عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree8Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 05-15-2015, 08:23 AM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الجزء الخامس


(كــــــريــــــس)



في صباح اليوم بدأت بتجهيز ملابسي و أغراضي متعجلة جدا أود الذهاب لوالدي في لندن ^^
فكرت , ربما سأذهب من هناك الى فرنسا لزيارة أمي أيضا ..
الساعة العاشرة و أنا أنهيت ترتيب أدواتي , ثم اتجهت للمطبخ لأتناول شيئا ما..
بعدها بدأت بترتيب شقتي الصغيرة , و تلقيت رسالة بريد ألكتروني من الجامعة يذكرونني بضرورة أعادة
التسجيل في دورات اللغة الفرنسية , لا يهم تماما لأنني أجيد هذه اللغة منذ صغري..
كنا نعيش بفرنسا مع والدي لسنوات طفولتي كلها , ثم انتقلنا هنا بأمريكا !
كلما أفكر بما حدث و آرثر أشعر بالغرابة , كل شيء يبدو كحلم , و اعترف بأنني كدت أنكر الواقع..
لكن بفضل القلادة التي كلما أرى الموت أتذكرها تعرفت اليه ‘‘آرثــر‘‘..
نعم أنني ممتنة لهذا , لأنه أبعد عني وحدتي الشديدة التي مررت بها هذه الفترة..!
خرجت قاصدة المكتبة العامة لشراء كتاب موسيقي و أنا أفكر بأمي , هي تعشق الموسيقى الهادئة..
وهي تعمل حاليا مدرسة للموسيقى في أكاديمية خاصة..!!
خرجت بعد فترة الظهيرة منها لقد راقت لي بعض الكتب و قرأتها.. كم يشعرني هذا بالسعادة..
وفكرت بأن أنصح أي أحد يشعر بالوحدة عليه بقرآءة الكتب..
مررت من عند الحديقة و فكرت بأن أتمشى بها قليلا.. و أراقب الأطفال الذين يلعبون..
بعدها لا أعلم كيف قادتني قدماي , لأقف أمام المنزل الكبير..
شعرت بانقباض غريب بقلبي.. , هذا المنزل الذي تحيطه الأشجار المنسقة..
و أحواض الزهور الثمينة..!

فتحت البوابة و دلفت داخله بسرعة و بدون تفكير..
دخلت الى داخل المنزل و صعدت السلم الذهبي الكبير , ثم اتجهت الى غرفة قد عرفتها من قبل..
شيء غريب يبدو المكان خاليا لكن..
لكن هذه الغرفة فتحتها تلقائيا , رأيته بها..
قلت بصراخ عالي : كريـــس !!
حدق بي بعينيه الحمراوين المنتفختين و وجهه الشاحب.. وهو شبه جالس على الأرض
ممسكا بحقنة بيديه المرتجفتين..

قال بتعب : فـ...ـلور.. ؟!.

ركضت نحوه و أنا أجلس بجانبه , لقد تسبب بوقف قلبي.. أمسكت يديه و أنا أصرخ به و دموعي تنهمر
_: توقف هل جننت ؟! , أنت لم تتركه هذا.. أتريد قتل نفسك..؟!
دفعني بعيدا وهو يقول بغضب : دعيني و شأني.. ألم أقل لا أريد رؤيتك مجددا..؟!
رجعت مجددا و أمسكته , و أنا أبكي : لا تفعل هذا ؟! توقف.. سوف تموت..!
لكن ضرب فخذه بالحقنة و هو يتنهد بارتياح و أنا أبكي بضيق..
هززته بقوة و صرخت : أحمق.. أحمق.. سوف تموت..! أقلع عن هذا..
بشكل غريب و بقوة لم أعرف كيف أتته , طرحني أرضا و هو فوقي..
قال بغضب : أنتِ الحمقاء هنا فلور.. لم أتيت إلي مجددا..؟!
ثم حاول ينتزع الجاكت الذي ارتديه , صرخت به : توقف.. و أنا أمسك بذراعيه..
لكن .. فتح الباب فجأة و سمعت صوت خطوات سريعة نحونا..

صدمت و أنا أرى صديقتي القديمة "كيت" و هي تركض لتحتضن كريس و تقبله..
جلس كريس وهو شبه نائم على السرير .. لم يكن بوعيه أبداً..
أخذت أشهق و أنا اتنفس بصعوبة ..
التقت عيناي بعينا كيت الزرقاوين , فظهر حقد شديد .. لم أره من قبل أبدا !
تقدمت نحوي و أنا نهضت بسرعة لأتراجع..
صرخت بوجهي : لم لا تخرجين من حياااتناا..؟!
كان صوتها عاليا جدا و هي منفعلة للغاية.. ارتجفت و أنا أحاول تهدأتها بلا أمل حقيقي
_ كيت , أهدئي .. هذا خطأ ..أعني أنا ..كنت.. أحاول المساعدة...
لم انتبه إلى أنها كانت تمسك بـ عصا المدفأة !! إلا عندما حاولت ضربي به قرب الشرفة..
تراجعت بسرعة و أنا أصرخ و دموعي ملئت وجهي
_ كيت , أتريدين قتلي ؟! , أنني صديقتك.. أنا فلـ....
صرخت بي و دموعها تسيل هي الآخرى : كلا.. أنت خائنة ..تحاولين سرقة حبي الوحيد.. يالك من وضيعه.. سأقتلك..!
اتسعت عيناي و أنا اصطدم بالسور من خلفي..
ضربتني بقوة مع رأسي عندما نظرت خلفي, رأيت النجوم تتراقص و ظننت بأنني سأموت ..
لكن لم أعي بأنني أهوي على رأسي من الطابق الثاني لهذا القصر !!
لقد نجوت من الموت لسقوطي بأحواض الزهور , بالرغم من أنني شعرت بتحطم عظام ظهري !
نهضت بتعب شديد و ألم و أنا أحضن رأسي بين يدي ركضت الى بوابة الخروج..
لكن كان الظلام قد حل , ركضت هكذا بالشارع شعرت أنني بوسط فلم رعب !!
و أنا الضحية , لا يبدو بأن النهاية ستكون سعيدة..~
أتت سيارة مسرعة و أضواءها أعمت عيناي كادت تصطدم بي.. لكنها انحرفت بشكل غريب
و اصطدمت بالجدار ليتصاعد منها دخان !!
حدقت و أنا أشعر بصداع فضيع , فرأيت القطة البيضاء تخرج من خلف الأشجار وهي
تمشي ببطء نحوي..

