عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الأدبية > شعر و قصائد > نثر و خواطر .. عذب الكلام ...

نثر و خواطر .. عذب الكلام ... القسم يهتم بالادب النثري والخواطر والكلمات الرومانسية والوجدانية المكتوبة باللغة العربية الفصحى.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-09-2015, 02:30 PM
 
Arrow المنجــــــم المهجــــــور !!

بسم الله الرحمن الرحيم

[frame="5 80"] المنجــم المهجــور !! [/frame]
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
[frame="2 10"] [justify] القسوة تمثلت في حجارة الذكريات .. وقد شابها غبار الزمن بالنسيان .. من منجم لمنجم نبحث عن ذلك الماضي .. حيث المكان الذي يمثل مهد الأحباب .. وحيث الذهب الذي كان ذات يوم يتلاعب بالألباب .. فكان الذهب وكانت الأحجار .. وقد اختفى الغالي النفيس ليبقى المتوفر الملول .. ومع ذلك فإن الذي يجاور السعيد يسعد .. فتلك الأحجار رغم قسوتها نالت شرف المعية في يوم من الأيام .. وقد سألتني الأحجار في حيرة ما الذي أتى بك بعد طول الغياب ؟؟ .. فقلت لها أشتاق لرائحة العبق رغم غياب الشمس خلف الضباب .. ولقد كانت لنا جولات فرح ورقص في مواسم الحصاد .. وأعلم يقيناَ أن الدوائر لن تدور كسابق العهد في الوقت والميعاد .. ومع ذلك فإن الفاقد التواق يتحايل الأسباب .. وينقب عن الأسرار المستحيلة في قاع الجب والأغوار .. كما نعلم جيداَ أن تلك الشموس لا تتردد في المسار ولا تعيد الخطوات .. ولا تنظر أبداَ للخلف وللماضي وللذكريات .. ولا تلتفت حين ينادي المنادي بشغف وإلحاح وإصرار .. ولا تقبل حجة الأسف والاعتذار المشوب بالعبث والهفوات .. فهي تمشى واثقة الخطى لتتوارى خلف الشفق للسبات .. وعلامة الظلام توحي بأن الشمس قد تخطت سياج السواقط تحت الأقدام .. وتناست آثار الهوامش خلف المحراب .. تجرد يعني قوة الاستغناء .. وشموخ يعني أن السماء لأهل السماء .. ومع ذلك فإن سياج الأثير لا تستطيع أن تمنع القلوب من الهواجس والأهواء .. ولا تستطيع أن تحجب عن العيون علامات الشفق عند المساء .. وذلك العطر رغم أنه محبوس في خزانة الأقوياء إلا أن العبق يتحدى ليعبث بالأجواء .. ونحن نعلم قوة الاستحالة في شمس تترفل فوق سرج الكبرياء .. غير أننا لا نمل ولا نكل من ملاحقة البصيص من الأضواء .. والعودة للمنجم المهجور نزعة تجبر نفساَ ظامئة لترتوي بماء الرمضاء .. فتلك الأحجار وتلك الآثار وتلك الذكريات التي تؤرق بالأصداء .. وباحة المنجم ظلام يفتقد شمساَ إلا أن الخيال يمتلك طيفاَ يفوق الشمس في الضياء .. وتلك خيام الأمل ننصبها بجوار الموتى ويكفي أننا ما زلنا في زمرة الأحياء . [/justify] [/frame]

( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ـــــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:34 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011