عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree449Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 4.33. انواع عرض الموضوع
  #86  
قديم 12-11-2015, 11:47 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_04_1514297985143413.png');border:4px outset coral;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك ؟ ان شاء الله بخير
الله يعينك علي المدرسة ولا تهتمي احنا بالاتتظار
عتذر عن التاخير بالرد لكن الاشغال دائما موجوده ز4
فصلان معاً فعلا مفأجاة مذهلة
يالها من احداث درامية عشاء و لا بالاحلام فعلا بدأت اعتقد ان سمر و لوي منحوسان
لكن من الجيد انهما خرجا باعجوبه ثم ان الورطه لم تكن تخصهما مسكين هاورد
اظن انه بعد هذا الموقف ضاعت الترقيه للأبد لكن المهم حلت المشكلة الاولي
لدي لوي و سمر وهي المال والان قد ينجح لوي بالعودة لعمله

ياله من ماضي مؤسف تحمله سمر
[/ALIGN]
[ALIGN=center]كادت ان تموت بسبب اهمال والدتها و ضاع مستقبلها
والداها بالكاد يلحظها وبنهاية هما من تخليا عنها
لكنها ليست بحاجه لمثل هذان الوالدان فهي افضل حالاً بدونهما وتتدبر
امورها جيداً بالنسبة لاشخص عاشت ما عاشته وكانت له حياتها
فهمت الان تعلق سمر بفندق هارسون فكلما تقع بمشكلة تذهب اليه
ربما تريد ان تشعر بنوع من الامان حتي لو لم تتقرب من والدها

ولوي المسكين اي نوع من الاباء يملك ذلك الشخص قاسي
ايتخلي عن ابنه الوحيد ببساطه بسبب خطأ غير مقصود
بالنهاية ذلك الاب هو الخاسر فمن يضحي بشخص موهوب له
العديد من المميزات كـ لوي

نأتي للاسائلة
1. أفضل موقف في كل فصل ؟
بالفصل الاول افضل موقف لما هرب لوي وترك سمر بالمطعم
والله ضحكني من قلبي هي تبحث عيه وهو هرب
اما بالفصل الثاني فـ لما صار كلا منهم يحكي عن ماضيه
ورغم كل الألمهم كانوا يسخرون من احزانهم بطريقة طريفة

2. رأيكم بـ كلاوس ؟
يبدو لي شخصية جذابة اتشوق لظهوره اكثر
فهو طيب القلب لطيف وبالتأكيد سيكون افضل صديق لسمر و لوي

3. ماذا تتوقعون أن يحدث؟
اتوقع ربما ستتضح مشاعر الحب بين لوي وسمر
اما عن عائلتيهما فلا ادري ان كان لهما ظهور بالاحداث القادمة

4. آراء \ انتقادات ؟
لا يوجد

5. شو رح يسير بـ لوس آنجلوس ؟!
مابعرف عندي احساس انه ما راح يصير من السفر
يمكن الشرطة تحاول تقبض علي سمر او بالنظر لحظ كلا من سمر و لوي
فان مصيبة جديدة ستكون بالانتظار بـ لوس انجلس

بانتظار القادم تحياتي
في امان الله
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

__________________






التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 01-10-2016 الساعة 07:57 PM
  #87  
قديم 12-24-2015, 02:34 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/30_06_15143568604578872.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



بًسًمّ أًلُلَهٌ أٌلِرَحّمُنّ أِلُرُحٌيًمّ

أًلًلُهِمَ صَلّ عُلُى مِحًمَدَ وُعَلّى أِلّهِ وًسَلِم
ّ
《●•السلام عليكم ورحمة الله وبركاته•●》


كيفك الحال أن شاء الله تمام

الفصل حافل بالاحداث المشوقة

خصوصا وانه قد عرفن مضي كل من لوي وسمر وكلاوس
باس ماتوقعت ان مضي سمر هيك كم هذا محزان


تسلسل الاحداث بطريقة ممزوجة بالدراما والكوميديا
وضع بصمة مميزة لك بالتأليف
ثابري على هذا المنوال

والآن الأسئلة

1. أفضل موقف في كل فصل ؟
حين كشفوا عن مضيهم

2. رأيكم بـ كلاوس ؟
حتا الان لم أعرف شخصيته
ولكن احببت مسعدته لسمر و لوي

3. ماذا تتوقعون أن يحدث؟
صعب اتخمين

4. آراء \ انتقادات ؟
لا توجد

5. شو رح يسير بـ لوس آنجلوس ؟!
من يدري ربما يلتقون بأشخاص يعرفونهم او المشكل تستنهم


بارك الله فيكي يا عزيزتي

وشكرا على البارت رائع

اتمنى ان لا تنسي بجديدك

لا تنسي ان تبعتي لي رابط البارت القادم


في أمان الله وحفظه



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
@عيوووني@ likes this.
__________________




اسْتغفِر الله , الله اكْبَر , سُبحَان الله , الحَمدُ لله
لَا إله إلا الله وَحدَه لاَ شَريكَ لَه


  #88  
قديم 01-18-2016, 09:40 PM
 
ظِلالُ مشرَّدة :: الفصل الثالث |1|

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]











السلام عليكم !
آسفة على التاخير العظيم والجليل والواضح جدًا ، لكن ها أنا هنا وأحمل في جعبتي الكثير من الأخبار

أولًا :: أنا حقًا فرحة لردودكم العطرة هذه وأتمنى أن تدوم كذلك ^^
ثانيًا :: مرحًا هذا هو الفصل الاخير في القصة ، لذا تأهبوا لمغامرة على وشك الانتهاء


يوجد المزيد من الأخبار ولكن سيتواجد هناك تفاضيل أكثر في نهاية القصة لذا قراءةً هنية


* ملاحظة :: سأسترجع بذكرياتكم قليلًا

سمر هاريس هي البطلة ، مشردة وقابلت لوي آدمز رجل أعمال قد أفلس وجمعهم القدر بطريقة غريبة
والآن كلاهما في مغامرة للبحث عن مال من اجل توكيل محامٍ ، وفي الوقت الراهن كلاهما سيسافر لـ لوس آنجلوس

لذا لنرى ما يحدث معهم !











الفصل الثالث

| 1 |


ـ حقًا ، أستطيع تناول أي شيء!


أخبرتُ لوي للمرة الثانية ، أُمحلقُ قائمة طعام الطائرة ، جلستُ بقربه من الواضح ، ولكن بالدرجة الأولى ـ على غير المعتاد ـ نعم ركِبْتُ طائرات من قبل ، ولكن ليس درجة أولى !

أبي ظنَّ بأن الدرجة الأولى ستجعلني فتاة مدللة ـ هراء! ـ ، عل كلٍّ الآن أنا هنا على متن طائرةٍ متوجهة لـ { لوس أنجلوس } وفي الدرجة الأولى ... اذا لم يكن الشعور فوز الياناصيب هكذا ، فقد تم احتيالكم !


ـ نعــم سمر ، وأنصح بتناول الشطائر !


أشار لوي نحو قائمة الشطائر الفاخرة ، كلماته خرجت بطريقة مملة ، و لكن كل ما دار في ذهني هو ؛ كم أنا محظوظة ...


ربما الحياة بدأت تبتسم لي ، سَنَمْكُثُ في { لوس أنجلوس } خمسة أيام قبل الرجوع لـ نيويورك و البدء في العمل ، لوي على الجهة الأخرى سيذهب للمحامي ليتحدث بشأن القضية عند العودة ...


اتضح بأنَّ هناك جلسة استماع في نهاية الشهر وعليه حضورها قبل القرار النهائي !


ـ حسنًا ، أطلب لي شيء فاخر مع هذا العصير الاستوائي !


أشرت نحو صورة عصير يحمل خمس طبقات من ألوانٍ متباينة وعليه فواكه استوائية من فوق ، ابتسم لوي برضًا لي ، من ثم أشار لمضيفة الطياران ، حسناء مثل باقي الفتيات في هذه الطائرة ، تحدثنا عن الطعام قليلًا وتعّرفنا على بعض من بعدها ذهبت لجلب طلبنا ، جلستُ بعيدًا عن النافذة بالتفصيل في الممر ؛ لأن لوي سبقني لذلك المقعد والتصق به وأبى عن الحراك ، مثل طفلٍ صغير !


...


ـ آنسة هاريــس نرجو مساعدتك!


سمعتُ صوت مضيفة الطيران الشقراء ـ التي قدَّمت الطعام لي ـ بمقربة من أذني ، رفعت ناظري نحوها بعيدًا عن مجلة الموضة لصيف 2013 ـ التي كان لوي يبدي إعجابه بإحدى الملابس التي ارتداها عارض أزياء ـ نظرتُ لها باستغراب لما تود مني أن أساعدها ؟

ـ أنْتِ الطبيبة الوحيدة على الطائرة ، وهناك فتاة أقدمت على الإنتحار في دورة المياه!

نظرْتُ لها بغباء ، لا أفهم شيء ، سحبتني المضيفة من المقعد بكل عجلة لا تأبه بي ، لوي نظر بعشوائية يود تفسير ، لكن ليس أكثر مني !


لم تلبث ثوانٍ إلا وأنا في القسم الاقتصادي لطائرة و عدد من المضيفين بجانب دورة المياه يحاولون إبعاد الحشد عن تلك المنطقة ، التفتُ نحو باب الدورة لأرى فتاة على الأرض و رسغيها يصبَّان دمًا ، اصفر وجهي قليلًا وشعرت بالدوار ...


لهذا لست طبيبة ! أكره الدم وكذلك كونهم مثقفين وأنهم يظنون بأنها أهم وظيفة بالعالم إلــخ ... آه ولماضٍ تعيس ذكرته بشأن أمــي ، به مجالُ طب!


ـ أخطئتم الشخص!


كَبَتُ القيء في فمي قبل الالتفاف بسرعة و الرحيل ، لكن طاقم الطائرة أوقفني ، ثم نظر باستحالة ، كما لو أني رفضت مقابلة مكلة إنجلترا


ـ آنسة هاريس ... هل ستتركين فتاة في حاجتك ؟ ألم تتعلمي في كلية الطب أنك في خدمة المريض!


أخبرني مضيف الطيران بشكلٍ عشوائي ـ بكل حزن يحاول أن ينال عاطفتي ـ لم أفهم لمــا ظنوا بأني طبيبـة ... مهلًا ... إلا اذا كــان السبـب ــ


آآآآآآآآآآآآآآع


تلك الأفعى كاثرين و زوجها كاليب ! قامت بإدخال لوي وأنا بصفة أبنائهم .


رائع الحياة لاتزيد تشويقًا أكثر من هذا ، أخذتُ أجمع الأكسجين من حولي قبل التفات للفتاة هذه المرة ، كان شعرها أسود اللون يشابه شعري ولكن يصل لأكتافها وعلى شكل طبقات ، بشرتها بيضاء جدًا وعيناها بنية بالكاد تستطيع فتحهم ، هالات من السواد تدل على التعب أسفل عيناها ، عِوضًا عن ذلك فهي تبدو على قيد الحياة! تقدمتُ ناحيتها وجلست على الأرض أحاول النظر لِرُسْغَيها المجروحين دون فقدان وعي ، لما قد تفعل بنفسها هكذا ؟!

