عبارته حتى دخلت الآنسة بنيت وتبعها المفتش حاملا حقيبة اوراقه..
ونظر ستارك إلى المفتش كما لو كان يريد ان يقرا خواطره وافكاره ، ثم تنهد واشعل سيجارته
وجلس امام المكتب ..
ولم تمض لحظة اخرى .. حتى دخل رقيب الشرطة ومعه انجل ..
واغلق انجل الباب ..

بينما قال الرقيب محدثا المفتش :
-
لم استطع العثور على الشاب جان واريك
ردت الآنسة بنيت :
-
لا بد انه خرج للنزهة
قال المفتش :

- لا باس فلسنا في حاجة اليه الان
* * *
وساد القاعة بعد ذلك صمت عميق ، وراح المفتش ينقل بصره بينهم واحدا بعد الاخر ..
كانت على وجهه مسحة من الجد والصرامة ، لم يكن لها وجود في الليلة السابقة او في صباح
ذلك اليوم ..
وكان التغيير الذي طرأ عليه واضحا للجميع .. وأخيرا
التفتت اليه الآنسة واريك وقالت ببرود :
-
هل افهم من دعوتك لنا ايها المفتش ان لديك اسئلة اخرى تريد ان تلقيها علينا ؟
-
نعم يا آنسة واريك
-
الم تصلكم بعد انباء عن ذلك الرجل المدعو ماكجريجور؟
-
جاءتنا انباء عنه يا سيدتي..
قالت باهتمام :
-
هل وجدتموه؟
قال المفتش :
-
نعم ...
وكان رد فعل هذه الاجابة سريعا وواضحا ..
تبادلت لورا وجوليان نظرة خاطفة ، وبدا عليهما كأنهما لا يصدقان ما سمعا ..
اما ستارك فانه تحرك في مقعده بقلق .. غير انه لزم الصمت ..
واما الآنسة بنيت سألت باهتمام :
-
هل قبضتم عليه؟
نظر اليها المفتش طويلا قبل ان يجيب:
-
هذا مستحيل يا آنسة بنيت..
-
مستحيل؟ لماذا؟
قال المفتش :
-
لأنه مات ...
هتفت لورا :
-
ماذا ؟
وامتقع لونهما .. بينما تهالك جوليان على اقرب مقعد ..
قال المفتش :
-
لقد مات ماكجريجور في ( الاسكا ) منذ اكثر من عامين
غمغمت لورا بصوت المحتضر :
-
مات !!
قال المفتش ببطء وهو يضغط على كل كلمة :
-
هذا يغير الوضع تماما ، لأنه يدل على ان ماكجريجور ليس هو الذي وضع الرسالة بجيب
السيد واريك ، وان واضع الرسالة شخص يعرف كل صغيرة وكبيرة عن قصة ماكجريجور
وحادث نورفولك .

قال هذا ووضع حقيبة اوراقه على احد المقاعد .. واستطرد في حديثه قائلا :
-
وهذا الشخص بالتحديد لا بد ان يكون احد افراد الاسرة ..

صاحت الآنسة بنيت :
-
كلا .. هذا الشخص لا يمكن ان يكون ..
وصمتت!..
قال المفتش يستحثها :
-
نعم يا آنسة بنيت؟
ولكنها لزمت الصمت ..
التفت المفتش توماس إلى الآنسة واريك وقال:
-
ها انت ترين يا سيدتي ان الموقف تغير كليا ..
أجابت وهي تنهض :
-
نعم .. أرى هذا ، هل انت بحاجة الي ايها المفتش ؟
-
في الوقت الحاضر لا ..
-
شكرا لك ..
واسرع جوليان لمساعدتها على السير ..
بينما فتح لها انجل باب الغرفة ..
وفتح المفتش حقيبة اوراقه واخرج منها المسدس.. ثم حانت منه التفاته .
رأى انجل يهم بالخروج في اثر سيدته .. صاح به :
-
تعال يا انجل ..
بهت الخادم ودار على عقبيه وقال :
-
نعم يا سيدي ..
قال المفتش :
-
أريد ان احدثك عن هذا المسدس .. انك لم تبد بشأنه رأيا قاطعا صباح اليوم ، فهل تستطيع ان
تؤكد بصفة قاطعة هل هو مسدس سيدك ام لا ؟
قال انجل :
-
لا استطيع ان اؤكد شيئا يا سيدي ، فقد كان لديه عدد كبير من المسدسات ..
قال المفتش توماس :
-
انه مسدس اوروبي الصنع ولعله تذكار من أيام الحرب ..
-
كانت لديه اسلحة كثيرة مستوردة ، وكان يعني بها بنفسه ، ولا يسمح لي بأن امسها ..
تحول توماس إلى جوليان وسأله :
-
ميجور فارار ، انك طبعا ضابطا بالجيش ولا بد ان لديك مجموعة من الاسلحة التذكارية ، فهل
يدلك هذا المسدس على شيء؟
نظر جوليان إلى المسدس وهو رأسه سلبا ، وقال :
-
كلا ..
قال توماس وهو يضع المسدس في حقيبته :
-
اريد ان اذهب مع الرقيب لإلقاء نظرة على اسلحة السيد واريك ، أظن انه كانت لديه تراخيص
بها ؟
قال انجل :
-
نعم يا سيدي .. والتراخيص موجودة في درج مائدة بغرفة نومه ..
وعندما هم توماس بالخروج .. استوقفته الآنسة بنيت قائلة :
-
صبرا لحظة . لتك ستحتاج إلى مفتاح الدولاب ..
واخرج المفتاح من جيبها ..

رمقها توماس بنظرة ارتياب وقال :
-
لماذا أغلقت الدولاب؟
أجابت بلهجة الاستنكار ..

- ما كان اغناك عن هذا السؤال يا سيدي .. هل توقعت ان اترك الدولاب مفتوحا وبه كل تلك
الاسلحة والذخائر الخطرة؟
ابتسم الرقيب خلسة ..
وقال توماس يحدث الخادم :
-
تعال معنا يا انجل ، فقد نحتاج اليك
تبعه انجل بضع خطوات .. ثم قفل عائدا ، واقترب من جوليان ..
وقال له بصوت خافت :
-
بشأن الموضوع البسيط الذي حدثتك عنه يا سيدي ، يهمني جدا ان اعرف جوابك ، وحبذا لو
امكن تسوية الموضوع ..
قال جوليان على كره منه :
-
أظن .. أظن اننا نستطيع التفاهم ..
-
شكرا لك يا سيدي ،، شكرا جزيلا ..
واسرع انجل للحاق بالمفتش .. ولكن جوليان استوقفه بقوله :
-
كلا .. انتظر ..
ثم صاح يدعو المفتش :
-
سيد توماس .. ايها المفتش توماس ..
ولم يكن توماس قد ابتعد .. فقفل عائدا وسأل :
-
هل دعوتني يا ميجور؟
-
نعم ، قبل ان تنغمس في اعمالك الروتينية ، اريد ان اقول لك شيئا كان يجب ان اشير اليه
صباح اليوم ، ولكننا جميعا كنا في حالة يرثى لها من الاضطراب والانزعاج ..
لقد قالت الآنسة لورا للتو انك وجدت على المائدة بعض بصمات يهمك ان تعرف
صاحبها ، هذه البصمات يحتمل جدا ان تكون بصماتي ايها المفتش ..
صعده توماس بعينه ..
ثم اقترب منه ببطء..
وقال بلهجة فيها معنى الاتهام :
-
هل كنت هنا ليلة امس يا ميجور فارار؟
-
نعم ، اتيت كما تعودت احيانا ان افعل بعد العشاء لكي اتجاذب اطراف الحديث مع ريتشارد
سأله توماس :
-
ووجدته ؟
قال جوليان :
-
وجدته مهموما ضيق الصدر ، ولذا لم امكث طويلا ..
-
كم كانت الساعة وقتذاك يا ميجور؟
-
في الحق لا اذكر ، ربما كانت العاشرة او العاشرة والنصف ،، حوالي ذلك ..
سأله توماس :
-
ألا تستطيع تحديد الوقت بشيء من الدقة ؟
-
انا اسف ، لا أظنني استطيع .
قال توماس :
-
هل قام بينكما خلاف ، او تبادلتما بعض الالفاظ الخشنة ؟
أجاب بسرعة :
-
اطلاقا ..
ثم نظر إلى ساعته وقال :
-
لقد تأخرت، اني على موعد لإلقاء خطاب انتخابي في دار البلدية ، ارجو المعذرة ..
واسرع للانصراف من باب الحديقة .