تعجبت بشدة ( هل القط هو من أنقذ حياتي ؟! )
سقطت على الرصيف و أنا أتنفس بصعوبة و تعب شديد...
شعرت بحرقة بركبتي التي جرحت بشدة و ألم فضيع بظهري ,و ألم أكبر برأسي..
قبل أن أغمض عيني رأيت قدميه يقفان أمام وجهي الملاصق للاسفلت.. !
أمسكني من ذراعي و ساعدني على الوقوف أغمضت عيني لشعوري بالدوار..
سمعت يقول بضجر : ماذا لو تأخرت بإرسال نايت ثانية واحدة.. ستضيع القلادة.. أُفٍ منك..
كم كان صوته مزعجا لي .. آرثـر أنت سيء قاس القلب.. !
أنه لا يعرف حتما مالذي حدث لي.. و لا يقدره , تبا للصبية لا يفهمون !
كنت أفكر بغضب شديد في كل شيء حولي , و لم أنطق..
غبت عن الوعي أو نمت , لا أذكر..
لكنني استيقظت قبيل الفجر و أنا أصرخ بفزع بسبب كابوس مريع عن كيت صديقتي !!
فزعت و أنا أحدق بسقف الغرفة المظلم.. وضعت يدي على قلبي برعب ..
لقد رأيت صديقتي , و قد ماتت بحادث.. !! في هذا الكابوس..
نهضت بسرعة و خرجت من الشقة و أنا أشعر ببرودة غريبة ربما لأنني تعرقت و أنا نائمة بسبب الحلم..!
قادتني قدماي الى منزل "كريس" الكبير..
التصقت بشجرة الحديقة أمام منزله و رأيت "كيت" للتو تخرج ..
تبعتها بعيناي , شعرت بضربات قلبي تزداد و هاجمني صداع مؤلم..
مشيت خلفها , و أنا خائفة و الجو مظلم بشدة . ثم رأيتها تقف بجانب
عمود الأشارة وحدها , و تخرج هاتفها لتكلم به.. اتسعت عيناي و أنا أرى رجلا مريبا يقترب منها
وهو يخرج من جيبه شيئا ما يلمع .. فزعت و صرخت : كيييت !!!
التفتت نحوي متعجبة , ألا بالرجل يهاجمها من الخلف.. ركضت نحوها بسرعة و بشجاعة لا أعرف من أين أتت
و ركلت الرجل , صرخت كيت رعبا و جرت بعيدا , و أخذت أجري أنا أيضا..
لاحظت برعب أن الرجل أخذ يركض خلفي و قد ترك "كيت" و شأنها !!
تذكرت ما قاله آرثـر عن جذبي للمصائب أو الموت بالأحرى !
دخلت الى زقاق مسدود و أنا أقفز على الجدار أحاول التسلق قبل أن يصل المتوحش..
لكنه أتى من شدة فزعي قفزت بقوة و تمسكت بالحافة..
حاولت رفع جسدي لكن بلا فائدة.. صرخت بقوة عندما شعرت به يمسك قدمي..
وكدت أفلت و أسقط لولا أن ذلك المتأخر أتى و أمسك بي من الأعلى ثم رفعني
لنقفز معا الى الجانب الآخر من الجدار .. ثم سحبني الى ركن مظلم بارد .
بعدها بثانية.. ظهرتُ بركن مظلم لكن دافئ..
أردت السير بتعب الى سريري لكن آرثر ظل ممسكا بي..!!
نظرت نحوه و كان وجهه مختفيا بالظلام و قلت ببرود أخفي غضبي
_ ماذا تريد..؟!
همس ببرود : حدثيني عن نفسك , من هو كريس ؟! و تلك الفتاة التي أنقذتِها ؟!
رددت بعصبيه و أنا أفلت يدي : لا شأن لك.. دعني سأنام , و أنت أخرج..
تركني و قال ببرود : أيا كان ..اعتدت على عجرفتك و غباءك حتى بعد ثوان من أنقاذ حياتك..!
قلت له بغيض و أنا أعدل وضع سريري : و أنت هو الملاك الطيب بالطبع..
ثم لفتت نفسي بالغطاء عل شكل حلزوني و حاولت النوم ,
مرت ساعة و لم أقدر.. لذا نهضت بصعوبة بسبب فراشي !!
حدقت بالركن المظلم و رأيت عينا آرثر الرماديتان تنظران نحوي بهدوء.. !!
لم استطيع رؤيته هو , بل فقط عيناه..
همست ببرود و أنا أحدق به : ألم تذهب ؟!
_ هل ترينني ؟! ,,, سأل بصوت خفيض
قلت و أنا أٌقف : أجل , أعني .. ثم فتحت باب خزانة الملابس و أكملت _ عيناك فقط...!
_ هممم ... _ همهم آرثر مفكراً..
قلت بعنف و أنا أخرج منشفتي : ألم أقل لك غادر..؟!
خرج آرثر من بطن الظلام بشكل ساحر جميل , كان وجهه يشع بياضا
قال ببرود : لماذا ؟! مراقبتك و أنت نائمة أمر ممتع !.
رفعت أحد حاجبي متعجبة , شعرت بضربات قلبي تزداد بشكل غريب
قلت له بخجل : كلا.. أن لم تلاحظ أنا فتاة ! وحيدة هنا, لذا يجب بعض الخصوصية..!
رفع أحد حاجبيه و همس ببرود : مم .. أنت مثيرة للتفكير فقط , غباءك و تصرفاتك لا يُتنباء بها هه.. !
اتسعت عيناي و ضربت صدره بقبضتي قلت بغضب :
_ أنت الغبي هنا, حتى درجة غباءك تصل الى حد لا تفهم به كيف... كيف...
عجزت عن نطق أي كلمة آخرى أمام عينيه اللتان ترنوان نحوي بهدوء و فضول غريب..
أطلق تنهيدة لطيفة بين شفيته و التفت برأسه بعيدا وهو يهمس
_ حتى أنك لا تعرفين كيف تتحدثين , مضحكة..!!