لحسن الحظ أنني تعلمت عن الإسعافات الاولية قبل أن تغلق مدرسة هيلينا للمسيحيات أبوابها ! طلبتُ من المضيفة الشقراء الإسعافات الأولية لأبدء بتعقيم الجرح فتضميده ، لم أفهم لما لم يقدم الطاقم على فعل هذا الأمر البسيط ، وأنوه أنه لا يتطلب طبيب ... يال الجلبة ~


ـ حسنًا هكذا أفضل !


ابتسمتُ لها بفرح ، أحاول أن اُرَّفه الجو ، نَظَرَتْ الفتاة لي بتعب والكره تغللها من ثم سحبتْ رسغيها من يدي وابتعدت بِضَع إنشات كما لو كنت شخًصا مصاب بمرض معدٍ


ـ لا تدَّعيْ الفرح من أجلي ... أنت تودين الرجوع لمقصورتك ولحياتك المثالية أليس كذلك ؟ حسنًا ، اذهبي هيّا


قالتها لي بكل حقد تود التهامي إن أمكن! لم يسعني سوى التسائل ... ما بالها ؟ اقتربت نحوها أكثر ولكنها ابتعدت كرد


ـ ماذا فعلتُ لإزعجك ؟



همستُ لها بحنان أحاول محادثتها ، نظرت لي بقرف من جديد... مَدَدْتُ يداي قليلًا ولكنِّي سحبتهما بسرعة خوفًا من رفضها المحتمل



ـ كل شيء ... وجهك الجميل ، ابتسامتك الساحرة ، كونك طبيبة ناجحة ... تملكين حياة ترف أليس كذلك ؟ لما تنظرين لي، فتاة قبيحة يائسة تود الموت ؟ لا تقولي بأنك من المهتمين بقضايا الخير ... لذلك اذهبِ ولا داعٍ للمساعدة ~


كلماتها جارحة ، بغض النظر عن مجاملتها لي ، تنهدت بتعب ...



لقد استنفذت طاقة التفاؤل ، لا أستطيع البقاء سعيدة هكذا للابد ، سيحتم علي الإنفجار يومٌ مــا؛ من ضغط الأحداث ، لما تجزم فتاةٌ مثلها بأن ناجحة وأملك حياة الترف؟ هل حقًا أبدو بتلك السعادة ، هل أجيد التمثيل بحيث نسيت من أنــا ؟ لما لا ! أملك عملًا غير اعتيادٍ وصديق قد أفلس ، وكلانا نجلس في مقصورة فاره ، أشعر بأن الأمور ستأخذ منحرف قوي بعد هذه اللحظة ، لا أعرف لمــا ولكن يوجد شيءٌ في الهواء يجعلني موقنة بالأمر ...


أنا حقًا أريد الوحدة من جديدة ، الرسم على الجدران لأنه ممتع وليس من أجل كسب المــال ! أن أقف على أعصاب النقيب كامرون لأني أعلم بأنه لن يمسكني ، السرقة من المتاجر في منتصف الليل ومن ثم البحث عن مكان لنوم ، في اليوم الثاني أحاول إيجاد مكان جديد لتخريبه أو البحث عن المال بطريقةٍ ما ليست مخططة ... غريبٌ كم افتقدت حياةً قد تغذبت فيها !


ولكن الآن باتت الأمور صعبة ، يوجد شخصٌ قد تعلق بالصورة ! سيصعب عليَّ نسيانه إن ذهب ، سيكون من المؤلم مشاهدة لوي يخرج من حياتي بعد أن قضى تلك الأيام معي ، كـ صديقٍ لم أملكه يومًا ... كـ شابٍ قد عاملني باحترامٍ دون تحقير ... كـ إنسانٍ لم ينظر لطبقتي المتذبذبة ، والآن في ظل الظروف المجنونة ... سأجعل من حياتي عقدة لا يمكن فكها !

لذلك وقفتُ على أقدامي مستسلمةً بأن كلماتي ستجدي نفعًا ؛ للعودة لـ مقعدي ، مع أني أبحث عن حياة هادءة الآن إلا أن تلك الفتاة على وشك الإنهيار ! ولا يمكن أن أجعلها تفعل ذلك و أنا بمقدورٍ لمساعدتها ، تجاوزت الحضور ثم دخلت الدرجة الأولى ؛ لأقف أمام لوي بابتسامة لطيفة


ـ هل أطلب منك خِدمة؟



قُلُتها بهدوء، يداي على خصري متمعنة بـ لوي، التفتَ هو ينظر بقلق لتغيري المفاجئ


ـ أي شيء!


ـ أنت تعلم أنك وسيم ولا داعٍ لشماتة ، لذا ما رأيك بالحديث مع مراهقة وإقناعها بأن الانتحار ليس حلًا ، واطلب منها المجيء إلى هنا!


أخبرته بأمل كبير على الموافقة ، مرر لوي أنامله في خصلات شعره وسحبهم للخلف لأرى عيناه الزرقاء بوضوح أكثر ، ابتسم لي برضى يخفي الغرور ، من ثم وقف على أقدامه يربت على كتفي من أجل جلوس


ـ سنأتي بعد قليل!



أخبرني تلك الكلمات قبل أن يخرج من الدرجة الأولى للإقتصادية ، ههـ ! لقد اوقعت نفسي في مغامرة جديدة أليس كذلك ؟


...

ـ أدعى كليو فالـــجون !


أخبرتنا كليو ـ الفتاة التي ودت الانتحار ـ لكن الآن رَمَتْ تلك الفكرة خلفها ؛ لأن لوي قد أسر قلبها الأنثوي ، جلستُ مُقَابِلِها وهي جلست في مقعدي السابق بقرب لوي ، ابتسمتُ بهدوء نحوها لأضع إحدى خصل شعري خلف أذني لأراها بوضوح


ـ سمر هاريس


أخبرتها بتواضع مادةً يدي للمصافة ، وهي ابتسمت لي كـ رد ، عادت لنظر لـ لوي والابتسام بحب .


ـ أسف لأنِّي عاتبتكي هكذا ، وشكرًا على مساعدتك !



أطلعتني بالأمر ورفعت رسغيها تشكرني على العلاج ، يبدو بأن لوي طلب منها شكري !

تنهدَتْ كليو بتعبْ من ثم نظرتْ لي بحزن كما لو أنها خسرت منزلها وزوجها في الآن ذاته و جميع الديون على كاهلها



ـ الأمر أن والدِّاي قد توفيّا قبل أسبوع والآن عليّ العيش مع عمَّي في لوس أنجلوس ... وأنا لا أود ذلك فهو منحرف بعض الشيء !



مررت أصابعها بين خِصلات شعرها تذكرني بـ لوي قليلًا ، ويمكن أن ترى الضيق في أنفاسها عندما قالت "عمّي"


ـ اذًا لما لا تهربي ؟!



صرّح لوي ببساطة ، كما لو أنه معتاد لهذا نوع من الحديث ، نظرَتْ هي له باستحالة خائفة من فكرة الهرب



ـ ماذا ؟ وأصبح مشردة دون مسكن وملبس ، لا اظن بأني سأبقى على قيد الحياة ليومٍ واحد!

شبكتْ ذراعيها تحادث نفسها على الأغلب ولكن بصوتٍ مرتفع ، وضع لوي ذراعه على كتفها الأيسر يدعكهم من أجل راحتها



ـ أنظرِ لتلك الفتاة الجالسة مقابلك ، إنها فتاة مشردة وتجلس في الدرجة الأولى في طيارة و بجانبي!



قال لوي بتواضع مصطنع يحاول مساعدت كليو ، وددت ركله بقوة لأنه قال : بجانبي ، من يظن نفسه كاسانوفا ؟!


ـ لا من المستحيل... إنها طبيبة وجميلة وكل شيء لا أملكه أنــا !


بدأت عيناها بتجميع الدموع من ثم انهارت بالبكاء ، تنهدتُ بتعب ومددت يدي ليدها أحاول تهدئتها


ـ أنا لست طبيبة كليو ، في الحقيقة كل هذا سوء تفاهم لأننا دخلنا في دوامة كبيرة ، أنا حقًا فتاة دون منزل و أملك أهل لكنهما لا يريداني ... لكن كُلٌّ في كل ، استطعت البقاء على قيد الحياة!



حاولت تهدئت أعصابها وبدأ الامر بالنجاح فقد لفت الكلام أنظارها


ـ ولكنك جميلة ولطيفة ، كيف لوالديكي ألا يودانك ؟


قهقهت قليلًا ، من ظن بأني سأجد فتاة انتحارية قلقة بشأني ؟!


ـ يمكن القول بأنهم انتظروا لحظة انهياري من أجل طردي من المنزل!


أخبرتها بصدق ، أحاول ربط جأشي من البكاء معها ... جففت كليو دموعها عن طريق كمِّ معطفها الزهري


ـ وكيف عشتي طوال تلك المدة ؟

ـ كـ بطلة فلم مغامرة !


أخبرتُها بفرح ، مما رسم البسمة على وجه لوي ووجهي ، ضحكتْ كليو على كلماتي وتوقفت عن البكاء تنظر لي بجدية


ـ أتنصحينَ بالهرب ؟


عضَّت كليو على شفتها السفلية مترددة بالفكرة ، أحكمتُ القبض على يدها الباردة ونظرت لعيناها البنية اللامعة


ـ في الحقيقة لا أنصحك بذلك من ناحية تربوية ، ولكن إن كان عمكّ منحرف جدًا ولا تودين البقاء معه ، فأنا هنا لأحمل حقائبك وجعلك تبيتين معي ...


ضحكتْ كليو بصوتٍ عالٍ هذه المرة وانضم لوي لضحك معها ، سرعانما فتحنا دائرة اعترافات وأخبرناها كل ماحدث لنا منذ أن اختبئتُ أسفل سرير لوي إلى حين ضمدت رسغيها من الجرح !



...


ـ لا بأس ، لن يتعقبك عَمُّك !


أمسكت كليو من كتفيها مدخلةً جسدها الضئيل في سيارة الأجرة ، تخلَّفَ لوي قليلًا لأنَّه على الهاتف مع المحامي على ما يبدو!



ـ ولكن ... ماذا إن أمسكتني الشرطة ؟ مازلتُ قاصرة ! كيف سأعيش بعد أن تعودوا إلى نيويورك وحدي ؟


تنهدتُ بملل لأسئلتها المذبذبة تلك ، تارةً تكون هذه الفتاة اللطيفة وتارةً تكون ألمًا في الحلق

ـ لا بأس ... أنا هنا معك ، لقد هربت من النقيب في قسم شرطة نيويورك العديد من المرات ، أمّا بالنسبة لكيف ستعيشين ، سندفع ثمن بطاقتك للعودة لـ نيويورك معنا ... يمكنني مساعدتك حتى تصبحين بالغة ، ولكن عديني بإكمال سنتك الدراسية ، فإيجاد عمل دون شهادة حقًا صعب!