قال المفتش وهو يتبعه إلى الباب :
-
كلا .. لا ينبغي ان تتخلف عن موعدك وانما يجب ان احصل منك على اقرار عن تحركاتك ليلة
امس ، وليكن ذلك غذا صباحا اذا شئت وانما ارجو ان يكون مفهوما ان هذا الاقرار اختياري
وليس الزاميا وان بوسعك ان تصطحب معك محاميك اذا شئت ..
وكانت الآنسة واريك قد اقبلت منذ لحظة وسمعت المفتش يتكلم ، فوقت بالباب تنصت ..
ثم دخلت .. وتركت الباب مفتوحا ..
أما جوليان فهم ما ينطوي عليه كلام المفتش من مغزى..
تنهد وقال :
-
حسنا .. فهمت ، فليكن لقاؤنا غدا في الساعة العاشرة صباحا وسيكون محامي معي
وخرج إلى الشرفة .. ومنها إلى الحديقة ..
وتحول المتفش إلى لورا وسألها :
-
هل رأيت الميجور فارار ليلة امس؟
سقط ما في يدها .. ولم تدر ماذا تقول :
أجابت متلعثمة :
-
أنا .. أنا .. في الواقع اني ..
وفجأة وثب ستارك من مقعده ومشى بخطى واسعة وقف بين المفتش ولورا ، قال :
-
لا أظن ان الآنسة لورا على استعداد للإجابة على اية اسئلة في هذه اللحظة ..
صاح توماس في غضب :
-
حقا؟ وما شأنك انت في هذا يا سيد ستارك؟
أجابت الآنسة واريك :
-
ان السيد ستارك على حق ..
نظر ستارك إلى المفتش توماس وابتسم .. فعض الأخير على شفته وغادر الغرفة ..
وتبعه الرقيب وانجل ...
وعندئذ نظرت لورا إلى الآنسة واريك وقالت :
-
كان يجب ان اتكلم ماذا سيظن الان؟
ردت العجوز :
-
ان السيد ستارك على حق يا لورا .. كلما قل كلامك الان ، كان هذا افضل ..
ثم اطرقت برأسها وتمتمت :
-
يجب ان نتصل بالسيد آدمز فورا،.
ونظرت إلى ستارك واستطردت تقول :
-
ان السيد آدمز هو محامي الاسرة ، اتصلي به الان يا آنسة بنيت.
اسرعت الآنسة بنيت إلى التلفون .. ولكن العجوز استوقفتها وقالت :
-
كلا .. اتصلي به من الوصلة التي بالطابق الاول .. اذهبي معها يا لورا ..
نهضت لورا .. ولكنها وقفت مترددة .. قالت العجوز :
-
اريد ان اتحدث مع السيد ستارك على انفراد ..
-
ولكن ..
-
اطمئني يا عزيزتي ، سيكون كل شيء على ما يرام
وما ان خرجت لورا ، وتبعتها الآنسة بنيت ، واغلقت هذه الاخيرة الباب حتى استدارت العجوز
نحو ستارك ، وراحت تتحدث اليه بسرعة وانما بوضوح تام..
قالت :
-
لا ادري هل سيتسع الوقت لحديثنا ام لا .. اريدك ان تساعدني يا سيد ستارك ..
-
كيف؟

تريثت العجوز قليلا ..

ثم قالت :

- انك شخص ذكي وغريب عنا جئتنا من حيث لا ندري .. ودخلت حياتنا .. اننا لا نعرف شيئا

عنك ، وانت لا شأن لك بأحد منا ، فانت غريب عنا بكل ما في هذه الكلمة من معنى ..

قال وعلى شفتيه ابتسامة حزينة :

- أنا الزائر غير المنتظر .. فقد قيل لي ذلك قبل الان ..

ردت العجوز :

- ولأنك غريب عنا ، سأرجوك ان تفعل شيئا من اجلي ..

قالت هذا وسارت ببطء إلى الشرفة ، ونظرت يمينا ويسارا .. ثم عادت ادراجها ..

قال ستارك :

- انا في خدمتك يا آنسة واريك ..

أجابت العجوز :

- حتى هذا المساء كان هناك تفسير معقول لمأساة التي حدثت في هذا المنزل ، رجل فقد طفله ،

فجاء وانتقم ممن كان سببا في مصرع الطفل .. حادث ميلودرامي ، ولكنه ليس نادر الوقوع ..

ونحن نقرأ احيانا عن حوادث مماثلة ..

- تماما..

- وانما هذا التفسير اصبح غير ذي موضوع وثبت بصفة مؤكدة ان قاتل ابني لا بد ان يكون احد

افراد الاسرة ..تنهدت..واستطردت تقول :

- هناك شخصان انا على يقين انهما لم يطلقا الرصاص على ابني .. هذان الشخصان هما زوجته

والآنسة بنيت ،، فقد كانتا معا عندما دوى الطلق الناري ..

رمقها ستارك بنظرة سريعة وقال :

- هذا صحيح

واكملت العجوز :

- ولكن رغم انه ليس من الممكن ان تكون لورا قد قتلت زوجها ، الا انه من الممكن انها تعرف

القاتل ..

- اي انها كانت شريكته؟ اي اتفقت مع جوليان على الجريمة؟ أهذا ما تعنينه؟

فردت العجوز :

- أنا لا اعني هذا ، ان جوليان لم يطلق الرصاص على ابني

- كيف تأكدت من ذلك ؟

- أنا متأكدة ، سأقول لك انت الغريب ما لا يعلمه احد من افراد اسرتي ، اني امرأة أيامها معدودة

..

- أنا آسف ..

أسكتته بإشارة من يدها وقالت :

- لم أقل هذا لاستدر عطفك وشفقتك ، وانما قلته توضيحا لموقف يتعذر توضيحه بغير ذلك ،

هناك ظروف تحتم على الانسان ان يتخذ قرارا ما كان ليتخذه لو ان امامه فسحة من العمر ..

- مثل؟

أجابت العجوز :

- سأقول لك شيئا عن ابني يا سيد ستارك ، كنت احبه من كل قلبي .. كان في طفولته

ويفاعه يتميز بكثير من الصفات الرائعة ، كان ناجحا وذكيا وشجاعا ، ومرحا .. وانما هذه

الصفات الطيبة ، كان يقابلها بعض العيوب ، كالقسوة والبجاحة والتمرد على القيود ، بيد ان

محاسنه كانت ارجح من سيئاته ..