فكرت بتعب أنني أود أن أكون وحدي بهذه اللحظات , لكن هذا الأحمق لا يفهم و لن يغادر هكذا ,
يحب اغاظتي و أنا أريد أن استحم ..كيف يمكن قول هذا لشاب ؟!!
أعطيته ظهري و خرجت من الغرفة , ثم جلست على الأريكة..

ضممت المنشفة و استلقيت ببطء , قلت بنفسي ( سأتظاهر بالنوم , حتى يغادر هذا الـ آرثر..! )

فجأة شعرت به يلمسني بأصبعه و هو يقول
_ هيه , هيه فلور , لقد ظهرت الشمس ,كيف يمكنك العودة للنوم ؟!.
صرخت به و أنا التفت الى الجهة الأخرى : أذهب من هنااا ...!!
قال ببرود : موعد تذكرتك الساعة التاسعة صباحا أيتها الناعسة !
نهضت مذعورة و قلت : يا ألهي صحيح..
ركضت نحو الحمام بسرعة , ليس لدي وقت لأضيعه ..
كنت أفكر بشراء شيء ما لوالدي.. لكن هل استطيع..؟!
لكن لحظة دخولي , زلت قدمي و سقطت على رأسي على الأرض الرخامية..
شعرت بلآلم مضاعف ~~".. و بكيت من شدة ما حصل لي.. لم استطع كتمان دموعي..!!

أتى آرثر بسرعة ليساعدني و هو يمسك بي بين ذراعيه قال بقلق
_ هل أنتِ بخير ؟! كيف سقطت ..! ألم تري الأرض مبللة ؟!
قلت بألم و أنا أبكي: دعني و شأني..
شعرت بأن دموعي آرادت الانهمار منذ زمن.. و هاقد سنحت لها الفرصة..
أقفلت الحمام و بقيت أبكي لوحدي به.. لمدة طويلة لم أعرف تماما طولها..
ثم أخذت ألعب بفقاعاتي كي أزيل الحزن قليلا و ما حدث لي عند كريس
.. مسحت شعري . و شعرت بحرقة في عيني جعلتني أصرخ بألم : آآآه مؤلـــم..!!
لقد دخل الصابون في عيني !!
فجأة طرق آرثر الباب و هو يقول : فلور,, فلور هل أنتِ بخير ؟! إذا لم تردي خلال ثوان سأدخل.. ردي هل هناك من يحاول قتلك..!
صرخت بسرعة فزعة : لا لا لااا .. أيها الأحمق.. لقد دخل صابون في عيني.. !!
فكرت برعب ( فيما يفكر هذا المعتوة الأبلة الغبي الأخرق..!! من يمكن أن يهاجمني في الحمام..! )
لكن..
شيء غريب و مفاجئ سحبني الى قاع الحوض , الى داخل المياة..
كأنها يدين لوحش ما.. تحاول إغراقي..!! اختنقت و أنا أحرك يدي و ساقي باستماتة ومقاومة عنيفة..
حاولت الصراخ لكن المياة دخلت في جوفي.. فضربت بيدي الشيء الذي يمسكني بعنف..
لكنني ضربت الحوض..! و ساقي ارتطمت بشي ما و سقط على الأرض محدثا ضجيجا..!!
بعد مدة من الصراع لا أدري هل هي ثوان أم دقائق..!!
رأيت يدان بيضاوان تمتدان داخل المياه و ترفعانني عاليا ..
شهقت و أنا أتنفس الهواء بعد هذه المعركة الكتومة..!!
ثم أدركت الوضع الذي أنا به , آرثر معي في الحمام..!!!
كدت أريد الصراخ لكنني لم أقدر بسبب ألم حارق في حلقي..
قال آرثر بسرعة وهو يلتفت بعيد : لقد كان المكان ملئي بالفقاعات لا تصرخي.. لم أرى شيئا..
ترقرقت الدموع في عيني , فبكيت بصوت مكتوم ومع خروجه ذلك الأبله !
نهضت و لففت نفسي و خرجت و أنا بحال يرثى لها.. الى أن أعود لطبيعتي يجب أن يفسر لي ما حدث !!
لم أره لحسن حظه كنت أنوي ضربه بشدة إلى أن يصرخ !
, فبدلت ملابسي بسرعة خارجة و جهزت حقائبي..
الساعة الآن السابعة صباحا , فكرت و أنا اسرح شعري..
سوف يمكنني شراء شيء ما لوالدي..!
أحمر وجهي بشدة و أنا أتذكر آرثر , على الأقل قدر ما حدث و اختفى عن وجهي و ألا سوف أضربه الى أن تدمي يداي أيضا..!!
لمَ تحدث لي معه دائما مواقف في غاية الأحراج ~~"..
خرجت الى التسوق .. محل كبير و خالي تقريبا لأن الوقت باكراً..
وجدت ساعة جميلة جدا أعجبتني من الجلد الأسود.. ثمنها باهظ قليلا , لكن والدي غالي أكثر..
رأيت شابين يدخلان ما أن وقع بصري عليهما , حتى تبسم لي أحدهم..
فكشرت بوجهه , أتاني شعور سيء نحو الرجال..!!
نظراتهما ضايقتني بشدة إلا أن سمعت صوتا بجانبي يقول ببرود و وضوح
_ إلا ما تنظران أيها الوضيعان ؟!.
اتسعت عيناي فلتفت لأرى آرثر طبعا يقف خلفي تماما.. و كان يرتدي الأسود لكن قميصه بلا أكمام
و ظهرت عضلاته الضخمة و بشرته الشديدة البياض و كيف انسدل شعره الأسود حول عنقه بنعومة ~
اتسعت عيناي تعجبا أكثر عندما رأيت ذلك الوشم الأسود المخيف لجماجم و عظام تمتد من كتفه الى مرفق ذراعه الأيمن..!
نظر نحو وهمس ببرود : و أنتِ ألا ما تحدقين ؟! .
أشحت بوجهي عنه و لم أرد , سرت خارجة من السوق و قد أصبح الساعة الثامنة تماما .
فكرت بقلق كيف يمكنني ضربه أنه يبدو قوي جداً.. إن تحدث بشيء يغيضني مجددا سأضربه بلا تردد..!
جهزت كل شيء حقيبتي لم تكن كبيرة ,لم يكن لدي الكثير من الملابسة أصلا..
أردت المشي خارج غرفتي لكنني اصطدمت بالجدار..
تأذى جبيني وضعت يدي عليه و أنا أجلس على الأرض متألمة..
فكرت بيأس ~ كيف سينتهي بي المطاف..~
صرخت بغيض : أيتها القلادة اللعينة ! توقفي عما تفعلين بي...!!
_ حمقاء تحدث نفسها هه مضحكة..!
دون أن ألتفت خلفي , عرفت من يكون صاحب هذا الصوت المزعج..
نهضت بسرعة و خرجت.. لم لا أضربه ,؟! هل يخيفني ؟!.