هزت رأسها نحوي بموافقة ، من ثم احتضنتي بكل قوة دلالة على الشكر ، سمعتها تتمتم بعض كلمات امتنان والدموع في عيناها ، أيمكن الاحتفاظ بهذه الفتاة ؟ فهي حقًا ظريفة !

فُتِحَ باب سيارة الأجرة الأمامي ليزدلف لوي إليها بغضب ، أبعدتُ كليو عن جسدي بلطف و مددت رأسي لـ لوي



ـ ماذا حدث ؟



همستُ له كي لا يسمعنا سائق الاجرة ، ولكن فشلت بالامر ...



ـ إلى أقرب نُزلْ من هنا !



قالها لوي لسائق ، من ثم التفت نحونا والغضب يصب من أذنيه كالبخار


ـ لقد اخبرني بأنه لا يود العمل على قضيتي وأغلق خط الهاتف!


كانت كلماته خانقة ، وجسده مستعدٌ للكم شخصٍ ما ، تنهدت أشعر بالأسف له من ثم ارتميت على مقعد السيارة ، تحركَّت كليو بعشوائية تبحث عن شيء في حقيبتها


ـ بالحديث عن الخط والهواتف !


رأيت ابتسامتها المثالية قبل أن تخرج من حقيبتها الحمراء هاتف قديم بعض الشيء وإعطائه لي



ـ أعلم بأنه ليس بهذا الفخامة ولكن قلت بأنك لا تملكين هاتف في الطائرة ... ما رأيك بأخذه ، صديقي القديم أعطاني إياه قبل أن يهجرني~



قالت كلماتها بفرح من ثم بغضب طفيف على آخر مقطع ، قهقهت على تصرفها الطفولي من ثم أخذت الهاتف بتواضع شاكرةً إياها على هذا الصنيع ، ولكن كان عليّ شحنه لأنه فارغ !




...


ارتميت على السرير بعد أخذْ حمامِّ ساخن ، شعري الأسود تناثر في كل مكان ، لوي على الجهة الاخرى بقي جالس في المطبخ يحتسي الشاي ؛ ليريح أعصابه على ما حدث سابقًا ، و كليو جلست على الأريكة تتابع إحدى مسلسلات الدارما ـ عن اثنين اتضحا بأنهم إخوة ولكنهم متزوجان ـ التفتُ نحو المنضدة أبحث عن الهاتف العتيق الذي أدخلْتُ الشريحة فيه ثم وضعته لشحن ، عندما أمسكته ضغط على زر الإشعال من ثم انتظرت ثوانٍ .



تفحصت الشقة بهدوء في ذلك الحين ، كانت أجمل من شقة نيويورك ، أرضها من الخشب البلوطي الأملس ، التلفاز كان أكبر والمطبخ ملك بابًا مستقل ، و غرفة أيضًا باب من أجلي ! ... ولكن تنازلت عنها وأعطيتها لـ كليو لأنِّي اعتدت على الأرائك !



سمعت نغمة كسرت تأملي لأمسك الهاتف من جديد وأتفحصه ، كانت عتيق وسهل الاستخدام، وردني بعض الرسائل من شركة الاتصال ، لم يكن هناك شيء مثير للاهتمام ...


ـ كليو ، أعطني رقم هاتفك لأدونه!



أخبرتها بصوتٍ مرتفع ، فتحتُ قائمة الأرقام مستعدة لإدخال رقمها ، جلست كليو على الأريكة بطريقة سليمة ونظرت لي بلطف من ثم أتبعت بأرقام هاتفها ، عندما أنهيت إدخاله سجلت اسمها ، و لكن الأمر المحيِّر والغريب ، الذي أحب أن أقول بأنه صدفة كبيرة وجميلة أن اسم كليو قد سجل أسفل اسم جاكلين ...


التي بمحض الصدفة التامة تكون محامية عائلتي السابقة ، أعلم أعلم لما أسجل رقم محامية عائلتي على الهاتف ؟؟ لنقل بأنني لم أملك أصدقاء سابقًا و دليل هاتفي كان فارغ من الأرقام !



ـ لــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوي!



صرخت بقوة كبيرة ، قفزت كليو من الأريكة خائفة ، سَمِعْتُ انكسار زجاجٍ صادر من المطبخ ، ركضت مسرعةً نحو المطبخ لمعرفة ما حدث ، اتضح بانَّ لوي أوقع كوب الشاي أرضًا ـ تنهدت بارتياح ، شعرت بأنفاس كليو على رقبتي تتفقد الأوضاع من الخلف



ـ أهلًا!



قالت بطفولة تشعر بالإحراج من ثم سحبت جسدها بعيدًا تنتظر مني قول شيء ، التفت لـ لوي الذي كان يجمع شظايا الزجاج المكسور


ـ اترك الفنجان وركز معي آدمز!



قلتها بفرحة زائدة ، توقف هو عن الجمع كما قلت ، ونظر لي باهتمام واقفًا على قدميه



ـ لا أعلم إن كان هذا ما يدعى بالقدر ولكن لدي رقم محامية عائلتي !



أخبرته بفرحة كبيرة ، رأيت ابتسامة باهتة على وجهه ، كما لو أنه فرح لوجود محامية ولكن لا يعلم إن كانت محل ثقة



ـ حسنَا لم أعمل في مجال المحامة وهذا واضح ، ولا أعلم إن كانت هذه المحامية تحقق
معاير محامٍ كفوء عندك ، ولكن عندما كنت في الحادية عشر تعرض أبي لتهمة ؛ لكونه يضع كمرات مراقبة في غرف الفنادق للأشخاص المهمين ؛ ليستخدم الفيديو من أجل بتزازهم بالمال، ولكنه خرج بفضلها من التهمة بريء ... مع العلم بأن أبي حقًا ابتز مشاهير لست مخولة بقول أسمائهم ، ولكنه نجى بالامر !



أخبرته أقفز للأعلى والأسفل كما لو كنت فتاة مراهقة من جديد ، على حين كليو فعلت المثل فرحة لهذا الخبر ، رأيت لوي يبتسم برضى هذه المرة قبل أن يمد يده نحوي



ـ حسنًا ... أعطني الرقم !



أخبرني ينتظر إعطائي الهاتف ، امتثلت للأمر ورميت الهاتف صوبه ، طلب هو منا الخروج من أجل الحديث من بعدها خرجت مع كليو نتحدث بشأن محض الصدفة هذه


ربما حياتي بدأت تنحرف إيجابيًا ... أشعر بأنني مستعدة لتمسك بأشخاص من جديد ومناداتهم بـ أصدقاء!







* يتبع




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
  #89  
قديم 01-18-2016, 10:15 PM
 
ظِلالُ مشرَّدة :: الفصل الثالث |2|

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


الفصل الثالث
| 2 |[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





فَتَحَتْ كليو فاهها ، كما لو أنها رأت أرضًا مفروشة بالألماس وجداره مطلي بالذهب ، أرسَيْتُ ذراعي الأيمن على كتفها في نوبة ضحك لرد فعلها ، من كان يعلم بأن جاكلين تعمل في لوس أنجلوس بالأصل ؟! هل نحن محظوظون أما ماذا؟َ

ـ أغلقكي فمك ... سيجذب الذباب!


قلتها بين أنفاسٍ متقطعة أحاول أن أعود لطبيعتي ، استطاعت كليو المشي في أرجاء مبنى شركة المحاماة ، ليست بهذه الفاخمة ... بلاط رخامي من السيراميك الأبيض ويملك لمعة تسبب الإنزلاق للمسرع ، جدرانه بألوان كئيبة ... غرف مطلية بالرمادي وأخرى بالطحيني ، صور متفرقة لشهادات تقدير و قضايا عالمية ناجحة ، وفي المدخل مكتب بعرض المبنى يجلس عليه أربع لخمس أشخاص مشغولون لفوق رأسهم بالهواتف والأوراق .


ـ هل تودان المجيء؟



وضع لوي يداه في جيب بنطاله الأزرق ، لم يكن يرتدي شيئًا رسمي لهذه المقابلة ، في الحقيقة أظن بأنه يرتدي قميص النوم إن لم مخطئة ؟



كما أنني تشاجرت معه بشأن دورة المياه ولم يتسنَ له الفرصة لتمشيط شعره المتناثر، تقدمت له ووقفت على أطراف أصابع قدمي ... لم يكن فرق الطول بيننا كبير ، فقد بضع السانتيات ، عندما أرتدي الكعب أكون بذات طوله


ـ لا أظن بأن كليو ستتحمل فخامة مكتب جاكلين ، لذلك آسفة لن نذهب ...و لا ، ليس لأن محادثتكم ستكون مملة ومن هذا القبيل!



مررت أناملي في خصلات شعره الناعمة أسَّرِّحُهم ، كانوا في حالة هائجة في البداية ولكن الآن قد خف جنونهم ، كان الأخرق يبتسم كعادته ... وصف أسنانه المرتبة بارزة كما لو أن تعابير وجهه تقول " أنا فرح لأنك تسرحين شعري " ضحكتُ على تلك النظرة وابتعدت عنه



ـ اتصل بعد الانتهاء!



قرصت وجنته من ثم أخرجت هاتفي العتيق مما جعل لوي يضحك عليّ ، رأيته يلَّوح لي بلطف من ثم استدار متوجهًا لمكتب الاستقبال ، عدت إلى كليو التي تركض في رقاق المبنى من أجل التزحلق ، رائع طفلة !



ضحكت عليها وأشرت لها بالإقتراب من أجل شراء بعض المُرَّطِبَات ... أكاد أموت عطشًا !

...


ـ عندما تصبحين عارضة أزياء عالمية ... هل تستطيعين التسكع مع فرق موسيقية و الذهاب لحفلات توزيع الجوائز ؟!



طرحت كليو السؤال ترتدي زوج من النظارات الشمسية السوداء ، وواقِ لشمس على وجهها ؛ يحميها من الإسمرار ، في حين جلستُ بكل راحة أنتعم بهذه الشمس الدافئة ، نظرت لها بغباء قبل الإجابة



ـ أرجوك ... سأكون مضيفة حفل الجوائز تلك ! وكذلك سأواعد هذه الفرق!


قلتها بغرور مما جعلها تضحك ، مكثنا على سلالم مبنى المحاماة ساعتين ولم نرى أي أثر لـ لوي ... حاولنا مراسلته ولكن لم يرد لذا اكتفينا بالجلوس والانتظار ، لعبنا قليلًا و تحدثنا مع المارة من حين لآخر


ـ أنــا آسفة ~


نطقت كليو ووجها مُرسًا على ذراعيها تنتعم ببعض الشمس ، مع ذلك القبَّعة القشية الكبيرة وزوج النظارات جعل الأمر مستحيل ، لوهلة ظننت بأنها تلمع مثل مصاصي الدماء !