الا انه بفطرته ، ونشأته وتكوينه لم يكن الانسان الذي يستطيع الصمود للنكبات ..
ولقد راقبته عن كثب في السنوات الاخيرة ولاحظت انه ينحدر يوما بعد يوم نحو القاع ..
وصمتت قليلا ..
ثم قالت :
-
اذا قلت انه اصبح وحشا .. فقد تظن اني ابالغ .. والواقع انه كان في بعض النواحي وحشا بكل
ما في هذه الكلمة من معنى ، كان وحشا في قسوته ، وفي كبريائه ، وفي أنانيته .. ولأنه اوذى في
صحته وجسده .. فقد تملكته رغبة شيطانية في ايذاء الاخرين ، وهكذا بدأ الاخرون يعانون
ويتعذبون بسببه .. هل فهمتني ؟
أجاب ستارك :
-
اظنني فهمت
-
والان .. اريد ان تعلم اني لا أكن للورا سوى الحب والتقدير ، انها تمتاز بالذكاء والشجاعة ،
ودماثة الخلق ..
وقدرتها على الاحتمال لا حدود لها .. وانا لست على يقين من انها احبت ريتشارد حين تزوجته ،
او بعد ان تزوجته ، ولكني اؤكد لك انها فعلت اقصى ما تستطيع زوجة ان تفعله لتخفيف الام
زوجها ، ولكي تجعل من مرضه وعجزه شيئا محتملا ..
غير انه كان يضيق بها ويرفض معونتها وكان يخيل الي احيانا انه يكرهها وذلك رد فعل طبيعي
اكثر مما نتصور ..
ولهذا اعتقد انك ستفهم ما اعني حين اقول لك ان ما كان لابد منه قد حدث.. فقد وقعت لورا في
حب رجل اخر ، وبادلها الرجل حبا بحب ..
سألها ستارك :
-
ولكن لماذا تقولين لي كل ذلك ؟
أجابت بحزم :
-
لأنك غريب عنا .. وحوادث الحب والكراهية في هذا البيت لا تعني شيئا بالنسبة لك .. وفي
مقدورك ان تسمعها دون ان تتأثر بها ..
تنهد وتمتم بصوت خافت :
-
ربما ..
ومضت العجوز في حدثها ، وقالت :
-
وهكذا جاء وقت بدا فيه ان شيئا واحد فقط يمكن ان يحل جميع المشكلات وهو موت ريتشارد
..
قال ستارك مستفهما :
-
ولهذا مات ريتشارد ؟
ردت العجوز :
-
نعم ..
وساد صمت قصير . .
ثم نهض ستارك واطفأ سيجارته وقال في هدوء :
-
معذرة عن صراحتي يا آنسة واريك ، ولكن هل هذا اعتراف منك بارتكاب الجريمة ؟
قالت بحدة :
-
سألقي عليك سؤالا . هل تعتقد ان من يمنح الحياة له الحق في ان يقتلها؟
ففكر في ذلك واجاب :

- لقد سمعنا عن امهات قتلن اولادهن ، ولكن بدافع الانانية في ابشع صورها ، كالحصول على
مبلغ التأمين او التخفيف من اعباء الامومة ، هل موت ريتشارد يفيدك ماليا؟
ردت العجوز :
-
كلا
..




انتهى الفصل الثامن

~
هذا الفصل تم تنقيحه وتنظيفه من الأخطاء الأملائية وبعض الأخطاء النحوية
وتم التخلص من اللكنة العامية قدر المستطاع بسبب فقدان لوحة المفاتيح
المترجم يعطيه العافية لديه تعبير بنغالي

رأيكم بالرواية وردودكم الجميلة
في أمان الله

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144284194455272.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144284194456423.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
  #22  
قديم 10-08-2015, 09:25 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144284194452311.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



















[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144284194455272.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