شربت بعض الماء وأنا أواجه النافذة , حدقت بساعة يدي
أنها الثامنة تماما.. ما أن رفعت رأسي حتى شهقت فزعا.. و أنا أراه أمامي يقف..
رأسي لم يصل لكتفه حتى لم أرى وجهه كان تحركاته بلا صوت كم هذا مزعج للغاية !!
التفت بعيدا عنه , لكنه قال بهدوء :اسمعي , أظن بأن الضربات المتتالية على رأسك أثرت بتفكيرك قليلا..!
شددت على قبضتي من شدة الغيض الذي اشتغل بداخلي ><
أكمل : أنني أحاول تقدير و فهم ما يحدث في حياتك لكن..لن استطع إن لم تخبرينني شيئا ما عن نفسك..!
التفت نحوه و أنا أكاد أنفجر .. قلت له : لست متفرغة لك..! لدي ما يكفيني من المشاكل..!!
حدق بي قليلا ثم قال ببرود قاتل : اوه حقا , أتعجب من بقاءك حية..!ألم تفكري بالأنتحار ؟!.
هنا طفح الكيل...
صرخت بقوة و أنا اتجه نحوه : لدي وااالدااي و أنا أحبهما.. أنني أملك شيئا لأجل أن أحيا... لا يمكنك فهم هذا ..
ضربته بقوة على صدره و أنا أكمل : لأن لا قلب لك... >< و لا يـ...

توقفت فجأة و أنا أحدق بعينين متسعتين ثم ..
صرخت بأقوى ما لدي _ آآآآآآه !!!
ركعت على الأرض أمام قدميه و أنا أصيح و أمسك بيدي.. لقد كسرت قبضتي التي ضربته بها..!!
ماهذا .. هل جسده من حديد.. أو فولاذ..!!
جلس أمامي بسرعة و هو يمسك يدي.. و يقول بقلق
_ فلوور يا حمقاء , مالذي فعلته ؟! , دعيني أرى..!! حاولت دفعه بعيدا و صرخت به : أبتعد.. تبا لك.. أنت مؤذي..!!
لكنه أحكم يده على يدي كلاهما و بيده الأخرى أمسك وجهي..
قرب وجهه مني و قال وهو يحدق بعيني
_ هيه اهدأي.. أهدئي.. تنفسي بعمق , سأصلح هذا..
حاولت التنفس بصعوبة , ثم أغمضت عيني بقوة.. شيئا فشيئا تلاشى الألم..
عادت يدي لحالتها الطبيعية.. حمدا لله ~

ظللت جالسه على الأرض منكسه رأسي.. أما هو فقد نهض و جلس على الكرسي الوحيد
بالمطبخ .. همس بهدوء : لقد فكرت بهذا من قبل, أنا سوف أذهب بعيدا و سيقوم "نايت" بحراستك..
تنفست بعمق و أنا أنظر نحوه , غريب أنه يحدق خارجا بعيدا عني..
أكمل ببرود : إلى أن يحين الوقت , سيرافقك "نايت".. و أنت كوني حذرة..
ثم مشى مغادرا..

إنتهى الجزء الخامس إلحين مع




السلامه " class="inlineimg" />" class="inlineimg" />
  #17  
قديم 05-15-2015, 12:24 PM
 
السلام عليكم كيف حالك شكرا علي الدعوة كان هذا لطف منك ويشرفني ان اكون اول من يرد عليك البارت رائع جدا قمة في الابداع لقد احببته انه مدهش باانتظارك في الفصل القادم علي احر من الجمر اعتبريني من المتابعين ولاتنسيني في الفصل القادم
  #18  
قديم 05-16-2015, 04:14 PM
 
الجزء السادس ( في منزل والديّ )





ركبت الطائرة و أنا أشعر بمغص في معدتي و دوآر غريب , بالرغم من أنها ليست المرة الأولى !
فأنا دائما أذهب لزيارة والديّ كلاهما بالطائرة أو هما يأتيانني..
تذكرت أن حفلة الزواج التي دعتني أمي لها بعد يومين كما أذكر.. علي الذهاب هناك ’ لرؤية أمي..
للأسف لن أبقى لدى والدي سوى يوم و نصف بحسب تفكير المتقد الجيد..^^"..
فكرت قليلا .. لو سمعني آرثر لسخر مني حتى يسقط ضاحكا..! لكنني لن أسمح له.. ذلك المغرور..!!
صعقت و أنا أتذكر ( اليوم هو يوم ميلادي..!!! لقد بلغت العشرين من العمر..!! )
ابتسمت مع نفسي ببلاهة و قلت بهمس ( ميلاد سعيد يا فلور.. ميلاد سعيد..! )
انتبهت الى شاب وسيم للغاية ذا شعر أشقر و عينان زرقاوان يتقدم وهو على وشك الجلوس الى المقعد الذي بجانبي..
ابتسم لي بمرح و أنا اشتعلت خجلا كالعادة , كان رائعا بملابسه الثمينة هذه.. و نظارته الفاخرة في يده..
قال محييا بصوت هادئ للغاية وهو يجلس : صباح الخير..
ابتسمت له و وجنتاي محمرتان , رددت بخفوت : صباح الخير..
ظل مبتسما لي ابتسامه عميقة آخاذة ’ سبحت معها في عالم عينيه الأزرق البحري.. آه كم هو رائع هذا الشاب !!
فكرت بغباء هل لديه صديقة ؟!!
اعتدل بجلسته و قال لي بهدوء منبها : ألن تضعي حزام الأمان..؟!
خجلت بشدة منه و كدت أموت إحراجا , بسرعة سحبت الحزام يبدو أنني لم أسمع تنبيه الكابتن لربطه , توترت و يداي ارتجفتا لم أقدر على شبكه بشكل صحيح..
شعرت به يحدق بي ~~ يا إلهي .. يبدو أن القلادة لا تحاول التسبب بقتلي فقط , بل أحراجي أيضا..! تبا..!!