ـ لمـــا ؟


لم أشغل بالي بسبب اعتذارها ، فانا حقًا مرتاحة أسفل الشمس ، بدأت أبحث في كيس المرطبات عن عصير برتقال ... إلى حين وجدته



ـ أنـا حقًا أعجبت بـ لوي عندما رأيته في الطائرة ، بدى شابًا لطيف!



رفعت حاجباي باستغراب قبل فتح القارورة والاحتساء منها ... يا ترى لما تتأسف لي ؟ أعني أنا حقًا لا أكترث لهذه الامور ، عادت كليو للجلوس بشكل طبيعي والنظر لي من خلال النظارات بهدوء


ـ ولكن يبدو بأنه معجبٌ بك!


سكبت معظم العصير على ملابسي ، مما جعلني أقف بسرعة كبيرة أشمت حظي التعيس


ـ أنا آسفة ، لم أقصد ذلك بتاتًا !


بدأتْ كليو بالجزع تبحث في الكيس عن قارورة ماء لتنظف بها بنطالي الازرق القصير، رائع لقد تلف بنطالي الثاني !


ـ لا بأس ... ولكن ماذا حط على دماعك لتقولي بأنه معجبًا بي؟!


بدأنا بتنظيف بنطالي ، قمنا بمسحه ببعض المناديل التي مع كليو ، قهقهتْ كليو بخفة على ردي قبل العودة للجلوس على السلالم


ـ في الحقيقة استنتجت بأنك خرقاء .... في أمور الحب!



نظرتُ لها بإستحالة ، ماسحةً دمعة وهمية ، أدَّعى الألم لما قالته من كلمات ، ضحكتْ هي من جديد من ثم أرجعت القارورة للكيس



ـ ربما لم يلاحظ هو أيضًا ، ولكنه ينظر لكي بابتسامة وعيونٍ حالمة كل مرة تتحدثين أو تحاولين جعلي أضحك أو حتى ابتسامتك لأتفه الأمور ! وهذا على الأغلب إعجاب أو أنه مجنونٌ نفسي



أطلقتُ صراخ ضحكاتي على آخر كلمتين قالتهم ، من ثم سمعنا خطوات ثقيلة وشتائم من باب المبنى ، التفت كلانا ينظر لشخص ...


لوي من غيره ! وجهه غاضب ، ويتحدث مع نفسه ـ على الأغلب يشتم لأنِّي استطعت سماع بعض الكلمات الراقية والخلّابة تنزلق من فمه ـ رأى أمامه على ما يبدو كوب قهوة فارغ من ثم ركله بأقوى مالديه من الغضب ، تبع كل من كليو وأنا ولوي الكوب الطائر ليحط على رأسي من بين جميع الحضور والمساحة الهائلة أمامه ، شعرت بسائل يجري في خلايا شعري ، من ثم رأيت قطرات سوداء على بنطالي الأزرق ... بحق السماء لما البنطال دومًا ؟!



ـ يا إلهي ، هل رأيت كيف حط على رأسك ههههـ ؟ مثل أفلام الكرتون قفز على شكل قوس وأنت جالسة هكذا هههـ



كانت كليو تمسك معدتها من الضحك ، رمقتُها بتهديد مما جعلها تتوقف وتنظر للأرض بكل هدوء وجدية ، التفتُ لـ لوي الذي بدى خائف أكثر من غاضب هذه المرة ، شتم حظه من جديد ، وقفت على أقدامي بهدوء متوجهةً صوبه


ـ أقسم لك لم أقصد ذلك ، كنت غاضب ليس إلا!


رفع يداه باستسلام يشرح موقفه الغبي ، ابتلعت غضبي ونظرت له بهدوء


ـ مــاذا حدث ؟


كتفتُ يداي ، نظر لوي لي باستغراب تام ، كما لو أنه ينتظر صفعة أو ركلة أو حتى صراخ منّي ، اقترب نحوي يشعر بالأمان قليلًا


ـ هل أنتِ بخير؟ أعني القهوة على رأسك وتبدين بحالة مزرية

ـ لوي أترك شعري ... وأخبرني ماذا حدث!

صررت على أسناني بعد أن أمسك لوي خصلات شعري السوداء يتفحصهم ، أفلتَ لوي يده بسرعة وتنهد يشعر بطفيف من الغضب من جديد

ـ أخبرتني بأنها قضية مناحزة للخسارة ، وإن فزت بالقضية يوجد احتمال أن يصرِّحوا لي مزاولة العمل ولكن في شركات محددة ويمكنني أخذ السيارة لأنها الشيء الوحيد باسمي ، لكن إن خسرت القضية وهذا احتمال وارد سأعود بالسيارة فقط !


تنهدت براحة قليلًا ؛ لأنه لن يسجن ، نظر لوي للأرض ببرودة كما لو أنه في العالم لوحده


ـ من الجيد أنك لن تدخل السجن ، أليس كذلك؟!


قلتها بصوتٍ خافت ولكن مسموع ، التفت لوي يتفحص منظري المقرف على الأغلب

ـ ماذا سأفعل إن لم أملك تصريح مزاولة عمل ؟!

عاد غضبه المفاجئ ، كليو جلست على السلالم تتابع الأمر بشوق كما لو كنا حلقة من مسلسلاتها الدارمية ، تنهدتُ مرسيةً يدي على كتفه ، شعرت بجسده يقفز قليلًا من ملمس يدي على جذعه


ـ على الأقل تملك شهادة ثانوية ، أليس كذلك ؟


حاولت الابتسام بغض النظر عن الامور التي تحدث من حولنا ، أنزل لوي يدي من كتفه و نظر لي بجدية


ـ ماذا ستفعل شهادة ثانوية ... لن تجدي نفعًا !! ليس في هذا الزمان ، لقد أضعت مستقبلي الآن


لوَّح يداه في السماء يتحدث بصوتٍ عالٍ و إنزعاج شديد ، وددت لكمه بشدة لتقلب المزاج الذي هو فيه


ـ لوي اهدء!

ـ لن أهدء ... لقد أضعت كل شيء ، كل شيء! والآن أنــا أدفع الثمن بكوني مشرد على شوارع أعتمد على فتاة من أجل العيش !


حسنًا بدأ الأمر يزعجني ... نظرت له بجدية وهو تابع بالحديث ـ أن حياته ستتدهور وتصبح سيئة ولن يلبي مطالب اولاده لأنه فقير ـ بطريقة مزعجة


ـ لوي يكفِ تذمر ... نستطيع توفير عمل لك !


قطعته من نوبة الجنون التي اجتاحته ، توقف عن الحديث ونظر لي بحقد من ثم ابتسم بسخرية


ـ بالكاد تملكين عمل ... وهذا بسببي ! كيف يمكنك فعل المثل ؟ لست سوى فتاة مشردة!


انتبه لوي على كلماته وعض على شفته السفلية من ثم شتم على ما أقدم ، ازدرئت لعابي قبل أن ألكمه ولكن لم أفعل ذلك لأنه باغت بالتوسل للمسامحة ... مع ذلك نظرت له آخر نظرة بقرف وذهبت راكضًا لأي مكان لا يحتوي فيه على لوي آدمز !


...


انتظرت الليل ليحّل ! جلستُ على شاطئ لوس أنجلوس أنتعم بهدوئه وجماله ... بقيت فيه قرابة خمس ساعات دون حراك وتذمر ، لا أفعل شيء سوى التفكير!


حياتي ، مستقبلي ، وحتى الأشخاص الذين باتوا أصدقاء لي ، ربما أسحب ما قلته عن لوي في الطائرة عن كونه إنسان ... يبدو بأنه نظر لطبقتي المتدنية في النهاية !


فوتُ مئةٍ وخمسٍ وثلاثين مكالمة من لوي و عشر من كليو ... مع العلم بأن لوي حاول الاتصال من هاتف كليو ، لم أرد مسامحته بعد ! وددت أن أجعل ضميره يلتهمه من التأنيب~

أمسكت شعري النظيف هذه المرة ، فقد غسلتُه عندما كنت على شاطئ البحر ، من أحد أحواض الاستحمام العمومية ، لم يكن صعب التخلص منه ولكن الرائحة التصقت بشعري ... لن أتذمر ؛ فأنا أحب رائحة القهوة!



عيناي التصقت على بوابة مقهى " ليلة في باريس " ، أخذت أنفاسي المعتادة قبل الدخول، ثم سمعت الموسيقى في كل مكان ، رسمت البسمة على وجهي ، جلت في المقهى ، مازال يملك الطابع الفرنسي فاسمه دل على ذلك ، ولكن المضحك أن الفرقة التي تعمل هنا إنجليزين ... جميعهم ! يال السخرية ~


على عكس المقاهي التي زرتها ، هذا المقهى ملك رخام أسود فيه رقائق من اللمع الجميل ، وجدرانه باللون الأحمر الغامق يبعث جوًا من الفخامة والسكينة، الطاولات بسيطة ، منطقة الطلب في زاوية ويتصاعد منها أشهى رائحات الحلوى ، لم يكن المقهى مكتظ حاليًا، خمس لأربع حضور ، ربما لأن المكان مخفي عن الأنظار !


ولكن جئت هنا من أجله ! عدت بأعيناي أبحث عن ذلك الشعر الأسود والوجه الطفولي ...

ها هو! يضحك بحرِّية في حين وقف يحاول ارتداء الجيتار على كتفاه ، قص شعره قليلًا و أصبح وسيم أكثر من ذي قبل ، عيناه الزرقاء كانت بلون السماء الصافية ...

وعليّ الاعتراف بأنهم أجمل من لوي !



طويل القامة وجسده رياضي ، يرتدي قميص أسود بسيط وبنطال جينز أزرق فاتح .

سحر وسامته ... كَمُلَ ببساطته ، التقت عيني بعين صديقه مارتن ، الفتى الغريب بالفرقة ، شعره أصهب وعيناه عسلية ، يتصف بذات الصفات الجسدية لـ أولفير وحتى الذوق ، ليس من الصعب الجزم بأنهم صديقان!


ابتسم مارتن لي من ثم التفت لـ أولفير الذي كان مشغول بتعديل أوتار الجيتار ، همس بعض الكلمات في أذنه مما جعله يرفع ناظره وينظر باتجاهي دون تردد ، ابتسم لي وعيناه تلمع من الفرح من ثم أنهى مارتن الكلمات ، رمى أوليفر الجيتار لأحضان مارتن ، وأقسِمَ بأنه تعثر في حين ركض اتجاهي ، ضحكت على تصرفه الطفولي ، حسنًا ربما أحب لوس أنجلوس لأن أولفير يقيم فيها !


ـ لم أعلم بأنك بهذا الجمال إلّا لليوم !


شعرت بذراعيه حول جسدي ، والأكسجين بدأ ينحصر شيئًا فشيء ، ربَّتُ على ظهره بلطف


ـ أو.. أولفير !