~ الفصل التاسع ~
[/ALIGN]
[ALIGN=center]
- معذرة عن صراحتي ..
- هل فهمت ما اريد قوله ؟
- اظن اني فهمت ، تريدين ان تقولي ان الام يمكن ان تقتل ابنها ، وانه من الممكن ان تكوني قد
قتلت ابنك ، ولكن هل هذا مجرد نظرية ام حقيقية ؟
- اني لا اعترف بشيء ، ولكني فقط اطرح امامك وجهة نظر ، وقد تطرأ ظروف حين لا اكون
على قيد الحياة لأحسمها ولذا اريدك ان تأخذ هذا ..
واخرجن من جيبها مظروفا قدمته اليه ، قال :
- كل هذا حسن ،ولكني لن اكون هنا ، اني سأعود إلى ( عبدان ) لمباشرة عملي ..
- ان عبدان ليست في عزلة عن العالم ولا بمنأى عن المدينة لا بد ان بها صحفا واذاعة..
- نعم ، نعم .. كل هذا موجود فيها ..
تمتمت العجوز :
- احتفظ اذن بهذا المظروف ، هل قرأت العنوان ؟
نظر إلى المظروف وقرأ العنوان : ( إلى مدير الشرطة ) ..
ثم قال :
- الحق انك بارعة كل البراعة في كتمان اسرارك ، فانا لا اعرف بوضوح ماذا في ذهنك ، او
ماذا يدور بخلدك ، هناك امران لا ثالث لهما ، اما انك ارتكب الجريمة بنفسك ، واما انك تعرفين
من ارتكبها ، فهل انا على صواب؟
- لا اريد مناقشة هذا الموضوع ..
- ولكني اشعر بفضول شديد إلى معرفة ما يدور بخلدك ..
- يؤسفني اني لا استطيع ان اشبع فضولك ، اني كما قلت امرأة تعرف كيف تكتم اسرارها جيدا ..
حاول ستارك الوصول إلى هدفه من زاوية اخرى قال :
- هذا الرجل الذي كان يقوم على خدمة ابنك ..
- تعني انجل؟
- نعم ،، هل تحبينه ؟
- كلا .. ولكنه كفء في عمله .. ولم يكن ريتشارد مريضا سهل القياد ..
- ألم يكن انجل يضيق به ؟
- ولماذا؟ فقد كان ريتشارد يكافئه بسخاء..
- هل كان ابنك يعرف عن ماضي انجل ما يشينه ؟
- تعني شيئا كان يمكن ان يهدده به ؟
- نعم
- لا اظن
- كنت أتساءل عما اذا كان انجل ؟
- اذا كان هو الذي قتل ابني؟ اني ارتاب في هذا ، اني ارتاب في هذا كثيراً ..
تنهد ستارك وقال :
- ارى انك لم تقعي في الفخ ، وهذا يبعث على الاسف ، ولكن ما باليد حيلة ..
نهضت العجوز وهي تقول :
- شكرا على انك افسحت لي صدرك يا سيدي ..
وانبعثت واقفة .. ومدت يدها ..
واستغرب ستراك حين رآها تنهي الحديث فجأة ، غير انه تناول يدها وشد عليها بقوة ..
ومشت إلى الباب ..
تبعها ، واغلق الباب بعد انصرافها . ..
ثم هز رأسه وتمتم قائلا :
- يا لها من امرأة
ونظر إلى المظروف وقرأ عنوانه مرة أخرى ... (إلى مدير الشرطة (...
وارسل بصره عبر باب الحديقة ، وتساءل
"
ترى ماذا كتبت العجوز في رسالتها إلى مدير الشرطة واي شخص اتهمت بقتل ابنها ؟ "
وانه يفكر في هذا ويضرب اخماسا بأسداس ، اذ بباب الغرفة يفتح وتدخل الآنسة بنيت ...
كانت دلائل القلق والانزعاج تبدو على محياها ..
بادرته بقولها :
-
ماذا قالت لك ؟
بهت ستارك وهتف :
-
من تعنين؟
-
الآنسة واريك ، ماذا اخبرتك ؟
-
اراك منزعجة ، لماذا؟
-
لأني اعرف ماذا يمكنها ان تفعل
-
ماذا يمكنها؟ ان ترتكب جريمة قتل؟
-
هل هذا ما اردت ان تقنعك به ؟ هذا ليس صحيحا ، يجب ان تدرك انه ليس صحيحا ..
-
انه جائز
-
اؤكد لك انه ليس صحيحا
-
لماذا ؟
قالت وهي تتهالك على احد المقاعد :
-
لأني اعلم .. هل تظن ان هناك شيئا لا اعلمه عن هؤلاء الناس؟ اني اعمل معهم منذ سنوات
عديدة ، ويهمني امرهم جميعا ..
-
بما فيهم ريتشارد واريك !
-
اني كنت احبه في وقت ما ..
وصمتت ..
قال وهو يتفرس فيها :
-
امضي في حديثك ..
ردت الآنسة بنيت :
-
لكنه تغير ، تغيرت عقليته ، واختل تفكيره ، فكان في بعض الاحيان شيطانا مريدا ..
-
الجميع متفقون في هذا ..
-
ليتك عرفته كما كان قبلا ..
قال ستارك :
-
انا لا اصدق ذلك .. فالناس لا يتحولون إلى النقيض على هذا النجو ..
أجابت الآنسة بنيت :
-
انه تحول إلى النقيض
صاح ستارك وهو يذرع ارض الغرفة :
-
كلا .. كلا .. انه لم يتحول ، انك لم تفهمي الامر على حقيقته ، الحقيقة انه كان في قرارة نفسه
دائما شيطانا ..
انه احد اولئك الناس الذين لا يظهر معدنهم الحقيقي الا حينما يتخلى الحظ عنهم . . فهو سعيد
ومعقول طالما هو ناجح وفي مقدوره ان يصل إلى ما يريد ..
فاذا قلب له الدهر ظهر المجن ،، يسطر عليه الشر وطغت القسوة التي كانت
ترسب في اعماقه .. كانت القسوة دائما هناك .. واراهن انه كان فظا
وهو طالب في المدرسة ..
احبته النساء ، لان النساء دائما يحببن الاجلاف ..
واحب هو الصيد والقنص لأنه وجد فيها متنفسا لقسوته ولعه بتعذيب الاخرين ..
تلك هي انطباعاتي عنه ، على ضوء ما قاله الاخرون ..
ولعله استطاع ان يظهر امام الناس في صورة الرجل الكريم الناجح المهذب ..
ولكن الوضاعة والقسوة والنذالة كانت هناك دائما ..
وكل ما حدث عندما اصيب هو ان الواجهة الجميلة البراقة تحطمت وانهارت فظهر هو على
حقيقته ..
قالت الآنسة بنيت وهي تنهض :
-
لا اعلم بأي حق تكلم هكذا .. انك غريب عن هذا المنزل ولا تعرف شيئا عنه ..
أجاب ستارك :
-
بل أعرف عنه الكثير ، لأني سمعت الكثير ، كل واحد هنا كان يريد التحدث الي لسبب او لآخر
.
-
هذا صحيح ، وها أنا ذا اتحدث اليك ، هل تعرف لماذا؟ لان احدا منا لا يجرؤ على التحدث إلى
الاخرين .. ثم نظرت اليه متوسلة وقالت :
-
كم اتمنى الا ترحل ..
قال بمودة :
-
الواقع اني لم افعل شيئا ذا اهمية .. كل ما فعلته هو اني دخلت هذا المنزل بغير استئذان ..
واكتشفت وجود جثة رجل مقتول ..
-
أنا ولورا اكتشفنا الجثة ..
وتمهلت قليلا ..
ثم قالت مستدركة :
-
بل أطن ان لورا وحدها التي اكتشفتها
نظر اليها وابتسم وقال :
-
انت امرأة ذكية يا آنسة بنيت .
-
انك تصديت لمساعدتها ، اليس كذلك ؟
-
انت تتوهمين اشياء لم تحص ..
-
كلا .. الواقع اني لا اريد للورا سوى السعادة .. اريدها ات تكون سعيدة جدا ..
تحول اليها وقال بحدة :
-
انا ايضا اريد لها السعادة ..
-
في هذه الحالة ..
ولم تتم عبارتها ..
فقد سمعا وقع اقدام في الشرفة ..
وشاهدا جان يعبث بمسدس ، افلتت من فم الآنسة بنيت آهه ذعر ، ولكن ستارك رفع اصبعه إلىفمه محذرا ..
وهمس قائلا :
-
صه ..
ثم اقترب من جان وسأله :
-
ماذا تفعل يا جان ؟
لم تطق الآنسة بنيت صبرا ..
واسرعت إلى الشاب وهي تصيح :
-
اعطني هذا المسدس يا جان .
ومدت يدها لتتناول المسدس ، ولكن الشاب قهقه ضاحكا وانطلق يعدو في الحديقة وهو يصيح :
-
تعالي خذيه ان استطعتي ..
انطلقت في اثره وهي تصرخ :
-
جان . جان ...
وقف ستارك يراقبهما من بعيد ..
وهم بالخروج إلى الشرفة ولكنه سمع صوت باب الغرفة يفتح ، استدار فرأى لورا ..
نظرت لورا حولها وسألت :
-
أين المفتش اذن؟
أشار ستارك بإصبعه نحو الطابق الاول ، قالت :
-
اريد التكلم اليك يا مايكل ، ان جوليان لم يقتل ريتشارد ..
قال ببرود :
-
احقا ؟ هل لك ذلك ؟
-
الا تصدقني؟ هذه هي الحقيقة ..
-
لعلك تريدين ان تقولي ان هذا ما تعتقدين انه الحقيقة ..
-
انا اعلم انها الحقيقة ، لقد كان يظن اني قتلت ريتشارد .
-
لا غرابة في ذلك ، انا ايضا ظننت هذا
-
انه صدم عندما ساوره الشك في اني ارتكبت الجريمة ، وتغير شعوره نحوي تماما ..
ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة وقال :
-