ابتسمت ببلاهة وأنا أقول بارتجاف : يبدو.. أنه مكسور أو ما شابة هيهيـ هي..!
ضحكت بغباء شديد من شدة بلاهتي اوه وددت لو أموت الآن..!!
لكن..ابتسم الشاب بلطف و أمسك بيدي , اتسعت عيناي و أنا أحدق به..
أمال نفسه باتجاهي و قال بعطف : لا بأس.. هدئي من روعك..
آه كم حلمت بشاب حنون كهذا و عطوف ,قلبه مليء بالدفء..
يداه الدافئتين ممسكتان بيدي.. أصلح لي الحزام ثم استرخى وهو يمسك بكتاب ما..
أخذت أحدق به و لم أشعر بأن الطائرة حلقت..!!
رغبت بشدة أن أعرف اسمه و من يكون , ياه تخليت لو هو ممثل سينمائي مشهور , أو ربما مغني ~~"..
شعرت بأنني تحت تأثير السكر و أنا أحدق به هكذا و النجوم تتراقص فوق رأسي..
لا .. أنه ليس ممثل أو مغني , أنه ملاك بلا شك..
لاحظ تحديقي المستمر نحوه فنظر إلي.. اشتعلت احمرارا و زرقة بسبب كتمان أنفاسي و كل شيء بدأ يدور..!
فلتفتت بسرعة نحو النافذة بجانبي و أنا أشعر بالدوار شعرت بأنه ابتسم و عاد لقراءته..

وضعت يدي على رأسي.. آه حتما أنني أشعر بالتعب و الدوار بشكل غريب..
تذكرت أنني لم أتناول الطعام جيدا بالأيام الماضية , وما حدث لي من أمور سيئة..
بالطبع الفضل يعود للأمير المغرور "آرثـر" !
قدمت المضيفة الطعام , لكنني رفضت بشدة أن آخذ أي شيء أو أتناول..
و السبب , خجلي الشديد من الشاب و الأهم ‘‘خوفي من أن يحدث شيء سيء..!!’’
نظر نحوي و قال بهدوء و ابتسامه : عليك أن تأكلي شيئا..
قلت له بخجل و عيناي على ركبتاي : لا أحب طعام الطائرات!! ثم أنني أشعر بالدوار..~~"
ابتسم بخفه و قال وهو يميل نحوي قليلا : يمكنك أن تنامي قليلا إذن..
قلت بخفوت و أنا أسترق نظرة خاطفة الى عينيه البحريتين : أ..أجل..
آهٍ كم هو رااائع للغاية .. أين يمكن أن يوجد شاب ملاك كهذا ...؟!
تذكرت شيئا , بما أنه يوم ميلادي سوف أكتب أمنيتي بالورقة حتى لا أنسى عندما يسألني والدي..
فأنا كثيرة النسيان ~~"

أخرجت ورقة من حقيبتي الصغيرة و كتبت بها ( اليوم يوم ميلادي و أرغب بهدية التي حلمت بها طوال سنوات وهي رؤية والدي معا و يبتسمان كي أصورهما.. ستكون أعظم هدية ... ولن أطالب بعدها بأي هدايا لأي مناسبة حتى لو كانت مناسبة زواجي ..!! ).

شعرت بالسعادة بعدما كتبت هذا و عندما أردت أن أعيد الورقة للحقيبة أفلتت مني و سقطت على قدم الشاب !!
فزعت بشدة و انتبه الشاب لهذا , فانحنى و التقطها , ابتسم وهو يعطيني أياها و يقول
_ تفضلي.. مم , هل حقا اليوم هو يوم ميلادك..؟!
حدقت به مذهولة , فقال بسرعة وهو يعتدل : آسف لقد وقع بصري مصادفة على هذه الكلمة..!!
قلت له سريعا : لا .. لا بأس أطلاقا .. آه نعم أنه يوم ميلادي..
و كدت أموت خجلا وهو يبتسم لي ابتسامه ساحرة و ينحني نحوي مجددا , قائلا
_: إذن كم ستبلغين أيها الشابة الجميلة ؟!.
شعرت بالدوار لكلمة هذه , و كاد يغشى علي.. ~~ وه كم هو ساحر ..!!
هو لم يعني شيئا بكلمته الجميلة سوى مجاملة لطيفة بريئة.. لا يبدو عليه أبدا أنه شاب لعوب..!!
أفقت سريعا و قلت : آ.. عشرون.. عاما..
أمسك بيدي فجأة وهو لا يزال يبتسم بحب , قال وهو يصافحني
_ ميلاد سعيد , آ.. لم أعرفك بنفسي.. يالا فظاظتي !! الجميع ينادني بـ توماس لكنك تستطيعين مناداتي بـ "توم".
ابتسمت بخجل شديد و يدي بيده , فقلت : فرصة سعيدة , أنا فلور..
اتسعت ابتسامته بمرح و هو يقول : اسمك جميل ,فلور يعني الورد بالإنجليزية أليس كذلك ؟ إذن ميلاد سعيد فلور
ياه كيف يتحدث معي بكل سلاسة و أنا بالكاد أتكلم معه ^^..
قلت له : أشكرك جداً.. للطفك..
ابتسم مشجعا و عاد لجلوسه مسترخيا , أما أنا فنمت قليلا..