قلتها بصوتٍ متقطع ، أفلت أولفير قبضته عن جسدي ونظر لي بتلك العينان اللامعة ... لا أذكر يومًا كان بها حزين ، ابتسمت بلطف أمشي معه صوب الفرقة



ـ مــاذا تفعلين في لوس انجلوس ؟



أخبرني في حين قفز هو على المسرح آخذًا الجيتار ، بعض أعضاء الفرقة لوّح لي وألقوا السلام ، إلا مارتن ، تلقيت منه صفعة على الظهر كسرَتْ عامودي الفقري ، انا وهو لا نتفق
بتاتًا وفي شجار تام ... ولكن أستمتع بصحبته !


ـ مع أصدقاء ... ولكن لن نتحدث عنّي الآن ، أريد مشروب ، وأريد سماع أصواتكم !


ارتميت على كرسي في المقدمة ، تلقيت نظرات شك من أولفير تتاكد بأنني بخير


ـ هل أنتِ متاكدة ؟



طأطأت رأسي وابتسامة غبية الصقت عليها ، هز اكتافه بلامبالة ونظر صوب أحد النادلين



ـ بيــــير ، أعطي الآنسة الجميلة هنا مشروب ... وكل شيء تطلبه دعه على حسابي!


صاح له بكل قوة مما أزعجني ، أغلقت أذني من الألم ، من بعدها ضربه مارتن ؛ منزعج كذلك من صوته ، مما جعل أولفير يرد الضربة ، ومن اللامكان حدث شجار بينهم و انتهى بنوبة من الضحك



ـ المشروب يا آنسة!



رفعت ناظري للأعلى على تلك اللكنة الفرنسية ، كان شارب هتلر وشعره الأسود مصفف بطريقة رسمية علامتاه التجارية ، بدى كسائق لعائلة غنية ... ابتسمت بلطف نحوه وأخذت المشروب وشكرته ، احتسيت القليل منه من ثم نظرت للفرقة


ـ هيّا لنشعل هذه الحفلة!!


صرخت بقوة أدق الطاولة وقدماي تتحرك مثل طفل صغير ، ضحك أولفير عليّ ، من ثم نظر مارتن لي بعد جلوسه على مقعد خلف الطبول


ـ لم تحتسي سوى عينة يا متحاذقة ، لذا لا داعٍ لتتصرف كثملة!



قالها بالمايكرفون مما جعل جميع الحضور يلتفت له ، ضحكتُ بغباء لما حدث من ثم بدأت الفرقة بالغزف من جديد ... منذ مدة ولم أرتح مثل هكذا !


...


ـ كأسًا آخر يـــا بييــــــــير!


صرختُ بلكنة فرنسية ، أشعر بالثمل ، ضربت كعب الكأس بطريقة طفولية أطلب المزيد من بيير...



ـ ألا تظنين بأن إحدى عشر كأس كثير يا سمر !؟


قالها أولفير قافزًا من المسرح و متوجهًا لي ، نظرت لـ بيير من بعيد لأراه يمسح إحدى الطاولات ، في الحقيقة المقهى أغلق قبل عشر دقائق وأنا مازلت هنا



ـ لا ... أظن ... ذلك !



وقفت على أقدامي وترنحت مثل الأغبياء ، شعرت بيدي أولفير على كتفاي تحاول موازنتي

ـ هيّا دعينا نخرج لتغير الجو!


ـ لا... أريد الغنـــاء!



صرخت في وجه أولفير أحاول اعتلاء المسرح ولكن بت فشلًا ، أعضاء الفرقة انتهزوا الفرصة بتسجيل فيديو لما يحدث ولم ينفكوا عن الضحك


ـ لا أظن بأن صوتك تحسن عن السنة الماضية!



أخبرني أولفير بطريقة مباشرة ، نظرت له بتعالٍ وأنفي بالسمــاء وكلتا يداي على خصري

ـ هـ تقولها كما لو كنت مغنٍ ! هيّا لنُصَّفِّ هذا الأمر ... أنا وأنت الآن هيّا ~


رفعت أكمامي ... علمًا بأن القميص بنصف الأكمام ، انفجر أولفير والفرقة ضحكًا مما سبب ألمًا لرأسي


ـ بيير أعطني كوب قهوة لثملة هناّ


قالها أولفير نحو بيير والضحك لم يزول ، من ثم نظر لي وحوط ذراعيه على كتفي من جديد


ـ لست ثـ ... ثــ ... ثملة!


تعثلمت في الكلام مما أيقن للجميع أني ثملة ! ضحك الحشد من جديد يظننون بأني برنامج مضحك


ـ كما تقولين ~



رفع يداه باستسلام عن كتفي من ثم نظرت للمقهى أتفحصه حتى رأيت رجل يرقص مع مكنسة ... هل هذا جنون ؟!


ـ هــــــــي أنت ..المقهى مغلق عليك الخروج!



صرخت موجهةً أصبعي باتجاه الرجل الذي لم يعرني أيُّ اهتمام ، نظر أولفير لي باستغراب


ـ أي رجل ؟!


نظر أولفير نحو المنطقة التي أشرت عليها بأصبعي


ـ ذلك الرجل الذي يرقص مع المكنسة !


قلتها له بطريقة تدل أنه أحمق ، حاول أولفير كتم ضحكاته ولكن الفرقة لم تفعل ذلك ... ولكنه انضم لهم من ثم أرسى يده على ركبه يحاول التنفس


ـ سمر ... تلك مكنسة ولكن ألا تعتقدين بأن الشخص يشبه الكرسي ؟



قالها يحاول تفسير الموضوع ، نظرت من جديد نحو الرجل لأراه بالفعل كرسي والمكنسة مسندة عليه ، نظرت لـ أولفير من جديد وعلامات التعجب بادية


ـ القهوة أولفير~



جاء بيير وكوب من القهوة بيده ، شكره أولفير من ثم اختفى بييــر كالهواء ... التفت أولفير لي من جديد و أعطاني الكوب من اجل احتسائه


ـ دعينا نجلس في الخارج ... إلى حين تستطيعين الرؤية !



قالها من ثم ضحك قليلًا يوجهني نحو المخرج ؛ من أجل استنشاق الهواء .


جلس كلانا على الشارع بلامبالة ، أولفير التصق بجسدي من أجل عدم تحرش أحد المارة بي


ـ اذًا أخبريني ... ماذا يحدث في حياتك الآن ؟!


زمجرت بإنزعاج على ذلك السؤال ، فكل ما خطر في بالي هو لوي ... وابتسامته الخرقاء وكيف ينظر للأرض يحاول ركل الحصى !


ـ انتشلت رجل أعمال قد أفلس !


قلتها بطرقة مملة ، نظر أولفير لي بفضول مقتربًا أكثر كما لو أن هناك مسافة بيننا


ـ هذا تغيرٌ جذري


أخبرني من ثم أتبع ضاحكًا ، دفعته بخفة وبعدها ساد الصمت بيننا قليلًا


ـ ماذا عنك ؟ هل العمل هنا جيد؟


طرحت السؤال بجدية ، ربما القهوة بدأ مفعلوها بالإجداء ... مرر أولفير أنامله في خصلات شعره وأطلق تنهيدة تدل على التعب مع ذلك ابتسم من جديد


ـ ليس جيد ... سنتفرق في نهاية الشهر!

ـ مــــــاذا؟!!


صرخت في وجهه معارضة الأمر ، بقي هو صامت بهدوء ينتظر صمتي حتى يكمل

ـ مــارتن وقَّع عقد مع فرقة في { نيوجيرزي } للعزف معهم ، و ستيفان سيتخرج من الثانوية في نهاية الشهر وسيذهب لـ واشنطون لإكمال الدراسة الجامعية!


أخبرني بسلاسة يلعب بأصابعه بكلل هدوء ، مع ذلك تستطيع الشعور بحزنه ... تبًا فعلتها من جديد ، لقد حسدت أولفير لعدم حزنه !!


ـ وأنت ؟


اقتربت أحاول الابتسام لأغير أجواء الحوار ، ضحك بخفة من ثم نظر لي ورفع أصبعه السبابة وحركه بطريقة دائرية


ـ سأعمل كمحاسب كما تود أمّي !


ضحكتُ على تلك الكلمات من ثم شعرت بجيب بنطال الجينز يرج ... سحقًأ !


ـ قدمك تهتز !


أطلعني أولفير ... لا تقولها يا رجل ؟! كما لو أني لا أعلم ؟! تجنبت النظر له وشربت من القهوة


ـ ماذا تقول ؟ أنا أهزها !


بدأت بهز ساقي كي أجعل الأمر حقيقي ، أمسك أولفر ساقي وأجبرها على التوقف من ثم سمعنا صوت الارتجاج ، وكان واضحًا ، ابتسم أولفير بغباء وسحب هاتفي العتيق من جيب البنطال، حاولت مصارعته ولكنه أقوى منيّ


ـ وااااه آخر مرة أمسكت هذا الهاتف ... عندما كنت في الإعدادية !


أخبرني يتفقد الهاتف كما لو كان تحفة أثرية لا مثيل لها ، من ثم توقف ونظر لي بقلق


ـ تملكين مئتي مكالمة فائتة من لوي و تسعين وخمسين من كليو !


قالها بكل جدية من ثم بدأ بالنقر على الأزرار على ما يبدو للاتصال ، مددت ذراعي لأخذ الهاتف ولكنه أمسكهم ووضعم أسفل إبطيه يعيق حركتي


ـ لا تتصل مع المتعجرف ... هكذا خطةُ التعذيب ستفشل!


كنت أمزح عندما قلت بأنِّي عدت لطبيعتي ، تذمرت في حين أوليفير وضع الهاتف في أذنه ينتظر رد


ـ مرحبًا ... مهلًا لحظة ... انتظر يا صاح ، لا تصرخ ! ماذا ؟ ... لا لم أخطفها ؟! نعم إنها بخير، لا بأس لا بأس ... لكن لا تصرخ هكذا ! آه فهمت ... حسنًا ، نحن في شارع بولو نجلس على الأرض بقرب مقهى { ليلة في باريس } ، لا لم يحدث شي ... أقسم لك ، من أنــا ؟ صديق ... اسمي أولفير ، لا لم افعل شيء ! لا بأس ... نحن بانتظارك !


هذا ما سمعته ، حاولت الاعتراض ولكنه أقفل فمي كذلك ، من ثم رمى الهاتف صوبي وطفيف الغضب بدأ يعتريه ، حاولت الابتعاد عنه قليلًا قبل أن ينفجر


ـ لقد هربتي ولم تخبري المسكين ... أقسم بأن صوته دل على البكاء !


قال لي بكل جدية وعيناه تجول في وجهي ، تنهدت بتعب وأسندتُ يداي على ركبي وكوب القهوة بين يداي... بكاء قال ! ربما تماديت بالهرب دون إخباره



ـ دعه يتعلم ألا يجرح مشاعري ، وددت أن يموت من التأنيب ولكنك دمّرت مخططي العبقري!