هذا في حين انك عندما ظننت انه هو القاتل ، كنت على اتم استعداد لتحمل المسؤولية كلها ..
ثم هز رأسه واستطرد قائلا :
-
الحق انك امرأة رائعة ، ولكن ماذا حمله على الادلاء بهذا الاعتراف المدمر ، لماذا اعترف بانه
كان هنا ليلة امس .. لا شك ان السبب ليس حبه للحقيقة وحرصه على اعلانها ..
أجابت لورا :
-
السبب هو انجل ، فقد رأى ، او زعم انه رأى جوليان هنا ..
-
الواقع اني اشتممت رائحة ابتزاز ، وكنت اشعر بنفور من هذا الرجل المدعو انجل ..
تمتمت لورا :
-
فقد قال انه رأى جوليان ينصرف مسرعا عقب انطلاق الرصاصة .. يا إلهي ، كم انا خائفة ،
انني اشعر بالحلقة تضيق من حولنا ..
وتهالكت على أحد المقاعد ،،
اقترب منها ، وقال وهو يضع يديه على كتفيها :
-
كلا .. لا تخافي سيكون كل شيء على ما يرام ..
صاحت في يأس :
-
ولكن كيف ، كيف؟
قال وهو يسير نحو باب الشرفة :
-
اؤكد لك ان كل شيء سيكون على ما يرام ..
قالت لورا :
-
هل سنعرف يوما ما من قتل ريتشارد ؟
نظر ستارك إلى الحديقة كمن يرى شيئا مسليا ..
ثم قال :
-
ان الآنسة بنيت على يقين من انها تعرف ..
تنهدت لورا وقالت :
-
الآنسة بنيت تصيب حينا وتخطئ احيانا ..
مد ستارك يده نحوها ..
وقال وهو لا يزال يطل على الحديقة :
-
تعال .. بسرعة . .
هرولت اليه .. وامسكت بيده ..
قال وهو يراقب ما يحدث في الحديقة :
-
نعم يا لورا ،، هذا ما ظنته .
-
ماذا ؟
- -
صه ..
ودخلت الآنسة بنيت مسرعة ، وقالت وهي تلهث :
-
سيد ستارك .. لورا .. اخرجا بسرعة .. إلى الغرفة المجاورة ،، المفتش هناك ..
هرول ستارك ولورا إلى الغرفة المجاورة ...
* * *
بينما نظرت الآنسة بنيت إلى الحديقة وقالت :
-
تعال ، تعال يا جان وكفى مضايقة ..
دخل جان من باب الشرفة ببطء . وفي عينيه نظرة تجمع بين التمرد والانتصار ..
وسألته الآنسة بنيت وهي تشير إلى المسدس الذي بيده :
-
كيف حصلت على هذا ؟
أجاب وهو يبتسم بدهاء :
-
هل ظننت انك كنت بارعة حين اغلقت الدولاب؟ فقد وجدت مفتاحا يفتحه واخذت هذا المسدس
، وسوف استعمله في اطلاق الرصاص كما كان يفعل ريتشارد .
قال ذك وصوب المسدس نحوها فجأة واردف :
-
حذار يا آنسة بنيت ، فقد اطلقه عليك ..
أجفلت ..
ولكنها قالت في هدوء :
-
لا شك انك لن تفعل هذا يا جان .. أنا واثقة من انك لن تفعل ..
ظل يصوب المسدس نحوها لحظة ..
ثم خفضه ..
وتنهدت المرأة واطمأنت قليلا ..
وقال جان بلطف :
-
كلا يا آنسة بنيت ، لن افعل هذا ..
-
هذا لأنك اصبحت رجلا الان ، ولن تتصرف كالصغار .. اليس كذلك ؟
أجاب وهو يجلس امام المكتب :
-
نعم انا رجل الان ، وبعد موت ريتشارد اصبحت الرجل الوحيد في الاسرة ..
-
ولهذا كنت على يقين من انك لن تطلق الرصاص علي ، انك لن تطلقه الا على العدو ..
-
طبعا ،،
قالت وهي تقترب من المكتب بحذر :
-
خلال الحرب كان رجال المقاومة اذا قتل واحدا من الاعداء حفر علامة في ماسورة مسدسه ..
نظر جان إلى ماسورة المسدس وقال :
- أحقا؟ هل كانت على مسدساتهم علامات كثيرة ؟
-
نعم ، بعضهم كانت على مسدساتهم علامات كثيرة
-
يا لها من لعبة مسلية
- وطبعا كان بعضهم ينفر من القتل ، بينما كان البعض الاخر يستطيبه ويتلذذ به ..
-
مثل ريتشارد
-
نعم ، كان ريتشارد يحب قتل الحيوان والطير ، فهل انت كذلك يا جان ؟
اخرج جان من جيبه مطواة ، وراح يحفر بها علامة على فوهة المسدس ..
وقال ببساطة :
-
ان القتل متعة
قالت الآنسة بنيت :
-
انك لم تشأ ان يبعث بك ريتشارد إلى احد المصحات .. اليس كذلك ؟
قال جان :
-
كان دائما يهدد بإبعادي من هنا ، لقد كان وحشا
قالت الآنسة بنيت وهي تدور حوله ببطء :
-
اذكر انك قلت له مرة بانك ستقتله اذا حاول ابعادك
-
هل قلت له ذلك حقا !
قالت الآنسة بنيت :
-
ولكنك لم تقتله
-
كلا .. انا لم اقتله
-
كان ذلك ضعفا منك
قال جان :
-
أحقا ..
-
نعم .. لأنك هددته بالقتل ولم تنفذ تهديدك ، اذا حاول انسان ان يسجنني في مصحة فاني لن
اتردد في قتله ..
رد جان :
-
أنا ايضا افعل ذلك
قالت في دهاء :
-
هذا مجرد كلام ، لأنك لم تقتله ، بل قتله شخص اخر
سأل جان :
-
من قال ان شخصا اخر قتله ، ربما اكون انا الذي قتلته ..
قالت الآنسة بنيت :
-
كلا ، لا يمكن ان تكون قد قتلته .. لأنك كنت مراهقا صغيرا ولا تجرؤ على القتل ..
وثب من مقعده وصاح :
-
أتظنين اني لم أكن اجرؤ ؟ أهذا ما تظنينه ؟
-
طبعا لم تكن تجرؤ على قتل ريتشارد ، كان لا بد ان تكون كبيرا وشجاعا لكي تفعل ذلك ..
قال وهو يضحك :
-
انك لا تعرفين شيئا يا آنسة بنيت
-
هل هناك شيء لا اعرفه ؟ اتضحك مني يا جان ؟
قال جان :
-
نعم ، اضحك منك لأني ابرع منك
ثم استدار اليها فجأة وقال :
-
اعرف اشياء لا تعرفينها ..
أجابت الآنسة بنيت :
-
ما الذي تعرفه ولا اعرفه؟
ارتسمت على شفتيه ابتسامة غامضة وجلس دون ان يجيب ..
قالت وهي تقترب منه :
- الا تريد ان تخبرني ؟ الا تثق بي .. ؟
أجاب في مرارة :
-
لا يجب ان يثق الانسان في احد ..
-
لقد بدأت الان اشعر بأنك بارع ، وان هناك أشياء لا اعرفها
-
هل بدأت تدركين مدى براعتي؟
تمتمت الآنسة بنيت :
-
نعم ، هل هناك اشياء كثرة اخرى لا اعرفها عنك ؟
رد جان بهدوء :
-
أشياء كثيرة جدا ، ثم اني اعرف اشياء كثيرة عن كل واحد هنا ، ولكني لا اتكلم ، اني في بعض
الاحيان استيقظ ليلا واتجول في المنزل فأرى واسمع ـ غير اني لا اتكلم ..
-
لابد انك تعرف الان كثيراً من الاسرار الخطيرة ..
ضحك وقال :
-
أعرف اسرارا سيقف شعر راسك ذعرا اذا حدثتك عنها ..
ردت وهي تتفرس في وجهه :
-
ذعرا منك يا جان
قال جان متمهلا :
-
نعم مني أنا ..
-
انني لم كان اعرفك على حقيقتك يا جان ، اما الان فإنني بدأت افهمك ..
قال وقد اثمله الاطراء :
-
لا أحد يعرفني على حقيقتي او يعرف ما استطيع عمله .. مسكين ريتشارد ، كان يجلس هنا
كالأبله ويطلق الرصاص على الارانب الحمقاء ..
ثم انثنى إلى الآنسة بنيت قائلا :
-
ترى ، هل خطر بباله ان شخصا ما قد يطلق عليه الرصاص هو ايضا ؟
-
طبعا لا ، وقد اخطأ اذ لم يفعل في ذلك .
-
نعم ، انه اخطأ كثيراً ، وكان اكبر اخطائه انه اراد ان يبعدني ـ غير اني عرفت كيف امنعه ،،
-
احقا . ؟ ماذا فعلت كي تمنعه
نظر اليها بخبث ودهاء . .
ثم هز كتفيه واجاب :
-
لن اخبر احدا
-
ربما كنت على حق ، اني اعرف ماذا فعلت كي تمنعه ، ولكني لن اقول لاحد ، كي يظل سرك
في حرز امين ..
-
نعم انه سري وحدي ..
ثم تألقت عيناه وقال :
-
لا أحد يعرفني على حقيقتي .. اني خطير .. ويحسن بالجميع ان يحذروني ...
-
ان ريتشارد لم يكن يعرف مدى خطورتك ، ولا شك انه دهش ..
-
دهش؟ وايه دهشة ! فقد امتقع وجهه ، ثم سقط رأسه فوق صدره ، وسال الدم على قميصه ولم
يتحرك بعدئذ ، فقد منعته من تهديدي ، فلن يهددني احد بعد الان ..
ثم اقترب من الآنسة بنيت ..
وقال وهو يعرض المسدس امامها :
-
انظري ، لقد وضعت علامة على ماسورة المسدس ..
-
هذا امر مثير ، دعني أرى ..
ومدت يدها لتتناول المسدس ، ولكنه كان اسرع منها فتراجع خطوة وقال :
كلا ، لن اسمح لاحد بأن يأخذ المسدس ، واذا حاول رجال الشرطة ان يقبضوا علي فسأطلق عليهم
الرصاص ..
..