نزلت من الطائرة و قد أضعت ذلك الشاب الملاك "توم" و لم أره , لكنني رأيت الرجل الوسيم الذي يرتدي بذلة أنيقة يلوح لي من بعيد .. اتسعت ابتسامتي بسرعة و أنا أنظر نحو أبي الحبيب أسرعت الخطى إليه..
ضحك عندما رآني و فتح ذراعيه و أنا ألقي بنفسي محتضنة إياه..
غمرني بحنانه وهو يقول : حبيبتي الصغيرة .. هل أنت بخير؟!.

آه كم شعرت بكل آمان الدنيا و دفئها مجتمعه هنا بين يدي..

مكونة أغلى إنسان بالوجود ( والدي ) .
منزل والدي ليس كبيرا جدا , لكن لديه الكثير من الغرف , وهو مليء بالتحف و اللوحات الثمينة .. يعمل والدي في مركز مرتفع في شركة صناعة كبيرة , رئيس لقسم ما.. المهم والدي شخصيته هادئة قليل الاختلاط نوعا ما اكتسبت هدوئي منه ^^".. لكنه محبوب جدا و لديه أصدقاء معينون هادئون مثله..
فكرت قليلا بأن في المستقبل أريد زوجا يملك مثل صفات أبي.. =^^=

نزلت من سيارته و هو تكفل بحقيبتي , عقدت حقيبتي الصغيرة تحت ذراعي و ركضت خلفه على الممشى العشبي لبيته الجميل..
ابتسم لي وهو يقول : أريد منك أن تخبرينني بكل شيء على الغداء ,فلور..
قلت له بكل سعادة : حااااضرة ^()^ _ ثم أردفت _ أبي اشتقت إليك ^^..
ابتسم لي ابتسامه أظهرت أسنانه الجميلة و قال وهو يحيطني بذراعه : و أنا أيضا ,ذكرتني بشيء ما أريد أن أخبرك به..
على الغداء وضعت حقيبتي بالغرفة التي دائما ما أقيم فيها عندما أزور أبي..
عدت إليه و وجدته بالمطبخ , تعجبت و قلت و أنا أرى أصناف الطعام على الطاولة
_ أبي هل طبخت كل هذا؟!.

ابتسم وهو يصب الشراب : لقد جهزته لك.. لا شك بأنك لا تأكلين جيدا . وجهك شاحب و تبدين نحيلة أكثر مما مضى..
ضحكت بخفه و جلست على الكرسي و أنا أقول : أن هذه هي الموضة المتبعة عند الفتيات..
جلس والدي مقابلا لي بعدما وضع أمامي كأسا كبيرة من العصير الطبيعي..
قال بهدوء : موضة هاه.. أنها طريقة مؤلمة للموت البطيء..!
عندما نطق والدي الكلمة الأخيرة , انقبض قلبي.. و توترت بشدة.. لقد تذكرت القلادة.. ماذا لو ..تعرض والدي للخطر أيضا..!!
حدق بي وهو يستقيم بجلسته ,قال ببرود : "كريس رافين" هو السبب أليس كذلك؟.

ظلت صامته و أنا أنظر نحو الملعقة , أكمل بصوت مختلف دافئ : أن هذا الصبي لم يعجبني منذ البداية.. دعكِ منه..
ابتسمت بوهن , و بداخلي صدى صوت يقول " لن أتركه بذلك الوضع . أن أحببت أحدا .. يظل الحب مغروسا في أعماقي..".
قلت بهدوء وأنا أتناول الطعام : أود أن أركز على دراستي و العمل ,فقط..
قال والدي فجأة وهو يشرب العصير : لماذا لم تردي على مكالمتي بالأمس.. لقد أتصلت مرتين ..؟!
تفاجئت و قلت : حقا ؟! , آه.. كنت.. بالخارج طوال اليوم..!
_ظننتك ستتصلين لاحقا , لكنك تبدين مرهقة .أحدث شيئا ما؟! أخبريني يا ابنتي..
قلت بسرعة و أنا علمت الآن سبب قلق والدي : كل شيء بخير,حقيقة .. لكنه العمل على ما اعتقد..
تناول والدي بعض الطعام و أنا أنظر نحوه , لا يبدو بأنه صدقني.. علي أن أظهر له أن كل شيء على ما يرام..
قلت بابتسامه و أنا أكل لقمة كبيرة : مالذي كنت تريد قوله لي..؟!

نظر نحوي متفحصا لثانية , ثم اعتدل و ابتسم لي بحنان و قال
_ نعم , كنت أريد منك أن تبقي و تعيش معي هنا..
اتسعت عيناي قليلا و أنا أكرر قوله :.. أعيش هنا..؟!!
أكمل والدي بسرعة : و تدرسين هنا . أجل.. لا حاجة لك أن تعملي ,أن عملي ممتاز جدا بالرغم من أنك كنت هناك ترفضين أن نرسل لك النقود.. و تريدين الأعتماد على نفسك.. لكنني أرغب بأن تكوني قربي هنا يا فلور..
فكرت بتوتر هل سأترك خلفي كل شيء هناك..؟! ماذا عن كريس..؟؟ أنه ليس بخير و أود أن آراه من فترة لأخرى..
قلت بهدوء : لكن أبي.. ماذا عن مدرستي و اصدقائي..؟؟!
رفع والدي أحد حاجبيه ساخرا , فهو يعلم بأنني لست جيدة بالدراسة و ليس لدي اصدقاء كثيرون !!
قال ببرود : توجد هنا أكاديمية خاصة ممتازة للفتيات , ابنة رئيس الشركة تدرس بها وهي فتاة متفوقة و مثالية جدا.. فكرت بأنك لو تكملين دراستك هنا سيكون كل شيء على ما يرام و أنا سأوفر لك كل ما تحتاجينه.. لا عمل لكن دراسة..