دفنت وجهي في كف يداي أشعر بالألم الحاد في رأسي ، ربَّت أولفير على كتفاي بـمواساة


ـ لا بأس ! هل تودين إخباري ما حدث؟


قالها مقتربًا نحوي ،طأطأت رأسي بنفي من ثم رميت الهاتف صوبه


ـ أدخل رقمك ... لأنه من الممكن المجيء إلى هنا في المستقبل !

ـ لمــا ؟


قالها لي باستغراب ، وقفت على قدماي أحاول أن أجد التوازن قبل أن أنحني ولكن أولفير ساعدني من جديد ، نظرت له بضجر


ـ أنــا سمر هاريــس ... سأكون الوجه الجديد لكارولينا هيريرا!


قلتها أشمت حظي ، ضحك أولفير على الأغلب لا يصدق أي كلمة قد قلتها


ـ بتأكيد ... وأنــا مغنٍ عالمي قد نفذت تذاكر حفلته ~



عاد لضحك يظن بأنّي أمزح ، لم أعره الاهتمام وأشرت لهاتفي لإدخال رقمه ، امتثل هو للأمر ودون أرقام عشوائية من ثم أدخل اسمه ... أخذت الهاتف ووضعته في جيب البنطال


ـ أخبرني ... هل ستفتقد الغنــاء ؟

قلتها أنظر للأفق البعيد أحاول أن أبحث عن أثر لـ لوي ، بقينا صامتين لفترة طويلة قبل أن يجيب


ـ أحيانًا أفكر بالهروب من حياتي والإنضمام إليك في نيويورك من أجل الغنــاء !



نظرت له بشفقة ... من المؤسف أنه مرتبط بالعمل ؛ من أجل تلبية حاجة أسرته .

مازلت الذكرى واضحة ، قابلت أولفير في مطعم وجبات سريعة ـ كان نادل لطاولة التي تناولت الغذاء بها مع أماندا وماثيو ـ قررنا قبل أسبوع الذهاب في رحلة بريَّة لـ لوس انجلوس مع أحد الحافلات ، جمّعنا المال وذهبنا في سبيلنا من ثم توجهنا لهذا المطعم ؛ لأنه رخيص لتناول الطعام ، تبادلنا أطراف الحديث مع أولفير فهو شاب اجتماعي جدًا ، في النهاية طلب منَّا القدوم لمقهى { ليلة في باريس } لرؤية عرضه الغنائي مع الفرقة ...

لم نجد شيء أفضل من ذلك لذا وافقنا على الأمر ، كان يعمل ثلاث مرات في اليوم ، في الأول يوزع البريد لشركة كبيرة ، والثاني في مطعم رخيص، والثالث في مقهى { ليلة في باريس }... عائلته عارضت على احترافه للغناء وقالوا يمكنك الغناء في مقهى من أجل المال ، لأنك لن تصل لتك المرحلة من الاحترافية وأنك لست موهوب لتلك الدرجة ، كسروا أحلامه إن قلتوا لي ... ولكنه أبى الاستماع وأكمل مع الفرقة ، والآن يبدو بأن باب أحلامه أقفل تمامًا



ـ اتصل عليّ إن فعلت ذلك ... سأوفر لك مسكن ليوم ، من ثم أنت لوحدك!


حوطُ ذراعي على كتفاه معلمةً بأني سأكون بجانبه بطريقة مازحة ، حوط هو ايضًا ذراعه على كتفاي نستمتع بلحظة الصداقة هذه ... حسنًا يبدو بأني أملك أصدقاء جيدين ، ولكن هل أنا وحدي من لاحظ بأنهم فتيان وسيمون ؟!



ـ بحق الســـــماء سمر!



سمعت صوته المنهار يصرخ في عتمة الليل ، وقف على بعد متر منّا كما هو ولكن وجهه كئيب وعيناه حمراء ... يبدو بانه بكى ! لا أصدق ذلك ... لقد نجحت الخطة

نظر لي باستسلام مقتربًا مني ومن أولفير ولكن هذه المرة بدى مرتاحًا




ـ من الجيد أنك قدمت ... حظًا موفق معها ! شربت إحدى عشر كأس ~




أمسكني أولفر من خصري وسلمّني لـ لوي بلطف ، لوي أمسك ذراعي ووضعه على كتفاه يحاول انتشالي ...


ـ لا أريد الذهاب معه ... إنه متعجرف مفلس ~


تذمرت مثل طفل أحاول أن أقف على قدماي ، ضحك اولفير وحرك خصلات شعري بمزاح


ـ أراكِ ... اتصلِ بي من أجعل التسكع ، ولكن كوني واعية !


غمز لي من ثم التفت لرحيل ، بدأت بالبكاء مثل الحمقاء ... مما جعل لوي يفزع باحثًا عن سبب بكائي


ـ لا تتركني أرجوك ! ساكون هادءة ... ولكن ليس معه ، فهو اخرق لا يرى سوى نفسه في المرأة !



صرخت ناحية أولفير الذي ضحك من ثم التفت صوبي مُريًا وجهه الجميل قبل الرحيل لآخر مرة


ـ لا أرى مشكلة هنــا ، أعني إن لم يكن يرى انعكاسه فالمرأة ؛ فأظن أنه خفاش!


أخرج انيابه وضحك من ثم عاد لسير صوب المقهى ، شعرت بجسدي يتحرك من ثم رأيت لوي يبتسم بغباء كعادته


ـ لما تبتسم هكذا ؟ ألا تراني منزعجة من ابتسامتك .... وأنا لم أغفر لك بعد !


تعثلمت طوال الطريق بتلك الكلمات ، احاول إزعاجه مع ذلك بقي هو صامت أو ضاحك في بعض الأحيان لما أتفوه به ، مثل "أنظر قطة سوداء ، سوداء بلون قلبك !"


...

ـ ظننت بأنك قُتلتي أو فررتي من الدولة !


قالت كليو تساعد لوي بحمل جثتي نحو السرير ، لقد أمضى لوي يبكي وجن جنونه أخذت تقول لي ... ولكنها توقفت لأن لوي جحظ بعيناه نحوها ، حاولتُ فك الأسر والقول باني قادرة على القيام بالامر لوحدي ، مع ذلك لم يستمعوا لي


ـ سأخبر الشرطة بأننا وجدناها !

قالت كليو من الفراغ ، نظرت لهم بغضب أحاول تحليل ما قالته كليو من أمر


ـ يا إلهي ... اتصلتم بالشرطة ؟! لمـــــــا


صرخت مناهرةً على السرير لاحتضان الوسادة بكل حب ، سمعت لوي وكليو يتناقشون من ثم ذهبت كليو لغرفتها للحديث مع الشرطة ونيل قسطًا من النوم ، لأن الساعة رابعة والنصف صباحًا على الأغلب


ـ سمر ... أمازلتي مستيقظة؟


أطلقت زمجرة دلت على استيقاظي ، من ثم شعرت بدفئ جسده بجانبي ، يبدو بأنه جلس على السرير كذلك



ـ أنــا .. أنا حقًا آسف


قالها لي ، التفت بسرعة لرؤيته ، كان ينظر لي بعيناه المرهقتان ... تنهدت من جديد وأعدلت في جلستي


ـ أعلــم ذلك ، وأردت تعذيبك ! ويبدو بأنني نجحت


أشرت على وجهه المتعب ، استطاع الابتسام ، أغمضت عيناي أشعر بالنعاس لأول مرة منذ بدء اليوم


ـ أنت تعلمين بانني لم أقصد ما قلت ! أعني إن أفلست من جديد فإني أود سمر هاريس أن تكون المشردة التي أعلق معها !



أخبرني يوضح وجهت نظره ، بقيت صامة أستمع لثرثرته الغريبة تلك ... فكل شيء خرج من فمه بدى مثل " واه الغرفة جميلة ، واااو لوي يملك شعر ناعم ، واااو أنا ثملة ، ووواو أرى نجوم الظهر ، واااااو يداي كبيرتان " بدأت أجن شيء فشيء


ـ أنا حقًا ممتن لك و ما فعلتيه ، ومدين بحياتي من أجلك ، فقط تفهمي أن ما قلته خرج من باب الغضب ، من المستحيل أن أقولها لك من جديد ، فقط سامحيني ... لا أريد ضغينة أخرى بالإضافة لوالدي !



شعرت بيداه تمسك يداي ، دق قلبي بقوة شديدة ... لم أستطع أن افتح عيناي ولكن مازلْتُ أرى عيناه الزرقاء تنتظر إجابتي


ـ بشرط !



رفعت أصبعي السبابة بكل جهد " أي شيء" أطلعني لوي من ثم أخذت نفسًا عميق أحاول ألا أتعثلم على كلماتي


ـ اذا فزتَ أو خسرتْ القضية ستحصل على السيارة ... وأود منك أن تعلِّمني القيادة ولا يمكنك التذمر أو الشتم أو الغضب إن حطمتها لألف قطعة!



قلتها ضاحكةً ، من ثم أمسكت الوسادة ووقفت على أقدامي متوجهة للأريكة


ـ اتفقنا ... ولكن قوليها !


ـ يا إلهي لوي ... لا تلح فأنت تؤلم رأسي ، حسنًا أسامحك لا أملك ضغينة اتجاهك !


قلتها ممسكةً راسي ، فقد قال كلماته بصوت مرتفع آلم راسي بشدة ، بدأت بالمشي ولكن بأعجوبة



ـ كنت سآخذ السرير وأترك تنام على الأريكة ولكن بما أننا أصدقاء من جديد الآن سأنام على الأريكة!



ضحك لوي من بعدها شعرت بجسدي يلقى على السرير ، التفت لـ لوي الذي جلس بجانبي ويده على رسغي يبتسم كالأبله المعتاد



ـ لا بأس نامي هنــا ، سأنام على الأريكة على سبيل التغير ~


قالها ممسكةً بوسادة ومتوجهًا للأريكة ، ابتسمت أشعر بالفرحة قليلًا من ثم نظرت له متذكرةً شيء


ـ لــوي ...


قلتها بطريقة غريبة جعلته يضحك وينظر لي


ـ نعم سمر !


قال كلماته بذات النبرة التي استخدمتها لاضحكه كذلك


ـ أنت تعلم بأني لن أتذكر معظم ما حدث بيننا غدًا ، لذا اود شوكولاتة و باقة من الورود كي أسامحك من جديد ~


* يتبع

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Epic ; 01-18-2016 الساعة 10:27 PM
  #90  
قديم 01-18-2016, 10:29 PM
 
ظِلالُ مشرَّدة :: الفصل الثالث |3|

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





الفصل الثالث
|3|[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



ـ أراكما الأحد !



آخر كلمات قالها لوي ، قبل أن يعود لـ { نيويورك } ، من أجل جلسته الثانية ؛ اتضح بأنه فوت الجلسة الأولى قبل أربعةِ أيــامٍ ، لست خبيرة في مجال القضاء ، لكن تبدو قضية لوي في الحضيض !