انتهى الفصل التاسع

~
هذا الفصل تم تنقيحه وتنظيفه من الأخطاء الأملائية وبعض الأخطاء النحوية
وتم التخلص من اللكنة العامية قدر المستطاع بسبب فقدان لوحة المفاتيح
المترجم يعطيه العافية لديه تعبير بنغالي

رأيكم بالرواية وردودكم الجميلة
في أمان الله

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144284194455272.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144284194456423.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
  #23  
قديم 10-08-2015, 09:33 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144284194452311.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



















[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144284194455272.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

~ الفصل العاشر ~
[/ALIGN]
[ALIGN=center]
ردت الآنسة بنيت :
-
لا ضرورة لذلك ، لا ضرورة اطلاقا ، فأنت ماهر جدا ، فلن يساورهم شك في امرك ..
فضحك وقال :
-
انهم بلهاء ، بلهاء جدا ، بل واكثر بلاهة من ريتشارد ..
وصوب المسدس نحو المقعد المتحرك الذي كان يجلس عليه اخوه ،،
وفي هذه اللحظة ، فتح الباب ودخل المفتش والرقيب ..
وما أن رآهما جان حتى دار على عقبيه .. ووثب نحو الشرفة ، بينما ارتمت الآنسة بنيت على احد
المقاعد واجهشت بالبكاء .
وصاح المفتش بالرقيب :
-
اسرع خلفه ، ولا تدعه يفلت منك ..
فانطلق الرقيب في اثر جان ..
ودخل ستارك ولورا ..
وتبعهما انجل ..
ثم ظهرت الآنسة واريك على عتبة الباب بقامتها الطويلة المستقيمة ، ووجها الجامد الذي لا يعبر
عن شيء ..
واقبل المفتش على الآنسة بنيت .. وقال لها بلطف وهو يربت على آفتها :
-
خيرا ما فعلت يا آنسة بنيت .. هدئي اعصابك ورفهي عنك ، ولا تحزني ..
قالت بصوت متهدج :
-
كنت اعلم منذ البداية ، اني اعرف جان كما لا يعرفه احد سواي ، كان ريتشارد يتحداه ويثيره
بلا هوادة ، وقد لاحظت في الفترة الاخيرة ان جان اصبح انسانا خطرا ..
هتفت لورا في حزن وجزع:
-
جان .. مستحيل !
-
وارتمت على مقعد امام المكتب ..
ونظرت الآنسة واريك الى الآنسة بنيت مؤنبة ..
وقالت تعاتبها :
-
لماذا فعلت هذا يا آنسة بنيت ؟ لماذا؟ ظننت انك ستكونين مخلصة على الاقل .
قالت الآنسة بنيت بلهجة التحدي :
-
هناك ظروف تكون فيها الحقيقة أهم من الاخلاص ، انك لم تلاحظي ولا احد لاحظ انه يزداد
خطورة يوما بعد يوم ، انه شاب لطيف ولكن ..
وغلبها الحزن .. فلم تكمل عبارتها ..
تقدمت الآنسة واريك ببطء وحزن وجلست على أحد المقاعد ..
قال المفتش :
-
ان امثاله يصبحون خطرا على انفسهم وعلى سواهم عندما يصلون الى سن معينه ، انهم يفقدون
الادراك والتمييز والسيطرة على انفسهم ، وعلى تصرفاتهم ..
ثم التفت الى الآنسة واريك وقال :
-
لا تبتئسي يا سيدتي .. فإنني اعدك بانه سوف يعامل برفق وعطف .. ان موقفه واضح ، شاب
متخلف عقليا وغير مسؤول عما يفعل ..
وهذا معناه انه سوف يحجز في مكان تتوفر فيه اسباب الراحة ووسائل العلاج ، وهو ما كنتم
ستفعلونه به على اي حال ان عاجلا او آجلا ..
قالت الآنسة واريك :
- نعم .. نعم .. انك على حق ..
ثم التفتت الى الآنسة بنيت وقالت :
-
أنا آسفة يا آنسة بنيت .. انك قلت ان لا أحد كان يعرف انه اصبح خطرا . أنا كنت أعرف ،
ولكن لم يكن في استطاعتي ان افعل شيئا ..
قالت الآنسة بنيت :
-
كان لابد ان يفعل احد شيئا...
وهنا سمعوا صوت طلق ناري فوجموا ، وجمدوا في أماكنهم لحظة ..
ونظر بعضهم الى بعض ..
ثم اندفع الرجال نحو الشرفة ..
ولكنهم ما كادوا يبلغونها حتى سمعوا صوت طلق اخر ..
وصرخة مخيفة ...
كصرخة وحش جريح ..
جعلت الدم يجمد في عروقهم ....!
قبل ان يتبين المفتش والحاضرون مصدر الطلقين والصرخة ، برز الرقيب من بين اشجار
الحديقة وهو يترنح ..
كان ممسكا بيده اليسرى ، والدم ينزف منها بغزارة ..
صاح به المفتش :
-
ماذا حدث؟
لم يجب الرقيب على الفور ، ورأى المفتش من تقلص وجهه انه يتألم ، أسرع اليه ، وأحاطه
بساعده ، وعاونه على ارتقاء درج السلم المؤدي الى الشرفة ..
ثم اجلسه على أحد المقاعد وقال لأنجل :
-
علي بضمادة اعصب بها جرحه ..
غادر الخادم الغرفة مسرعا ..
بينما قال ستارك :
-
هل ادعو سيارة الاسعاف؟
قال الرقيب وهو لا يزال يتألم :
-
كلا .. لا ضرورة لذلك ، انه جرح بسيط !
سأله المفتش :
-
ماذا حدث؟
وتعلقت الانظار بشفتي الرقيب..
قال هذا :
-
اني عدوت خلفه ، وكان الضباب قد بدأ ينتشر ، فراح يحاورني بين اشجار الحديقة ، ثم اطلق
علي رصاصة اصابت يدي ، ولكني واصلت مطاردته وانقضضت عليه لانتزع المسدس من يده
انطلقت من المسدس رصاصة اصابت قلبه وقتلته ..
وضعت لورا يدها على فمها لتمنع صرخة كادت ان تفلت منها ، ثم سارت مترنحه حتى تهالكت
على مقعد امام المكتب ...
أما الآنسة بنيت اجهشت بالبكاء بصوت مسموع ..
وعاد انجل بالضمادة ..
تناولها المفتش وقال وهو يعصب يد الرقيب :
-
هل أنت واثق من انه مات ؟
- نعم يا سيدي ..
ثم هز رأسه في أسى وقال :
- مسكين هذا الصبي ، كان يحاورني بين أشجار الحديقة ويضحك كما لو كان الامر كله مجرد
مزحة .
- وأين هو ؟
- تعال أدلك على مكانه ..
- كلا ، خير لك ان تبقى هنا
- اني احسن حالا الان ..
نهض واقفا ، ومشى الى الشرفة ..ونظر المفتش الى من حوله وقال :
- اني جد آسف على ما حدث ، ولكن لعل ذلك هو أفضل الحلول !
غادر المكان في أثر الرقيب ..
هزت الآنسة واريك رأسها في حزن .. تمتمت قائلة :
- أفضل الحلول ..!
صاحت الآنسة بنيت :
- نعم .. نعم .. ذلك أفضل الحلول ، جنبي الصبي كثيرا من المتاعب ..
ثم اسرعت الى الآنسة واريك ،قالت وهي تأبط ذراعها لتساعدها على السير :
- هلمي ايتها العزيزة ، كفا ما عانيت اليوم .
وقبل ان تغادر الآنسة واريك الغرفة ، لحق بها ستارك وقال وهو يخرج المظروف من جيبه :
- اظم انه يحسن بك الان ان تستردي هذا ..
- نعم ، نعم ... لم تبق له ضرورة الان ..
وانصرفت الآنسة ورايك والآنسة بنيت ، ولم يبق بالغرفة سوى ستارك وانجل ، ولورا .. التي دفنت
وجهها بين كفيها ، وقد برح بها الحزم والاسى ..
ووقف انجل مترددا لحظة ، ثم اقترب من المكتب حيث كانت تجلس لورا وقال :
- لا أعرف كيف اعبر لك عن اسفي وحزني سيدتي ، فاذا كان هناك ما استطيع عمله ..
قاطعته بأن قالت دون ان ترفع رأسها :
- نحن لم نعد بحاجة الى خدماتك يا أنجل ، سأعد لك شيكا بمستحقاتك وعليك ان تغادر هذا المنزل
اليوم ..
- شكرا يا سيدتي ..
ودار على عقبيه ، وغادر الغرفة ..
أغلق ستارك الباب وراءه ـ وقال يحدث لورا :
- ألا تريدين اتهامه بالابتزاز؟
- كلا
- هذا أمر يؤسف له
ثم أردف بعد قليل :