صمتُ قليلا مفكرة بردة فعل والدتي !!! ماذا ستقول أمي ؟!..
هل يسرقني والدي منها ؟! .. لا أن أبي لا يقصد فعل هذا مطلقا . هو قلق بشأني فقط..

قلت بهدوء و عيني على الطاولة : أنا سأفكر بالأمر ,أبي..
فجأة سمعته يقول : لا بأس حبيبتي , كلمي والدتك..
حدقت بوالدي مندهشة و قلت : هل قلت لها شيئا.. ؟!
هز رأسه نفيا وهو يشرب بعض العصير.. ابتسمت له بحب ثم تناولت الطعام كنت أشعر بسعادة غامرة فجأة..
لا يزال أبي رائعا وهو يكن لأمي مشاعر خاصة , و هذا ما يرفع ضغط دمي ,لم لا يعودان لبعضهما ؟!
نهض أبي و قال بابتسامه : خذي قسطا من الراحة.. غدا لدينا رحلة على مركب أحد أصدقائي و سأخذك لرؤية مكان رائع.. ستحبينه..

نهضت و قلت بمرح : واو مركب هذا رائع.. هل نذهب للبحر ؟!
قال والدي وهو يضحك : ليس البحر حبيبتي , أنه نهر التايمز ما أقصد..
أحمر وجهي خجلا .. كيف يوجد بحر في منتصف لندن ؟!! غبائي هذا لا يتركني..!!.
_ أترغبين بالذهاب للبحر ,فور ؟!.
قلت بهدوء و أنا أحاول أن أكون متزنة و عاقلة : أرغب فقط بالذهاب الى المكان الذي تكون أنت فيه..أبي.
نهضت نحوه و أنا احتضنه بين ذراعي , قبل رأسي و قال بحنان : لهذا أريد بقاءك قريبة مني.. حتى أراك لاحقا عروسا جميلة..
أحمر وجهي بسرعة و ضحكت بتوتر و أنا أقول : ههه ..هذا لن يحدث إلا بعد زمن طويل..
... نمت في غرفتي بعمق بعد حمام دافئ , فـ لندن جوها بارد قليلا عند المساء..

سمعت والدي يوقظني على العشاء و كان صوته قريب ,لكنني لم أنهض إلا منتصف الليل..
قصدت دورة المياه , ثم نزلت لشرب الماء.. سمعت صوتا ما عند نافذة المطبخ , تكة خفيفة !!
اقتربت و فتحت النافذة بهدوء , نظرت و لم أجد شيئا سوى الظلام و الشجيرات الصغيرة المحيطة بالمنزل..
أردت الصعود لغرفتي ..لكنني لمحت شيئا ما بغرفة الجلوس "الردهة" ..بالرغم من أنها مظلمة..!!
ضيقت جبيني و قلت بنفسي " ما هذا ؟! هل يمكن أن يكون آرثـر ؟! "..
دخلت الردهة و مددت يدي نحو مفتاح الضوء.. أشغلته , لكنه لم يعمل..
توجست بنفسي , و شعرت بالتوتر .. ظللت أحدق بالأركان المظلمة بالغرفة لثانية ..
ثم أحسست بشيء مريع يقف خلفي.. و برودة تسري بين ساقي..!!
التفت ببطء.. و أنا أحدق بظل مخيف .. لمخلوق طويل و مرعب ..عيناه حمراوان و شكله يوقف القلب..
اتسعت عيناي و صرخت بقوة لأهرب منه.. لكنه أمسكني من قدمي و رفعني عاليا و أنا أنقلب رأسا على عقب..!!
حاولت الصراخ مجددا لكنني لم أقدر..
اللعنة ما هذا الشيء الذي يهاجمني..؟؟!! سوف يقضي علي..
حاولت الصراخ ثانية و ثالثة لكنني لم أقدر و كانت أنفاسي نفسها حبست و قلبي يضرب بقوة كالطبول.!!
كسر زجاج النافذة من خلفي و أنا أشعر بأن هذا الشيء يريد أن يحلق عاليا و هو ممسك بي..!!
لكن أتى ضوء أبيض و رأيت القط قد أتى وهو يقفز على هذا الظل المرعب و يسقطه لأسقط أنا أيضا..
تألمت لكن ليس بشدة , فلتفت لأحدق بالقط وهو يقطع الظل بمخالبه , حتى اختفى أو تلاشى !!
أخذت أتنفس بصعوبة و لم يقدر عقلي على فهم ما حدث للتو.. كل شيء حدث بسرعة و خلال ثوان..!
فجأة سمعت صوت والدي يناديني بقلق : فلــور... فلور..!!
دخل الى الردهة وهو ممسك بعصا حديدية , فتح الأضواء.. أخذ يحدق حتى رآني جالسة على الأرض..
ركض نحوي وهو يحتضنني ثم أمسك بوجهي بين يديه الدافئتين قال بقلق بالغ محدقا بي
_ حبيبتي , هل أنتِ بخير ؟! , سمعت صراخك.. مالذي حدث..؟!
تنفست بعمق و أنا أريح رأسي على صدر والدي.. قلت بهدوء له : لقد تخيلت فقط ..أعني تعثرت..
_ ما هذا القط ؟! . سأل والدي بتعجب وهو يكمل _ النافذة مفتوحة..!!
رأيت "نايت" القط واقف هناك و يبدو طبيعيا جدا , و النافذة من خلفه مفتوحة لكنني متأكدة بأنني سمعت صوت كسر شيء ما..!
احتضنني والدي وهو يقول بارتياح : المهم أنك بخير.. لقد خفت بشدة عليك..
ابتسمت بوهن و أنا أنظر نحو "نايت" الذي هر بصوت خفيض..
صباح اليوم التالي أفقت بتعب من النوم و أنا أشعر بصداع فضيع و ألم بكل عضلاتي.. لم أكن أرغب بالاستيقاظ باكرا , لكن لأجل والدي..