رحل بعد يومين من مكوثنا في لوس أنجلوس ، وبهذا يبقى لنا يومان آخران ، وأذكر بأن لوي طلب منا ، وأقتبس الكلمات منه " أصرفِ بعض من المال لشراء الملابس لك ولـ كليو "

بدت كلماته كشيءٍ يقوله رجلٌ نبيل .

هو شابٌ مفلس ، بالكاد دفع تَذكِرة السفر للعودة ، يحث فتاتان من ناحية منطقية " غريبات بالنسبة له " بأخذ ما تبقى من مال وصرفه على أهوائهما الأنثوية، إن طُلِبَ مني تكهن مستقبلي قبل شهر، لما توقعت يومًا أن لوي آدمز هو الشخص الذي فتح أبوابًا لحياة أخرى ، الشاب الذي انتشلني في ليلةٍ وضُحاها من الفقر كالسحر ، الفتى الذي استطاع إدخال نفسه لعالمي دون جهدٍ يذكر ـ فقط شخصيته المتذبذبة وابتسامته الحمقاء وافية ـ لن أنكر بأني محظوظة لمصادقة شابٍ مثله ، لم تكن صفاته إلا رفيعة !


لا أذكرُ موقفًا جعلني أشعر بعدم الراحة معه أو حتى تصرفًا دلَّ على دنئه ، ربما ما حدث قبل يوم يوضع في عداد أفعاله ... لكنه إنســان و أول ما أذكره عند نطق تلك الكلمة ؛ بأننا فانين نخطء ، هذا ما يميزنا ! لوي جرح مشاعري نعم ، لكنه جرح مشاعره أكثر عندما علم أثر كلماته في كياني ، لقد أمضى نصف يومه يبحث عني والنصف الآخر يبكي عليَّ يا ناس! ماذا فعلت لأحصل على شابٍ مثله ؟


ولكن الأمر يجب أن يبقً سرًّا ! آخذه معي للقبر ، لا يمكن إخباره أنِّي أدين له بخدمات لإنقاذه لي ! سيعلو تغطرسه لحد التأمر علي ... ولم يولد بعد ذلك الإنسان الذي يملي علي طلبْ!


ولكن كلَّا في كل ، إن أردت حقًا العودة في الزمن وتغير الأحداث ، لكان الشيء الوحيد الذي سأفعله هو صفع تلك الأفعى غليندا موش !


ولكن !


أتسائل؟ لما عالمي يبدو باهتًا بعد رحيله؟ لمــا كل شيءٍ أجده أمامي أربِطه بذلك الـ لوي؟ لمـا بحق السمــاء أبقى يقظة ساعاتٍ طوال أتقلب كـ أُمٍ قلقة على ابنها المسافر؟ لمــا أشعر بأن قلبي يحن لسماع صوته و رؤية محياه الآسر ؟ هــ لمــا أشعر بأن وجدت شخصًا قد سد ذلك الفراغ الذي يدعى "سعادة" ؟


...


انتهت فترة راحتنا والآن علينا العودة لـ { نيويروك } للعمل ... وأنــا التي توقعت أن تكون الفترة طويلة ! ولكنها مرّت مثل البرق .


ـ لا أصدق بأني فررت ... هذا أفضل شيء فعلته في حياتي!


قفزت كليو في مقعد الطائرة بكل لهفة ، وأنا بدور تمعنت بملل من النافذة أنظر لـ مطار ، الأرض تقترب شيئًا فشيء ، مع كوني أكاد أطير من الفرح لرؤية لوي، وأن هنالك عمل ينتظرني وكذلك فتاةٌ أتشبث بها كصديقة ... إلا أن قلبي يدق بطريقة دالة على المشاكل، قلبي يدقُ بتلك النبضات عندمــا مرِضت لأيام ، عندما رأيت أمي تبكي ... تلك النبضات التي جلبت الهلع لي!


ـ اهدء قليلًا !


أزحتُ تلك المشاعر ناظرةً نحو كليو ، فقد أزعجتني بثرثرتها اللامتناهية عن حياتها الجديدة معنا ، " أنـا مدينة بحياتي لكم ، سأكون أفضل صديقة لك بل يمكنني الطبخ والتنظيف وحتى الحياكة !" كليو توقفت عن القفز ونظرت لي ببعض الحيرة ، لما لا بدأت أشعر بالوعكة في معدتي ... تلك المشاكل على مقربة أشعر بذلك ، لاطالما ملكت تلك الحاسة !


ـ نشكركم لإتخاذ هذه الشركة من أجل الطياران وأتمنى أنكم حصلتم على رحلة متميزة ، والآن نرجو من الجميع انتظار لحظات في حين يتم فتح الأبواب من أجل النزول !


أطلقت نفسًا عميق صاحبه ثِقلً ، شعرت بقلبي يدق أكثر فأكثر ، فككت حزام الأمان في حين قفزت كليو نحو مقصورة الحقائب فوقنا لأخذ حقائبنا ، تسوقنا نعم ... ولكن ليس حد الإفراط ، بل من طيبة قلبي ابتعت للمسكين لوي ملابس ، أم كانت طريقة لاختيار لباسه كما فعل لي!


ـ هيّا إنهم يخرجون !


قالتها كليو مادةً حقيبتي صوبي ، ابتسمت لها بشكر وأخذتها واقفةً على قدماي ، بدأنا بالتوجه نحو المخرج بكل هدوء ، وقف مضيفوا الطيران يشكروننا ويتمنون لنا السعادة ، من ثم شعرت بنسمات الهواء تداعب وجهي بكل سحر بمجرد أن خرجت من تلك الصفيحة ، لم أشعر بالتوق إلا للآن !


نزلنا السلالم وتوجهنا نحو منطقة الختم ، أعطتني كليو جوازها من حقيبة يدها الحمراء الكبيرة، مع مصادقتي لـ كليو طوال الخمس أيام تلك ... اكتشفت بأنها تملك حس موضة رائع


ـ سمر هاريس ، كليو فالجون ... أليس كذلك ؟


طأطأ كلانا رأسه دون استيعاب ، وشعور القلق بدأ يجتاحني ، سلَّم الرجل جواز سفرنا من ثم رفع سماعة الهاتف السوداء يتحدث بكلماتٍ مختصرة كي لا نفهم شيء


ـ آسفٌ على التأخير لكن هل يمكنكم اللحاق بي لحظة !


قُبِضَ قلبي من جديد ، لم أرتح للأمر ، غرست أظافري في رسغ كليو التي شعرت بألم خفيف ونظرت لي باستغراب .


ـ مــابالك ؟


همست لي في حين قادنا أحد حرَّاس المطار نحو منطقة في الخلف ، راقبت الرجل بنظرات ثاقبة في حين كليو تأملتني بعيون قلقة جعلتها تتسائل عما يحدث لي


ـ ابقِ على مقربة منّي ...


رأيت الخوف في عينيها ووجها الأبيض انخطف لصفار ، بدأنا بالسير إلى غرفة مجهولة ، بقينا نسير لمدة خمس دقائق إلى حين رأينا الباب المطلوب ، كتب عليه "الاستجواب " شعرت بـ كليو تقترب نحوي تنظر للمكان برهبة شديد ، تحدث رجل الاستقبال من الحارس فيما بينهم ، ثم التفت لنا وابتسم بتواضع ورحل ، تسمر كلانا ينظر للحارس من ثم دفع الباب بقوة لنرى مجموعة كبيرة من الرجال يرتدون ملابس شرطة


ـ لقد أتينا بـ سمر ؟!


نطق الحارس يشير لي من ثم دفع كلانا داخل الغرفة بحركة عنيفة ، سمعت ضحكةً مألوفة لا طالما كرهتها ، التفتُ للخلف لأرى كامرون الأخرق والجبص على قدمه اليمنة ـ ليتك مت!ـ
أقفل الباب وعلامات النصر تعلو وجهه ، التصقت بـ كليو لمحادثتها


ـ اتبعيي حركاتي !

همستُ لها ، هي رمشت عيناها دلالةً على الموافقة ، في حين اقترب النقيب كامرون صوبي يضحك بجشع ويداه على خصره السمين


ـ وأخيرًا نلتقِ يا جملية ! ... عليَّ الاعتراف أنت أصعب مجرمة قابلتها


قال ممسكًا خصل شعري يتفحصهم ، قشعر جسدي لقرف يداه ، على الأغلب السكر يغطيهم من الكعك المحلى ـ ضربت يده ليبعدها عن شعري ، اعتلى الغضب وجهي


ـ ماذا تريد ؟


نبحت له بصوتٍ غاضب ، ضحك من جديد وتوجه نحو الباب من أجل الخروج ولكنه نظر لي من كتفه وابتسامة مريض نفسي الصقت على وجهه


ـ أنتِ خلف القضبان !


خرج من الغرفة بكل شموخ يضحك لوحده في الردهات ، تفحصت المكان خمس لـ عشر رجال من الشرطة بدأوا بالتحرك نحو الباب للخروج ، لوهلة ظننت بأنه تركنا لكن أحد رجال الشرطة أمسك يدانا بكل إحكام يقدونا بعنف للخارج


ـ هــــي ... لا تدفع هكذا !


صرخت كليو نحوه تحاول جعله يرخي قبضت يده عن يدينا

ـ اخبرنِ ، أنا المطلوبة هنــا ... لما أخذتم هذه المسكينة معي ؟


نظرت لرجل ، بدى بأنه إيطالي أو اسباني فشاربه أبدى على ذلك وكذلك اللكنة


ـ أبلغ عمّها عن الفقدان ... وكنتم أغبياء لرجوع ، هو الآن في طريقه لـ نيويورك


بدأت كليو بالرج كالمجنونات ، ودموعها هالت كشلال ... رأيت الرغبة الموت في عيناها ، شعرت بالخوف نحوها لذا أمسكتُ يديها أحاول تهدئتها بأي طريقة


ـ لا تقلقِ ، لن أجعله يأخذك ... أعدك !


فلندعو بأنني قادرة على القيام بهذا الوعد ، لأنه صعب جدًا

ـ والآن إلى أين ستأخذوننا ؟


قلتها لرجل من جديد ، نظر لي بقرف من ثم تابع دفعنا بقوة ، تنهدت بتعب وتلفت يمنة ويسرة لرؤية الحضور كان الرقاق فارغ لذا انتهزت الفرصة لركل الرجل وجعله يقع على الأرض من الألم


ـ هيّا !


أحكمت الإمساك بيد كليو وبأننا بالجري ، جلت بالمكان أبحث عن مخرج ، التفت نحو باب ولكنه مقفل ، شمت الحظ وعدت للجري في الرقاق ... الامر المخيف لأن باقي رجال الشرطة في الامام والأخرق في الخلف وربما يستطيع اللحاق بنا بعد قليل ، شعرت بالجدران تغلق علّي لوهلة ، انتبهت كليو لي وبدات تقود جسدي للمخرج ، رايت شريط ذكريات يمر ، سأدخل السجن !