- أظن انه يحسن بي الان ان اودعك وارحل ..
لم ترفع لورا رأسها ، ولم تتكلم .
قال :
- لا يجب ان تحزني ..
أجابت بشعور صادق :
- اني حزينة
- من أجل ذلك الصبي ؟
نظرت اليه وقالت :
- نعم ، ولأني كنت السبب ، فقد كان ريتشارد على حق ، وكان يجب ارسال جان الى احدى
المصحات حيث لا يستطيع ان يؤذي احدا ، ولكني عارضت ذلك بقوة ، ولهذا كنت السبب في
مقتل زوجي ..
قال ستارك بشيء من الخشونة :
-
دعي هذه الحساسيات يا لورا ، ولنكن واقعيين ، فقد لقي زوجك حتفه بطبعه وحفر قبره بنفسه
..
كان بوسعه ان يعامل الصبي بشيء من الرفق والحنان ، اليس كذلك ؟ لا ينبغي ان تنحي
باللائمة على نفسك ، ان من حقك الان ان تكوني سعيدة ، وان تنعمي بالراحة والاستقرار ..
أجابت بمرارة :
-
مع من؟ مع جوليان؟ انت ترى انه قد تغير كثيراً ولم يعد كما عهدته..
-
لماذا ؟
-
عندما ظننت ان جوليان هو الذي قتل زوجي ، لم يؤثر ذلك على شعوري نحوه ، ولم يضعف
حبي له ، بل على العكس ، كنت على استعداد للاعتراف بالجريمة ومواجهة التبعات ..
-
أعلم هذا ، وتلك هي الحماقة بكل معانيها ، يا إلهي ، لماذا يطيب للنساء دائما ان يجعلن من
انفسهن شهيدات ؟
استطرت لورا قائلة بحنق :
-
اما عندما ظن جوليان انني التي ارتكبت الجريمة تغير تمام ، وتبدل شعوره نحوي ، صحيح انه
ابدى شهامة حين التزم الصمت ـ ولم يدل بأقوال تزيد من موقفي سوءا ، ولكن هذا كل ما فعله ،
نعم ، نعم ، نعم ، انه تغير كثيراً ..
-
اصغي الي يا لورا ، يجب ان تعلمي ان رد الفعل عند الرجال يختلف عنه عند النساء ، والواقع
ان الرجال هم الجنس الاكثر حساسية ، اما النساء فأنهن اكثر شراسة واصلب معدنا ، والمرأة
تستطيع ان ترتكب جريمة قتل بمثل البساطة التي تصبغ بها شفتيها .. والنتيجة هي ان المرأة قد
تنظر بإكبار الى الرجل الذي يرتكب جريمة قتل من اجلها ، اما الرجل فان شعوره وردة الفعل
عنده يختلفان تماما ..
-
ولكن شعورك انت لم يكن كذلك ، عندما ظننت اني قتلت زوجي تقدمت لمساعدتي دون تردد .
.
أجفل وصمت لحظة .. ثم قال :
-
ان موقفي يختلف ، كان لزما علي مساعدتك ..
-
ولماذا كان هذا الالتزام بمساعدتي؟
أجاب بهدوء :
-
اني ما زلت اريد مساعدتك ..
قالت لورا وهي تتفرس في وجهه :
-
الا ترى اننا عدنا من حيث بدانا ؟ واني ما زلت المسؤولة عن مصرع ريتشارد .. لأنني
عارضت في ارسال جان الى احدى المصحات ؟.
جلس ستارك من طرف الاريكة وقال :
-
هل هذا هو كل ما يزعجك ؟ أيزعجك ان يكون جان هو الذي اطلق الرصاص على زوجك ؟
،... الا يحتمل ان تكون الحقيقة غير ذلك ؟.
تمتمت لورا :
- كيف تقول كلاما كهذا ؟ اني سمعته ، بل كلنا سمعناه حين اعترف بالجريمة وتفاخر بها ..
قال مايكل بهدوء :
-
أعلم هذا ، ولكن هل تعرفين شيئا عن قوة الايحاء؟ فقد استجدته الآنسة بنيت بلباقة ، وعرفت كيف
تثير حقده تارة ، وتغذي خياله مرة اخرى ، وكان الصبي تربة صالحة للإيحاء ، فرافقته كما
تروح أغلب المراهقين فكرة ان يكون قاتلا ...
فقد لوحت له الآنسة بنيت بالطعم فابتلعه ، وتصور انه قتل زوجك ، فوضع علامة على ماسورة
مسدسه ، كما كان يفعل رجال المقاومة وتصور نفسه بطلا ..
ونهض واقفا ، وأخذ يذرع أرض الغرفة..
ثم قال :
-
انك لا تعلمين ولا احد يعلم هل قال الحقيقة ام لا
-
ولكنه اطلق الرصاص على الرقيب ..
قال ستارك :
-
نعم .. انه انسان خطر ما في ذلك شك ، ويحتمل جديا يكون هو الذي اطلق الرصاص على
زوجك ، غير انك لا تستطيع ان تؤكدي بصفة قاطعة انه فعل هذا ، يحتمل ان يكون من اطلق
الرصاص شخصا اخر ..
-
من؟
أجاب بعد صمت قصير :
-
الآنسة بنيت مثلا .. انها تحبك ، انها تحبك فربما ظنت انك ستكونين سعيدة اذا تخلصت من
زوجك . او الآنسة واريك نفسها ، او صديقك جوليان .. ريما كان جوليان قد اطلق الرصاص على
ريتشارد ، ثم زعم بعد ذلك انه ظن انك القاتلة ، وهي لعبة بارعة خدعتك تماما ..
-
لا شك انك غير مؤمن بما تقول .. انت تقول هذا فقط لترفه عني وتخلصني من وخز الضمير ..
صاح ستارك في ضيق :
-
يا فتاتي العزيزة ، اي شخص يمكن ان يكون هو الذي اطلق الرصاص على زوجك ، ولا
استثني ماكجريجور نفسه ..
بهتت وصاحت :
-
ماكجريجور؟ ولكن ماكجريجور مات .
-
طبعا .. المفروض انه مات ، اصغي الي ، في مقدوري ان اطرح القضية امامك بطريقة لا تدع
مجالا للشك في ان ماكجريجور هو القاتل ..
هي انه قرر قتل زوجك على سبيل الانتقام ، فماذا يفعل؟ اول شيء يفعله هو ان يتخلص من
شخصيته ، فليس من العسير عليه ان يزيف حادث وفاة في مكان قصي من بلد بعيد مثل الاسكا ،
هذا يكلفه بعض المال ، وشهادة زور ولكنه ممكن ..
ثم ينتحل اسما جديدا ويبني لنفسه شخصية جديدة ، ويزاول مهنة جديدة في بلد آخر .
غير انه يظل بطريقة او بأخرى على اتصال بما يجري هنا ، حتى اذا علم انكم غادرتم
(نورفولك) ، وجئت الى هذا المنزل ، شرع في وضع خطته ..
ثم يزيل لحيته ويصبغ شعره ويفعل كل ما من شأنه ان يغير ملامح وجهه ، وفي ليلة كثيفة
الضباب ، يأتي الى هنا ..
وصمت ستارك قليلا .. ثم نهض ووقف أمام الشرفة وقال وهو يطل على الحديقة :
-
لنفرض اذن انه جاء الى هنا ، ووجد زوجك في مقعده ولم يشأ ان يقتله غدرا قال له : ان معي
مسدسي ، ومعك مسدسك ، سأعد من واحد الى ثلاثة ثم يطلق كل منا مسدسه على الاخر ، اني
جئت لانتقم لولدي كما تعلم ..
ومضى في حديثه ، قال :
-
لنفرض ايضا ان زوجك ليس شخصا رياضيا بكل معنى الكلمة كما تتوهمين ، وانه ينتظر
غريمه حتى يفرغ من العد ..
واذكر انك قلت عن زوجك انه كان بارعا في اصابة الهدف ..
فلنفترض انه اخطأ الهدف هذه المرة، وطاشت رصاصته في الحديقة ..
حيث يوجد كثير من الرصاصات التي سبق ان اطلقها ..
بينما لم يخطئ ماكجريجور واصابت رصاصته الهدف ، وقتلت زوجك ..
ولنتصور بعد ذلك ان ماكجريجور وضع مسدسه بقرب الجثة ، واخذ مسدس زوجك ، وغادر
المنزل عن طريق الحديقة ، ثم عاد بعد قليل .
-
عاد؟ لماذا ؟
-
لنفرض ان سيارته وقعت في حفرة ، فلم تستطع الابتعاد ، فماذا يفعل؟ انه يفعل الشيء الطبيعي
الوحيد ، وهو ان يدخل المنزل ويكتشف وجود الجثة ..
قالت في دهشة :
-
انك تتكلم كما لو كنت تعرف ما حدث تماما ..
قال ستارك بحدة :
-
انا اعرف ما حدث .. ألم تفهمي .. أنا ماكجريجور .!
ولم تصدق لورا اذنيها ..
ونهضت من مقعدها وهي تغمغم :
-
أنت ..
وحملقت نحوه بعينين مفعمتين بالدهشة والذهول ..
قال بصوت اجش :
-
وداعا يا لورا ..
وخرج الى الشرفة ..
واختفى بين أشجار الحديقة ..
وعندما افاقت من دهشتها ..
أسرعت تعدو خلفه وتصيح :
-
صبرا يا مايكل .. صبرا ..
ووقفت في الشرفة تهتف :
-
مايكل .. عد يا مايكل ..
ولكن صوتها ضاع في زئير النفير ، الذي دوى في تلك اللحظة ليحذر الصيادين من كثافة الضباب