رأيته بالمطبخ يعد الإفطار و بيده اليسرى هاتف محمول , كان يرتدي جينزا أسود و قميص أبيض رائع عليه , لم أصدق بأن أبي في الواحد و الأربعين من العمر.. يبدو أصغر بكثير.. و جسده رياضي ممشوق..
قلت له و أنا أدخل المطبخ : صباح الخير أبي..
_ رد علي بابتسامه : صباح الخير حبيبتي..
ثم كلم بالهاتف : سنتحدث لاحقا.. إلى اللقاء.. قال لي وهو يمر من خلفي : لقد استيقظت باكرا هل أنت بخير..؟!
ابتسمت له : نعم , أنني بخير , آه هل هذه فطائر بالجبن..أحبها..
قبلني والدي على رأسي وهو يقول : أعلم هذا لذا حضرتها لك.. تناوليها كلها الآن.. هل تحبين الحليب بالعسل ؟!
قلت بسرعة و أنا أحشو فمي بالأكل : نعم..^^..
أشعر بأنني طفلة صغيرة مدللة أمام والدي فقط.. أتصرف بدلال و مرح.. ^^
جلس والدي أمامي وهو يسكب الحليب و يقول بحب : لقد حضرت لك مفاجئة ليوم ميلادك.. في المركب وضعتها , أتعرفين صديق عائلتنا "جوناثن" ؟!
قلت له : نعم.. _أتذكر هذا الرجل جيدا فهو من يجلب لي الهدايا في كل رأس سنة عندما كنت طفلة .. و هو يتنكر كبابا نويل..!!
أنه شخص لطيف و يعمل مع والدي..
أكمل أبي : المركب ملكا له و سنغادر بعد ساعتين تقريبا كوني مستعدة اتفقنا..؟
قلت بمرح : أجل أبي..
عندما كنت بغرفتي أستعد ..تذكرت ما حدث في متصف الليل , شعرت بخوف كبير, قلت بقلق و أنا أحاول التماسك
( ما يكون ذلك الشيء...؟! لقد شعرت حقا و كأنني بفلم رعب , ثم تذكرت حادثة الحمام ~~ , أنني متأكدة بأن هناك شيئا ما مرعبا سحبني للأسفل محاولا أغراقي..!! أن آرثـر لم يصدق هذا.. هل... هل أتعرض لخطر مختلف عن الحوادث التي تحصل لي..؟!! أيمكن أن يكون هنالك أشياء آخرى تلاحقني؟! ).

غطيت وجهي بيداي برعب , و أخذت أهمس دون شعور مني
_ أنني خائفة ... أنني خائفة... قد أموت أو يتأذى والدي...
شعرت بشيء يمسح عند قدمي , فزعت و أبعدت يدي سريعا ,
رأيته "نايت" القط حول قدمي وهو يحدق بي بعينيه الزرقاوين..
جلست و احتضنته و أنا أقول : هل ستبقى تحميني ؟! , لا تتركني أرجوك..
حدق بي والدي و أنا أنزل السلم و قد ارتديت بنطالا مخمليا بلون بني و قميص قصير الأكمام من فوقه ستره فاتحة اللون و بين ذراعي "نايت".

_ همم .. هل هذا القط الذي أفزعك بالأمس..؟! أصبحتِ صديقته..!!
ضحكت بتوتر و قلت : أنه لطيف و جميل جدا..
ابتسم والدي وهو يخرج قبعة جميلة وردية من خلفه و وضعها على رأسي وهو يقول بابتسامته الدافئة :
_ لقد اشتريتها لك.. أنها جميلة عليك..
قلت له وأنا أمسك بيده و نخرج معا من الباب : شكرا لك أبي..
اتسعت عيناي و أنا أرى أمرآة شابة تقف عند سيارة والدي , شقراء و جميلة جدا.. لوحت لنا و هي تضحك..
قالت وهي تتقدم و تصافحني : أهلا فلور بلا شك.. لقد حدثني إدوارد عنك كثيرا.. كم أنت جميلة.. أنا "روين" صديقة والدك و زميلة بالعمل..
صدمت قليلا منها لكنني قلت ببرود : أهلا بك..
التفتت نحو والدي و ابتسمت بنعومة وهي تعدل من قميصه بجرأة , قالت بنعومة : لقد أتيت لاصطحابكما.. جوناثن ينتظر منذ ساعة تقريبا..
قال والدي بهدوء وهو يبتسم بخفه : كلا سنذهب أنا و صغيرتي بسيارتي و أنت ألحقي بنا روين..!

لم أشعر بالراحة قط.. انقبض قلبي بقوة و أردت أن أضرب هذه المرآة لأبعدها عن أبي ><".. هذا ما كان ينقصني..!! و أمام عيني ..!!
آه أين أمي لترى هذا..!!





انتهى الجزء


ما في أسئله


مع السلامه
  #19  
قديم 05-16-2015, 04:17 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيدة الظلام العجيبة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم كيف حالك شكرا علي الدعوة كان هذا لطف منك ويشرفني ان اكون اول من يرد عليك البارت رائع جدا قمة في الابداع لقد احببته انه مدهش باانتظارك في الفصل القادم علي احر من الجمر اعتبريني من المتابعين ولاتنسيني في الفصل القادم
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
العفو
انتي الأروع حبيبتي
اعتبرك متابعه من اول رد لك
ما رح انسانك
  #20  
قديم 05-16-2015, 04:47 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك اليوم شكرا علي الدعوة البارت رائع جدا قمة في الابداع واسلوبك مميز ولكن مااحزنني عدم ظهور ارثر في البارت باانتظارك في الفصل القادم ولا تنسيني بجديدك
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمير حب (قصه عن ناروتو ) القاصف 99 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 17 02-19-2014 02:46 PM
رواية [أمير الظلام] رواية روووووووعه جربوا ما راح تندموا يسلمـــووو يسلمـــوووو أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 12 06-09-2012 06:04 PM
كلب الأمير.....أمير المعلم سطح نكت و ضحك و خنبقة 24 09-26-2009 09:33 AM
شعر أمير الشهر عيون الطفولة أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 8 10-16-2006 09:13 PM


الساعة الآن 11:44 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011