سأخسر الوظيفة وأعود مشردة وعلى الأغلب لوي لن يود اي علاقة معي من بعدها ، وكليو ستغضب مني لانني لم التزم بالوعد ... سأخسر حياتي للمرة الثانية !


ـ توقفوااا!


سمعنا لكنته الإيطالية تنادي ، ازدرءت لعابي أنظر لـ كليو المشتتة ، لم أعلم ماذا افعل ولكن لن أستسلم بعد ... مع ذلك القدر قرر أن يضحك علينا ويغلق أبواب الفرار


ـ ليس اليوم !


شعرت بكلبشات تغلق عليّ التفت للخلف لأرى ابتسامته المجنونة تمسك بسلسلة المفاتيح التي تفك أسرنا


ـ هيّا لسيارة ~


دفعنا بقوة كبيرة نحو المخرج الذي كان أمامنا طوال الوقت ، شعرت بالغباء في حين شهق معظم المسافرين لرؤيتنا مع الشرطة ، شتمت أسفل أنفاسي أنظر لـ النقيب كامرون يلوّح للحضور يطلعهم بأن الأمر بخير ... أقسم بأنه يحاول ترك انطباع رجلٍ قد قبض على تاجر مخدرات و زميله الذي يرمي الجثث


ـ أملك الحق في مكالمة هاتفية ! أريدها الآن

اخبرته بكل سخط ، قهقه كامرون عليّ وطأطأ رأسه بموافقة للامر وبقيّ بقربي

ـ افعلي ذلك

أخرجت هاتفي من جيب البنطال بيدي الحرة أبحث عن الاسم الوحيد الذي قد يساعدني ، اتصلت عليه ووضعت السماعة بمقربة من أذني أتمنى أن يرد ...


ـ ألم أقل بأنني أملك جلسة استماع ؟!

ـ أنا آسف حسنًا ... ولكن لدي أخبار سيئة !

ـ لنأمل ! لأنني خرجت من المحكمة مثل المجنون

ـ لقد تم القاء القبض علينا ... وعلى الأغلب سأسجن وكليو ستعود لعمها المنحرف!

ـ هـــا ؟!

ـ لوي ، سوف نسجن !

ـ سمعتك ، ولكن كيف ؟ ولما ؟

ـ لا يهم فقط أخرجنا أكفلنا أي شيء ... لا أود خسارة العمل غدًا ، افعل أي شيء !


صرخت بالهاتف قبل أن يمسك النقيب الهاتف من يدي ويضعه في أذنه


ـ أيًا تكن ، لقد تم القبض على سمر هاريس بتهمة تخريب ممتلكات عامة و كليو فالجون سيتم سجنها مؤقت لحين مجيء عمّها ، إن ملكت المال أكفلها ! طاب يومك !


وهكذا أقفل الخط ووضعه في جيب بنطاله ، تنهدت بيأس ... سيكون من جميل إن وضعوني مع أماندا و لكن النقيب حقير ... سيضعني في زنزانة قد ملأها العفن على الأغلب !



...




ـ أتعلم ... لا أفهم لما لا تملك حياة خاصة بك ، تثير شفقتي كامرون !

قلت له من خلف قضبان الحديد ، كليو قد غطت في نوم تود نسيان همومها ، والنقيب جلس بجانب الزنزالة يتناول الكعك كعادته ، لقد اصبت فهو وضعنا في زنزالة عفنة و رطبة بعيدًا عن أماندا وماثيو ، لقد انقضت خمس ساعات منذ حبسنا وبدأت أشعر بالملل والجوع !



ـ أملك حياة الآن ، بعد أن ألقيت القبض عليك !

ـ أخرق!

تمتمت بعد أن شخر بضحكته يحتسي من القهوة خاصته ، الساعة تجاوزت الثانية عشر مساءً وهو يحتسي القهوة ؟! لا أظن بأنه يملك حياة غير عمله ... على الأغلب يعيش مع والدته !


ـ سمر هاريس و كليو فالجون !


نزل أحد رجال الشرطة بيده ورقة صفراء ، وقف النقيب على أقدامه يتسائل ما يحدث من حولنا ، ضربت كليو لتستيقظ ، فزعت بالاول من ثم وعت عمّا يحدث


ـ أطلق سراحهم


شعرت بوجنتاي تنشقان من الابتسامة الفرحة ، وقف كامرون أمامي ليمنع الرجل من فتح الزنزانة وعدم التصديق قد وصف رده


ـ ماذا تعني بذلك ؟ لقد أخبرتكم بأنها مجرمة!


صرخ نحو رجل الشرطة ، مع ذلك أزاح الرجل النقيب كامرون وأخرج سلسلة مفاتيح وفتح باب الزنزالة


ـ ذهبنا مع فتًا شاب نحو الاماكن العامة التي خربتها الآنسة هاريس ... ولم يكن هنالك دليل على أنها خربت تلك المناطق !


صرّح الرجل ، وددت احتضانه بكل قوة ولكن ربطت تلك المشاعر لأن الأمر سيبدو غريب


ـ ماذا تقصد ... رأيتها بأم عيناي وبيديها الطلاء ترسم على الجدران

ـ ربما رأيتها ولكن لا تملك الدليل الكافي ، فاسمها غير موجود على الجدران أو اي دليل يقود صوبها


أمسكتُ يد كليو بفرح ، وبدانا من بعدها بالصعود للسلالم لنرى وجه الأرض من جديد، دخل نقيب كامرون في شجار حامٍ مع رجل الشرطي عن كون المركز غير عادل ، شعرت بحبل الحياة طويل لوهلة ، مررنا بقسم الممتلكات وأخذنا حقائبنا من ثم خرجنا من المركز نزيل همّ هذا المكان ... احتضنت كليو بقوة كبيرة وهي فعلت المثل نتحدث بفرح عن أعجوبة فررنا هذا



ـ ألا أستحق حضن كذلك ؟


سمعت صوته بقربنا ، تلك النبرة الفرحة ... أعادتني لصوته عندمـا عزف البيانو ، فككتُ الحضن ونظرت نحوه دون تردد ، قلبي دق من جديد وهذه المرة بحماسٍ وشوق ... هل الانسان يتغير في ثلاثة أيام ؟ لا اظن ذلك ولكن لوي فعلها ، قص شعره ليصبه أنيق وسرحه للأعلى ، لكن ملابسه كما هي ، وابتسامته مشعة كذلك ، ركضت نحوه كما لو كنت بفلم ، كنت أبتسم كطفلةٍ رأت أحب شخصٍ على قلبها ، ماذا فعلت بي يا لوي في شهر؟


قفزت عليه من الفرحة ولكنه تمكن من إمساكي ، احتضنت ظهر رقبته بقوةٍ شديدة ، رائتحه كما هي ... نعنعٌ و ذلك العطر الرجالي

ـ لن تصدق كم اشتقت لك يا أبله!


قلتُ بنبرةٍ مبحوحة بعض الشيء ، سمعت قهقهت لوي تنزلق من فمه في حين بادلني العنق متأخرًا ـ ربما أخذته بغفلة ؟! ـ


ـ ماهذا الذي أسمعه ، اعترافٌ بالحب؟


أخبرني بسخرية ، من ثم أرجعني للخلف ليُري وجهه المشع ، لقد احمرَّ مثل طماطم طازجة ، لا أعلم لما ولكن وجدت الضحك أنسبُ شيءٍ


ـ أنــا في الحب؟ لم أفكره به يومًا ... ولكن سعيد الحظ ذاك لديه مشاكل عقلية ليختارني!


ضحك لوي على تعليقي الساخر ، كم وددت صفع نفسي ... لما لم أقل نعم؟ لمــا أنكرت ذلك ؟


أنزلني أرضًا فقد طُفت في الهواء لدقائق ولم ألحظ ذلك ، داعب خصلات شعري بطفولة من ثم وعيت بأن كليو في الخلف ، التفت نحو لأراها تبتسم ببلاها نحونا ، أشار لوي لها بالاقتراب وهي فعلت ذلك ، سرعانما نظرت لكلانا بطريقة منحرفة وابتسامة لعينة


ـ أأستطيع أن أكون عرابة طفلكمــا ؟ أجد اسم دايفيد جذاب واسم سيلينا جميل ... ولكن بشأن الزفاف ، ستقيمانه بـ بريطانيا أليس كذلك؟ سيكون من الجميل أن أسافر هنالك !


ثرثرت بكلمات لا معنى لها ، لوي نظر لي بعشوائية ويمكن رؤية الإحراج في عيناه وكذلك السعادة ، لا يسعني سوى ان أوافق تعابيره ... سيكون من الجميل أن أحظى بزفاف ، مهلّا ... لم أعترف له لا داعٍ لاستعجال الأمور !


ـ بغض النظر عن الحب لكن كيف أخرجتنا ... وماذا عن عمي!


قالتها كليو بكل عجلة وهذه المرة يداها محكمة الإمساك بذراع لوي مثل طفلة صغيرة


ـ آه ، بشأن ذلك !


ابتسم ينظر لكلانا دون تحديد


ـ تذكرت بأن سمر ارتني إحدى رسوماتها ولاحظت بأن اسمها غير مودن لذلك تحدث مع المحامية وقالت بانه غير مذنبة وعليك إخراجها ، بالنسبة لك ... فقد اتصلت مع عمّك من أجل ابقائك ، والامر المضحك بانه سمع بأن في نيودلهي وليس نيويورك ، رجل غريب وعندما عرف بذلك فرح على عكس الصورة التي وصفتيها لنا ، قال بانه سيمكث في الهند لأسبوعين من ثم يأتي للحديث معك بأمر العيش ، بما أنك ستجتازين السابعة عشر بعد أربع لثلاث أشهر من الآن


احتضنته أنا من جديد من باب الشكر ، وكذلك كليو ... لم أجد كلمات توصف شعوري ، اظن بأن المساعدة تاتي مفعولها !


ـ حسنًا ... الآن أود تناول طعام ، معد من قبلكم فأنا حقًا رمقت الطعام الجاهز !



ابتسم بتعجرفه التام ، وشعرت بقلبي يدق من جديد ، شبك كل منا ذراعيه بالاخرى لنبدو باننا أعز أصدقاء على وجه الأرض



ـ لمــا لا ؟



* يتبع

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Epic ; 01-18-2016 الساعة 10:46 PM
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كل شيء بقلمي # كي ميناكو لوحات فنية و خط عربي 5 03-01-2015 04:42 PM
Art -بقلمي kleodora تعلم اللغة الانجليزيه 4 06-27-2013 10:40 PM
بقلمي ...!!! عبدالله الشاعر حوارات و نقاشات جاده 189 11-05-2012 09:23 PM
إ...نـ....تـ.....ظـ.....ـا...ر....!! ( بقلمي) لوريانا أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 13 01-24-2012 08:27 PM
بقلمي .... °•فتاة الأنمي•° شعر و قصائد 44 05-01-2009 06:12 PM


الساعة الآن 02:55 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011