تمت



انتهى الفصل العاشر والأخير

~
هذا الفصل تم تنقيحه وتنظيفه من الأخطاء الأملائية وبعض الأخطاء النحوية
وتم التخلص من اللكنة العامية قدر المستطاع بسبب فقدان لوحة المفاتيح
المترجم يعطيه العافية لديه تعبير بنغالي

رأيكم بالرواية وردودكم الجميلة
في أمان الله


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144284194455272.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144284194456423.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
  #24  
قديم 10-08-2015, 09:44 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144284194452311.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



















[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144284194455272.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



\

أحم أحم حابب اتفلسف عليكم شوي
هذه الرواية من الروايات الجميلة لأغاثا الصراحة
بس الترجمة بنغالية لا والله البنغالي يمكن يكون أرحم عقدتني
عملت عليها تعديل قدر المستطاع فالسموحة لو لاقيتو كلمات غريبة
في هذه الرواية أظهرت الكتابة عدة أشياء منها أختلاف العدالة عند الناس
من القاتل ما أهدافه من أستفد من خسر أشياء جميلة أظهرتها الكاتبة
عموماً السبب الرئيس لتنقيه هذه الرواية وتعديل الأخطاء الأملائية قدر الأمكان
هو انها لأغاثا أفضل كاتبة بوليسية بالنسبة لي
وكما العادة أغاثا بتخليك تشك بنفسك وتلف وتدور بمكانك وأنت عم تفكر بالقاتل المجهول
قراءة ممتعة ودمتم بأمان الله



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144284194456423.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ماكتبت يداهـ فلا تكتب
بخطك غير سطراً يسرك في القيامة أن تراهـ


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
كن هادءاً كالماء، قوياً كالدب، شرس كالمستذئب
  #25  
قديم 10-08-2015, 10:26 PM
 
سلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
بسم الله الرحمن تلرحيم
شويتين بذكر عن عن شو بكتب *.*
...... تذككككررررتتتت نحككيييي عنن اغاااثااا وما ادراك من اغاثاا
هذهه الكااتبببه عشششششقق بموووت في روااايتهاااا
لمااا تقراا رواايتها تبي تقرا بعد وبعدد
تاخذكككك لعاللم تاانييي وكانككككك تعيشهااا
من نزلت الفصل الاول لسههههه وانااا بقراها وبعيد قراءةةة الفصوووول
كممم مرةةة بحثتتتت ب جووووجللل بس ما لقيتهااا -.-"
انزينن بصبرررر لينننن تكملهاااااااااا
هههههههههههههه لغه بنغاليههههه هههههههه بشوفك بعد يومين تحكي بنغالي << مشي كلامها بنت تكتب وهي نعسانه
لا جد وش تعلمت من لغه البنغاليههه << كف
ي جدي اعذرني ع رد القصييير بس نعساااااااااانه -.-"
*تركض للسريرررر*
في حفظ الرحمن ورعايته
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جميع روايات أغاثا كريستي (أجاثا كريستي) الملكة ريم تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 58 07-03-2014 12:47 AM
أغاثا كريستي - * كلب الموت * قصص بولسية مرعبة rvp11 تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 0 05-19-2011 01:14 AM
* الاربعة الكبار * من روايات أغاثا كريستي الرائعة هنا للتحميل *جزائرية* تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 7 05-23-2010 11:21 PM
رواية ( البيت المائل) آغاثا كريستي ***peer dagher*** أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 07-26-2007 04:17 AM


الساعة الآن 03:10 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011